محمود الطالقاني رجل الإحياء القرآني

by أبو الفضل خوشْ مَنِشْ, جواد علي كسار (تعريب)

لقد أمضى الطالقاني شطراً مهمّاً من حياته السياسية والجهادية في السجون والمنافي، حيث كان لهذه المقاطع الصعبة دورها المؤثّر في تكوين شخصيّته وتنمية تجربته. لقد كان يعتقد أنّ الإنسان الذي يمضي إلى المعتقل يكون بمقدوره أن يرصد المجريات التي تضطرم داخل المجتمع عبر نافذة السجن أو من خلال رؤية خارجيّة راصدة، ومِن ثَمَّ إذا ما رام هذا الإنسان أن يرصد أوضاع المجتمع ومخاضاته عبر الحضور العادي فيه، فلن يحظى في مسعاه ذاك بتوفيق معتنى به يساوي حصيلة الرؤية الأولى... وقد استطاع أن يحوّل السجن إلى جامعة، حيث أرسى فيه قواعد درس قرآنيّ تحوّل مع الأيام إلى مجلدات عدّة في التفسير، وفيه أيضاً أكمل تأليف كتابه «الإسلام والمَلكيّة». ولم يقتصر الأمر على تفسير القرآن وحده، بل وظّف بعض المجالات الدينية الأُخرى للتفاعل، بحيث استطاع إلقاء عدد من الدروس في «نهج البلاغة» وتدوينها في المعتقل أيضاً... ومن ثم برزت واحدة من المعطيات الأساسية للسجن بالنسبة إلى الطالقاني، في تأملاته تلك بالآيات القرآنية وتعمّقه الكبير بها. على أنّ حرمانه من المصادر الكثيرة والمتنوعة، ساقه أكثر صوب ألفاظ القرآن والعناية بفحوى الآيات.

328 pages, Paperback

First published January 1, 2011

Reviews

[Riad]

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد شعرت بسعادة غامرة خلال قراءتي لهذا الكتاب من تأليف أخي وصديقي الدكتور أبو الفضل خوش منش وترجمة الأخ الصديق جواد علي كسار.
هذا الكتاب يقدم صورة جميلة ومشرقة عن تفسير المرحوم الطالقاني وهو تفسير لم أكن أعلم ان له ترجمة إلى اللغة العربية حتى قرأت هذا الكتاب.

وفي الحقيقة هذا الكتاب كتاب جميل وكتب بعناية و بموضوعية وقدم صورة مشرقة عن المرحوم الطالقاني وتفسيره ولفت النظر الى إيجابياته ومزاياه الكثيرة

كما انني سررت اكثر عندما وجدت فصلا قد خصصه المؤلف للحديث عن بعض السلبيات او الانتقادات التي يمكن ان توجه الى هذا التفسير والمفسر وهذا شيء نفتقده كثيرا في دائرة الكتابات الاسلامية الدينية أعني غياب النقد خشية التأثير على مكانة وسمعة الاشخاص وهو غياب غير مبرر.

سررت كثيرا هنا عندما رايت ان هذا الفصل المخصص لتوجيه الملاحظات النقدية وان كان فصلا وجيزا ومختصرا ومعدود الصفحات الا ان اصل وجود هذا الفصل والترويج لهذا النمط وهذا النوع من الكتابة هو شيء ايجابي وجدير بالتقدير.

في جميع الأحوال قد يحتاج الانسان الى وقت اكثر ليكتب عن هذا الكتاب وعن هذا الجهد الطيب الذي بذل فيه وعن هذا الاستقراء وهذا الاستقصاء لهذا التفسير حتى كاد ان يخيل الي او خيل الي ان هذا الكتاب قد جمع كل النقاط المميزة في هذا التفسير ولم يترك منها شيئا لقراءة أصل التفسير وهذا شيء جيد جدا وممتاز وقد يكون عوضا للقارئ العربي عن غياب اصل التفسير كاملا باللغه العربية حيث التقط المؤلف هنا كل الايجابيات او النقاط البارزة في هذا التفسير وهي كثيرة وفي الحقيقة نحن نفتقد مثل هذه الايجابيات في كثير من الكتب التي تؤلف حاليا في الوسط الاسلامي عموما السني منه أو الشيعي.

على سبيل المثال الحديث عن الاستعمار والصهيونية والاخطار الكامنة وراء تاسيس مثل هذه القاعدة المتقدمة حسب تعبيره للاستعمار في المنطقة وما الى ذلك يكاد يغيب عن الكتابات الحصيفة الجادة وهذا الشيء الذي قام به المرحوم الطالقاني هو شيء رائع ويدل على وجود وعي سياسي رائع وممتاز وعميق وقديم لدى هذا المفسر ويفسر في نفس الوقت هذا الاهتمام بهذا المفسر من قبل قاده كبار كالمرحوم الامام وابنه مصطفى مما يعني أن هذا التقدير لم يات على خلفية الانحياز لرجل كان معهما في الصف السياسي او الديني وانما كان هذا الانحياز على خلفيات هذا الوعي الذي قل نظيره ويقل نظيره على مر العصور.

هناك عدد كبير من الايجابيات التي لفت المؤلف اليها وهي تستحق الاهتمام وتستحق التقدير وتستحق التوقف عندها.

ليس أقلها الرجوع الى المراجع العامه وكتب الاديان الاخرى ويعني هذا شيء في الحقيقه في التفاسير ربما يقل مثله

في كل الاحوال ينبغي ايضا ان نشير الى اهتمام المؤلف بابراز جانب التركيز على السنن ودور هذه السنن في استنهاض الواقع المرير الذي عاشه ويعيشه المسلمون حتى يومنا هذا
الوعي السياسي الوعي الاجتماعي الوعي السنني اذا صح التعبير والقلم الجميل الذي تحدث عنه المؤلف كثيرا هي اشياء في الحقيقه اسعدتني جدا انني تعرفت عليها وكانني لم اقرا حول هذا الرجل سابقا

وفي الحقيقه فسر لي هذا الكتاب كل هذا الحب وهذه الشعبيه التي يتمتع بها المفسر و لطالما كان هذا تساؤلا في ذهني
الان عرفت ان قوه اللغه وقوه البيان وهذا الوعي وهذه القوه في التفسير وفي الاحاطه التفسيرية وفي الكتابة وفي الاستفاده من ايات القران الكريم في اصلاح الواقع واستنهاضه هي السر وراء كل هذه الشعبية وهذا الحب الذي يتمتع به المؤلف على الرغم من عشرات السنين التي مرت على وفاته

طبعا من المؤسف ان مثل هذا المؤلف او مثل هذا المفسر يموت قتلا لاهداف سياسية ايا كانت هذه الاهداف وايا كانت الاختلافات معه
مؤسف جدا انه في بلداننا مثل هؤلاء الاشخاص المؤثرون يموتون بهذا الشكل وهذا في الحقيقه يعيدنا الى مساله الوعي الذي كان عليه هذا المؤلف والذي يحاربه الاعداء ولا يريدون احدا ان يتوفر على مثل هذا الوعي. يستبعد ان تكون مثل هذه المجموعات التي قامت باغتيال مثل هذا المفسر الكبير وامثاله قامت بعملها المشؤوم هذا لوحدها ومن رأسها. هي تعمل بشكل او باخر لصالح الاعداء وتوجه من قبلهم حتى لو كان بعض السذج او بعض البسطاء لا يعرفون هذه المساله.

في كل الاحوال استمتعت جدا بقراءه هذا الكتاب حول هذا التفسير ومبدعه وادعو الجميع لقراءته وللكتابة عنه بكل السبل المتاحة
هذه كلمات قليله سجلتها على عجل وأنا يعتصرني الألم لكل هذه الحرب البربرية الوحشية التي يشنها الكيان المصطنع على أهلنا المستضعفين المحاصرين في فلسطين السليبة في القطاع والضفة المحتلتين وهي حرب مر عليها الآن نحو خمسة وستين يوما واستشهد بسببها نحو ثمانية عشر ألفا وجرح عشرات الآلاف وهدمت عشرات الآلاف من البيوت كل ذلك على الهواء مباشرة أمام العالم الذي يسمي نفسه متحضرا وكم تألمت وأنا أقرأ ما نقله المؤلف القدير عن المفسر الطالقاني حول هذا العالم وحيله وأهدافه من وراء التشدق بالحضارة وقيمها وخلق مثل هذه القاعدة له في قلب العالم القديم

نعم يمكن للاشخاص الذين تتوفر لديهم الامكانيه والوقت وفراغ البال ان يكتبوا بهدوء مقالات عن هذا الكتاب
نعم هو يستحق الكتابة عنه كثيرا والقارئ ايضا في كل العالم العربي يستحق ان يتعرف على مثل هذا المفسر على الاقل من خلال هذا الكتاب ان لم يكن عن طريق التفسير وترجمته فلا اقل من خلال هذا الكتاب يستحق أن يتعرف على هذا التفسير وهذا المفسر وهذا الوعي
والسلام عليكم