وهل هناك أجمل من حروف كلماتك وشعرك يا أبا محمد... رحم الله الدكتور الذي ما لان ولا استكان كتاب جميل ومؤثر، ولكن كلمات الدكتور الرنتيسي فيه لم تكن تحتل كل صفحاته فهو في البداية تعريف بشخص الدكتور وذكر لبعض أشعاره، ومن ثم بعض مذكرات الدكتور حول الاعتقال والأسرى، والإبعاد إلى مرج الزهور وبعض المواقف كذلك في عيادته الخاصة مواقف تنبض بالثبات واليقين الذي كان الشهيد الدكتور يتحلى به في نهاية الكتاب مقال للدكتور وبعض المقابلات الصحفية معه قبيل استشهاده، ومع زوجته عقب استشهاده رحم الله طبيب الوطن أبا محمد، وعلى مثله فلتبكي البواكي
. كنتُ أتمنى أن تطول وتطول هذه المذكرات لأنها مذكرات غنية جدًا لشخصية فلسطينية كانت وماتزال محبوبة في الشارع الفلسطيني وتحظى باحترام الجميع رغم الاختلاف في الآراء والأفكار السياسية
"فإذا قُتلتَ فلستَ أنت بميتٍ، فأنعِمْ بعيشٍ لا يبيدُ مع الزمن"
"قولوا لخيبر إذ تعودُ لغدرِها، وتقيمُ ما ابتدعَ اليهودُ من السُّنَنِ: لا طابَ عيشٌ إن نجوتِ، فأبشري بكتائبِ الفرسانِ خلفَ أبي الحسنِ"
"أما إذا صار التخاذلُ منهجاً، كلا وربِّك! لن يُقامَ لنا وطن"
أحداثٌ كثيرةٌ تخللت قراءتي لهذا الكتاب، الذي — إن صحَّ تعبيري عنه — فهو من أدفأِ الكتبِ وأجملها في السيرة الذاتية... يظن المرءُ أنه عندما يقرأ كتاباً لأحد قادة حماس الميامين، فسيقرأ عن الحزم والصلابة فحسب، كأنه أمامَ شخصٍ يثير الرعبَ في نفوس الآخرين ، ولكن، سبحان الله!! سيجدُ المرءُ نفسَه أمام قول الله تعالى مجسَّداً في عباده المخلصين:{أشدّاءُ على الكفارِ رحماءُ بينهم} فعلى قدرِ ما يرى العدوّ الجلادةَ في خصمه، نرى الرحمة والطمأنينة في إخوتنا المجاهدين... فنحن أمامَ مذكّراتٍ ترينا مدى ثقةِ العبدِ بالمعبود، واتّكاله عليه بعدَ العملِ بالأسباب، وهذا هو ما يرتبطُ بشخصية الدكتور عبد العزيز الرنتيسي القيادية، المؤمنة، الحكيمة، البعيدة عن التطرّف، التي لا تخافُ غيرَ الله، ولا تبتئسُ من الخذلان... أعجبني ثقتُه بالنصر، ورقصَ قلبي طرباً بذكره للعديد من الشخصيات، لا سيّما قائد الطوفان يحيى السنوار رضوان الله عليه، وشخصيات المقاومة اللبنانية... وكم تألّمتُ وسعدتُ بالنصِّ الأخيرِ الذي وقّعته أناملُ الشهيدِ الرنتيسي عن بلدي العراق... ولم يؤسفني سوى قِصَرِ هذه المذكرات، إذ تمنّيتُ أن تطولَ الكلماتُ وتستطيلَ الصفحاتُ أكثر عنه ، وهذا ما يدفعنا للتفاعلِ أكثر مع الأحداثِ التي نشهدُها اليوم، والتي بدأت مراجعتي فيها، فشخصيةٌ واحدةٌ من المجاهدين هي منارٌ للصفوةِ التي انتقاها الله لتكملة المسيرة المباركة... وبقدرِ ما يؤلمني الارتقاءُ المتكررُ لأهلنا في غزة والضفة الغربية، وارتقاءُ ثلةٍ من القيادات الإيرانية والشعب الإيراني،إلا أنني سعيدةٌ بشدةٍ بانتقامِ الله بيد مجاهديه من الفصائل الفلسطينية الباسلة،وبالقصفِ اليوميِّ للجمهورية الإسلامية في إيران،والدعمِ الصاروخيِّ لأنصار الله في اليمن،والافتتاحيةِ القتاليةِ هذا الأسبوعِ بالطائراتِ المسيّرة من المقاومة العراقية... وأسأل اللهَ استمرارَ وحدةِ الساحات، وأن ينضمَّ لهذه القافلةِ المباركةِ جميعُ أبناءِ أمتِنا العربية والإسلامية، وهم كثرٌ بلا شك، وقافلةُ الصمودِ التي انطلقت تضمُّ أهلَنا في تونس والمغرب والجزائر أكبرُ دليل،والمظاهراتُ التي لا تتوقّفُ دعماً لها ولـغزة ولكلِّ مظلومٍ من هذا الكيانِ الحاقد، من الأحبةِ في ليبيا إلى مصر التي رفضَ شعبُها سياسةَ نظامِها الظالم،إلى الأردن،إلى السودان، التي تسجّلُ ببسالةٍ في دفاعها عن أرضها قوّةً وإيماناً، إلى كلِّ حرٍّ لا تسعُ مراجعتي ذِكرَه... فنَمْ قريرَ العينِ يا رنتيسي، ونمْ قريرَ العينِ يا ياسين، والسنوار، وهنية، والضيف، وأبو حمزة، والعاروري، ونصر الله، وسلامي، وباقري، وصفيّ الدين... والقافلةُ مستمرّة، فالجهادُ لن يتوقف، والشرارةُ لن تزولَ إلا بزوالِ العدوِّ، بمشيئةِ الله...
أجمل ما في الكتاب ذكرياته التي كتبها بيده، والتي تكشف عن معلم من أهم معالم شخصيته التي أحببته لأجلها، وهي عزته وعلوه بالإسلام، وثباته على الحق. وأنا أزعم أن الرنتيسي لم يأتِ بعده من يشبهه في علو المعايير ووضوح الخطاب في وجه المحتلين والمنافقين، وشدة تمسكه بخيار الجهاد والمقاومة، وقدرته العالية على إثبات مشروعيته ودحض شبهات المنافقين الذين يشككون فيه.
ولأسدنا نفسٌ أدبي جميل، وأشعاره أكبر شاهد على ذلك. وقد يكون الشعر هو ما نمّى فيه تلك الأَنَفة والعزة الإسلامية، فلم يجعله ممن يقبلون الهوان والذل، وإن كنا نعيش في أزمنة الاستضعاف.
لقد خَبِرَ الرنتيسي الفقر والعَوَز في مطلع حياته، حتى إنه يوم سافر أخوه لم يجد ما يعطيه إلا نعاله الوحيدة، فوهبها له، وبقي هو حافي القدمين، يطأ الأرض بلا ستر، لكنه كان يمشي مرفوع الرأس، موفور الكرامة، ممتلئ القلب يقينًا بأن الغنى الحقيقي إنما هو غنى النفس.
ومن بين أزقة المخيم وظلال الحرمان، انطلق ذاك الطفل الحافي ليصبح طبيبًا مرموقًا في طب الأطفال، متميّزًا علمًا وممارسة، لا يُذكر اسمه إلا ويقرّ الجميع – خصومًا قبل الأصدقاء – بتفوقه ونبله وكفاءته. حتى أعداؤه الذين قاتلهم بالفكرة والموقف، لم يجدوا حرجًا في أن يسلموا إليه أبناءهم مرضى، يثقون بيديه كما يهابون كلمته.
لقد كان نجاحه مدوّيًا، لا على صعيد المهنة وحدها، بل في كل ما طرقه من أبواب: أكاديميًا، اجتماعيًا، وإنسانيًا. نجاحٌ يُشعل الإعجاب في نفوس أولئك الذين يقدّسون النجاحات الدنيوية، فكيف بمن أدرك كل ذلك، ثم زهد فيه؟ عاش في مخيم خان يونس كما بدأ، لم تغره الألقاب، ولم تفتنه المراتب، ولم يبدّل حاله ارتفاع المقام.
بل كان مع ذلك داعيةً مصلحًا، ومفكرًا نقيًّا، وسياسيًا صلبًا، يربط بين الإصلاح والجهاد، وبين الفكرة والسلوك، وبين الإيمان والعمل. ثم اختُتمت مسيرته على أكمل وجه: شهيدًا متمسكًا بخيار الجهاد حتى آخر رمق، وقد بلغ بذلك قمة الفلاح، وعزّ ما بعده عز، وفوزًا لا يضاهيه فوز.
هذا هو الفوز المبين: لعمرك هذا مماتُ الرجالِ ومن رامَ موتًا شريفًا، فذا!
مع اختلاف الاراء و مرور السنوات لا يزال احترام وتقدير شخصية كالطبيب الشهيد عبد العزيز الرنتيسي يفرض نفسه الكتاب رد علي بعض تساؤلاتي و لم يرد علي بعضها
الدعم الإيراني العمليات الاستشهادية أو الانتحارية نقل الصراع للداخل بدلا من العمليات الفدائية التي قام بها الفدائية الفلسطينية في الخارج من قبل المزيد عن الشيخ احمد يس النفي خارج فلسطين كل هذا مر مرور الكرام أو بين الانشاء و الشعارات مما أصابني بالاحباط
ارشح الكتاب لمن لا يعلم أن المحتل الإسرائيلي جرائمه لم تكن أقل وحشيه عما يحدث في غزه الان و من يريد أن يقرأ عن فصل من فصول المعاناة الفلسطينيه و لكن من يرد أن يعرف المزيد عن الزعيم الاول لحركة حماس بعد الشيخ احمد يس الذي لحقه في غضون عام ربنا عاصرنا جميع احداث مذكرات الدكتور الرنتيسي ولكننا لم نعيشها و لم نشعر بها عاشها د الرنتيسي ليرويها لكن للاسف المذكرات كثيره الانشاء قليله التفاصيل مما قلل من قيمتها الفنيه كعمل أدبي
في ذكري رحيل الرنتيسي قدس الله سره فان اقل ما يمكن فعله هو قراءة مذكراته واستذكار المعاني الخالدة التي عاش لاجلها واستشهد واهبا حياته لها طبت حيا وميتا
قال سُفيان بن عُيينة لابن المبارك: "إذا رأيتَ الناسَ قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور، فإن الله تعالى يقول: {لنهدينَّهُم سُبُلنا}"
كم تمنيتُ لو أن صفحات هذا الكُتيّب امتدت بلا نهاية، لكن قدّر الله وما شاء فعل.. رحم الله الدكتور وإخوانه المجاهدين، وتقبّلهم في زمرة الشهداء، وجعلنا من السائرين على دربهم، والحقنا بهم غير خزايا ولا مبدّلين.
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) نحسب هذا الشهيد منهم والله حسيبه. اللهم انزع الوهن من قلوبنا وحبب إلينا الشهادة والموت في سبيلك،اللهم استعملنا ولا تستبدلنا