"التاريخ يعيد نفسه مرتين،مرةً على شكلِ مأساة،ومرة على شكلِ مهزلة،وما نراهُ الآن هو المهزلة"،بهذهِ الكلماتِ لخصَ كارل ماركس حراكَ التاريخ ولا أراهُ إلا مُحقًا،لبنان الكبير الذي أنجبتهُ فرنسا الاستعمارية بعمليةٍ قيصرية لم تكن طبيعية على الإطلاق،قامَت باجتزائِهِ عن محيطِهِ العربي والإسلامي واعطائِه استقلالًا صوريًا كما باقي أشباه الدول العربية في المشرق،ذلكَ الاجتزاءُ لبلدٍ انغرست فيهِ الطائفية والعائلية والمناطقية من التاريخ والجغرافيا أنتجَ حاضرًا مُشوهًا مُلطخًا بدماء الأبرياء والمذنبين،أنتجَ منطقًا للحرب كبرميل بارودٍ جاهز دائمًا للاشتعال،منطقُ الدولة ومنطقُ الثورة،منطقُ الأقلية ومنطقُ الأكثرية،منطقُ المؤسسة ومنطقُ الطائفة،منطقُ الخائف ومنطقُ الجريء،بين التوفيق بين هذهِ المناطق المختلفة وبين الأطماع الفردية تُسفَكُ الكثير من الدماء. كتاب آلان مينارغ هذا يندرج تحت خانة المُهم لمن يهتم في التاريخ وفي السياسة وخاصة فيما يتعلق بتاريخ لبنان وبلاد الشام المعاصر،لكنَهُ ليسَ كتابًا للمبتدئين عن الحرب،يجب عليهم قبلَ ذلكَ أن يطلعوا عبرَ مصادر أخرى،وأُرشحُ لهم السلسلة الوثائقية للجزيرة المهم عن الحرب الأهلية في لبنان وهذا رابطه :
كتاب مهم لكل مهتم بالصراع العربي -العربي الصهيوني ف المنطقة، فالتاريخ لايعيد نفسه ولكن مفاهيم الخيانة والعمالة وطمع السلطة والمزايدة باسم القضية التي لاتهمهم في شئ الا توضيد سلطانهم هي التي تعيد نفسها