الذين وضعوا مصطفى أمين في السجن وأغلقوا عليه باب الزنزانة تصوروا أنهم قيدوه وكمموه وأخرسوه إلى الأبد تصوروا أنهم دفنوه حيا في قبر محكم وعالوا عليه التراب والموتى لا يتكلمون ! ولكن أصدقاء مصطفى أمين وتلاميذه خارج السجن وزملاؤه المسجونون السياسيون استطاعوا أن يجعلوه داخل الزنزانة أكثر إطلاعا عما يجري في البلد مما كان وهو رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ! كانوا يهربون له الأنباء والأسرار والوثائق عما يجري في الدولة . وهكذا كان يوميا الجرائم التى ترتكب والحقوق التى تغتصب والحريات التى تداس بالأقدام . كان هناك تنظيما تحت الأرض يهرب إلى مصطفى كل يوم رسائل عما يجري في داخل القبر الذي يعيش فيه. وفي خطابات مصطفىأمين السرية كل ما كان يجري فوق الأرض وتحت الأرض . الصراع على السلطة . الخلافات بين القادة . قصص الإرهاب والطغيان . دموع المسحوقين وضحكاتهم . المذابح التى كانت تجري وراء الأسوار .كانت مهمته داخل السجن أن يهرب قصة كل مظلوم داخل الأسوار . كان يعتقد أن كل مظلوم هو مصطفى أمين ، وأن مصطفى أمين هو كل مظلوم . إنها ليست قصة رجل واحد ، بل قصة كل مظلوم في مصر. ماذا يحدث عندما يكون القانون في أجازة . عندما تطفئ الأنوار ويسود الظلام . عندما توضع الحقيقة في الزنزانة ويحكم عليها بالسجن المؤبد . الرجال والنساء الذين كانوا يقومون بعمليات التهريب متحدين حراسة مشددة ورقابة رهيبة وعيون متلصصة وجو من الخوف والرعب ، كانوا يعرضون حياتهم وحرياتهم للخطر ، ولكنهم كانوا يقومون بعملية فدائية هي اخراج الحقيقة من الظلام إلى النور ، من السجن إلى الحرية ....
صحفي وكاتب مصري، من مواليد القاهرة 21 فبراير 1914م، ويعد من أهم الصحفيين المصريين، وقد أصدر العديد من المؤلفات الأدبية والصحفية، كما سجل تجربته القاسية في المعتقل السياسي في تسعة كتب وروايات هي سنة أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة سجن، وكذلك روايات هي صاحب الجلالة الحب وصاحبة الجلالة في الزنانة، تحولت روايته سنة أولى حب إلى فيلم ثم تحولت رواياته (لا) و(الآنسة كاف) إلى تمثيليات إذاعية ثم تلفزيونية، كما ألف للسينما أفلام (معبودة الجماهير) و(فاطمة) وكان أول إنتاج له كتابه (أمريكا الضاحكة) عام 1943م والذي نفذت 3 طبعات منه خلال شهريين.
في سنة تانية سجن التكرار أقل ... الأحداث أخطر ... ولم لا فقد حدثت نكسة 1967 يبدأ الكتاب بداية خطيرة بخطابات متبادلة بين كمال الدين حسين عضو الضباط الأحرار وعبد الحكيم عامر تحتوى على إتهامات من كمال الدين حسين بالإنحراف عن مسار الثورة وردود عنيفة جدا من عبد الحكيم (رجح المؤلف أنها من عبد الناصر شخصيا لأنه يعرف أسلوبه لأن عبد الحكيم لم يكن بهذا العنف) ثم المحاكمة الهزلية من القاضي "المهزأ" الفريق محمد فؤاد الدجوي قائد الجيش المصري في غزة الذي أسره الصهاينة في عام 1956 وكان يفتخر بأنه لا يخالف رأي الرئيس مطلقا ولهذا السبب بالذات كانوا يأتون به في القضايا الشائكة ويملونه الحكم وبالفعل حكم على مصفى أمين بالمؤبد ومن ثم غادر سجن الاستئناف وانتقل إلى ليمان طره وبدأ حياة جديدة لكن كالعادة في كل سجن جديد لابد أن يضيق عليه الخناق في شهوره الأولى لدرجة أنه في أول يوم وضع في زنزانة قذرة وقتل أكثر من 3000 آلاف صرصار في ليلتها !!! حرمان من الذهاب للمستشفى ... حرمان من التحدث مع المساجين ... حرمان من النوم على سرير ... حرمان ... حرمان ... حرمان ... ويالهول الحكايات التى عرفها في ليمان طره سواء للمسجونين الجنائيين أو السياسيين وأبرز حكاية هي مذبحة الليمان عام 1957 فقد تم قتل 21 عضوا من جماعة الإخوان المسلمين بداخل زنازينهم !!! وسرقة المجوهرات من داخل خزانة سفارة الكويت في مصر وانتهت تحريات مصطفى أمين إلى تورط صلاح نصر !! ولم يخفت الحس السياسي لمصطفى أمين ولم يخمد فكان في معظم خطاباته قبل النكسة بشهور قلائل يتوقع كارثة سياسية حتى بدأ الموقف يتضح شيئا فشيئا فتوقع هزيمتنا أمام الصهاينة لا سيما بعد حدوث موقفين أثبتا له أن قادة الجيش في واد وتفكيرهم في واد آخر فقد استدعاه مأمور السجن فجأة ليوقع تنازلا عن شقته بالزمالك فتعجب مصطفى أمين بشده وقال له المأمور أن شقته أعجبت أحد لواءات الجيش ويريد توقيعه على إقرار التنازل عنها !!! كما اجتمع عبد الحكيم عامر والفريق مرتجي ولفيف من قادة الجيش قبل المعركة بأيام لبحث إنتقال لاعب من نادي المنصورة لنادي الأهلي في اجتماع دام 10 ساعات !! ويومها بكى على الهزيمة كما لم يبك من قبل لشعورة بالعجز على أن يفعل شيئا لوطنه العزيز مصر وكان في رأيه أن أهم أسباب الهزيمة هي :- 1- تشتت الجيش المصري فتارة كان في العراق وتارة في اليمن وتارة في الكونغو 2- تحول الجيش للحفاظ على نظام الحكم وشخص الحاكم وليس للحفاظ على الوطن 3- استخدام امكانيات الجيش في غير الأغراض العسكرية كالمواصلات العامة والسد العالي
الكتاب الثانى لمصطفي أمين بعد "سنة أولى سجن" ولكنه أكثر تشويقا 🤓 الكتاب يبدأ بخطاب من كمال الدين حسين إلى جمال عبد الناصر يقول له فيه (اتق الله) ولكم أن تتخيلوا أن هذة الكلمة كان عقابها عظيماً..وكيف أوقع عبدالناصر بكل من محمد نجيب ثم يوسف صديق ثم صلاح سالم بعد أن ضيّع السودان وعبد اللطيف البغدادى وكمال الدين حسين ثم زكريا محيى الدين وقد تأجل القضاء على عبدالحكيم عامر إلى حين ثم تقرر بعد الانفصال عن سوريا... تكلم الكتاب أيضا عن قضية انتحار المستشار كامل لطف الله ... ومذبحة طره والتى أحبطت بالكتمان التام بل والإنكار من الدولة... وعن أسباب هزيمة 67... وعن مصرع المشير عبد الحكيم والسم الغريب الذى استورده صلاح نصر ووجدوه فى مكتبه... وأيضاً عن تقارير كاذبة من جهات عليا أن مصطفى أمين هرب وشوهد في شارع 26 يوليو احلي جزء في اخر الكتاب خلانى افصل ضحك مدير الليمان: ده كلام حشاشين مدير المصلحة: ده كلام وزير الداخلية 😂😂😂