الطبَّاخ الشاب، يدعو الجميع إلى غداءٍ تطبخه أمُّه، بطلة حياته، وأحسن طبَّاخة في العالم، لكن.. هذا ليس كل شيء.
"الرائحة الإنسانية، رأيتها في بشر يبنون معًا بيوتًا مجانية ليسكُنها أيّ أحد، أو يحفرون بئر ماء ليشرب أيّ أحد، ويزرعون ليأكل أيّ أحد، ويبنون جسرًا ليَعْبُر أيّ أحد، ورأيتُها في بشرٍ يمشون بشكل عادي في الشارع، المشي وسط الناس بشكل عادي في حد ذاته شيء طيّب"
محمد الفخرانى، كاتب مصرى، وُلدَ فى 23 مارس، عام 1975، حاصل على بكالوريوس العلوم- جيولوجيا، ويعمل كاتب حر
صدَرَ له: 1- بنت ليل- قصص، عام 2002 2-فاصل للدهشة- رواية، عام 2007 3-قبل أن يعرف البحر اسمه- قصص، عام 2010 4-قصص تلعب مع العالم، عام 2011 5-طُرُق سرية للجموح- قصص، عام 2013 6-ألف جناح للعالم- رواية، عام 2016 7-عشرون ابنة للخيال- قصص، عام 2017 8- مزاج حُر- رواية، عام 2018 9- أراك في الجنة - رواية، عام 2020
حصل على عدة جوائز، منها: الجائزة الأولى للقصة القصيرة، نادى القصة بالقاهرة، عام 2002، جائزة الدولة التشجيعية للقصة، عام 2012، عن مجموعة: قبل أن يعرف البحر اسمه تُرجمَتْ روايته فاصل للدهشة، إلى اللغة الفرنسية، وحصلت على جائزة معهد العالم العربى، عام 2014
❞ "في الحرب، كلٌّ مِنَّا بالنسبة للآخر ليس بَشَريًّا، ليس موضوعًا إنسانيًّا، إنما موضوع للقتل". ❝
طب أنا بعيط ليه دلوقتي 😭دي الجملة اللي قولتها لنفسي لما خلصت الرواية ،نادرا لما نلاقي رواية تعيطنا ونحس كأنها حقيقية ،رغم أننا نعرف أنها خيالية بس بقول لنفسي ليه مش حقيقية؟
جنديان واحد رمادي والآخر بني ،يجمعها حرب كل منهم عدو للآخر ، جندي يطلق على ساق الآخر والجندي المصاب يطعن سكين في صدر الآخر . يجمعها خندق في حرب يعالجون إصابتهم ، يتعرفوا على بعضهم البعض ويبدأ بينهم محاورات يتحدثون عن حياتهم الشخصية ووظيفتهم وهما الرمادي (مدرس تاريخ)، والبُني (طباخ)، تنساب منهم الكلمات خلال وجودهم في النفق ، يحكون عن حياتهم وامنياتهم وأحلامهم وطموحاتهم ،ماذا أخذت منهم الحرب ، ماذا يريدون بعد انتهاء الحرب تنقسم الفصول في الرواية بين حوار المدرس والطباخ ، وفصول أخرى الحرب تتحدث عن نفسها في أسلوب مؤثر جدًا وعاطفي . المدرس يشتاق لزوجته وابنته والطباخ يشتهي طعام أمه ورائحتها وهي تطبخ
❞ "أنا أُحب أن أتفرَّج على أمي وهي تطبخ، أُحب الفُرْجَة على يديها وهما تتحركان بخِفَّة وهدوء، واثقة وبسيطة ومُدْهِشَة، لم يَتَحوَّل ما تفعله أمي في أيِّ وقت إلى مَنْظَر عادي، مُمْتِعة ومُدْهِشَة لمُجرَّد النَّظَر إليها وهي تطبخ" ❝
هل سألتم أنفسكم يومًا ماذا تتمنى الحرب أن تكون؟ هل راضية عن كونها تسبب الخراب وتنهي آمال ،وتفرق عائلات ؟ أم أنها هي أيضًا تحلم مثل الإنسان ، بالسلام، بالحب وحياة عادية 💔💔
❞ وأنا؟ أتمنَّى لو أطبخ طَبْخة، أتمنَّى لو ألْبس فستانًا جديدًا، أقضي بعض الوقت مع أصدقاء في مقهى، أجلس في شُرْفَة مع فنجان قهوة،❝ ❞ طفلة جوَّانِيَّة في مكان جوَّاني بداخلي❝
تبدو الحرب وكأنها شيء أساسي في حياة البشركأنهم لا يستطيعون العيش إلا والحرب حاضرة في حياتهم، رغم أنها وسيلة لإنهاء حياة أكبر عدد ممكن منهم، على الأقل هذا ما يفعله كل مَنْ يشتركون فيها.
هذة الرواية فازت بأفضل رواية عربية في معرض القاهرة للكتاب وهي تستحق الفوز . ماذا يكون مصير كل من مدرس التاريخ والطباخ ؟ هل يمكن أن تكون لهما صداقة أخرى في حياة عادية بعيدًا عن الحرب ؟ هل يمكن للمدرس أن يجلس مع طباخ على طاولة في افتتاح المطعم الذي يحلم به؟
اثناء قرائتي للرواية تذكرت فلسطين الحبيبة ، كيف لإسرائيل أن تزعم انها دولتها؟ أي دولة يا سادة ؟ دولة قامت بالحروب والدماء والانتهاك والقتل!!
❞ الإنسان لم يتردَّد في أوقات كثيرة من تاريخه، أنْ يقف فوق جثة أخيه الإنسان ليَبْنى ما يُسَمِّيه "حضارة". ❝
غداء في بيت الطباخة رواية للكاتب المصري محمد الفخراني وقد فازت بجائزة أفضل رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام ٢٠٢٤...
الرواية بتتكلم عن الحرب و تدور الأحداث في ٥ أيام حول جندين من طرفي الصراع اضطرتهما الظروف إلى البقاء معاً داخل خندق واحد وتدور بينهم حوارات عن الحرب، الحياة وحياتهم الشخصية ..الجنديان ليس لهما أسماء يشار اليهم فقط بالجندي البني أو الجندي الرمادي مما جعل القصة تصلح لأي زمان و أي مكان..
الرواية مختلفة الصراحة و أجمل ما فيها وجود الحرب ككيان له صوت و فصول منفصلة تتحدث عن نفسها و عن استعدادها أن تتنازل عن كل شئ مقابل فنجان قهوة أو حتي ساعة نوم هادئة بل كانت توجه لنا الكلام كبشر في أوقات كثيرة..
"أنتم مُتَشَبِّثون بي بشكل عجيب، كأن أرواحكم مربوطة بي ولا تَقْدِرون على العَيْش إلا بوجودي.."
"لا تُعطونني الفرصة، أعمل كل يوم كل يوم كل يوم كل يوم كل يوم، وقبلما أنتهي من عملي تكونون قد جَهَّزْتُم لي عملًا في مكانٍ آخر، لا راحةَ لا نومًا.."
الرواية عجبتني بس حسيت إنها كانت محتاجة أحداث أكتر أو يمكن الحوار اللي كان بين الجنديين مكانش كافي وأحياناً تحسه قصير شوية و كان ممكن يوضح تفاصيل أكتر عن أفكارهم وحياتهم عموماً ...
اللغة ممتازة..الأسلوب سلس و الفكرة جديدة... علي الرغم من صغر حجم الرواية إلا إنها رواية عميقة و صحيح فكرتها الأساسية تدور حول الحرب إلا انها عذبة جداً و ستجعل أي قارئ يشوف الحرب بنظرة مختلفة و يتأكد إن دايماً وسط القتل والخراب والدمار بيكون في وجود لمشاعر حلوة ولحظات إنسانية...
التقييم ٣.٥
"الإنسان لم يتردَّد في أوقات كثيرة من تاريخه، أنْ يقف فوق جثة أخيه الإنسان ليَبْنى ما يُسَمِّيه "حضارة"
أنا لا أعرف إن كان بالإمكان أن أكتُب ما أشعر، أو أُعلّق على الكتاب بالتفصيل كما أحب أن أفعل. لكنني أعرف بأن الكتاب قد سهّل علي المهمة وصعّبها في الوقت ذاته في جملةٍ احتواها، كانت الوصف الأمثل لما أحُس به، وبذلك ساعدتني، ولكنني لا أجدُ ما أقول بعدها، وكل ما أحاول كتابته يعود ليكون صورةً منها، وبذلك تعسّر علي أن أكتب غيرها. ولهذا السبب، أقرر أن أترك المراجعة هذه خاليةً إلّا منها، واثقةً بأنَّها ستكون كافية. ”وبدأ يَشعر بلمسة من حزن خفيف، ذلك الحزن الذي لا يُشْعِره بالحزن، إنما بالرِّقَّة، لم يكن الحزن نابعًا من داخله، إنما حالة شفافة تطوف في المكان، حُزن عَذْب غير مُؤلم.“
عندما تكتب الحرب بوحها و ألمها. العمل هو يوميات جنديين مصابين : رمادي(مدرس تاريخ) و بني(طباخ) يتواجهان في خندق واحد و يدخلان في علاقة انسانية شفافة فيتصارحان عن حياتهما و عن تصورهما للسعادة . ينقسم العمل إلى فصول تكتبها الحرب و فصول يوميات الجنديين في الخندق بالنسبة لهذه الأخيرة هي محددة بتوقيت يومي و على شكل حوارات بين الطرفين و عبرها نكتشف خيوط العلاقة المركبة و بالنسبة للأولى فهو مونولوج داخلي تبوح فيه الحرب عن كينونتها . العمل ذو حمولة رمزية كبيرة و يمكن اسقاطها على واقعنا بشكل كبير .
فازت رواية «غداء في بيت الطباخة» للكاتب محمد الفخراني بجائزة أفضل رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الخامسة والخمسين ♥️ رواية #غداء_في_بيت_الطبَّاخة الكاتب #محمد_الفخراني دار النشر #دار_العين_للنشر عدد الصفحات: ١٤٠ صفحة اللغة: العربية الفصحى التقييم: ⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐
(الطباخ ومدرس التاريخ، فى زمن خمسة أيام من حياة جنديَين فى حرب، تدور الأحداث فى أضيق حيِّز مكانى: «خندق من طين جاف، عَرْضه متران، ارتفاعه متر ونصف المتر" أراد الروائىُّ "محمد الفخراني" تفكيكَ فكرة الحرب؛ تحدَّثت بنقيض ما تبدو عليه للجميع، فهناك طفلة بداخلها، وتبدو كامرأة تريد قصة حُبٍّ، فحين نعطى المعانى والكيانات الفرصة للحديث؛ فهى بلا شك تفكر كالبَشر، ويتغلَّب عليها الخير والسلام والمحبة. 🫷🏻 اقتباسات 🫸🏻 - بمناسبة التاريخ... أنا أَعتبر أن التاريخ الحقيقي، تاريخ البشر الحقيقي، موجود في حكايات الناس العاديِّين، أشخاص نُصادفهم في شارع أو صحراء أو غابة أو مقهى أو قطار، رَحَّالة أو مسافرون عابرون، أو حتى أشخاص لم يغادروا بلدتهم الصغيرة، أُفَضِّل أن أعرف التاريخ من مِثْل هؤلاء الناس، هم يعرفونه أكثر... وأنا أُصَدِّقهم"
ـ في الحرب، كلٌّ مِنَّا بالنسبة للآخر ليس بَشَريًا، ليس موضوعًا إنسانيًّا، إنما موضوع للقتل"
ترى لو تكلمت الحرب لتصف نفسها ومشاعرها وفضلها ومحبتها لبعض بني البشر ، ماذا ستقول ؟ تجربة أدبية ممتعة وفريدة .. الحرب ليس كما نراها على الشاشات .. الحرب هنا تتحدث عن نفسها بلسان غاضب من نفسها ومن القتل ومن الطمع ومن رغبات البشر بالاستيلاء على ممتلكات بعضهم البعض وكيف يتصارع بنو البشر على قطعة أرض تقع بين الحدود ، فتسيل من أجلها الدماء الذكية لجنود أبرياء ، تتحدث الحرب عن الألغام وخبثها ، نرى أيضاً كيف شرح الأديب محمد الفخراني عقل الجندي .. ورأينا كيف يمكن التغلغل داخل المشاعر البشرية وقت الخطر وعند وصول حالة النزاع بين طرفين إلى ذروتها ، ومتى تكف الأرض ويكف أهلها عن عبثيتهم وتلاعبهم بمصائر الضعفاء .. ومتى تنتصر الإنسانية وينتصر الحب والخيال والإبداع فيقهر الشر داخل النفوس .. ام هو حلم يداعب مشاعر بطلتنا في الرواية .. ويداعب الجنديين المتصارعين ، اللذين وجدا نفسيهما محاصرين داخل خندق .. مصيرهما معلق بكلمة من القادة للعودة لأهلهما ببساطة إنها معالجة أدبية عبقرية لفكرة الصراع بين البشر ، وحديث الحرب الذي نرى فيه تكرار جملة " طفلة جوانية في مكان جواني داخلي " وتلخص ما تشعر به تجاه البشر " أنا أصنع قصصا إنسانية أنتم أبطالها ، لاحظتم ؟ يكون كلٌ منكم متحمساً لقتل الآخر ، فتجدون أنفسكم متورطين معاً في قصص إنسانية ، تحكونها حتى بعد سنين " . الحرب تحدثنا فتعبر عما تتمناه ، ولا تتمنى أكثر من حياة عادية ، وقصة حب أجمل جزء ربما هو في الفصل ما قبل الأخير .. عندما تتحدث الحرب عن الرائحة الإنسانية . وكيف تنتصر الحياة على الموت من من خلال مشهد نبتة زرعها المدرس من حبات الذرة ، وكيف اشتد عودها ، ون��ذكر هنا قول جاهين :" والحزن يروح فين جنب السرور " فالنبتة الصغيرة تجعل الجنديين يعيدان النظر لعلاقتهما ببعضهما ،ويتحدثان قبل ابتعادهما عن الأمل الذي يراودهما أن تنتهي الحرب دون أن يصاب أو يقتل أي منهما .
نص فريد عن الحرب. سرده يشبه المسرح. يتحرك الجندي البني والرمادي أمامي كما يتحرك المؤدين. ثم يملك كل واحدٍ لقب: مدرس التاريخ والطباخ. خندق واحد يجمعهما، إصابتهما غير بليغة لكن لا أُدرك أهم يهذيان من فرط الألم، أم الأمل! يزخر النص بأسلوب سردي خاطف، أُقلب الصفحات بسلاسة غير معهودة. تُثقلني الحرب التي فعلت فيهما ما فعلت، ثم تأت الحرب -الرواي العليم في الحكاية- لتؤكد لي أن للإنسان اليد العُليا في هذه البشاعة.
أتمنى لو أحظى بفرصة غداء في بيت الطباخة، أفضل طباخة في الدنيا، أم الطباخ الجريح، ومعي مدرس التاريخ وزوجه وابنتهما؛ بعيدًا جدًا عن الخندق والتلال والغابة وصوت المعركة، وقريبًا من صوت راديو الترانزستور وعازف الكمان.
هذه العناصر القليلة التي شكَّلت رواية، لها مكان معلوم وزمان غير معلوم، تضافرت لتُمثل رمزيات كُل شيء وعن كُل شيء. الرؤى التي زارت الجنديان أضافت للنص بُعدًا أثيريًا يعبر حدود الواقع نحو شيء من الواقعية السحرية ليقُص على القارئ حكايات الحروب كلها في خندق هذه الحرب.
هنيئًا للحرب لأنها، عكس المحاربين، تنجو بقلب سليم.
#ريفيوهات "غداء في بيت الطباخة.....رحلة إخوة التراب والأشكال المجسمة" - مما أعجبني في المسلسل السوري "صقر قريش " للمخرج الراحل حاتم علي بأنه لم يكتفي بعرض قصة الأمير عبدالرحمن بن معاوية وحياته المتقلبة، واستحقاقه لأن يلقبه عدوه "الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور" بصقر قريش، بل أضاف خطوطا جعلت للحبكة الدرامية نكهة خاصة، ومنها التركيز على فلسفة العامة- الواضحة في حواراتهم وأحاديثهم- والتي تتقلب بين عاديتها وسهولة خروجها من الألسنة وبين عظمتها في نفاذها للقلوب والعقول أكثر من نظريات أصحاب العلوم والفلسفة أنفسهم ومن ذلك نفهم العلاقة بين الأمير عبد الرحمن وأحد مواليه "بدر" التي تتحول من نفور معروف سببه إلى صداقة وثيقة مدهشة
- والقصد أن هذه الفكرة هي في رأيي أساس أفكار تلك الرواية، وهي أيضا شكلت - من أول تتابع الحبكة وفقراتها المصحوبة بدقات الساعة، والشخصيات بعرض آراءها وصراعها وشكوكها من الوليدة إلى المستعرة إلى طريقة السرد ذات الجمل المتكررة -والتي تشبه رجع الصوت- واللزمات البسيطة بدلا من وضع وصفها كشششش بدلا من وصف الوشيش فضلا عن الاستدراكات- لوحة نرى فيها المعنى ينطلق -كما انطلق معنى الحرب- باحثا عن أصله، راغبا من فطرته "أو طفلته الجوانية" التخلص من نظرة الناس له.
-- نظرية الوتر المرن "هدم المعنى الظاهري"
"بل بعده قربه لا فرق بينهم ازداد شوقا إليه غاب أم شهدا"
نهج البردة - تميم البرغوثي
- حين ركزت مع الرواية وبالتحديد مع لسان الحرب، وجدت أن الكاتب قد وضع في معظم أركان الرواية ثنائيات متناقضة، في تكوين الشخصيات- فترى الجندي البني "الطباخ" ظهره للتلال الصخرية كإشارة على صلابة فكره ووبساطته لأنه مثلها مكشوفا للهواء، وترى الجندي الرمادي "مدرس التاريخ" ظهره للغابة كإشارة لعلمه وتجاربه المتشابكة- وفي تتابع السرد -فتجد في دقيقة واحدة يتجلى وصفين متناقضين لضوء القمر، وأيضا تجد الحرب تتحدث عن كلام البشر المجنون جدا الحكيم جدا- بل حتى في نظرة الحرب ولسان حالها، تراها متأرجحة بين المعنى ونقيضه، فتصنع منه مزيجا عجيبا متناغما مع حالتها، مزيجا تستطيع كما قلنا منه أن تدرك ذاتها رغم بعدها، وتقدر من خلاله على نقد البشر، وتفنيد نظرتهم الموحدة للمعاني دون تقليب أو تفكير، بل وإدانتهم على استهلاكهم للمعنى الظاهر لهم دون تمهل، فألقت الكرة -إذ أن الوصف الغالب على الحرب بأنها منبع الشرور" في مرمى الناس كاشفة أطماعهم وقصور نظرتهم- بوصفهم إياها بالموهوبة" ، مبرئة نفسها مستعينة-في رأيي- بالآية الكريمة "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" في عرض قصص الحب والأشياء التي أنقذتها الحرب بل وساهمت في صنعها
-ومن ذلك كله يرينا الكاتب نظرة مختلفة للأشياء، فنجد أن التناقضات والمتضادات تساهم في بناء المعاني وتجسيمها، لتتسع لفهم الجميع على حسب مكانهم بل وتقبل النظرات الأخرى إذ أنهم مشتركون في نفس التأمل والتفكير بالمعنى -كغداء الطباخة الذي أكل فيه الجنود أو الأغنية التي أنشدها نساء الحرب، أو الجثث المكونة للخندق- ومنه تنهدم النظرة السطحية التي تضع المرء بين إما أن يراها أو لا فتتولد العداوة أو الصداقة على حسب الرؤية
-فكان من الواضح والمنطقي أن تدور أمامنا تلك النظرة في الرواية كتشكل الجنين، باعتبار الصراع الأول بين الرمادي والبني-والذي زاد في منطقيته وجود الرمادي كطرف متعقل " نطفة تمثل نقطة البداية، واعتبار الخندق رحما عازلا لأجواء الحرب إلا من مشاهد وأصوات بسيطة، وباعثا من هذه العزلة تجديدا لصور الذكريات لكليهما، واعتبار مشاهد كلعب الأطفال وصوت الغناء الشجي وشريط ابنة المدرس والنبتة النامية وموكب النساء ما يشبه المشيمة التي تغذي تلك النظرة وتطرد ما كان قبلها من نظرات هدامة -وذلك يتجلى في حديث الطباخ آخر الرواية" إلى أن تأتي لحظة النضج والولادة بالخروج من الخندق والرجوع للحياة العادية
❞ "نغادر الخندق غدًا.."، قال المُدَرِّس للطبَّاخ. رأى كلٌّ منهما عيْنَي الآخَر واضحتين، صافيتين، في نور القمر. الطبَّاخ: "اليوم تقصد..". "نعم.. اليوم، علينا أن نعود إلى الحرب بشكل حقيقي.. تفهم ما أقصد". "أفهم.. يا مُدَرِّس التاريخ". ❝
--غدرات الألغام وتشييء الذكرى
لم يتركِ الدهرُ لي من بعدِ فقدِهِمُ قلباً أُجشِّمُه صبراً وسُلوانا فلو رأَوْني لقالوا مات أسعدُنا وعاشَ للهَمِّ والأحزانِ أشقانا لم يترك الموتُ منهم من يُخبِّرُني عنهم فيُوضِحُ ما لاقَوْهُ تِبيانا ويحَ الزّلازِلِ أفنَت مَعشَري فإذا ذكَرتُهُم خِلتُني في القوم سَكرانا
-أسامة بن منقذ الشيزري "بتصرف"
-تطوف بنا الرواية لحقيقة مؤلمة، تسوقها الحرب بالحديث عن الألغام وغدرها بالبشر، وبعرضها لمعناه الثابت في المباغتة والتمزيق، فترفق بحال البشر الذين نجوا من غدره "وهم للمفارقة في مثل حال أسامة بن منقذ حين فقد أهله" ومنه تنتقل الحرب في الحديث عن غنائم الجنود "في سرقة الجندي لرسالة الجندي الآخر" ليتقارب الموقفان في رأيي بشكل مذهل، كأن اقتطاع الجندي من كيان زميله لغما يمزقه، وكأنه بالجزء المقطوع يمنعه من الراحة والنعيم، باعتبار أن ذاك الجزء محكوم عليه بالخلود طالما يعتني به مغتنمه كذكرى، وإن كان الجسم -جسم الجندي - يعاني مما اقتطع منه، فإن الجزء أشد معاناة وشقاء، لأن خلودها لا معنى له، فقد فقدت الصلة بكيانها الأساسي، فتتشارك بالتيه والمعاناة مع حال قائل الأبيات.
--ثنائية بسيطة ❞ لو كاتبٌ يكتب عَنِّي، يكتبني، ويتخيَّلني أتَكَلَّم عن نفسي، عن أفكاري ومشاعري وأمنياتي.. عندي فضول لأعرف وأقرأ كِتابتَه.. أُحِب جدًّا، أتساءل، كيف سيفكِّر فيَّ؟ هل يجعلني فكرة في المُطْلَق؟ مجازًا؟ أو شيئًا ثقيلًا على العالم والدنيا؟ ❝
-ولكي تزداد الرواية إحكاما، وضع الكاتب شرطا لتوهج المعاني والنظرات، وهي شفافية الذات بقدر بسيط تسمح بأن يرى المرء نفسه في عين زميله، حتى تجد لوهلة أن مراحل الجدال والرؤية هو صراع من النفس، يخصها، ومنه يسهل الإقناع بنسبة كبيرة، فحين سأل المدرس الطباخ "هل أنت متأكد من ق.تلي؟" كأنه يسأل نفسه عن جدوى الحرب، وكذا في علاقة الكاتب نفسه والحرب التي قدمها على لسانها بأنه أعطاها جزءا من رؤيته وأعطته جزءا من تشويشها بين التجسيد والروح والتخريب والإعمار" كما الاقتباس، وهنا ما ميز الطباخة عن غيرها في عين ابنها قبل الجنود
الخلاصة: عمل لطيف، في داخلي تردد بين إعجابي به وانبهاري بمشاهده، وبين ملل بدر من إسهاب بسيط أو صعوبة في استحضار بعض الصور والمعاني، لكن النهاية أعجبتني جدا
❞ أنا مَلَلْتُ الخطَط، زهقْتُ منها، أتمنَّى حياة بلا خطَط، حياة تلقائية، مُجرَّد خطوط رفيعة بقلم رصاص أرسمها من وقت لآخر، شَخْبَطات يُمكن تَغييرها أو إعادة تشكيلها أو مَحْوها أو حتى الاستغناء عنها من الأصل، خطوط تُؤكِّد فكرة التلقائية لا غير، حياة بسيطة ورشيقة وخفيفة. ❝
قبل أن أبدأ. أنا لا أعرف محمّد الفخراني حتّى على الصعيد الأزرق. لمن يعرفه، برجاء إيصال سلامي له.
"غداء في بيت الطبّاخة" لمحمّد الفخراني: الحرب ضحيّة تسخر من جلّاديها
التجريد الذي يستخدمه محمّد الفخراني في روايته "غداء في بيت الطبّاخة" الصادرة في العام 2023 عن "دار العين للنشر" يُغزَل على عاملَين مشتركَين متقاطعَين في لعبة سرديّة روائيّة محكمة البناء. العامل الأوّل هو التوصيف الفلسفي للحدث من خلال التكثيف الرمزي في القص، والعامل الآخر هو شخصنة هذا الحدث والتعامل معه كعنصر منضَّد ومنضِّد في العمل. إذن الحرب، ثيمة الرواية الأساس، ليست مجرّد حدث قهري، بل هي شخصيّة حكّاءة نسمع منها... لا عنها فقط كما اعتدنا، وأعتقد أنّ الفخراني هو أوّل من تناول الحرب من هذا المنطق غير المطروق في الرواية العربيّة، أو بهذا الشكل على أقلّ تقدير. في الغالب، يقع أغلب الرواة العرب في فخّ "سفسطئة" الروايات الوجوديّة كأنّهم في حربٍ مع القارئ يتنافسون عليه لزجّه في عنكبوتيّة غير مفهومة من الشيفرات التي تكون أحيانًا غير مفهومة للكاتب نفسه. الفخراني لم يبتلع الطُعم، إذ قدّم نموذجًا ممتازًا للمجاز الروائي الحيوي والذي يتفاعل مع القارئ بشكلٍ عفوي، فنّي، وممتع... من دون الإغراق في رموزٍ عجائبيّة وفلسفاتٍ عقيمة. وهذا بالطبع لا يلغي حقيقة أنّ الرواية عميقة، ولم تكن مطالعتها باليسر الذي قد تتخيّلوه، فرغم قدرة الفخراني "العجيبة" على ضخّ عشرات الصور البلاغيّة المجازيّة في مشاهدَ صغيرة، إلّا أنّه حافظ على شعرة معاوية وأبقى سرديّته ضمن النطاق الديناميكي التفاعلي للرمزيّة. تبدأ الرواية بمشهدٍ عاديّ. جنديّ في معركة يقابل جنديًّا آخرَ فيحاول قتله برصاصة بينما يحاول الآخر قتل الأوّل بسكّين. المفارقة تبدأ بشكلٍ مباشر ومن دون تأخير بعد هذا المشهد، حيث ينطلق الحوار الأهم في الرواية عندما يسأل أحدهما: "هل أنت متأكّد من أنّك تريد قتلي؟". يفتح السؤال البسيط هذا الباب لعشرات وربّما مئات التساؤلات المشروعة، ليس فقط بين الجنديّين، ولكن بيننا نحن، بيننا وبين ذواتنا وحيواتنا وحيوات من نعرف وملّا نعرف. وإن كانت الحرب هي العمود الفِقري للرواية، لكنّني، ومع تدفّق السرد، شعرتُ كأنّ الكاتب يحاكي مآسٍ أكبر من الحرب ذاتها، إذ أنّ الحرب هنا نتيجة، ردّة فعل... أو ربّما الوباء. ولكلّ داءٍ ذاك المسبِّب اللعين، حشرة، فيروس... أو ربّما تجربة مختبريّة أرادوها فاشلة! الرواية تنقسم إلى قسمين. القسم الأوّل بمجمله يتأطّر بين الجنديّين العالقَين في خندقٍ ما في ساحةٍ من ساحات الوغى اللعينة. التلال تحوّطهما من جهة والغابة من الجهة الآخرى... لتبدأ حكايا التعارف بينهما تكرج بلا توقّف. أمّا الجزء الثاني فهو عن لسان الحرب. الحرب كما لم نعرفها من قبل. ليست كقضيّة إنسانيّة خاسرة، ليست كفشلٍ بشري... بل كشخصيّة مستقلّة أرادت الحديث عن نفسها بنفسها، بلسانها، بقوّتها وضعفها، بمخاوفها وأحاسيسها ومزاجيّتها. بأحلامها العبثيّة، العاديّة، الطبيعيّة والمُستحَقّة. هل فكّرتم من قبل بالحرب كضحيّة؟ فكرة قد تبدو مجنونة وجائرة. لكنّ هذه الرواية ستجعلكم تفكّرون بها ومن دون شكّ. ولي قناعة إنّ الرواية التي تخطّ فكرةً مجنونةً في رأسي هي رواية تستحقّ أن تُقرأ. الفخراني يسأل كثيرًا في روايته، يسأل كمن يحتاج الجواب، يحتاجه بالمعنى الحرفي... ليس ليعرف فقط، بل ربّما ليُبرّر ما حصل لملايين البشر الذين ماتوا في الحروب، ليبرّر موتهم، ليفهمه... لعلّه يرتاح. لماذا نحارب؟ تسأل الرواية. لماذا نموت في الحروب؟ من أجل مساحة أرض؟ ثروات؟ معادن؟ نفط؟ موانئ؟ وماذا بعد؟ ماذا بعد الحرب التي لا تتوقّف عن تفريخ حروبٍ آخرى؟ ماذا عن هذه الدوّامة التي ابتلعت وتبتلع وستبتلع البشر في كلّ مكان؟ نغوص خلال القصّة بحياة الجنديّين خارج الخندق، ندخل عوالمهم المغلقة، عوالمهم التي قد تكون عاديّة جدًّا، فلا شيء مُبهِر بها. هذا زوج وأب ومدرّس تأريخ، وذاك طبّاخ يعشق أمّه الطبّاخة. قصصهم ليست فائقة العمق، خارجة عن المألوف... والفخراني لم يردها هكذا... بل أرادها أن تكون قصّتي وقصّتك وقصّة من نراهم كلّ يوم في الشوارع والحافلات وفي المطاعم. وكم نجح في ذلك وأثلج صدري! تتشابك مصائر الجنديّين ببعضها، يطرحان التساؤلات، يحاولان الإجابة عنها. يكتبان الرسائل. هذا يكتب لأمّه ويعطيها لزميله... زميل مهنة الحرب. "خذها، اعطها لأمّي إن أنا متّ!"، وذاك يكتب لابنته وزوجته ويسلّمها لزميله... "خذها، اعطها لأسرتي إن أنا متّ!"، هذا ينام والآخر يحرسه، وذاك يغفو والآخر يسهر على راحته. يبدّلان الضمّادات على جرحيّ بعضهما، الجرحان سبّباهما بنفسيهما لبعضهما. ثمّ يزرعان حبّة ذرة... يسقيانها في قربتيهما ويراقبانها بأعينهم تكبر وتعلو كأنّها تنتفض على سخافة الحرب. رواية صادمة، عميقة، قاسية، مؤلمة، فيها الكثير من الشجن. أبدع الفخراني في رسم كلّ تفصيلة لها حدّ الخلق التصويري للمشهد بموسيقى علت فيها دفوف الإبداع هزمت طبول الحرب المبعَّجة. محمّد الفخراني كاتب مصري من مواليد 1975. صدر له "بنت النيل"، "فاصل للدهشة"، "قبل أن يعرف البحر اسمه"، "قصص تلعب مع العالم"، طرق سرّيّة للجموح"، "ألف جناح للعالم"، عشرون ابنة للخيال"، مزاج حرّ"، "أراك في الجنّة"، و"لا تمت قبل أن تحبّ".
بيحكى الكاتب عن الحرب وعن الانسان فى زمن الحرب الكاتب تصور الحرب وهى تتحدث
فتقول الحرب لنا "❞ القَتْل.. أتكلَّم هنا عن كل قَتْل، كل إنسان يَقتُل، وكل إنسان يُقتَل في أيِّ مكان، أُراجِع تاريخ الإنسان فأجد قَتْلى بلا عدد، أكوامًا من جُثَثٍ في تاريخ البشر. لم يَحْدث في أيِّ مملكة من ممالك الأرض، حتى مملكة الحيوان أنْ كانت كل هذه المجازر.الإنسان لم يتردَّد في أوقات كثيرة من تاريخه، أنْ يقف فوق جثة أخيه الإنسان ليَبْنى ما يُسَمِّيه "حضارة".
تكمل الحرب حديثها وتقول بأنها صانعة قصص الحرب الاستثنائيه علاقة حب ربما او صداقه عندما يتقاتل البشر ويتصارعون فى هذا الجو الملئ بالرصاص والدخان ، تحاول هى ان تصنع وتبروز العلاقات الانسانيه دون ان ينتبه البشر لهذا .
تخبرنا الحرب ايضا بأن الناس يتغنون بها .. يصنعون الافلام من اجلها .. يألفون الموسيقى .. لكن هى لا تريد كل ذلك .. كل ماتتمناه مكان هادئ وحديقه وطفل يلعب واغنيه تدور فى خلفية تلك الصوره ..
يأخذنا الكاتب فى مشهد اخر لجنديين من معسكرين متقابلين شاءت الاقدار ان يتجمعا سويا فى الخندق
كان احدهما مدرسا للتاريخ فى حين يعمل الاخر طباخا
يشكل التاريخ هنا اساس الوجود البشرى .. التاريخ هو نحن .. نكتبه ويكتبنا فى حين كان الطبخ هو تلك اللغه المشتركه بيننا لغة الحب التى نتبادلها .. هل هناك اكثر دفئا وحبا من تقديم الطعام لاحدهم ؟ لغة حب الامهات والزوجات و الجدات حتى الرجال عندما يريد العاشق ان يعبر عن حبه لإمرأة ما فهو يصنع لها الطعام رائحة الطعام تحملنا الى بيوتنا .. الى وطننا
كانت بدايه الحديث عدائيه بين الجنديين لكنهما مع مرور الوقت تبدأ الالفه تأخد طريقها لحديثهم يتعرف كل منهما على حياة الاخر يشاهدان نفسيهما طفلين يلعبان بالكره صغارا يشاهد مدرس التاريخ زوجته وبنته فى حين يشم الطباخ رائحة مطبخ امه
يتخيل الطباخ انه يدعو الجنود من المعسكرين لمطبخ امه يتسع المطبخ كلما دخله جندى .. تقدم الام" بطلة حياته .. وافضل طباخه " الطعام وهى تربت على كتفهم
كلو واتركو الحرب اتركو الدمار .. عودو صغارا .. عودوا لاهلكم سالمين اتركو القتل .. ستأخذ من ذلك الجندى الذى قتلته تذكارا لكى تعود به لارض الوطن دليلا على انك كنت هنا يوما .. ماذا لو مت وانت تحمل هذا التذكار سيظنوك انت هذا الجندى الذى تحمل منه قطعة ما وانت عائد لوطنك ستكون فى اعينهم هو وسيكون هو انت فلماذا ومالجدوى ؟!
يخرج الجنود ويغادر الرفيقين الخندق وهما اصدقاء يودعان بعضهما وكل منهما يحمل الاخر داخله بطريقة ما ..
غداء في بيت الطّباخة.. الحرب تكتب روايتها. الشيء المميز في العمل ده، إنه بيندرج تحت فئة (اختلاف التّأويلات)، وهنا أنت حرفيا تقدر تفسّر العمل بتأويلات كتيرة جدا، هو يبان بسيط جدا، لكنه مخادع جدا وده شيء عجبني. في البداية أنت مش عارف مين دول، اتنين اتقابلوا في خندق، وسط حرب، أنهي حرب؟ مش معروف، طيب أنهي دولة؟ مفيش برضه، طيب دول جنسيتهم إيه؟ والله كان نفسي أقولك، بس محدش عارف. الرّواية عبارة عن فصول، في فصول بتسردها الحرب نفسها عن نفسها، عن رؤيتها الذّاتية ووعن البشر صراعاتهم واختلاف أشكال الحروب والحياة، وفصول بين اتنين اتقابلوا في خندق الحرب، كل واحد فيهم جرح التاني، وقعدوا 5 أيام في الخندق، يتكلموا عن حاجات كتيرة تخص حياتهم، وهنعرف إن واحد منهم طبّاخ والتاني مدرس تاريخ. الحقيقة؛ أنا فسّرت الرّواية هنا، على إنها مكتوبة كلها على لسان الحرب، كتبت رواية متخيلة بين اتنين اتقابلوا، وبدل ما يطحنوا في بعض، تعاملوا بمبدأ (لنرتاح الآن، ونحارب غدًا)، ده ظهر لي من خلال اختيار البطلين، وإن الحرب حبت تحط نفسها في واحد منهم (مدرس التاريخ) والسّلام يبقى هو الطّباخ، وده لإن التّاريخ دايما مليان حروب وحكايات، ولإن قمة السّلام النّفسي فإنك تطبخ لحد بتحبه. أنا عجبني إن الحرب اتكلمت كتير عن ذاتها، عن كينونتها بنفسها، عن بحثها عن الرّاحة مش عن إنها تبقى هي السلام، هي خلاص عارفة إنها حرب وهتفضل طول عمرها حرب. عجبني كمان إن فصول البطلين، أغلبها حوار، يمكن 90٪ منها حوار، وده راجع طبعا لإنه حسب تفسيري للرواية، الحرب هي إللي كتبتها، فالسرد كله موجود في فصولها، والحوار (إللي هو أصلا مجازا هنا عن لغة الحوار والهدنة بين السلام والحرب) هو السمة السائدة لفصول البطلين المتخيلين إللي كتبتهم الحرب بصورة عامة، في بلد مجهول، في فترة زمنية مجهولة، وكل واحد بقى يفسّر الحرب دي زي ما هو عايز. تعقيب أخير؛ أنا أحب العمل إللي يبان إنه بسيط، لكن مع كلمة النّهاية، تكتشف إنه أعمق ما يكون، وده إللي عمله هنا محمد الفخراني بامتياز.
أكلمكم الآن عن أكثر يوم عادى فى حياة الناس وكل الدنيا , يوم تعرفه كل الأيام ولا تعرفونه أنتم البشر , لا أحد منكم يعرفه لأنه أكثر يوم عادى لم يحدث فيه أى شيء , لم يولد إنسان ولم يمت إنسان لم يفشل أحد فى شىء ولم ينجح لم يخسر ولم يكسب صحيح بالضبط مثلما تفكرون فيه الآن أنتم على الأرجح تقولون : لو أن هذه حالته فهو أكثر يوم غير عادى , فلا يمكن أن يمر يوم ولا يموت فيه إنسان .
لكن ما رأيكم .. لو قلت لكم إن هذا اليوم لم يمت فيه أى كائن ولم يولد ولا حتى بيضة جديدة ظهرت ولا قديمة فقست .. الآن هو أعجب يوم عجيب
It has been long since I read a book that made me moved like that. A book that makes you cry and smile and reminds you of your humanity and also makes you reflect and feel despair. It is so complex, the images and imagery. The friendship. I am in love
*رواية غداء في بيت الطباخة للكاتب محمد الفخراني *دار النشر: العين *سنة النشر: 2023 *عدد الصفحات: 144 صفحة
من الصفحات الأولى تواجه جنديين في حرب لا تعرف ما بين من ومن ولكن تجد واحدًا باللون الرمادي واللون البني، الوان قاتمة، لا تشعر معها بالراحة وكذلك لا يشعرون هم، يتساءل عقلك هل ستكون الأحداث مؤلمة وقاسية كما حدث لهم في السطور الأولى بعد أن أصابوا بعضهم البعض واحدًا بسكين والأخر برصاصة؟ كنت متخوفة من ذلك، لا أحب قسوة الحرب وأتجنب القراءة عنها.
ولكن تجد في الصفحات التالية الأمر يختلف تمامًا من القسوة إلى المحبة، ومن الحرب إلى الحلم، ومن الجفاء إلى الصداقة، ومن القت.ل إلى الرغبة في الحياة، ويتحول الرمادي والبني إلى الطباخ ومدرس التاريخ.
في بقية الرواية تجد الكاتب يقدم ببراعة النظرة الكاملة من جانبين واحدًا منهم كان مختلف ومميز وللمرة الأولى يتحدث، الجانب الأول الذي قدمه الكاتب كان في الأشخاص داخل الخندق المدرس والطباخ الذين قدم كل منهم حياته في سطور فتشعر وكأنك تعرفهم جيدًا يكتبون الرسائل ويزرعون ويستمعون للموسيقى فتشعر بالحميمية والقرب منهم، وعلى الجهة الأخرى تجد صوت جديد وهو صوت الحرب، للمرة الأولى تتحدث الحرب عن كل ما يدور داخلها ❞ طفلة جوَّانِيَّة في مكان جوَّاني بداخلي. ❝ هل يمكن ان تكون الحرب مظلومة والبشر هم السبب؟ حروف جمعناها لتكوين فكرة مأساوية تمامًا أخذت في ذيلها الكثير من الأحباء والبلاد، هي نفسها تتساءل هل إذا ما بدأ البشر فوق كوكب جديد تمامًا ستبدأ نفس الأحداث ذاتها وسيحتاجون إليها في العمل؟ أم سيعيشون في سلام؟ لم تكن الحرب تكره السلام ولم تحبه، كانت دائمًا على الحياد معه ولكنهم لم يتقابلا قط.
أيام معدودة تجمع ما بين مدرس التاريخ والطباخ ولكنك تشعر إنها أكثر من ذلك بكثير، ربما بالفعل كانت أكثر ولكنهم لم يشعرون، في لحظات ما شعرت أن الجروح التي يعانون منها كانت تسبب لهم بعض التوهم، ولكن التوهم هو ما جعلهم يستمرون حتى لحظة الخروج.
الرواية من فئة السهل الممتنع، بسيطة وغير متكلفة من حيث اللغة وعميقة من حيث الفكرة وتنفيذها والتناغم ما بين حديث الجنديين وتعريف الحرب عن نفسها، فكرة أن تتحدث الحرب نفسها أعتقد أنني للمرة الأولى اقرأ من هذا المنظور وبتلك السلاسة التي تجعلك ربما تشعر بالعطف على الحرب التي لم تكن لها ذنب، ولكن الإنسان كان هو الذنب الأول على الأرض.
اسم الرواية كان معبر للغاية، فشعرت وكأنه كان نقطة الضوء في نهاية الممر، النقطة التي تعبر عن المستقبل الذي عاش الأبطال في انتظاره. الغلاف بالنسبة لي لم يكن موفق إلا في وجود النوت الصغيرة فقط، ولكن هناك الكثير من التفاصيل التي كان يمكن استخدامها للغلاف حتى يكون معبر أكثر، مثل الذرة أو الراديو الصغير أو حتى اللون البني والرمادي.
*اقتباسات:
❞ لكن في الحرب لا اتجاه، ولا يمكنك أن تبقى بمكانك، ❝
❞ في الحرب لا يمكنك أن تعرف حتى ترى بعينيك، وعندما ترى بعينيك تتأكد أكثر أنك لا تعرف. ❝
❞ أنا أصنع قصصَ حب استثنائية في وقت عملي، أختار ذروات العمل بذاتها، تحت الرصاص والدخان والصواريخ والمدافع والقنابل، في هذا الجوّ الذي تصنعونه أُهَيِّئ أنا الجوّ لتنشأ قصصَ صداقة مَثَلًا، حب مَثَلًا، وعلاقات إنسانية لا تَخْطُر على بالكم، يمكنكم أن تلاحظوا المفارقة هنا: "لا تَخْطُر على بالكم"، وفي الوقت نفسه لا تكون إلا بكم. ❝
❞ "أمي.. أمي هي أحسَن طبَّاخ في العالم.. وبَطلة حياتي". ❝
❞ أن البطولة في الأشخاص العاديِّين، مَنْ نُسمِّيهم عاديِّين، مَنْ لا تَذْكُرهم الكتب، الأشخاص العاديُّون هم الحِبْر الذي تُكتَب به كتب التاريخ، لكنه لا يَكتب أسماءهم"، ... "لكن أسماؤهم، وقصصهم، رغم أيِّ شيء، تجد طريقها لتَبْقَى حَيَّة". ❝
❞ ورقة من كراس أو كتاب من المُحْتَمَل أن تعيش أطول من جثة إنسان، يتَحلَّل الإنسان بعَظْمِه ولحمه، وتبقى الورقة، ❝
❞ "أُفكِّر في أول إنسان تَلَقَّى رصاصة؟ إحساسه وقتها، آخِر شيء فكَّرَ فيه، آخِر صورة في عقله وقلبه، آخِر كلمة قالها، هل كان لديه وقت لينطقها؟ إحساسه بالشيء الغريب الذي اخترَقَه وصنَعَ فيه ثقب الدم، حُفرة الدم، أتوقَّع أن إحساس هذا الشخص يختلف عن إحساس كل مَنْ تَلَقُّوا الرصاص بعده، هو حالة مُتفرِّدَة، المسكين غالبًا لم يكن يعرف ❝
❞ "اُطْبُخ بحب، ومَنْ يأكل سيعرف" ❝
❞ "الطبخ هو أنْ تطهو بعض السعادة لغيرك". ❝
❞ "في الحرب، كلٌّ مِنَّا بالنسبة للآخر ليس بَشَريًّا، ليس موضوعًا إنسانيًّا، إنما موضوع للقتل". ❝
❞ "لَمَّا نكون في الحرب، نحتاج شيئًا نتمسَّك به، قصة تُذَكِّرنا بأنفسنا وحقيقتنا، أتساءل. كَمْ يحتاج الواحد مِنَّا وقتًا يَقضيه في الحرب لينسى نَفْسه وحقيقته، وينسى أن الآخرين بَشَر، ولا يكون قادرًا حتى على التمييز بين شخص أعزَل وشخص يحمل سلاحًا، كم يحتاج الواحد مِنَّا وقتًا في الحرب ليكون الجميع بالنسبة له أهدافًا للقتل، وينسى أن الناس ناس"، ❝
❞ في الحرب لا يمكنك أن تعرف حتى ترى بعينيك، وعندما ترى بعينيك تتأكد أكثر أنك لا تعرف. ❝
جنديان مصابان واحد رمادي (مدرس تاريخ) والثاني بني (طباخ) من معسكرات مختلفة انتهي بهم الحال في خندق واحد يحتميان من باقي الأهوال الجارية حولهما.. يبدآن في التعرف على بعضهما ف تنشأ بينها علاقة صداقة ويبدأ كل منهما في التحدث عن نفسه وعائلته وماذا يحب وماذا يتمنى بعد أن تنتهي الحرب.. هذا لو استطاعوا النجاة..
❞ أظن أن الوَضْع، وللمفارقة، يختلف في حالة الحرب، التى يُفْتَرَض فيها عدم الترَدُّد، فلو تقابَل اثنان من طرَفَيْن مُتحاربَيْن، وتَصادفَ أنهما يعرفان بعضهما بعضًا بطريقة ما، وهذا ممكن، أتوقَّع أن كلًّا منهما سيتوقف، كأنه يفيق، أو ينتَبِه من حالة الحرب كلها ويسأل نفسه "ما الذي أفعله هنا؟!". ❝
وهذا ما حدث هنا ف الطباخ أسقط دفاعاته بعد أن عرف عن عائلة مدرس التاريخ الذي قرر منذ بدئ لقائهما أنه ليس متأكدًا من أنه يريد قتله.. وكأنه أراد أن يأخذ هدنة من الحرب..
-المثير للاهتمام في هذة الرواية هو أن الحرب تم وضعها في قالب إنساني ولها كيان خاص وتتكلم وتتمنى وتحب لو أنها تحظى بيوم راحة بيوم عادي.. يوم واحد فقط بلا قتال ولا موتى.. ولكن البشر مستميتين لجعلها تستمر في العمل كل يوم.. كل يوم.
❞ وبسببكم أنتم البشر. لم أتوقف يومًا عن العمل معكم أنتم البشر، يوم واحد إجازة لم تعطوني، كل يوم أنا أعمل في مكان ما. ❝
❞ ساعَدَني كل هذا في إتقان عملي وتطوير مهاراتي واكتساب مهارات جديدة، أنتم تقترحون عليَّ أشياء ومهارات وأفكارًا جديدة.. لا تتوقفون.. أَشْهد لكم.. أنتم عباقرة. ❝
❞ شيء أساسي في حياة البشر، كأنهم لا يستطيعون العيش إلا والحرب حاضرة في حياتهم، رغم أنها وسيلة لإنهاء حياة أكبر عدد ممكن منهم، على الأقل هذا ما يفعله كل مَنْ يشتركون فيها.. ❝
- يرى كل من الجنديان شذرات من طفولتهما ولا أدري أهي هلوسة أم حلم أم رؤى يتشاركونها ويعود كل منهما لبيته لدقائق.. يرى الطباخ أمه وهي تطبخ له في بيتهم (المشهد المفضل له لأحسن طباخة في العالم) ويرى المدرس ابنته وزوجته في بيتهم ويتشارك معهم الضحكات والرسم..
❞ "أنْ تجد شخصًا يأكل من يدك، هو بأهمية أنْ يجد شخصٌ جائعٌ طعامًا يأكله، وألَّا تجد شخصًا يأكل من يدك، هو في بؤس ألَّا يجد شخصٌ جائعٌ طعامًا يأكله"، تَنَفَّسَ الطبَّاخ بعمق، ابتسَمَ، وقال: "الطبخ هو أنْ تطهو بعض السعادة لغيرك. ❝
❞ "كل الأصوات التي نسمعها تصرخ داخل الحرب وهي تَقتُل أو تُقتَل، كانت تضحك في وقت ما، كانت تنادي أُمًّا أو أبًا أو صديقًا، أو زوجة أو حبيبة أو أخًا أو أُختًا أو ابنة أو ابنًا، أو حتى إنسانًا لا تعرفه، أو ستعرفه بشكل أفضل فيما بعد، وكل العيون التي تَتَرَقَّب داخل الحرب شخصًا لتقتله، كانت يومًا تنظر بالحب إلى شخص ما".❝
- استماتة البشر في القتال وحمى السيطرة رغم ما توصل إليه نفس البشر من تكنلوجيا وتقدم.. في الحرب لا رابح ولا جديد.. قتلى وظلم وقهر وضياع وشتات في مختلف أنحاء العالم.. لماذا؟.. السبب الوحيد المنطقي بالنسبة لي هو لينعم السادة بفرض سلطتهم.. والمذهل أنه يذهب واحد ليأتي آخر أكثر دموية منه.. يجعلني هذا اتسائل عن شكل النهاية وكيف يمكن أن يسوء الحال أكثر من هذا! الحرب قادرة على إخراج أبشع مافي الإنسان او الأصح تجريده من إنسانيته..
❞ طبَّاخ ومُدَرِّس تاريخ، يجلسان مُتَلاصقَيْن، أُذُناهما على جانبَي راديو صغير، يستمعان معًا لعازف كمان من المُحْتَمل أنه يعرف بوجودهما تحديدًا، وربما يتخيَّل منظرهما بينما يعزف. ❝
-يقرر الجنديان أن يكتب كل منهما رسائل لعائلته.. ويحمل كل منهما رسائل الآخر ف هكذا تصل رسالة أحدهم إلى عائلته على الأقل.. ويقرران أنه يجب أن يرجع كل منهما لمعسكره لاستكمال الحرب الدائرة.. لم أعرف مصير كل واحد منهم ولا أدري ان عاد كلاهما أو أحدهما لعائلته.. أعتقد أن هذا مقصود من الكاتب يعني أنه ما دام هناك حرب ستجد اثنان مفقودان ف خندق ما في مكان ما في العالم كان يمكن أن تنشأ بينهما علاقة إنسانية رغم ما يمران به.. ولكن الحرب مستمرة ومصير الجنديان يبقى مجهولًا حتى تنتهي الحرب.. أتنتهي الحرب يومًا؟
-ستتركك الرواية بشعور منها..
❞ وبدأ يَشعر بلمسة من حزن خفيف، ذلك الحزن الذي لا يُشْعِره بالحزن، إنما بالرِّقَّة ، حُزن عَذْب غير مُؤلم ❝
رواية ( غداء فى بيت الطباخة ) للكاتب / محمد الفخرانى الصادرة عن دار العين ٢٠٢٣ من أبشع ما يحدث فى عالمنا .. الحرب .. تدور رحاها فى مكان ما فى زمان ما بين جيشين ، و فى أثناء معاركها الشرسة ، يقع جندى من كل جيش فى خندق ضيق و يتقابلان وجها لوجه ، الجندى الرمادى و الجندى البنى . يحاول أحدهما أن يقتل الآخر فهذا ما تم تدريبه و برمجته عليه ، و لكن ينطق الآخر ببعض كلمات تجعله يتردد ، لحظات فارقة ، توجس و حيرة ثم شبه طمأنينة ، يبد�� بعدها حوار بينهما ، ثم تعارف ( بدون أسماء ) ثم حوارات مع بعض الفانتازيا الجميلة ، يوح و تساؤلات عن أفكار و معان كثيرة بالحياة ، إلى أن نصل إلى النهاية الغير متوقعة . نعرف بعد فترة من القراءة أن الجندى الرمادى مدرس تاريخ و الجندى البنى طباخ ، إختيار الألوان القاتمة فى رأيي دلالة على سوداوية الحرب ، مدرس التاريخ المفترض انه ينشر المعرفة و العبرة بين طلابه ، و الطبخ هو علامة على الحب و العطاء . أما العنوان فستعرفون دلالة إختياره مع القراءة و كذلك لون الغلاف و تصميمه . تدور أحداث الرواية فى خمسة أيام متتالية داخل الخندق ، قسمها الكاتب إلى أجزاء معنونة بتوقيت الساعة ما بين الشروق و المساء المتأخر . و بالتبادل مع فصول قصة الجنديين فى الخندق ، فصول أخرى تروى على لسان ( الحرب ) حيث تتكلم عن نفسها و ما وأته فى عالمنا و منا على مدار السنين ، كيف ترانا ، و ما هو شعورها نحونا . أعجبنى عدم ذكر أسماء للجنديين ، حيث أننا معنيين بإنسانيتهما فقط ، السرد و الحوار بالفصحى البسيطة السلسة ، و رغم ان الأحداث فى مكان واحد ضيق و بين شخصين فقط ، إلا أننى لم أشعر بالملل ، بل جذبنى الكاتب بالحوار العقلاني المميز و العالم المتخيل الذى أنشأه بتفاصيله الممتعة . و رغم ان القصة تخيلية إلا إنها فى منتهى الواقعية ، تعكس مخاوفنا و تساؤلاتنا عن أنفسنا كبشر فى عالم قاس ، سن قوانين و أساليب للسيطرة و التحكم و الوصول إلى مآربه ، تدوس فى طريقها على أرواح بريئة ، أو تحولها إلى آلة للقتل بلا تفكير . يأتى الكاتب بهذه الرواية ليجعلنا نتريث قليلا و نتوقف لنشاهد عن قرب هذا المشهد العبثى ، و نعمل عقولنا بين سطورها و أسئلتها ، لنرى الإنسان … فقط الإنسان مجردا من كل هوية أو جنسية أو دين أو أيدلوجية ، و ننتصر له في النهاية . الرواية بمشهديتها العالية و الفانتازيا اللطيفة فيها تصلح جدا للتحويل إلى فيلم مصرى أو عربى أو أجنبى ، فالقصة واحدة و مكررة فى كل بلدان العالم . قرأتها على تطبيق أبجد و إخترت لكم منها هذه الإقتباسات : - التعارف ليس فقط أن اعرفك وتعرفني بشكل مباشر ، ربما أعرف عنك موسيقى في بلدك ، حكاياتكم، مأكولاتكم الشعبية ، أشعاركم ، أغنياتكم ، عاداتكم ، هذه أشياء تجعلني اعرفك وتجعلك تعرفني ، يمكننا أن نعرف بعضنا بعضا دون أن نتقابل أو نتكلم . - أنا من أكثر من كتب عنهم في العالم وحكيت عنهم حكايات وكتبت لأجلهم موسيقى وصنعت عنهم أفلام . تعرفون أتمنى لو كنت غير معروفة ، أعيش في مكان هادئ أربى طفلة ، أزرع حقلا و أخترع أغنيات بسيطة اتسلى بها. - أحد أرقى وأرق أشياء يفعلها البشر تمرير أطباق الطعام لبعضهم بعضا ، أن تجد شخصا يأكل من يدك هو بأهمية أن يجد شخص جائع طعاما يأكله ، و ألا تجد شخصا يأكل من يدك ، هو في بؤس ألا يجد شخص جائع طعاما يأكله الطبخ هو أن تطهو بعض السعادة لغيرك. - أنا لا أصنف الناس ، أتوقع أنك عرفت هذا ، أنا أمشي الرحلة بلا تصنيفات أو أحكام .
غداء فى بيت الطباخة محمد الفخرانى 144 صفحة 2023 دار العين للنشر - ElAin Publishing
نبذة عن العمل انهكتنا الحروب ام نحن من انهكناها...؟ تبداء الرواية بمشهد لحرب سمعة صوتها لأكثر من سبعة أشهر متواصلة حتى حطمة وجداني وصورها فى ذاكرتي لم ولن تمحى ابدا قاومة نزيف جرحى ودموعى حتى اكمل اول جزء من العمل لعل القادم مختلف وقد كان ما تمنيت
اعجبنى رمزية الألوان فى بادئ ذكر الجنود ونسبهم لالوان قاتمة لا روح فيها ولا تدل على الحياه ومع إيضاح مغزى العمل بدأنا فى التعرف على الطباخ ومدرس التاريخ وهم ايضا لم رمزية كبيرة فالطبخ لا يكون الا بالحب والمدرس هو من يزرع العلم فى رؤس ابنائنا ولا يمكن الاستغناء عن كليهما فهم رمز لوجود واستمرار الإنسانية داخل قلوب البشر
من أجمل واقسى ما فى العمل حديث الحرب عن نفسها ... هل حقا نحن من نفتعل الحروب؟ هل نحن من نقاوم لاستمرارها باسم السلام؟ هل هى تريد الحب حقا....؟
كان العمل باللغة العربية الفصحى والفاظ سهلة مميزة وبديعة التعبير والوصف
الغلاف لا يدل عن محتوى العمل ولكن حتى تصل لاخره تعرف ما يقصده الكاتب باختياره للون ومكونات الغلاف
اسم العمل مميز جدا ونتعرف ايضا فى اخر العمل على دلالته
الحبكة مميزة جدا ومتماسكة برغم قلة الاشخاص الا ان الربط بينهم كان مميز وغير متوقع
النهاية ابهرتنى وصدمتنى لم اكن اتوقعها وان كنت تمنيتها
اقتباسات ❞ أنا فكرة وروح وجسم، من المُحْتَمَل أن أكُون فكرة لوحدها، أو جسمًا لوحده، أو روحًا بمفردها، في كل الأحوال أعرف أن لي حياة غير ما تعرفونها لي أو عَنِّي ❝
❞ "أنا أُحب أن أتفرَّج على أمي وهي تطبخ، أُحب الفُرْجَة على يديها وهما تتحركان بخِفَّة وهدوء، واثقة وبسيطة ومُدْهِشَة، لم يَتَحوَّل ما تفعله أمي في أيِّ وقت إلى مَنْظَر عادي، مُمْتِعة ومُدْهِشَة لمُجرَّد النَّظَر إليها وهي تطبخ"، ❝
❞ أرى أن البطولة في الأشخاص العاديِّين، مَنْ نُسمِّيهم عاديِّين، مَنْ لا تَذْكُرهم الكتب، الأشخاص العاديُّون هم الحِبْر الذي تُكتَب به كتب التاريخ، لكنه لا يَكتب أسماءهم ❝
❞ أنا أحب الاختلاف لأني أناني .. "أنانى فِعْلًا.. وأُحب أن أستمتع باختلافك عني مَثَلًا، فأنت باختلافك ستكون مُثيرًا لفضولي، أستمتع بطريقتك المختلفة، أسلوبك، وطبعًا أفكارك ورؤيتك المختلفة للأشياء" ❝
❞ "تبدو الحرب وكأنها شيء أساسي في حياة البشر" ❝
❞ أنهم لا يستطيعون العيش إلا والحرب حاضرة في حياتهم، رغم أنها وسيلة لإنهاء حياة أكبر عدد ممكن منهم، على الأقل هذا ما يفعله كل مَنْ يشتركون فيها.. إنهاء حياة أكبر عدد ممكن من الطرف الآخر ❝
اسم العمل : غداء في بيت الطباخة اسم المؤلف : محمد الفخراني عدد الصفحات : 168 علي أبجد النوع الادبي : اجتماعي _ خيال اسم دار النشر : دار العين للنشر والتوزيع سنة النشر : 2023 اللغة : فصحي سردا و حورار التقييم : ⭐⭐⭐
🌼❞ أَتْفرَّج على الكرة الأرضية، الأرض، وأتساءل.. كل هذا القَتْل يَحْدث فيها؟ ولماذا؟ لأجل انتزاع مساحة زيادة من أرض، أو لفكرة غبيَّة تتحكَّم بعقلِ غبيٍّ ما، أو غِلٍّ يحمله إنسان لغيره. ❝
✍️تدور أحداث الرواية بين شخصين تقابلا في الحرب وهم ليسوا من نفس الجانب بل يحارب كل منهم في صف ضد الاخر، فكيف ستصبح العلاقة بينهم و هل سيقتل أحدهم الآخر أم سيختلف الأمر بينهم ؟ تتطور العلاقة بينهم و ينشأ رابط صداقة ويصبح قوي بسبب الظروف التي يتعرفون فيها علي بعضهم و تتوالي الاحداث بينهم و يتحدث الحرب عن نفسه فنجد أنه يتمني أشياء كثيرة ويحلم بأشياء بسيطة للغاية و أنه لا يحب كل ما يحدث فيه و من خلاله ( اختصر حتي لا أحرق الأحداث )
🌻رواية مختلفة جدا و لون جديد وأعجبتني جدا اسمتعت و أنا أقرأها و هي ليست طويلة أرشحها للقراءة 😍
🌻اللغة : كانت سلسة بدون تكلف أو تعقيد
🌻 الغلاف : جميل جدا بس لا يعبر بدقة عن محتوي الرواية
📖اقتباسات أعجبتني :
🌼❞ "مَهْما كان، نَقْدِر دائمًا أن نعود إلى البيت"، ❝
🌼❞ "تبدو الحرب وكأنها شيء أساسي في حياة البشر" ❝
🌼❞ شكرًا لأن ذلك العالم المُتَطابق المُمِلّ غير موجود، ولأن البشر مُختَلفون". ❝
🌼❞ "بالنسبة لي أنت الشخص نفسه، قبل أن أعرف عنك أيّ شيء، وبعد أن أعرف كل شيء ❝
🌼❞ "أيّ طعام يمكنه أنْ يُشْبِعك، لكن ليس أيّ طعام يمكنه أن يُسْعِدك" ❝
🌼❞ مُغْرَمَة أنا بحكايات الناس العاديِّين، أبطال في حياتهم العادية، في اليوم العادي، ناس عاديُّون، كل يوم في حياتهم هو حياة كاملة رغم أنه يوم عادي، أو هو حياة كاملة لأنه يوم عادي، أو هو عادي لأنه حياة كاملة، أو كل ❝
🌼❞ "هل لاحَظْتَ العدد المَهول للحروب التي خاضها البشر ضد بعضهم بعضًا، وعدد الكتب التي كُتِبَتْ عن الحرب، والأفلام التي صُنِعتْ عنها، والموسيقا التي كُتِبَتْ لأجلها، والحكايات التي يحكونها عنها؟". ❝
🌼❞ "هل يجيء يوم ولا يكون أيّ إنسان مِمَّن على وجه الأرض قد شَهِدَ حربًا في مكان ما؟ ها؟ صعب جدًّا؟ كأن البشر حريصون أن يكون عدد كبير منهم قد شَهِدَ حربًا ما، فلا يَمُرُّ جيل مِنَّا إلا ويكون شاهدًا على حرب في مكان ما من العالم". ❝
"هل تخشى أن تعرفني وأعرفك؟ … "ليس سهلا أن نقتل من نعرفهم". تورث المعرفة التردد على أقل تقدير. جندي رمادي في الخندق يظهر تردده منذ الوهلة الأولى للقائه آخر بنّي هو الأشد على ما يبدو. الحرب هي الشاهد على الجنديين اللذين تجمعهما نبتة وموسيقى. هي الراوي العليم ولها أيضا صوت تتحدث به في بعض الفصول. "في الحرب كل منا بالنسبة للآخر ليس بشريا، ليس موضوعا إنسانيا، إنما موضوع للقتل". ما يكسره هو التعارف الذي لا يكون بالشكل المباشر فقط، أنا وأنت، بل بالتعرف على موسيقاك وأغانيك وكتبك ورقصاتك وملابسك وعاداتك، حكاياتك وتاريخك وأكلاتك، وبضع كلمات من لغتك. هكذا نعرف الآخر. "واجبي أقتلك لا أن أحكي لك عن أمي"، يقول البنّي، لكنه يحكي. ينامان بالتناوب فيحرس كل منهما الآخر. يكتبان الرسائل لأحبتهما ويتفقان على تبادلها حتى يتسنى لمن ينجو أن يوصل رسالة من قُضي. تذكرني رواية غداء في بيت الطباخة بفيلم مشابه اسمه No Man’s Land عن الحرب في البوسنة والهرسك. جنديان من الضدين وثالث معطل حبسه لغم. فيلم إنساني جميل يفيض بالألم وإن بدأ بالضحك. يكتب محمد الفخراني على لسان أحد جندييه: "فكر في هذا.. أنا وأنت الآن داخل هذا الخندق، داخل هذه الحرب، وفي اللحظة نفسها.. هناك.. في مكان ما من العالم، شخص يزرع أرضا، ومقهى يستقبل زبائنه، ورجل يعبر صحراء، وبحار في قاربه، فكر أن كواكب تتحرك الآن في مداها بشكل عادي، وسمكة تسبح في عمق البحر، وحيوان يشرب من نهر، وشجرة تثمر، وفراشة تحوم حول زهرة على قمة جبل، وسحابة تتلون، وطفل يتشكل في رحم أمه.. فكر في هذا كله لتعرف أننا لسنا كل العالم، وأن هذه الحرب الكبيرة مجرد نقطة في عالم كبير مستمر". بقدر حقيقة العبارة بقدر قسوتها على من يشهدها وهو يدرك أن العالم لن يقف من أجله أو أن إخوته لا يعبأون بمصابه إلى درجة أن يعطلوا حياتهم من أجله، وهي قاسية أيضا على من يود لو أوقف حياته كلها تضامنا لأنه لا يدر سبيلا آخر لمشاركة الألم. وأحيانا نعرف الآخر فيزداد القتال يقينا.
🟠اسم الكتاب : غداء في بيت الطباخة . 🟠️اسم الكاتب : محمد الفخراني 🟠️نوع الكتاب : إجتماعي /حرب/خيال 🟠️اصدار عن : دار العين للنشر - ElAin Publishing 🟠️عدد الصفحات : 132 على أبجد 🟠التقييم : ⭐⭐⭐⭐️
❞ "أتساءل.. لو استطاع البشر العَيْشَ على كواكب غير الأرض، كَمْ من الوقت نحتاج لنبدأ حروبنا هناك، ونقتل بعضنا بعضًا في كل كوكب جديد نسكنه". ❝
قصة مليئة بالحرب والإنسانية والسلام ، تبدأها وأنت تستمع إلى صوت الرصاص وسقوط الجنود ، و ترى الخراب في كل مكان ، وتنهيها وأنت تشعر بالأمان والسلام ...
هي قصة جنديان لانعرف أسمائهما واحد رمادي والآخر بني في لحظه كانا سيقتلان بعضهما البعض ، ليأخذهما فضول التجربة في معرفة بعضهم البعض !!
دعنا نلقي أسلحتنا ولكن بحذر دعنا نتحدث ونألف بعضنا البعض ربما لو ألفتني وعرفتني لما قتلتني !!
هي رحلة بصوت الحرب !! نعم بصوتها تحدثنا عن نفسها وعن ما تراه يومياً منذ خلقت !!
هي رحلة نفسية إجتماعية قوية تضعنا أمام سؤال صعب .. لماذا دائما هناك حرب !! لماذا لاتتوقف الحرب ؟
🟠 إستمتعت مع هذه الرواية وحاولت التعمق داخل معانيها والغاية المرجوة من هذا الخيال الواقعي البديع وجدت نفسي متلهفه لمعرفه ما يدور بين الطباخ ومدرس التاريخ ، ومشتاقة لحكاوي الحرب ، أنهيتها وعلى وجهي إبتسامة رضا لهذا العمل المختلف البديع ....
❞ يُنصِتان إلى الأغنية، تمشي بداخلهما، حزينة بغير حزن، لا تُحْزِنهما، لها فَرَح طيِّب شفاف ❝ --- أنا اشتركت في ابجد لاول مره السنة دي عشان كان التخفيض لا يعوّض , وهوب دبل كيك أول منا مروح من المعرض نسمع ان دي الرواية اللي حصلت على جائزة المعرض ومن حٌسن حظّي كانت على أبجد
بدأت اقرأ فيها جندي وطبّاخ .. ابن طبّاخة .. في أجواء الحرب العالمية الثانية الحدث الذي شكّل وجه العالم الحالي , لتبدأ الرحلة بسؤال عبثي حول "لماذا يجب علينا أن نقتل بعضنا البعض , فقط لأن كلًا منا في جيش العدو بالنسبة للآخر ؟"
الكاتب حاول بكل جوارحه يخلّي الرواية (اللي هي قصيرة جدًا) في قمة الملل , الأجزاء اللي كانت الحرب بتتكلم فيها عن نفسها مع تكرار سخيف لسطر "طفلة جوَّانِيَّة في مكان جوَّاني بداخلي" .. حشو حشو حشو حشو ورغي بلا هدف
اللغة عذبه , سلسة , وفيه أكثر من اقتباس "يلمس القلب" ,, يمكن مشاركتي للأول فقط ظالمه لجمال الاقتباس (نجمة لذلك)
النهاية مرضية بالنسبة لي ماتوقعتش اي نهاية تانيه
الرواية ماسبتش فيها أثر غير باقتباساتها وكل فترة برجعلهم بحبهم تاني (نجمة تانيه كمان)
صوت موسيقى خافت ومحبب رائحة طبخة دافئة وشهية يؤنساني في ليلة سفري الباردة، يؤنساني مع عمل لطيف خفيف مسلي، وأيضا لغته خفيفة
لكنه اختيار غير موفق في الليلة الستة والعشرين بعد المئة من الحرب... أشعر بخزي وأني خذلتهم أن استأنست هنا، وهم على ما هم عليه هناك... أولادي، أطفالي هناك
استمتعت بليلتي؟؟ لكن ماذا عن ليلى؟ د.ليلى، هل أحكي عنها؟ هل (الإنسانية) تسمح؟
نص مرهف عن الإنسانية الموجودة في خندق الحرب..من خلال جنديين لجيشين مختلفين، يتساءل المؤلف أن لا مملكة أخرى تقتتل كما يفعل الإنسان. من ممالك الحيوان أو الطير أو البحار، كما يتساءل كم سيأخذ الإنسان من سنوات كي يعمر كوكب آخر ثم يعود إلى تدميره بالحروب. يظهر في النص تأثر المؤلف بالأدب العالمي، وكتابته نص يعبر عن الإنسان المطلق بدون هوية محددة لمكان معين.
بالنسبة لي فضلت لو كان النص قصة قصيرة طويلة وليس رواية
❞ كَمْ يحتاج الواحد مِنَّا وقتًا يَقضيه في الحرب لينسى نَفْسه وحقيقته ❝ منذ بداية حرب غزة وأنا أتردد في قراءة أي شيء يهون عليا الحرب أو يساعدني على النسيان، كنت أروي قلبي بالدم كما نصحني أستاذنا أمل دنقل.. وجاءت هذه الكتابة الإنسانية تغسل كل الدماء.. لم أنسى لكن ربما فهمت الحرب.
It has been long since I read a book that made me moved like that. A book that makes you cry and smile and reminds you of your humanity and also makes you reflect and feel despair. It is so complex, the images and imagery. The friendship. I am in love