الكتابة بحد ذاتها فضاء فكري وانشغال يكتفي بنفسه، ونشاط إبداعي يمثل رغبة صاحبه ومشيئته أولاً، ويسعى إلى اكتشاف عوالم الجمال التي من دون إقحامها لا يستطيع أن يكون حامل هوية فنية تميزه عن غيره. و"سعدية مفرح" الكاتبة والشاعرة والناقدة الصحافية، هي بطلة كتابتها بما تقدمه من إنتاج أدبي، متعدد الأنواع والأغراض، تُعنى بالموضوعات التي يموج بها عصرنا الحاضر، وتقدم الكثير من الأدب الجاد شعراً ونقداً، ومقالة. أما عن كتابها هذا فتقول: "أما هذا الكتاب فهو إجابة بعد إجابة على أسئلة نبشت من قاع روحي الكثير مما تراكم فيه، وساعدتني على مواصلة رحلتي القديمة والمستمرة في سبيل اكتشاف لذاتي. وفكرة الكتاب نبعت من حوار طويل، أجراه معي أعضاء منتدى "مدينة على هدب طفل" على الإنترنت، وفقاً لآلية تطلبت مني أن أجلس كل يوم، لعدة ساعات وعلى مدى أكثر من شهر، أمام شاشة الحاسوب لأجيب بشكل كتابي مباشر على الأسئلة التي كان يضعها أعضاء المنتدى تباعاً. وقد وفرت لي تلك التجربة التي كانت جديدة بالنسبة لي قوة إضافية في مجابهة وهني الشخصي أمام جبروت السؤال وسطوته، فعلى الرغم من تعلقي بعلامة السؤال دائماً، وشغفي برسمها في نهايات الجمل كلما آن لفضولي أن يمد رأسه بين الكلمات الكثيرة إلا أنني كنت أشعر بالنقص والعجز أمام تلك القوة الكاملة الكامنة وراء تلك العلامة المعقوفة على فيض من الدهشة، والمنحنية بجمالية أخاذة على المزيد من الاحتمالات الغامضة (...)". وهكذا نبعت فكرة الكتاب من لقاء "منتدى على هدب طفل"، ولقاء جديد مشابه لذلك القديم أجراه مع الكاتبة منتدى "شظايا أدبية" فجمعت الكاتبة اللقاءين المتشابهين في الفكرة العامة والمنبثتين في فضاء الإنترنت المفتوح دائماً ضمن كتاب واحد يعتمد في مادته الأساسية على الأسئلة. "وها هو الكتاب وقد استوى على عرش واسع من أسئلة ذاتية قديمة تتجدد باستمرار حول الشعر والذاكرة وعلل الروح خصصت لها الفصل الأول، أما الأسئلة المنتشية بدهشة الأجوبة فقد توزعت على فصلين تفصل بينهما ست سنوات تقريباً، اختلفت فيها بعض الإجابات عن نفس الأسئلة، (...) وإن بقيت النكهة واحدة دائماً تحت سقف الشعر وحده (...) وها هو "سين" إذن.. يكتمل بجيم مفترض، ولا جيم نهائية حتى الآن".
شاعرة وناقدة وصحفية العمل الحالي: رئيسة القسم الثقافي في جريدة القبس الكويتية وكاتبة في مجلة العربي الكويتية وجريدة الرياض السعودية كما تشارك في كتابة مقالات نقدية ومراجعات صحفية أسبوعية وشهرية دورية في بعض الصحف والمجلات العربية. نشرت قصائدها في كثير من الصحف والمجلات العربية . ترجمت كثير من قصائدها إلى عدد من اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والسويدية والطاجيكية والفارسية . شاركت في أكثر من مؤتمر نقدي ، ونشرت عددا من الدراسات والبحوث النقدية في المجلات المتخصصة. صدر لها حتى الآن مجموعة من الكتب الشعرية وهي : ـ آخر الحالمين كان ـالكويت ـ1990ـ ط1،القاهرة ـ1992 ـ ط2 ـ تغيب فأسرج خيل ظنوني ـبيروت ـ1994 ـ كتاب الآثام ـ القاهرة ـ 1997 ـ مجرد مرآة مستلقية ـ دمشق ـ 1999 ـ تواضعت احلامي كثيراـ عمان/بيروت ـ 2006 ـ حداة الغيم والوحشة( شعريات كويتية) ـ الجزائر2007 ـ ليل مشغول بالفتنة ـ بيروت 2008 ـ قبر بنافذة واحدة(مختارات شعرية) ـ القاهرة 2008 تهتم بالكتابة الشعرية للطفل ، وأصدرت لها مجلة العربي الكويتية مجموعة شعرية للأطفال بعنوان " النخل والبيوت " . فازت بعدد من الجوائز الشعرية . صدرت عن تجربتها بعض الكتب والدراسات باللغة العربية والانجليزية أهمها كتاب " انتحار الاوتاد في اغتراب سعدية مفرح " للناقدة العمانية سعيدة بنت خاطر الفارسي. أحيت عشرات الأمسيات الشعرية قبل أن تتوقف عن إلقاء الشعر والمشاركة في مثل هذه الأمسيات لأسباب تتعلق برؤيتها النقدية لأمسيات الشعر بشكل عام . تنتمي لجيل شعري اهتم بكتابة القصيدة الجديدة بتجلياتها المختلفة ، وكتب عن تجربتها كثير من النقاد العرب العديد من الكتب و البحوث والدراسات والمقالات النقدية باللغة العربية والإنجليزية
" وما الشعر إلا دهشة.. دهشة ما تجاه شيء ما في هذا الكون اللامتناهي".. حوار طويل مع الشاعرة الكويتية سعدية مفرح ما بين كل سؤال وجواب حديث عن النفس والسيرة الذاتية عن عالم الشعر وقصيدة النثر, الوطن والكتابة والواقع الثقافي والحياة وما فيها من بهجة وخسارات وأحلام
سين، هي الإنسانةُ سعديّة تلكَ التي تتنفسُ الجَمالَ شهيقاً وتزفرهُ قصيدا..
سين، هي صكوكُ الحُبّ من سعديّة لا أقولُ هذا مجازاً.. أبداً لكنني فوق حبي لها، أحببتها بعفويتها أكثر في سين.. بإجاباتها التي تَغرفها من كوثرها المُقدس.. بروحها المُتهادية من جنانِ السّماء..
سعديّة.. هدية الرّب للحالمينْ، للعاشقين للباحثين عن الجَمال.. لا شيء سوى الجَمال بل الجَمال -بكُل بَساطة- .
لعل رواد المنتديات هم أدرى بالمواضيع التي تطرح فيه, ومما لم يغب عن أي ساحة هو "كرسي الإعتراف" حيث يكون الشخص مقيدًا زمنيًا بالكرسي ليجيب عن كل ما ينهال عليه من أسئلة بكل ما استطاع من قدرة. كما أن في ذات الكرسي تحررًا لخبايا النفس وأسرارها المكنونة. هذا كتابٌ مبدع.. يمكن أن أقول بأن ابداعه يبدأ قبل البداية ولا ينتهي عند النهاية. مما شدني حقًا هو العنوان "نحو سيرة ذاتية ناقصة" مما يبشر بأن مهما كانت روعة النصّ ومهما وصل حجم الإنجاز سيُتبّع بما هو أكبر لو شاء الله. أعجبني إعتراف الكاتبة بفشلها, الذي لم تُحّمل أحدًا إياه سوى نفسها وما هذا إلا دليل مسؤوليتها أمام نفسها وقرائها. "سين" هو جسد الحقيقة في حياة "سعدية مفرح" ترى فيه آرائها, هويتها وطنها وغير ذلك بكل صدق ودون مبالغة.
اقتباسات من الكتاب: القراءة تنبش في داخلي كل الأسئلة المغلقة وتستفز كل علامات الاستفهام - سعدية مفرح أنا لا أكتب الشعر وفقا لما يطلبه أو يفهمه المستمعون والقراء بل وفقا لما أحب وأستطيع - سعدية مفرح أكتب القصيدة لأنني يجب أن أكتبها..أكتبها لنفسي وأنشرها لكي يقرأها الآخرون..أكتبها لكي أراني فيهم وأرى كلمتي في كلماتهم- سعدية مفرح القراءة لذة خالصة لمن يتعاطاها ولا يمكن أن نتشابه في طريقة تلقينا للذائذنا مهما تشابهت تلك اللذائذ - سعدية مفرح الشعر تتحقق شرعيته دائما في قدرته على التجاوز وحريته في خوض غمار التجديد - سعدية مفرح أنا لا ألجأ لكتابة القصيدة على الورق إلا بعد أن يكتمل مشهدها العام في ذهني فأقوم لحظتئذ بتفريغها على الورق - سعدية مفرح الشعر هو ملاذ آمن في الوقت الذي هو في نار محرقة ..وهو خلاص أكيد في الوقت الذي هو قلق مستمر - سعدية مفرح كل كتابة هي نص مفتوح على الذات ومحاولة لاكتشافها وتعزيز لها في نفس الوقت - سعدية مفرح الشعر قادر دائما على استلال ما يشاء من غياهب النسيان في أي لحظة يشاء بالطريقة التي يشاء - سعدية مفرح أجدني أكتب قصيدتي لأكون أنا ولأحقق ذاتي من خلالها وغالبا ما أجد روحي بكل دقائقها راكدة في قاع القصيدة - سعدية مفرح أحاول أن أكتب نصوصي على هامش الصمت وأن يكون صمتي هو إطار قصيدتي ..القصيدة لا تكسر حاجز الصمت لكنها تستطيع محاورته - سعدية مفرح لتعلم الشجاعة طريقة واحدة ..أن تصر على حب ما تشتهي بقوة قصوى - سعدية مفرح أريد كرة أرضية أرسم خريطتها وفقا لتضاريس وجهي .. وأشق أنهارها وبحارها على طريق دمعتي - سعدية مفرح الحب هو ملاذنا الأول وخلاصنا الأخير وسيبقى دائما رهاني الأجمل - سعدية مفرح
النجمة الرابعة كانت من أجل أمها .. رحمها الله ،، سأعود لقرائته بعد أن اقرأ بعض من أعمالها.. أزعجتني بعض الأسئلة المكررة وبعض المصطلحات النقدية التي لم أفهمها..