درس الفقه الإسلامي في جامع الفاتح بالآستانة ثم أصبح مًدرِّسا فيه ثم أصبح رئيسا للمدرسين فيه وعُيِّن وكيلا للمشيخة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية الا انه اضطر للهجرة إلى مصر بعد استيلاء كمال اتاتورك على الحكم، حيث استقر فيها عام 1922 م فعيّن موظفا في دار المحفوظات المصرية لترجمة الكتب والوثائق التركية. كان الشيخ الكوثري من نشطاء الشراكسة القوميّين في استانبول حيث كان من مؤسِّسي جمعية التعاون الشركسية عام 1908 م في استانبول .
له مؤلفات دينية كثيرة قد تزيد على خمسين مؤلفاً ومنها: (الإشفاق على احكام الطلاق) (تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة ابي حنيفة من الأكاذيب) ورسالة (إحقاق الحق وإبطال الباطل) و(مُغيث الخلق في ترجيح القول الحق) ورسائل في سير وتراجم كل من الإمام زُفز، ابي يوسف القاضي، محمد الشيباني، البدر العيني، الحسن بن زياد، محمد بن شجاع والطحاوي. وله كتاب (التعليقات المهمة على شروط الأئمّة) وتخريج كتاب (التبصرة في الدين)، وتكملة كتاب (السيف الصقيل) للسبكي والعشرات من المقالات المختلفة في المجلات والصحف العربية.
كان مرجِعا في الحديث النبوي الشريف ورِِجاله وحُجّة في المراجع والمكتبات العامة والخاصة في العالم العربي والإسلامي. صحّح الجزء الخاص عن الشراكسة في دائرة المعارف الإسلامية وعلّق عليه وشارك الاستاذ حسن قاسم في كتابة الجزء الخاص بالشراكسة في مؤلفه الكبير ( المزارات والآثار الإسلامية في مصر والقاهرة). وضع رسالة مُطوّلة تبحث في تاريخ الشراكسة في مصر وهي ما تزال مخطوطة متداولة بانتظار النشر، وفيها تفنيد للكثير من المُغالطات والتجنِّيات التاريخية بشأن دولة السلاطين الشراكسة في مصر.
كتاب مهم جدا. المؤلف يكتب كما يكتب شيخ شيخنا العلامة عبد الرشيد النعماني رحمه الله. في هذا الكتاب بحث مفيد يجيب عن اسئلة حول إستعمال الإستحسان عند الأحناف. انتهيت قراءة هذا الكتاب بتاريخ ٢٦ جمادي الثانية سنة ١٤٤٢.
كلّ ما يكتبه الإمام الكوثري ثمين ... وثري ... ورصين ... هذا الكتاب بالرّغم من صغر حجمه ولكنّه مليء بفقه الأحناف في الحديث الشّريف ... وكلّ كلمة في هذا الكتاب تدحض المقولة الظالمة أنّ هناك مدرستين "مدرسة أهل الرأي ومدرسة أهل الحديث" ... فيثبت الكوثري هنا أنّ كلّ مدراس الفقه تلتمس حديث رسول الله وتتقفى أثره الشّريف ... ولكن الإختلاف اختلاف أصولي بالضرورة ... فمدرسة الأحناف في الحديث متميزة عن مدرسة المحدّثين ولهم شروطهم الأصولية فيه ... الكتاب مهم ويبين الكثير من الكليشيهات التي زُرعت في أذهان الناس أنّ هناك شيئًا أسمه مدرسة الرأي ومدرسة الحديث ويدحضها بعلم وإنصاف ... جميل جدًا لو يُقرأ بعدها كتاب الإمام محمد عوامة "أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء" ... لتثبت الفائدة ويصبح النّظر شاملًا للمسألة ككل...!