فى سنة 1911 م كتب الشيخ رشيد رضا:"إن مصر شرذمة قليلة تريد لبلادنا الأنتقال من "الإسلامية" إلى "القبطية"!..لتكون هذه البلاد خالصة لهم من دون المسلمين!"‘ وفى سنة 1925 م أعلنت {جماعة الأمة القبطية}:"أن الأقباط يشكلون أمة..لغتها القبطية....ودوستورها الإنجيل ..وعلمها صليب مزروع فى الإنجيل..وأرضها مغتصبة منذ أربعة عشر قرنا!"‘واليوم.زيعلن رموز هذه الشرذمة:ان مصر هى بلد الأقباط وهم أصحابها!..‘وأن القبطى يشغر بالإهانة إذا قلت له:أنك عربى!ز.ز‘وأن اللغة القبطية هى اللغة الأم لمصر!..‘وأن الكنيسة هى"الحاضنة" لهذا المشروع!‘فما هى قصة هذه النزعة العنصرية ..والإنقلاب على هوية مصر وحضترتها؟..‘وما هى وقائع الفتنة الطائفية التى تسعى لتفجير مصر‘خدمة للصهيونية والصليبية؟!‘لإجابة عن هذه الأسئلة الخطيرة..يصدر هذا الكتاب.
محمد عمارة مصطفى عمارة مفكر إسلامي، مؤلف ومحقق وعضو مجمع البحوث اﻹسلامية باﻷزهر حفظ القرآن وجوده وهو في كتاب القرية. بدأت تتفتح وتنمو اهتماماته الوطنية والعربية وهو صغير. وكان أول مقال نشرته له صحيفة (مصر الفتاة) بعنوان (جهاد عن فلسطين). وقد درس الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1975. والماجستير في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية- كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1970م والليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1965م.
حقق لأبرز أعلام اليقظة الفكرية الإسلامية الحديثة، جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده ،وعبد الرحمن الكواكبي، وألف الكتب والدراسات عن أعلام التجديد الإسلامي مثل: الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا، والشيخ محمد الغزالي، ورشيد رضا، وخير الدين التونسي، وأبو الأعلى المودودي، وسيد قطب، وحسن البنا، ومن أعلام الصحابة علي بن أبي طالب، كما كتب عن تيارات الفكر الإسلامي القديمة والحديثة وعن أعلام التراث من مثل غيلان الدمشقي، والحسن البصري.
ومن أواخر مؤلفاته في الفكر الحديث: الخطاب الديني بين التجديد الإسلامي والتبديل الأمريكاني، والغرب والإسلام أين الخطأ .. وأين الصواب؟ ومقالات الغلو الديني واللاديني، والشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية، وكتاب مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية، أزمة الفكر الإسلامي الحديث، والإبداع الفكري والخصوصية الحضارية، وغيرها كثير. وقد أسهم في العديد من الدوريات الفكرية المتخصصة، وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية، ونال عضوية عدد من المؤسسات الفكرية والبحثية منها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمعهد العالي للفكر الإسلامي. وقد اتسمت كتابات الدكتور عمارة وأبحاثه التي أثرى بها المكتبة العربية والتي وصلت إلى (200) مؤلفاً بوجهات نظر تجديدية وإحيائية، والإسهام في المشكلات الفكرية، ومحاولة تقديم مشروع حضاري نهضوي للأمة العربية والإسلامية في المرحلة التي تعيش فيها.
حصل على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية والدروع، منها جائزة جمعية أصدقاء الكتاب، بلبنان سنة 1972م، وجائزة الدولة التشجيعية بمصر سنة 1976، ووسام التيار الفكري الإسلامي القائد المؤسس سنة 1998م .
الكتاب فيه ردود مهمة وجيدة علي دعاوي بعض القساوسة ورجال الكنيسة المصرية في مواضيع عدة مثل: ( المسيحيين أصل مصر وهم الشعب القبطي في مقابل الدخلاء المسلميين ) ويتناول أيضا أسباب دخول المسيحيين في القرون الأولي للفتح الإسلامي للإسلام ويرد علي المعارضات ويبين بالأدلة التاريخية فسادها وأنها نتاج تعصب أعمي لا بحث موضوعي تاريخي ... بعض أطروحات الكتاب ماتزال تردد في ساحات الجدل من بعض الشباب الجاهل المتعصب والكتاب أحسن في الرد عليها.
عودة إلى الحالة السياسية العربية المسمومة وإلى موضوع شائك يعتبر من أكثر القضايا جدلاً واضطراباً في عالمنا العربي الذي لا غرابة التي تفت في عضده هذه المشاكل التي تلد مع حراكه نحو التقدم والتمدن في ظل التواجد الأقلي لبعض الطوائف والأديان والمذاهب التي لها حق الوطن والأرض بحكم التاريخ .
أتممت قراءة الكتاب قبل قضية " ماسبيرو " بأيام ، تلك التي عصفت بالشارع المصري كأول اصطدام مسيحي عسكري بعد ثورة 25 يناير التي لا نعرف أثرها في مستقبل أهم بلد عربي في الخارطة إذ به يتأثر المحيط كله وعليها يقف المستقبل وأمله .
والكاتب محمد عمارة في قائمة الكتاب الذين أشتري لهم المؤلف وأنا أثق بدسامة مادته وموضوعية طرحة وقوة أسلوبه ورصانه منهجه ، ولم يخب الظن في هذا الكتاب حتى لو بدى وكأنه هجوم مسدد على الكنيسة الرسمية في مصر ومشروعها في الاتصال بالمشروع الاستعماري لكسب المزيد من التأييد الدولي سيما في ظل غلبة الدول والأمم المسيحية في هذا الزمان .
المشروع الاستعماري الذي يعتبر أول من بذر في أرض الاحتراب الطائفي في مصر وبالتالي في البلدان العربية ، ثم الفساد السياسي أو يمكن أن يقال الاضطراب السياسي من جهة تناول الدولة منذ أنور السادات إلى العهد الأخير من حكم حسني مبارك لوضع الأقليات في البلاد جعل من الكنيسة ما أشبه ما يكون بالدولة في وسط الدولة .
ذكر عمارة كلاماً نفيساً حول عروبة العرق المصري وأرّخ للخلاف حول ذلك بين القبطيين والمصريين وهو كلام نفيس واستعرض بعض المواقف المعتدلة من كلا الجانبين وهذا ما أثار إعجابي كثيراً .
استعرض عمارة مجموعة من التحديات والمخاطر التي تواجه المسيحية والمسيحيين في البلاد المصرية ، التي صنعت منها الكنيسة فرصة لتوسيع دورها والخروج من موقعها الروحي والتطهيري إلى الميدان السياسي ومضمار التنافس على حصة الوطن من القرار والاستئثار .
والعتب على أهل المسيحية أنهم اتخذوا الطريق إلى المشاركة السياسية بالطرق الاستفزازية كما يتصور القارئ لكتاب عمارة مما جعل أهل السنة والسلفية يتحمسون للمواجهة مع المد المسيحي في ظل دولة ضعيفة في نهجها ومضطربة في سياساتها .
الطائفية تهديد حقيقي لأهل المسيحية وغيرهم من أصحاب الديانات والطوائف والمذاهب وهو تهديد للأغلبية كذلك بخسارة الوطن وإقحامه في احتراب أهلي واستنزاف لثرواته وصرف التوجه من بنائه إلى هدمه وتقويض أركانه وعلى الجميع أن يتلزم الصدق والشفافية وأن يولي وجهه قبل الوطن والله وليس شيء دون ذلك .
كتاب مهم يرد به على مزاعم قس مصري يعيش في أمريكا..زعم أن مصر أصلا قبطية ولغتها الأصلية قبطية وأن المسلمين هم غزاة ومن أسلم من النصارى أسلم لعدم القدرة على دفع الجزية وغيرها من الإتهامات التي رد عليها الدكتور محمد عمارة بالأدلة والبراهين..