رجلان. إله يواجه قدرة. بادرة ودّ تخفي خيانة... لا تزال قبلة يهوذا واحدة من أنذل البوادر التي عرفها التاريخ، ومن أكثرها غموضاً أيضاً...
لماذا أقدم أحد الإثني عشر تلميذاً، وأكثرهم قرباً إلى يسوع، على بيع معلمه؟ الجشع الذي اعتبرت النصوص المقدسة أنه كان الدافع إلى ذلك لا يثبت أمام التحليل: إن يهوذا، المؤتمن على كيس مال الرسل، والحائز بالتالي على ثقة يسوع التامة، كان يتصرف يومياً بمبالغ أهم بكثير من الثلاثين ديناراً التي يقال أنها عرضت عليه...
ليس يوجد حول موت يسوع أمر واحد موثوق هو موته على الصليب، وهو العقاب المخصص للخارجين على النظام الروماني. ويبدو اليوم مؤكداً أنه كان في المقاومة اليهودية للاحتلال الروماني، دوراً أكثر نشاطاً بكثير مما يتراءى من خلال الأناجيل الأولى، هذه التي كتبت لأجل مسيحي روما. أوليس من الأرجح أن يهوذا "الشرير" كان رفيق نضال أميناً ومتحمساً؟ إلى أن...
بعد أن استوعب أوبير بوولونجو أحدث الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، وبعد أن استعرض حياة يهوذا بكامله، وبعد أن بث حياة قصصية حقيقة في صور جامدة غالباً، فإنه قد توصل إلى تكوين رأي هو أقرب ما يكون إلى الحقيقة: كان يهوذا صديقاً صادقاً ليسوع، لكنه خانه عندما ابتعد مفهوم كل منهما عن مفهوم الآخر حول الكفاح الواجب خوضه معاً. ويطرح خلافهما هذا على بساط البحث مسألة الثورة بكاملها: هل يجب خوضها بواسطة السلاح، كما يريد يهوذا، أم بالانتظار، بواسطة الصلاة ورجاء عالم آخر يعوض عن المظالم التي يعانيها البشر على هذه الأرض، كما يدعو يسوع؟
من خلال إعادة تكوين فلسطين ذلك الزمان، نلمح تباشير تغير في المنظور، وربما ولادة تاريخ جديد يكتب أمام عيوننا.
من هو يهوذا؟ هل هو ذلك الخائن الذي باع المسيح بالمال؟ أم هو ذلك المناضل العتيد ضد الاحتلال؟ أهو (كما قال كونديرا) أشد الناس إيمانًا بيسوع،فرغب منه في إظهار معجزته الأخيرة؟ وهل من المعقول أن يخون حواري من حواريي المسيح سيده لأجل حفنة من المال،أم أن له غاية أخرى من وراء ذلك،ولكن الأمر خرج من يده فصُلب المسيح؟
هذه الرواية هي عن يهوذا،ولكن ليس مجرد الخائن للقضية أو البائع لدم المسيح،بل يهوذا الإنسان،ذلك الصبي الذي فتح عينيه على صلب الرومان لأبيه لأنه رفض ظلمهم،فنشأ على بغضهمنوحاربهم وقتل منهم الكثير،وظل تائها حائرًا يبحث عن وسيلة لتحرير قومه من جورهم، وعانى في سبيل ذلك أشد المعاناة،وتعرض لمصائب شتى منها أن بيته بزوجته وأولاده يُحرقوا.
وعندما أتى المسيح آمن به كما ينبغي للإيمان أن يكون، فكان من القريبين له والمفضلين إليه،ورأى فيه النجدة السماوية المنتظرة،ولكن ككل مناضل كفاح،رأى الحل في السيف ورآه المسيح في الحب،فاختلفت طرقهم،ولجأ يهوذا إلى وسيلته الكبرى وهي تسليم المسيح لأعدائه ومحاولة إقامة اضطرابات لتقوم انتفاضة كاملة من الشعب اليهودي،ولكن يسوع كان يبشرهم بمملكة السماء ويهوذا ينتظر مملكة الأرض،فرُفع المسيح أو أصبح إله،وخاب يهوذا وأصبح رمزًا عالميا للخيانة.
الرواية عظيمة للغاية،فيها من الحكم الكثير،وفيها من الأحداث الأكثر،فيها إيمان المرء ونضاله وفيها خنوع الشعب وظلم المحتل،ولكن الفريد فيها حقا هو تسليط الضوء بكثافة على شخصية يهوذا،فنعرف من خلال ذلك العرض جوانب أخرى غفلنا عنها،ونرى وجهًا للنضال قد يكون وبال على القضية.
قبلة يهوذا اوبير برولونجو " يا يهوذا بقبلة تسلم ابن انسان " انجيل لوقا 48-22 ""قال له يسوع الحق أقول لك انك في هذه الليلة وقبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات " انجيل متى 26: 33-34 بقبلة حسب التاريخ المنقول الينا من المسيحية سلم يهوذا الاسخريوطي السيد المسيح للرومان فخلدت القبلة في التاريخ كأشهر رمز للخيانة و لٌعن يهوذا على مر السنين كخائن , أوبير برولونجو أحيا ذكرى يهوذا من جديد و أعاد محاكمته أدبيا لتصحيح الأفكار الخاطئة المتوارثة حوله و اعادة الاعتبار اليه و بالأخص تقديم سيرة مفصلة لحياته و هو أمر يتحاشى المؤرخون الخوض فيه و اقتصر الاهتمام بيهوذا في اتخاذ قبلته كمصدر الهام للعديد من الفنانين و الشعراء و الكتاب غير عابئين بايجاد تفسير منطقي لحادثة تاريخية ميزت التاريخ البشري , عمد أوبير برولونجي على التأكيد ان كتابه يعتبر رواية أي من باب الخيال الأدبي و هي وسيلة تعتبر في نظري تحايلا على التاريخ فالروايات عرفت في الوعي الانساني كمصدر من مصادر التاريخ تتخذ فيها الأحدات سلطة تقريرية مهمة وعمل أوبير برولونجو لا يخرج عن هذا الاطار . بهذه الرواية و بطريقة كتابة أوبير برولونجو التوصفية الواقعية و التشخصية المميزة للأحداث و الشخصيات و الأماكن و الاصوات بل احيانا حتى الروائح استطاعت الرواية أن تنقلنا الى أرض فلسطين لنتعايش مع كل الأحداث التي عرفتها المنطقة في القرن الأول ميلادي و التعرف عن قرب الى شخصيات في التاريخ المسيحي و اليهودي تم تناولها بشكل سطحي كيهوذا ذاته و بارباس و مريم المجدلية و غيرهم , الرواية استطاعت ايضا و بامتياز أن تعرفنا عن قرب الى تقاليد و عادات يهودية صاحبت الاستعمار الروماني لأرض فلسطين و ما تبعه من انتهاكات و انتفاضات شعبية لشخصيات يهودية يعتبرها اليهود قومية كيهوذا المكابي الذي نجد صداه مؤثرا في انتفاضات رافقت حياة يهوذا و من الجميل ايضا في هذه الرواية المام الكاتب بكل الفرق اليهودية و اعطاؤه تقريب للقارئ عنها بشكل سلس كالصدوقيين و الفرسيين و أصحاب قمران و غيرهم و كانت هناك أيضا تركيز على عصابة الزيلوت أو حملة السكاكين و هي أول تنظيم "ارهابي " في التاريخ مورس على الرومان و من تبعهم من اليهود برئاسة بارباس و غيره , الرواية فسيفساء عجيبة و حكاية تشفي غليل شغوف بهذه الحقبة التاريخية و في بعض حواراتها يظهر الفن المسرحي الدراماتيكي في أعلى تجلياته ليسبر أغوار نفسيات الابطال و خصوصا بطلي هذه القبلة يهوذا و المسيح ,حوارات أظهرت بما لا يدع مجالا للشك حسب اوبير برولونجو مدى تعاسة يهوذا و ياسه من بلوغ هدفه و هو تحرير أمته ولو كان الثمن المخاطرة بأعز صديق له فيهوذا في النهاية لم يكن خائنا لشعبه بل بطلا لم يأخذ حقه حسب الكاتب و لنتعرف على هذا كله لا بأس أن نلخص الرواية في جزئين مراعين التقسيم الذي اتبعه الكاتب لسيرة يهوذا. تبدأ الرواية بتمهيد على شاكلة سلوغن الاشهارات أو تريلر الافلام اقتبس الكاتب جزء من أحداث الرواية وضعا كافتتاحية تستطيع أن تجذب اهتمام القارئ الى أهميتها و نجح في ذلك حيث يحكي التمهيد وصفا مرعبا لأحدى عمليات الاعدام بالصلب لثوار يهود ضد الرومان و من ضمنهم والد يهوذا و يصف بدقة مشاعر الغضب و الالم التي شعر بها اهالي الضحايا ,تمهيد أراد منه الكاتب ايضاح مدى الحقد المركون في قلب يهوذا تجاه الرومان و الذي سيؤثر على جل أحداث حياته انتهاءا بقبلته الشهيرة للمسيح. في الجزء الاول من الرواية الذي يقع في اربعة عشر جزءا يحكي فيه الكاتب حياة يهوذا منذ طفولته الغارقة في الفقر و مشاهد القمع و الظلم طفولة بائسة غرزت في وجدانه الرغبة في الثورة و اعادة احياء دولة بني اسرائيل فينخرط في شبابه بحركة عصيان مسلحة تحت قيادة بارباس المؤمن بأن الدم هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق النصر فتحول يهوذا الى آلة تقتل بدم بارد و لعل مشهد قتل الجابي يصف هذا التحول الجذري في شخصية يهوذا في صفحات 89 و 90" قتل انسان عمل شاق اليس كذلك " " هيا أنت فعلت ما يجب أن تفعل لا أحد يحب ذلك لكنه ضروري", و تصف الرواية أيضا التحول الجسدي ليهوذا من طفل الى رجل فيصف لقاء يهوذا بمريم المجدلية في دار الدعارة و هي المرأة الوحبدة التي صورها دافينشي في لوحته الشهيرة العشاء الأخير و المذكورة كشخصية رئيسية في رواية دان بروان و التي ستلتقي فيما بعد بالمسيح , بعد قمع الثورة من طرف الرومان يرحل يهوذا الى القدس هذه المرة في مهمة تجسسية تجبره أن ينخرط في الحياة العامة فيكون أسرة و ينجب أطفال فتستكين حياته لفترة لكن جذوة الثورة تستيقظ مجددا بعد حرق أسرته من طرف جنود رومان فيلتحق مجددا ببراباس و حركته و يحاولون ايجاد مظهر جديد للثورة عن طريق البحث عن شخص كاريزماتي يملك جبلة الخطاب و الاقناع باسم الله فيرحل يهوذا و هو في الأربعين من عمره بحثا عن هذا الشخص " سأمضي لأكتشف هذا الطائر المنشود " صفحة 238 فيلتقي بيوحنا المعمداني الذي سرعان ما يتعرف عن طريقه الى المسيح فيكون اللقاء الذي غير حياة الاثنين. الجزء الثاني المكون من ثماني أجزاء يسرد لقاء يهوذا بيسوع و انضمامه الى تلاميذه و يرافقه في رحلاته و يؤكد الكاتب في الرواية على البعد الانساني للمسيح من خلال التشكيك في معجزاته كمعجزة تحويل الماء الى خمر و شفاء الناس بالأعشاب و التركيز على عائلته و اخوانه في تغييب واضح لمريم العذراء فلا نجد لهاحضور مؤثر في هذه الرواية تظهر انسانية المسيح ايضا في طريقة أكله و نومه وخوفه و التشكيك أحيانا في قدراته , تحدث بين الاثنين مشاذات دائمة تجلت في قوة الحوار بينهما حول الطريق المثلى لمواجهة الرومان في حين كان يهوذا يدعو المسيح للثورة بالسلاح كان يسوع يدعو الى تطهير النفس بالدعوة الخطابية الرومانسية "ستكونون أحرارا متى عرفتم أن تحبوا " صفحة 373و مما زاد من حدة غضب يهوذا حسب الكاتب هو ذلك التناقض الذي رآه في المسيح من كرهه للرومان و محاباة اولياءهم "ماذا ؟؟أنت تلبي دعوة هذا الرجل الذي يجوع الناس ؟ هل فقدت رشذك؟ هذا الرجل يتعاون مع الرومان انه يسلب شعبنا لأجلهم انه خائن " صفحة 300و زهده و تبذيره "كيف تريد أن أفهمك ؟أنت قلت أعط كل شيء للفقراء و رضيت أن يسفح على قدميك عطر يساوي ثلاثمئة دينار ؟" صفحة 407 و من طهره و معاشرته لمريم المجدلية , يرحل الاثنين الى القدس و يستبشر يهوذا خيرا في ثورة غاضبة ليسوع في المعبد بعد ان يقوم بقلب طاولة للصيرفة صارخا " بيت ابي لم يصنع من أجل التجارة" صفحة 376 و يحدث أن يقبض على باراباس فيتفق أعضاء الحركة على الصاق التهمة بشخص آخر فيعتقد يهوذا أن الوسيلة الوحيدة لأجبار يسوع على الانتفاضة أن يسلمه الى الرومان مما قد يولد لديه سخط عارم يدفعه الى دعوة الجميع للثورة لكن الأمور لم تسر كما أراد يهوذا فبعد أن سلم يسوع الى الرومان باشهر قبلة في التاريخ يعتبر يسوع أن الأمر مقدر له أن يحدث كما حدث و انه مقدر له أن يصلب "ابي أرسلني لأكون ذبيحة تمحو خطاياكم " صفحة 406 يصلب يسوع و ينتحر يهوذا محاولا مشاطرة المسيح صديقه المصير . هذه قصة يهوذا و المسيح حسب الكاتب اوبير برونولجو قصها بشكل جميل و عذب بأسلوب بسيط تخللته أحيانا الفاظ بذيئة تزعج لكن سرعان ما تأخذك الاحداث بعيدا عنها اعتمد الكاتب بدون أدنى شك على الأدبيات المسيحية و اليهودية لكنه ترك الخيال لقلمه في وصف الاحداث و الشخوص ليقدم لنا في النهاية رؤية مغايرة للتاريخ استطاعت أن تزعزع الكثير من المعتقدات رؤية يمكن أن يكون لها اسقاطات حالية عدة فيهوذا حسب الكاتب ليس سوى شماعة علق عليها غيره آثامهم و أطماعهم في حين حلمه انحصر في تحرير قومه من بطش الرومان و رؤية الكاتب جاءت قبل اكتشاف انجيل يهوذا بسنتين الانجيل الذي كشفت عنه مقالة لجريدة واشنطن تايم معتمدة على أعمال تصحيح المخطوطة من طرف ناشيونال جيوغرافي و الذي اعتبره المسيحيون من الابوكريفا و الهرطقة و لهذا قصة أخرى.
تقريبا هذه هى الرواية الثانية بعد رواية اللوح الأزرق التى أجد نفسى فيها مشدودة لأقصى درجة وأنسى ما مضى من وقت أثناء القراءة ولا انتبه إلا متأخرا ، فقليلة هى الروايات التى تشعر بعد قراءاتها بالندم لسرعة انتهاءك منها حتى لو تجاوز عدد صفحاتها الـ400 ! الرواية عن قصة يهوذا وتنقسم إلى جزءين : الأول ويتكون من 14 فصل ويحكى عن طفولة يهوذا وكيف انخرط ف العمل المسلح ضد الرومان وسخطه المتزايد ضدهم بعد أن صلب والده حتى ينتهى بلقائه المسيح وتوسمه فيه الخير كمبشر قد يزيد من قوة الحركة ضد الرومان الثانى يتكون من 8 فصول تدور حول لقاء يهوذا مع يسوع وكيف أصبح من ضمن تلاميذه ومساعديه فى نشر أفكاره وانتهاءا بصلب المسيح وكيف وجد يهوذا نفسه متورطا ف ذلك
اجمل ما ف تلك الرواية أنها لم تكن منصبة بشكل بحت ع حياة يهوذا أو المسيح فقط ولكن أيضا اظهار الجوانب الانسانية وخاصة تلك التى تخص المسيح ، وكيف اختلف الطرفين ف فكرتهما بشأن مواجهة الرومان وبناء مملكة إسرائيل ، الأمر الذى أدى بيهوذا إلى تنفيذ فكرة ساهمت ف القبض ع يسوع وصلبه !
ومن الواضح للقارئ كيف حاول الكاتب اظهار الأسباب التى دعت بيهوذا إلى الابلاغ عن يسوع أو خيانته كما يطلق عليها البعض ، وبالرغم من كترة الروايات المتناقلة ف هذا الشأن إلا أن اوبير برونولجو رواها من وجهة نظره الشخصية والتى قد تحتمل الصواب وقد تحتمل الخطأ .
أسلوب اوبير لا غبار عليه يكفى أنه يجذب القارئ لقراءة الرواية ف وقت قصير دون أن يشعر بالملل ولو للحظة واحدة .
طلب صغير : من يعلم روايات ع هذه الشاكلة يرشحها لي فورا :)
برولونجو يدفع هنا بوجهة نظره الخاصة و التي يفرضها المنطق ـ بحسب رأيه ـ في تفسير رواية خيانة يهوذا الإسخريوطي ليسوع المسيح. و يعمد نظريته بلمحات من حياة يهوذا و تاريخه و نضاله ضد الرومان قبل ظهور المسيح. الرواية مكتوبة بحبكة متقنة للغاية و تفاصيل مهمة و رسم حقيقي للشخصيات. الكتاب و النظرية المتبعة محل تقدير و الموضوع المثار قتل بحثا و تظهر يوميا أبحاث و مخطوطات تدور حول نفس الموضوع تنفي عنه مسلمات و تفرض وقائع أخري محتملة.
قبلة يهوذا اوبير برولونجو " يا يهوذا بقبلة تسلم ابن انسان " انجيل لوقا 48-22 ""قال له يسوع الحق أقول لك انك في هذه الليلة وقبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات " انجيل متى 26: 33-34 بقبلة حسب التاريخ المنقول الينا من المسيحية سلم يهوذا الاسخريوطي السيد المسيح للرومان فخلدت القبلة في التاريخ كأشهر رمز للخيانة و لٌعن يهوذا على مر السنين كخائن , أوبير برولونجو أحيا ذكرى يهوذا من جديد و أعاد محاكمته أدبيا لتصحيح الأفكار الخاطئة المتوارثة حوله و اعادة الاعتبار اليه و بالأخص تقديم سيرة مفصلة لحياته و هو أمر يتحاشى المؤرخون الخوض فيه و اقتصر الاهتمام بيهوذا في اتخاذ قبلته كمصدر الهام للعديد من الفنانين و الشعراء و الكتاب غير عابئين بايجاد تفسير منطقي لحادثة تاريخية ميزت التاريخ البشري , عمد أوبير برولونجي على التأكيد ان كتابه يعتبر رواية أي من باب الخيال الأدبي و هي وسيلة تعتبر في نظري تحايلا على التاريخ فالروايات عرفت في الوعي الانساني كمصدر من مصادر التاريخ تتخذ فيها الأحدات سلطة تقريرية مهمة وعمل أوبير برولونجو لا يخرج عن هذا الاطار . بهذه الرواية و بطريقة كتابة أوبير برولونجو التوصفية الواقعية و التشخصية المميزة للأحداث و الشخصيات و الأماكن و الاصوات بل احيانا حتى الروائح استطاعت الرواية أن تنقلنا الى أرض فلسطين لنتعايش مع كل الأحداث التي عرفتها المنطقة في القرن الأول ميلادي و التعرف عن قرب الى شخصيات في التاريخ المسيحي و اليهودي تناولتهما الديانتين بشكل سطحي كيهوذا ذاته و بارباس و مريم المجدلية و غيرهم , الرواية استطاعت ايضا و بامتياز أن تعرفنا عن قرب الى تقاليد و عادات يهودية صاحبت الاستعمار الروماني لأرض فلسطين و ما تبعه من انتهاكات و انتفاضات شعبية لشخصيات يهودية يعتبرها اليهود قومية كيهوذا المكابي الذي نجد صداه مؤثرا في انتفاضات رافقت حياة يهوذا و من الجميل ايضا في هذه الرواية المام الكاتب بكل الفرق اليهودية و اعطاؤه تقريب للقارئ عنها بشكل سلس كالصدوقيين و الفرسيين و أصحاب قمران و غيرهم و كانت هناك أيضا اشارة الى عصابة الزيلوت أو حملة السكاكين و هي أول تنظيم "ارهابي " في التاريخ مورس على الرومان و من تبعهم من اليهود برئاسة بارباس و غيره , الرواية فسيفساء عجيبة و حكاية تشفي غليل شغوف بهذه الحقبة التاريخية و في بعض حواراتها يظهر الفن المسرحي الدراماتيكي في أعلى تجلياته ليسبر أغوار نفسيات الابطال و خصوصا بطلي هذه القبلة يهوذا و المسيح ,حوارات أظهرت بما لا يدع مجالا للشك حسب اوبير برولونجو مدى تعاسة يهوذا و ياسه من بلوغ هدفه و هو تحرير أمته ولو كان الثمن المخاطرة بأعز صديق له فيهوذا في النهاية لم يكن خائنا لشعبه بل بطلا لم يأخذ حقه حسب الكاتب و لنتعرف على هذا كله لا بأس أن نلخص الرواية في جزئين مراعين التقسيم الذي اتبعه الكاتب لسيرة يهوذا. تبدأ الرواية بتمهيد على شاكلة سلوغن الاشهارات أو تريلر الافلام اقتبس الكاتب جزء من أحداث الرواية وضعه كافتتاحية تستطيع أن تجذب اهتمام القارئ الى أهميتها و نجح في ذلك حيث يحكي التمهيد وصفا مرعبا لأحدى عمليات الاعدام بالصلب لثوار يهود ضد الرومان و من ضمنهم والد يهوذا و يصف بدقة مشاعر الغضب و الالم التي شعر بها اهالي الضحايا ,تمهيد أراد منه الكاتب ايضاح مدى الحقد المركون في قلب يهوذا تجاه الرومان و الذي سيؤثر على جل أحداث حياته انتهاءا بقبلته الشهيرة للمسيح. في الجزء الاول من الرواية الذي يقع في اربعة عشر جزءا يحكي فيه الكاتب حياة يهوذا منذ طفولته الغارقة في الفقر و مشاهد القمع و الظلم طفولة بائسة غرزت في وجدانه الرغبة في الثورة و اعادة احياء دولة بني اسرائيل فينخرط في شبابه بحركة عصيان مسلحة تحت قيادة بارباس المؤمن بأن الدم هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق النصر فتحول يهوذا الى آلة تقتل بدم بارد و لعل مشهد قتل الجابي يصف هذا التحول الجذري في شخصية يهوذا في صفحات 89 و 90" قتل انسان عمل شاق اليس كذلك " " هيا أنت فعلت ما يجب أن تفعل لا أحد يحب ذلك لكنه ضروري", و تصف الرواية أيضا التحول الجسدي ليهوذا من طفل الى رجل فيصف لقاء يهوذا بمريم المجدلية في دار الدعارة و هي المرأة الوحبدة التي صورها دافينشي في لوحته الشهيرة العشاء الأخير و المذكورة كشخصية رئيسية في رواية دان بروان و التي ستلتقي فيما بعد بالمسيح , بعد قمع الثورة من طرف الرومان يرحل يهوذا الى القدس هذه المرة في مهمة تجسسية تجبره أن ينخرط في الحياة العامة فيكون أسرة و ينجب أطفال فتستكين حياته لفترة لكن جذوة الثورة تستيقظ مجددا بعد حرق أسرته من طرف جنود رومان فيلتحق مجددا ببراباس و حركته و يحاولون ايجاد مظهر جديد للثورة عن طريق البحث عن شخص كاريزماتي يملك جبلة الخطاب و الاقناع باسم الله فيرحل يهوذا و هو في الأربعين من عمره بحثا عن هذا الشخص " سأمضي لأكتشف هذا الطائر المنشود " صفحة 238 فيلتقي بيوحنا المعمداني الذي سرعان ما يتعرف عن طريقه الى المسيح فيكون اللقاء الذي غير حياة الاثنين. الجزء الثاني المكون من ثماني أجزاء يسرد لقاء يهوذا بيسوع و انضمامه الى تلاميذه و يرافقه في رحلاته و يؤكد الكاتب في الرواية على البعد الانساني للمسيح من خلال التشكيك في معجزاته كمعجزة تحويل الماء الى خمر و شفاء الناس بالأعشاب و التركيز على عائلته و اخوانه في تغييب واضح لمريم العذراء فلا نجد لهاحضور مؤثر في هذه الرواية تظهر انسانية المسيح ايضا في طريقة أكله و نومه وخوفه و التشكيك أحيانا في قدراته , تحدث بين الاثنين مشاذات دائمة تجلت في قوة الحوار بينهما حول الطريق المثلى لمواجهة الرومان في حين كان يهوذا يدعو المسيح للثورة بالسلاح كان يسوع يدعو الى تطهير النفس بالدعوة الخطابية الرومانسية "ستكونون أحرارا متى عرفتم أن تحبوا " صفحة 373و مما زاد من حدة غضب يهوذا حسب الكاتب هو ذلك التناقض الذي رآه في المسيح من كرهه للرومان و محاباة اولياءهم "ماذا ؟؟أنت تلبي دعوة هذا الرجل الذي يجوع الناس ؟ هل فقدت رشذك؟ هذا الرجل يتعاون مع الرومان انه يسلب شعبنا لأجلهم انه خائن " صفحة 300و زهده و تبذيره "كيف تريد أن أفهمك ؟أنت قلت أعط كل شيء للفقراء و رضيت أن يسفح على قدميك عطر يساوي ثلاثمئة دينار ؟" صفحة 407 و من طهره و معاشرته لمريم المجدلية , يرحل الاثنين الى القدس و يستبشر يهوذا خيرا في ثورة غاضبة ليسوع في المعبد بعد ان يقوم بقلب طاولة للصيرفة صارخا " بيت ابي لم يصنع من أجل التجارة" صفحة 376 و يحدث أن يقبض على باراباس فيتفق أعضاء الحركة على الصاق التهمة بشخص آخر فيعتقد يهوذا أن الوسيلة الوحيدة لأجبار يسوع على الانتفاضة أن يسلمه الى الرومان مما قد يولد لديه سخط عارم يدفعه الى دعوة الجميع للثورة لكن الأمور لم تسر كما أراد يهوذا فبعد أن سلم يسوع الى الرومان باشهر قبلة في التاريخ يعتبر يسوع أن الأمر مقدر له أن يحدث كما حدث و انه مقدر له أن يصلب "ابي أرسلني لأكون ذبيحة تمحو خطاياكم " صفحة 406 يصلب يسوع و ينتحر يهوذا محاولا مشاطرة المسيح صديقه المصير . هذه قصة يهوذا و المسيح حسب الكاتب اوبير برونولجو قصها بشكل جميل و عذب بأسلوب بسيط تخللته أحيانا الفاظ بذيئة تزعج لكن سرعان ما تأخذك الاحداث بعيدا عنها اعتمد الكاتب بدون أدنى شك على الأدبيات المسيحية و اليهودية لكنه ترك الخيال لقلمه في وصف الاحداث و الشخوص ليقدم لنا في النهاية رؤية مغايرة للتاريخ استطاعت أن تزعزع الكثير من المعتقدات رؤية يمكن أن يكون لها اسقاطات حالية عدة فيهوذا حسب الكاتب ليس سوى شماعة علق عليها غيره آثامهم و أطماعهم في حين حلمه انحصر في تحرير قومه من بطش الرومان و رؤية الكاتب جاءت قبل اكتشاف انجيل يهوذا بسنتين الانجيل الذي كشفت عنه مقالة لجريدة واشنطن تايم معتمدة على أعمال تصحيح المخطوطة من طرف ناشيونال جيوغرافي و الذي اعتبره المسيحيون من الابوكريفا و الهرطقة و لهذا قصة أخرى.
رواية ممتعه جدا وجميلة .. الرواية تتكلم عن يهوذا الإسخريوطي تلميذ المسيح والي خانه وباعه للرومان .. الرواية على شكل جزئين .. الجزء الاول " وهو الاطول " كان يتكلم عن حياة يهوذا من الطفولة وانه ابوه قتل على الصليب بسبب نضاله ضد الرومان .. فابنه بعدها حمل الراية من بعده وصار يناضل ضد الرومان مع القائد باراباس عن طريق قتل الرومان و المتعاونين معهم .. طبعا الرواية كان فيها سرد طويل لهذا النضال الي كان يزداد دموية والي تحول بفترة من الفترات الى نهب وسلب حتى لمواطنين يهود ابرياء .. الجزء الثاني يتكلم عن لقاء يهوذا بالمسيح .. شخصية المسيح بالرواية كانت مميزة ومختلفة عن الصورة المألوفة عنه .. في الرواية ذكر ان المسيح هو ابن شخص اسمه يوسف النجار وان له اخوة واخوات .. طريقة معاملة المسيح لامه و اخوته كانت فضة و مشينه بالنسبة لشخص يعتبر نبي .. تصرفات المسيح ايضا بالرواية كانت غريبة وغير مفهومة في بعض الاحيان .. توصف الرواية ان بعض ما يعتبر انها معجزات صدرت منه هي في الواقع امور عادية وتم تضخيمها من قبل الناس .. اعتقد ان هذي هي النظرة اليهودية للمسيح فالرواية توصف المسيح حسب نظرتهم هم ..
هل يهوذا شخص سيئ ام لا ؟ (الجزء التالي فيه كشف عن اهم ما في الرواية يعتبر حرق نوعا ما )
يهوذا كان ينتظر من المسيح ان يكون هو قائد ويحرك الناس للثورة ضد الرومان بما انه يمتلك قدرة خطابية تجذب الناس له .. لكن المسيح قال له انه هو مو هدفه هو الثورة وان السعادة في السماء مو في الارض .. وان اعتراضه على ظلم الرومان ما كان يعني انه ينوي خوض ثورة ضدهم وهذا الي احبط يهوذا الي شاف في المسيح ان نظرته غير واقعيه وانه عايش بالمثل العليا .. وبهالفترة وصله خبر ان قائده القديم " باراباس " تم اعتقاله فكانوا اتباعه يفكرون بطريقه تلخيص زعيمهم قبل ان يتم اكتشاف انه هو " المحرك الفعلي والقائد للاضطرابات في البلد " .. وكانت الفكرة باتهام يسوع بالامر وتسليمه للسلطات بدلا عنه فتفرج السلطة بعدها عن باراباس.. في البداية اعترض يهوذا لكن بعدها لما كان يفكر بطريقة لاجبار يسوع على التفكير بالثورة خصوصا بعد ما لقى ان الناس كانت تستجيب له بشكل مذهل .. قرر انه يسلمه للسلطات امل في ان المسيح بعد ما يلاقي نفسه مسجون يحرض الناس على الثورة فيخرجونه من السجن .. لكن الي حصل ان المسيح استسلم للامر ورفض الثورة و ادلى باجوبة في التحقيق تدينه اكثر واكثر فتم صلب المسيح .. وندم يهوذا اشد الندم على تصرفه وانتحر ..
هل يهوذا شخص سيئ ؟ بالمنظور الي كتبت به الرواية لا !
الزمان : 2006 م ,, تعلن مؤسسه (ناشيونال جيوغرافيك) أن المخوطه التي تم العثور عليها عام 1978 م ماهي إلا نسخه أصليه لـ ( إنجيل يهوذا ) تعود لـ 180 م ! (فلاش باك) الزمان : عام 1953 م صدور روايه " الإغواء الأخير للسيد المسيح " و التي إتفقت مع إنجيل يهوذا المفقود قبل ظهوره في أن " يهوذا " لم يخُن ، فقط قام بما أمره به المسيح وهو أن يشي به إلي الرومان ! (فلاش فورورد) الزمان : عام 1978 م ,, عثور فلاح مصري علي مخطوطه بـ اللغه القبطيه في كهف بـ صحراء محافظه المنيا ! (فلاش باك) الزمان : حوالي عام 33 م ,, يا يهوذا , إبتعد عن الأخرين , و سأخبرك سراً من أسرار الملكوت , سر عظيم عن عالم غير محدود , لم تشاهده حتي الملائكه , لا يمكنك أن تدركه بقلبك أو عقلك ! (فلاش فورورد) الزمان : عام 2004 م ,, صدور روايه " قبله يهوذا " و التي تحاول أن تجد تفسير منطقي لـ سبب خيانه التلميذ يهوذا لـ معلمه السيد المسيح !
** في البدايه , قبله يهوذا هي الإشاره التي قام بها " يهوذا سمعان الإسخريوطي " لـ يوضح لجنود الرومان من هو " عيسي " من بين تلاميذه ! - بعد شهرين من قراءه الروايه أثناء سماع تراك " Interstellar Main Theme - Extra Extended " لـ " Hans Zimmer " مازالت أفكر بـ يهوذا و أشعر برغبه شديده في قراءه الروايه مره أخري رغبه في التعرف علي يهوذا من جديد , هي روايه لا تُنسَي , تسافر بك زمنياً و مكانياً لرؤيه يهوذا و عيسي و بارباس و كأنك تراهم أمامك ! حاول الكاتب أن يوضح أن يهوذا فعلاً سلم السيد المسيح و لكن لم تكن نيته نيه سوء و إنما كان لهدف ثوري من وجهه نظره و هو الوقوف في وجه الدوله الرومانيه بطريقه مسلحه و هذا ما كان يعترض مع ما جاء به السيد المسيح و هو ما أخبره به حين قال " يا يهوذا ما وعدت إلا بثوره داخليه " ! و رغم أنني أميل لـ أن " يهوذا " لم يخُن السيد المسيح بسبب 30 دينار من الفضه كما تقول الأناجيل الأربعه ! , خصوصا و أن الدينار الفضه كان يساوي في ذلك الوقت أجره عامل لمده 12 ساعه عمل كما أخبرنا " إنجيل متى ٢٠:٢-١٤ " أي أن 30 دينار هي أجره عامل لمده شهر مما يعني أنه ليس مبلغ مغري لدفع أي شخص لخيانه أحد مقرب منه !! أم هل كان يهوذا كسولاً لهذا الحد الذي يجعله يكتفي برشوه تغنيه عن العمل لمده شهر واحد و بعدها يعود كما كان مقابل تسليم مُعلمِه المرسل من الله ! إلا أنني رغم ميلي هذا إلا أنني لا أتفق مع الكاتب أن " يهوذا " فعلها من أجل فكره الثوره المسلحه و التي عارضها " يسوع " لا , و لكن أميل بشده بما جاء في " إنجيل يهوذا " من أن الوشايه كانت بـ أمر من السيد المسيح ! روايه ستدفعك لإلتهامها و ربما قد تدفعك لقرائتها مره أخري و ستثير رغبتك في قراءه كل ماهو متعلق بـ يهوذا و ستجد نفسك امام الأناجيل الأربعه و روايه " الإغواء الأخير للسيد المسيح " و أمام رغبتك في إلتهامهم أيضاً !
تضييع وقت ., من الكتب المترجمة القليلة التى ندمت انى اهدرت وقتى فى قرائتها و اعتقد لو كنت قريت كام قصة لميكى جيب كانت هتكون فكرة احسن ! مبدئيا بائس جدا جدا من يتخذ من هذا الكتاب مرجع تاريخى او كمصدر تاريخى موثوق , اتخذ الكاتب المغمور تقريبا التاريخ الموثق و فسرة على هواة و خيالة و حرف الكثير من احداثة فى وضوح و اريحية تامة و بدون اى دليل مقنع او تفسير مقنع او معقول يمكن ضمة فى سياق القصة الرئيسية حتى الشخصيات حور صفاتها الرئيسية و لصق بهم صفات اغرب بدون اى تفسير ايضا او اسباب ! و جعل من يسوع نفسة عطارا يمشى بحزمة اعشاب دون ذكر اى مصدر او تفسير لعدم وجدود حتى تلميح بأى من الأناجيل لذلك ! حاول جاهدا تفسير معجزات يسوع و ليتة لم يحاول فجائت محاولتة بائسة جدا بشكل واضح و مضحكة فى احيان اخرى و قام بتجاهل من لم يستطع تفسيرة او تبريرة ! حتى التاريخ نفسة لم يسلم و حتى وصف المنازل و المجموعات البشرية غير دقيقة بالمرة وصف الأحداث كلها فى سياق سياسى مضحك و كأنها ثورة يناير او الثورة البرتقالية فى اوكرانيا من حيث وعى الناس و المطالب السياسية و غيرها ! فى النهاية هذا الكتاب اصدق توصيف لة انة من عينة المخرج الفانتازى تارنتينو فى فيلم inglorious basterd عندما قام بلى التاريخ و قتل هتلر فى صالة سينما و انهى الحرب مبكرا .., يستاهل اقل من نجمة ..,
استمتعت بالخلفية المجهولة من الجانب الإنساني والفكري ليهوذا وطريقته الثورية في تمدد الدين من خلال السلاح وإسقاط الرومان. الرواية استعرضت حقبة كاملة من الأحزاب والطوائف اليهودية بجانب هيمنة السلطة الرومانية مع ذكر تاريخ بسيط لقياصرتهم. الرواية رائعة جدًا وتسبب أفكار شائكة ومغايرة لمعتقدات راسخة حول المسيح ورفيقه الخائن يهوذا.
من منا لم يتعرض يوماً لاسم ذالك الموسوم باللعنه( يهوذا الاسخريوطى ) !ه قُبله يهوذا ... روايه تحجز لك زاويه رؤيه فى ازقه التاريخ للتعرف على ملامح ذالك اليهوذا اوبير بيرلونجو ذالك الكاتب الفرنسى الذى دعاك لا لمشاهده حدث ولكن ... للتسكع ايضاً فى كواليس المسرحيه بحيث بكفل لك بامتياز صوره واضحه عن الحياة السياسية والاجتماعية في تلك الحقبة في ظل الحكم الروماني للمشرق الروايه اثنين وعشرون فصلاً فى اربعمائه واثنى عشر صفحه تقريباً مكونه من جزئين اولهما يبداء برفع والد يهوذا على الصليب الرومانى عقابا له لمناهضته للحكم الرومانى كان يهوذا فى الحاديه عشر من عمره حينذاك مروراً بالتنشئه والحياه الصعبه التى مر بها يهوذا بعد ذالك وينتهى الجزء الاول وقد تجاوز يهوذا الثانيه والثلاثون من عمره وبلقائه مع يوحنا المعمدان ذالك الذى كان يعمد الناس بالمغفره والرحمه على ضفاف نهر الاردن ويبشر بقدوم المسيح مُلخص البشريه فى الجزء الثانى من الروايه يروى رحله صداقه يهوذا للمسيح وكيف ان الاخير اتمنه على مال الرسل ومرافقته فى حملات التبشير ... العلاقه التى جمعت يهوذا بالمسيح تحملها الروايه ابعاد جديده تضعك فى تسائل عميق حول حقيقة قبلة يهوذا، وهل كانت فعلا بادرة ود تخفي خيانة ومن أنذل البوادر التي عرفها التاريخ؟ أم أنها كانت أكثر تعقيدا وصدقا وغموضا مما تبدو عليه؟ ففى البدء يهوذا كان محارباً لم يعرف عقله بكل ما يحويه من دهاء غير طريق السلاح والدم حتى صديقه اليونانى فى الروايه الذى كان صوت المنطق بالنسبه له كان يلجاء الى افكاره من دافع التسليه بينما كان المسيح يحارب بشكلا اخر فسلاحه الحب والرأفه( ثق بالرأفه يا يهوذا فهى ذات وزن اكبر من وزن الجيوش) ه !! الروايه كتبت على حد الخنجر بلغه توصيفيه سمعيه، وصف يضفى الواقعيه والحركه على احداث التاريخ المتجمد حتى انها لم تتركك التفاصيل البسيطه لتجعلك تعيش التاريخ واقعاً ملموس وقد تعمد الكاتب ان يعطيك لحظات كامله مع المسيح خارج هاله القدسيه تلك التى تعودنا عليها فى الكتب السماويه ولشد ما يروقونى ان تسمع او تحاكى نبياً خلع عبائه القدسيه فهو ياكل بنهم وبرد بقسوه ويغضب ويحزن ويتصرف بشكل اعتباطى " مزاجى" من ماخذى على الروايه وصف المسيح بشكل مُفرط فى البشريه حتى انه نوه الى ان المسيح لهى من مريم المجدليه كما انه كان ابناً غير بار بامه ينعتها ب " أمرأه "
عن يهوذا الطفل اللذى صلب أباه أمام عينة لكونة من العصاة لحكم الرومان فشب بحقد يملأ قلبة ضد مغتصبى وطنة و قاتلى والدة ومدنسى أرض الله كما صورتها التوراه له فوجد يد أحد رفاق أبية"باراباس" تمد الية ليكمل مسيرتة فى جماعة مسلحة سرية تقوم بعمليات محدودة ضد المحتل و المتعاونين معة لكنهم فشلوا فى تحقيق أى نجاح ملموس للوصول لغايتهم حتى قرر قائدة ان يوكل الية مهمة تقربهم من هدفهم وهو البحث عن رجل دين يستطيع أن يضع هالة ربانية على المقاومة ويصل الى قلوب الناس بحيث يسهل حشدهم للثورة ضد الرومان قابل يسوع و شعر بأنه رجلة فلازمة فى رحلات تبشيرة فكان ضمن الأثنى عشر رسولاً ناقلى رسالتة الى العامة حتى جاءت ساعة الحسم كما تصور يهوذا فأختلفا فى مفهوم كل منهما للكفاح فيسوع يراه بالصلاة و رجاء عالم آخر يعوضة عن المظالم اللتى يعانيها البشر على الأرض و يهوذا يراه بالكفاح المسلح ففكر يهوذا فى الفكره الشائنة كما وصفها بنفسة وهى أن يشى بيسوع عند الرومان فيقبض علية ويدفعة الى دعوة أتباعة للمواجهة اللتى كان يرفضها وفى نفس الوقت يصرف نظر الرومان عن قائده والعقل المدبر لتنظيمة "باراباس" اللذى كان قد سجن قبل ساعة الحسم المنتظرة بأيام فيعفا عنه فيكون قد وجة صديقة لطريقه و أنقذ قائدة فيبدأ الكفاح وتبدأ الثورة صلب يسوع وفشلت الخطة برغم نجاح نصفها الأول بخروج "باراباس" فهام يهوذا فى الإرض حزناً على فعلتة فأنهى حياتة بشنق نفسة نادماً على خيانتة رغم مقصدة النبيل و حاملاً العار مصاحب لإسمة ليومنا هذا ..
مقاربة مختلفة لواحدة من اشهر القصص فى التاريخ خيانة يهوذا للمسيح ولكنه يبدو كما لو كان يرد الخيانة التى الحقها المسيح بمن انتظروه اولا تقريبا للمرة الثانية التى اقرأ فيها عن المسيح فى قصة غربية بعد باراباس انه مخيب للآمال. من انتظروا قدومه من اليهود ليأتى بمملكة اسرائيل ويسحقوا به الرومان والوثنيين او من آمن به من المنبوذين والضعفاء وانتظروا ملكوت الله وتحققه لم يجدوا فيه ضالتهم الجزء الاول من الرواية افضل كثيرا من الجزء الثانى واكثر حيوية وبه الكثير من التاريخ المفاجئ اذا جاز القول عن مقاومة اليهود للرومان وظلمهم وتوحشهم عن يهوذا البائس الثائر الطامح الى التغيير عن الثورة حين تتحول الى دين يجب كل شئ وكل ايمان الا بها حتى اذا ما جاء وعد الله بغير ما انتظروا انكروه الحقيقة لم تعجبنى شخصية المسيح فى الرواية يبدو اقرب الى مدربى التنمية البشرية متناقض حادا مع اهله الاقربين وامه كيف لم يستطع ان يحمل لهم بعض التفهم والحب الذى يحمله للعالم كله كيف لشخص غير التاريخ بحق ان يكون بهذه الرخاوة الجزء الثانى كأنه كتب على عجل دون اعتناء وطبعا صارت من طبائع الحياة ان يكون رجال الدين وحراس الشريعة هم كل شئ ضد الله ورحمته فعليا ورغم ذلك اظن انها جديرة جدا بالقراءة
لطالما أردت معرفة قصة يهوذا و ما جريمته التي اقترفها حتى اصبح مكروها لدى النصارى في أدبياتهم , في هذه الرواية عرفت الحقيقة من وجهة نظر كاتبها ... يهوذا جل ما فعله كان من أجل شعبه و نصرة قضيتهم حتى و إن كانت خيانته للمسيح بحسن نية , رغم هذا فقد ندم على جريمته و عاقب نفسه أشد العقاب ... شخصيات الرواية إختلف النقاد في وصف حياتهم فمنهم الشرير و الطيب , و حتما تلاميذ المسيح و من ظهروا معه في عشائه الأخير ظلوا رمزا خالدا في كل أدبيات النصرانية ...
لكل زمن رجاله و ملاحمه , فهل هناك أفضل من زمن المسيح كي تحكي عنه رواية ...
أوبير برولونجو تحدث بطريقته عن يهوذا , فهل أبدع بسرده لحياة يهوذا؟
هو أشهر خائن فى التاريخ و هومن تحل عليه لعنات الملايين بخيانة سيدنا عيسى عليه السلام قبلة يهوذا للكاتب الفرنسى أوبير برولونجو رواية مميزة جدا و تستحق الاشادة و الثناء الرواية تحكى قصة حياة يهوذا حلاوة الرواية ان الكاتب يجعلك تشعر بكل مشاعر و احسايس يهوذا اليهودى المتعصب لشريعته منذ الصغر ثم مرورا بقترة المراهقة الدموية له حتى انتقاله الى مدينة اورشاليم حتى معرفته بيسوع (سيدنا عيسى عليه السلام) و جعله و احد من تلاميذه الاقرباء رواية تستحق خمس نجوم
هل كان يهوذا خائنا ليسوع ؟ أم أن الأمر مجرد اختلاف رؤى حول مفهوم الثورة ؟ اعتقد يهوذا أن العنف هو روح الثورة و السلاح جسدها أما يسوع فقد آمن بالحب بالتسامح الذي يمكِّن لثورة إنسانية تجتاح قلوب البشر و تخلصهم من الشر الساكن في أعماقهم...! ملحمة تاريخية اقرب للأسطورة تمكن اوبيير من أحيائها في رواية !
Ce roman historique se base sur ce que l'on sait de la culture juive et du contexte politique de ce lieu et de cette époque, ainsi que sur le peu qu'on connaît de Judas. Ce qui est dit de cet homme dans la bible est mince et contradictoire. L'auteur a lu plusieurs ouvrages qui en parlent et sur lesquels il s'est basé pour créer de toute pièce un passé à Judas.
Ce qui est particulièrement intéressant est que ce passé et la description du personnage sont crédibles et expliquent très bien son choix de remettre Jésus entre les mains des autorités, les envahisseurs de ce que Judas juge être la terre de Dieu. Judas aurait été un Zélote, c'est à dire un rebelle au pouvoir Romain, pas juste dans les mots, mais dans l'action. L'auteur explique très bien pourquoi et comment il l'est devenu. On y découvre aussi Barabbas, qui n'était pas qu'un simple voleur de grand chemin. Jésus lui-même croyait que la place des Romains n'était pas chez lui. La différence entre lui et Judas était sa vision de la manière de s'y prendre pour redonner cette terre à Yahvé.
J'ai particulièrement aimé certains passages. Ah ah !
Aussi amusante que ces parties aient pu me paraître, elles sont conformes à ce qui est dit dans l'ancien testament et dans la Torah sur l'arrivée du Messie.
Mes seules critiques sont les quelques fautes trouvées, de parfois étranges structures de phrases et l'usage de mots anciens, mais pas de la bonne époque (plusieurs mots employés pour nommer des vêtements du temps datent en fait du XIVe et du XVe siècles). C'est la raison de mon retrait d'une étoile. Mais dans l'ensemble, c'est un roman fort intéressant, fouillé et convaincant.
"أشهر قبلة في التاريخ " !! ويرى البعض إنها الأثمن فقد تمت مقابل ثلاثين دينار فقط.. بينما كان صندوق المال تحت تصرف يهوذا طوال الوقت في رحلة عبر الزمن نرى (يهوذا) الثائر ضد الأحتلال ،المتشدد لعقيدته ،الخائن لصديقه ومعلمه وهو أيضاً ليس صاحب الشخصية الخبيثة أو الكريهة كما تصورنا فقد ذهب إلى حتفه نادماً باكياً على فعلته ذات البصمة التاريخية. رواية ممتعة
من زمان ما قرأت رواية جميلة مثل رواية قبلة يهوذا، ومن زمان ما حسيت بكمية المشاعر القوية اللي بأشعر فيها حاليًا. الطريقة اللي كتب فيها أوبير برولونجو الرواية من تفاصيل وأحداث وشخصيات ..الخ متقنة، واقع أبدع أوبير في وصفه وكأنه حقيقة، أعاد كتابة التاريخ بأسلوب وحبكة عبقرية، وبدون أي مبالغة استحالة إنك ما تتخيل أو تشعر بكل التفاصيل و��لأحداث الموجودة فيها. عمل جبار يستحق القراءة 👏🏻
" يا يهوذا بقبلة تسلم ابن انسان " انجيل لوقا 48-22
تشير الرواية الحقيقية ان يهوذا هو من خان المسيح بقبلة لكن لماذا كانت قبلة ??
تشير الرواية التاريخية أن الرومان حاولوا مرات كثيرة أن يقبضوا علي المسيح, لكنهم لم يجدوا ذريعة أو تهمة يقنعون بها رئيس عسكر الرومان للقبض عليه. كان في عهد المسيح قوانين وإجراءات معينة عليها أن تتم من أجل القبض على أي شخص, وتتلخص هذه الإجراءات , بأن المشتكي عندما يتهم شخصا ما بالإساءة إليه, عليه أن يذهب إلى عسكر الرومان ويرسلوا معه بعض العسكر إلى هذا الشخص , ثم يشير المشتكى على من أساء إليه بإصبعه أمام العسكر قائلا :" هذا هو الشخص (ذاكراً أسمه) الذي أضرني وذاكراً أمامهم نوع الضرر..! وبناء على هذه الإشارة منه والإتهام يتم القبض علي المشتكي عليه." بذلك كان على الفريسيين والكتبة إيجاد طريقة تتماشى مع هذه الإجراءات القانونية لكي يتم القبض على المسيح . أستقطب الفريسيون والكتبة يهوذا لكي يقوم هو بدور الشاكي, ويشير بإصبعه على يسوع بتهمة التكلم بكلام ضد الإمبراطور, وهذه هي كانت أهم تهمة تـُلقىَ على المسيح لكي يـُنظر فيها بأقصى سرعة. لكن كان رد فعل يهوذا أنه من الصعب أن يكشف نفسه أمام يسوع وباقي التلاميذ بأنه هو السبب فى إلقاء القبض عليه, لأنهم سوف يعرفونه بأنه هو الشاكي عندما يرفع يديه ويشير عليه بالسبابة. وهذا بالطبع سوف يكون أمراً مخزياً لـه أمام المسيح والتلاميذ. لم ييأس الفريسييون والكتبة, فذهبوا إلى رؤساء الكتبة والكهنة لكي يأخذوا فتوى جديدة من الوالى الروماني بتغيير الإشارة بالإصبع في إتجاه يسوع بقبلة على خده دليلاً على شكاية يهوذا ليسوع بالتُهم المنسوبة ليسوع،،، كذلك سمحوا لـه عن طريق هذه الفتوى أن لا ينطق بنوع التهمة. وقد تم عمل هذه الفتوى عندما اجتمع رؤساء الكهنة مع العسكر فى ليلة القبض على المسيح .
الرواية تنقسم الى جزئين
الجزء الاول يبدأ روايته بوصف أكثر المشاهد دمويةً وعنفاً وهو يصور حالة شعب بني اسرائيل، يذبحون، ويصلبون على الأشجار من قبل الجنود الرومان، مؤرخاً بذلك بدء حركة عصيان مسلح قام بها بعض اليهود، عندما رفضوا دفع المزيد من الضرائب للجيش الروماني، لأنهم لا يملكون ثمن طعامهم، فيثور غضب روما عليهم، ويصلب العشرات من الرجال حتى الموت، ويكون والد الصبي "يهوذا" أحد المصلوبين الذين تركوا في العراء ينزفون حتى الموت أمام ذويهم. ضمن هذا الجو من القتل، والاغتصاب والفقر، ينشأ يهوذا، وحقده مبالغ على الرومان، وتمسكه بدينه اليهودي، يجعله لا يحلم إلاّ بإعادة دولة بني اسرائيل، فيلتحق وهو ما يزال غراً، بحركة عصيان مسلح، بزعامة باراباس، ويتحول إلى ثائر على حكم روما،
و الجزء الثانى يتناول عمله جاسوسا لصالح الثورة في قصر أحد الأثرياء اليهود المقربين من الرومان، إلى زواجه وانجابه ومن ثم موت أسرته في حريق افتعله الرومان ، فعودته من جديد إلى صفوف الثورة. لكن عبر الرواية، لم ينس يهوذا قضيته بل كان كل ما يفعله ناتج عن دافعه الثوري وايمانه بمقاومة المحتل. الا أن دوره كان تارة في المقاومة المسلحة وتارة في التقصي والجاسوسية. ثم ينتهى به المطاف في الاربعينيات من عمره، في احدى الرحلات ليلتقي رجلا يدعى يسوع، وهي نقطة التحول في الرواية. وبايعاز من القائد باراباس الذي كان يبحث عن زعيم روحي يستطيع أن يحرك الرجال باسم الله خدمة للجميع، ويفعل ما يريده باراباس دون أن يتخلى عنهم عند إخفاق أول تجربة، أخذ يهوذا يتقرب من يسوع. و يصبح يسوع برفقة رفيقه الاقرب يهوذا و يقومان بتبشير اليهود للقيام بالثورة على الرومان، و يجمع يسوع من الرجال 12 ليكونوا سفرائه و خيرة اصحابه لاستنهاض اليهود من خنوعهم و سكونهم.
ثم تجري الأحداث وفقا للروايات الإنجيلية في معظم الأحيان مع التشديد على بشرية المسيح وقدرته علي شفاء الناس بالتماس الأسباب وإعطاء العلاج المناسب واستخدام الأعشاب حتى اشتهر أمر يسوع خاصة أخبار المشادات مع الفقهاء، والأمل في الشفاءات، وقوة الكلام وتأثيره على الجمهور. ثم يشتد الخلاف بين يسوع و يهوذا حول اسلوب الدعوة. فيهوذا هذا يفضل الخيار الثوري و الانقلابي لاستعادة مجد اليهود، لكنه يلاحظ ان ليسوع اجندة مغايرة للسبب الذي التقاه من اجله. فيسوع يفضل الاسلوب الخطابي و الدعوة الرقيقة الرومانسية في استمالة قلوب الناس من محبيه و مخالفيه، ما ينفذ صبر يهوذا. اذا، اتفق الاثنان على الهدف: ضرورة بعث نهضة في اليهود تمكنهم من التخلص من نير الظلم الروماني. لكن الوسيلة لتحقيق ذلك كانت سبب الخلاف بين المعلم وتلميذه. وأخيرا يذهب يسوع إلي أورشليم مركز الديانة اليهودية، وظن يهوذا أنه يمكن الدفع بالأمور في اتجاه الثورة ومهاجمة الهيكل، والدفع بيسوع إلى خوض المعركة الحقيقية المسلحة خاصة أن وراءه جماهير كثيرة تؤمن به. وفي الهيكل يطرح يسوع طاولة للصيرفة قائلا’ بيت أبي لم يصنع لأجل التجارة’ و’ لقد جعلتم من بيت أبي مغارة للصوص’. ثم يقبض الرومان علي باراباس وتخشى المنظمة من أن ينكشف أمر باراباس على أنه القائد، ويقترح بعض من أفرادها أن يتم تحويل انتباه الرومان بالإبلاغ عن رجل آخر على أنه المحرض الحقيقي علي الثورة وبالطبع كان يسوع لكي يتم تحرير باراباس فيما بعد. اعتقد يهوذا أن تسليم يسوع قد يرغمه على الأخذ بزمام الثورة ويتخلى عن أقواله عن مملكة الرب والعالم الآخر والعدالة والاستقامة والرحمة لكل البشر، واعلان الثورة المسلحة ضد الرومان. قام يهوذا بالعملية بالكامل وأرشد عن مكان يسوع فألقي القبض عليه في معصرة زيت في حضور يهوذا الذي حرص على أن يقبل يد يسوع كما يقبل كل تلميذ يد معلمه ومن هنا عنوان الرواية قبلة يهوذا.
الرواية تتناول التاريخ بلغة بسيطة تتشكل كفيسفاء لتكون لوحة كبيرة لجزء مهم جدا فى التاريخ المسيحى و يرسم قضية جدلية مهمة جدا عن خيانة يهوذا و يطرح تساؤل هل كانت خيانة من وجهة نظر يهوذا ام هى خطة اعدها و لم تكتمل حسبما اراد ..
تضيع وقت وسفاهة من المؤلف!!! استحق يهوذا الصلب والعذاب لأنه خان معلمه ونبيه!! هكذا اليهود في كل مكان وفي كل عصر خونت لا عهد لهم قال الله تعالي " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم"
تنقسم الرواية الي جزئين 1 _ حياة يهوذا كيف اعدم ابوه كيف انضم للمتمردين وبارباس وعلاقته بامه الي ظهور يوحنا المعمدان 2_ ثم ظهور المسيح واتباعه حتي دخول اورشليم ومحاكمة المسيح وصلبه ثم انتحار يهوذا
رؤية الرواية تختلف عن اغلب الرؤي سواء المسيحية او الاسلامية ووان كانت تتفق الي حد ما مع ادبيات اليهود
محور الرواية او محور تبرير خيانة يهوذا لعيسي هو اختلاف الرؤية حول الثورة حول خروج الرومان المستعمر من ارضهم يهوذا حسب المؤلف ثائر متمرد باسم يهوه اليهود ويريد اجلاء المستعمر لتقوم مملكة الله وظهور المسيح فيهوذا لا يعرف غير الدم والسيف لاخراج المستعمر ونشر العدل وقيامة مملكه الله.... اما المسيح فيري ان مملكة الله هي ملكوت السماء لا قلعة حصينة في الارض وان الثورة الحقيقية هي التي تقود الي السعادة وانه جاء ليكون ذبيحة تمحو خطايكم وهو لا يريد انتصار اليهود علي الرومان فقط بل يريد انتصار الانسانية علي الشر وان تعم الرحمة والحب في الدنيا
فلما رأي يهوذا الاضطراب يعم في اور شليم والقاء القبض عل باربارس وشي بالمسيح لكي يجبره علي قيادة الثورة التي تحتاج الي قائد لكن المسيح هو الذي خذل يهوذا ولم يستطيع ان يكون هو القائد فيهوذا كان يريد مصلحة بلاده واخراج الرومان منها
يجب ملاحظة ان التاريخ لم يذكر يهوذا وباراباس بهذا الكم من التفاصيل وان كل المؤرخين يتجنبوا الخوض في سيرة يهوذا لقله المعلومات فافضل ما في الروايه هو خلق تاريج جديد
___ الرواية تقول ان المسيحية ظهرت لاسباب اجتماعية وسياسية __ الرواية تاسرنا فكاننا نعيش ونشاهد الاحداث مشاهدة حية
___ التركيز علي بشرية المسيح الذي ياكل ويشرب ويحزن ويتالم ويغضب _- الكاتب لا يعترف بمعجزات المسيح ويعطي تبرير لكل معجزة ___ وكذلك الاشارة اكثر من مرة علي عدم محبة المسيح لامه واخوته وحقدهم عليه
ما اريد ان اقوله ان هذه الرواية ثورية وممتعة لأقصي حد
أثناء تجولي في معرض الكتاب في الكويت (٢٠١٦) كنت ابحث عن كتب أمين معلوف وهو كاتبي المفضل فوجدت كتاب قبلة يهوذا لكاتبه أوبير برولونجو. نصحني صاحب المكتبة بالكتاب كثيرا ولم يخب ظني بعد قراءته.
الكتاب هو رواية مبنية حول احداث تاريخية وفق تفسير الكاتب لها. تدور احداث الرواية حول شخصية يهوذا وهو احدالاثني عشر تلميذا لسيدنا المسيح وهو الذي قام بالايشاء به ليتم صلبه من قبل الرومان وذلك مقابل حفنه من المال وفق الرواية المتعارف عليها. إلا أن الكاتب يسوغ الرواية وفق تفسير مختلف وهو ان الدافع الحقيقي ليهوذا الذي دفعه الى الايشاء بمعلمه هو اجبار سيدنا المسيح (يسوع) الى ترك الوسائل السلمية والتوجه نحو العنف كوسيلة الى الكفاح.
الرواية ممتعة حقا ومفيدة وخاصة لمن أراد ان يستذكر تلك الحقبة واحداثها وشخصياتها: العشاء الأخير، مريم المجدلية، تلاميذ يسوع.. الخ. ولعل من اهم العبر التي استخرجها من هذه الرواية هو نشر خطاب المحبة لا الكراهية.. التمسك بروح الدين وليس النص.. ان ينبع الإيمان من حرية الاختيار وليس الاجبار والفصل بين الدين والدولة: أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله. وهنا تأتي المفارقة ��ين شخصية يهوذا الذي أراد ان يستخدم الدين لأغراض سياسية واهداف ضيقة تتمثل في مقاومة المحتل الروماني وبين شخصية سيدنا المسيح (يسوع) الذي سعى لتحرير النفس الانسانية والتقرب الى الخالق عن طريق المحبة وهذا هو الهدف الحقيقي من الأديان.
والموت إذ يضع حدًا لحياته، إنما يعطيها معنى لم يعد هو يتحكم به، فهو يرحل ومعه حقيقته، وعلى الآخرين أن يحكموا الآن" قبل سطور الرواية التى أمتدت إلى 410 صفحة، تجد مشهد النهاية المحسوم تاريخيًا وهو انتحار يهوذا، كما تجد هذا السطر وسط زحام الكلمات والذى رأيت أن النهاية ستكون أروع لو انتهت بهذا السطر الدرامى.. أربع نجوم لأن خطوط الراوية واشتباكها واضحًا من الصفحات الأولى، فيهوذا ثوريًا، وبارباس هو قائد العصاة، والمجدلية عاهرة ذات شعبية وجمهور يطلبها، أما يسوع فهو نجار مدعى نبوة وسط مجتمع مهووس بنتظار المخلص تحت نير الاحتلال الروماني.. يهوذا عند برولنجو هو نتاج مجتمع الاحتلال الذي صلب والده، وقتل أصدقائه وأهله، نتاج مجتمع الكهنة وزيف الدين وامتلائه بالمشعوذين ومدعين النبوة، يهوذا بطل ثورى قليل الحظ وتعيس بداية الرواية سينمائية، فالطفل يهوذا يقف تحت صليب والده الفاخورى، بين قادة العصيان الأخير على الاحتلال.. يبدأ الجزء الأول بشرح الملابسات التي جعلت يهوذا المولود في قرية خوارزيم ينضم لحركة العصاة، والتي ظهر فيها بشكل واضح أوجه الخلاف بين من يقولون بالكفاح المسلح ومن يقولون بالكفاح الديني، واعتقد انك في السطور الأولى سترى صراع فكرى لا يخلو منه أى مجتمع تحت طائلة الاحتلال.. بارباس عنيف ودموى يفضل العمليات النوعية فالأوطان تسترد بالقوة، ويظهر نتائيل الذي يمثل الفكر الديني التبشيري، والذي يدعوا إلى مواجهة الاحتلال تحت مظلة الدين وليس السلاح.. وبين هذا وذاك يقف يهوذا في صراع بين فكر باراباس الذى تبناه في حركة العصاة والذي علم في وقت لاحق أنه على علاقة جنسية بأمه، وبين زميله نتائيل دارس التوارة الحكيم والهادئ.. يهوذا يستطع اسمه ويصبح مطلوباً من الرومان وعليه يخرج من عباءة العصاة والكهوف التي عاش فيها مهده ليتجه إلى أورشاليم ويحدث التغيير الجذرى الذي يجعله يعيد تفكيره في حركات التحرر بقيادة برباس، وينضم إلى تجار ويكون أسرة من زوجة وطفلين، ماتوا بسبب حريق اندلع في المنزل.. المأساة تغير من توجه يهوذا مرة أخرى يبحث عن بارباس الذي يقتنع بعد الفشل الأخير وشتات الجماعة بضرورة التستر بغطاء ديني لأهدافه الثورية قائلاً " أن اسم الله اليوم أقوى من فكرة الثورة" ويكلف يهوذا بمهة البحث عن مبشر أو عن "مسيح" من "المسحاء الكثيرين المنتشرين في اليهودية والجليل والسامرة تتلاقى أفكاره مع افكار العصاة ويبشر بالثورة تحت عباءة المسيح المخلص.. يعثر يهوذا على المعمدان ولكنه يرى يسوع.. وحدث اللقاء الأول بعد نزول يسوع منهك وجائع من الجبل حيث صارع الشيطان صائمًا أربعين يومًا، ولم يتفاجئ يهوذا فهذه الادعاءات منتشرة في اسرائيل ذاك الوقت.. بين يسوع ويهوذا تدور محاورات حول الغضب الثورة الحب والاحتلال، تلاقى وتنافر، غضب وحمية وطنية، ويسوع غامض، وفى الأخير يقبض على أمل أورشاليم في الحرية وهو براباس، وتبدأ جماعات التحرر في الاجتماع ويتشاورن لإخراج براباس... وهنا يهوذا بطل ثورى محب للمسيح، يحمل عار الخيانة في سبيل تحرير الأرض.. ولكن تسير الأمور على نحو مغاير.. لتنتهى حياته المليئة بهذه المأسى بهذا الشكل، ويصبح الخائن الأعظم في التاريخ..
اسم الكتاب : قُبلَة يهوذا الكاتب : أوبير برولونجو التصنيف : رواية عدد الصفحات : ٤١٠ تقييمي : ٣/٥
نبذة عن الكتاب : قُبلة يهوذا أو خيانة يهوذا تعتبر من واحدة اكثر احداث التاريخ صدمة ، فكيف لتلميذ المسيح ان يخونه لأجل ثلاثين ديناراً ، هل فشل المسيح في تربية تلاميذه ؟ هل أساء اختيار من يحمل سره ؟ هل كان يهوذا منافق و لا يؤمن برسالة المسيح ؟ ، أسئلة بديهية ترد الى ذهن كل من يقرأ او يسمع قصة أشهر خائن في التاريخ ( يهوذا الاسخريوطي ) . لن تجد في هذة الرواية اجوبة عن هذة التساؤلات لان الكاتب و الصحفي ( أوبير برولونجو ) له وجهة نظر اخرى و مختلفة حول هذة القصة و ما صاحبها من احداث ، بدأ الكاتب بعرض سيرة ذاتية مختصرة عن ( يهوذا الاسخريوطي ) منذ ولادته حتى حادثة خيانته للمسيح ، وصف الكاتب مدى كره يهوذا للرومان و سخطهم عليهم بعد قتلهم لوالده و اضطهادهم و تعذيبهم لبني اسرائيل ، فحمل هذا الكره معه على مدى سنين عمره ، و في لحظة كان ينتظرها منذ زمن ظهر المُخلص الثائر على الرومان و غطرستهم ، وجد بطله المنتظر متحسدا في المسيح ، فلبى فورا دعوته و اصبح احد اصدقاءه و تلاميذه المقربين ، و لكن سرعان ما نشب خلاف بين يهوذا و المسيح في وجهات النظر المتعلقة في كيفية الانقلاب على الرومان و خطة الثورة ، كان المسيح مسالما و يريد الاصلاح باقل الاضرار و لكن يهوذا الشاب الثائر كان يريد الانتقام بكل عنف من قتلة والده . بدأ يهوذا يشك في دعوة المسيح و ينتقده علناً ، و اصبح متمردا على قرارات المسيح السلمية التي لا تناسب الحرب مع الرومان ، و بعد خلافات و شكوك قرر يهوذا التخلي عن المسيح و محاولة العمل بمفرده للوصول الى غايته الا و هي الانتقام من الرومان . اراء الكاتب ( أوبير برولونجو ) ف حول هذة القضية مثيرة للجدل و فريدة من نوعها ، حيث أنه شكك في بعض معجزات المسيح و وضحه كيفيه حدوثها بطريقة بسيطة و خلع منها القدسية او الاعجاز ، فمثلا ادعى بأن المسيح كان يشفي المرضى بالأعشاب و لم يشفهم بمعجزة و ان هناك الكثير من الحالات المرضية التي فشل المسيح في علاجها ، كما نفى معجزة تحويل الماء الى نبيذ ، و فسر هذة المعجزة بانها مجرد خدعة قام بعا المسيح باضافة الماء الى الكميات القليلة المتبقية من النبيذ فزادت كميتها ، و علل بعدم انتباه الناس لهذه الحيلة بانهم كانو سكارى ! ، كما كان له رأي اخر في يهوذا ، حيث اظهره بانه رجل شجاع و ثائر و لم يكن خائنا بل لم يكن محتاجا للمال فقد كان تحت يديه اموال المسيح و لم يمسها ، و لكن خلافه مع المسيح كان سياسيا و فكريا و قد يكون شك برسالة المسيح. #القراءة_إكسير_العقل
رواية شيقة باسلوب سردي يعيد قراءة التاريخ ..دور تلامذة المسيح وخيانة يهوذا المعروفة عبر التاريخ..خيانة المعلم من قبل تلاميذه..اتباعه من اتخذهم عضدا في مسيرته وائتمنهم على حياته..يأتي الغدر من المقربين..ومحاولة النص باعطاء صورة اكثر تقبلا لما عرفناه ..واظهر يهوذا بما لعبه من دور في خيانة معلمه ومؤتمنه لوجود مبرر وهو الاختلاف في المنهج والغاية..وان كان الهدف الاساسي واحدا..لكن طريقين مختلفين. بالمجمل رواية جميلة ان اعتمدنا على تفصيل النص والمضمون من حيث عناصر العمل الادبي وطريقة السرد التشويقية التي تجعل من القاريء متطلع لما سيكون في السطر التالي..حتى يصل النهاية..لكن من الملاحظ تورط الكاتب من خلال ما تم زعمه وجود دلائل ووثائق تاريخية تغير مسرى الاحداث وبالتالي تقود لنتائج مختلفة تطال عالمنا اليوم ..فكل ما ادعاه الكاتب من احداث سواء تم توثيقها بوثائق ومخطوطات حقيقية ترد بها مجمل ما زعم من احداث وتفصيلات متداخلة مع ما ما للكاتب من خيال ابحر به وسط تفصيلات واضافات تخدم روح العمل فهي بمجملها تنبع من رواياتوادعاءات اسرائيلية الروح والمضمون بما فيها من تشويه وتغيير وتحريف الحقيقة والمعروفة كصفة ملازمة ليهوديي كل الحقبات بما يخدم مخططاتهم دوما..فلا يتوانوا عن تحريف اي حقيقة وعمل تغيير عليها وطمس الحقائق بما ييسر نقل وتحقيق غايتهم منذ القدم حتى ما نشهده بعالمنا وزمننا الحاضر..افتراءات جلية بالاخطاء والادعاءات والمطلع على اسس التوراة عند فئة من طوائف او فرق اليهودية يدرك تضارب اقوالهم ومثل ما ورد من زعمهم بفلسطين التاريخية لهم ومعبدهم وسلطتهم وغايتهم من دحر الرومان وجنسهم المختار من بين كل القوميات والملل ...ووعد الله لهم وزعمهم بالاحقية ..هي مغالطات وتشويه يطال كل الحقائق وتطاول صريح على ذات نبي عهد اليه بمهمة. اصطفاه الله لنقل رسالة لقومه..نجده بالنصوص الادبية "الرواية" ابن عاق يسعى لنشر الفضيلة ولا يقدر امه...يدعي ترهات ويستخف بعقول البشر ..وبذات الوقت يبجل ويمجد اتباعه وكل ضعفاء الارض ..ينطق كمن يوحى له ويعيش ضياع وتيه...هي مزاعم لا تحتمل ادنى حد من الحقيقة او الاثبات..هي ادعاءات لا تليق ولا تتعدى كونها نص مكمل لرواية من نسج الخيال..او بالاستناد على خيال مهووس لزمرة تظن انها على حق لان الله يوما ما وعدها بارض ميعاد واختارها لتسمو على غيرها من الاقوام والملل. كذبة نسجت بعناية وتوارثتها اجيال بكل حرفية ودهاء..خبث بقلب الحقيقة وتشويه كل ما له معنى.