السيد أحمد الشامي شاعر وأديب ومناضل شهير, وهو واسع الاطلاع جميل الأسلوب بديهي النكتة, ولا غرابة في ذلك فهو ابن صنعاء الفن والجمال. غير أنّ تعصّب الشامي لمدرسة الرافعي وشاكر, وكراهيته الشديدة لطه حسين ومدرسته الأدبية, حمله على التحامل الشديد على مثل شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني , رحم الله الجميع. وأعترف هنا أنّ هذا الكتاب خصوصاً ضرب بيني وين البردوني العظيم حجباً عدة لسنوات طويلة!! فقد قرأت الكتاب وأنا في الثانوية, حاملاً راية الدفاع عن الدين, فلم أرَ حينئذٍ العالم سوى إيمان أو كفر!! وسارت بنا الأيّام لأكتشف عظمة البردوني, وحدة ذهنه, وعمق فكره الذي يقدح في عقل قارئه ومض البحث والسؤال والدهشة. في كتاب الشامي كلام رائع عن المحاولات الشعرية الحداثية لشعراء اليمن في بدايات القرن الماضي, وميل الشامي إلى أنّ اليمنيين سبقوا غيرهم إلى شعر التفعيلة. غير أنّ التحامل الشديد على البردوني وشعره, أنقصت قدر الكتاب عندي اليوم, بعد أن كنت أرى حينها أنّ قول الشامي لا قول بعده!!!