يتحدث الكتاب عن شكل الأرض في الطول والعرض، بأقاليمها وجهاتها، وبلدانها، وصفاتها وعروضها وهيئاتها، وأقطارها وممالكها، وطرقها ومسالكها، ومفاوزها ومهالكها، وعامرها وغامرها، وجبالها ورمالها، وعجائبها وغرائبها، وموقع كل مملكة وإقليم من الأخرى، وذكر ما بينهما من المتالف والمعاطب براً وبحراً، وذكر الأمم المقيمة في الجهات والأقطار طراً، وسد ذي القرنين في سالف الأحقاب على يأجوج ومأجوج كما في نص الكتاب، وسمي بـ : خريدة العجائب وفريدة الغرائب.
هو: سراج الدين أبو حفص عمر بن المظفر بن الوردي، البكري القرشي، المعري ثم الحلبي، المتوفى سنة (852 هـ/1447 م) وقيل سنة (861 هـ / 1457 م). كان ابن الوردي الحفيد عالما زراعياً وجغرافيا، وقد ألف كتابا بعنوان: منافع النبات والثمار والبقول والفواكه، وله كتاب بعنوان: فرائض وفوائد، وأشهر كتبه "خريدة العجائب وفريدة الغرائب" ولكن هذا الكتاب منسوب إلى جده القاضي عمر بن الوردي (ت 749 هـ/ 1348 م). وقد ألف ابن الوردي هذا الكتاب حسب ما ذكره المؤلف سنة 822 هـ/ 1419 م، أي بعد وفاة ابن الوردي الكبير (الجد) بمدة إحدى وسبعين سنة شمسية.
الكتاب مليء بالغرائب والحكايات الجميلة. وهو عبارة عن رحلة غرائبية عبر البلدان. وهذه إحدى القصص: -----------
جزيرة النساء جزيرة النساء: وهي جزيرة عظيمة وليس بها رجل أصلاً. ذكروا أنهن يلقحن ويحملن من الريح ويلدن نساء مثلهن. وقيل إن بأرض تلك الجزيرة نوعاً من الشجر فيأكلن منه فيحملن وإن الذهب في أرضها عروق كعروق الخيزران، وترابها كله ذهب ولا التفات للنساء إلى ذلك. وذكر بعضهم أن رجلاً ساقه الله إلى تلك الجزيرة فأردن قتله فرحمته امرأة منهن وحملته على خشبة وسيبته في البحر فلعبت به الأمواج فرمته في بعض بلاد الصين فأخبر ملك تلك الجزيرة بما رأى من النساء وكثرة الذهب، فوجه مراكب ورجالاً معه فأقاموا زمناً طويلاً في البحر
كتاب ممتع وتحدث عن غرائب كثيرة بغض النظر عن صحتها مثلاً عن البحار والاحجار والانهار وعن المدن والجبال والحيوانات وفي الأخير تحدث حول اشراط الساعة و علاماتها.