" ..يخطئ من يظن أننا نكتب هذه القصص لمجرد التسلية، أو لما فيها من إثارة تفرخها طبيعة الموضوع، ذلك أن الجاسوسية في عالم اليوم أصبحت جزءًا لا يتجزأ من كل الأنشطة الإنسانية فوق سطح هذا الكوكب..". هكذا عبر الأديب صالح مرسي عن رؤيته لهذا الكتاب الذي ضم فيه حياة أربع من أشهر جاسوسات العالم، يحاول فيها أن يوضح ملامح المرأة التي تقتحم هذا العالم بكل مخاطره وتحليلًا للظروف التي تدفعها له.
كاتب وروائي مصري له العديد من الأعمال المتميزة، وهو أشهر من كتب في أدب الجاسوسية العربية. قام في الثمانينات من القرن العشرين بتأليف قصة رأفت الهجان. كان يعمل مع جهاز المخابرات العامة المصرية فيما يخص الروايات الخاصة بالجهاز، ويعتبر من المدنيين الذين عملوا مع المخابرات المصرية.
كانت أول تعارفي مع صالح مرسي، يومها رأيت الكتاب على أحد أرفف المكتبة العامة خلال تجوالي لاختيار ما قد أقرأه، جذبتني.. تصفحت المقدمة لأجدني اتراجع إلى أقرب مقعد منهمكة في تكملتها بعد المقدمة الجذابة، كانت مقدمة بعيدة عن الاعتيادية... تحلل نفوس النساء الممتهنة للجاسوسية، وكيف أن أذكى وأمهر الجواسيس كانوا من النساء.. بل أن أغلبها نساء بالأصل. ودومًا يكن جميلات... عدت إلى المنزل عاقدة العزم على إتمامها عبر النسخة الإلكترونية، وأثناء بحثي عن الكاتب وأعماله اصطدمت بحقيقة أنه صاحب قصتي رأفت الهجان وسامية فهمي! وذلك زاد شوقي لقراءة بقية أعماله كاملة.. حزنت حين علمت أن للكتاب بقية.. لكن نسخته غير متوفرة في أي جهة أعرفها، حتى تساءلت إن كان أتممه يومًا!
وفي يوم 27 يناير 2018 ذهبت للمعرض الكتاب في أول أيامه، وسعدت جدًا برؤية روايتين لم اقرأهم لصالح مرسي، لكن كما الطائر في غياهب السماء تُسقطه طلقة رصاص.. كان السعر هو طلقتي التي أنزلتني من عنان السماء.
وقررت الاكتفاء بما توفره له من أعمال إلكترونية حتى أجد نسخة أرخص أو نسخة نُسيت وسط الكتب المستعملة علّني احتفظ له بأحد أعماله -أو كلها كما أمل- في مكتبتي.. وهذا من أحب الأمور إلى نفسي...