عندما نقرأ، للفيلسوف الفرنسي المعروف، أوغست كونت (أن الأموات يحكمون الأحياء) فإننا، للحظات خاطفات، قد نستغرب هذا الكلام: لأن في حسنا اليومي الطاغي، أن حكم الأرض هو للأحياء وليس للأموات. لكننا، أيضاً بلحظات خاطفات، نكون قادرين أن ندرك: أن الأموات الذين عناهم كونت، إنما هم نخبة مختارة من الفلاسفة، والمفكرين، والحكماء، والشعراء، والكتاب، والمصلحين، والقادة، والحكام، ورجال الأعمال...، الذين عبرُوا دنيانا كالضوء، أو يغبرونها الآن، فبلّوا صروفها، واكتووا بنيرانها، وسبروا أغوارها، فعرفوا، من حقائق الإنسان البالغة الثراء، ما وصفوه بكلمات بلغت، من الغنى، بمضمونها تارة، وبشكلها أخرى، أنها انسلخت عن سياق اندرجت فيه، وانفصلت عن ظروف ولدتها، فغدت أجراماً من اللفظ تجري في أفلاكها، وتُرسل، إلى الإنسان، في كل زمان ومكان، أشعة يبصر بها ذاته، ويُدرك بها نواميس تُفسر له كثيراً من أموره، وترشده في سلوكه، وتُخدث في حياته أثراً يدّخل في تكوين ثقافته.
وإذا كانت الكلمات المضيئة، التي أرسلها إلينا هؤلاء العابرون، خلاصة مُشعة لكثير من حقائق الإنسان، وكثير من جوانب التراث؛ وكانت قراءتها تُغني عن قراءة مُجلّدات تحكي حكاية الإنسان ولا تتَّسع لها حياة الفرد مهما تطل، فإن حياة الفرد، مهما تطل، لا تتسع حتى لهذه الكلمات. وهذا ما دعا مُعدّ الموسوعة إلى إعدادها، وما جعله ينتقي، من هذا الكم الهائل من الكلمات، مقداراً يقع في مدى الطاقة، ويحتاج إليه القارى العربي، ويتوافق مع ثقافته وتراثه.
شغل منير عبود على مر السنين مناصب عديدة أبرزها في مجال الصحافة والإعلام، من أهمها: - رئيس قسم الترجمة سابقا في وكالة رويترز للأنباء في بيروت، لبنان. - كاتب مقالات وتحقيقات فى العديد من الصحف ووكالات الأنباء والمجلات العربية والأجنبية. - معلّق سياسي لدى صحف ومحطات إذاعية ومجلأت لبنانية وعربية. - الأمين العام لمجلس اتحاد الصحافة الأجنبية في بيروت، لبنان - عضو في نقابة المراسلين اللبنانيين في بيروت، لبنان.
يبدو أن منير عبود متخصص في تلك النوعية من الكتب التي تجمع كل ما هو غريب ومفيد خمس نجوم للمجهود الذي بذله الكاتب في جمع تلك الحكم والأمثال في وقت لم يكن فيه الانترنت متاحاً، والنجمة الناقصة لعدم وجود سجل بالمصادر والمراجع وهو ما يقلل من مصداقية أي عمل أدبي
وصفة سحرية لكتاب تجاري: أدخل إلى محرك البحث على الانترنت واكتب في البحث أقوال عن السعادة، ثم عن الحكمة ثم عن وعن وضع ما يخرج لك من كلمات في فصول وأبواب. ستواجه مشكلة تقنية لأنك لا ترجع إلى الكتب الأصلية التي استخرجت منها مقولاتك، المشكلة ستجد أن المقولة الواحدة في كثير من الأحيان منسوبة لأكثر من شخص، فالشيعة مثلاً ينسبونها لعلي بن أبي طالب والسنة لعمر بن الخطاب والبعثية لصدام حسين والبعض لهتلر وهلم جراً، هنا ولكي تتجاوز هذه المشكلة فما عليك سوى أن لا تنسب المقولة لأي أحد، واترك المقولات والاقتباسات هائمة طائفة فيها ما تحب وتشتهي كجراب الحاوي. بعد أن جمعت تلك الأقوال والاقتباسات والحكم اطبعها فعنوانها تجاري براق. مبروك أصبح لديك كتاب خرائي تجاري بامتياز.
الصراحة الكاتب ماكذبش لما سماها موسوعة، آلاف المقولات والامثال والحكم مقسمة لعدة أبواب زى المشاعر الإنسانية وأقوال العظماء والامثال وكل باب منهم مقسم لعدة موضوعات، طبعا ده مش كتاب يخلص فى يوم أو شهر، ده يقرأ منه كل كام يوم، مجهود كبير من الكاتب، ويستحق القراءة
كتاب مسلي ومجهود محترم لجمع هذا الكم من الأقوال المأثورة والحكم، بالطبع مع هذا الكم من الأمثال والحكم لم تكن كلها بنفس التأثير والجاذبية، ولكنه يظل كتاباً جيداً...
الكتاب كنز غني بثمار خبرات و حكم العشرات من الفلاسفة و الكتاب و المشاهير في كثير من المجالات و إن شابه بعض التكرار و بعض الفقرات كانت دون المستوى لكن ذلك لا يقلل من المجهود الجبار المبذول لجمع كل هذه الكنوز بين ضفتي كتاب
بعض الإقتباسات : ان الأموات(اي نخبة الفلاسفة والمفكرين والشعراء والمصلحين والقادة ورجال الأعمال ..الذين عبروا دنيانا كالضوء .) يحكمون الأحياء. هذه الكلمات المضيئة التي ارسلها هؤلاء العابرون ترسل الى الإنسان في كل زمان ومكان اشعة يبصر بها ذاته ويدرك نواميس تفسر له كثيرا من سلوكه .