"جذبته بسمة عينيها فسار إليها وجلس قربها على الجرياية ذات الأعمدة الصفراء. كان راضياً عن أشياء لا يدري ما هي، لعلها نظام العالم الذي خيل إليه، دون اطمئنان، إنه يسير سيراً طبيعياً لا يخالف العدالة، أمسك بيدها الحارة، كانت الغرفة ذات ضوء شاحب يملؤها بالأحلام، والسكون يلف الدنيا الصغيرة حولهما، كانت زوجته دافئة، تخفي في أعماقها ابنهما المشتاق إلى الحياة، والى البهجة والنور، ولم يكن يدري أكان سعيداً أم لا، وكان يحس أنه لا يستطيع أن ينسى كل شيء"...
وكان يسير بخطوات بطيئة ثقيلة دون أن ينظر إلى وجوه المارين رغم شعوره بوطء وجودهم. لا شيء يريح في هذه الوجوه. آلمه، في المستشفى، ذلك الانطباع الذي كان يصدمه في وجوه معارفه وبعض موظفي المستشفى. انطباع يائس بانعزالهم عنه وعن محنته. كان يرى بفزع في عيونهم صمتاً موحشاً لنداءاته، وكان يشعر بفزع أشد حين يخطر له أن زوجته، في نوبات صحوتها، قد ترى مثل هذا الصمت في عينيه. هذه الـ"قد"، كم أرقته ليالي ولم تزل. إنها الشكل المستديم في الا نكون بشراً. ومن يدري، فقد لا نستطيع كلنا، أن نثبت حقيقة أخرى تنقض هذا الشك. إنه الوجه الآخر، الهارب منا على الدوام.
فؤاد التكرلي روائي عراقي استطاع أن يحصد أوقات نجاحه بحرية وبلا صخب روايات قليلة، إلا أن مساحة تأثيرها كانت أكبر انها نموذج للروايات الكلاسيكية الحديثة ببنائها ،روائي عراقي أسهم في تطور الثقافة العربية وأثرى المكتبة العربية بالكثير من قصصه الأدبية،
ولد التكرلي في بغداد عام 1927 ودرس في مدارسها ، تخرج من كلية الحقوق عام 1949 ثم عمل ككاتب تحقيق وبعدها محاميا، ثم قاضيا، وتولى عدة مناصب في الدولة ومنها في القضاء العراقي حيث تم تعيينه قاضيا في محكمة بداءة بغداد عام 1964، وبعدها سافر إلى فرنسا ثم عاد ليعين خبيرا قانونيا في وزارة العدل العراقية. وعاش في تونس لسنوات بعد تقاعده، وعمل في سفارة العراق بعد حرب الخليج عام 1991، وألف القصص بأسلوب أبداعي متميز.
ينتمي التكرلي إلى عائلة ذات حظوة دينية ومكانة اجتماعيّة متميزة، وإذا كانت هذه العائلة بتفرّعاتها المختلفة قد تمتّعت بمباهج السلطة في بداية الحكم الملكي في العراق، فإنّها سرعان ما تخلّت عن الدور الذي أنيط بها موقتاً لجيل جديد من السياسيّين نشأوا تحت الراية العثمانية وتعلّموا صرامة عسكرها، لكنّهم تعلموا أيضاً من الاحتلال البريطاني بعض عناصر الحداثة الأوروبية. وقد أدى ذلك إلى فترة انفراج نسبي اجتماعيّاً أسهمت في إظهار ذلك الجيل الذي لا يتكرّر من المبدعين أو ساعدته على إنضاج تجاربه.
نشر التكرلي أولى قصصه القصيرة في عام 1951 في مجلة الأديب اللبنانية، ولم ينقطع عن نشر قصصه في الصحف والمجلات العراقية والعربية، كما صدرت له في تونس عام 1991 مجموعة قصصية بعنوان (موعد النار). وفي عام 1995 صدرت له رواية (خاتم الرمل). وكتب روايته الأخيرة (اللاسؤال واللاجواب) عام 2007. وكانت له أيضا مؤلفات أخرى مثل خزين اللامرئيات و الرجع البعيد الأعمال الكاملة 1و القصص الأعمال الكاملة
- الوجه الآخر، رواية قصيرة كئيبة، ربما كتبت في فترة "عدم الإنحياز" إذ ان بطلها مع ذاته يقف على مسافة عبثية من آلام الآخرين.. الأخرين سواء كانوا غرباء تماماً او كانت زوجته!!
ان جوهر الألم هو امتلاكه، هو ان تعيشه بلحمك الطري
- الرواية تتحدث عن عائلة فقيرة، عائلة تعيش الحرمان المادي والفقر، فمحمد جعفر الموظف الحكومي الذي لا يكفيه معاشه فيضطر للإستدانة بالفائدة من احد المرابين من اجل ولادة زوجته. ولادة يموت فيها الطفل وتعمى فيها زوجته (سعدية). هذه تفاصيل القصة للناظر من الخارج وهي لم تأخذ الكثير من الصفحات وظهرت في الحوارات العامية، أما القصة الفعلية فتلك التي تجري داخل رأس محمد جعفر، المونولوجات الكثيرة الطويلة، الأسئلة الوجودية، تأثير الأصوات عليه ونضارة الفتيات...
إن حياة الإنسان امام الموت سخف لا معنى له، وهي بدونه مأساة مريعة لا يطاق التفكير فيها.
- اللغة جيدة جداً، السرد كلاسيكي، استعمل الكاتب تقنية ضمير الغائب بتركيز كبير على شخصية محمد جعفر، وأرانا الشخصيات الباقية من خلال نظرته فيهم.
- القصة مؤلمة بشكل عام، لم استطع الوقوف على الحياد بخصوص البطل، خاصة انه يقرأ! يقرأ دون اي تغيير ايجابي في حياته!! هذا بالإضافة الى النهاية والربط مع "اسماعيل" ثم الذهاب الى المنزل على موعد منتصف الليل، لم تعجبني..
كان الظلام خفيفاً يستره عن العيون ، ولكنه لا يستره عن نفسه وعن وجهه الآخر ..
الوجه الآخر ، الزاوية المخفية من أنفسنا التي نركن إليها بؤسنا و انحطاطنا كبشر ، تلك التي نجمع فيها قنوطنا و قسوتنا و ركام من ظلمناهم غير آسفين ، الوجه الدميم ، التشوه الداخلي ، التفسخ الأخلاقي الذي نداريه ونشيح بوعينا جانباً خوفاً علينا من إبصاره .. حين نفلت اليد التي تمسكت بنا رغم اليأس الكبير ، ونلقي عن عاتقنا الأرواح التي تعلقت بنا باستماتة لأنها أثقلت مشينا ، حين تذبل الوردة بين أيدينا فندهسها سعياً لوردة ناضرة أخرى ، أي دناءة نخبئ بين جنباتنا نحن معشر البشر ! ، هل هناك راحة لا تبذل لأجلها قسطاً من الألم؟
التكرلي هنا لا يكتب ، بل يتألم لمصير الإنسان البائد ، يعفّر بتراب الخيبة الوجه الآخر للوجود ..
لم أفهم النهاية ، لا أعرف مقصده من إبقاء القصة معلقة على هذا الشكل ، لربما النهاية تشبه الأسئلة العقيمة ، و لربما هي الحياة التي لا زالت تتسع -برغم كل شيء- للمزيد من الأخطاء ..
الوجه الآخر رواية قصيرة من خمسة أجزاء ، ابدع التكرلي فيها بالوصف للزمان والمكان والاحداث والحوارات باللهجة العراقية الدافئة .. ويدخل بنا لعالم البطل الذي يعيش الغربة عن واقعه تشعر وأنت تقرأ كأنك تعيد تركيب الأحداث وترتيبها من جديد ، يأخذك الكاتب ثم يعود بك للوراء ثم يعيدك للحظة الحالية ويتلاعب بتبادل الأحداث المفرحة والمحزنة بذكاء .. تحكي الرواية قصة (محمد جعفر) بطل الرواية ، متزوج من ابنة خالته ( سعدية ) يسكن في بناية قديمة ، في احد الاحياء ببغداد ، جارته ام سليم تعيش مع ابنة وحيدة هي سليمة ذات الخمسة عشر سنة ويسكن معهم العجوز سيد هاشم ( مرابي يقوم بإقراض الناس المال مقابل كمبيالات ) . يعمل محمد موظف بسيط ، راتبه لا يكاد يكفيه هو وزوجته ، في سد متطلباتهم اليومية خصوصاً وإنه ينتظر قدوم مولود .. تتعرض زوجته لعسر اثناء الولادة وتخضع لإجراء عمليه قيصيرة تنتهي بوفاة الجنين مختنقاً .. وتتعرض سعدية لحمى دماغية تفقدها البصر .. تشدد ضغوط الحياة على محمد ( الديون من العجوز سيد هاشم ، وعدم قدرته على التكيف مع وضعه الجديد ويشعر بأن زوجته أصبحت عالة عليه بعد أن أصبحت عمياء .. السبب ان تركيبة شخصية أحمد جعفر ضعيفة وأنانية وخوفه من تحمل مسؤولية زوجته ( هذا ما أوضحه التكرلي لنا ببداية الرواية ) عندما يعرض لنا حادثة حصلت مع محمد جعفر وهو ينتظر الباص في الموقف ، يضع شخص يده عليه ويطلب من المساعدة وهو يتألم ويقول له بلهجة عراقية ( إني مريض وديني للمستشفى ما اكدر امشي آني دا اموت )
هنا كأن الكاتب يكشف لنا عن معدن الجانب الانساني بشخصية محمد الضعيفة الأنانية شخص يطلب مساعدته ومحمد يركض للباص ويتركه ..! بالرغم ان محمد جعفر موظف شاب مثقف يحب القراءة لكنه لا يستطيع حتى اتخاذ قرار بمساعدة شخص في حالة إنسانية تمر امامه .. فليس كل مثقف قارئ يحمل بداخله روح انسانية تفيض بالعطاء والنبل ومساعدة الآخرين . بسبب هذا كله تضاعف شعوره بالغربة وباحتقار الاخرين وديونه ومشاكله المادية يقرر( محمد ) طلاق زوجته ويأخذها إلى بيت أهلها بدون إخبارها بذلك ليرسل لها لاحقاً وثيقة الطلاق .. ويختار الوجه الأخر للحياة ..! وهو ربما يكون بداية علاقته بسليمة التي اشتهاها و التي زوجتها امها من العجوز سيد هاشم .. عندما تنهي الرواية ، تبقى وقت وأنت تفكر بالوجه الآخر .. لـ محمد جعفر ، لنا جميعاً ، وللحياة -هذه اول قراءة لي للكاتب فؤاد التكرلي واعتقد بأنها لن تكون الاخيرة بإذن الله
تدور أحداث الرواية في عراق أواخر الخمسينيات، وهي ليست عموما رواية أحداث خارجية بقدر ما هي سرد للأفكار والنزاعات والصراعات الداخلية التي تدور جميعا في رأس البطل محمد جعفر، وهو محور الرواية الأوحد من بدايتها إلى نهايتها. الأحداث الرئيسية في الرواية قليلة محدودة، وقد تعمد الكاتب جعلها ضبابية المعالم كأنما أراد أن يصرف انتباه القارئ إليها ويبقيه محصورا في أفكار البطل. أما الحدث المحوري فهو فقدان الزوجة بصرها أثناء ولادة جنين ميت، ما يعني خسارة البطل لابنه ولزوجته وللمال الذي اقترضه كي يغطي تكاليف الولادة وفقدان كرامته أمام المرابي "سيد هاشم". الفقر واضح جدا في الرواية يلمسه القارئ باليد! وهو موجود في كل مكان يحل فيه البطل.
This entire review has been hidden because of spoilers.
ابدع فؤاد هنا في وصف المونولوج الداخلي الذي يعتمل في صدر محمد جعفر..كاي انسان اخر وعلى تعرية مشاعره الحقيقه وحجم الاشمئزاز الذي نحمله نحن البشر للضعف وكانه يعبر عن خوفنا من ان نكون مكان الضعيف .. رائعه واللهجه العراقيه الي تخبل هوايا زادتها جمالا :))
محمد شخصية هلامية متناقضة متمسك بالمثل العليا لكن لايريدها حقا ... تفقد زوجته بصرها اثر ولادة ماساوية يفقدان فيها طفلهما فتثير اهتمامه مراهقة ثم يمقت شعوره تجاهها ...
الرواية تصوير كامل للرغبة المتدفقة في اعماقنا نريد ولانريد فهل وجد محمد السلام ام السيد عاشم وسعدية و ام سليمة وسليمة اكثر تماشيا مع الحياة منه ؟؟؟؟؟
لا شك بأن شخصية محمد جعفر ظهرت بأنانية بشعة واضحة غير مختلف عليها؛ ولكن لو تمعنّا بأفكاره ومعدنه الداخلي لوجدت فيه نبلاً وشهامة. بإعتقادي الفقر هو سبب هذا الذل والتوهان، الفقر هو ما يكسر الرجال.
الوجه الاخر، لا اعرف ان كان فؤاد يقصد بالوجه الاخر هو الجانب الاخر لمحمد جعفر وهو الموظف الحكومي الذي يعاني من ضائقة مالية وهو الانسان المثقف والنبيل والم��ب لزوجته المترفع عن معانات الناس وافكارهم لكن وجهه الاخر يظهر عندما يموت ابنه جراء الولادة الصعبة وتفقد زوجته على اثرها البصر فيبدا بالاشمئزاز والنفور منها وتبرير ذلك والتفكير بزوجه مرابيه سيد هاشم سليمة ذات الخمسة عشرا عاما فيكشف هذا عن قذارة وتوحش وانانية محمد او الانسان فالتكرلي لا يقصد محمد بالخصوص بل يعممها ليشمل الانسان وتصوره الايجابية عن نفسه بأنه خير ولا يبدر منه شر وكل عمل يصدر عنه مبرر لانه خير ، ام يقصد أن زوجته سعدية هي الوجه الاخر فهي أقرب انسان اليه اتراه قد رأى بها ذاته الأنانية والكاذبة فتخلص منها بتطليقها واعادتها لأهلها ولكن أين المفر فسليمة الطفلة الساذجة التي تصيب لب الحقيقة بكلامها الغير مقصود فتعريه من كل ادعائاته التي غلف بها نفسه وهذا يدل على ذكاء وفهم فؤاد للطبيعة البشرية والمجتمع العراقي لقد ابدع في رواية لا تعدى الخمس افصل في طرح طبيعة الانسان الأنانية وطرح الأسئلة الوجودية التي تلازم الانسان بمجتمعنا الحالي
نوڤيلا رائعة، كعادة التكرلي.. كُتبت ما بين ١٩٥٦-١٩٥٧، بينما نُشرت لأول مرّة في ١٩٦٠؛ أي أنها من رواياته الأولى. عمل وجودي؛ حيث يرافق سؤالٌ واحد، بطل العمل محمد جعفر، وما كلمة (بطل) هنا إلا مجاز! هناك وجهان لمحمد جعفر: مثاليّ متفاعل مع آلام الآخرين، وآخر جبان أنانيّ. الألم هو شعور فرديّ لا مناص منه، لكن، هل نستطيع أن نشارك صاحبه فيه؟ أو هل نستطيع نخفّف عنه؟ محمد جعفر، موظف مسحوقٌ بالبيروقراطية الكئيبة مقابل دنانير قليلة، وزوجته حامل، يضطر إلى رهن ذهبها القليل عن مرابٍ قذر، سيد هاشم؛ ليحصل على عشرين دينارًا ليؤمن لها ولادة كريمة في مستشفى. نتيجة علاقة جنسية، تلد سعدية بولادة صناعية فتتعرّض إلى حمّى دماغية ينتج عنها عمى! تبدأ نظرته الشهوانيّة تخفت حتى تتلاشى تجاه زوجته، حتى يصل إلى الاشمئزاز منها. على خط موازٍٍ، هناك سليمة، الشابة التي بدأت تراهق وتظهر محاسنها، والتي ينظر إليها ببراءة ممتزجة بشهوة. تعرض أم سليمة إبنتها للمرابي القذر للزواج منها مقابل دنانير. فتتحوّل نظرته إلى سليمة شهوة كاملة. الرواية، تقع في بغداد القديمة الكئيبة، ما بين شارع الرشيد وباب المعظّم. وتلوح بعقوبة في الأفق. الحوارات بسيطة، باللهجة البغدادية الجميلة.
شخصية أحمد جعفر ضعيفة وأنانية وخوفه من تحمل مسؤولية زوجته يتخلى عن زوجته لانها اصبحت عمياء ويشعر انها عالة عليه - يترك رجل مريض يطلب منه المساعدة فيتركة ويرقض الى الباص و على الرغم من ان شخصية جعفر لا تستطيع اتخاذ قرار واحد بمساعدة اي شخص الا انة شاب مثقف يحب القراءة جعفر هو بطل الرواية الا ان البطل فى تلك المراة بطلا سلبيا شخص اناني يفكر كثيرا ويطمح اكثر ولكن تزاحمة الهموم والمخاوف فتقلب عليه ذاته وعلى الرغم من افكارة الوجودية (كيف بدء الخلق ) كما نشير للامر دائماً الا ان الكاتب صور شخصية جعفر فى بداية الفصل الاول متفائلاً
شخصية محمد جعفر شخصية وجودية متسائلة مضطربة تعيش متقلبة في عوالم جوانية تكتوي بنار حواراتها الداخلية وتساؤلاتها الحياتية وأفكارها العقلية المضطربة ا أكثر مما تعيش مع من هم حولها ، حتى يتبين وجهها الآخر في نهاية المطاف والازدواجية التي كان يتخفى بها جعفر داخل قناع التساؤلات والفقر والمسؤوليات والشهوة والديون والظلم..
اللهجة العراقية جميلة وذات سحر خاص في القلب ، ودمجها مع الفصحى أعطى للرواية بعدًا حميميا قريبًا للقلب .. بعد قراءة ثلاث أعمال للتكرلي، وجب علي زيارة مقهى حسن عجمي في بغداد ولكن للأسف فالتكرلي لم يتربع بأدبه داخل قلبي ولا أظن أن هذا الحكم سيتغير بسهولة، حتى وان امتازت أعماله بأنها تفكيكية تحليلية ولكني أجدها بسيطة في لغتها ولا دهشة فيها ، وهو يحب شخصيات الأبطال الذكورية الانهزامية والسلبية المضطربة ويبرع في وصف عوالمها الداخلية بكل تفاصيلها وتساؤلاتها وتقلباتها ..
بطل الرواية هو محمد جعفر الشخصية الريفية القارئة الأنانية والمنهزمة القادمة من بعقوبة إلى بغداد فقيرة الحال والتي تملك منظور فكري خاص بها والتي ترفض العيش ببساطة بدون تفكير وتساؤل عن الحياة والموت والعيش محمد لا يستطيع تطبيق مبادئه واخلاقياته التي يتفكر بها على أرض الواقع ،فنلاحظ التناقص الذي تحمله الشخصية ،وانانيته المسيطرة عليه ورفضه لمشاركه الآخرين احزانهم وما أقصده بالآخرين حتى زوجته
رواية كانت رائعة تأخذ صورة عن الظلم والفقر من حياة المجتمع وبغياب العدل في فترة الخمسينيات في العراق . يستعرض التكرلي في هذة الرواية الصغيرة الشخصية الرئيسية محمد التي تتعامل مع واقعها بشكل سلبي ويغوص بعمق داخل همومة اليومية وسلوكة الغير مكترث بمرارة العيش المؤلم لتبقى تلك المخاوف مكبوتة في داخل ذاتة حيث تنعكس سلبا تجاة المجتمع المحيط بة . سرد ادبي في غاية العذوبة مطعمة باللهجة العراقية المحلية في معظم الحوارات ليكسب النص واقعية حقيقية في تصوير الحدث .
الرواية شديدة الروعة صدرت في الخمسينات من القرن الماضي وترصد هموم الإنسان ومخاوفه في حياة ظالمة لا عدل فيها، يضطر أن يعيش فيها حياة كاملة في فقر مدقع محروما من كل تلك المتع التي يتمتع بها آخرون ويبقون شرفاء .
قراءة سريعة و كالعادة ممتعة . فؤاد التكرلي تعمق في وصف الإنسان و صراعاته و ضعفه و نزواته في بيئة بغدادية خالصة و بدون إطالة و إسهاب في وصف المكان أو المحيط.
كل رواية تفيض بفلسفة كاتبها والتكرلي ربما كان في هذه الفترة وجودياً او عبثياً او ما ادري ماذا تسمى فلسفة الانسان الذي لا يجد اجابات لاسئلة يضعها امامه قبل المبادرة بالفعل العفوي !
خيبتي بفؤاد التكرلي وأنا أغوص في هواجس مُراهقة متأخرة لزوج وأب يتملّص من حياته ليختفي بين طيات شهوته المحمومة تجاه فتاة صغيرة. رواية تفتقر إلى الوحدة والترابط، ركيكة جدًا.
في بدايتها بدت لي الرواية غير مفهومة ، ولم أڪن أدرك ما الذي يريد الڪاتب قوله أو إلى أين يأخذني النص . شعرت وڪأنني أقرأ حڪاية عادية جدًا ، بلا ملامح واضحة . لڪن مع توالي الأحداث بدأت أفهم الجو العام ، وطريقة السرد ، وأسلوب الڪاتب ، وتقبّلت لغته وتعبيراته ، حتى تلك الألفاظ التي بدت صادمة في البداية . اندمجت مع عالم الرواية ، وتمنّيت لو ڪانت أطول .
ما شدّني في الرواية هو أسلوب فـؤاد التڪرلي . أسلوب هادئ ، غامض ، يعتمد على السرد الداخلي أڪثر من الحوار ، ويمنح المونولوج مساحة أوسع من الڪلام المباشر . هذا النوع من الڪتابة أصبحت أنجذب إليه في الفترة الأخيرة ، ولافت أن رواية ڪُتبت في القرن الماضي ما زالت قادرة على التماهي مع واقعنا الحالي دون أن تفقد تأثيرها .
الرواية تصوّر حياة الشاب العراقي العادي : بين العمل والبيت ، وهمّ توفير المال ، وإرضاء العائلة ، وبناء حياة مستقرة له ولزوجته . تفاصيل بسيطة ومألوفة في الشارع العراقي ، لڪن التڪرلي نجح في تقديمها بعمق ، وڪأنه يڪتب عن حدث ڪبير ، لا عن يوميات عابرة .
الشخصيات عمومًا ڪانت معبّرة وصادقة ، إلا أن شخصية البطل محمد جعفر ترڪتني في حالة تساؤل مستمر . طوال الرواية ڪنت أسأل : ماذا يريد بالضبط ؟ هل تصرفاته طبيعية ؟ هل تفڪيره عقلاني؟ بدا لي أحيانًا وڪأنه يعيش في عالم موازٍ ، عالم خاص صنعه لنفسه وفضّل البقاء فيه .
الوجـه الآخـر رواية تبدو عادية في ظاهرها ، لڪنها عميقة في جوهرها ، وتحتاج قراءة هادئة لتتكشف تدريجيًا .
سعيدة بتعرفي على كاتب من الطراز الرفيع"فؤاد التكرلي"
يتأثر محمد كل مره بعالمه فيعود لنفسه لقياس مدى الضرر الذي احدثه الاخرين فيه،هو إنسان لاسعيد ولاحزين شقي وتائه يضيع في هذا الاخر الذي بداخله ولا يقوى على محاربته او الاستسلام له.رواية كئيبة واقعية ورائعة
" إنه إنسان يعيش ويظهر ان في طبيعة مشاكله ان تحل دون تدخل منه .ولكن، أمن الممكن هذا؟ هل بمقدور الانسان ان يضع نفسه على الرف أمام العالم وأمام الاخرين؟".
"ان حياة الانسان امام الموت سخف لا معنى له،وهي بدونه مأساة لا يطاق التفكير فيها".
شخص يعيش في رأسه أكثر مما يعيش خارجه، لم أفهم رسالتها ولاأعرف إي ربط بين العنوان وفحوى الرواية، بالعراقي: ماحبيتها الإقتباس الوحيد الي عجبني: "إن هُناك أمراً لابد أن يفهم وأن يعاش، لأن أهميته قد تفوق الحياة نفسها لأن من المُحتمل أن يكون هو الذي يُعطي كل معناها وأساسها". ❤️