تعلم في المعهد الديني، الزقازيق، ثم دخل كلّية دار العلوم، جامعة القاهرة، وحاز على دبلوم التربية من كلّية التربية جامعة عين شمس، وهو حائز على ليسانس في اللغة العربية من كلّية دار العلوم
عمل مدرّس اللغة العربية بوزارة التربية ثم عُيِّن رئيس تحرير مجمع اللغة العربية بالقاهرة طيلة 12 سنة، وهو عضو اتحاد الكتّاب بجمهورية مصر العربية، والاتحاد الاشتراكي العربي
سافر إلى بولندا مع وفد أدبي مصري ضمن برنامج للتبادل الثقافي لمدّة شهر وسافر في نهاية عام 1974م إلى الكويت للعمل في وزارة التربية هناك، في وظيفة رئيس وحدة الإعلام بإدارة التعليم الفنّي بوزارة التربية بدولة الكويت
نشر في بداية حياته الأدبية مجموعة من القصص القصيرة في مجلّة الرسالة في الفترة من عام 1949 إلى 1952م
حصل الكاتب على جائزة الدولة التشجيعية في عام 1972م في الرواية عن روايته العودة إلى المنفى عن حياة الثائر المصري عبد الله النديم الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
كما يعد أبو المعاطي أبو النجا - حسب قول كثير من النقاد والمثقفين - من أبرز الأدباء العرب الذين يكتبون القصة النفسية ويعبرون بدقة عن المشاعر الداخلية للإنسان. وتحمل اعماله الابداعية سواء القصصية او الروائية تجارب حافلة بكل ما هو انساني، فهو يرصد الواقع بمفرداته الحسية ويتوغل في التفصيلات الدقيقة للشخصية الانسانية، ولم يقع أسير الواقع الحرفي ولم يهرب إلى عالم الفانتازيا بتهاويله الخرافية لذا نجح في نسج خيوط تجربته الابداعية، فوصفه النقاد بانه ابرع اديب عربي كتب القصة النفسية صدرت للأديب أبو المعاطي أبو النجا سبع مجموعات قصصية هي بالترتيب:
فتاة في المدينة الابتسامة الغامضة الناس والحب الوهم والحقيقة مهمة غير عادية الزعيم الجميع يربحون الجائزة وأصدر روايتين هما
العودة الى المنفى ضد مجهول واصدر كتاباً نقدياً واحداً بعنوان
طرق متعددة لمدينة واحدة
حوار معه:
* الاتجاه الى الطريق الادبي لا بد ان تقف وراءه دوافع كثيرة ما هي دوافع البداية عند الاديب ابو المعاطي ابو النجا؟
تفتح وجداني الأدبي على قراءات الف ليلة وليلة وسيرة ابو زيد الهلالي وغيرها من السير الشعبية حينما كنت اقرأها في الصبا الباكر لبعض اهالي قريتي، حيث كانوا يطلبون مني قراءتها لهم مما كان يملؤني شعوراً بالاعتزاز بنفسي كما فتح لي المنفلوطي وجبران خليل جبران وايليا ابو ماضي وأمين الريحاني وغيرهم الباب واسعاً لعالم الابداع فقد بدأت ادرك ان وراء حدود قريتي الصغيرة والضيقة عوالم واسعة، وهكذا بدأت الرحلة فبدأت اغامر بكتابة بعض الخواطر التي واظبت على كتابتها فترة طويلة أتعلم من قراءاتي وخبراتي المستمدة من تجاربي حتى بدأت النشر في دار الآداب البيروتية وكانت اول مجموعة قصصية نشرت لي فيها بعنوان (فتاة في المدينة) وكتب الناقد الراحل انور المعداوي مقدمة نقدية لها ولقيت هذه المجموعة ترحيباً كبيراً من نقاد هذه المرحلة وكان لذلك أكبر الآثر في دفعي للمضي في تيار الكتابة القصصية ثم تتابعت مجموعاتي القصصية وكانت تتنشر بنوع من التوازن بين دار الآداب في بيروت والهيئة العامة للكتاب ودار الهلال بالقاهرة.
القصة النفسية * يطلق عليك العديد من النقاد بأنك ابرز اديب كتب القصة النفسية، كيف ترى ذلك! وهل هناك مؤثرات خاصة ساهمت في اتجاهك لهذه الكتابة؟
فيما يتعلق بكتابة القصة النفسية اعتقد ان الجانب النفسي الداخلي للانسان بشكل عام وللشخصية الروائية بخاصة هو الجانب الذي تسعى كل الاعمال القصصية او الروائية لرصد حركته وتسجيل نبضاته بقوة وامانة وكل ما في الامر ان الكتاب في سبيلهم للوصول الى هذه الغاية سيسلكون سبيلين فبعضهم يهتم برصد السلوك الخارجي للشخصية السلوك الظاهر للعيان قولاً او فعلاً وهو هنا يرصد هذا السلوك في علاقته بسلوك الشخصيات الاخرى وفي الواقع الخارجي المرئي ويرى ان هذا الرصد هو الطريقة المثلى والاكثر صدقاً في رصد الجانب النفسي الداخلي، كما ان الاكتفاء بمثل هذا الرصد الخارجي يترك هامشاً واسعاً من الحرية للقارئ في استكشاف الجانب النفسي الداخلي وهو ما يناسب القارئ ويمنح فرصة لتعدد التأويلات والتفسيرات، اما البعض الآخر من الكتاب واظنني منهم فهم لا يركزون على رصد السلوك الخارجي كما هو في الداخل وفق ما تقتضيه طبيعة الموقف في القصة او في الرواية المهم ان يتم هذا الرصد لسلوك الشخصية سواء في الداخل او الخارج بقدر كبير من الحياد والشفافية. اما فيما يتعلق بالمؤثرات فهناك اشياء كثيرة من الصعب حصرها لكن يمكن النظر اليها كتيارات عامة فهناك مثلاً تيار المهن التي عملت بها في حياتي الوظيفية فقد عملت لمدة اعوام قليلة بالتدريس كما عملت محرراً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة بعد تخرجي في كلية دار العلوم
تجربتي الثالثة مع أبو المعاطي أبو النجا تزيد من إعجابي به. في هذه المجموعة القصصية يكاد يرتاد عوالم الفانتازيا والحكايات الخرافية. أفضل القصص في رأيي كانت: ناني القطة السمراء - العصافير - عندما بكى سيدنا الخضر.
مجموعة قصصية أخرى رائعة للكاتب الكبير أبو المعاطي أبو النجا تتنوع القصص بين الواقعية الصرفة كما في قصة هذه المرأة وقصة التعب والتي ذكرتني بأجواء رواية الشحاذ للكاتب الكبير نجيب محفوظ وقصة حرصا على سلامة النزلاء والتي جاء ربط الشخصيات بعضها ببعض بنهايتها بشكل رائع.أما باقي القصص فهي تتأرجح بين تيار الوعي والقصص النفسية كما في قصة أصوات الليل والتي تهت في أثناءها وأعتبرها أقل قصص المجموعة حيوية أما قصة مهمة غير عادية فجاءت ممتعة رغم سيريالتها وتداخل الرمز مع الماضي والحاضر والأحلام وتشبهها في ذلك قصة الحلم .لكن تظل قصة ناني والقطة السمراء هي أقوى قصص المجموعة رغم أنها أطولها لحبكة الأحداث رمزيتها ومغزاها الإجتماعي وتليها قصة عندما بكى سيدنا الخضر ذات المغزى الاجتماعي القوي والتي تدين تغلغل الرأسمالية المتزايد في مجتمعاتنامن هلال قصة رمزية بسيطة لكنها عميقة
من أجمل كتب القصص القصيرة التي قرأتها. هذا الكاتب رائع في أسلوبه، عميق في معانيه، مؤثر في رسالته. أعجبتني كل القصص بلا استثناء، بعضها يحتاج إلى قراءة ثانية وثالثة لكي أستشف المزيد من المعاني الواقعة بين السطور وخلف السطور! مهمة غير عادية"... عندما تختلط عليك المعادن السليمة من المعادن المزيفة! عندما تفقد البوصلة التي تهديك إلى الطريق ولا تعرف أين تذهب ولماذا وكيف؟"! أصوات في الليل"... عن صوت الضمير المزعج الذي يوقظك في الليل ولا يسمعه أحد غيرك"! "حرصا على سلامة النزلاء"... اللصوص ذوي الياقات البيضاء الذين يتسابق الناس لالتقاط الصور معهم بينما هم في الحقيقة يشكلون خطرا على سلامة النزلاء! "ناني والقطة السمراء"... عن الرغبة المشروعة التي تتحول مع الأيام إلى رغبة مجنونة تؤذي صاحبها وتجعله يخسر كل من يحب في سبيلها! "العصافير"... عن الحرية التي لا معنى لها ولا قيمة مع الخوف والجوع! "عندما بكى سيدنا الخضر"... عن العمل الصالح الذي في ظاهره خير وفي باطنه شرور كثيرة لا حدود لها! "التعب"... عن هذا الإحساس بالتعب الذي يصيب أبداننا - أحيانا - بلا سبب ولا علة! فيجعلنا مرضى بلا مرض، ونشكو بلا ألم! إنه الاكتئاب... هذا الوباء الذي يزورنا في منتصف العمر ويحيل حياتنا كلها إلى أسئلة لا جواب لها، فيفقدها قيمتها ويجعلها بلا معنى! هذا "التعب" الناجم عن كثرة التفكير والانشغال الدائم بالمعاني والقيم والأفكار العليا في ظل مجتمع لا يبالي - معظمه - بالقيم ولا بالأفكار! "هذه المرأة"... التي كانت حلما جميلا مناسبا في زمان مضى، ثم تحولت إلى حقيقة وواقع ملموس في الوقت غير المناسب! "هذا الحلم"... مسك الختام... عن الحلم الفظيع الذي لا تريد أن تستيقظ منه لأن الواقع هو الآخر فظيع وربما أفظع!
على الرغم انها من اكثر الروايات غموضا الا انها من اكثر الروايات تشويقا ايضا فهى مجموعة قصص ذات طابع غريب ! تقرأ القصة فلا تفهم منها شيئأ و مع ذلك تكمل قرائتها لان مواضيعها شيقة جميلة حبكتها الدرامية قوية وهى تتكون من تسع قصص قصيرة لا تستطيع ان تميز افضلهم و اقلهم ولكن قل القصص التى تفهمها او التى تدعو لقرائتها مرة و اثنين و ثلاثة اما الروايات فهى ١_مهمة غير عادي ٢_أصوات في الليل ٣_حرصا على سلامة النزلاء ٤_ناني والقطة السمراء ٥_العصافير ٦_عندما بكى سيدنا الخضر ٧_التعب ٨_هذه المرأة ٩_ذلك الحلم وافضل الروايات التى يتطلب قرائتها عدة مرات من غموضها و جمالها .. ١_ حرصا على سلامة النزلاء ٢_ نانى و القطة السمراء ٣_ عندما بكى سيدنا الخضر ٤_ التعب ٥_ هذه المرأة.
رفعت مجموعته البديعة (الجميع يربحون الجائزة) من سقف توقعاتي قبيل بدئي في قراءة هذه المجموعة التي أهوت بالسقف، وشققت الأعمدة، قصص غامضة، وخطوط متداخلة، لم يعجبني من القصص التسع إلا حرصًا على سلامة النزلاء، والعصافير، فلكليهما النجمتان.