عندما جاء نيسان أخذت الأرض تتضرج بزهر البرقوق الأحمر وكأنها بدن رجل شاسع، مثقب بالرصاص. كان الحزن وكان الفرح المختبئ فيه مثلما تكون الولادة ويكون الألم، هكذا مات قاسم قبل سنة
جعل من حياته مرآة لمسار شعبه, ومن كتاباته شهادة على معنى المنفى واللجوء, والتمرد والمقاومة. غسان كنفاني من هؤلاء الحالمين الذين يعملون على تقصير المسافة بين الفعل والكلمة ويتطلعون إلى توليد جنس جديد من البشر.
مقدمة بقلم عزت القمحاوى
برقوق نيسان القميص المسروق إلى أن نعود المدفع قرار موجز الصغير يذهب إلى المخيم
غسان - الشخص والنص : بقلم فيصل دراج -شهوة الحياة ومنازلة الموت - العار الفلسطينى فى روايته
Ghassan Kanafani was a Palestinian journalist, fiction writer, and a spokesman for the Popular Front for the Liberation of Palestine (PFLP). Kanafani died at the age of 36, assassinated by car bomb in Beirut, By the Israeli Mossad
Ghassan Fayiz Kanafani was born in Acre in Palestine (then under the British mandate) in 1936. His father was a lawyer, and sent Ghassan to a French missionary school in Jaffa. During the 1948 Arab-Israeli War, Kanafani and his family fled to Lebanon, but soon moved on to Damascus, Syria, to live there as Palestinian refugees.
After studying Arabic literature at the University of Damascus, Kanafani became a teacher at the Palestinian refugee camps in Syria. There, he began writing short stories, influenced by his contact with young children and their experiences as stateless citizens. In 1960 he moved to Beirut, Lebanon, where he became the editor of several newspapers, all with an Arab nationalist affiliation. In Beirut, he published the novel Men in the Sun (1962). He also published extensively on literature and politics, focusing on the the Palestinian liberation movement and the refugee experience, as well as engaging in scholarly literary criticism, publishing several books about post-1948 Palestinian and Israeli literature.
لا أحسن كتابة المراجعات ولا أعد هذه مراجعة ولكنها خاطرة حول برقوق نيسان بالتحديد انتابتني أثناء القراءة
"البرقوق ورد الفقراء يا أبا قاسم"
لا أعرف السبب ولكني أجدها من أقرب ما كتب غسان إلى قلبي، أسرني فيها شئ غامض لا أعرف ماهيته. قرأتها مرتين بفاصل زمني يفصل بينهما، إحداهما كانت دون التوقف عند كل علامة لقراءة الهوامش والأخرى كنت أقف عند كل هامش اقرأه وأتعرف على الشخصيات، وشتان بين القراءتين وربما لهذا السبب أحببتها لأنني وجدت فيها لغزًا لا أستطيع حله. وراودني سؤال هل كانت فكرة الهوامش هذه مقصودة للقارئ أم أنها كانت هوامش وملاحظات شخصية لغسان أثناء الكتابة وحال موته دون إخراج الشكل النهائي للقصة؟ حاولت البحث في بعض الدراسات في أعماله ولكن لم أجد شئ يذكر عن هذه الراوية تحديدًا.
يقول أحد النقاد عن كنفاني : يقول كل شيء دفعة واحدة ، و يرسم الواقع بدون زيادة أو نقصان ! كنفاني الذي لم يكن يساوم ولم يكن يرضى بأنصاف الحلول وكان يعمل على حذف المسافة بين القول والمعيش محاولاً أن يعيش خارج الكتابة ماقاله داخلها ، كان يرمم فلسطينيته المتهمة ويرد على هؤلاء الذين اتهموا الفلسطينيين ببيع أرضهم والتطفل على موائد الآخرين . ما أحبه بطريقة كنفاني بالكتابة يستثير نفسك ويؤجج النيران بطريقة سلسلة سهلة مستساغة واقعية جداً و بسيطة لكن بدهاء . برقوق نيسان من أعماله الغير المكتملة حيث أن الموت أخذه على حين غفلة .يتضمن الكتاب قصص قصيرة لاتتعدى كل واحدة الأربع صفحات يصور بها غسان المعاناة الفلسطينية واللاجئين والمخيمات بطريقة أدبية وحوارية متينة . مجموعة النقاد والأدباء الذين قاموا بتجميع مخطوطاته بعد اغتياله في هذا الكتاب وختموه بدراسة أدبية وسياسة ونفسية وكشفوا الطوايا والخبايا حول الروايات والشخصيات التي استخدمها لإيصال هدف أو فكرة معينة حول القضية والكفاح والنضال . -القصص كانت تحت عناوين : *برقوق نيسان *القميص المسروق *إلى أن نعود *المدفع *الصغير يذهب إلى المخيم *قرار موجز - أما بالنسبة للدراسة كانت تحت عنوان : *غسان الشخص والنص. *شهوة الحياة ومنازلة الموت. *العار الفلسطيني في رواية الكاتب. ..... غسان عاش غربة مثيرة في حياته خلال الثورة الفلسطينية حتى اغتاله الموساد الإسرائيلي بعد ستة وثلاثين عاماً حين كان الفلسطينيون يحاولون ثورة جديدة وخلف وراءه كتابة متعددة الأجناس بشرت بالثورة ومايزت بين بشر حقيقين وآخرين سمتهم العقم والبلادة وكان في حياته القصيرة متعدداً : احترف الصحافة وعالج الأدب وغدا قائداً سياساً واقترب من العمليات العسكرية الحالمة بوطن مستعاد. فارس فلسطين كما أحب أن أسميه كان ماتخطه يده معنى المنفى واللجوء والتمرد والمقاومة . سيبقى في قلوبنا مهما حيينا ... وستبقى فلسطين جرحنا الأوحد ...
فيما أنهي هذه القصة التي بتر نهايتها الاستيطان الصهيوني باغتيال كاتبها، أتساءل ماذا لو كتب لعمر غسان بقية وتمكن من إكمال برقوق نيسان المستوحاة من حياة الفدائية المناضلة وداد قمري؟ سمعت وداد البطلة رحمها الله في فيلم (احكي يا عصفورة) التسجيلي عن فدائيات فلسطين وهى تقص كواليس تحضير الرواية وكيف أن غسان كان يسجل كل ما تقصه عليه من تفاصيل تواصل الفدائيين مع بعض، ومطاردة الإخرائيليين اللعناء لهم، ووحشية الأفخاخ والمكائد التي يعدونها لهم، وتعذيبهم واعتقالهم لأهاليهم وأصدقائهم حتى يستسلموا. أظن لو أن غسان لم تغتاله الضباع وتمكن من استكمال الرواية، لكنا شهدنا على عمل عظيم لا يقل قيمة عن أم سعد أو رجال في الشمس.
رحم الله شهيد الكلمة غسان كنفاني، رحم الله البطلة وداد قمري، رد الله الحق لأصحاب الأرض.
قرأت كل هذه القصص فى " القميص المسروق " من قبل عدا برقوق نيسان نفسها قرأتها الآن ..
ما أبشع أن ترى نظـرة الخوف فى وجه طفـل صغيـر! .. ما أصعب أن الحيـرة فى وجه رجل عجوز.. وما اصعب أن ترى اليأس فى وجه شاب فى مقتبل العمر. يتمكن غسان فى برقوق نيسان أن يرسم كل تلك الصور الحزينة .. ليريك فقط كيف كانت ومازالت تجرى الأمور.
برقوق نيسان واحدة من اعمال غسان كنفاني غير المكتملة شعرت بها مختلفة عما سبق وقرأته أو ربما هو وهم معرفة أنها آخر ما كتب؟! لا أدري لكنني شعرت بها مختلفة تماما، فيها وصف للفلسطيني وتوزع انتماءاته السياسية، فيها تكامل الشخصيات برغم تباين التيارات، فيها سحر النهاية المبتورة ووجع التمني لما كان يدور في ذاك الرأس الكاتب
القصص الأخرى لها ذكريات جميلة في وجداني: المدفع، قرار موجز، القميص المسروق، كل تلك القصص كانت مقرر قسم القصة من مادة اللغة العربية في الصف الثاني الإعدادي كان عنوانها حقٌ لا يموت وكنت استعذب قراءتها وأبحث عن ألغاز معانيها التي تزداد عمقا كلما ازداد وعي قارئها فلسفة عبد الجبار وحكمه التي حفظتها عن ظهر قلب صورة الرجل وهو ممسك بماسورة المدفع صوت قطرات المطر وهي ترتطم بقماش الخيمة ثم ترتد لتهوي في الخندق المحفور زمن الاشتباك الذي يحياه جيل من بعد جيل بصور مختلفة ومضمون واحد فيضان المشاعر والصور والكلمات المغمّسة بالصدق و بلوعة قلب تمسك قارئها من كتفيه؛ أن انهض، انهض قبل فوات الأوان نصيحة لوجه الله : لاتقرأ المقدمة فهي تحرق الأحداث >_< ونصيجة أخرى: لن تستمتع بالدراسة اللاحقة عما كتب غسان إن لم تقرأ رواياته التي تناقشها الدراسة
جميلٌ أن تعود إلى القراءة بعد انقطاع دام لأكثر من شهر ونصف بكتاب لغسّان. يتجسّد في هذا الكتاب معنى الشجاعة والتضحية في سبيل الوطن. لطالما أحببت كتابات غسان فهو ينقل لك معاناة شعب بأكمله، يجعلك تتذوّق هذه المعاناة وتشعر بالندم لعجزك عن فعل أيّ شيء يستطيع أن يخفف عن آلام هذا الشعب المقهور. (مقتبسات) ▪ ليس بوسع أحد أن يملأ مكان أحد. ▪ ونظر أبو القاسم إلى حيث أشار الضابط. كانت باقة الزهر الأحمر ملقاة فوق الطاولة، وبدت أقل جمالاً مما كانت، وأجاب: - ماذا يمكن للزهر أن يعني يا سيدي غير الودّ؟ ▪ ليس المهم أن يموت أحدنا .. المهم أن تستمرّوا
ممتع قلم غسّان مُفعم بالتفاصيل والرسائل المخفيّة عشقت قصة "الصغير يذهب إلى المُخيّم" والدراسة فى نهاية الكتاب عن هذه الشخصية الرائعة لا أكاد أمِلُ من قرائتها يذكِّرنى بـ شخصية "زياد" التى جاءت فى رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمى كان جمرةً من إبداع ووطنية خالصة .. بقدر ماحمل من سريالية وفلسفة كان ينبض بنقاء لا مثيل له رحمه الله
الكاتب عبقري ،وجبار ! اللغة شعرية وسلسة جداً..يبدءُ روايتهُ الصغيرة (عندما جاء نيسان أخذت الرضُ تتضرجُ بزهر البرقوق الأحمر وكأنها بدنُ رجلٍ شاسع ،مثَقَّب بالرصاص.كان الحزن، وكان الفرح المختبئُ فيهما مثلما تكون الولادة ويكون الألم.هكذا مات قاسم قبل سنه ،وقد دفن دون أن يعرف أحد ،دون اسم)..
الأرضُ /الترابُ /الإنسان . .ثلاثية بينها تكاملٌ وتناسقْ . وكأنهُ يقولُ (هذه أرضنا /جسدنا/نحنُ) . . روايته القصيرة ، تدورُ حول قاسم الذي استشهدَ في واقعة بين دورية صهيونية وسبعة فدائيين استشهد منهم سته ،منهم قاسم الذي ( كان هناك ممدداً علي طاولة ، وقد نظرتُ إليه ـ ابيه يقول ـ نظرةواحدةً فحسب ،ثم أخذتُ أنظرُ إلي راحةِ يده وفيها رأيتُ إرادةَ رجلٍ بطل ظل ممسكاً بسلاحه حتي اللحظة الأخيرة ،ولم تُفرد أصابعهُ إلا بالقوة)..
إلا أن هذا القاسم ، تتوالد منه شخصياتٌ أخري ( سعاد : التي تعمل مع الوطنيين ، وتكفلت بمصاريف والده ) سعاد التي قالت لأبيه ( زهر البرقوق ، زهرُ الفقراء!!) و(طلال: الشاب الصغير الذي يوصلُ الرسائل من الفدائيين للوطنيين) و(زياد : الشيوعي الذي ترك الحزب في الستينات ، وعندما استدعته سعاد ليساعدها علي الهرب أنجدها وساعدها)..
شخصياتٌ وشخصيات ، حتي شخصية( إبراهيم /إبراهام :المغربي اليهودي ، الذي اضطر للتضييقات الأمنية هو وابويهِ للهجرة لإسرائيل !!)
وكما تتوالد الشخصيات تتوالد الأحداث .
��تعلق الشخصيات ، وكأن غسان علق الشخصيات في الرواية التي كتبها قبيل مماته ، لا نعرف علي وجه الخصوص لم علقها :
ــ ربما ليعلق حل القضية الفلسطينية علي العموم ، فبعد النكسه ،وبعد الهزائم المتتالية والتهجير والاستيطان ما الحل...؟!!!
ــ ربما لتتوالد الشخصيات كما توالدت في الرواية ، وبهذا فان الفلسطينييون سيظلون يجاهدون!!
ــ ربما انه لم يكملها واغتيل قبل تمامها !!
ــــــــــــــــــــــــ
أما القصص الأخري ، (القميص المسروق ، قرار موجز ، إلي أن نعود ، المدفع ، الصغير يعود إلي المخيم)..فإنها تحتاجُ كلاماً كثيراً إذ أنَّ كل قصةٍ منها مستقلةٌ بذاتها ..
إلا أن في كلِّ نهاية قصة يضعُ غسان حكمةَ أجيال من الفدائيين واللاجئين ، ففي قرارٍ موجز تنتهي القصة بهذه الجملة علي لسان الشهيد( ليس المهم أن يموت أحدنا ، المهم أن تستمروا)..
كذلك في قصة(الصغير يعود إلي المخيم ، يتحدث غسان عن الخمس ليرات(في ومن الاشتباك) وما تمثلهُ لعائلة مكونة من 18 فرداً لاجئاً ..وينهي قصته علي لسان الطفل الذي وجدها ، ثم سرقت منه(أعتقد أن عصام هو الذي أخذها حين حملوهُ معي في السيارة إلي المستشفي . لكنه لم يقل وانا لم اسأل .كنا نتبادل النظر فقط ونفهم . لا ، لم أكن غاضباً لأنه كان ملهياً وأنا أنزفُ دمي بأخذ الليرات الخمس ، كنتُ حزيناً فقط لأنني فقدتها .
قِيل عن غسان كنفاني : غسان من هؤلاء الحالمين،الذين يعملون على تقصير المسافة بين الفعل والكلمة.. يقول كل شيء دفعة واحدة، ويرسم الواقع من دون زيادة أو نقصان.. كان في اتساقه الأخلاقي يرمم فلسطينيته المتهمة ويرد على هؤلاء الذين اتهموا الفلسطينيين ببيع أرضهم والتطفل على موائد الآخرين.. - قصة برقوق نيسان رغم أنها غير مكتملة إلا أن بها ما لا يلزم له نهاية.. قرأت بقية القصص في كتاب القميص المسروق ولكن برقوق نيسان والصغير يذهب إلى المخيم كانت المرة الأولى التي أقرأهم بها.. بقصة الصغير يذهب إلى المخيم وزمن الاشتباك غضب لا ينفك يسيطر عليّ مع كل سطر أقرأه، أجاد غسان التعبير عن الغضب بكتاباته وأجاد إيصال الرسالة التي يريدها أن تصل للقارئ.. غسان - الشخص والنص : بقلم فيصل دراج دراسة جيدة جدًا جعلتني أقترب من عالم الفلسطيني غسان.. رحم الله الشهيد غسان كنفاني..
ان المدن مثل الرجال تشعر بالحزن و تشعر بالوحدة .. تفرح وتنام .. وتعبر عن نفسها بصورة فريدة تكاد لا تصدق .. وتتعاطف بغموض مع الغرباء او تركلهم . ان للرجال اقدارهم المكتوبة مثل الاجل والتي هي مثل اسمائهم .. تلتصق بهم في لحظة لا يدركون كيف جاءت في الحياة ثمة امور كبيرة تجري ونحن لا ريب نلعب فيها دوراً كبيراً دون ان نعرف على وجه التحديد ماهية هذا الدور ألا يمكن ان يكون التاريخ كله حلم طفل احمق يعبث بالعاب اكثر تعدادا من ان تستطيع طاقته استيعابها رواية الأعمى والاطرش يا للخاسرين حين يؤلبون على انفسهم الكون بحثاً عن سلوى ! حين يعلقون اقدارهم على مخالب قدر لا يعرفون عنه شيئاً كي يصير بوسعهم ان يتحملوا انفسهم ! رواية الأعمى والاطرش
لسه مخلصة قراية مقتطفات من حياة و موت غسان كنفاني، و قصص ليه و نقد أدبي على اسلوبه و حياته !!!
في لحظات قليلة اوي في حياة الواحد لما بيلاقي نفسه مسلوب اللسان،، مخطوف الفكر و عاجز عن التعبير...
"برقوق نيسان" بدأت ببناية الخلفية الثورية الفلسطينية في مخيلتي... كونها آخر روايات غسان الغير مكتملة قبل اغتياله من الموساد في تفجير سيارته التي تركته ممزقا نصفين في عامه السادس و الثلاثون، تركت وراءها الكثير من علامات الإستفهام، الكثير من الأسى على ضياع هذا القلم الثوري الغير مسبوق... و الكثير، الكثير من،الفخر لكل ما تحويه "رسالته" كما كان يحب ان يسميها من "فضائل" و "أخلاقيات" و "حماسة لغرس الوطنية" في نفوس الكل!!
و قليلاً قليلاً، فور مروري بقصة تلو القصة.. بداية ب"القميص المسروق" عبوراً ب " الى ان نعود"... نجد صراع الرغبة في الحياة و صوت الضمير الذي يصرخ نهاية الآمر ليعلن ان "الفضيلة" و "الصواب" يفرضان ذاتهما علي قرارات شخصياته رغماً عن قسوة الموقف. مروراً ب"المدفع" و "قرار موجز" لنجد أرواحنا تبكي و تَئِنّ لفدائيته بطلا القصة على اختلاف العمر، و الموقع و الموقف... فالروح الفلسطينية الثائرة تسكن كل حكاويه... تستنبط منّا ذلك الجزء المبهم التي غلفته الحياة فظننا انه لا مكان له هنا الآن في مثل هذه الأوقات التي أصبحت فيها عروبتنا ذليلة منكسرة... تستنبط منّا و فينا... نبالة صلاح الدين، و إيثار النفس و ثورتها فداءاً للوطن.
نهاية ب" الصغير يذهب الى المخيم"... و التي لمست كل جوانبي بحق. فغسان، في قصصه المتتابعة التي لم تتجاوز ال44 صفحة... غمرتني بروح فلسطين. و وضعتني في قلب فلسطين... أخذتني في جولة في شوارعها و قُراها... ركضت مُطارَدَة... و ركضت مُطَارِدة لتلك الأحداث، لأولئك الناس.. وقفت أصرخ محذرة " العدو خلفك..." و وقفت أدمع لمواقف باسلة و انا اعلم بداخلي "أن ما باليد حيلة" من الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م الى ان اغتاله الاسرائيليون بعد ستة و ثلاثين عاماً... أنعي أعوامك الستة و ثلاثون...
... جعل هذا من حياته مرآة لمسار شعبه، ومن كتاباته شهادة على معنى المنفى واللجوء، والتمرّد والمقاومة. غسان من هؤلاء الحالمين، الذين يعملون على تقصير المسافة بين الفعل والكلمة، ويتطلعون إلى توليد جنس جديد من البشر. تُختصر حياة غسان، ربما، في جملة غاضبة وردت في مسرحيته: "الباب" تقول: يستطيع الإنسان الذي فاته اختيار ميلاده أن يختار موته، ولهذا انتهى ممزّق الأوصال، بعد أن شطرته قنبلة موقوته إلى نصفين 8 يوليو/ تموز 1972
ده كان جزء من دراسة د. فيصل دراج عن غسان كنفاني، اول مرة اقرأ حاجة لغسان، وبقالي فترة ماقرتش حاجة بالحساسية ديه، مافيش نص واحد من الكتاب انتهى الا وانا بادمّع.. مش عارف كنت هابقى مبسوط اكتر لو كان عاش وكمّل رواية "برقوق نيسان" ولا لازم اتفهم اختياره، انه مايبقاش كاتب وخلاص، محرّض على النضال من خلال كتاباته، انه اختار طريقة موته المشرفة ديه
"ليس المهم أن يموت الإنسان، أن يحقق فكرته النبيلة.. بل المهم أن يجد لنفسه فكرة نبيلة قبل أن يموت" قرار موجز
و "كم هو بشع الموت.. وكم هو جميل أن يختار الإنسان القدر الذي يريد" المدفع
الكتاب من تقديم ابويا :) والتقديم قراءة في كتابة غسان، ام تعقيب د. فيصل فبيكشف أعماق جديدة في شخصيته، وقصته اللي هي ماتختلفش كتير عن قصص الابطال اللي اتكلم عن بُعدهم الانساني، نفس طريقة افلام ايليا سليمان في تذكيرنا بالبُعد ده من القضية: الانسان
تُقَدَّم رواية برقوق نيسان على أنها غير مكتملة، لم يمهل الوقت غسان كنفاني لإتمامها ولكنها رغم ذلك أراها قد قدمت معضلتها مكثفة بكلمات حادة وأنتهت في لحظة خاطفة بعد أن أتمت ما أراد غسان كنفاني تقديمه. الرواية كلها مشهد واحد مربك لجميع شخصيات الرواية يفسح فيه غسان مساحة موازية في الهوامش حيث يصقل فيها هذا المشهد بصوته هو ككاتب وراوٍ لخلفيات هذه الشخصيات.ـ الرواية – كما القصص القصيرة المنشورة معها في الكتاب – ترصد جميعها المفارقات الإنسانية التي نشأت عبر الظروف التي قهرت المهجر من أرضه ووطنه وزمانه ليعيش على هامش الحياة الطبيعية متمركزا في كل تفاصيل يومه حول قضيته التاريخية. لك يتاجر غسان كنفاني بالقضية في أدب سطحي مباشر يقدس الفلسطيني، إنما رصد فيه الفلسطيني كإنسان عادي بضمير نقي أمام نوازع الحياة أحيانا وكشخص انتهازي يتاجر بمعاناة الناس تحت وطأة القهر، كنا ظهر ذلك بشكل واضح في قصة "القميص المسروق" في هذا الكتاب.ـ
أحببت هذا الكتاب جداً , القصص القصيرة تأخذك الى فلسطين لتعيش مع أهلها في بقايا وطن في زمن الاشتباك عندما يكون البقاء على قيد الحياة هو الفضيلة الوحيدة , وتارة تعيش في المخيم الذي يصفه غسان أنه "ليس بالبيت وليس بالسجن انه بقايا مكان وبقايا بيت وفيه بقية سجن" ثم تجد نفسك تلهث و تركض حافي القدمين مع الطفل الذي وجد خمسة ليرات في السوق والعالم كله يركض وراءك, وثم تصرخ بصوت ذلك العجوز " انها باقة زهر يا سيدي مجرد باقة زهر " . غسان كنفاني رحمك الله
this is the best short stories collect by Kanafani. Each story is about five pages long only but with so much essence and depth. I don’t get how he can create so many emotions with so little words. I read this book too late in my opinion. I should have started with it a long time ago, ever before his other books, especially the short stories collection. This in my opinion is the most powerful.
مجموعة قصصية رائعة و كذلك الدراسة في نهاية الكتاب لدكتور فصيل الدراج عن غسان جميلة و حملت لي الكثير من المعلومات
سأبدأ بكل قصة على حدا و أُعطي فقط نبذة عنها
برقوق نيسان هذه القصة تتحدث عن الكفاح الفلسطيني و الوفاء و البطولة في قلب الفلسطيني، من الطفل الصغير الى الكهل الكبير، كلٌ يحمل عاتق الدفاع عن وطنه و الدفاع عن إخوانه في ما يفعلونه، يصف فيها عدم قدرة الصهاينة على فهم ما يحدث بينهم مع علمهم بأن هناك شئ يحدث. هذه القصة مؤلمة، ككل القصص. تحتوي على الكثير من المشاعر الغير مكتملة و لكن توصل المعنى، تخبى في ثناياها إيصال رسالة بشكل ما، و هي تفعل ذلك بأحسن وصف او بما هو كافي لتدرك المعنى. و اظنها المفضلة بالنسبة لي 🖤
القميص المسروق توصل رسالة بأنه مهما حدث لمن هو طيب و يعلم معاناه من حوله من حاجة لا يأتي على أخذ حقهم مقابل حقه، في وصف الحرب النفسية التي تعصف بهذا الشخص المحتاج الكثير و الكثير من الألم و في قراره النهائي بطوله، ولكنها بطولة مؤلمة إلى حد انتهائها بسقوطه باكياً...
الى أن نعود تصف شخصاً تحول من حياته الهادئة العاملة الى حياه الجهاد، و مثابرته بها بحياته، و ما أدى الى ذلك من ألم، تصف تناقضات المشاعر بين البداية و ما تؤول إليه النهاية، تصف مشاعر مكبوتة و غضب يحتاج الى تحرير، تصف الذل و المهانة و العجز و ما أدى ذلك في نفس شخص لاحقاً.
المدفع تصف تطور السلاح الى طونه جزءً من الشخص، جزءً من المدينة، جزءً من الأمان، جزءً من الحياه. تصف وجود مشاعر الطمأنينة في المكان لمجرد وجود سلاح حماية يفرحون به فرحة الأب بأبنه الفخور فيه. تتجلى جمال القصة في وجود الشخص وراء هذا المدفع، في من جلب هذا المدفع فيما فعله هذا الشخص ليحصل عليه، يظهر ذلك كم من الحب و الأمان و العزة التي لا تُضاهى. و يأتي الأصعب في كيف تمت النهاية، و لكنها نهاية عزيز في جليل.
قرار موجز تصف الفلسفة وراء الحرب، تصف تطور التفكير الى ما تجبرك عليه الحرب حتى و ان لم تكن تريد، الحرب، او هي ليست بالحرب فهي ليست بالعادلة، و الحرب يكون فيها راحة و لكن هذه الحرب لا تملك أي راحة.
الصغير يذهب الى المخيم تصف هذه القصة زمن الاشتباك، تصف مشاعر الجوع و الفقر و الحاجة، تصف النفس البشرية ما تستطيع تحمله، تصف معاناه الفلسطينين الداخلية، نراهم دائماً كأبطال و نفكر فيهم في أنهم يعانون من آلام الحرب الشديدة، و لكن الأمور الصغرى تؤلم كثيرا و تكون مصدر ضيق و حاجة و تعكير لكل امر و دوام التفكير في أمور قد تكون لا تأتي على بال أحدنا. تأتي وصف مشاعرها في صبي صغير، هذا الصبي يجد مبلغ من المال فيأخذه و يذهب يعدوا و يعدوا كي لا يلحقه أحد، يتمسك به كأنه حياته، لا يعلم ماذا يفعل به يحرسه بكل ما يملك، يتشبت به في زمن الاشتباك تشبت الأم بجنينها.
و هنا نأتي الى دراسة دكتور فيصل الدراج "غسان الشخص و النص"
دراسة ناقشت حياه غسان، عرفتني به أكثر، جعلتني أفهمه و أفهم دوافعه بشكلٍ أفضل، عرفتني بطريقة عمل غسان و ماذا كان يريد و كيف كان يدير حياته. وجدت في بعض وصف الجمل صعوبة في فهمها من قوة التشبيهات و لكني حاولت عدة مرات الى ما وصلت أني أفهمها.
كان غسان يعمل في كتابة رسائل لا أعمال أدبية. كان هدفه الدائم إيصال رسالة معينة في كل عمل من اعماله و ان لم يكتمل العمل في حبكته الأدبية، فهو وصل رسالته بالشكل الكافي و أدى الغرض من كتابته. لذلك كان غسان يبدأ في عدة أعمال في الوقت نفسه من رواية الى قصص الى دراسات الى كتب. كأنه كان يعلم ان حياته لن تكون طويلة كان يعمل بأقصى جهده لإيصال رسائله.
غسان كان يذكر دائماً حال اللاجئ، يراهم جبناء اختاروا الموت المهين، كان يرى دائما أن مصير الفلسطيني في هذا الوقت هو الموت و لكن له خياران إما الموت العزيز و هو يدافع عن طنه برصاصات إسرائيلية، و إما الموت البطئ الذل برصاصات غير إسرائيلية، كان يكره أن يرى حال اللاجئين و ما وصلوا اليه من ذل، كيف أصبحوا يعيشون، كيف يتم ذلهن و معاملتهم بأنهم ليسوا ببشر، كان غسان قاسي عليهم كثيراً و لكني أتفهم أنه كان يكره الذل و المهانة و يرى في هذين خيانة لوطنه، و بما أنك ستموت في الحالتين إما واحد بطئ في الملاجئ أو في وطنك فاختر الدفاع عن وطنك. ذكرت الدراسة معاني روايتي رجال في الشمس و ما تبقى لكم و وصفت حياه الهروب و أنها ادت في النهاية الى آلام أصعب، رسم طريق موت شخصياته منذ البداية و عبر عن ذلك كثيرا في معظم أعماله.
عندما أرى شخصية غسان أعجز عن فهمها، أرى فيه بطل مجاهد، يحس كثيراً بالألم الشديد، لا يهون عليه شعبه حتى لو كان قاسي عليه، يعمل بجد دائم، يرى في حياته أنه عليه إيصال الرسائل و المحاربة بهذه الطريقة، وددت أن أغوص أكثر في نفسه لأتعلم منه، من المواقف التي وجدتها طريفة و مؤلمة و تعبر عن شخصية غسان في الوقت نفسه: "أخذت النسخة الأولى من كتابي الجديد و ذهبت الى مطعم، تناولت الغداء و طلبت من صاحبه أن يقبل كتابي ثمنا لوجبة، لأني لا أملك ما يكفي من النقود، و رضى صاحب المطعم و خرجت سعيداً. قال عبدالرحمن: قد تكون القصة مسلية فثد ضحك غسان و أضحك غيره عليه لكنها تعبير عن عفوية غسان الطليقة، التي كانت تتيح له أن يختبر الحياه، بلا قيود، و أن يختبر ذاته و هو يختبر الحياه"
إنها باقة زهر ياسيدي وهي لا تعني شيئا خطيرا على الإطلاق، قلت لنفسي و أنا أمر من هنا هذا بيت صديقي القديم وابنته وحيدة منه، ولا بأس لو حملت لها باقة زهر ..
إنني غالبا ما أفشل في صنع الكنافة ،، وأخشى أن يكون طعم هذا الصحن هو الجريمة الوحيدة التي أرتكبتها ..
ولماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة ؟؟
"برقوق نيسان" قصة لاقتحام جنود العدو بيت إحدى المناضلات، يشرح فيها المبدع كنفاني خلفيات أبطال الروايه " أبو قاسم، سعاد، زياد .. بسرد إبداعي جذاب كعاده الشهيد الكاتب
ما هذه الروعه وما هذا الابداع القصص القصيره امتر من رائعه وتؤثر فيك بطريقه فظيعه وتجعلنى اشعر كانى انا هذا الشخص او اشاهده امامى
فى نهاية اغلبهم كانت تدمع عيناى يااالله ما هذا الجمال
الروايه لم تكتمل لو كانت اكتملت لكانت شئ فوق عادى الدراسه كانت عن المؤلف العبقرى وعن اغلب روايته شجعتنى هذه القصص على قراءة المزيذ لغسان كنفانى واعتبره من افضل الكتاب بالنسبه لى
برقوق النسيان عن برودتنا التي دفعنا ثمنها ببيع أكياس الدم عن مشاعرنا في زمن الاشتباك عن انتظار كيس الطحين عن خيمة اللجوء عن كل احزننا عن فلسطين عن عيوننا التي تنتظر مناسبة للبكاء عن بيرة البرتقال و بيرة الزيتون عن الزعتر عنا نحن الم مقطر
• كتاب يحتوي على بعض قصص غسان كنفاني .. مع مقدمة عن حكاية " برقوق نيسان " بقلم الأديب المصري عزت قمحاوي ، و دراسة قصيرة عن نصوص غسان كنفاني ، بقلم الناقد و الأديب الفلسطيني فيصل دراج.
• يبدأ الكتاب بمقدمة لعزت قمحاوي عن حكاية برقوق نيسان .. الذي يشبه بدايتها ببداية " رجال في الشمس " من حيث موضوع أنسنة الأرض .. و يتطرق إلى أسلوب غسان في هذه الرواية حيث يتنقل ما بين السرد العاطفي للحكاية و ما بين هوامشه المحايدة التي يعلق بها على أحداث و شخصيات الرواية ، ما يخلق داخل الرواية زمنين مختلفين لكل واحد منهما أسلوبه.
و يضيف رأيه في سبب عدم اكتمال الرواية فيقول : ( بحثت في كل المتواتر حول عدم اكتمال الرواية التي استشهد عنها غسان في تموز/ يوليو فلم أجد ما يؤكد أو ينفي ، لكنها تبدو لي مكتملة هكذا ، لأن تعليق المصائر كلها: سعاد, أبو القاسم ، زياد وطلال لا يعني عدم اكتمال الحكاية ، لكن يعنى أن الحكاية الفلسطينية قابلة للتوالد على هذا النحو إلى مالا نهاية ، تماماً مثل حكايات ألف ليلة. وبين النصين متعة القراءة. وبين الحكايتين فارق الواقعية المؤلمة في الحكاية الفلسطينية ) .
• ( برقوق نيسان ) ... و تحكي عن أبي قاسم الذي يستشهد ابنه جنوب البحر الميت ، فينكر تعرفه على الجثة ، و بذلك ينجح في انقاذ رفاق قاسم من الفدائيين .. ما يجعل الفدائيين يتكفلون بالانفاق عليه .. و لهذا يذهب أبو قاسم كل بداية شهر إلى شقة سعاد في أريحا ليأخذ النفقة .. وفي إحدى المرات ذهب حاملا لها باقة ورد ليتفاجئ بأن كمين للقوات الإسرائيلية كان يختبئ في منزلها بعد أن اقتحم المنزل فلم يجدها ..
خلاصة الحكاية في تساؤل الضابط الاسرائيلي الذي يقول ( لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة ) ؟ أو كما يشرحها أكثر عزت قمحاوي في مقدمته ( ولماذا يكون صحن الكنافة أكثر فلسطينية من باقة زهر؟ )
في الرواية ، عبّر غسان عن دم الشهداء بزهر البرقوق ، برقوق نيسان .. ( دخلت البيت، وانتزعت الزهرة الحمراء من شعرها وهي تقول له: "البرقوق ورد الفقراء يا أبا القاسم" وبعد هنيهة قالت له: "أهل القسطل كانوا يقولون: هذه دماء الشهداء تطلّ علينا". ) و لعله أراد أن يقول في جملته ( لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة ) لماذا يعتبر صحن الكنافة إنجازا فلسطينيا بريئا يستحق عليه الثناء ، بينما دفاع الفلسطيني عن حقوقه و أرضه ( زهر برقوق ) أمر منكر يرفضه الجميع و يصفونه بالإرهاب ؟ و بأنه السلاح هو السبيل الوحيد للعودة إلى الوطن ( كل إنسان يعود إلى بيته.. ).
• ( القميص المسروق ) و ( إلى أن نعود ) و ( المدفع ) و ( قرار موجز ) .. قصص قصيرة ، أخذت من كتابه ( القميص المسروق و قصص أخرى ).
• ( الصغير يذهب إلى المخيم ) يتحدث فيه عما يسميه غسان بزمن الاشتباك الذي يكون فيه الانسان على بعد طلقة من الموت .. فيتحدث عن الطفل الذي يعيش مع ثمانية عشر فردا عاطلا فقيرا في منزل جده .. وكيف كان يخرج مع ابن عمه عصام للبحث عن بقايا الأطعمة في السوق .. و قصة ايجاده لخمس ليرات ملقاة على الأرض .. وكيف اختلفت العائلة على تقسيمها بينهم ، قبل أن تنتهي القصة بسرقتها منه .
( كان ذلك زمن الإشتباك. أقول هذا لأنك لا تعرف: إن العالم وقتئذ يقل على رأسه، لا أحد يطالبه بالفضيلة... سيبدو مضحكاً من يفعل.. أن تعيش كيفما كان وبأية وسيلة هو انتصار مرموق للفضيلة. حسناً. حين يموت المرء تموت الفضيلة أيضاً. أليس كذلك؟ إذن دعنا نتفق بأنه في زمن الاشتباك يكون من مهمتك أن تحقق الفضيلة الأولى، أي أن تحتفظ بنفسك حيّاً. وفيما عدا ذلك يأتي ثانياً. ولأنك في اشتباك مستمر فإنه لا يوجد ثانياً: أنت دائماً لا تنتهي من أولاً )
• بعد هذا تأتي دراسة جميلة للدكتور فيصل دراج بعنوان " غسان الشخص و النص " يتحدث فيها عن غسان كنفاني ، شخصيته و أفكاره و يفسر ما أراد غسان إيصاله للقراء ، عبر رواياته رجال في الشمس ، ما تبقى لكم ، و عائد إلى حيفا .. الدراسة جميلة و تقنعك بأن غسان كنفاني لم يكن مجرد كاتب عادي بل كان يحمل فلسفته الأخلاقية الخاصة به و نظرته الفريدة في سبيل تحرير فلسطين .. ( قد تكون هذه الدراسة أهم ما جاء في الكتاب فعليا ) .
برقوق نيسان: شهادة خالدة على الألم الفلسطيني تظل رواية "برقوق نيسان" لغسان كنفاني شاهداً حياً على معاناة الشعب الفلسطيني ونكبته. هذه الرواية القصيرة، التي لم يتمكن الكاتب من إكمالها قبل اغتياله، تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والرموز التي تعكس عمق الجرح الفلسطيني. تروي الرواية قصة سعاد، الفتاة الفلسطينية التي تعبر النهر بعد هزيمة حزيران، بحثاً عن أمل جديد. في رحلتها هذه، تتقاطع مع قصص أخرى لشخصيات فلسطينية تعيش مرارة اللجوء والتشرد. أهمية الرواية: شهادة تاريخية: تقدم الرواية شهادة حية على أحداث النكبة والهجرة القسرية للشعب الفلسطيني، مستخدمة لغة بسيطة ومؤثرة تصل إلى قلوب القراء. رمزية عميقة: تتجاوز الرواية السرد الواقعي لتستخدم الرموز والألغاز، مثل "برقوق نيسان" والنهر، لتعكس معاني أعمق حول الهوية والانتماء والصمود. عمل مفتوح: كون الرواية غير مكتملة، فإنها تترك للقارئ مساحة واسعة للتأويل والتفسير، مما يجعلها عملاً أدبياً حياً يتجدد مع كل قراءة. مرآة للوجع الفلسطيني: تعكس الرواية بعمق معاناة اللاجئ الفلسطيني، وحنينه إلى وطنه، وكفاحه من أجل العودة. صلة بالواقع المعاصر: رغم مرور عقود على كتابتها، لا تزال الرواية تحمل أهمية كبيرة في فهم القضية الفلسطينية وتحدياتها المستمرة. مقارنة مع أعمال أخرى: عند مقارنة "برقوق نيسان" بروايات أخرى لكنافاني مثل "عائد إلى حيفا" و"رجال في الشمس"، نلاحظ تطور أسلوبه في تناول القضية الفلسطينية. ففي "برقوق نيسان"، نجد تركيزًا أكبر على الجانب النفسي والمعنوي للمأساة الفلسطينية، بينما في رواياته الأخرى نجد تركيزًا أكبر على الأبعاد السياسية والاجتماعية. تأثير الرواية على القارئ: تترك رواية "برقوق نيسان" أثراً عميقاً في نفس القارئ، فهي تستحضر مشاعر الحزن والأمل والغضب، وتدفعنا للتأمل في معنى الوطن والهوية. كما أنها تثير تساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية تجاه معاناة الآخرين، وتدعونا إلى التضامن مع القضية الفلسطينية. أهمية قراءتها في الوقت الحاضر: في ظل التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، تزداد أهمية قراءة "برقوق نيسان". فهي تساعدنا على فهم جذور الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتذكرنا بأهمية الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية ونقلها للأجيال القادمة. كما أنها تلهمنا للاستمرار في دعم حقوق الشعب الفلسطيني العادلة. دور المرأة في الرواية: سعاد كرمز: يمكن تحليل شخصية سعاد كرمز للمرأة الفلسطينية التي تبحث عن الهوية والانتماء في ظل الظروف القاسية للاحتلال واللجوء. المقاومة النسائية: يمكن تسليط الضوء على دور النساء الفلسطينيات في المقاومة، سواء كانت مقاومة مسلحة أو مقاومة ثقافية. الزواج القسري: يمكن تحليل موضوع الزواج القسري الذي تتعرض له سعاد، وكيف يعكس هذا الموضوع واقع العديد من الفتيات الفلسطينيات. الرمزية في العنوان: الربيع والأمل: يمكن ربط رمزية "برقوق نيسان" بفصل الربيع الذي يرمز إلى الأمل والتجدد، وكيف يتناقض هذا الرمز مع الواقع المرير الذي تعيشه الشخصيات. اللون الأحمر: يمكن تحليل دلالات اللون الأحمر في الرواية، وكيف يرتبط بالدم والشهداء والأرض الفلسطينية. الفواكه كرمز: يمكن مقارنة "برقوق نيسان" بفواكه أخرى ورد ذكرها في الأدب الفلسطيني، وكيف تعكس هذه الفواكه جوانب مختلفة من الثقافة والتاريخ الفلسطيني. تأثير الأحداث التاريخية على الرواية: هزيمة حزيران: يمكن تحليل تأثير هزيمة حزيران عام 1967 على حياة الفلسطينيين، وكيف انعكس هذا الحدث على الشخصيات في الرواية. النكبة: يمكن ربط أحداث الرواية بنكبة فلسطين عام 1948، وكيف تؤثر هذه النكبة على الوعي الوطني للشخصيات. اللاجئون: يمكن تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، وكيف يعكس هذا الواقع جزءًا كبيرًا من حياة الشخصيات.
ختاماً: تظل رواية "برقوق نيسان" عملاً أدبياً متميزاً، يستحق القراءة والتأمل. فهي أكثر من مجرد رواية، بل هي وثيقة تاريخية وشهادة على معاناة شعب بأكمله.
الكتاب مجموعة قصص قصيرة، نسجها «غسّان كنفاني» قبلَ أن يغتاله الموساد.. نسجها بلغة رقيقة، رائعة.. تسحبك إلى عالم القصّة ببراعة. تلك الكلمات السّلسة، السائغة، الحلوة، والّتي تصوّر كثيرًا من مرارة الفلسطيني.
ففي «برقوق نيسان» الّتي كانت فاتحة القصص، ترى غسّان يصوّر لك حياة شاب فلسطيني، وُلِد في بلاده، ثمّ أصبحَ لاجئًا، ثمّ فدائيًا، ثمّ شهيدًا، وحياة أبيه من بعده، ورفاق دربه في النضال، ولا يعطيك لهذه القصّة خاتمة واضحة، كأنّه أراد بتعليق تلك المصائر كلّها أنّ توالد الحكاية الفلسطينيّة على ذلك النحو إلى ما لا نهاية. كما قال د.عزت القمحاوي في مقدّمة القصّة.
وفي «القميص المسروق» يصوّر معاناة لاجئ في خيمة، مع المطر الهطول، والبرد الّذي لا يدرك الرّحمة، والبشر الّذين لا يدركون الرّحمة أيضا، والغصّة الّتي لا سبيلَ لازدرادها، والنقمة الطّاغية.
وفي «إلى أن نعود» يصوّر معاناة الّذي عاشَ في صورة لا تُنسَى، وألمٍ عميق، وشوق للأرض لا يكفّ عنه ساعة.. الّذي هو مُستعد للثأر، لا يمنعه تعب عن السّير في سبيل الانتقام، إلى أن نعود.
وفي «المدفع» يصوّر طرفا من نفسيّة الثائر الحرّ، الّذي يغلي بالقتال قلبه، ويفدي البلاد بدمه، حرفيا.. "كم هو بشع الموت، وكم هو جميل أن يختارَ الإنسان القدرَ الّذي يريد".
وفي «قرار مُوجَز» يصوّر فيلسوفا ثائرا، كلّ حادثةٍ تمرّ به في سبل الثورة هي مفتاح باب لفلسفة جديدة.. كانت هذه أحبَّ قصص الكتاب عندي، وجدت فيها -كما وجدَ رفاق البطل الفيلسوف- منطقًا صالحًا لتبرير الأمور.
وفي «الصَّغير يذهب إلى المُخيَّم» يصوّر حياة فيما سمّاه "زمن الاشتباك"، والاشتباك هنا ليس بالمعنى الّذي يخطر في البال بداية، ليس بمعنى الحرب الّتي نعرفها.. بل بمعنى محاربة الجوع اليومي، في بيت يقطنه ثمانية عشر إنسانا.
والكتاب قد خُتِمَ، بدراسة أدبيّة، ونفسيّة، وسياسيّة، فيها إضاءات جميلة، ومبصِّرة، مفيدة جدا، للمهتمّين بما قدّم غسّان كنفاني، هي للدكتور فيصل درَّاج، بعنوان «غسَّان، الشخص والنصّ»، تناولت شخصيّة غسّان، وعلاقته بالوعي والحياة، وكلامًا لنقاد وأدباء قد عرفوه عن قرب، فوصفوه. كالدكتور أنيس صايغ، الّذي قالَ عنه: «فيه روح فلّاح فلسطيني قاتلَ في ثورة 1936، وفي ذاكرته أطياف جندي يهودي أحرقَ قرى فلسطينيّة، حملَ صورة الفلّاح في روحه، ورحّل سؤال الجندي القاتل إلى عقله.. عثرَ في هذين العنصرين على الإنسان القضيّة، الّذي يتعلّم من المُقاتلين ويعلّمهم».
في القصص كنت ترى غسّان في قصّة ما، كأنّك معه في عالمها.. أمّا في الدراسة فكنت ترى قصص غسّان فيه، يصف لك من عرفه وَلعه بالاشتباك المتواتر، وعفويّته الطّليقة، البعد الصوفي في علاقته بفلسطين الضّائعة، والصّراخ الّذي له طعم الفجيعة في علاقته بالمنفى؛ ذلك الّذي تجده واضحًا فيما يكتب، كشمس ساطعة في سماء صافية.
«كان غسّان يوسّع النهار، مستعجلًا رحيلَ الليل الفلسطيني، مفترضًا أنّ في الإرادة ما يُعِيد تعريف الليل والنّهار».
قرأت برقوق نيسان و الاعمى و الاطرش والاثنتان من الاعمال غير المكتملة لغسان
برقوق نيسان: برقوق نيسان” قصة قصيرة ترمز بذكاء إلى واقع النضال الفلسطيني قبيل نكسة حزيران، من خلال حادثة تفجير استهدفت خلية مقاومة في مخيم عقبة جبر، ما أدى إلى تشويه جثث الضحايا، حتى صار التعرف عليهم صعبًا. في هذا السياق، تتحوّل باقة زهور البرقوق وطبق الكنافة إلى رمزين للمحبة والانتماء، بل وسيلة للتعرّف على جثة الشهيد.
غسان كنفاني يوظف تقنية سردية عالية الرمزية، ويقدّم مشهدًا موجزًا لكن محمّلًا بالمعاني السياسية والعاطفية، دون حاجة إلى الشرح أو التفسير المباشر، بل عبر إشارات ذكية تجعل من الأشياء اليومية (كالزهور والحلوى) شواهد على الفقد، والبطولة، والانتماء
الاعمى والأطرش: قصة “الأعمى والأطرش” بتحكي عن اتنين ماشيين سوا، واحد ما بيشوف والتاني ما بيسمع، وكل واحد مفروض يساعد التاني، بس بدل ما يتعاونوا، كل واحد بيتعب من التاني وبيفهمه غلط. القصة فيها رمزية قوية، كأنها بتقول إن العرب، مع إنهم في نفس الطريق ونفس المصير، ما بيعرفوا يتفاهموا، وكل واحد عاجز عن يسمع التاني أو يشوف الحقيقة. غسان كنفاني حط الفكرة كلها ببساطة، بس معناها كبير وبيوجع.
"طالما ان الانسان يعيش دون أن يؤخذ رأيه بذلك، فلماذا لا يختار هو وحده نهايته؟"
"حين يموت الفرد تموت الفضيلة. أليس كذلك؟ أذن دعنا نتفق بأنه في زمن الاشتباك يكون من مهمتك ان تحقق الفضيلة الأولى أي ان تحتفظ بنفسك حيا، وفيما عدا ذلك يأتي ثانيا، ولأنك في اشتباك مستمر فأنه يوجد ثانيا؛ انت دائما لا تنتهي من أولا."
اول كتاب اقرأه لغسان هو اخر شئ قام بكتابته، حسيت أثناء بعض المشاهد بغضب فظيع وعجز وحزن ومشاعر كتير وحشة كأني كنت عاوزة انط جوة الكتاب اخد اي رد فعل اساعد بيه ابطال القصص لكن ما باليد حيلة! اكتر قصة راقت لي هي "الصغير يذهب إلي المخيم" من اول حرف لآخر حرف، وصفة الجميل لزمن الاشتباك، كذا فقرة عيدتها كم مرة..
يعد هذا الكتاب أول ما قرأت من أدب القصة القصيرة ولا أخفيكم تساؤلاتي - قبل الشروع في قرائته - عن كيفية الاندماج والتعايش الذي اعتدته مع الروايات وأبطالها في ظل تنوع وتعدد القصص القصيرة في هذا الكتاب.
وازددت حيرة من أمري بعد انتهائي من برقوق نيسان وهي قصته الأولي والتي رأيتها انتهت نهاية مفتوحة بمقاييس الرواية ولا أعلم محلها من مقاييس القصة القصيرة.
لكن انتابني شعور رائع بالثورية والنضال في رحلتي خلال هذا الكتاب الصغير الذي تمنيت لو كان ضعفين علي الاقل مما هو.
كتاب رائع بحق ويكاد يكون شغفك لبداية القصة القادمة أكبر كثيرا من اهتمامك بنهاية ما تقرؤها الان.