أرى الأهرامات الآن، جرمها صغير عن بعد وكأنها تسبح فى الأفق الباهت، نقترب أكثر.. أنظر.. أنظر بإمعان، أدقق النظر، شىء عجيب.. أين الهرم الأكبر، يا حول الله، الهرم ضاع! الهرم يا ناس؟ الركاب لا يبالون بصيحتي. شعرت بالحرج لحظة, لكن لا... أين الهرم؟ يا سادة.. انظروا معي وارتعبوا.. مصيبة.. أين الهرم الأكبر؟ لا مجيب.. يعود بصري للهضبة, أرى هرمين فقط يا بشر, هل وصل الداء للهرم؟ عندما انحرف الأتوبيس يساراً ليتجه إلى قلب القاهرة رأيت الهول الذي لم يحرك أبا الهول ولا الركاب. الهرم الأكبر ملقى على جانبه بميل خطير, قمته تتجه للأسفل و قاعدته الشاسعة لأعلى وكأنه سيستكمل سقوطه من الهضبة في ايه لحظة. وقفت متصلباً أنظر للركاب وأشير بيدي الاثنتين إلى الهرمين وكبيرهما الساقط, ثم نطقت بصوت يخرج ممطوطاً كأنه قطعة لادن ساخنة: الهرم مقلوب... الهرم مقلوب. لم يلتفت أحد.
روائي نوبي مصري من مواليد الإسكندرية 1944، بدأ الكتابة الأدبية عام 84 في سن الأربعين في الدراما المسرحية أولاً ثم القصة القصيرة ثم في الروايـــــة.
· عمل بالسد العالي لمدة خمس سنوات من عام 1963 حتى 1967.
· جند بالقوات المسلحة سبع سنوات من 1967 حتى 1974 واشترك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973.
· حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1990 فرع القصة القصيرة عن مجموعة (ليالي المسك العتيقة).
· وحصل منحة تفرغ من المجلس الأعلى للثقافة (وزارة الثقافـــة) أعوام 96و 97 و 98 لاستكمال رواية (معتوق الخير) ثم منحة تفرغ عام 2002 لكتابة رواية (خَوِند حمرة).
حصل على جائزة ساويرس للأدب المصري عام 2005 في الرواية والقصة القصيرة .
•اسم المجموعة القصصية: بكات الدم •اسم الكاتب: حجاج أدول •التصنيف: مجموعة قصصية •إصدار دار المحرر للنشر والتوزيع •عدد الصفحات: 105 علي تطبيق أبجد تقييمي:⭐⭐⭐/5
❞ لم يُجْدِ في أهل القرية أي علاج، لم يشفع ترتيل الكهنة في إبرائهم من داء الخرس كما لم تشفهم رُقى السحرة كانوا يتكلمون كأبناء القرى المجاورة، بل كان فيهم مغنون ذائعو الصيت وشعراء مجيدون، فجأة من سنين طويلة أصابهم الخرس. ضرعوا لإله الخير، ضحوا لإله الليل، سجدوا للشمس، بكوا للقمر. لا فائدة. سألوا إله الحكمة وجميع الآلهة. لم يعبأ أي إله حتى بقبول قربان قدموه. وفي معاناة الحياة والخرس الذي غشاهم، لم يسائلوا أنفسهم.. لِمَ؟! ❝