«مصر عَلَم يقف على ساريةٍ شاهقة متينة .. مصر أشهرُ من نارٍ على عَلَم .. مصر قبَسٌ ونور .. مصر تُعلِّم مَن لا يتعلَّم .. تُعلِّمه الأخلاق والصبر والإيمان، والجَلَد والصمود، والقناعة والرضا والأمل.
مصر نور الشمس في وضَح النهار .. مصر نور لا يخبو ضوءُه، ومشعلٌ لا تنطفئ جَذْوته، ومَنارةٌ دائمةُ الإضاءةِ إلى الأبد.»
سطَّر «أمين سلامة» بين دفتَي هذا الكتاب قصيدةَ عشقٍ في حبِّ وطنه مصر، متنقِّلًا بين صفحاتِ تاريخها الذي أنار بشمسه الحضارات الأولى، مصر التي ظلَّت طوالَ فتراتِ تاريخها متوقِّدةً وهَّاجةً تنير الدروبَ للحضارة الإنسانية، مصر المحتضَن الدائم لنهر النيل؛ شَريانِ الحياة الذي يتدفَّق في رشاقةٍ من الجنوب حتى أقصى الشمال. كما أشاد المؤلِّف بطاقاتِ مصر البشرية، جاعلًا من الإرادة وقودَ النهضة في الماضي، ومؤكِّدًا أنها ستظل هكذا في الحاضر والمستقبل. وقد عبَّر عن كل هذا بعاطفة جيَّاشة، فجاءت كلماته مليئةً بالصدق والشاعرية تَلقى هوًى في نفس كل مصري.
«وأمل مصر لا حدود له .. الأمل في المستقبل المشرق العامر بالخير .. الفائض على الحد، المتمثل في الجود الإلهي بما لأرض مصر من إخصاب لا ينضب، وبما لنهر مصر من طول لا يقل ولا يقصر .. ومن فيض لا يجفُّ ولا يجدب .. وبما لهواء مصر من نقاء وصفاء .. وبما لشمس مصر من إشراقٍ دائم ونورٍ ساطع ودفءٍ عظيم وإبداعٍ نادر الوجود، لا نظير له في أية بقعةٍ أخرى من بقاع الأرض»
كثيرون لا يفرقون بين مصر النظام ومصر الوطن. ولفترات كنت من ضمن هؤلاء الكثيرون، الكتاب أيقظ فيّ بحق مشاعر تفنن كبار البلد والمسؤولين والمنتفعين والأعلاميين وحتى المحيطين في طمرها بسبب الضيقة المفروضة على الواحد من ساعة ما اتولد في كل حاجة أحلامه، رزقه، رفاهيته، كل شئ بيمشي هنا بصعوبة ورخامة، لدرجة أنه يلعن ساعة ولدته هنا ويسأل ليه مش في أي مكان تاني في هذا العالم! ياريت الحكام على رقاب الناس تعرف قيمة هذه البقعة من الأرض التي ولاهم الله عليها ويشتغلوا من أجل رقيها. أعجبني جدًا تعبير (مصر العجوز العذراء).