من ينظر إلى واقع أمَّتنا المسلمة –الثقافي والفكري- يدرك ما آلَ إليه أمرنا من تبعيَّة ثقافية وفكرية، جعلتْ عقولنا تستنيم لكل ما يُلقى إليها، حتى صارت لدينا مسلَّماتٌ خادعة وبدهيات كاذبة، ترتاح إليها العقول وتؤمن بها! وكان من ثمرة هذه التبعية أن ثقافة عصرنا –في جُملتها- تدور على التهجُّم على تاريخنا السياسي والفكري، والسخرية منه، وازدراء علمائنا وأئمتنا، وفي المقابل الحديث عن أمجاد الغرب وتقدمه وعظمته!
ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتناول هذه الظاهرة –التبعية الثقافية- ومعالجتها؛ ببيان معنى التبعية، والعوامل والوسائل التي أدَّت إلى هذه التبعية، ثم بيان مظاهرها وآثارها، وكيف النجاة منها. وقد التزم المؤلفُ بالأسلوب العلمي الهادئ، الموسوم بالموضوعية والدقة المنهجية أثناء معالجته هذه الظاهرة.
(1348- 1431 هـ/ 1929- 2010م) وُلد العالم الجليل الدكتور عبد العظيم محمود الديب في قرية كفر إبري التابعة لمركز زفتى محافظة الغربية بمصر في عام 1929م
وحفظ القرآن الكريم منذ صغره في كتّاب القرية وهو دون العاشرة، التحق بالمدرسة الإلزامية لمدة 5 سنوات تمهيدًا للالتحاق بالأزهر؛ حيث كان لزامًا على من يدخلون الأزهر أن يكونوا من حفظة القرآن، ثم أتمَّ تعليمه في المعهد الديني الثانوي بمدينة طنطا في محافظة الغربية، أنهى دراسته الثانوية بمعهد طنطا الديني بعد 9 سنوات دراسية وهو في سن الثامنة عشرة، التحق بكليتي أصول الدين بجامعة الأزهر ودار العلوم في وقت واحد، وفي السنة النهائية علمت إدارة كلية دار العلوم أنه يدرس في كليتين في آنٍ واحد فخيرته بين إحداهما، فاختار استكمال الدراسة في كلية دار العلوم وتخرَّج فيها عام 1956م. التحق بكلية التربية لمدة عام، وحصل منها على الليسانس حتى يكون مؤهلاً للعمل بالتدريس، حصل على الماجستير عام 1970م في تحقيق كتاب "البرهان" لإمام الحرمين الجويني، ثم حصل على الدكتوراه عام 1975 عن "الإمام الجويني: علمه ومكانته وأثره ومنزلته"، وغادر مصر متوجهًا إلى قطر عام 1976م؛ حيث أصبح أستاذًا ورئيس قسم الفقه والأصول بكلية الشريعة جامعة قطر سابقًا، ومدير مركز بحوث السيرة والسنة فيها بالنيابة. كان يمقت الخلاف، ويكره العنف، ويكف يده ولسانه، لا يجهل على جاهل، أو يرد على متطاول، قضى ما يقرب من عشرين عامًا في التنقيب في حروف كتاب واحد كبير لإمام الحرمين الجويني- هو نهاية المطلب في فقه الشافعية- وهو أحد الكتب التي قام على خدمتها.
، كما شارك علماء الأمة وقادة الحركات الإسلامية في إصدار بيان في الإثنين 2 جمادى الآخرة 1422 هـ، الموافق 21 أغسطس 2001م، تحت شعار: "أقصانا لا هيكلهم" للتضامن والمناصرة مع أهل فلسطين، وفي 26 رجب 1428 هـ، الموافق 9 أغسطس 2007م، أصدر مع لفيف كبير من علماء الأمة نداء لفك الحصار الخانق عن شعب غزة وعن العالقين في رفح. تربى عبد العظيم الديب على العلامة المحقق شيخ العروبة فريد العصر إمام العربية أبي فهر محمود محمد شاكر تعالى، كما تتلمذ أيضًا على يد العلامة المحقق عبد السلام هارون، والعلامة الفقيه مصطفى أبو زيد، والعلامة الأصولي عبد الغني عبد الخالق رحمهم الله تعالى. إن العلامة الدكتور عبد العظيم الديب من تلك المدرسة التي أنشأها آل شاكر رحمهم الله تعالى، وأهم ما يميز تلك المدرسة أن كل من تخرج فيها علماء مشايخ أفراد بين أقرانهم. فإذا كان العلامة المحدث الفقيه الأصولي اللغوي محدث الديار المصرية باعث النهضة الحديثية شمس الأئمة أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر أشهر هذه المدرسة ومنشئها، فإن
لطيف للغاية، بيبحث مسألة هامة جدًا والكتاب نوعًا ما يعد حديث، صدر عام ٢٠٠٠ فاستشهد بأحداث كثير منها قريب ولذلك رونق عند كل من يدّعي بأن "كان زمان أيام العز!" في الكتاب شيء من القومية أكثر من الهوية الإسلامية لمسته ربما جعل الكتاب ناقصًا رغم تنبيهه واعتنائه بقيمة الدين في الثقافة والهوية لدى الأمة ولكن لم يحمل مفهوم الأمة على محملها الأوسع فيما رأيت.. الأفكار مرتبة ومنسقة، الجهد واضح في البحث، الكثير من الاستشهادات من أعلام الغرب أنفسهم، والمستشرقين والعرب، وبيان موقف كل منهم منا، لذلك الكتاب ربما يكون خطوة جيدة على طريق فهم الثقافة وسلطتها وموقف الأمة من تلبس ما ليس لنا.
(من ينظر إلى واقعنا الثقافي والفكري يُدرك ما آل إليه حالنا من تبعية ثقافية وفكرية تزداد يوماً بعد يوم حتى وصلت إلى عبودية فكرية جعلت عقولنا تستنيم لكل ما يُلقى إليها)
أصبحت ثقافة عصرنا تدور على محورين، لا ثالث لهما.. المحور الأول: التهجم على تاريخنا السياسي، بل والفكري، والسخرية منه، وازدراء علمائنا وأئمتنا، واتهامهم زوراً وظلماً بالقصور والتقصير. المحور الثاني: الحديث عن أمجاد الغرب، وتقدم الغرب، وعظمة الغرب، والفجوة الحضارية التي بيننا وبين الغرب، ويفزِّعوننا وينذروننا بأن مسافة التخلف تزداد عمقاً واتساعاً. هكذا، عين على ماضينا نحاكمه، ونجلده، ونصفعه، ونبرأ منه، وعين على الغرب نعظمه، ونجلّه، ونمجدّه، حتى نشعر نحوه بالهوان والضعف والاستسلام.
"إن الأمم لا تُهزم في ساحة المعركة الحربية، وإنما هُزمت قبل ذلك، وتأتي الهزيمة العسكرية مثل رصاصة الرحمة، إيذاناً بأنها (الآن) عب على الحياة"
♡ مفهوم الثقافة.. هي كل ما فيه استناره للذهن، وتهذيب للذوق، وتنمية لملكة النقد والحكم لدى الفرد، وتشتمل على المعارف والمعتقدات والفن والأخلاق وجميع القدرات التي يسهم بها الفرد في مجتمعه. ولكل جيل ثقافته التي استمدها من الماضي، وأضاف إليها ما أضاف في الحاضر، وهي عنوان المجتمعات البشرية. وقد اختار الكاتب عنوان بحثه "التبعية الثقافية" كمركب وصفي يعني بالتحديد: خضوع النشاط الثقافي للشخص أو الجماعه لمبدأ خارج عنها، وهي تقابل استقلال الذات.
♡ وكلاء توزيع الفكر الغربي.. "لقد تحررنا من الاستعمار، ولكن ما زلنا نعتمد عليه في الغذاء والكساء، وفي السلاح، وفي الثقافة والعلم"
تحت هذا العنوان المُعبر أدرج الكاتب العديد من الشهادات التى اتفقت على أنه ليس عندنا فكر عربي ولا مفكرون عرب، بل لدينا وكلاء لتوزيع الفكر الغربي (مجرد نقله وملخِّصون) ويرى الكاتب أنها شهادات صائبة في مجملها ولكن يشير إلى وجود مفكرين وعلماء ومصلحين في أنحاء العالم الإسلامي كان لهم أثر عظيم مثل: عبد الحميد بن باديس و محمد عبد الوهاب وغيرهم.
♡ فظيع جهل ما يجري.. يحدثنا الكاتب عن الدراسات الاستشراقية، وأنها قامت بعملين هما: الأول: دراسة الشرق دراسة كافية شافية من جميع النواحي. "وما عكوفهم الدائب على المخطوطات وفك رموزها وفتح مغاليقها إلا للدخول إلى أعماق العقل المسلم، لمعرفة كيف يفكر، وكيف يدبر، واقتحام القلب المسلم لمعرفة كيف يحب، وكيف يكره، حتى جاز أن نقول أنهم يعرفوننا تاريخاً وحاضراً وعلوماً وفنوناً وعقيدة وشريعة وأرضاً وزرعاً، واقتصاداً وتجارة أكثر مما نعرف أنفسنا" الثاني: أنهم رسموا صورة شائهة كاذبة خاطئة للإسلام وللمسلمين، وقد أشاعوها بين شعوبهم، وربُّوا عليها أبنائهم وصغارهم وشبابهم، ينشئونهم على ذلك تحصيناً لهم ضد الإسلام حتى لا يدخل الإسلام في قلوبهم ويتكرر ما كان في الأندلس، ومن ناحية أخرى حتى تغفر الشعوب لحكامها ما ترتكبه من جرائم في حق هؤلاء المسلمين المتوحشين.
♡ غزاة لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري.. وتحت هذا العنوان البديع الذى يرسم صورة معبرة يتحدث عن الوسائل التي أدت للتبعية الثقافية حتى أنشأت ما نطلق عليه جيل "الشتات الفكري والثقافي".
وهذه الوسائل هى: الصحافة - التعليم - الفنون - البعثات الدراسية - التنصير - تشويه التاريخ - الجامعات - الحملة على اللغة العربية - تغيير القوانين ونظام التقاضي - إثارة النعرة القومية. وهناك وسائل أخرى ممكن أن تضاف إلى هذه الوسائل ويمكن أن تُعتبر نتيجة لهذه الوسائل مثل: زعزعة سلطان الدين.
♡ مظاهر التبعية الثقافية.. أجملها الكاتب فى ثلاثة نقاط:
(١) بديهيات ومُسلَّمات كاذبة خاطئة. يأخذها الناس من المسلمات التى لا نقاش فيها. ومنها: ▪︎ أننا كنا نعيش في ظلام وموات حتى جاءت الحملة الفرنسية. ▪︎ أن اتصالنا بفرنسا هو الذي علمنا معنى الحرية وأخذ بيدنا في مدارك الحضارة والنهضة. ▪︎ الاستعمار التركي كان سبب نكبتنا وتخلفنا. ▪︎إن تنحية الدين عن المجتمع سبيل النهضة والانطلاق والتحرر. وغيرها الكثير مما قام الكاتب بالرد عليه وبيان خطأه.
(٢) مصطلحات ومفردات مستعارة لغير موضعها. ذكر نماذج للعديد من المصطلحات - مثل: العالمية، عصر النهضة، القرون الوسطى والشرق الاوسط - والتي وقعنا في أسر ترديدها واستخدامها غافلين عن مدلولها وعما تعنيه في الثقافه الغربية التى أطلقت هذه المصطلحات.
(٣) وجدان ممسوخ مشوه ونعني بهذا السيطرة على الجانب العاطفي والانفعالي في الإنسان، وهي مرحلة أبعد وأبلغ من الجانب الفكري والمعرفي، ولا تكون إلا بعد مرحلة طويلة من الخضوع الفكري والتبعية الكاملة، والاستسلام لكل ما يُلقى إلى الإنسان، ثم يكون تشكيل الوجدان وصياغته، وهذا غاية التبعية الثقافية ونهايتها. فالذي نعنيه بتشكيل الوجدان هو الوصول إلى درجة استحسان التابع كل ما يصدر عن المتبوع، والذي يمكن أن يكون تعبيراً عنه المثل القائل: (حبك الشيء يعمي ويصم)
♡ كيف الطريق الى ثقافتنا ثم عرض الكاتب عناصر ثقافتنا ووسائل بنائها والمحافظه عليها، والمتمثلة في: ١) الدين. ٢) اللغة العربية ٣) التاريخ الإسلامي ٤) التراث (بكل مكوناته من علوم الدين، والرياضيات والطبيعيات والآداب) ٥) دراسة واقع العالم الإسلامي بكل إمكاناته ومشكلاته ٦) دراسة واقع العالم الأسيوي والأفريقي. ٧) دراسة العالم الغربي دراسة واعية، لا على مستوى نجوم هوليود وليالي باريس، ولكن على مستوى فهم ثقافة القوم وتفكيرهم، لكي نعرف كيف نفسر تصرفاتهم وما وراء خططهم وقراراتهم. ٨) صناعه مناهج تعليمنا من الحضانة إلى الجامعة صياغة نابعة من قلب ثقافتنا وعمادها الدين. ٩) إعادة القرآن الكريم لمكانته في ثقافتنا وتعليمنا حفظاً وفهماً. ١٠) إعادة المسجد لمكانه ومكانته.
♡ ليست التبعية هي الخطر.. يُصرح الكاتب هنا أن الخطر الأكبر الآن ليس من التبعية الثقافية أو من الثقافة الغربية، بل الخطر الأكبر هو ثقافة التجزئة، في الثقافة الإقليمية الضيقة، في ثقافه التراب والأحجار. "بالطبع لا حرج إطلاقاً في الاعتزاز بالوطن، فذلك أمر فطري، لكن الذي نحاذره ونخشاه أشد الخشية، هو هذه الكتابات الغير مسؤولة، بل المغرضة، التي جعلت من حب الوطن والاعتزاز به، تهويناً وتحقيراً لشأن الآخر، وجعلت تغرس مشاعر الاستعلاء، والتنفخ على الآخرين، وازدرائهم".
يبدأ الكاتب في هذا الكتاب بتعريف الثقافة وتعريف التبعية ثم هاجم بشراسة بالاستشهاد بمفكرين سابقين لعصره استسلام المجتمع لهذه الظاهرة حيث قال ( بضاعتنا تذهب لاوروبا ويحدث فيها بعض التعديلات ثم تعود الينا بشكل شيء مصدر فننبهر بها) واستنكر ان اليوم تحول العلم الى ترجمة فاقتبس قول يوسف القعيد عندما قال " عندنا ابن خلدون لكننا ناتي بعلم الاجتماع مرة من كانت ومرة من ماركس وغيره" وسمى المفكرين متبنين الفكر الغربي (وما اكثرهم) بوكلاء توزيع الفكر الغربي
اكد الكاتب ان الامة العربية لم تعقم ولن تعقم من المفكرين الاصلاء الذين يحاولون ان يجعلو من الغرب موضوعاً للدراسة لا ان يظل مصدراً للعلم وبهذا نكون قد تحررنا حقاً من الاستعمار
تحدث عن الاستشراق والمستشرقين الذين ماهم بنظر الكاتب الا علماء ومفكرين يبحثون في فكر المسلم وتاريخه في محاولة لتنصيره بالادوات السلمية عن طريق فهم طريقة تفكيره وفك الرموز والمخطوطات العربية في محاولة من الغرب لتنصير المسلمين وتشويه صورة الاسلام بطريقة يتقبلها العقل المسلم وهذا خوفاً من ان يدخل الاسلام في قلوب ابماء الغرب 😅😅😅 واجد شخصياً ان الكاتب بالغ بشدة في شيطنة الغرب
تحدث الكاتب عن مظاهر التبعية منها الطائفية ووالعوامل التي ادت اليها والتي بدأت بعد الحملات الصليبية العسكرية منها السيطرة على الاعلام عن طريق اخويات ولدت في بلاد الشام ثم هاجرت الى مصر بخطة ممنهجة شرحها الكاتب وتشويه التاريخ ومحاولة تشويه اللغة العربية والحملات التبشيرية واسباب اخرى بصراحة ايضاً لم اقتنع تماماً بما جاء في هاتين الفقرتين فاعتبر ان ادخال مصطلحات جديدة على اللغة العربية (كالراديكالية والوجودية والايديولوجية) من اشد مظاهر التبعية للغرب اذ لم نستبدلها بمرادفات عربية قحة
وجد الكاتب الحل للتخلص من تبعيتنا السائد للغرب عن طريق البدء من انفسنا كما قال مالك بن نبي في شروط النهضة " غير نفسك تغير التاريخ" كما حمل المفكرين العرب مسؤولية اعادة بناء مجتمع عربي ذو طابع وفكر عربي بعيداً عن اي وجه من اوجه التبعية وضرب مثال في التبعية تركيا للاوربيين عندما فرض اتاتورك كل مظاهر المجتمع الغربي على الاتراك ومع ذلك لم يقبل بهم الغرب كدولة اوربية وذلك لتاريخهم واصلهم المشترك مع العرب والشرق واكد " لن يقبلوكم شهادتهم ناصعة بذلك"
الحل باعادة احياء اللغة العربية والتراث والثقافة العربية العلوم والثقافة والدين الاسلامي واصلاح الانفس ودراسة العلوم والمجتمعات الغربية
تقريباً وجدت ان الكتاب فيه الكثير مما يؤكد نظرة مالك بن نبي لاعادة نهضة الامة العربية ولكنه متحامل على الغرب ومؤمن بشدة بنظرية المؤامرة
. . " المكتوب بين من عنوانه " يتحدث الكاتب عن ضايع الهوية الثقافية الخاصة بالمواطن العربي وحالة التخبط وإزدواج المعايير التي أثرت حتى على صناع القرار السياسي له .
ويبدأ الديب الكتاب بتعريف الثقافة من حيث الإصطلاح واللغة موضحاً أنواعها من كونها ثقافة فردية أو إجتماعية كذلك الفرق بين الثقافة الفردية والحضارة الإجتماعية ، بعدها انتقل لتعريف التبعية وأعجبني اللقب الذي أطلقه المؤلف علينا وهو " وكلاء توزيع الفكر الغربي " اذ يرى الديب أننا كمواطنين عرب تأثرنا بعدة عوامل ساهمت بشكل ما في إعتمادنا الكلي على إستقطاب الثقافات المختلفة وخاصة الأوربية منها ومن تلك العوامل : الإعلام متمثلاً بالصحافة ، التعليم ،الفنون البعثات الدراسية ، الجامعات والحملة الموجهة ضد اللغة العربية والتي جعلتها تتراجع حتى في الدول التي يفترض بها أن تكون الموطن الأم لهذه اللغة .
طرح الكاتب ذكرني بطرح الكاتب الجزائري مالك بن نبي في سلسلة بناء الحضارة الإسلامية ، اذ يتبع الأسلوب ذاته في " جلد المعطى الثقافي الغربي"! #على_الهامش : أعجبني الفصل الذي تحدث فيه الكاتب عن تركيا كان أفضل فصل ورد في الكتاب بالنسبة لي .
الفكرة المستوحاةُ من عنوان الكتاب مثيرة للانتباه وتعتبر أبرز القضايا المطروحة على الساحة العربية والإسلامية في الآونة الأخيرة غير أنّ تناولها في هذا السياق المضيّق أفقدها الكثير من حيثياتها ومعالمها الكبرى فجاءت عبارة عن ورقةٍ بحثيةٍ تحاوِلُ اختصار النقاط التي يراها المؤلّف أساسية في المسألة وبناءا عليهِ في اعتقادي أنّ هذا المصنَّف في حاجةٍ إلى دراسةِ كل عنوانٍ فيهِ على حدا مع ضرورة التدقيق والتعميق لنخرج بنتائج علمية أكثر وضوحا وفائدةً. ثم أنّ التمسّك بالتقاليد الأكاديمية على هذا النحو لا سيم في المدرسة الإسلامية يفقد الكتاب شيءا من رونقه ووضُوحِه كونه يخنِقُ قدراتِ الباحِث ويشتت جهوده فيصبح همّه الأكبر ضبط الشكل العام والتقسيم المتداوِل عوض التركيز الكلي على الموضوع العام وهذه معضلةٌ مشتركة لاحظتها في كتابات من لهم صلة بالتعليم الشرعي أذ أنهم لا يفرّقون بين الرسالة العلمية وبين الكتاب من حيث الصيغة الأسلوبية والمنهجية. أتّفق مع أغلب ما جاء في الكتاب من أفكار غير أنّي أيضا أوافق بعض التعقيبات التي أوردها المعقِّب مثل تصوير التبعية الثقافية على نحو أُحادي والعرب على أنهم قومٌ مفعولٌ بهم، دون تحميل المتلقّين مسؤولية الخضوع لهذا الإستلاب الثقافي، ناهيك عن حالة الصراع المطروحة على الملكية الثقافية بين العرب والغرب وقد حاول المؤلِّفُ فيها التغطية على الفشل العربي في القرون الأخيرة بمسحةٍ تاريخية تذكر إنجازاتهم الكبرى في القرون الأولى وهو ما يؤكّد غياب صفة النقد الذاتي ومحاسبة المتبوع قبل محاسبة التابع. لكن يبقى العمل بالنظر إلى الظرف الزمكاني الذي أُلِّف فيهِ خطوةً موفقةً بإمكان الباحثين المعاصرين البناء عليها وتطويرها بإضافة جوانِب أخرى إستعانةً بمكاسب العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع والدراسات الأنثربولوجية والتاريخية.
. - ما المقصود بالثقافة؟ والتبعية؟ هل يوجد لدينا مفكرين؟ هل يتراود في ذهنك مفكر في عصرنا الحالي لم يتأثر بالغرب؟ هل الغرب يتحملون نتائج هذه التبعية؟ من المتسبب والمسؤول والمتضرر من انحناء الفكر؟ آلا يزعجك التقديس والمدح لكل ما يحدث في الغرب والتقليل من أنفسنا؟ متى سنعود إلى الواجهة؟ ما دورنا نحن كأشخاص عاديين في النهوض بالثقافة والفكر؟! . - حاول المؤلف البحث في التبعية الثقافية، والإجابة على هذه التساؤلات حسب ما يراه مناسب ومن وجهة نظره طبعًا. . - أسلوبه كان مباشر ومحدد وواضح، لا توجد به الكثير من الفلسفة، وهناك اقتباسات تدعم رأيه. . - عاب عليه المبالغة في بعض الآراء. . . #من_الكتاب: . - الثقافة ذات طابع فردي، والحضارة ذات طابع إجتماعي ومادي. . - التبعية: حال الشخص والجماعة التي يخضع نشاطها لمبدأ خارج عنها. . - فكرنا يذهب لأوروبا فتحدث فيه تعديلات ثم يعود إلينا فننبهر به، وننظر إليه أنه شيء جميل. . - لا يوجد للمجتمع العربي فلسفة عامة شمولية، ولازلنا نعتمد على الغزو في الثقافة والإعلام. . - لسنا لدينا مفكرون بل وكلاء توزيع الفكر العربي ومجرد نقله مخلصون. . - العوامل التي أدت للتبعية: الصحافة، التعليم، الفنون، البعثات التنصيرية، البعثات الدراسية، تشويه التاريخ، الجامعات، الحملة على اللغة العربية، تغيير القوانين ونظام التقاضي، إثارة النعرة القومية. . - أهم عناصر الثقافة لدينا: الدين، اللغة العربية، التاريخ الإسلامي، التراث (علوم الدين والرياضيات والطبيعة والآداب)، دراسة واقع العالم الإسلامي بكل إمكانياته ومشاكله، دراسة واقع العالم الاسياوي والإفريقي، دراسة العالم الغربية لفهم ثقافة القوم وتفكيرهم، صياغة مناهج تعليمية نابعة من قلب ثقافتنا وعمادها الدين،...
سأكتفي بذكر بعض الجمل التي علقت في ذهني من الكتاب: -الشجرة يجب أن يقطعها أحد أبنائها. - يعرفوننا أكثر من أنفسنا !!!! -غزاة لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري. - المعرفة قوة . - احتلال العقول بدلا من احتلال الأرض.
لا يسعني القول إلا انه مهمّ جدًا قراءته في هذا الزمن. موضوعه عن الثقافة و الفكر التي فُرضَت فرضًا على عالمنا العربي و المُسلم بهدف تغيير وجدان الأُمّة و تفتيت وِحدتها من الداخل. و الحقّ هذا الهدف رأيناه يتحقّق في زماننا.