منقريوس بن إبراهيم

by أمير الصرّاف

هنا يجلو أمير الصراف غبارَ التاريخ عن وزير مالية الأمير همام، ومدبرِ أمورها الإدارية والمالية في دقةٍ وأمانة، ينفضُ الغبارَ ويبحثُ عن المصادر ويمحصُ الرواياتِ القليلة التي نسي مؤرخوها الهوامشَ الفاعلة واهتموا بالعناوين البارزة. في صبرٍ كدَّ الباحثُ وتعبَ في تتبع أثر هذا الوزير، ربما لم يظفر في كتب
التاريخ بضالته، وهذا يثير تساؤلا: لماذا لم يدونوا دورَه المحوري كما يراه أمير، لماذا تناسوْا دورَه الركين في إمارة همام؟! ظني أنهم فُتِنوا بشخصية همّام التي طغت على من حوله، فهو متْنٌ وحيدٌ والهوامشُ تحته ترعى، قد يفسر هذا لماذا أغفله المؤرخون المسيحيون أيضا؟هنا ينبغي أن أؤكد أن هذا الكتاب يودُّ إبرازَ الدور المنسي لواحدٍ من الأقباط في الإدارة المالية لجمهورية همام، لكنَّ مؤلفَه لم يقعْ في دور من يصنع من الحَبَّة قُبَّة بل كان يصف حالا عامًّا، إذ عُهد للأقباط بالحسابات المالية؛ لذا كان المباشرون والصرافون في معظمهم إن لم يكن كلهم من الأقباط، ربما يعودُ هذا إلى تعليمِهم المبكِّر ودقة حساباتِهم وأمانتِهم كالمصريين كافة. مما جعل الكاتب يزيح حجب تساؤلات عن الوزير منقريوس، سكت المؤرخون عن الإجابة عنها، وأهملها الرحالة والمؤلفون.

160 pages, Paperback

Published January 1, 2023

Reviews

[Mohamed Ibrahim · Rating 4 out of 5]

منقريوس بن إبراهيم بن سليمان بن بقطر البلوطي وزير الأمير همام بن يوسف أمير الصعيد (شيخ العرب همام)

يعد هذا الكتاب أو تلك الدراسة لتسليط الضوء والبحث عن تاريخ المعلم منقريوس ودوره الذي اغفله الكثير من المؤرخين والذي كان له دور كبير في إمارة الشيخ همام

لكن في البداية يذكر لنا الأمير همام او شيخ العرب همام بن يوسف ودوره البارز في الصعيد وهو الذي أقام إمارة تمتد من المنيا إلي أسوان ، وتجاوز همَّام قلعةَ القاهرة في علاقته مع السلطان، وعقد الصلاتِ مباشرةً مع الباب العالي في استانبول و احتكر صناعة السكر وامتلك العديد من المواشي واستخدم عددًا لا يُحصى من آلاتِ الحرث، والسواقي للحفاظ على قوته التجارية ، وايضا حافظ علي الأمن في الصعيد بمساعدة جنوده وبمساعدة القبائل المجاورة
تلك الإمارة التي انقضت علي يد علي بك الكبير وخيانة إسماعيل أبا عبد الله الهوّاري- أحد أبناء عمومة همّام بن يوسف

‏
‫يذكر أيضا دور الأقباط في إدارةِ شؤون البلادِ المالية والإدارية على مر القرون والعقود و عُهد إليهم بالحسابات المالية، هذا يعود إلى تعليمِهم المبكِّر ودقة حساباتِهم وأمانتِهم كالمصريين كافة وهذا نراه في حالة همام ومنقريوس ، وعلي بك الكبير والمعلم رزق وغيرهم

اكتسب المعلم منقريوس الكثير من الخبرات في مجال الزراعة وتدرب علي يد والده ، كما أنه تلقي قسط وافر من التعليم جعله مناسب في العمل مع عائلة همام ليصل الي قمة الهرم الوظيفي في حكومته وكان له الكثير من الامتيازات والصلاحيات

وثِق فيه شيخُ العرب، ومنحه تفويضًا في عمليات شراء الأراضي لدعم اماراته ، وسداد الضّرائب المقرَّرة للدولة العثمانية، من خلال إيفادِ منقريوس في رحلاتٍ كانت تُتخذ لها تدابيرٌ أمنيةٌ إلى القاهرة برًا أو عبر نهر النيل، محملًا بملايين من عملةِ ذلك الزمان.

‏
لم يكن يربط بين همام ومنقريوس علاقة عمل فقط ولكنها أصبحت صداقة وكان همام يرعي عائلة منقريوس جيدا وحزن وتأثر بعد وفاته كما أنه استعان بشقيقه أسطاسيوس ليحل محله في العمل
‏

يتتبع الكاتب جذور عائلة منقريوس من والده إبراهيم ومن اي بلد جاء واستقر بمصر وعمله بمصلحه المساحه ويذكر مسارات اجيال العائلة الي الجيل التاسع منهم من عمل بالتجارة و البرلمان ومنهم من عمل بالمساحة تلك المهنة المتوارثة في العائلة

[Edress · Rating 3 out of 5]

في مجمل الكتاب اعتقد انه عمل بحثي طيب لكن مشكلته أنه أخبرنا كل شىء عن عالم منقريوس ابراهيم من عصره إلى الرجل الذي عمل تحت أمرته وهو شيخ العرب همام إلى أزمنة انهيار إمبراطورية همام وزوال حكم خلفاؤه ثم إلى زمن الحملة وهو زمن يلي فترة همام ثم الي ترجمات لعائلة منقريوس دون أن يخبرنا شىء عن الرجل نفسه الكتاب مفيد جدا لمن يريد القراءة عن الزمن وخصوصية حياة الأقباط في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لكنه يفتقد لترجمة حقيقية عن الرجل الذي يحمل الكتاب اسمه وهو أمر غريب

[أحمد لطفي · Rating 3 out of 5]

محتوى مهم، كان يحتاج اهتمام وترتيب أكبر. لكنه كتاب مهم في موضوعه.