الأصل في القرآن الكريم هو أنه كتاب هداية في أمر الدين بركائزه الأربع الأساسية. العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملات. وهي من الأمور التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه فيها أية ضوابط صحيحة ومن هنا كانت ضرورة الدين لتستقيم الحياة الأرض، وليتمكن الإنسان من تحقيق الغاية من وجوده عليها. ولكن الله، تعالى، يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سوف يصل في يوم من الأيام إلى زمن كزمننا يفتح فيه على الإنسان من أبواب المعرفة بالكون وسننه ما لم يفتح من قبل، فيغترّ بالعلم ومعطياته وتطبيقاته في مختلف المجالات وبما يوصله ذلك إلى عدد من التقنيات المتقدمة التي تفرقه في ماديات الحياة فتنسيه الموت، والحساب، والآخرة، والجنة والنار.
ولكي يقيم ربنا، تبارك وتعالى، الحجة على أهل عصرنا، عصر العلم والتقنية الذي نعيشه، أبقى لنا من محكم كتابه أكثر من ألف آية كونية صريحة، بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة، وهذه الآيات تحوي من الإشارات الكونية ما لم يكن معروفاً لأحد من الخلق في زمن الوحي، ولا لقرون متطاولة من بعد زمن الوحي، مما يؤكد أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله، وحفظه بعهده في نفس لغة وحيه، اللغة العربية.
هذا وغن هذه الإشارات الكونية في القرآن الكريم قد صيغت صياغة مجملة معجزة يفهم منها أهل كل عصر معنى من المعاني يتناسب مع ما توفر لهم من علم بالكون ومكوناته، وتظل هذه المعاني تتسع باستمرار باتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد، حتى يبقى القرآن الكريم مهيمناً على المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها، تصديقاً لنبوءة المصطفى عليه السلام في وصفه للقرآن الكريم بأنه: "لا تنتهي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد" وهذه الآيات الكونية لا يمكن فهمها فهماً كاملاً في إطارها اللغوي فقط، على أهمية ذلك وضرورته، ولا يمكن الوصول إلى سبقها بالحقيقة الكونية، وهو ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، دون توظيف الحقائق العلمية التي توافرت لأهل هذا الزمان، لأن في هذه الآيات الكونية من المحتوى العلمي ما لم يقف على دلالته إلا الراسخون في العلم، كلٌّ في حقل تخصصه. وقد تناول كثيرون وبشيء من التفصيل الإشارات الكونية في القرآن الكريم قديماً وحديثاً، وكذلك أدلى الدكتور زغلول راغب النجار بدلوه في هذا المجال، إذ بدأت اهتماماته بقضيتي التفسير العلمي والإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية منذ دخوله إلى كلية العلوم مما جعله يتدرج في المراتب إلى أن استطاع ومن خلال بصيرته العلمية التي جعلته يبصر ما لا يبصره الآخرون من الاختصاصين في العلوم، في الآيات والإشارات الكونية في القرآن الكريم. وقد كانت هل لقاءات على المحطات الفضائية وندوات في معظم المراكز العلمية في دول العالم وكذلك مقالات في صحف عدة ومجلات، وأخصّها مقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام والتي جاوزت المائتي مقالة والتي جاءت تحت عنوان: "من أسرار القرآن الكريم: الآيات الكونية في القرآن الكريم ومغزى دلالتها العلمية". حيث قدّم في هذه كلها إضاءات وشروح لدلالات الآيات الكونية على ضوء النظريات والكشوفات العلمية المستجدة.
ويمثل هذا الكتاب بضعاً وثلاثين من مقالات الدكتور النجار الأسبوعية بجريدة الأهرام والتي جمعها تحت عنوان "من آيات الإعجاز العلمي في كتاب الله" "آيات الأرض في القرآن الكريم" وذلك بعد صدور المقالات الثلاث والثلاثين الأولى في مجلد خاص تحت عنوان: "من آيات الإعجاز العلمي: السماء في القرآن الكريم".
وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور زغلول النجار هو أستاذ في علوم الأرض بعدد من الجامعات العربية والأجنبية ورئيس لجنة الإعجاز العلمي بالقرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية مصر العربية بالإضافة إلى كونه زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارت
زغلول راغب محمد النجار عالم في علوم الأرض (جيولوجيا ) مصرى ولد في قرية بسيون إحدى قرى محافظة الغربية درس في كلية العلوم جامعة القاهرة وتخرج منها سنة 1955م بمرتبة الشرف، وكان أول دفعته. يجيد كل من اللغة العربية، الإنجليزية، الفرنسية، وإلمام بسيط بالألمانية. ولد الدكتور زغلول في عائلة مسلمة فكان جده إمام القرية وكان والده من حفظة القرآن ويحكي الدكتور زغلول أنه إذا قرأ القرآن وأخطأ كان والده يردة في خطئه وهو نائم. بعد اتمامة لحفظ القرآن، انتقل الدكتور زغلول بصحبة والده إلى القاهرة والتحق بإحدى المدارس الابتدائية وهو في سن التاسعة.
أتم الدكتور زغلول دراستة الابتدائية والتحق بمدرسة شبرا الثانوية في عام 1946 وكان من الاوائل الخريجين وأمره ناظر المدرسة بالدخول في مسابقة اللغة العربية لتفوقة فيها. وكان يدخل المسابقة أيضا أستاذه في المدرسة في اللغة العربية فاستحى أن يكمل حرجا من أستاذه ولكن ناظر المدرسة رفض ذلك وقال له أن أستاذه لا يمثل المدرسة فوافق الدكتور زغلول على ذلك وحصل على المركز الأول واستاذه في المركز 42. التحق الدكتور زغلول بكلية العلوم جامعة القاهرة وتم افتتاح قسم جديد هو قسم الجيولوجيا وأحب الدكتور القسم بفضل رئيس القسم وهو دكتور ألمانى فدخل القسم وتفوق فية وحصل في النهاية على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف ولكن تدخل دكتور زغلول في إحدى المظاهرات السياسية تم اعتقالة بعد تخرجة من الجامعة وتم محاكمتة وظهرت براءته ولكن القرار السياسى رفض تعينة كمعيد في الجامعة بسبب انه ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين.
عمل بشركة صحارى للبترول وعند محاولة استخراج تصريح بالعمل في أحد المواقع تم رفض استخراجة للقرار السياسى فتم فصله من العمل. التحق بالعمل بمناجم الفوسفات في وادي النيل وعمل بها لمدة عامان وكان لة تاثير ايجابى على العمال وعلى الشركة. أقام دعوة قضائية على الجامعة لرفضها تعينة في الجامعة وربح الدعوى وعمل داخل جامعة عين شمس لمدة عام ثم فصل منها أيضا بقرار سياسى.
Prof. Zaghloul El-Naggar is an elected Fellow of the Islamic Academy of Sciences (1988). Prof. Naggar is a member of the Geological Society of London, the Geological Society of Egypt and the American Association of Petroleum Geologists, Tulsa, Oklahoma. He is a Fellow of the Institute of Petroleum, London.
A former professor of Earth Sciences at King Fahd University of Petroleum and Minerals (KFUPM) Dhahran, Saudi Arabia, Prof. Naggar was educated at Wales University in the United Kingdom from where he obtained his PhD in Geology in 1963.
Prof. Naggar is the author/co-author of many books and more than 40 research papers in the field of Islamic Thought, Geology, General Science and Education. He was awarded by the Ministry of Education in Egypt the top "Secondary Education Award" as well as the seventh Arab Petroleum Congress Best Papers Award in 1970.
Prof. Naggar has taught at Ain Shams University, Cairo; King Saud University, Riyadh; University College of Wales, Aberystwyth, U.K; Kuwait University and the University of Qatar in Doha.
Elected a member of the IAS Council (1994 and 1999), Prof. Naggar is currently working at the Arab Development Institute.
يوجد الكثير من الأفكار المكررة ، إسهاب جدا كيير في الكثير من الموضوعات . لا أعتبر ككتاب شرح أو تفسير لمعجزات القرآن لأن آيات القرآن بينات وبراهين للإدلال على عظيم خلق الله وليست لإعجاز الكافرين ؛ " إعجاز " لغويا كلمة سلبية .. الكثير من الشروحات التي تبناها الكاتب كمعجزة وردت بالقرآن قابلة لأن تتغيير بالمستقبل القريب نظرا لعصر الاكتشافات والتكنولوجيا الذي نمر به.. هذا الكتاب يحتوي على أدلة علمية واكتشافات وأبحاث هائلة تدل على قدرة الخالق وعظمته بالتأكيد لكن برأيي الشخصي لا يمكننا ربط آيات القرآن بالأبحاث العلمية لأن نظرية الأمس الصحيحة باتت غير صحيحة اليوم ونظرية اليوم قد تكون غير صحيحة في الغد إضافة إلى الكثير من الأشياء التي نسبها الكاتب كمعجزة فقط لعدم قدرة الإنسان في الوقت الراهن على أن يفعل شيء حيالها كالفضاء والكون وجهل الإنسان ماذا يوجد خارج مجرتنا علما أنه منذ أقل من مئة عام ابتدأ الإنسان يعي ما حوله ولا نعلم ما قد نكتشفه في الغد .. سأكتفي بهذا القدر من الكلام .. الثلاث نقاط على الأشياء العلمية والأحاديث الدينية التي لم أكن أعرفها من قبل .
يغلب على الكتاب التكرار فجل الفصول الثلاث الاولى مكررة لم اجد بها الجديد لكن يبقى للكتاب رونقه الخاص و جماله و يبقى من اجمل الكتب التي قراءتها و امتعها و التي استطاعت ربط الاعجاز العلمي بالقراَن و تفسيره . كعادة دكتور زغلول اعتمد على الصور الفوتوغرافية ليوضح و يظهر لنا عظمة الخالق و قدرته لكن للاسف ككتاب الاول الصور غير واضحة و يغلب عليها السواد. حاول الكاتب توضيح الاعجاز القراَني و ذكر ضوابطه لكن للاسف وقع الكاتب في فخ تكرار المعلومات ليجعل الكتاب ممل احيانا .
يذكر الكاتب في هذا الباب إعجاز القرآن الكريم بشكل عام، في فصاحته وبيانه، فيما يحتويه من ركائز الدين الأربع الأساسية: العقيدة، العبادة، الأخلاق والمعاملات. فكل قضية من هذة القضايا تشهد للقرآن بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية.
بعد عرض الحجج التي استدل عليها بعض العلماء في عدم جواز تفسير الآيات الكونية الواردة في القرآن الكريم استناداً على المعارف والعلوم التي جمعها الإنسان، يذكر الكاتب رداً على تلك الحجج مستنداً بذلك على آيات قرآنية، وبيان مفصل لكل حجة.
التأمل والتفكر في خلق الله يقود دوماً لنتيجة واحدة، وهي عظمة وإبداع الخالق عز وجل، لذلك فإن مقابلة كلام الله بمحاولة البشر لتفسيره لا تنتقص من جلال الربوبية الذي تلألأ بين كلمات قرآننا العظيم، فالذين فسروا آيات القرآن باللغة أصابوا وأخطأوا، وعليه محاولة العلماء تفسير الآيات القرآنية بما تجمع لديهم من معارف، فالخطأ إن وجد يعود على المفسر نفسه ولا ينسحب على جلال كلام الله أبداً.
ذكر الكاتب مبررات للاهتمام بقضية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم منها أنه سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم لنفهمه فهماً صحيحاً، الرد على كل من يتعرض للإسلام والمسلمين الذين يشككون بسماوية الإسلام وربانيّة القرآن، واعتبار إعجاز القرآن العلمي وسيلة من وسائل الدعوة إلى الدين الحق "الإسلام".
يتحدث الكاتب عن ذِكر الأرض في القرآن الكريم، والحقائق الكونية التي أشارة إليها لفظة "الأرض" بايجاز. حيث ذكرت مرة لتدعوا الإنسان بالسير فيها والنظر في كيفية بدء الخلق، مرة لتؤكد أن الأرض ذات صدع، ومرة أخرى لتأكيد دورها في إسكان ماء المطر في صخور الأرض وتربتها، وغيرها من الحقائق. ثم يعود ويؤكد أن الإعجاز العلمي يبقى من أنجح الأساليب للدعوة إلى الله.
يتناسب بعد الكوكب عن الشمس تناسباً عكسياً مع كمية الطاقة التي تصل إليه من الشمس، أما طول السنة على الكوكب فهي تتناسب تناسباً طردياً مع المسافة بين الكوكب والشمس، حيث تعتبر سنة الكوكب هي المدة التي يستغرقها الكوكب في إتمام دورة كاملة حول الشمس.
سبحان من خلق فأبدع، فعلاً آيات عظمة الله تتجلى في كل صغيرة وكبيرة من خلقه، أي إخلال في هذا النظام المحكم الدقيق يؤدي إلى إخلال في الحياة بشكل كامل.
يوضح الكاتب بنية الأرض حيث تتكون من أربع طبقات رئيسية، ابتداءاً من مركزها على الشكل التالي: لب الأرض الصلب وهي عبارة عن نواة صلبة من الحديد والنيكل وعناصر أخرى بنسبة قليلة، النواة الخارجية "نطاق لب الأرض" نطاق سائل يحيط باللب الصلب، وأخيراً الغلاف الصخري للأرض.
يتحدث الكاتب عن سورة "الأنعام" مشيراً إلى الآية الأولى من آياتها والتي بدأت بحمد الله-عز وجل، ومن ثم تعرض بعض الآيات الكونية الدالة على عظمة الله وشمول علمه وكمال حكمته، ثم تعرض صور من مواقف المكذبين وتنصح في السير في الأرض لإدراك كيف كانت عاقبة المكذبين.
يذكر الكاتب مراحل توسع الكون والذي يتم على مراخل متتالية: ١- عصر الكواركات والجليونات: فيه خلقت اللبنيات الأولى للمادة كما خلقت أضدادها. ٢- عصر اللبتونات: فيه تمايزت اللبتونات وهي أخف اللبنات الأولية للمادة مثل الالكترونات والنيوترونات وإضدادها. ٣- عصر النيوكليونات وأضدادها: فيه اتحدت الكواركات مع بعضها البعض. ٤- عصر تخلق نوى ذرات العناصر: فيه تكونت الديوترونات وهو اتحاد البروتون مع النيوترون، ومع اتحادهما بدأت عملية الاندماج النووي في تكوين نوى ذرات الايدروجين، الهيليوم وبعض نوى العناصر الأثقل وزناً. ٥- عصر تخلق الأيونات: فيه تكونت أيونات كل من الأيدروجين والهيلوم واستمر الكون في الاتساع والتبرد. ٦- عصر تخلق الذرات: فيه تكونت ذرات العناصر وترابطت بقوى الجاذبية وأصبح الكون شفافاً. ٧- عصر تخلق النجوم والمجرات: فيه تخلقت أغلب العناصر المعروفة لنا بعملية الاندماج النووي في داخل النجوم حتى تكون عنصر الحديد.
تتعدد الظلمات في الكون على النحو التالي "وهي دليل على عظمة خلقه سبحانه وتعالى، خالق الظلمات والنور": ١-الظلمة الأولية للكون: تميزت بالعتمة العالية والإظلام التام. ٢-الظلمة الحالية للكون: وهي ظلمة ليل السماء، وتزداد حلكة عندما تلتقي مع ظلمة ليل الأرض. ٣-ظلمة أعماق البحار والمحيطات: قوله تعالى في سورة النور واصفاً إياها: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾. ٤-ظلمات الأرحام. ٥-ظلمة القبر.
جمع الله الظلمات لتعددها وسيادتها في الكون وأفرد النور لخصوصيته، وهي حقائق لم تدرك إلا مؤخراً.
يبدأ الكاتب الحديث عن سورة الحديد، والتي تبدأ بتأكيد أن كل ما في السماوات والأرض خاضع بالعبودية لله مسبحٌ بحمده، ويبين الآيات الدالة على طلاقة قدرته تعالى-عز وجل، فهو يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، وهو عليم بذات الصدور، ومن ثم تُفرِّق الآيات بين حال كل من المؤمنين والمنافقين وشتان بين الحالين، ومن ثم تضيف الآيات أن كل خطب جلل نزل بالأرض أو بالأنفس فهو مدوَّن في كتاب الله.
⭐️ عرض أقوال المفسرين في الآية "وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس" وبيان الآعجاز العلمي فيها. فمنه تصنع السيوف والآلات الحربية، ومنه أيضاً يصنع السكين والفأس وآلات الحراثة وغيرها.
⭐️ حديد الأرض في العلوم الكونية: تصل نسبة الحديد على كوكب الأرض ٣٥.٩٪ من مجموع كتلة الأرض، ويتركز في مركز الأرض "لب الأرض".
يثبت الكاتب علمياً كيف أن الحديد أنزل إنزالاً من السماء، فقد تكون داخل عدد من النجوم المستعرة، والتي انفجرت على هيئة المستعرات العظام، فتناثرت أشلاؤها في صفحة الكون، ونزلت على الأرض على هيئة وابل من النيازك الحديدية.
الحديد النقي غير متواجد على سطح الأرض، يتواجد فقط في النيازك الحديدية وفي جوف الأرض. وهو أكثر العناصر ثباتاً لشدة تماسك مكونات النواة في ذرته. ومن هنا كان وصف القرآن الكريم للحديد بالبأس الشديد سبقاً علمياً حقيقياً يشهد لهذا الكتاب الخالد بأنه وحيٌ من السماء.
أما فيما يتعلق بمنافعه، فهو ما يحفظ للأرض استقرارها من جاذبية أرضية ومجال مغناطيسي وغيرها، ويدخل في بناء كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان، وله دور في عملية البناء الضوئي في النباتات، كما أنه عصب جميع الصناعات المدنية والعسكرية.
قال تعالى" والأرض بعد ذلك دحٰها •أخرج منها مآءها ومرعاها•" خلقت الأرض قبل خلق السماء، ولكن دحيت بعد خلق السماء، فأخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال.
سميَّ كوكب الأرض بالكوكب المائي فهو أغنى كواكب المجموعة الشمسية بالماء. حيث تغطي ما نسبته ٧١٪ من مساحة سطح الأرض.
يخرج ماء الأرض من داخلها ولا يزال خروجه مستمراً عبر الثورات البركانية المتعاقبة. وعليه فإن النشاط البركاني هو المسؤول عن تكون كل من غلافها المائي والبركاني.
يقول رسولنا الكريم- عليه الصلاة والسلام:" ما من عام بأمطر من عام، ولكن الله يصرفه" وثبت علمياً بأن كمية سقوط الأمطار سنوياً يبقى مساوياً لكمية التبخر من على سطحها وإن تباينت أماكن وكميات السقوط. وفي ذلك إعجاز علمي.
يمّن الله عز وجل على الأرض وعلى جميع من يحيا على سطحها بأن هيأها للعمران بإخراج كل من أغلفتها الصخرية والمائية والغازية من داخلها.
يكمل الكاتب الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في قوله تعالى: ״أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها" انقاص الأرض من أطرافها بمعنى تفلطحها قليلاً عند القطبين، وابعاجها قليلاً عند خط الإستواء. وأيضاً بمعنى اندفاع قيعان المحيطات تحت القارات وانصهارها. ثم يذكر عوامل التعرية وطغيان مياه البحار والمحيطات على اليابسة، والتصحر. وعليه تظل آيات الله الكونية شاهدة باستمرار على أنها كلام الله الخالق، الذي أنزله بعلمه على خاتم الرسل والأنبياء، وتعهد بحفظه إلى أن يرث الأرض ومن عليها.
أقسم الله عز وجل وهو الغنيُّ عن القسم بالطارق، ثم يأتي الجواب بأنه النجم ال��اقب وهو نجم يمثل مرحلة مهمة في نهاية حياة النجوم العملاقة يعرف بالنجم النيوتروني. في تفسير قوله تعالى:"والأرض ذات الصدع" وهو انصداعها عن النبات، فالزرع يشقُّ الأرض وينبثق. فلولا خاصية انصداع التربة عند نزول الماء ما أنبتت الأرض على الإطلاق.
للصدوع العديد من الفوائد فعبرها تكوَّنت القشرة القاريّة بتركيبها الذي تغلب عليه الصخور الجرانيتية، وأثريت بمختلف العناصر والمركبات على هيئة العديد من المعادن، وتكونت السلاسل الجبلية، وثارت البراكين ورجفت الأرض بالزلازل، وتحركت دورات الماء والهواء وتكونت التربة والرسوبيات وأصبحت الأرض صالحة للعمران. فسبحان من وصف الأرض بأنها ذات صدع تفخيماً لأروع ظواهر الأرض وأكثرها إبهاراً للعلماء وأشدها لزوماً لصلاح الأرض للعمران.
قال تعالى: "والبحر المسجور" في سورة الطور. بمعنى المملوء بالماء والمكفوف عن اليابسة، فالله سبحانه وتعالى يمّن علينا وهو صاحب المنّة والفضل بأن ملأ منخفضات الأرض بماء البحار والمحيطات وحبس هذا الماء عن اليابسة في هيئات متعددة منها وأهمها الجليد المتجمع فوق قطبي الأرض.
ثبت علمياً أن كل محيطات الأرض وعدداً من بحارها مثل البحر الأحمر قيعانها مسجّرة بالصهارة الصخرية المندفعة بملايين الأطنان من داخل النطاق الضعيف في الأرض عبر شبكة صدوع عملاقة والتي تتركز في قيعان البحار والمحيطات. ومما يدل أيضاً على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غازٍ في سبيل الله، فإن تحت البحر ناراً، وتخت النار بحراً" وهي حقيقة من حقائق الكون الذي أبدعه الخالق والتي لم يتوصل الإنسان إلى إدراكها إلا في نهايات القرن العشرين.
قال تعالى: "فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" صدق الله العظيم. *قدر الله للأرض أن تدور حول محورها أمام الشمس، كما باقي الأجرام السماوية، فمع دوران الأرض حول محورها تتحرك طبقة نور النهار لتحل محل ظلمة الليل بالتدريج وهي ملتحمة مع ظلمة الكون، وعليه فإن الله عز وجل يفلق هاتين الظلمتين المتداخلتين بالتدريج فيحل النهار محل ظلمة ليل الأرض وتبقى ظلمة السماء. فهو عز وجل "فالق الإصباح" *إن الإصباح والإمساء، الحركة والسكون في هذا الكون ذات علاقة مباشرة بالنبات والحياة. *تقديرات الله العزيز العليم في دوران الأرض حول نفسها، كون القمر بهذا الحجم والبعد عن الأرض، وكذلك الشمس، لولاها ما انبثقت الحياة في الأرض وما انبثق النبت والشجر من الحب والنوى.
قال تعالى: "رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا" هو سبحانه وتعالى رب العوالم سفليها وعلويها، فاعبده وحده، والعبادة في الإسلام ليست مجرد الشعائر، إنما هي كل حركة، كل نشاط، كل خالجة، كل نية، كل اتجاه، وإنها لمشقة أن يتجه الإنسان بذلك كله إلى الله وحده دون سواه. هي مشقة تستلزم الاصطبار ليتوجه القلب بذلك كله من أنشطة الأرض إلى السماء.
النص القرآني يشير إلى سائر أجرام السماء من نجوم وكواكب وأقمار وأتربة كونية، وغازات وطاقات يتألف الكون منها.
قال تعالى"له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى" صدق الله العظيم الجميع ملك لله وتحت قبضته وتصرفه فهو خالق الكون ومالكه ولا إله سواه. الثرى وهو التراب الندي، وما تحته غنيّ بالكائنات الحية من بكتيريا فطريات طحالب الأبواغ وحبوب اللقاح، الأوليات الديدان الرخويات الحشرات بعض القشريات وغيرها. ازدهار الحياة فيما تحت الثرى من قطاع التربة حقيقة عرفت بعد سنوات طويلة من تنزيل القرآن الكريم، وجود الإشارة إليه يشهد بأنه كلام الله الخالق. فسبحان من خلق فأبدع ❤
قال تعالى: "وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا" من الآيات الكونية التي تم استعراضها في هذه الآية: توسط مكة المكرمة بالنسبة إلى اليابسة، حيي تم التوصل علمياً أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة بشكل منتظم حول مكة المكرمة، وهذة المدينة تعتبر مركزاً لليابسة.
قال تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ" صدق الله العظيم يخبر الله تعالى أن أول بيت وضع للناس لعبادتهم ونسكهم الكعبة التي بناها ابراهيم الخليل وولده اسماعيل عليهم من الله السلام. ثبت في منتصف الستينات من القرن العشرين أن أرضنا في مرحلة من مراحل خلقها كانت مغمورة غمراً كاملاً بالماء، ثم شائت قدرة الله بأن ينفجر قاع هذا المحيط الغامر بثورة بركانية عنيفة ظلت في الإرتفاع مكونة سلسلة جبلية حتى ظهرت قمتها فوق سطح الماء مكونة أول جزيرة بركانية وهذا النمو يعرف باسم الدحو "المد والبسط". تمزقت بعد ذلك الجزيرة البركانية بفعل الصدوع فانفصلت إلى قارات سبعة بدأت بالتباعد والزحف حتى وصلت إلى مواقعها الحالية. كما ثبت أن مكة المكرمة تتوسط اليابسة فهو يحمل معنى أن اليابسة تحت الكعبة المشرفة تعتبر أقدم جزءمن الغلاف الصخري للأرض على الإطلاق.
قال تعالى: "فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنً" المقصود بتعبير مقام ابراهيم، تلك الصخرة التي استعان بها سيدنا ابراهيم بالوقوف عليها وهو يرفع قواعد البيت العتيق، وقد يكون أيضاً المسجد الحرام على اتساعه. فمن الآيات البينات بالحرم المكي: توسط مكة المكرمة لليابسة، انتفاء الانحراف المغناطيسي عند خط طول مكة المكرمة، ضبط أضلاع مكة المكرمة، بئر زمزم وغيرها.
قال تعالى: "ومن دخله كان آمناً" وهو الحرم المكي إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء. بعض الشواهد العلمية على أمن الحرم المكي: ١- حمايته من الهزات الأرضية والثورات البركانية. ٢-توسط مكة المكرمة لليابسة. ٣-انتفاء الانحراف المغناطيسي عند خط طول مكة المكرمة.
ملاحظة شخصية: الكتاب بالرغم من روعته إلا أنه يكرر العديد من المشاهد مراراً وتكراراً، مما يضفي بعض الملل في بعض الصفحات. 😅
جاءت لفظة (الأرض) في أربعمائة وواحد وستين (461) موضع من كتاب الله لتشير إلى الكوكب في مجموعه في مقابلة السماء، أو في مقابلة غيره من أجرامها، أو لتشير إلى اليابسة التي نحيا عليها كلها أو إلى جزء منها، واليابسة هي جزء من الغلاف الصخري للأرض المكون لكل من القارات السبع المعروفة، والجزرالمحيطية العديدة (من مثل جزر اليابان، الفليبين، إندونيسيا، هاواي، وغيرها)، أو لتشير إلى قطاع التربة التي تغطي صخور الغلاف الصخري للأرض . وفي فهم الدلالة العلمية للإشارة الكونية في كل من كتاب الله وسنة رسوله ترسيخ لإيمان المؤمنين ، وإثبات لغيرهم بأن هذا السبق العلمي الذي جاء منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة لا يمكن أن يكون له من مصدر غير الله الخالق . والغالبية من أهل الأرض اليوم لا تؤمن بججية القرآن الكريم ، ولا بنبوة خاتم الأنبياء والمرسلين ، ولا تؤمن في صدق إنبائه عن ربه وإخلاصه في تبليغ رسالته ، وربما كان في لفت أنظارهم إلى هذا السبق العلمي في كل من كتاب الله وسنة رسوله الأسلوب في الدعوة إلى دين الله يتواءم مع طبيعة العصر ومنطق الناس فيه ، وتشجيع للعلماء المعاصرين على التعامل مع كل من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف - ولو في ترجمات لهما . وما اطلع عاقل محايد على شيء منهما إلا وأدرك ما في كل منهما من حق وعدل وصدق يفوق إمكانات البشرمجتمعين . من هنا كانت ضرورة الاهتمام بالإشارات الكونية الواردة في كل من كتاب الله وسنة خاتم أنبيائه ورسله ؛ لأن مثل هذه الإشارات لا يمكن أن تفهم فهما صحيحا كاملا في إطار اللغة وحدها . على أهمية ذلك وضرورته - بل لا بد من توظيف كل الحقائق العلمية المتاحة من أجل تحقيق ذلك . والقرآن الكريم أنزل إلينا لنفهمه ولنعمل به ، وكذلك السنة النبوية المطهرة نطق بها الحبيب المصطفى - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم - لكي نفهم دلالاتها ونعمل بها . هذه الحقائق العلمية لم تكن معروفة للإنسان قبل القرن العشرين ، بل إن الكثير منها لم يتوصل الإنسان إلى معرفته إلا في العقود القليلة الماضية من نهايات ذلك القرن عبر جهود مضنية ، وتحليل دقيق لكم هائل من الملاحظات والتجارب العلمية في مختلف جنبات كل من الأرض وفي الجزء المدرك من الكون ، وإن السبق القرآني بالإشارة إلى مثل هذه الحقائق بأسلوب يبلغ منتهى الدقة العلمية واللغوية في التعبير ، والإحاطة والشمول في الدلالة ليؤكد جانبا مهما من جوانب الإعجاز في كتاب الله ، وهو جانب الإعجاز العلمي ، ومع تسليمنا بأن القرآن الكريم معجز في كل أمر من أموره ، إلا أن الإعجاز العلمي يبقى من أنجح أساليب الدعوة إلى الله في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه .
عنوان الكتاب : #الارض_في_القرآن_الكريم اسم الكاتب : زغلول راغب محمد النجار عدد الصفحات : ٦٤٠ مدة القِرَاءة : اسبوع رأيي الشخصي : من وجهة نضري ليست قراءة القرآن فقط واجبة انما فهم القران والتمعن به تفسيره وتحليله علمياً ومن ثم دينياً واجباً ايضاً. من اكثر ما جذبني ان الكاتب يحاول جاهداً ان يجد طريقة لشرح القران وتفسيره بطريقة تلائم تفكير الاشخاص بالعصر الحديث في حين في وقتنا هذا نجد ان الكثير من المسلمين لا يراعون وجهة نضر بقية الديانات الى الاسلام ولايستشعرون بالمسؤولية اتجاه القران ! فبدأ باثبات اعجاز القران دينياً وعلمياً وكيف انه شمل جميع نواحي الحياة الحديثة وقانونهم المستحدث بالرغم من نزوله منذ قرون . وايضاً من الامور التي ركز عليها هي عدم المبلاغة في شرحه اي عدم المبالغة في ذكر الامور الغيبيبة فهي صعبة الفهم ويمكننا الاختصار بشرحه او تفسيره من الناحية العلمية (يقصد هنا تفسيره لغير المسلمين ) لكن يجب على من يفسره علمياً ان يقف على ارض صلبة اي ان يفهمه ويفهم العلم الحديث ويعرف الربط بينهما من خلال الايات المناسبة وهذا ما فعله الدكتور زغلول حيث جاء بايات قرآنية وجمع التفاسير لتلك الايات وقارنها بابحاث علمية حديثة كتاب علمي ديني ممتع جداً غالباً نجد اهل الدين لايفقهون بالعلم شي الا ما ندر او العكس لكن في هذا الكتب جمع بين الاثنين بصورة مبسطة يسيتطيع اي شخص فهمها
سبحان الذي خلق فابدع ما خلق من إنسان لحيوان لشجر، للأرض، للسماء والبحر، في كل شيء خلقه معجزة، المتأمل في خلق الله يفهم أن الكون كله معجزة، أما أولئك المشككين فهم قرروا أن يغفلوا عن تفعيل عقولهم، عطلوا العقل عن وظيفته، فأصبحت تقودهم نفوسهم ضعيفة، لا تملك أن تميز بين الباطل والحقيقة ضعفاء يقودهم الشيطان. في كل ما خلق دليل في كل ما خلق معجزه تثبت ان لهذا الكون خالق عظيم في الارض خير برهان على ان هذا الكون موجوده صدفه بل هو معجزه خلق تستحق التأمل و التفكر لنصل لخالق عظيم لولاه ما كنا وما كان هذا الكون. وفي الارض اكبر والادله التي تدل على خالق عظيم بدايه من شكل الارض سطح الارض، فصول العام، الليل والنهار والكثير من الآيات والايات التي تثبت أن هذا الكون ما كان يوما وليد صدفه.