كتاب جمع فيه الإمام البربهاري رحمه الله خلاصات معتقد أهل السنة والجماعة، وكررها بين حين وآخر، وأكد فيه كثيرًا على هجران أهل البدع وعدم مناظرتهم، وطاعة السلطان، وتوقير الصحابة، واتباع السنة النبوية. إلا أن مما عابه جزم المؤلف باشتمال كتابه على الحق الذي يلزم الناس جميعًا اتباعه وعدم الانفكاك منه، وهو مخطئ في ذلك قطعًا لأنه ليس من عند الله أو نبيه صلى الله عليه وسلم، فكيف إذا وردت فيه بعض الأحاديث الضعيفة والاجتهادات الفقهية؟! غفر الله للبربهاري. في الكتاب عشوائية ظاهرة، وتكرار ممل للمسائل، ولكن فيه إسهاب في النقول عن السلف فيما يختص بالبدع وأهلها دون غيرها من المسائل. ربما لأنه بيّن رؤوسها وخاف أن يتأثر عامة الناس برؤوس المبتدعة. وها هنا بعض الاقتباسات التي أعجبتني "واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغير الأمور يعود حتى يصير كبيرًا، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة، كان أولها صغيرًا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطع الخروج منها، فعظمت وصارت دينًا يدان بها، فخالف الصراط المستقيم؛ فخرج من الإسلام." (شرح السنة، أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري، تحقيق: أبو ياسر خالد بن قاسم الردادي، مكتبة الغرباء، ط1 1414هـ-1993م، ص68-69). -- "ولا يقول في صفات الرب: كيف؟ ولم؟ إلا شاك في الله تبارك وتعالى." (شرح السنة، أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري، تحقيق: أبو ياسر خالد بن قاسم الردادي، مكتبة الغرباء، ط1 1414هـ-1993م، ص71). -- "وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، ولا يقبلها، أو ينكر شيئاً من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاتهمه على الإسلام، فإنه رجل رديء القول والمذهب، وإنما طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنه إنما عرفنا الله، وعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفنا القرآن، وعرفنا الخير والشر والدنيا والآخرة بالآثار." (شرح السنة، أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري، تحقيق: أبو ياسر خالد بن قاسم الردادي، مكتبة الغرباء، ط1 1414هـ-1993م، ص89). -- "والله تبارك وتعالى سميع بصير عليم، يداه مبسوطتان، قد علم الله أن الخلق يعصون قبل أن يخلقهم، علمه نافذ فيهم، فلم يمنعه علمه فيهم أن هداهم للإسلام ومنّ به عليهم كرماً وجوداً وتفضلاً، فله الحمد." (شرح السنة، أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري، تحقيق: أبو ياسر خالد بن قاسم الردادي، مكتبة الغرباء، ط1 1414هـ-1993م، ص93). انتهى
كتاب حنبلي متعصب للمذهب جداً لا يفهم سبب تعصبه الا بادراك حجم الانقسامات الفكرية و العلمية الهائلة التي وقعت أثناء ما يسمى بالعصر العباسي الأول .. لهذا يتشدد جداً في تكفير المبتدعة لدرجة لا تطاق وصلت الى حد تفضيل اليهودي و النصراني عليهم .. و لاحظ ان من المبتدعة المذكورين في الكتاب الحارس المحاسبي نفسه و كل من يجروء على استخدام القياس ! القرن الرابع الهجري هو قرن عصر توقف الامبراطورية الاسلامية عن الفتوحات الكبرى و استقرارها منفردة على عرش حاكم العالم المهيمن ، و توقف الانقسامات العسكرية القومية الكبرى التي عاشها المسلمون في عصر بني أمية لفترات غير قصيرة .. قرن صراعات فكرية علمية نشأ عنه تلك اللهجة المتعصبة لصاحب الكتاب .. و لا يمكن لومه بشدة إذا عرفنا حجم البدع الجنونية التي كانت تنشأ كل يوم من الترف الفلسفي و الفكري .. كل من نشأ في عصر الامبراطورية المتخمة ذات الكرش الضخم من المنافسات الفكرية و العلمية لابد أن تصيبة حدة غير قليلة. ملحوظة أخيرة في الكتاب .. أن صاحبه كرر كثيراً ذم كل من يحاول الخروج على السلاطين الظلمة مهما بلغوا من الفسق و اتيان الكبائر .. كررها كثيراً و في غير موضع متهماً من يفعل ذلك بالمبتدع الخارجي الكذا و الكذا .. ثم يشاء الله أن يظلم البربهاري رحمه الله مرتين من خليفتين و يضطر للاختفاء هرباً من العقاب حتى مات مختفياً هارباً في المرة الثانية .. هاجم كثيراً من يسعى لوقف ظلم الامراء فمات مختفياً هارباً من ظلمهم .. و لا حول و لاقوة الا بالله ..
كان الإمام البربهاري صلبا ضد المبتدعه شديدا علي المعتزله و كان تأثير علمه قويا وصل للخليفتين المقتدر و القاهر من خلفاء الدولة العباسية حتي فرضوا عقيدة الحنابلة كا عقيدة للدولة. أما لكتابه فا هو نقل آثار السلف الصالح في مسائل الإيمان و العقيدة و البعد عن البدع و بين ضلال و كفر الجهمية و أصحاب الهوي و إثبات ذلك بالأحاديث و الآيات و كتابه مرجع يرجع اليه كل فترة و يحفظ من أهميته. أما القول بأنه أخطأ و جعل كتابه فرضا و ان من تركه فهو علي بدعه و ما شابه فالكتاب لا يحتوي علي ما خالف الكتاب و السنة ولكن وضحها في مسائل الإيمان و العقيدة فمن تركها كأنه خالف الكتاب و السنة و أقوال الصحابه و التابعين و الله أعلم.
رحم الله البربهاري، صاحب حقٍّ قويُّ العبارة، قوّالٌ للحق، منتصر للسنة وأهلها، مهين للبدعة وأهلها، مهاب صاحب حضور، إمام أهل السنة في زمانه.
جمع كتابًا في اعقاد أهل السنة وكان فيه قويًّا يقرر المسائل ويدعو إلى السنة، وترك البدعة والمراء والجدال ومجالسة أهل الأهواء.
وختم كتابه بقول الفضيل بن عياض: "إذا علم الله عز وجل من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له، وإن قل عمله. ولا يكن صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا نفاقا. ومن أعرض بوجهه عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانا، ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر، ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة. فلا تكن تحب صاحب بدعة في الله أبدا".
This is the kind of book that every moslem has to read. Islam is Sunah and Sunah is Islam. Unfortunately many moslems are not so educated about the terrible danger of Bid'ah. A really must read for moslems!
طبعة مكتبة الغرباء الأثرية دراسة وتحقيق أبي ياسر خالد بن قاسم الردادي تحتاج مزيدًا من المراجعة اللغوية، حتى أن بعض الآيات القرآنية مكتوبة بطريقة غير صحيحة.