ظل شرح أبي سعيد السكري بعيدًا عن متناول القارئ العربي، وظن كثيرون أنّه ضائع لا محالة، حتى فاجأنا باحثان منقّبان لهما خبرة في التراث القديم هما: الدكتور أنور أبو سويلم، والدكتور محمد الشوابكة، بهذا العمل الثري، فقد عثرا على نسخة فريدة من شرح السكري لديوان امرئ القيس، وهو شرح لم يطلع عليه العلماء المعاصرون، ولم يعلموا بوجوده، وبذلا ثلاث سنوات من العمل الشاق الدؤوب في تحقيق النص وضبطه ومراجعته وتوثيقه، وتمّما الديوان بروايات العلماء الآخرين مما لم يرو السكري. وكشفا عن مائتي بيت جديد لامرئ القيس لم تنشر في الطبعات السابقة من ديوانه. وبذلا جهدًا رائعًا في توثيق شعر امرئ القيس والكشف عن شعره المنتحل، ودراسة رواياته وشروحه، واهمية شرح السكري.
امرؤ القيس بن حُجر الكِندي واسمه حُندج (520 م - 565 م) شاعر و فارس عربي، إذ روى الأصمعي أن أبا عبيد سئل في خير الشعراء فقال: "امرؤ القيس إذا ركب والأعشى إذا طرب وزهير إذا رغب والنابغة إذا رهب". أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي رأس الطبقة الأولى من الشعراء العرب والتي تشمل زهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني والأعشى. وأحد أصحاب المعلقات السبعة المشهورة. كان من أكثر شعراء عصره خروجاً عن نمطية التقليد، وكان سباقاً إلى العديد من المعاني والصور. وامرؤ القيس صاحب أوليات في التشابيه والاستعارات وغير قليل من الأوصاف والملحات. إذ كان أول من بكى و تباكى و شبه النساء بالظبيان البيض و قرون الماعز بالعصِيّ. ولد في نجدٍ ونشأ ميالا إلى الترف واللهو شأن أولاد الملوك وكان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية وهو يعتبر من أوائل الشعراء الذين ادخلوا الشعر إلى مخادع النساء. كان ماجنا كثير التسكع مع صعاليك العرب ومعاقرا للخمر. سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكاً خالف فيه تقاليد البيئة، فاتخد لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك كما يذكر ابن الكلبي حيث قال: كان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح وشرب الخمر وسقاهم وتغنيه قيانة، لايزال كذلك حتى يذهب ماء الغدير ويبتقل عنه إلى غيره. إلتزم نمط حياة لم يرق لوالده فقام بطرده ورده إلى حضرموت بين أعمامه وبني قومه أملا في تغييره. لكن حندج استمر في ما كان عليه من مجون وأدام مرافقة صعاليك العرب وألف نمط حياتهم من تسكع بين أحياء العرب والصيد والهجوم على القبائل الأخرى وسبي متاعها. كان دين امرئ القيس الوثنية وكان غير مخلص لها. فقد رُوِيَ أنه لما خرج للأخذ بثأر أبيه مر بصنم للعرب تعظمه يقال له ذو خُلَصَة. فاستقسم بقِداحِهِ وهي ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص. فأجالها فخرج الناهي. فعل ذلك ثلاثاً فجمعها وكسرها. وضرب بها وجه الصنم. وقال: "لو كان أبوك قتل ما عقتني". لم تكن حياة امرؤ القيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة وطويلة جدا بمقياس تراكم الإحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طوف في معظم إرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأتها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م، وقبره يقع الآن في تلة هيديرليك بأنقرة.
اللغة التي يتحدث بها هذا الشاعر الجاهلي كأنها قدت من صخرة صماء تقادم عليها العهد ولم يعد يمر بها وهي تكاد تخفي أكثر جسمها في صحراء لا يمر أحد، ولا تسألني ماهذا الوصف فهذا ماخرجت به بعد قراءة هذا الديوان كاملًا خلال ستة (6 أيام) مثقلة بحملٍ تنوء عنه عصبة من أولي الأمم. ناهيك عن الديوان لا يأخذ مني مثل هذه الأيام.
لكن قراءة الشعر الجاهلي، ويليه قليلًا شعر صدر الإسلام – كما يتم تصنيفه – ودواوين العصر الأموي – أفضل جمع كلا العصرين معًا لغلبة الأموي لقوته على أوله – له آليته الخاصة من ضرورة شرح ماجهل لفظه وأستوحشت كلماته وغابت معانيها في بطون المعاجم.
حسنًا لنتحدث الان بلغة أكثر وضوح.
شاعرية رجل قادم من العصر الجاهلي يفصله عن إنتشار لغة العرب – عربية الشمال – التي أثبتها أكثر القرآن الكريم قرابة زكثر من أربعة عقود من الزمن إذا ما تم حسبان زمنية مولد الرسول حتى بداية توثيق لغة العرب – عرب الشمال – دون الجنوب في وقت كان شعرائه حديثو عهد بقاموس غارق في فترة الجاهلية؛ فجاء الديوان فوق ما يتخيل قراء العربية اليوم حتى لغته باتت قديمة بكل ما تحمله تأويلات الكلمة، ومهما أردتم إقتناس بضعة أبيات فلسفة أو حكمة أو غزلًآ ستجد كلمة واحدة تنغص عليك إستقامة البيت عطفًا علي مخزون اللغة.
يضم الديوان الذي بين يدي وهو من شرح وإعداد (حسن السندوبي : 1930م) بضع قصائد هي لـ امرؤ قيس آخر. كـ (امرؤ القيس بن مالك الحميري)، و(امرؤ القيس بن عوف)، و(امرؤ القيس بن الفاخر بن الطماح : متأخر في العصر الإسلامي)… وغيرهم (1). ناهيك عن كثرة تكرار بعض الأشطار – نصف بيت – في قصائد أخرى غير مرة.
وربما لولا بعض القراءات السابقة لقارئ الديوان في دواوين الشعر الجاهلي والأموي لوجد عنتًآ وصعوبة في إكماله. ولكن هذا لا يقلل من قيمة الديوان وشاعره.
بعيدًا عن الحديث الضعيف "امرؤ القيس قائد لواء الشعراء إلى النار" والذي أجهدت نفسي – رغم سعادتي بمعرفة ضعفه – في البحث عن حقيقته. ليكن قراءة شعر هذا الرجل بعيدًا عن أي تصورات سوى التأمل في تراكيبه وتتبع ترحاله بحثًا عن رغبته في أن يطفئ لهيب دم والده. ــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 . أنصح بالرجوع لكتاب (فاضل الربيعي : أبطال بلا تاريخ) تناول فيه موضوع الشعراء الذين تداخلت أسماؤهم بفعل الرواة كـ الأعشى، وامرؤ القيس. https://www.goodreads.com/review/show...
بعد ما قرأتو اكتشفت أنو الشي اللي منعرفو على أنو " اللغة العربية الفصحى " هوه 10% فقط من اللغة ، امرؤ القيس مشهور بجزالة ألفاظو وصعوبتا لدرجة نادرا لتلاقي كلمة مفهومة بدون شرح .. حسيت أني عم أتعلم لغة جديدة :)
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ فسلي ثيابي من ثيابك تنسل أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل وأنك قسمت الفؤاد فنصفه قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبل وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل وبيضة خدرٍ لا يرام خباؤها
رضيت من سلامك بالعتاب رضيت من الحقيقة بالسراب رضيت من الوصال بالترحاب رضيت من المعالي بالسحاب رضيت من البعاد بالاقتراب رضيت من الوفاء بالكلاب رضيت من حياتي بالكتاب ------------------------------- أجارتنا إنا غريبان هاهنا// وكل غريب للغريب نسيب
وكل قريب للقريب لبيب وكل حبيب للحبيب حسيب وكل صديق للصديق طبيب -------------------------------- وليل كموج البحر أرخى سدوله // عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
وصبح كزهر الشمس أدنى عبيره.. إليّ بألوان الطيور لأحتمي
وهمّ كثقل النجد أزكى صخوره .. عليّ بأصداء الجبال لأنحني
فقلت له لما تمطى بصلبه // وأردف أعجازا وناء بكلكل ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي// بصبح وما الإصباح منك بأمثل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي.. بصبح إذ الإصباح منك بأمثل
هذا البيت لم استطع نسيانه وهو البيت الاول من معلقة امرئ القيس
احب شعره كثيرا واكثر ما اعجبني مغلقته
أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَةٌ فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي. وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
وَلو أني هلكتُ بأرض قومي، * * لقلت الموت حقٌ لا خلودا ______________________________________ وَلو عن ثنا غيره جاءني، * * وجرح اللسان كجرح اليدِ
______________________________________
بعد قراءتي للديوان عرفت أن مقدار لغتي الفصحى 0% برغم معرفتي بها :D أكثر ما أعجبني بالديوان رصانة النص، وقوة الكلمات، وإحكام النسجِ في القوافي أحببت التحقيق المرفق ، وتوضيح المَعاني، وكذلك تفسير معاني الأبيات التي لولاها ما فهمت من الديوان شيء !
تَسَلت عماياتُ الرجال عن الصبا... وليس فؤادي عن هولك بِمُنسَلِ
ديوان امرئ القيس، والذي يتضمن معلقته أيضاً من أجمل دواوين الشعر العربي والشاعر بلا شك من أفصح العرب. لم إستغرق كثيرا في قراءة الديوان حتى بان لي مدى ضعف ثفافة اللغة العربية الفصحى لدي، بل وصلت في بعض الأحيان إلى اقتناع شبه تام بأني أقرآ كلاماً ليس بعربي.
جديرٌ بأن يقرأه كل مهتمٍّ بالشِّعر العربي ليفهم كيف كان الأمر في البداية .. امرؤ القيس أسطورةٌ عربيةٌ لا أتصورُ أن تموت .. أولُ من قال كذا وكذا وكذا، ولأن القولَ عند العرب كأنه الفعلُ أوأقوى، فقد قيل عنه: أولُ من فعل كذا وكذا وكذا .. حتى الأشعار ظاهرةُ النَّحلِ إليه جديرةٌ بأن تُقرَأ ..
When it comes to Arabic poetry, Imru Al-Qais is one of its pillars and landmarks. Born in the Najd region of Arabia during the Pre-islamic era, he continues to extoll a profound influence to this day. While poetry was deeply rooted in the Arabs' culture, Imru Al-Qais took it to a whole new level for his time. He payed great attention to stripping his language of all the rough expressions and words common to his time. This made his poetry very melodious. Moreover, his usage of symbolism, metaphors, and similes was really unprecedented to his time. This made his language very vibrant.
As much as his poetry was passionate, so was his life, which eventually ended in tragedy. He was the son of a king and he lived the life of a womanizer and a drunk. Yet after his father's murder, he vowed never to return to his previous life style until he avenged his father's death. So he spent the rest of his life seeking vengeance, which eventually ended in his assassination.
Imru Al-Qais achieved a legendary status for his poetry. One of his poems was eventually written in gold and preserved inside the Kaaba as part of the Mu'allaqat, the Suspended Odes. So reading his poetry is truly an experience.