يمثل هذا الكتاب تأريخا لتدوين العلم؛ متى بدأ وكيف بدأ، كما اعتنى الكتاب بحكم الشرع في تقييد العلم، بين الإباحة والمنع، وهذه هي القضية الأساسية في الكتاب. وقد احتوى هذا الكتاب على(316) نصًا مسندًا، منها ما هو مرفوع ومنها ما دون ذلك، وقد ساقها المؤلف عدد من الأبواب، يمكن أن يقسم مضمونها إلى أربعة أقسام؛ بيانها كالتالي: القسم الأول: ويحتوي على النصوص الواردة في كراهة كتابة العلم، وبدأها بالنصوص المرفوعة ثم الموقوفة على الصحابة، ثم الموقوفة على التابعين ومن بعدهم. القسم الثاني: وضمنه المؤلف بيان العلل التي كره تدوين العلم، وهي ثلاث. القسم الثالث: ويحتوي على النصوص الواردة في إباحة كتابة العلم، وبدأها بالنصوص المرفوعة ثم الموقوفة على الصحابة، ثم الموقوفة على التابعين ومن بعدهم، ثم بين أن الكتاب يحفظ العلم. القسم الرابع: وتكلم فيه عن فضل الكتب وما قيل في اقتنائها وإعارتها. وقد سرد المؤلف نصوص القسمين الأول والثاني دون تعلق عليها ثم شرع بعد ذلك يعلق ببعض التعليقات النافعة، التي يوجه بها بعض النصوص، أو يدفع التعارض الظاهري بين بعض النصوص. والمؤلف يجمع طرق النص الواحد مهما كثرت، ويذكرها في موضع واحد، فإن جمع روايتان بسند واحد نبه على الألفاظ والاختلافات.
قرأته قراءة تصفح للاستزادة حول ادلة المنع والإباحة لتدوين السنة كإضافة لما قراته في كتابي الدكتور محمد عجاج الخطيب والعلامة مناظر أحسن كيلاني حول نفس الأمر.. قرأته بتحقيق سعد عبد الغفار علي والذي ضعف الكثير من الآثار التي ذكرها الإمام تضعيفا لن يغير من النتيجة شيئا لوجود الصحيح في كلا الجانبين لم أهتم كثيرا بأواخر الكتاب عن فضل الكتب بشكل عام وما ذكره الشعراء عنها لتركيزي على الحكم الشرعي وأدلته ..
اختلف الصدر الأول في كتابة الحديث، فمنهم من كره كتابة الحديث والعلم، وأمروا بحفظه؛ كعمر، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي موسى الأشعري، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين ومنهم من أباح ذلك؛ كعلي، وابنه الحسن، وأنس، وعبدالله بن عمرو، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. ثم وقع الإجماع على إباحته.
فجاء حافظ المشرق أبو بكر الخطيب (ت 463ه) رحمه الله فتتبع مسائل هذا الموضوع وجمع شتاته، وألف هذا الكتاب الذي بين أيدينا، فذكر ما ورد من أحاديث، وآثار عن الصحابة والتابعين فيها النهي عن كتابة العلم، وكذلك الأحاديث والآثار المبيحة لذلك، ثم جمع بينها وبين العلة والسبب في المنع من ذلك؛ كالخوف من انكباب الناس على الكتب وانشغالهم بها عن القرآن، وأيضاً للحفاظ على ملكة الحفظ عند المسلمين، وكذلك الخوف من مصير العلم إلى غير أهله.
ثم ختمه بالكلام على فضل الكتب، وبيان منافعها، والإكتار منها، والشغل بمطالعتها والأنس بها، والبخل عن إعارتها لمن ليس بأهل.
ولعل هذا التحقيق الذي خرج به الكتاب يكون يكون أفضل تحقيق له حتى الآن؛ فجزى الله المحقق خير الجزاء على ما بذل في تحقيقه.
ما اجمله من كتاب فقد اوجز فيه الامام الخطيب البغدادي رحمه الله في حوالي 100 صفحة ما كتبه كلا من الشيخ محمد عجاج الخطيب في كتاب السنة قبل التدوين والدكتور ممتاز احمد في كتاب دلائل التوثيق المبكر للسنة والحديث وكل كتاب منهم حوالي 500 صفحة او اكتر فهذا هو علم السلف الصالح السهل الممتع ربنا يلحقنا بهم ان شاء الله ويزدنا علماً ويغفر لنا.
كتاب تقييد العلم للخطيب البغدادي من أشهر كتب التراث التي تحدثت عن " تقييد العلم " ( بمعنى نسخه وكتابته في صحف وكتب ) والمقصود بالعلم هنا الروايات والآثار عن النبي والصحابة والتابعين وغيرهم ،،
لم أفاجأ بكمية الروايات الضعيفة والموضوعة التي نقلها البغدادي ( وهو أحد علماء السلف [المتصنمين] ممن حولهم الخلف لأصنام بشرية فكرية يمشون خلفها) ، فقد كانت لي تجربة سابقة مع كتابه الذي أسماه " شرف أصحاب الحديث " وملأه بالأكاذيب الموضوعة على الله ورسوله في محاولة لتلميع أصحاب الحديث.
ربما يستحق الكتاب أن تفرز رواياته لفرز الضعيف والموضوع منها وربما سنجد أن أما بين 60-75% من الروايات إما ضعيفة أو موضوعة.
وإن كان المؤلف يعلم بضعف هذه الروايات ، فتلك مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم !! كيف لا وهو أحد المنظرين الكبار لعلوم الحديث بكتبه التي يعرفها طلاب علوم الحديث بشكل خاص وطلاب العلم الشرعي بشكل عام ( مثل كتاب الكفاية في علم الرواية وكتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع).
يحشو كتابه بروايات كذب وإفك على الله ورسوله ثم يخرج كتابا يسميه " تقييد العلم " !!!!!!!!!
ولكن مع المحدثين وعالمهم الخاص ، فإن عجبك لا ينقضي وهم الذين قالوا "من أسند لك فقد أحالك " !!!!
صك براءة منحه المحدثون لأنفسهم من إثم رواية الأكاذيب على الله ورسوله بحجة إحالتك إلى السند !!!!!!!!!!!!
ويعني ذلك أن المحدث بريء الذمة أمام الله إذا أخرج في كتابه رواية يعلم مسبقا أنها موضوعة إن ذكره بسندها !!!!
وبالعودة للكتاب ، فقد وجدناه مليء بالأكاذيب مع ما في ذلك من إثم عظيم ولولا جهود من حقق الكتاب وعلق عليه لتاه القارئ في معمعة التصحيح والتضعيف.
وليس خطورة الأمر في الاستشهاد بهذه الأكاذيب مقتصرا على عامة المسلمين فقط ، ولكننا نجد مفسرين " كبار " مثل القرطبي يستشهد ببعض الروايات ويحشو بها تفسيره ، فتصبح الأكاذيب باب لتفسير كلام رب العالمين.
انظر على سبيل المثال تفسير القرطبي لآية رقم 52 من سورة طه .
قال القرطبي " وأسند الخطيب أبو بكر عن أبي هريرة قال : ( كان رجل من الأنصار يجلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستمع منه الحديث ويعجبه ولا يحفظه ، فشكا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إني أسمع منك الحديث يعجبني ولا أحفظه ؛ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعن بيمينك وأومأ إلى الخط وهذا نص " !!!!!
والسؤال : إن كانت هذه الروايات ضعيفة وموضوعة ، فلماذا يخرجها المؤلف في كتابه من دون أن يعلق عليها بسطر واحد لبيان صحتها أو ضعفها؟؟
إن تدوين الروايات ضعيفة وصمة عار على المحدثين ستبقى ما بقيت كتبهم التي تدل على صنيعهم البائس.
وأتسائل ماذا لو دون البخاري عشرات ألوف الأحاديث غير الصحيحة التي كان يحفظها ؟؟
البعض يقول أن تدوين الضعيف كان لتجنبه وتعريف الناس به ، والحق أنه كان من الأولى أن تترك وتنسى وتهمل حتى تذهب هذه الأكاذيب إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها !!!!
دونوا الضعيف والموضوع ، ثم أشغلوا بها من جاء بعدهم ليعود ويقول لنا أن هذه الروايات ضعيفة وموضوعة !!!!!!!
ينطبق على المحدثين وما حملوه في رؤوسهم المثل القرءاني (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا )
حملوا هذه الروايات وبثوها بين الناس ففتنوا المسلمين حتى قيام الساعة !!!!!!!!!
في تقييم الكتاب ، منحت الكتاب نجمة واحدة لأنه لا يوجد في التقييمات صفر أو تقييم بالسالب والكتاب جدير بالصفر المربع بلا شك.
في ختام هذا التعليق السريع رسالة صغيرة لكل من يقرأ في كتب التراث من طلاب العلم:
أرجو منك أن تصحو وتستيقظ !!!!!!!!
إن رواية ونقل الأكاذيب على لسان الرسول جريمة كبرى تقع تحت طائلة الوعيد والضلال والعذاب الشديد ، فاترك عنك التعالم الزائف ونزه الرسول من هذه الأكاذيب حتى لا تسأل عنها يوم القيامة.
وقم بالعد للألف قبل أن تقول " قال رسول الله " لأنك قد تكون تكذب بجهل على من لا يصح عليه الكذب بحال