الدكتور براء السراج يروي قصة اعتقاله الممتدة لإثني عشر عامًا، وتفاصيلها التي يعيشها في السجون السورية. وبالتحديد سجن تدمر، ومن ثَمَّ سجن صيدنايا.. ويقول أنه لولا الثورة في سورية لما بدأ بكتابة هذه المذكرات في 25 آذار 2011، لكنه واجب وطني وإنساني فضح المجرمين أينما كانوا وحيثما حلوا..
طبعا لا يوجد (تقييم) لهذا الكتاب سوى أنه يسرد حقائق لا يجرؤ الكثيرون على تذكّرها فضلا عن تدوينها. شكرا لكاتبه، لقوة ذاكرته.. لتفصيلاته. كان مريعا أن أقرأ بين الصفحات أسماء أناس من أقاربي رغم أني أعرف قصصهم، لكن حين أقرأ الأسماء مكتوبة، فإن ذلك يجعل الأمر حقيقيا لا مجال لمبالغات الخيال أو الهلوسة فيه. ربما وجدت الكتاب أفظع كثيرا من الكتب التي قرأتها قبلا. فالكاتب يسرد كل شيء موثقا بالتاريخ بشكل تفصيلي..الإعدامات، الإصابات، عدد الكرابيج... وربما لأن آخر كتاب قرأته عن هذه الشهادات كان كتاب هبة الدباغ (خمس دقائق وحسب) منذ سنوات.
أعجبني كثيرا تذكره لكثير من القصائد والأبيات، ربما على أحدهم أن يجمع هذه الأبيات في ديوان يسمى قصائد السجون السورية!
بعض الأشياء كنت قد سمعتها من قريب لي وكان قد مر بنفس مراحل السجن والتنقلات تقريبا التي مر بها الكاتب، حتى أني وضعت إشارة عند كلمة (خمخمينا) لأن قريبنا ما فتئ يطلق اسم هذه الأكلة على كل أكل بائت في الثلاجة بعد إطلاق سراحه.
أما العبارة التي أبكتني وأحسست بها تعتصر قلبي أكثر من أية عبارة في الكتاب فكانت في آخره: سورية بلد ظلم. لقد حول آل الأسد بلدا جميلا أنتمي إليه أصلا إلى بقعة مظلمة، يخرج ابناؤها منها هروبا بعد أعوام ليقولوا وهم يودعونها: وداعا لا لقاء بعده.
بودّي أن أقول للكاتب إني ولدت ونشأت بعيدا عن سورية، لكن زيارات الصيف لها، سوء أوضاعها، طريقة المعاملة (الزفتة) التي نتلقاها في جميع الدوائر الرسمية لأي غرض كان.. كانت تجعلني أودع البلد من نافذة الطائرة في كل مرة وأنا أقول إني لن أعود. حتى وفيت بوعدي ولم أرجع لزيارتها منذ 2006.
لا يحتاج المرء ان يكون سجينا سابقا في تدمر ليقرر أن يغادر بلا عودة،لكنهم شهداؤنا اليوم وشهداء العقود السابقة قد أنعشوا فينا الفكرة التي نسيناها: أن البلد لنا،نحن الأصل وهم الدخلاء. وإن كانت الكراهية موجودة فهي لهم وليست للبلد.
من تدمر إلى هارفرد 1984: السجين براء السراج كان طالب هندسة كهربائية ذهب إلى الجامعة أوقفه الأمن وقالوا له عاوزينك خمس دقايق بس ،وكانت هذه الخمس دقائق 12 سنة من التعذيب في أكثر السجون وحشية في العالم ،(سجن تدمر) وكما يعلم الجميع كيف ارتكب النظام مجزرة شنيعة بحق السجناء في هذا السجن وأعادوا افتتاحه مرة أخرى ولكنه استمر بوحشيته ، لم يدرِ براء ما هي تهمته وغيره الكثير ، التنفس لديهم كان للتعذيب وكانوا فداء لبعضهم البعض يُفتح باب المهجع ويخرج السجناء وتبدأ رحلة من التعذيب بكل أداة تخطر على البال حتى في الحديد والغريب أن الحديد كان يلين على ظهورهم لذلك يتذكر براء بيت الشعر لان الحديد وما لانت عزائمنا والقلب ذو ثقة بالله ما لانا ، دخل براء السجن وهو يحفظ 6 أجزاء من القرآن الكريم وخرج وهو خاتم للقران الكريم ، كان السجناء لهم عائلاتهم ووظائفهم ودراستهم وأحلامهم باختصار لم يكونوا مجرمين أغلبهم متعلم ومثقف وفي سجوننا العربية وحدها من يفكر مكانه في السجن هذه كانت جريمتهم. كانوا يشكلون تنظيما جميلا في اختيار أمير المهجع المسؤول عنهم أو المسؤول عن تنظيم الدخول لدورة المياه أو عن صحة السجناء وغيره، والأجمل كانوا يتعلمون من بعضهم . والمحزن أن بعضهم وصل للهلوسة من شدة التعذيب فمنهم من ادعى النبوة وكان يتهمهم بالكفرة والفجرة . تصور أنك تعيش بين الحياة والموت لا تدري في أي لحظة قد يصدر قرار اعدامك ولا تدري المدة التي ستقضيها في السجن هكذا قضى براء 12 سنة في السجن ينتظر اسمه إن صدرت قائمة بالأسماء التي ستعدم. والغريب والمحزن أن رجل يجد أبناؤه في السجن وهو قد ظنهم ماتوا !!! ويلم شملهم ويقاسوا العذاب معًا. وأنا أقرأ شعرت أنه فوق التصور لا استطيع تخيل استمرار التعذيب كل يوم وانواع مؤلمة جدا ، تصوروا خياطة الجرح كان في إبرة الخياطة!! وعندما أوجعه سنه خلعوه بطريقة بدائية موجعة ومن دون تخدير، كانوا ينتظروا الخبز حتى يتعفن ليأكلوه وكأنها أكلة عالمية لأنها تحتوي فيتامين ب وتحملوا رائحته. كانوا يعيشوا ليتعذبوا فقط أي حياة هذه ؟! مضت سنين وبراء لا يعرف كيف هو النوم على الظهر، هو إما جالسا أو واقفا ، وجاء أمر بنقل براء السراج إلى سجن صيدنايا وكأنهم انتشلوه من القبر كان سجن صيدنايا أهون بكثير من تدمر لأول مرة يشعر براء بانسانيته ويستحم بماء ساخن ، بكيت معه لأنه هناك بشر في تدمر سيستمر عذابها ما أثار استغرابي كيف تحملوا وصبروا ،بالتأكيد هذا بلاء المؤمنين وبلائنا بقرائتنا لبلائهم ، حتى عندما أفرجوا عن براء استمروا بملاحقته وعندما يعود إلى بيته يسمع رن التلفون ليرد ويقول لهم أين كان وماذا فعل. كانت حريته الحقيقية عندما خرج من سوريا، والآن هو طبيب درس في هارفارد . هذه المذكرات تحتوي على المعجزات في النجاة والإيمان والصبر والفراق والحزن والكثير من الألم . بعدها علمت أن براء السراج ليس كأي انسان عادي من قرأ مذكراته سيعلم أنه ليس مثلنا! تواصلت معه عبر مذكراته حتى وصلت إلى الاكتئاب مثله أريد البكاء مثله في كل وقت لأنني لم استطع ايجاد الأمل له في الخروج وصل لمرحلة لا تحتمل ، واخيرا هنيئا لبراء الحرية . بعدها فكرت كيف هناك أشخاص يتحاملوا على الثورة السورية أو يتهموها بشتى الاتهامات كيف لهم قلب يستكثروا على هذا الشعب الحرية، شعب عاش على الخوف في أنه يوما ما وهو يمشي في الشارع سيسحبوه إلى السجن وقد يموت هناك غريبا وقد يعود بعد سنين لا يعرف طريق منزله. حياتهم كانت مهددة دائما . برأيي تستحق القراءة حتى نتألم ونشعر بإنسانيتنا وحياتنا ، بالتأكيد لا أحد يحب الألم لكن هذا واقع وليس خيال . من الصعب كتابة عواطفك بعد قرائتك لأشكال التعذيب والقسوة التي تجرعهابراء وأصدقائه.
بغض النظر عن الأحداث الموجعة والحقائق المؤلمة، غير أن الكتاب لم يكن في المستوى المطلوب، على عكس القوقعة أين كان الكاتب متمكن من الوصف ودقيق وعميق في سرد الأحداث في حين جاء الوصف هنا حارقا للأحداث، في بعض الأحيان وبطريقة سطحية في أخرى ،
هناك نقطة أزعجتني الكاتب يقول كل مرة فلان يتحدث اللهجة العلوية، لا توجد لهجة علوية وسنية ودرزية وشيعية.. هذه طوائف بل هناك لهجة شامية وساحلية وغيرها
الكتاب مميز لأن براء انتهى من كتابته في 6 حزيران 2011 وما حضه على كتابته هو الثورة السورية يحوي الكتاب صوراً من القمر الصناعي للفروع والسجون مع الشرح عليها الكتاب يشبه في أسلوبه أسلوب رواية القوقعة؛ يوميات متلصص إلا أنها بتفاصيل أقل المفارقة الجميلة في هذا الكتاب أن الكاتب يخبرنا أين وصل في حياته الآن، فهو طبيب زراعة أعضاء في جامعة نورث وتسرن في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية
و ماذا نقول في حضرة تلك القصص و العذابات التي عزّ مثالها في التاريخ ؟؟! الحقيقة أنا لا أقرأ روايات السجون على أنها أعمال أدبية قابلة للتقييم ، موهبة الكتابة تختلف من كاتب سجين إلى آخر ، و هل تحتاج تلك الويلات إلى صياغة خاصة كي تغدو مؤثرة ؟؟ إن مجرد الاستماع لها بالسرد يصنع الكوابيس و يدمي القلب و يفيض الشعور لمن لا زال يملك منه قسطاً أظن أن على كل سجين عموما و كل تدمري خصوصاً أن يكتب تلك التجربة المؤلمة كيفما اتفق و لن تكون الكتابات متماثلة ،هذه هي الرواية الرابعة التي أقرؤها في هذا المجال ، روايات تختلف عن بعضها باختلاف الأحوال و الأفكار و الطبائع نجح صاحب " القوقعة " في إيصال الأحاسيس بأدق التفاصيل أكثر لا ��نسى وصفه عندما حمل قطعة خيار بعد سنوات و شم رائحتها و ذكرته بشيء اسمه الحياة!
رواية الدكتور براء أكثر احتشاما ، مليئة بالإيمانيات التي تعيد الحساب في العلاقة مع القرآن الكريم
تذكره للتفاصيل بالتواريخ و الأسماء أمر ملفت ، وصف مصطفى خليفة أهل السجن باتقاد ذاكرتهم و حدتها ، و تمرين عقولهم و الحفاظ عليها من الجنون ، كيف لا و هم يعدون أيامهم الكالحة في ذاك العالم الذي لا يرى فيه الإنسان إلا أنواع الموت و اشتداد التعذيب في كل مناسبات العام ؟ بماذا سيحتفظ ذهنه بغير ما يرى من الويلات ؟؟
مقاله الأخير يعادل الرواية كلها ، كان صادقاً مؤثراً أتساءل ��ائما ماذا كنا نفعل أثناء حدوث تلك الفظائع ؟؟ كنا ننعم بالخروج ليلا إلى مطاعم المدينة.. و نتغنى بسهول ريف دمشق ، و نغازلها من سفح قاسيون ، و نذهب في رحلة سياحية لزيارة آثار تدمر العريقة.. بينما تقبع خيرة شبابنا في جهنّم المصغّرة و يصعد الآلاف منهم عبرها إلى ربهم أغتاظ و أتألم و أنا أفكر بهذا الأمر.. و لا يهدئ من روعي غير أن هؤلاء المجرمين ، من رحل منهم و من بقي ، سيذوقون عذابات جهنم الكبيرة بأبوابها السبعة حيث يكون العذاب عظيما من رب عظيم عادل ، عذاب ليس فيه اختباء في مهجع و لا إخلاء سبيل!!
هذا الكتاب أثر في تأثراً بالغة لدرجة أنني شعرت بالمسؤولية تجاه كل شخص يتعرض للظلم في بلادنا العربية.. أبد الكاتب في وصف أيامه في المعتقل السوري.. ورى قصته انتقاله كاملة من تحت التعذيب الى مقاعد الدراسة في هارفورد.. قراءة ماتعة
الكتاب عبارة عن مذكرات البراء السراج الطالب الذي اعتقل من كليته كلية الهندسة الكهربائية لا لجرم ارتكبه إلا أنه كان يصلي في الجامع عندما كان في المرحلة الثانوية يذكر الكاتب في مذكراته كيف انتقل بين سجن وآخر وكيف كانوا يعاملونهم في السجن وكيف حفظ القرآن في السجن
وهذه قصيدة رائعة ذكرها الكاتب في الكتاب :
قم سائل الرمل هل اصغى لشكوانا أم ياترى الرمل لاتعنيه بلوانا
ننام ونصحو على اقدام طاغية يلون الارض من اشلاء قتلانا
تطاول البغي حتى استل مدينته فارتد عن دمنا سكران نشوانا
يا حادي العيس ان العيس لو عرفت ماتحت منسمها لم تجري بحنانا
بل لاعتلت في فضاء الكون طائرة تشكو الى الله من ابناء حمدانا
كم ذا صبرنا وان الصبر شيمتنا وكم ذا ابتلينا وكأن الهول يهوانا
مساجد الشام يارباه باكية وحمص شاكية من هول ما كانا
وطفلة اليتم في الشهباء دمعتها تفجر الارض زلزالا" وبركانا
ابا الفداء انلني منك لي خبرا" عن موطن العز عن اخوان مروانا
هم اوقدوها على الاسلام دامية حمراء لاهبة هبت سرايانا
فكم من شهيد مضى لله مبتسما" والنفس قد ملئت بشرا"وايمانا
ياجنة الخلد قد وافت مواكبنا والشوق يسبقنا ياطيب لقيانا
جئناك جئناك في شوق" وفي طرب" فأين منزلنا والحور تلقانا
رغم المصاب ورغم الهول يغشانا لانستذل لغير الله مولانا
لان الحديد ومالانت عزائمنا والقلب ذو ثقة بالله مولانا
هذي عطاياك يامولاي يا أملي فسدد الخطو وبارك كل مسعانا
ليست برواية ولا أدباً بل هي سرد لوقائع وتوثيق لجرائم.
لكنها تحمل أبيات شعراً عظيمة، مؤلمة وقاسية نسجت في سجون ظلمٍ على أنغام رعب ونبضات أمل .. أعطيتها خمس نجوم لأكون مساهماً ولو قليلاً في نشر هذا الألم ورفعه . لتبقى دماؤكم وصيحاتكم وأجسادكم يا أخوتي نوراً ينير لنا دروب النضال مثلما تنير لكم قبوركم بإذن الله ، تحثنا على رفض الاستسلام والخنوع للظالم ولو طال بنا الزمان . كانت أحداث الثمانينات وهاهي ثورتنا السورية ولانعلم ماسيأتي غداً ، لكن الله معنا كما كان معكم في سجونكم.
لاحظت كم يزداد إيمان المرء وقربه من ربه أثناء بعده عن الدنيا وملذاتها وكيف خاف على نفسه فتنة الدنيا فيما لو خرج . رحم الله شهدائنا وكان لأسرانا عوناً ومعيناً وحافظاً وأمينا..
الخوف في تدمر له موسيقا تصويرية كأي فلم رعب. صرير الأبواب الحديدية الثقيلة الصدئة وهي تفتح وتغلق، هدير أقدام السجناء الحافية فوق الرمل المزفت كدقات طبول الحرب، صوت تلقيم البواريد الروسية من فوق الأسطحة المطلة على الباحات، صوت لسعات الكرابيج برتابة لامبالية، ثم صوت الصرخات التي يأتي صداها عبر النوافذ المرتفعة إلى حشود السجناء الصامتين المنتظرين. مجموع هذه الأصوات يتداخل كل يوم من الصباح وإلى المساء ليصوغ ماأسميته "سمفونية الرعب".
هكذا وصف السجين السياسي السابق السني السوري براء سراج" سجن تدمر" او جهنم الصغرى والتي لم يتجرأ على كتابة مذكراته فيها الا بعد خمسة عشر عاماً من إخلاء سبيله من شدة الخوف و ثقل وقع هذا الإسم على قلبه .. براء إُعتقل وهو في الواحد والعشرين من عمره من خيرة شباب سوريا المثقف، يدرس الهندسة وذو طموحات كبيرة ، ذنبه وتهمته الوحيدة ان قلبه كان معلق بالقرآن والمساجد وهذة مما لا ترضاها دكتاتورية الأسد .. لا أخفي عليكم أنني تأثرت كثيراً ، لم أتحمل وكانت عيني تدمع في بعض المشاهد ، تألمت وانا فقط اقرأ فكيف يالله كان حال المستضعفين المظلومين هناك؟ كيف كانت أنين أوجاعهم بعد حفلات التعذيب؟ كيف كانوا يساقون للإعدام هكذا ظلماً وبهتانا؟ فيالله قد طال أمد البلاء على أهلنا في سوريا وأسالك اللهم لهم النصرة والعزة ،، اللهم عليك بمن طغى وبغى وظلم واعتدى. اللهم عليك بمن امر ودبر ورضي حسبنا الله ونعم الوكيل
هي ليست رواية , هي كلمات كتبت من دماء و دموع و آلام و اهات . لن تجد هنا حبكة و شخصيات أو حتى قصص كاملة .. هنا ستجد الظلام الدامس و الأمل الباهر بين السطور , هنا ستجد رؤوس أقلام لايام مرت و حفرت في ذاكرة السيد براء و حفرت في ذاكرتنا .. شكرا لانك سمحت لنا بالولوج الى عالمك الداخلي , شكرا لك لانني تعلمت مع هذه الكلمات أن أكون أكثر شجاعة و تماسكاً في مواجهة خوفي , شكرا لكل انك دفعت ضريبة عنا , حين كنا نحن صغارا و نياما نهتف بعمق أصواتنا , وحدة حرية اشتراكية .
أعيد الان ترتيب حياتي و اولياتي , و أتعلم منك أن أعثر على الامل بين ذرات الهواء , ما دام بامكاننا التنفس .
أتمنى أن تتوسع في التفاصيل القصص و خاصة العلاقات بين السجناء في النسخة الجديدة .
عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا كمية التعذيب اكثر من ان تحتمل صدمني براء لما استحقر نفسه لانه قدر يتخبى من تعذيب ، وقام بمعاهدة الله الا يفعلها ابداً ووفى بعهده!!!!! في كل صفحة كنت اتأكد انه وحشية الانسان فش الها حدود هذا الكتاب مؤلم ، موجع ومُبكي سألت نفسي الكثير من الاسئلة.. كيف مُمكن ان يُسجن انسان عديم رأي؟؟؟؟؟!! فقط لانه يتردد على المساجد!!!!! هل يأتي يوم ويمل السجان ؟؟؟ .. هذا الكتاب أرهقني ، رح يوخذ معاي كثير وقت لحتى انسى غضبي ع الأسد وعائلته
هذا الكتاب إهداء لكل من اعترض على الثورة السورية بقوله كنا عايشين وما أحلانا .. لا يا سادة لم تكونوا بخير .. وسجن تدمر شاهد على أبشع الجرائم التي حدثت بينما كنتم أنتم "عايشين وما أحلاكم" .. عشرات الآلاف من خيرة شباب سورية علما وثقافة أعدموا في هذا السجن أو قتلوا تحت التعذيب .. شباب يعتقلون من الجامعات بسبب ذهابهم أحيانا للمسجد !! إننا لا نعرف عائلة سورية إلا وأحد أفرادها شهيد أو مسجون أو مفقود .. وما يخفف من وطأة هذا الألم العميق أن الشهداء عند ربهم لا خوف وعليهم ولا هم يحزنون وأن للطاغين حساب عسير عند المنتقم الجبار .. أما الكتاب فقد أبكاني ليلا ونهار ولم أستطع تركه حتى أنهيته وأجمل ما فيه أن الكاتب كان همه الوحيد حفظ القرآن في السجن وقد كان له ذلك وعجبت لذلك حقا كيف استطاع ذلك رغم الألم والتعذيب يالله ما هذه الهمة العالية والنفوس الزكية والقلوب العامرة بالإيمان .. كان استشهاده بآيات القرآن في بعض المواضع مؤثرا جدا وصرت عندما أقرأ القرآن - ونحن الآن في عشر ذي حجة- أتمثل الآيات وأشعر بها كما لم أشعر بها من قبل ..كما كانت أبيات الشعر التي كتبها أحد المسجونين في غاية الروعة والتأثير ..
جنبًا إلى كل هذه الحكاية وفظائع سجن تدمر، تأثرت للغاية بكلام الكاتب وتمسكه بالقرآن، كيف كان يواسي نفسه بالآيات حتى في غمرة الألم، ويقرأ ورده كل صباح لأنه بعدها سيفقد تركيزه من شدة التعذيب بقية اليوم كان يقرأ كل يوم جزءًا كاملًا حتى يختم وهذه كانت طريقته الوحيدة في حساب دورة الأيام لأن ختمة كاملة تعني مرور شهر كامل!
فكرة أنهم حفظوا القرآن من بعضهم في السجن تلقيًا ومشافهة لأنهم لا يملكون وسائل للكتابة، والمصاحف طبعًا ممنوعة 💔
شيء يدفعك للتساؤل: في كل هذه السعة.. ما عذرنا أمام الله؟
هذا الكتاب ليس رواية، إنه إدلاء بشهادة عل هذا العالم يعي و يسمع، و الشهادة لا يجب أن تقيم بالنجوم، يكفي أنها قيلت و هذا منتهى الشجاعة مقابل من فضل أن يكون شيطانا أخرسا..
سوريا بلد ظلم هذا ما قاله دكتور براء عندماشاهد سوريا من فوق السحاب مغادرا إلى امريكا بعد قضاء 12 عام من العذاب داخل جهنم تدمر العمل ليس ادبيا إطلاقا وإنما هو تأريخ للاحداث حسبما كنفته الأيام من إجراءات سواء تعذيب وكل يوم كان تعذيب أو إعدامات او إخلاءات أو مقابلات واستدعاءات وتحقيقات هو توثيق وسرد معلومات متبعة ببعض الصور والتواريخ والأسماء
التوثيق حق أصيل لهؤلاء الكرام أن تعرف الدنيا ما حل بهم وما تحملوه وحق أصيل لذاكرة الأمة ان تحتفظ بهذه التفاصيل ليوم لابد قادم للقصاص هذه حقوق وتهم وجرائم لا تسقط بالتقادم دفعتها عوائل كاملة من اعمارها سيخلى سبيل هذه الأمة يوما من قبضة هؤلاء الطواغيت وسنعرف طريقا نحو الحرية والعلوم والحياة الانسانية الكاملة
الحنين إلى هؤلاء الذين قضوا هناك يتملكك بشكل دائم لقراء القرآن لكتاب الأشعار لحفظة العلوم لهؤلاء الذين كانوا يضحوا لأجل إخوانهم .. تشعر أنهم جزء أصيل منك من دمك الإسلامي
علاقاتهم وتكافلهم وأشعارهم
يا رسول الله إني وله ... والصب يعجل
يجعلوا قلبك وجلا على الذين الذين تحجبهم ظلمة السجون الآن دونما وجه حق ولا تدري ما يفعل بهم ولا ما تخلفه شدة هذه الأيام في نفوسهم
أعجبني بشكل خاص علاقة دكتور براء بالقرآن سعيه وجهده في حفظه ومراجعته والأنس به طوال الوقت على بالي قول عالم لرجل أتحفظ القرآن فلما نفى .. قال الشيخ : المسلم لا يحفظ القرآن !! فبماذا يناجي ربه ؟
الدكتور براء سراج رجل عظيم ومثال لطيف وممتاز لشاب مسلم اخذ من جامعته حيث يدرس بجد ليترك أسرته المحافظة والمسلمة وراءه دونما جرم اجرمه أو خطأ ارتكبه ليدقع ثمن مع عدم تبنيه لأي رأي لتستمر هذه العائلة الكريمة في دقع ثمن وقوفها في الطرف الأخر من جهة النظام البعثي, بعد ان قتل والده في الكويت ومحاولة اعتقال شقيقه الأكبر لأسابيع ....
يروي الكاتب بذكاء الأحداث دون ذكر الآراء أو العواطف انما سرد للأحداث مستعينا بصور فضائية للمواقع وتسمية دقيقة لمواقع الأحداث وتواريخها
يذكر تاريخ كل حدث سبحان الخلاق المبدع ..
يروي كيفية استجابة الله لدعائه ومناجاته وكيفيه حفظ الله له بقرائته القرآن, وكيف كانت الآية التي يقف عندها لها مدلول كبير في الحدث الذي يصادفه بعد دقائق أو ساعات ... ويخرج من السجن ليخرج من سوريا ليدرس الطب ويتخصص في علم المناعه وها هو اليوم دكتور في المناعه في قسم الأبخاث في جامععه وتسرن في شيكاغوا حسابه على تويتر @Tadmor_Harfard على الفيسبوك Barra Sarraj لا زال حتى اليوم ينشط في معارضة النظام وكلماته لها الأثر الكبير على صفوف الناشطين على تويتر والفيبسبوك
له أفكاره اللطيفة والمفيدة جدا ينشرها في كل وقت ويذكر احداث مرت معه ويقارنها مع الواقع ومع احداث خلت منها أيام سجنه في تدمر الذي يريد أن يحوله الى متحف او جامعه
لا شك أن البراء إنسان فريد فتخزين كل هذا الكم من الألم بهذه الدقة يحتاج إلى إنسان إستثنائي "طبعا لا يوجد عندي أدنى شك بطاقة الغضب" وأسأل الله لطفه
هي يوميات وليست "رواية" أكيد.... وكتبت على سريعا وعلى عجل ولكن أهم ما فيها أنها وثيقة تاريخية وقانونيةعن هذا الجحيم الأرضي الذي أتمنى من الله أن يتذوق أضعافه كل من تورط فيه ...ولا أستغرب أن يكون هناك أهل تتعرف من خلال هذه اليوميات على مصير أحبائهم ... كما أمل أن يقرأ أبناء وأحفاد هؤلاء المجرمين تاريخهم وماضيهم الأسود
رغم إرهاق أدب السجون وصعوبة قراءته إلا أنه يصف قدرة هذا المخلوق الجبار الخارقة في الرغبة بالحياة والقدرة على الحياة والأمل بالحياة وحب الحياه
لم أبحث عن الحبكة الدرامية او التعبيرات الجمالية فى رواية امتلئت سطورها بالظلم والبطش والطغيان والتعذيب ،لم أكن أعلم من قبل حجم المعاناة التى يعيشها السوريين والقمع الذى فاق الوصف ..الى أن قرأت اول امس القوقعة واليوم هذه الرواية نفس التفاصيل ونفس الظلم ،،أعجبنى قوة ذاكرة الكاتب ليسرد لنا أسماء المحكوم عليهم بالاعدام وكل من قابلهم والتواريخ لكل هذه الاحداث ..أما قوة ايمان الكاتب أذهلنى كثيرا فـ ختم القرأن داخل السجن وتعلم الانجليزية والفرنسيةأيضا كان دائما يذكر الله يستعين به فى المحنة الشديدة فهذا يدل انه مؤمن قوى واثقا فى الله ،،أسأل الله ان تكون هذه الايام الصعبة فى ميزان حسناتك
وأدب السجون يا عزيزي هو اللي بيخليك تشوف بلاوي غيرك وتحمد ربنا إنك قادر تاخد نفسك أو نايم في سريرك أو بتقدر تدخل الحمام عادي أدب السجون بيخليك تقدر تحمد ربنا على أبسط حاجة عندك.. رواية مؤذية
يكفيكَ حين تَقرأ أن تري حروفهُ تتكلم بدلاً منه، وما استعصي علي قلمه أن يُعبّر عما يختلج به من ألم .. كَكُل معاناة مُعتقل تنتقل تِلك العتمة من سجن تُدمر.
لا اعتقد اني سأتجرأ يوما واقرا حرفا آخر في أدب السجون - أرهقت كثيرا- كل كتاب قرأته في أدب السجون أصابني بشيء احتاج فترات بعده لانساه او اتنساه و لتخف حدة حنقي ولو قليلا ، وخاصة حين تقرأ عن سوريا وخاصة حين تقرأ عن جهنم الدنيا المسمي ب سجن تدمر وما ادراك ما تدمر ! هناك حيث تاخذ الفظاعة أشكالا تبدو وكأنها بشر لا اعتقد ان هؤلاء يملكون مثقال ذرة من قلب ، هناك حيث تجد اللانسانيه واللاكرامه ،فلا تملك حين تقرأ عن تدمر الا ان تتعبد لله بكراهيه الاسد وعائلته قرأت في ادب السجون المصريه و المغربيه والسوريه ولكن لم اجد شبيها لسوريا ، هناك حيث يُعبد الرئيس وهناك يُسب الله وهناك لا تجد الا غلاظ شداد يسمون عباد الله العذاب _____________ بعيدا عن تأثري بالكتاب وما تركه من أثر في داخلي ولكن توقعت الكتاب بمستوي افضل من هذا وخاصة بعد قرآتي لكتاب يسمعون حسيسها فقد ارتفع سقف ادب السجون عندي
كانت الثورة السورية التي انطلقت ومضى عليهاعام سببا كافيا يدعو المرء للبحث عن كرامة الانسان السوري المفقودة بين الأروقة، وكان هذا الكتاب واحدا من تلك المذكرات التي استدعت ما كتب على جدران هذه الأروقة وشهدت عليها فدونتها حتى يتمكن المرء من الاطلاع على شيء ولو بسيط من حقيقة ذلك الواقع المر.
ينحني المرء احتراما أمام ذلك الانسان المظلوم الذي قرر أن يجابه أولا خوف عقود من الزمن توارثته الأجيال، ويتصدى لذلك التعنت البعثي الأسدي في سوريا ثانيا.
للاطلاع على تدوينة تجمل روايات وشهادات كتبت عن بطش النظام السوري، أدعوكم للقراءة من هنا:
الكتاب ليس بقوة الكتي التي ناقشت وضع السجون في سوريا كالقوقعة و شاهد و مشهود.....الكاتب كان يسرد الاحداث بشكل ملل نوعا لا.....لا يوجد لديه تلك القدرة على اطفاء المسحة الادبية على هذه المذكرات و لكني بلا شك انهيت الكتاب في جلسة واحدة و وجدت نفسي متعاطفا معه و مقدرا له خصوصا انه استطاع ان يخقق ذاته و لم ينهزم و استطاع ان يجد له مكانا تحت الشمس بعد التهميش و التغييب القسري لاكثر من 10 سنوات
قصة إنسان ... أهين في بلاده، وكُرِّم بعزمه وإرادته في الخارج ... أدب السجون أبدع فيه السوريون، تصاويره، وروايته، وحتى قصصه المفجعة ... ولعل إبداعهم يصل إلى ثورتهم، فتكون هي البداية لإشراق يعمّ الشرق كله.