كان منظر أبي هادئًا جدًا ومستريحًا جدًا وراضيًا جدًا، بل كان يبدو سعيدًا جدًا، وكان هذا الانطباع قد ملأ الغرفة التي كان يرقد فيها، فذهبت للتليفون لكي أبلغ الأقارب ثم عدت إلى غرفته وأمسكت بمصحف كان بجواره وفتحت المصحف، ففتح على جزء من سورة النور، أندهشت للمصادفة فكانت حياته كلها نورًا في كل أفعاله وأقواله وكتاباته وأفكاره، وبدأت أقرأ ما أمامي: بسم الله الرحمن الرحيم .. الله نور السموات والأرض
..
ثم سمعتُ جرس باب البيت فأنهيت قراءة الآية، ووضعت المصحف بجوار رأسه، وغطيت رأسه بالملاءة وأنا أشعر أنه راضٍ عن حياته، وأنه أتم عمله بالكامل، وكانت الغرفة كلها يسودها شعور بالراحة التامة
..
حدثت الوفاة في الثامنة والثلث من صباح يوم الاحد 17 مارس 1996
استمتعت كثيراً بقراءة تلك السيرة والحديث عن الدكتور حسين مؤنس الزوج و الأب و الصديق و الإنسان.
بدأت الحديث عن والديها وكيف تعرف الدكتور حسين علي زوجته السويسرية في احدي جامعة زيورخ. وعلاقة الحب والتفاهم الكبيرة بينهم التي تكونت عبر السنين التي قضوها معا واتفقوا علي ألا يبيتا على خلاف أبدا، فكان لابد أن يصطلحا قبل نهاية النهار، وكيف تأقلمت والدتها مع الزوج المصري وعائلته وتعلمها العربية.اول رمضان لها وهي التي كانت تعتقد ان الشكولاته لا تفسد الصيام فكانت تتناول قطعه صغيره خلال فترة الصيام ، خوفها في البداية من اكل اللحوم حيث قالوا لها انهم في مصر يأكلون الفئران. النظام الذي وضعه حسين مؤنس لنفسه للحفاظ علي صحته وعلي جسده فكان يخصص نصف ساعه مشي ثلاث مرات كل يوم سواء كان في مصر او الكويت او إسبانيا، التزامه الشديد بالمواعيد وعدم تخلفه عن اي موعد او اجتماع اتفق عليه.
وفاة أخوها صفوان إثر حادث وهو في منتصف العشرينات وحديث التخرج من كلية الطب والتي كان لها أثر كبير على الأسرة فكانت الايام بطيئة لا طعم لها ولا معني.
نصائح والدها لها والإصرار علي التربية علي الطريقة المصرية خلال الفترة التي عمل بها حسين مؤنس في اسبانيا والتي كانت تعتقد انها تشدد منه و اسمتها ( سنوات التربية الشديدة) حتي كبرت و أدركت خوفه وحبها لها هي وأخوها ، نصائحه أيضا لها في القراءة وهو الذي نصحها بأن تؤخر قراءة الأدب الروسي وهي في سن صغيره ولم تستمع لتلك النصيحه وشعرت بعدم الفهم نظرا لغرابة الأوصاف وأسماء الشخصيات والأماكن.
الفترة التي قضتها الأسرة في الكويت والأعمال الهامة التي ألفها و ترجمها والدها في ذلك الوقت كتاب فجر الأندلس و رحلة الأندلس و شيوخ العصر في الأندلس والتاريخ والمؤرخون وغيرها الكثير.
سيرة عظيمة للدكتور حسين مؤنس والذي عمل مديرا لمعهد الدراسات الإسلامية منذ منتصف الخمسينيات إلى أواخر الستينيات في اسبانيا. ثم انتقل إلى الكويت حيث عمل أستاذاً للتاريخ الإسلامي في جامعة الكويت إلى منتصف السبعينيات ثم انتقل مرة أخرى إلى القاهرة ، وعمل بعد عودته إلى مصر رئيسا لتحرير مجلة الهلال ورواية الهلال وكتاب الهلال ؛ ثم أنشئت مجلة أكتوبر حيث انضم لأسرتها منذ ١٩٨٠ ، وكان يعمل في نفس الوقت أستاذا غير متفرغ في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة حتى وفاته في ١٧ مارس ١٩٩٦.
رحم الله د. حسين مؤنس سيرة جميلة لهذا العالم العظيم الذي قدم لنا الكثير د. منى حسين مؤنس تمتلك قلم عجيب، جعلتني أتأثر وأبكي وازداد حباً لهذا الشخص العظيم رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته
يناقش هذا العمل ألادبى الفذ حياة د حسين مؤنس من الجانب الآنسانى فقد كُتب على يد كريمتة منى مؤنس من الصفحات ألاولى تتيقن أنة عمل أدبى غاية فى ألامتاع و المؤانسة تستقى منة مجموعة من الحكم و العبر فهو بالفعل عمل تنطبق علية مقولة "أنا أقرأ لآن حياة واحدة لا تكفينى" أيضا وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة هكذا كان دور زوجة حسين مؤنس وكان بالفعل زوجا يستحق تقول د. منى فى قدر إعزازة لزوجتة " كان أبى عندما يدخل مكان توجد فية أمى يحتفى ويرحب ويسلم عليها قبل ان يفعل ذلك مع الغرباء " وتقول عن إتساع إفق والدتها "لم يتذكر ابى مرة واحدة فى حياتة عيد ميلاد امى او عيد زواجهما وكانت امى تغضب لذلك إلا ان غضبها لايدوم فهى تعلم مهامة ودائما ما كان يعتذر لها عن السهو " ت
كما تذكر أيضا كيف كان والدها محط إحترام لكل من تعامل معة الجدير بالذكر أن من خلال الجانب الانسانى تستطيع ان ترى كيف كان حسين مؤنس قوميا او "دولجى" بالمعنى الدارج حاليا مع وصولة لدرجات علمية رفيعة وكتاباتة عن التاريخ القوية فكونة ناصريا ثم مناصرا للسادات كافى جدا أن يفسر العدد الضخم من المقالات و الكتب التى كتبها بهذا الحس القومىوكأنة لم يرى ما افسدة عبدالناصر وأخوانة من مجلس قيادة الثورة عموما هذا حال أغلب أكاديميى مصر تجربة قصيرة ثرية بالعبر و التجارب خصوصا عندما تدرك فى طيات هذة السيرة أن العظماء لهم نمط حياةوسلوك هو من جعلهم بشكل اساسى عظماء