في عام 1808 ذهب جون لويس بوركهارت إلى "كامبردج" لدراسة اللغة العربية، وفي الوقت نفسه وفر لحيته ووطن نفسه على النوم على الأرض والعيش على الخضروات والمياه، وفي العام التالي انتقل للإقامة في حلب حيث انغمس في دراسة مكثفة للغة العربية، حتى أنه أظهر براعة كبيرة وقان بترجمة "روبنسون كروزو" إلى العربية.
ولما شعر أنه أتم استعداداته لبدء رحلته توجه إلى القاهرة في فبراير 1812. وقد وصفه مغامر إنجليزي التقاه آنذاك قال: "كان يرتدي أكثر الأزياء شعبية كفلاح أو تاجر عربي صغير، وذلك بجلباب قطني أزرق تحته قميص خشن وسروال أبيض فضفاض، وعمامة شعبية من الشاش.. وكانت له لحية سوداء كثة. ولم يكن يرتدي جورباً وإنما اكتفى بالنعال المحلية. فبدأ تماماً كواحد من عرب الشمال". وكان يحمل معه 50 دولاراً فضياً ودفترين صغيرين وبندقية ومسدس، وخطابات من محمد علي باشا مصر تقدمه بوصفه سوريا اسمه الشيخ إبراهيم بن عبد الله الشامي، وتوغل بوركهارت في نهر النيل جنوباً إلى أبعد مما ذهب إليه أي مستكشف سابق، وكان أول غربي يشاهد معابد "أبو سمبل" العظيمة وهناك عثر على قافلة ولكنها بدلاً من الذهاب إلى الغرب كانت تضم حجاجاً متجهين شرقاً إلى مكة فقرر الالتحاق بها ليضيف لقب "الحاج" إلى منجزاته الأخرى. واشترى حماراً لحمل أمتعته، كما اشترى عبداً اضطر فيما بعد إلى بيعه، وهو ما كان محل أسفه الشديد. ووصل إلى الحجاز في يوليو 1841 حيث مكث هناك حتى أبريل 1816.
وفي هذه الأثناء كان محمد علي باشا يضطلع بحماته في الجزيرة العربية ضد الوهابيين وذلك باسم السلطان العثماني. وقد جدد الباشا حمايته لبوركهارت وأرسل إليه بالمال، وسمح له بالإقامة في مكة مما كان مبعث سعادته، فكتب وصفاً لها 350 صفحة متضمناً الكثير من الرسومات. وقد أدى شعائر الحج بدقة تامة، حتى لم يكن محل أي انتقاد من الآخرين لأدائه الحج أو إقامته في مكة.
ولقد جمع بوركهارت مادته من طريقين فقد أنفق الوقت الكثير جداً في الحديث مع البدو في مقاهي حلب ودمشق ومكة، كما قام برحلات طويلة برفقتهم إلى مناطق بعيد في "بالميرا" والفرات. وقد اكتسب مهارة كبيرة في تدوين مذكراته دون أن يلحظ أحد حتى وهو على ظهر الإبل كما كان مراقباً دقيق الملاحظة ويتمتع بالخلفية المعرفية والفطنة الفلسفية الهادئة القادرة على استيعاب ما يتراءى له ثم نسجه في سياق كلي متماسك، وقد كان عمله -الذي حظي بنجاح سريع- بمثابة أول وصف سوسيولوجي لحياة قبائل البدو الرعاة التي ظلت على حالها تقريباً حتى مجيء السيارات.
Johann Ludwig (also known as John Lewis, Jean Louis) Burckhardt (November 24, 1784 – October 15, 1817) was a Swiss/English traveller and orientalist. He wrote his letters in French and signed Louis. He is best known for rediscovering the ruins of the city of Petra in Jordan.
During his residence in Syria, Burckhardt visited Palmyra, Damascus, Lebanon and made a series of other exploratory trips in the region. One of these trips, in what is now modern-day Jordan, resulted in his 'discovery' of the extensive and unique ruins of Petra which had been undiscovered for nearly a millennium. Unsatisfied with the magnitude of this discovery he was determined to carry on with his original aim to uncover the source of the River Niger. Thus he in 1812 went to Cairo with the intention of joining a caravan to Fezzan, in Libya.
Burckhardt temporarily abandoned this goal to travel up the Nile as far as Dar Mahass; and then, finding it impossible to penetrate westward, he made a journey through the Nubian desert in the character of a poor Syrian merchant, passing by Berber and Shendi to Suakin, on the Red Sea, whence he performed the pilgrimage to Mecca by way of Jidda. At Mecca he stayed three months and afterwards visited Medina.
After enduring privations and sufferings of the severest kind, he returned to Cairo in June 1815 in a state of great exhaustion; but in the spring of 1816 he travelled to Mount Sinai, whence he returned to Cairo in June, and there again made preparations for his intended journey to Fezzan. Several hindrances prevented his prosecuting this intention, and finally, in April 1817, when the long-expected caravan prepared to depart, he was seized by dysentery[2] and died on 15 October. He had from time to time carefully transmitted to England his journals and notes, and a copious series of letters, so very few details of his journeys have been lost. He bequeathed his collection of 800 volumes of oriental manuscripts to the library of Cambridge University.
ولد في مدينة لوزان السويسرية (1784م) . أستقر في ألمانيا بعد احتلال بلده من قبل القوات الفرنسية . درس في لايبزك، ثم في جامعة جوتنجن، ثم انتقل لبريطانيا ليعرض خدماته على الجمعية الأفريقية. في بريطانيا دري العربية والدين الإسلامي والطب والكمياء. عام (1809م) توجه نحو جزيرة ملطا بهيئة طبيب هندي وقد أدعى ذلك وتسمى إبراهيم،/ ومنها إلى سوريا. حيث أستقر في حلب لمدة سنتين ليكمل فيها دراسته للغة العربية ودراسته للدين الإسلامي. وتجول حينها بين القبائل خصوصا قبيلة عنزة - التي كتب عنها فيما بعد – والقبائل الرحّل.
وفي الشام تمكن من زيارة البتراء والتي كانت حلم الكثير من الأوربيين حينها، ثم في عام (1812م) سافر من سوريا نحو مصر على آمل التوجه نحو إلى النيجر. لكن توغل في جنوبي مصر ووجد تمثال "أبو سنبل"، ثم رافق حجاجاً نوبيين وسودانيين متجهين إلى مكة ليسهل على نفسه الحصول على لقب "حاج" الذي سيسهل بدوره توجهه نحو إفريقيا، وحمل معه رسائل من محمد علي باشا تظهره أنه "الحاج إبراهيم بن عبد الله الشامي" من باب الاطمئنان، ثم سافر عام (1814م) من ميناء "سواكن" في السودان فوصل إلى "جده". وهنالك مرض ونفد منه ماله حتى أضطر لبيه مملوكه الذي أبحر معه من سواكن، ثم أتصل بمحمد علي باشا الذي كان قد وصل بدوره إلى الحجاز – الذي أصبح معظمه قد أسترده من السعودية - لمواصلة حربه ضد السعودية الأولى فأمده بالمال رغم شكه في أنه جاسوساً بريطانياً، ثم في (8 سبتمبر من عام 1814م) دخل بوركهارت مكة ليغادر بعد أيام قليلة متوجهاً نحو جده لشراء بعض المستلزمات ومملوكاً جديداً ويعود إليها من جديد ويؤدي الحج ويستقر بها إلى مطلع سنة (1815م)، ثم سافر نحو المدينة المنورة وبقي بها بضعهة أشهر ومرض بها كذلك، ثم إلى ينبع، ومنها إلى مصر حيث القاهرة (24 يونيو سنة 1815)، ثم غادر بسبب الطاعون الذي حل بها إلى صحراء سيناء وبقي شهرين بين قبائلها الرحّل، ثم عاد إلى القاهرة ليكمل تدوين ملاحظاته ويموت فيها في ( 15أكتوبر 1817)، ويدفن مع المسلمين.
انظر مواد لتاريخ الوهابين للرحالة جوهان لودفيج بروكهارت، ترجمة د. عبد الله العثيمين، الرياض، جامعة الملك سعود، ط2، 1412هـ/1991م، ص 3 – 7 بتصرف.
ونقلت الترجمة من حاشية كتابي (الوهابية؛ أرجحة المصطلح) ميقات الراجحي، لندن، دار طوى، 2012م
بوركهارت من أعظم المصادر عامة التي تكلمت عن الوهابية وللأمانة لم أجده غير محايد. لاشك هو لم يفهم طبيعة الإسلام، ولا أعلم حقيقة هل أسلم أم أنه مجرد عباءة يحتمي بها حتى تنتهي رحلته علمًا أنه مات أثناء ذروة حملات محمد علي باشا على السعودية الأولى التي أسقطتها ومات أثناء الحملة أي قبل مشاهدته لنتائج الحملة لكنني أظنه قبل وفاته عرف أن السعودية سوف تسقط لقربه من جيش محمد علي لهذا كل ما سجله عن الحملة في هجماتها في الحجاز قد أبدع فيه بعناية تامة، وهو توفي ودفن في مصر، ولا يهمني إن أسلم حقيقة أم لم يسلم فهذه لن تحدد عندي مدي إنصافه للتاريخ من عدمه.
أول عهدنا بكتابات بوركهارت ترجمة الجزء المتعلق بالوهابية من قبل د. العثيمين تحت مسمى (مواد لتاريخ الوهابيين)، ثم بعد عدة سنوات قام الدكتور بترجمة كامل الرحلة وهدا عمل عظيم وهو : ملاحظات عن البدو والوهابيين- notes on the bedouins and wahabys ناهيك عن تحقيقه الذي يخضعه للأمانه من حيث حديثه عن المؤلف وحياته وإضاءات حول النص ترجمة أو تحقيقا رغم أنه دومًا ما يمثل الجانب المدافع عن الوهابية ومادتها التاريخية إلا أن ترجمة نص أو تحقيق مخطوط يكفينا فيه مطالعة النص ولنا الحكم.
وقد أبدع بوركهارت حتى في نقل الحالة الاجتماعية عن الحجاز أكثر من نجد لدخوله الحجاز فذكر نقاط وإن كان عبّر عنها بالخطأ لعدم معرفته بحقيقه تعالميها . لكن أجاد نقل صورها لنا وحتي نجد التي لم يدخلها أو يقابل أحد رموزها كما فعل (لويس بيلي) تجده تحدث عن مسائل تحريم الدخان وقضايا الحكم - العرف النجدي - ومسائل الطلاق وتحريم وتحليل بعض الأمور الذي وجدها غريبة مقارنة بما شاهده في مصر والشام، والحديث عن الضرائب وعقوبات الجناه والمتخاصمين وهو كما يتضح كان أكثر عناية بالحدث التاريخي وليس بالجانب الجغرافي، ويقف برحلته عند سنة 1816م حيث أنه بعدها بعامين (1818م) تسقط السعودية الأولى.
بوركهارت هو أهم أوروبي أرّخ للدولة السعودية الأولى/الوهابية وعلاقتها بمحيطها (مصر والشام والدولة العثمانية). وتأريخه فيه إنصاف كبير كما أن تمكنه من اللغة العربية وفهمه لنفسية العربي سواء أكان بدوياً أو حضرياً كلها ساعدته على تدوين ملاحظات ثرية جداً عن رحلاته التي شملت أفريقيا والسودان ومصر والجزيرة العربية. الوصف الذي يعطيه بوركهارت هنا لتفاصيل القبائل وعلاقتها المتقلبة مع دولة الدرعية التي اتسمت بالخضوع والتمرد معاً تبعاً للظرف، فضلاً عن وصف قسوة الحياة وما اقتضته من تحديد أعراف وسلوك الناس كلها معلومات متنوعة ومدهشة. والمدهش أكثر هو وصفه لقدرة الدولة الوهابية الوليدة على ترويض الناس وإجبارهم على النظام بفضل الوازع الشرعي المتماهي مع القوة العسكرية. الكتاب مسلي جداً وسلس. وفي شطره الأخير يسرد بوركهارت سريعاً موجزاً لتاريخ الوهابية في الشمال والحجاز أثناء وبعد حملة محمد علي. أعتقد أن كتابه الآخر (رحلات في الجزيرة العربية) يتضمن وصفاً أعمق وأدق ويمثل مرجعاً تاريخياً أشمل في حين يغطي هذا الكتاب جوانب سوسيولوجية من قبيل وصف الأزياء والثروة الحيوانية والعلاقات الاجتماعية بين القبائل وتوزيعها عبر الجزيرة العربية وتخوم مصر والشام..
القسم الاول من الكتاب يتحدث عن حياة البدو وعاداتهم وتقاليدهم وكل ما يتعلق بأمور حياتهم اليومية.. وهو في الأصل تمهيد للقسم الثاني الذي يدور حول حروب محمد علي ضد الوهابيين في شبه الجزيرة العربية..
عندما حصلت على الكتاب أصلا، كنت أسعى وراء القسم الثاني، لكني فوجئت أن القسم الاول حول حياة البدو هو ما شد انتباهي إلى أبعد الحدود، أما القسم الثاني، فهذا الكتاب ليس أنسب الكتب التي تتحدث عن تلك الحرب، أولا لان الكاتب توغل في ذكر تفاصيل الحرب، حتى كاد يذكر يومياتها، والثانيا لأن نهاية السرد جاءت مبتورة لم توضح إلام انتهت الحرب بالفعل.
فلمن يريد أن يتعرف أكثر على حياة البدو، هذا الكتاب من أفضل الكتب (إذا ما تغاضينا بالطبع عن أخطاء الطباعة والتنضديد)، أما إن كنت تغبي معلومات تاريخية عن حروب محمد علي في شبه الجزيرة، فأنصحك بالبحث عن مصادر أخرى.
أعطيته نجمتان رغم أنه يستحق أكثر، لكن استحقاق النجوم يرجع للقسم الاول فقط، وليس الثاني، مما خفض في تقييمه.
يتألف الكتاب من جزئين، يتحدث في الأول منه عن القبائل التي تسكن الصحراء السورية جاعلاً نصيباً كبيراً من الحديث عن قبيلة عنزة المشهورة كما تحدث عن حياة البدو بتفاصيلها
وفي هذا ملحَظ مهم وهو أن العرب ليسوا فقط في جزيرة العرب (السعودية حالياً رغم أن مصطلح جزيرة العرب تاريخياً يضم ما يُعرف حالياً بدولة اليمن ودول الخليج العربي الأخرى)
العرب والقبائل العربية منتشرون في سوريا ومصر والعراق، وليس كما يُزعَم أن شعوب سوريا ومصر هم فينيقون وكنعانيون وما شابه.
الجزء الثاني يتحدث فيه عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته وأحوالها وأتباعها وحروبهم مع العثمانيين.
….
مما ورد في الكتاب :
١- على مسافة ٢٥ يوماً دمشق باتجاه الدرعية المقر الرئيس للوهابيين، هناك سلسلة من الجبال تمتد من الغرب إلى الشرق وتسمى جبل شمَّر حيث تسكن قبيلة شمّر القوية الذين هم أعداء ألداء لعنزة وبعض فروعهم يعيشون في العراق و يسمُّون الجرباء، الذين هم مع الظفير أقوى القبائل في المناطق المجاورة لبغداد وكثيراً ما قاموا بغزوات نهب في حوران .
تتفق أم تختلف مع الدعوة الوهابية ولكن إن لم يكن لها إلا الحكم بشرع الله وإنهاء السلب والنهب وإعلان الجور والظلم والضرائب التي تقوم بها القبائل بأنها من الحكم بالطاغوت والحكم بغير ما أنزل الله وجهادهم ضد هذا، لكفاهم .
٢- لا يمتلك العنزي الثريّ (البدوي) أكثر من خيمة واحدة، إلا في حالة كانت إحدى زوجاته لا تطيق العيش مع الأخرى فينصب لها خيمة صغيرة قرب خيمته، وكذلك الحال لو أسكن بجانبه زوجة ابنه أو أسرة أخيه المتوفى ووجد أن الخيمة أصغر من أن تستوعبهم جميعاً فينصب خيمة بجانبها لهم .
٣- لا يلبس رجال عنزة سراويل داخلية، ويمشون ويركبون عادةً حفاة الأقدام نساءً ورجالاً، حتى الأغنياء منهم .
٤- وفي نجد قبائل من عنزة نادراً ما يذوقون اللحم أو لم يذوقوه قط، لكنهم يعيشون تقريباً على التمر والحليب .
٥- كثيراً ما يشكو العرب من انسداد وتصلّب في المعدة و يُعتقَد أن المداومة على شرب حليب النوق هي السبب الرئيس لهذا المرض، وأمراض العيون شائعة جداً ورغم عدم القيام بشيء لمكافحة تلك الأمراض فإنه لم يفقد الإبصار من البدو إلا قليل .
( وهذه المعلومة فاجئتني سبحان الله ، رب العالمين راف بهم )
٦- لا تعاني النساء البدويات إلا قليلاً أثناء الولادة وكثيراً ما وضعن أولادهن في الهواء الطلق، وإن شعرت ال��رأة بالمخاض وهي راكبة على ظهر البعير فإنها تنزل وتلد خلفه كي لا يراها أحد .
( أجسامهم كانت قوية رحمهم الله )
٧- يُسمَّى الطفل من فور ولادته و يُشتَق الاسم من حدث صغير أو شيء خطر على بال الأم، فلو أن الولادة طالت في أثناء الليل حتى طلوع الشمس فربما سُمِّي الولد بـ ضويحي، وباستثناء اسم محمد فإن الأسماء كحسن وعلي وفاطمة وعائشة نادرة عند البدو، ولا يُعطي الطفل العربي أبداً أكثر من اسمه الأول لأنه قد عُلِّم بأن يُخفي اسم أسرته لئلا يقع ضحية لعدو يدّعي أن له ثأراً ضد القبيلة لمقتل قريبٍ له، بل إن العرب الراشدين لا يذكرون أبداً اسم أسرهم للغريب مهما كانت قبيلته .
٨- وحين يموت بدوي يُدفن جثمانه على الفور، وذكر المؤلف واقعة موت أخ الزعيم الأكبر لعنزة الذي عهدوا لفلاح بأن يدفنه ولم يحضر أيٌ منهم الجنازة حتى أخيه. ( وسمعت من أقاربي أن هذا ظل موجوداً عند طائفة من البدو إلى وقتٍ قريب ) وإذا مات الأب قصّ الأطفال من الجنسين ضفائرهم علامةً على حُزنهم وحصلت الولولة والنياحة من نساء الميت ( كل هذا من المحرّمات والتي كانت منتشرة بسبب الجهل الديني آنذاك ) .
٩- منذ ان اتبّعت عنزة الوهابية بدأ أفرادها يحافظون على الصلوات في أوقاتها، إذ يعلمون أن الزعيم الوهابي متشدد جداً في معاقبة أولئك الذين يهملون القيام بها .
١٠- ذكر المؤلف أنه قد رأى عرباً أعمارهم لا تتجاوز ٤٥ سنة وقد تزوّجوا أكثر من ٥٠ زوجة مختلفة، كما ذكر أنه كان للرجل البدوي حقٌّ مُطلَق في ابنة عمه فهو غير مُلزم بأن يتزوجها لكنها لا تستطيع أن تصبح زوجة لأي رجلٍ آخر دون موافقته، وإذا سمح الرجل لابنة عمه بالزواج من رجل آخر أو إذا طلَّق رجلٌ زوجته الهاربة فإنه يقول :( كانت بابوجي و شلحتها) والبابوج نوع من النعال، وهذه النظرة بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام .
١١- ومن الغرامات الغريبة في أقضية البدو غرامة يُقال لها " حقّ الجعريّ " والمراد به كلب الحراسة، فيُمسَك الكلب المقتول من ذنبه بحيث يلامس فمه الأرض وحينئذ يُقاس طوله و تُدق عصا في الأرض بطول الكلب، وعلى قاتل الكلب أن يصب فوق العصا قمحاً يغطيها كلها، وهذا الكدس من القمح هو الغرامة الواجبة لمالك الكلب .
١٢- تحدث الكتاب في فصول عن الغارات البدوية والسلب والنهب والثأر والفظائع التي تحصل والتي رحمنا الله منها، قرأت ما تقشعّر له الأبدان، للأسف .
١٣- ذكر الكتاب أن مهنة بيع الحليب عند البدو الذين يسكنون حول مكة كان عملاً يحطّ من شأن من يقوم به، وأفقر عربي لا يُخاطر بسمعته بقبوله لقب لبَّان أو بائع الحليب مع أن الحليب في موسم الحج غالٍ جداً.
وشخصياً سمعت ممن يكبرني سناً أنه قديماً كانت بعض المهن كالقصّاب و الحذَّاء (الإسكافي) لا تقبل بها طبقة معينة من المجتمع بل وتُعتبر عيباً (رغم كونها عملاً حلالاً شريفاً) وتسمّى هذه المهن مهن الصُنَّاع في نجد يعمل بها من يُعتبرون في مرتبة اجتماعية أقل نوعاً ما
يتكون الكتاب من قسمين الأول هو وصف للبدو وعاداتهم وكل مايتعلق بهم والقسم الثاني يتحدث عن الوهابية في وقته وهي الدولة السعودية الأولى ويذكر الصراعات التي كانت بينهم وبين الأشراف حتى يبدأ بسرد محاولة القضاء الفاشلة عليها من محمد علي باشا وينتهي الكتاب للأسف نهاية غير متوقعة حيث ذكر ان ابراهيم باشا انطلق من مصر للقضاء عليها من جديد ولم يتم استكمال الأحداث فلاأعلم هل الكتاب مبتور أم هذه هي النهاية!!
الكتاب يُسجل أبرز علامات المجتمعات البدوية مطلع 1800 بكل مافيها،، أماكن تواجد القبائل وطبيعة حياتهم، ثيابهم، عاداتهم تقاليدهم، طعامهم، أشعارهم،حروبهم ،غزواتهم والأخطار التي يتعرضون لها مع توصيف للتطورات الكبيرة على مستوى الصحراء والأحداث اليومية التي تصل في بعض الأحيان لدرجة الإملال.
قرأت الجزء الأول منه وهو الذي يهمني، كونه مخصص لوصف عادات وأفكار بدو المملكة في ذلك الوقت. والذين يبدو أنهم مايزالوا محتفظين بالكثير من عادات وأفكار عرب الجاهلية بشكل أعمق مما نتصوره.. الجزء عموماً غير شامل وملاحظات من هذا النوع يمكن أن تملأ مجلدات كبيرة وليس جزء واحد، ولكنها مفيدة وقيمة. وعتبي فقط على الترجمة رغم الجهد المبذول في إعادة التسميات والمصطلحات إلى أصلها عن الأصل الانجليزي للكتاب. إلا أنه كان من الأفضل لو تم ذلك باستشارة بدو معاصرين لتلافي أخطاء ترجمة مثل: "الهكو" والتي يبدو أنها "الحقو" ولكن المترجم نقلها كما هي Alhaqu وأشياء من هذا القبيل
ملاحظة أخرى: عادة بيات الضيف عند زوجة المضيف مثيرة للاهتمام. خاصة وان الكاتب ينسبها إلى قبيلة قريبة من اليمن. وهو ما يذكرني بالعادات الجنسية المشابهة التي ذكرها ستاربو عن أهل اليمن. موضوع جدير بالبحث
جون بوركهارت يعد من الرحالة الأوائل الذين كتبوا ملاحظاتهم عن الجزيرة العربية والبدو عموما. هذا الكتاب مقسم الى قسمين: الأول يتحدث عن البدو، والثاني يتطرق الى الوهابيين.
الذي أعجبني في الكتاب:
1- تطرق الكاتب لعادات وتقاليد وثقافة البدو (أي الجزء الأول من الكتاب). المعلومات جدا مفيدة و واضحة وشاملة فيما يخص الحياة البدوية وتذكر تفاصيل متنوعة كاللبس والطعام والحرب والزواج والرقص الخ. 2- تبيان الاختلافات بين القبائل وعاداتها وتقاليدها. 3- كون الكتاب قديم نسبيا (القرن التاسع عشر) مما يساهم في نقل صورة مباشرة وأكثر دقة لهذه الحياة.
ما لم يعجبني في الكتاب:
1- تحيز الكاتب الواضح والمبالغ فيه لكل ما هو بدوي و وهابي حتى إنني شكيت بأن الكاتب كتب الكتاب كدعاية لهذا الفكر! ليس لدي مشكلة في مدح بعض جوانب البداوة أو الوهابية (أو أي ثقافة/دين في العالم) ولكن في بعض اجزاء الكتاب (خصوصا فيما يخص الجزء الثاني) فهو أشبه بما يكون ببروباجاندا للبدو والوهابية. الكاتب يشتم المصريين والسوريين والأتراك والنوبيين (باختصار، يشتم كل من ليس وهابيا او بدويا) إلا البدو والوهابيين الذين يمجدهم بطريقة تثير الشك في نوايا الكاتب.
على سبيل المثال (وهذه الأمثلة كثيرة وتقلل من ثقتي في رأي الكاتب في هاتين الفئتين كرأي موضوعي): أن البدوي عندما يسرق أو يقتل أو عندما يقوم الوهابي بقتل الأطفال جميعهم في مذبحة ضد من هم ليسوا بوهابيين يمر هذا الخبر مرور الكرام في رواية الكاتب ويقوم الكاتب بالتبرير أحيانا لهذه الأفعال. ولكن عندما يقوم طرف آخر بشيء مماثل يقوم الكاتب بشتمه وتعييره، وفي بعض الأحيان الشتائم تتكرر. باختصار، الكاتب واضح التحيز وبعيد عن الموضوعية عندما يبدي رأيا والأمثلة مضحكة وتملأ الكتاب.
2- لا توجد خرائط بالرغم من أهمية الموقع الجغرافي لعديد من المعارك والمناطق المذكورة.
3- تعليقات محقق الكتاب تظهر في الجزء الأول من الكتاب ثم فجأة تختفي. والمحقق يقوم بتصحيح معلومات الكاتب فيما يخص بعض المعلومات ولكن يترك غيرها من المعلومات الخاطئة، فهو ينتفض عندما يخطىء الكاتب بمعلومة قد تخص قضايا الشرف (مثلا عندما يقول الكاتب بأن المرأة تعتد في الإسلام أربعين يوما فقط بعد موت زوجها)، ولكن لا يصحح قول الكاتب أن الميراث في الإسلام هو التقاسم بالتساوي بين الذكور كما هو معمول عند البدو! (يسكت هنا المحقق بشكل غريب ولا يصحح المعلومة فيما يخص ميراث الإناث في الإسلام!) وغيرها من تحيز المحقق نفسه للثقافة المذكورة كما يبدو.
باختصار، بالرغم من هذه المساوئ، لا أزال أعتقد بأن الكتاب (خصوصا الجزء الخاص بالبدو) مهم ككتاب تعريفي عن هذه الثقافة وقد استمتعت بالجزء الأول منه وتعلمت الكثير. ولكن أنصح القارئ بالانتباه للموقف المنحاز للكاتب و المحقق.
كتاب رائع ومتميز في شرح حياة البدو، لكن المترجم لم يلتزم بحدود و أخلاقيات مهنته ليعلق بتكذيب الكاتب مثلًا في هامش الصفحة. نقطة الوهابية لي تحفظات كثيرة عليها لكنها غير موجودة بشكل كامل في هذا الجزء لذا احتفظ بحكمي لحين الانتهاء من الجزء الثاني
عن ادب الرحلات: ينقسم لقسمين الأول يصف الكاتب عادات وتقاليد البدو في سورية والأردن والجزيرة العربية، طريقة عيشهم ولباسهم واكلهم والخ.. من الاشياء وصف دقيق جداً، اما الجزء الثاني عن المعارك بين الوهابيين والعثمانيين
كتاب ثمين كتبه مستشرق سويسري عاش في مصر فترة بداية حكم محمد علي باشا ووصل للحجاز في فترة حملة طوسون باشا ١٨١٥ إلى ١٨١٦ وزار مكة والمدينة وجدة
وحاول يؤرخ لبدو الجزيرة العربية وبداية الدعوة الوهابية ونشأة الدولة السعودية الأولى
الكتاب عبارة عن جزئين، الجزء الأول عن القبائل العربية الساكنة في الجزيرة العربية ولمحات من تاريخهم والجزء الثاني عن ما عرف بعد ذلك بالدولة السعودية الأولى عن توسعها وحالها مع باقي المناطق خصوصا الحجاز والجنوب وكيف انضمت لها وعن حملة طوسون ومحمد علي باشا للحجاز وحتى المعاهدة وعن نقض محمد علي باشا للمعاهدة وإرسال ابنه الأكبر ابراهيم باشا
يحكي الكتاب من مقاومة اهل الحجاز كاملا والجنوب للحملة وكيف حال القبائل وولاءهم للدعوة الوهابية
الجميل في الكتاب هو أنه كان محايد ووصف الحال كما هو فلم يتحيز لأي طرف
وكان في طرحه انساني ينظر لحال الإنسان بغض النظر عن ولاءهم، وحال الشعب مع حكامهم أو الغازي الأجنبي وهو ما نفقده في كثير من راوة التاريخ الذي يركزون عن حال القادة والغزوات فقط.
إذا كان يراودك سؤال كيف استطاع الملك عبدالعزيز توحيد قبائل الجزيرة العربية؟ هذا الكتاب سيجيب لك على هذا التساؤل . دولة سعود بن عبدالله التي امتدت من اليمن حتى مسيرة ثلاث ايام من بغداد ومن الحجاز إلى ميناء رأس الخيمة ، توحدت بسبب الأمن حتى قيل لم تأمن الجزيرة العربية منذ عهد الخليفة علي إلا في عهد سعود. بعض تعليقات القراء تقول أن المؤلف جامل البدو ! أبدا ذكرهم بحياد امتدحهم حينا وذمهم حينا لكن عندما يعقد المقارنات بينهم وبين العثمانيين من ناحية أخلاقية كانت تغلب كفتهم . بزعمي الكاتب كان دقيق وأمين فقد تعرض هو لخطر الموت على يد الوهابيين ورغم ذلك حافظ على حيادتيه دائما.
الكتاب يحوي تفاصيل كثيره على الرغم من ان كثير منها فسر غلط لكن مازال يعطي فكره عامه عن هذه البقعة من الوجود اللي بالنسبه لي تاريخا مبهم وغامض وروايته متضاربه
هنالك الكثير من الأخطاء في الترجمة. وأيضا لم يستطع المستشرق ان يفسر بعض الأفعال ويضعها في مكانها الصحيح ويفسرها بوجهة نظر البدو في ذلك الوقت ويستطيع اي واحد من افراد القبائل المذكورة بالكتاب ان يفسر بعض افعالهم ويبررها في وقتنا هذا وهذا بالطبع لا يعيب المستشرق ولا يقلل من نقله المنصف والدقيق جدا