دنيس ليفرتوف (1923-1997): كتبت الشاعرة، المترجمة، الناشطة السياسية، دنيس ليفرتوف عام 1960 معرفة بنفسها على النحو الآتي: "كان أبي بول رجلاً أكايديمياً... أما أمي بياتريس فأنا مدينة لها، بين أشياء كثيرة، بحبي للطبيعة وقدرتي على القراءة بصوت عال. بما أنني لم أذهب إلى المدرسة أبداً فقد توفر لي الوقت والعزلة لكي أبدأ بكتابة الشعر في سن مبكرة جدً".
عام 1957 أصدرت ليفرتوف مجموعتها الشعرية الثانية "الآن وهنا" التي دفعت ركسروث إلى أن يعتبرها "من دون مقارنة أفضل شعراء الشعر الطليعي الجديدة
American poet Denise Levertov was born in Ilford, Essex, England. Her mother, Beatrice Spooner-Jones Levertoff, was Welsh. Her father, Paul Levertoff, from Germany migrated to England as a Russian Hassidic Jew, who, after converting to Christianity, became an Anglican parson. At the age of 12, she sent some of her poems to T. S. Eliot, who replied with a two-page letter of encouragement. In 1940, when she was 17, Levertov published her first poem.
During the Blitz, Levertov served in London as a civilian nurse. Her first book, The Double Image, was published six years later. In 1947 she married American writer Mitchell Goodman and moved with him to the United States in the following year. Although Levertov and Goodman would eventually divorce, they had a son, Nickolai, and lived mainly in New York City, summering in Maine. In 1955, she became a naturalized American citizen.
During the 1960s and 70s, Levertov became much more politically active in her life and work. As poetry editor for The Nation, she was able to support and publish the work of feminist and other leftist activist poets. The Vietnam War was an especially important focus of her poetry, which often tried to weave together the personal and political, as in her poem "The Sorrow Dance," which speaks of her sister's death. Also in response to the Vietnam War, Levertov joined the War Resister’s League.
Much of the latter part of Levertov’s life was spent in education. After moving to Massachusetts, Levertov taught at Brandeis University, MIT and Tufts University. On the West Coast, she had a part-time teaching stint at the University of Washington and for 11 years (1982-1993) held a full professorship at Stanford University. In 1984 she received a Litt. D. from Bates College. After retiring from teaching, she traveled for a year doing poetry readings in the U.S. and England.
In 1997, Denise Levertov died at the age of 74 from complications due to lymphoma. She was buried at Lake View Cemetery in Seattle, Washington.
Levertov wrote and published 20 books of poetry, criticism, translations. She also edited several anthologies. Among her many awards and honors, she received the Shelley Memorial Award, the Robert Frost Medal, the Lenore Marshall Prize, the Lannan Award, a grant from the National Institute of Arts and Letters, and a Guggenheim Fellowship.
صفحة الليل السوداء تختلج خفّاقة: الكلمات، مسترسلة في النوم أم مستيقظة، ستولد الآن من الظلمة، ذهبية براقة تملأ العقل الشاخص نحوها ككوب ماء على طنف النافذة يمتلئ بالمطر. لسنا أكثر وحدة في اليقظة مما في النوم، ولا في العتمة أكثر مما في الضوء، لكن في وسعنا الآن أن نكون أكثر إصغاء لا توقًا، نمد مجساتنا المرئية نحو إشارة ما، نحو صدى، نحو انبعاث يسقط بطيئًا كريشة تضيء أخيرًا أمام قدم الخوف الحائر. لسنا أقل وحدة في المدينة مما في العزلة، على الأقل هذه المرة نمكث -ساعة أو دقيقة؟- بين الحلم والحركة، حيث ليس من ضوء سوى لمعان الكلمات الرقيق الذي يمنح الحميمية مع كل أسف يحجب، ويوقظ في الألم نقاء طريًا، بحيث أنه مع طلوع النهار نلتقي ملائكة مألوفين كانوا أخيرًا دموعًا، ونبتسم إذ نعرف أنهم ليسوا سوى بعضًا من أشكال الخوف.
لسنا أكثر وحدة في اليقظة مما في النوم، ولا في العتمة أكثر مما في الضوء، لكن في وسعنا الآن أن نكون أكثر إصغاءً لا توقًا. *** لقد اختار حياةً مُلقاةً عند شفير… هو يعلم أنّه لو استطاع الرؤية فلن يكونَ أكثر حكمة. عالياً فوق جُرْف تعصفُ فيه الريح يتنفّسُ وجهاً لوجه مع الرغبة.
*** الذكريات في أحسنها أشباح زوجات قديمات ***
ربما كنت جزءًا مريضًا من شي مريض ربما ثمة ما يهيمن علي بالتأكيد ثمة ضباب بيننا لأنني بالكاد أراك لكن يداك حيوانان يزيحان الضباب ويلمسانني *** سيدة التراب تنشأ من درب أنشأته بنفسها قصور الاستعارات حصون الأبراج الرقيقة تجمع التحف بينما تقلص عضلة كينونتها وتمددها مغلفة في ذاتها تحفر. إنها تحية الأرض تغذّي التربة بأنفاسها
أحب أحياناًً قراءة الشعر المترجم من ثقافات أخرى للاطلاع على الأفكار المختلفة في العمل الشعري.. أدرك تماماً أن الثقافة تعكس نفسها في كل عمل أدبي وهذا ما يعطي كل عمل خصوصيته.. لكن هذه المجموعة لم تصلني منها روح الشعر.. قصيدة واحدة فقط نالت إعجابي من مجموعة قصائد موزعة على 160 صفحة! وهاتان النجمتان لتلك القصيدة!
كنت أتوقع ان أقرأ قصائد أجمل من هذه ربما بسبب سيرتها الذاتية التي بدا بها الديوان او ربما بسبب اني قرات لها نصوص جميلة في مكان اخر المهم خابت توقعاتي :(
متأكدة من جودة القصائد, وجمالها المختلف قبل الترجمة. رغم أن سامر أبو هوّاش يجيد ترجمة الشعر, لكن مشواره تكلل أيضا الفشل في الايصال المناسب للمعنى واللغة.
ما بحب هادا النوع من الشعر.. فيه كتير وصف للطبيعة.. بعطيه نجمتين.. وحدة للمترجم.. والتانية لقصيدتين كانوا عن الحرب وقدرت مشاعرها فيهم توصلني.. —- ارجعت قرأته، وحبيت قصيدة البريء وتطفل.
لا حاجة إلى الفرار من هذه الجبال الراسخة لا حاجة إلى الفرار حيث البحيرة غير المبالية هنا تقبل انعكاساً مضطرباً، ولا تطالب بأي برهان على التقوى او البراءة.
____
مثيرة لا بالإثارة وحدها؛ بل بما هو ارقّ: “رائعة وتعيسة” في المسرّة أو العذاب أو ببساطة تعبر من نقطة إلى أخرى: تتمدّد بفخر مستعدة للدندنة أو الغناء على نقر او نغم.
_____
الصمت يسوّر الحقائق.لغة لم تنطق بعد.
____
يا سيدي، الضحكة تؤلم الفمَ المسفوع.
____
ما زال هناك صدى لكلامهم الذي كان يشبه الغناء. قيل إن غناءهم يشبه طيران الفراشات في ضوء القمر. لكن من يستطيع الجزم؟ ليس الآن إلا الصمت.
____
ابعد من النهاية ابعد من كل ما ينتهي: أن تبدأ، أن تكون، أن ترفض.
_ دينيس ليفرتوف
ردي: (أقرب من النهاية أقرب من كل ما ينتهي : أن تبدأ، أن تكون، أن ترفض.)
____
ربما كنتُ “جزءً مريضاً من شيء مريض” ربما ثمة ما يهيمن عليٌ بالتأكيد ثمة ضباب بيننا لأنني بالكاد أراك لكن يداك حيوانان يزيحان الضباب و يلمسانني.
____
*اتعبتني الترجمة، يوجد قصائد لا بأس بها، ممكن تفهم، ويوجد قصائد مفككة(مبعثرة) وغير مفهومة.
الظلام هو النصف الآخر للضوء، هذا ما اكتشفته لاحقاً دينيس ليفرتوف (1923-1997)، واحدة ممن لـُـقــِّـبـوا بشعراء الجبل الأسود (نسبة إلى كليّة الجبل الأسود في نورث كارولاينا، التي تخرّجت منها مجموعة من مشاهير الفاعلين في حقلَي الأدب والفن كانوا من طليعي الستينيـات إلى جانب روّاد موجة البِيت). تخبرنا في قصيدة "البئر"، كيف في عمر السادسة عشرة كانت تستحمّ بضوء القمر ظناً منها أنه قادر على تغييرها. فتروح تنقل رأسها على الوسادة متتبعةً حركته عبر نافذتها المشرّعة، وأحياناً لا تتوانى عن نقل السرير.
ولكنّ استحماماً قمرياً كهذا كان يكلّفها أرقاً شديداً وشعوراً بالمرض، في حين أنّ استحمامها بالظلام كان يُغرقها في نوم عميق، لتستيقظَ منتعشـة شاعرة بجمالها أو أقلّه بامتلائها بطاقة ما. هكذا أيقنتِ الشاعرة أن الظلام لا الضوء هو ما تستطيع من خلاله الرؤية إلى ذاتها بعينٍ جديدة، وأن هذا العالم هو مصدر إيمانٍ بحقيقة جوهرية أعمق؛ بأنّ خلف ماديته ثمة عالم آخر يرقد في الظلام؛ عالم أوّلي، هو أصل الحياة ومآلها. في قصيدة أخرى من "الحياة في الغابة" 1978، تشير الشاعرة إلى أنّ هناك دائماً في الخارج، عالمَ غابٍ أزليّـاً يُعيد طمأنة نفسه حالما ترخي تلك الحضارات الزائلة يدها. "الحدائق تتوارى/ هي كانت غريبة هنا/ مثلي.../ الآلهة القديمة/ تستردّ ما لها".
الشعر الأمريكي عموماً على غرار الثقافة الامريكية، هو خلاصة مزيج الدنيوي بالديني. هذا الخليط العجيب للحضارة الامريكية من مادي وروحاني (في تطرفهما الأقصى أحياناً) أنتج على المستوى الشعري تحديداً ما يمكن تسميته بشعراء متدينين بلا دين. منذ ويتمان ونحن نستشعر سريان النَفَس الديني البلا عقيدة محددة أو مذهب أو حتى مُسلّمة أحياناً. الأمثلة كثيرة، يخطر في بالي الآن ستيفينز، مروين، رتكي وغيرهم كثر بالطبع. ليفرتوف واحدة من هؤلاء الذين يأخذ المقدّس والإلهي في شعريتهم رموزاً مادية وحسيّة.
الرومنسية خيّمت على بداياتها، ولكن بلا حسّ مأساوي متطرف. ثم في مرحلة متقدّمة من تجربتها، حضر بقوة المناخ الصوفي الباطني والميتافيزيقيا والغموض والبعد اللامرئي للأشياء. وتحوّلت بعض قصائدها إلى ما يشبه الصلوات أو الأناشيد أو التراتيل، مع حفاظ الشاعرة على نمط القصيدة القصيرة الذي اعتمدته منذ البداية، وتجنّب نموذج "كانتوات" عزرا باوند مثلاً. باستثناء السنين الأخيرة من عمرها، لم تكن ليفرتوف شاعرة متديّنة، بل ظلّت معظم حياتها أقرب إلى مذهب اللاأدريين بصرف النظر عن ارتفاع أو انخفاض المنسوب الروحاني في شعرها. تطلعت إلى شعر يتمخّض عن تناغم داخلي، ويكون طريقة للإدراك الباطني الشعوري، وأطلقت عليه مصطلح "الشعر العضوي". كانت تروم شعراً مرناً يستوعب من ناحية انشغالها بالواقعي والمادي من سياسي واجتماعي، ومن ناحية أخرى انشغالها بالماورائي والرؤيوي والوجداني. هكذا كتبت شعراً ميتافيزيقياً بلغة فيزيقية وواقعية تزخر بتفاصيل من الطبيعة والحياة، مستعيضةً عن التجريد بالترميز. خالفت مفهوم أولسون وكريلي في أن "الشكل ليس أبداً أكثر من امتداد للمحتوى"، وأعلنت أن "الشكل ليس أبداً أكثر من تمظهر للمحتوى"، أو ربما هو مجرّد انعكاس له وإيحاء به، ويلزم إلى جانب البصر بصيرة، لرؤية ما يصعب تجسّده في مادّة؛ لرؤية البعد الميتافيزيقي. في الحضور ثمة ما هو غائب دائماً. إن اجتمع شخصان ثمة غياب يتخلّق من داخل حضورهما، فالحاضر لا يحضر بذاته الكليّة في كل لحظة. هكذا تتحوّل ثيمة الحضور في أشعار ليفرتوف إلى ثيمة غياب، دون إمكان القبض على حضور كلّي مطلق للأشياء داخل أشكالها. الجسد، النهر، السماء، الشجرة...أشياء أكثر غموضاً من كل كتابة طلسمية منقوشة على حجر عتيق. وتذهب الشاعرة في جدلية الحضور والغياب إلى استخدام الجبل في احتجابه وتبدّيه رمزاً لحضور الخالق والحاجة إلى يقظة إنسانية مستتبة. وعن الجبل تقول: "غياباته لازبة مثلما الصمت للموسيقى". وتلاحظ أكان الجبل مستتراً بالغيوم أم هي مستترة بالغفلة، يظلّ كلاهما شاهداً على الحضور.
التبصّر الروحي في مرحلة متقدمة قادها إلى شعرية الحلول الصوفية. المعرفة في نظرها تتطلب الحلول في الأشياء ومعايشتها بالجسد والحواسّ. من هنا كان إصرارها على مادية أو حسيّة التجربة الشعرية، واللغة فعلياً. لم توافق إمرسون على أن المخيلة تنقل الأشياء الحيّة إلى عقولنا وأرواحنا، وإنما إلى أجسادنا. ما يُعاش في المخيلة يُعاش جسدياً ولا ينتهي مجرّداً. والإلهام مصدره ما تختبره أجسادنا بحواسّها. المادة البصرية بالنسبة إليها وكذلك الرؤيوية كانتا تتحوّلان إلى شيء له طعم ورائحة، ويمكن عضّه ومضغه وتنفّسه وابتلاعه. (عملية الانفعال تتمثل حسيّاً). الكتابة الشعرية تتولّد نتيجة انفعال لا إدراك. الشاعر لا يرى ثم يبدأ بالبحث عن كلمات للتعبير عما رآه، هو يرى وفوراً يبدأ بالغناء، وفقط عبر عملية تعبيره اللفظي هذه، يستطيع أن يرى أكثر. وعليه، لغته لا تعتمد على رؤيته أكثر مما رؤيته تعتمد على لغته. هكذا تغدو لغة الشاعر جزءاً من عملية الرؤية الحسيّة ونتيجة لها في آن. واستطراداً نضيف، أن اللغة الشعرية تطمح إلى أن تتجسّد حسيّاً أيضاً، فتحلّ الكلمات في الجسد حلول الجسد في الكلمات، لأن اللغة انفعال وتفاعل. هي الفراشة في جسد الراقصة. تتجسّد حجرياً زيتياً ضوئياً ورقياً هوائياً وفي غيرها من أشكال الوجود الحسّي. ولا عجب أن الشاعرة كانت تطمح إلى أن تتجسّد قصائدها بأقصى ما يُمكن من آليات الحسّ، فتدعو القارىء إلى تناول أشعارها بصرياً وصوتياً. "القصيدة كينونة لا تُختبر تماماً إن لم تُسمع مثلما تُبصر". ثم لا ننسى أنها قادمة من ثقافة شفوية، وقراءة سماعية.
الربيع البارد
عشرون عاما، أربعون عاما، ليست بشيء.
ولا حتى سرابا،
ولا رمشة عين.
الحياة تقضمنا بثغورها
الصغيرة، تغمر ركبنا،
أكتافنا.
لا فرق بين القبلة وتربيتة الزعنفة .
أحيانا فحسب
تحمر المياه ،
وننجرف مع التيار .
الولادة، الزواج، الموت، كل هذا عرفناه،
شطبناه من لائحتنا،
وما زلنا نقف
على أطراف أصابعنا في الطين ،
نصف طافين،
والمياه تبلغ العنق.
يا للمستنقع الهائل .
** أيّها الحزن، لن أعاملكَ ككلبٍ شريد يأتي بابي الخلفي لأجل كِسرة خبز أو عظمة جرداء. سأوليكَ ثقتي. سألاطفك لتدخلَ بيتي، فأخصّكَ بزاوية، بسجادة بالية تضطجع عليها، وطاس ماء. أتحسبني أجهلُ أنكَ كنتَ تعيش تحت شرفتي؟! أنتَ تتوقُ أن يُرتَّبَ موضعك قبل حلول الشتاء. يعوزكَ إسمٌ، طوقٌ وبطاقة، وأن تملك الحقّ في إنذار الدخلاء، وفي أن تعتبر بيتي بيتك وأني رفيقتك وأنك كلبي. ** شكوى آدم من الناس من إذا أعطيتهم أيَّ شيءٍ
يظلون لا يريدون إلا القمر.
تعطيهم الخبز والملح
وما لذ وطاب من اللحم،
ويبقون جياعا.
في فراش الزوجية
أو في المهاد
تبقى أذرعهم خاوية.
تعطيهم الأرض
تعطيهم كوكبا يطأونه بأقدامهم
ويبقون يلجأون إلى الطرقات.
تعطيهم الماء
يبقون يحفرون أعمق الآبار
وتبقى أقل عمقا
من أن يشربوا منها القمر.
** “بينما الزمن سكين باترة تذبح الساعات الحية، طقوس الحياة العادية”
لقد راقت لي فعلا. هذه الشاعرة اللطيفة والمختلفة والتي لم تتلق تعليما إلا على يدي أمها حققت المعادلة الصعبة فجمعت بين البساطة والعمق وبين اللطف والوحشية وبين الغموض والوضوح وبين الضعف والقوة. من أجمل ما قرأت ، نص "الناس ليلا" حيث تقول : ضوء الفلورسنت يرتعش حزينا، يتوقفون لكنك تصدر الأوامر. الضوء يحمل كل وجه ويرفعه من شعره لكي تراه قناعا بعد قناع أنت و أنت و أنت و أنا نكرر الإيماءات التي تؤدي الغرض حين تخفق الكلمات ونتكلم ونتكلم ، ضاحكين ، قائلين أنا و أنا قاصدين أي أحد لا أحد ".
الكتاب عبارة عن مختارات شعرية كتبتها دينيس في فترات زمنية مختلفة. أعجبتني جدًا آخر قسمين من الكتاب. القسم الأول أتى باهتًا ومضطربًا.
"مثيرة لا بالإثارة وحدها بل بما هو أرق: "رائعة وتعيسة" وصف ليس بكافٍ: امرأة مستغرقة في المسرّة أو العذاب أو ببساطة تعبر من نقطة إلى أخرى: تتمدّد بفخر مستعدة للدندنة أو الغناء على نقر أو نغم."
مجموعة شعرية لا بأس بها، سبق أن قرأت للشاعرة نصوصاً جميلة، وجدت بعضها في هذا الديوان، مستوى ترجمة النصوص متفاوت، بعضها كان جميلا وبعضها وجدتها أقرب إلى الترجمة الحرفية التي قد تحتاج إلى إعادة صياغة وفق رؤية شمولية للنص.
ولدت إيفرتوف ونشأت في إلفورد، إسيكس. والدتها، بياتريس أديلايد (ني سبونر جونز) ليفرتوف، جاءت من قرية تعدين صغيرة في شمال ويلز. كان والدها، بول ليفرتوف، مدرسًا في جامعة لايبزيغ وباعتباره يهوديًا حسيديًا روسيًا، فقد تم احتجازه رهن الإقامة الجبرية خلال الحرب العالمية الأولى باعتباره "أجنبيًا معاديًا" بحكم عرقه. هاجر إلى المملكة المتحدة وأصبح كاهنًا أنجليكانيًا بعد اعتناقه المسيحية. لاعتقاده الخاطئ أنه يريد التبشير في حي يهودي، تم إسكانه في إلفورد، على مقربة من أبرشية في شورديتش، في شرق لندن. كتبت ابنته: "إن أصول والدي الحسيدية، وانغماسه في المعرفة والتصوف اليهودي والمسيحي، وحماسته وبلاغته كواعظ، كانت عوامل مدمجة في خلاياي". أظهر ليفرتوف، الذي تلقى تعليمه في المنزل، كانت متحمسة للكتابة منذ سن مبكرة ودرست الباليه والفن والبيانو والفرنسية بالإضافة إلى المواد القياسية. كتبت عن الغرابة التي شعرت بها أثناء نشأتها وهي يهودية وألمانية وويلزية وإنجليزية، لكنها لم تكن تنتمي بشكل كامل إلى أي من هذه الهويات. وتشير إلى أن ذلك أعطاها إحساسًا بأنها مميزة وليست مستبعدة: "[كنت أعرف] قبل أن أبلغ العاشرة من عمري أنني فنانة ولدي مصير". وأشارت إلى: "جاءت السياسة الإنسانية في وقت مبكر. حياتي: رؤية والدي على المنبر يحتج على غزو موسوليني للحبشة؛ والدي وأختي على المنبر يحتجون على عدم دعم بريطانيا لإسبانيا؛ والدتي ترسم قبل فترة طويلة من تلك الأحداث لصالح عصبة الأمم؛ وكل ثلاثة من إنهم يعملون لصالح اللاجئين الألمان والنمساويين منذ عام 1933 فصاعدًا... كنت أبيع عامل يومي من منزل إلى منزل في شوارع الطبقة العاملة في إلفورد لين"
أحبُّ ترجمات الأستاذ سامر أبو هواش، وقد قرأتُ له سابقًا العديد من الترجمات الشعرية. إنّه مُترجمٌ قادرٌ ببلاغته أن يبني جسرًا بين الشاعر والقارئ وهذا ليس سهلًا، وبالأخص حين تكون الترجمة معنيّةً بقصائد شعريّة. لم أحبّ القصائد الأولى التي تمّ اختيارها لتكون من المختارات التي افتتح بها سامر الكتاب إِلَّا أنّ بعد المختارات التي تضمّنها الجزء الثاني بدأت جمالية القصائد تتبلور. أحببتُ أفكار الشاعرة المُناهضة لحرب فيتنام، أحببتُ قدرتها على أن تُحيل أيّ مشهدٍ يوميّ إلى قصيدةٍ. تُحدّثنا عن ضحايا الحرب فتقول: "ما زال هناك صدى لكلامهم الذي كان يُشبه الغناء. قيل إن غناءهم يُشبه طيران الفراشات في ضوء القمر. لكن من يستطيع الجزم؟ ليس الآن إلا صمت".
لا يخلو الكتاب من الشذرات الفلسفيّة التي تدعو القارئ للتفكر والتأمل. تقول في إحدى القصائد: "تسقطُ الورود ضحية ضعف قلبها. إذ عاليًا ترتفع لا أحد يأخذ الثمن في الحسبان".
لعلّ أقرب قصيدةٍ إلى قلبي في هذا الكتاب هي المُعنونة: (شمس، قمر، وحجارة)، تقولُ فيها: "شمس قمر وحجارة لكن أين لنا أن نجد المياه؟
الشمس ترفع كل الأشياء عاليًا وخارجًا تنشب سيف الظمأ في الفم.
القمر يملأ الرحم جليدًا.
الحجارة: أسلحة تحمل الدفء إلى الليل، والندى إلى النهار، وتمزق جلد القدم المتعثرة.
وقد ولدنا لهذه النهاية الوحيدة: أن نظمأ ونكبر أن نرتعش، أن نحلم في الندى المتباطئ، في الدفء المتوازي إلى بحثٍ مُتعثر.
أغمضُ عيني وأصغي إلى صوت طوافهم الخريفي الجاف. أولئك الذين تنمو الأشجار في داخلهم، الذين تقتحمهم الغيوم، يعبرهم الأخضر، الأحمر، الأزرق السماء الرنانة، الذين تبهجهم الأجنحة أو الأعشاب المُلوّحة على أكمام البحر المهترئة، أخافُ العميان: لا أسمحُ لهم بدخول عالمي لكن ظلالهم الثقيلة توقفهُ عن الدوران.
__
الشُجيرات على جانبِ الطريق تنتظر ، تنتظر. وليس من أحدٍ لملاقاتِـها. __
مسرح الحرب في الكواليس ، ألفُ ممثلٍ يبكي. يسار الخشبة ، قوي الإضاءة حيث كومةٌ من الجثث غير المدفونة، أو أشلاء الأجساد. يمين الخشبة ، قُرب بعض الخيزران الميت الذي يلعب دور الاجنحة، جسدٌ تام، رشاش «نابالم» يعمل عليه. تدخل العروس تمضي عارجة الى وسط المسرح. يَدخل العريس، جُندي شاب، هزيل، لكن بغير جروحٍ مرئية، يراها. بطيئًا في البداية، ثم أسرع وأسرع يبدأ بالأرتعاش، والأرتعاش، ثم يتمزق مرتعشًا ، ستارة.
__
ما زال هّـناك صدى لكلامهم الذي كان يشبه الغناء قيل أن غنائهم يشبه طيران الفراشات في ضوء القمر لكن من يستطيع الجزم؟ ليس الآن إلا الصمت.
ليل يفصل بينك وبيني يفرقنا كرجل يخترق حشداً لن نبحث عن بعضناً أيضاً سنشرد، كل بمفرده، دونما تدقيق بين عروض الشوارع الصغيرة تحت لافتات الأفلام صور صنعت من مليون ضوء وعمالقة يتحركون ويتحركون ثانية فوق غيمة من الروائح الكثيفة لكنك تصدر الأوامر. الضوء. يحمل كل وجه ويرفعه من شعره لكي تراه، قناعاً بعد قناع انت وانا نكرر الإيماءات التي تؤدي الغرض حين تخفق الكلمات ونتكلم قائلين أنا قاصدين اي حد لا احد يجب ان يجوع الطفل ، أن ينام ويبكي وينظر قبل أن يعلم شيئاً عن الضحك. لا يسع الحب رجاء حياة بغير ظلمة. لكن فليكن الحب في الحياة التي صنعها حبنا.
مجموعة من المختارات الشعرية للشاعرة البريطانية دينيس ليفرتوف، تم انتقاؤها من مراحل مختلفة من حياتها. وعلى الرغم من كون الترجمة قريبة من عبارات الشاعرة، فإنني اقترح قراءة النص باللغة الأنجليزية (وهو متوفر في الأنترنت) ثم - إن كان القارئ مثلي لا يتقن الأنجليزية إلى حد الاكتفاء بها - ينتقل إلى الترجمة العربية.
الدردارة الصغيرة التي ينبغي قطعها لأن جذورها تضرب جدار البيت تخرمش وتطرق بإلحاح على نافذتي لكن حين أنظر إليها أجدها ساكنة أو إذا التفت صدفة نحوها، تبدو أوراقها عيوناً، أو تصبح أوراقها وفروعها وجهاً يضغط أنفه على الزجاج، متنفساً غيمة، تواقاً ليرى بوضوح حياتي التي ما زال مجهولاً أوانها .
يفقد الشعر نصف جماله عند تحويله من لغة لأخرى، ويتأثر المعنى فيقل عمق الفكرة، لو استطعت أن تقرأ الشعر بلغته الأصلية ستتلافى حدوث مثل تلك المعضلة و إن كنت لا أنكر مجهود المترجم العظيم إلا أن الشعر بالذات لا يجب أن يترجم
. . عالقة في فتنة الحب هذه اللحظة في العالم المصغر لشعلة مفاجئة أتعلم هذه التضاريس الجديدة، قفار لا يسعني ترويضه. وإذ نصغي إلى المطر عند الناصية نستشعر حقيقة حلم، ونعرف عن كثب، قبل انطفاء عود الثقاب، الأبدية الزائلة. .