تعرضت الآنسة مي بعد وفاة والدهاء ثم وفاة أمها إلى حالة من الحزن المنطقي، ووجدت نفسها وحيدة في بيتها من دون حماية وحب والديها، فقررت إلغاء ندوة صالونها الأسبوعية كل ثلاثاء، لكنها لم تنقطع عن التأليف والكتابة والتواصل الثقافي، حتى يُذكر لها قيامها بعقد مصالحة بين طه حسين والزيات في بيتها عام 1935، إلى أن يأتي إليها ابن عمها جوزيف من لبنان، يسألها عن أملاكها وأموالها ويرشح نفسه مديرًا لأعمالها، فلما أكدت له أنها لا تملك إلا حسابات بسيطة دي عليها جواسيسه ليستطلعوا خبايا أموالها، ومنهم قريبة أحضرها لتقيم معها بزعم أنها خادمة لترعى شئونها! وكان لوالد مي قطعة أرض ببلدته شحتول استولت عليها عائلته؛ مما جعله يحذر ابنته من الثقة بأقاربه أو أقارب أمها، ومع ذلك لم تجد مي مانعًا من فتح بابها لابن العم الذي استطاع بالخديعة أن يلتف حولها لتوقع له على توكيل يخوّل له التصرف باسمها. وبدعوى الترفيه عنها استدراجها إلى لبنان لتجد نفسها في قبضته يدخلها مستشفى العصفورية بقميص المجانين!
صافي ناز كاظم كاتبة إسلاميّة وصحفيّة متميزة.. لكتاباتها وآرائها قيمة عالية - في الوسط الصحفي والثقافي، وهي حالة نسائية متفرّدة بخبرتها وخصوصيّتها من مواليد أغسطس عام 1937، حاصلة علي ليسانس الآداب قسم صحافة عام 1958، ثم علي الماجستير في النقد المسرحي من جامعة نيويورك، ودبلوم الدراسات العليا في الصحافة من جامعة >كانساس<. قامت في سنة 1959 بإجراء مغامرة صحفية حيث قامت وهي لا تزال طالبة في الجامعة وعمرها 18 عاما بجولة في سبع دول أجنبية مع شقيقتها بطريقة الأوتوستوب ولم يكن معها إلا عشرون جنيها فقط، واستغرقت تجربتها سبعين يوما زارت خلالها لبنان واليونان، وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وكتبت تجربتها المثيرة في حلقات نشرت في مجلة >الجيل< وقدمها الكاتب الكبير الراحل، موسي صبري بأنها أجرأ مغامرة صحفية عام 1959. قامت صافي ناز كاظم بعد ذلك بسنوات عدة بالسفر إلي أمريكا بعد أن اقترضت مصروفات السفر من زملائها ثم ردت لهم القروض من أجرها كعاملة في كافتيريا الجامعة في أمريكا ولكن سحبت منها المنحة الأمريكية نتيجة لردها علي أستاذ أمريكي جامعي سب جامعة القاهرة في مؤتمر صحفي، وقامت صافي ناز كاظم بكتابة ما حدث ونشر في تحقيق صحفي كبير في جريدة <الأخبار> مما اضطر السفارة الأمريكية في القاهرة إلي الاعتذار، وأمضت ست سنوات تدرس في أمريكا علي حسابها الخاص، حيث قامت بدراسة فن النقد المسرحي. اعتقلت صافي ناز مرات عدة، الأولي كانت عام 1973، والثانية عام 1975، أما المرة الثالثة فكانت عام 1981، في اعتقالات سبتمبر الشهيرة، كذلك منعت من الكتابة عام 1972، وأيضا في عام 1979، أما حاليا فهي تمارس الكتابة الصحفية الحرة في مؤسسات صحفية عدة تزوجت من شاعر العامية أحمد فؤاد نجم قي 24 أغسطس 1972 وأنجبا ابنتها الوحيدة التي ولدت إبان حرب أكتوبر 1973 فسمتها نوارة الانتصار أحمد فؤاد نجم، ثم تطلقا في يوليو 1976. سافرت صافي ناز كاظم للعمل في العراق (هرباً من التضييق عليها في مصر لانتقادها النظام السياسي)[1]، فقامت بتدريس مادة الدراما بكلية الآداب – جامعة المستنصرية (1975- 1980م)، وعادت لتحكي تجربتها في كتاب "يوميات بغداد" وثقت فيه شهادتها عن ممارسات صدام حسين الإجرامية ضد الشعب العراقي، وقد صدر هذا الكتاب عام 1982 عن دار أوبن برس في لندن. وأثار الكتاب جدلا كبيراً في الأوساط الثقافية المصرية والعراقية.
كتاب يقدم قصص نساء تعلمن وبرزن في زمن كان فيه تعليم البنات حلما بعيد المنال وكفاحا طويلا لتحقيقه. اختارت الكاتبة نماذج لنساء كانت رؤيتهن للنسوية متزنة، بعيدة عن فكرة الخروج أو معاداة الدين...
لكن رغم ذلك، بدا لي أن إدراج شخصيات فنية مثل ليلى مراد وأخرى لم أسمع بها من قبل لا ينسجم مع المستوى الفكري والريادي لبقية النساء اللواتي جاء ذكرهن، وجعل حضورهن أقل وقعا..
كتاب جميل تتكلم فيه صافي ناز عن حكايات وإنجازات نساء مصريات، وتسعى لمقابلتهن أو مقابلة أقاربهن أو من عايش هؤلاء النساء مثل مي زيادة وتدون في الكتاب هذه المقابلات. استمتعت بالتعرف على الكثير من الشخصيات النسائية اللاتي لم أسمع عنهن من قبل وعن ثقافتهن ومسيرتهن التعليمية.