ليست هذه هي المرة الأولى التي أقرأ فيها في علم الأخلاق لكن أعتقد أن هذا افضل كتاب قرأته في علم الأخلاق حتى الآن الباب الأول متناقضات أخلاقية يطرح الكاتب أسئلة تخص طبيعة الأخلاق هل هي نسبية أم مطلقة نظرية أم عملية قوامها الفرد أم المجتمع أساسها الاتنباع أم الإبداع يجيب عن أسئلة بطريقة رائعة يطرح كل رأي مل له وما عليه. الباب الثاني نظريات أخلاقية يشرح الكاتب كل نظرية منفردة ثم يقدم نقدا منطقيا للأسس التي قامت عليها هذه النظرية يبدأ بنظرية اللذة ثم نظرية السعادة ثم نظرية المنفعة ثم نظرية الواجب. "إنه خير لك أن تكون شاقايا وعاقلا، من أن تكون سعيداً واحمق" أبيقور "قيمة الفضيلة إنما تزيد كلما كلفتنا الكثير ولم تعود علينا بأي كسب" كانت أو "كانط" الباب الثالث وهو أكثر أبواب الكتاب متعة من وجهة نظري يعرض الكاتب فيه ل"خبرات خلقية" خبرة الشر سيدهشك ما ستقرأه عن الشر والكراهية في هذا الفصل عن أصل الشر وضرورة وجوده؟ هل الكراهية تأتي من الشر أم يأتي الشر من الكراهية ثم خبرة الألم وكيف تبعث الأخلاق من الالآم وعن أهمية الألم في حياتنا الروحية ثم خبرة الأمل كيف يبعث الأمل من اليأس وعن اليأس الداخلي والخارجي ثم عن خبرة الحب كيف صبح الحب أخلاقيا وكيف يصير مصدرا للقيم بل يدفع المحبين للسعي ورأء المثل العليا. "وهكذا نرى أن الكراهية لا تقرأ الباطن ولا تحسن فهم الداخل لأنها في جوهراها مجموعة من القراءات السطحية والتأويلات الظاهرية لسلوك الآخر" "إنني لأهوى الموجة العاتية لأنها هي التي تهبط بي إلى أعماق اليم وي التي تحملني أيضاً على أجنحته القوية إلى ما وراء النجوم" كيركجارد أسلوب الكتاب سهل وبسيط للغاية لن تجد أي مشقة في قراءته وإن كان احيانا يتحول لأسلوب إنشائي يبتعد قليلا عن الفلسفة ثم يعود إليها ثانية. الكاتب واسع الاطلاع على الفلسفة الغربية الحديثة والكتاب جيد جدا. استمتعت بقراءته.
طريقة كتابة زكريا ابراهيم من الناحية الجمالية سيء بعض شيء و تفتقر للجانب الوجداني او اللغة المميزة و لكن مع ذلك لا اعتبره معيار اساسي دام الكاتب مبدع بالفعل في الترتيب للمواضيع كتبه له سر عجيب كل سؤال تطرحه في بالك يأتي الفصل الثاني و يكون هو موضوع سؤال فوسع لك مداركك حول الموضوع المعين الي جوانب عدة كنه الموضوع كان مكور من ثمة تفكك لخيوط عدة تستطيع ان تختار من جديد
الموضوع معقد عندي تسأولات كثيرة بخصوص كيف يصبح الخلق اجتماعي و هو المعيار الصحيح للمفاضلة حتى يصبح الخلق في نقاط النقاش و المصلحة العامة و هل المصلحة العامة ممكن تتنفى مع المصلحة الفردية كله اسألة صعبة بالفعل
فليس كل ما في اليأس يأسًا، بل هناك أيضاً تلك الخيوط الرفيعة من «الأمل»؛ وهي الخيوط التي تحتاج إلى يد قوية تستطيع أن تحيكَ منها نسيجَ النصر! ومعنى هذا أن «اليأس» فى أصله «حالة مؤقتة»، لابدَّ من تجاوزها، أو «موقف عارض» يتطلبُ العمل على الخروج منه. ولولا أن الناس «يأملون» لما كان ثمة «يأس» على الإطلاق: فاليأس اعتراف ضمني بوجود «الأمل» وإقرار خفي بحاجة الإنسان إلى المزيد من «الأمل» للتغلب على حالة «اليأس». زكريا إبراهيم، المشكلة الخلقية، القاهرة: مكتبة مصر، لا ط، لا ت، ص ٢٢٧.
لا ادري لماذا تأخذ مني كتب الفلسفة كل هذا الوقت لإتمامها مع أن الكتاب صغير الحجم لكنه عميق ، كنت اريد من الكتاب أن يجاوبني على بعض الأسئلة ولكني خرجت بأسئلة أكثر بعد ان أتممته ، فالفلسفة لا تعطيك أجوبة بل تعطيك مصباح وعليك أن تجد طريقك بنفسك . ربنا يكون جاوبني الكتاب على أحد الأسئلة وهو لماذا يجب أن نقرأ عن المسائل الخلقية ؟ والجواب كان أننا نقرأها ليس للتوجيه والإرشاد بل لتنمية سعة الأفق .