هذا الكتاب يجمع مذكرات الدكتورة هيفاء ومقالاتها الناقدة لمختلف صور الأدب العربي؛ وهذا ما ذيلت به كتابها على الغلاف الأخير:
أي حقيقة؟ حقيقة عيشنا كله، حقيقة أن نتفرج على مظاهر الظلم والإنتهاك والفساد، بعيون خرساء وفم ألصق شفتيه صمغ الخوف. في قصة ( من الألف إلى الياء ) أحكي عن إمراة لديها صديقتان، إحداهما زوجة سجين سياسي، والأخرى زوجة ضابط مخابرات مستبد... بطلة القصة تنوس بين الضحية والجلاد، وتشعر بالإشمئزاز من نفسها التي تعجز عن إتخاذ موقف. هذا هو إنساننا – كما أراه – إنسان خائف على لقمة عيشه، وإنسان محاصر بألف مثال ومثل، عن ناس شجعان دفعوا حياتهم ثمناً لأفكارهم. لكن تلك القصص القصيرة لم تشف غليلي في كتابة رواية أفقا بها الدملة كما كنت أحس دوماً وأخاطب نفسي، رواية أتغلغل فيها كما يتغلغل مغامر في دغل غابة كثيفة عذراء... وكما ذكرت كنت أمسك القلم وأتحمل سخرية الصفحات البيضاء وأسرح في اللاشيء، كان عقلي فارغاً تماماً. صفحة بيضاء كتلك الصفحات أمامي... ولم تنفع كل الوسائل من ترهيب أو ترغيب لتحريض عقلي على التفكير في وضع هيكل للرواية، والبدء بالعمل، كعادتي، فأنا أعترف أنني غزيرة الإنتاج، وأنني حين أكتب أشعر أن فوراناً يتدفق من قلبي مباشرة إلى الورق
تخرجت من كلية الطب البشري من جامعة تشرين في اللاذقية بدرجة جيد جداً عام 1982. حصلت على الاختصاص بأمراض العين وجراحتها من مشفى المواساة بـدمشق عام 1986. سافرت بعدها سنة إلى باريس للاطلاع وتقوم حالياً بتحضير دراسة عن أسباب العمى في سورية وستقدمها للفرنسيين في مؤتمر طب العيون القادم.
عضو اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1994. حاصلة على جائزة أبي القاسم الشابي عن المجموعة القصصية الساقطة عام 2002 من بين مئة وخمسين مخطوط. تطبع رواياتها في أهم دور للنشر مثل دار الرياض الريس بيروت، دار الساقي بيروت ولندن، الدار العربية للعلوم بيروت، دار النهار، دار نلسن بيروت. تطبع لها اتحاد الكتاب العرب أربع مجموعات قصصية وكذلك طبعت لها وزارة الثقافة السورية. تنشر مقالات نقدية عن كتب في الدوريات العربية والمحلية مثل أخبار الأدب، العربي، الدستور.. الخ. لديها مقال أسبوعي كل أربعاء في جريدة الثورة ومقالاً ثابتاً في جريدة الجزائر نيوز كل ثلاثاء.
مجموعة مقالات ناقشت فيها الكاتبة هموم الإنسان ومتاعبه وبخاصة الإنسان العربي كمن يضع إصبعه على الجرح . .
تشعر وأنت تقرأ كلماتها أنها الصوت المكتوم الذي يصرخ في داخلك . .
تطرقت لمواضيع عديدة مثل سوء ترجمة الكتب، النظرة للمرأة الكاتبة، الفضائيات، نحن وأجسادنا والأدوية، ومقالات رائعة لا تحصى ببضع كلمات . .
أزعجتني بعض الأخطاء اللغوية والنحوية، التي تشعرني كما لو أنها الحجر الذي يتعثر به الطفل أثناء جريه، فكاتبة بمثل مساهماتها في عالم الكتابة، كم تمنيت أن يخلو كتابها من تلك الأخطاء . .
ناقشت الكاتبة بعض الروايات التي أتمنى قراءتها لكن لم أحب حرقها للأحداث . .
مجموعة من المقالات قامت بكتبتها الدكتورة هيفاء ، لم تضف لي الكثير ولم يعجبني أسلوب النقد الحاد الذي تلاه التناقض فكانت تسرد الصفحات لتنتقد شيئاً وبعد بضعٍ أخرى كانت تؤيده ، في الحقيقة النجمتان للقراءات الأخيرة أحببت فيها سردها الكثير للكتب واسماء المؤلفين وأساليبهم اللغوية