في وقت (عام 2001 م) أعلنت فيه دولة الظلم والطغيان قرار بمنع التعذيب الجسدي (إلا في حالات خاصة تستلزم استصدار قرار للموافقة عليه)، واستخدام التعذيب النفسي فقط عند التحقيق مع الأبطال القابعين خلف الأسوار في سجون الاحتلال على أرض فلسطين الطاهرة، قدم الأستاذ وليد الهودلي رواية ستائر العتمة، تلك القصة الواقعية التي خرجت من قلب المحنة، وصميم الواقع الأليم؛ قصة الشاب عامر الذي كابد تسعين يوما من المواجهة الملتهبة التي فُرضت عليه وهو يرزح في أغلال الاحتلال البغيض، والذي واجه فيها عدوّا يمتلك كل الإمكانيات، وهو مجرد من كل السلاح سوى سلاح واحد؛ إيمانه بالله وبعدالة قضيته، إيمانه الذي هو الزيت والوقود لانتصاره على عدوه، فأصبحت إرادته وقوته أقوى من كل إمكانياتهم، وأصبح عملاقا يحتفظ برباطة جأشه أمام قزم يرغي ويزبد. تلك الرواية التي كانت سببا في توعية نسبة كبيرة من الشباب الفلسطيني من الوقوع في ألاعيب المخابرات الإسرائيلية وطرقهم في خداع المعتقل الفلسطيني في مرحلة التحقيق، وأمدت الكثير منهم بالعزيمة والإرادة والثبات أمام عدوّهم. جاءت تلك الرواية على خمسة فصول: تقلبات زنزانة بعد أن نفّذ برفقة إخوانه إبراهيم ونبيل عملية عسكرية ناجحة ضد المستوطنين على أرض رام الله المحتلة، وجد نفسه يقبع في مربع مظلم لا يكاد يرى جدرانه من شدة العتمة فيه، والذي كان يخيل إليه أحيانا بأن الأكسجين قد نفذ منه، والذي أشبه ما يكون بالقبر، ذلك المكان الذي يسمّى زنزانة في سجون الاحتلال. تركوه بعد الاعتقال أياما عديدة في تلك الزنزانة، في صمت رهيب يتقلب فيها بين أفكاره كمن وقع صريعا لألم أضراسه، وفي بعض الأحيان يدخلون إليه أحد عصافيرهم الذي لعب دور الخائف من العصافير، ليبعد عن نفسه الشكوك والذي اكتشف في النهاية بأنه أغرب وأخبث عصفور رآه في حياته، حيث ذكره بخداعه ومكره بقصة الشيطان الأبيض مع برصيص الراهب. (ملاحظة: العصفور مصطلح يُطلق في السجون الإسرائيلية على العميل، الذي يتعاون مع المخابرات في الوصول إلى اعترافات الأسرى) فقد ظهر في الرواية أساليب المكر والاحتيال التي اتبعها ذلك العصفور الماكر، لإيقاع عامر في فخ الاعتراف، وكيف واجه عامر تلك الأساليب الخبيثة حتى نجا بنفسه من الانزلاق في فخ الاعتراف أمام ذلك العصفور الخبيث (مع الاعتذار لجنس العصافير البريء مما لوثهم به هؤلاء المنافقون). مقالب التحقيق بعد ذلك تناوب عليه المحققون واحدا تلو الآخر، أحدهم يساوم، وآخر يهدد، وثالث يتكلم بكلام من الشرق وآخر من الغرب وبمواضيع مختلفة، المهم أن يتكلم، ورابع يجلس معه ساعات فقط ليقدم النكت السمجة مثل سماجتهم، كل منهم له هدف يرمي لتحقيقه، ولكن عامر كان أكثر ذكاء ودهاء، وبعون الله استطاع أن يواجه حيلهم وخدعهم الماكرة، والانتصار عليهم جميعا. الزنزانة مرة أخرى مرة أخرى أعادوه إلى ذلك المربع المظلم، ويمضي الوقت على عامر ببطء شديد وهو بين صولات وجولات، بين موجات أسئلته وأفكاره المحيرة، وجولات الذكر التي تطفئ نارها التي تحرق صدره. هددوه باعتقال زوجته وأمه وأخته، وأروه ما يجعله يصدق تهديدهم، وأتوا بصاحبه إبراهيم إلى الزنزانة المجاورة، وبعدها صاحبه نبيل إلى زنزانته، على أمل أن يستطيعوا سحب كلمة مما يريدون معرفته، لكن ذكاء عامر ودهاءه وتوفيق الله له فوّت عليهم الفرصة. صفقة مغرية استضافوه مرة أخرى في مكان التحقيق، عرضوا عليه أن يتم اختباره على جهاز كشف الكذب، ساءت حالته الصحية، أضرب عن الطعام حتى يحصل على حقه في العلاج، عرضوا عليه صفقة مغرية، لكن وسائلهم هذه كلها كانت أفلاما محروقة وقديمة لدى عامر، خبرها جيدا من خلال متابعته لهذه الشؤون بكل تفاصيلها. دفعوا إليه أحد أصدقائه من الشباب الثقة، الذي طلبوا منه تحت الضغط أن يعمل عصفورا على صديقه عامر، لكن عامر استطاع إعادته إلى صوابه وقوّى عزيمته وأنقذه من التورط معهم وخيانة الوطن والدين والعرض. أخذوه إلى عسقلان ووجد نفسه في مكتب تحقيق مع وجه جديد من المحققين كان الإجرام يتكلم في هذا الوجه، تناثر الغضب عن وجهه كأمواج صاحبة وصرخ مهددا عامر بما سيلاقيه في ذلك المكان حيث التحقيق الأقسى والأشد مقارنة بما رآه منهم في الأيام السابقة في المسكوبية والذي وصفه بأنه "لعب عيال". هددوه وساوموه وحاولوا إسقاطه في مستنقع الرذيلة مع إحدى المحققات، لكنه انتفض بكل إرادة وقوة وخلص نفسه من تلك المؤامرة. عندما يئسوا وباءت كل محاولاتهم السابقة بالفشل، قاموا باستصدار قرار السماح باستخدام التعذيب الجسدي معه، وتم الموافقة على القرار، وواجه ألوانا من العذاب تصدى لها بعزيمته وإرادته وقوته وثباته وتحدّيه واستعانته بمولاه، وصمد أمام تعذيبهم، وكان يصرخ مرددا (أحد .. أحد) كلما اشتد عليه التعذيب فيستصغر الذي يواجهه خاصة عندما تمرّ في مخيلته صورة بلال بن رباح ومشاهد عذابه على رمال الصحراء المستعرة، ويستذكر حديث الذين نشروا بالمناشير ومشطوا بأمشاط الحديد فيزداد صبره وثباته. لكن حالة عامر الصحية لم تسمح لهم بالاستمرار في هذا العنف، وكذلك اصطدامهم العنيف بصخرة عناده، فعادوا أدراجهم للعنف النفسي والحرمان الطويل من النوم ورغي الكلام الثقيل فوق رأسه. وفي النهاية وبعد تسعين يوما من المواجهة الملتهبة رأى دموع الهزيمة وسوء المنقلب تقطر بها عيونهم، رآهم أذلاء رغم جبروت أساليبهم الجهنمية وانتصر عليهم، فلم يحصلوا على ما أرادوه منه، واستسلموا أمامه وقاموا بنقله إلى سجن عسقلان الذي يرقد بجوار مركز التحقيق اللعين. في رحى السجن دخل السجن الذي قضى فيه سابقا عدة سنوات، داعبت أشعة الشمس الربيعية جفونه واستنشق من فضاء واسع يملؤه هواء لذيذ، نظر إلى أعلى فوجد زرقة السماء بصفاء تحتضن قطيعا من الغيوم الصغيرة، تلك المشاهد التي اشتاق لها كثيرا بعد أن حُرم منها لمدة تسعون يوما رأى خلالها ألوان من العذاب والألم والتعب. التقى هناك بصاحبيه نبيل وإبراهيم، وعرف منهما كيف وقعوا في فخ العصافير وأدلوا باعترافاتهم، وقيّموا تجربتهم بهدوء، ووقفوا على أخطاء كل واحد منهم، فقد نجحوا في جوانب وفشل...
. أنهي المرحلتين الدراسيتين الابتدائية والإعدادية في المخيم؛ والثانويّة في رام الله. خريج معهد المعلمين/رام الله. عمل في حقل التدريس أربع سنوات. اعتقل مع الانتفاضة الأولى سنة 1990 على خلفيّة فعاليات انتفاضة. حكم عليه في محكمة عسكريّة بالسجن الفعلي 12 سنة؛ وتم إطلاق سراحه سنة 2002..
عمل طيلة فترة الاعتقال في العمل الثقافي والتعبوي داخل السجون. قضى أغلب فترة سجنه في الكتابة الأدبية حيث خرج من السجن بثلاث روايات وسبع مجموعات قصصية شارك في بعض الأبحاث والدراسات ومراسلات صحفيّة في كتابة القصة القصيرة والمقالة السياسية. طبع لغاية الآن روايتان ومجموعتان قصصيتان بالإضافة إلى مجموعتين للفتيان والبقيّة قيد الطباعة. شارك في تحرير مجلة؛ ورئيس تحرير لمجلة "نفحة" التي تعنى بشؤون الأسرى والمعتقلين. حصل على شهادة في مسابقة الإعلام والصحة والمرتبة الثانية في الكتابة تحت عنوان الصحة والمرض في السجون والمعتقلات. شارك في جمعيّة أنصار السجين كمتطوع في أنشطة هذه الجمعيّة ..
صدر عن مركز البراق للبحوث والثقافة/ البيرة – فلسطين/2004؛ كتاب جديد "لوليد الهودلي" بعنوان "منارات"
من أدبيات فقه الجهاد في أرض الرابط فلسطين المحتلة،يحاول الكاتب كشف جزء من أستار الحقيقة، لتتواری العتمة الذهنية ويضمحل الجهل الأمني عند الشباب الفلسطيني ،ليضيء فتيل الوعي ويوقظ الحس ويولد المعرفة بما يدور وراء كواليس كلمة (معتقل،أسير ) فلسطيني!
للرواية جانبين يستحقا التدارس،الأول :رسالة هذه الرواية وماتحويه من أفكار ومبادئ ومفاهيم (بعيدا عن الروح الأدبية والحبكة الدرامية ) ،أما الثاني :فهو مصداق هذه الأفكار وتلك الرسالة التي تشربها بطل الرواية الأول (عامر) ،هذا النموذج من البشر الذي تشرب الرسالة فكان كالوعاء الذي امتلئت جوانبه بها حتی فاضت علی من حولها ،هذا النموذج من البشر واقعي موجود في فلسطين !! وهو ليس واحد فقط بل واحد بجانب واحد وضع ماشئت أمامه من الأعداد!إنهم جيل قرآني فريد يبشر بفجر جديد!!
رسالة الرواية وأفكارها تتلخص في أساليب المختلفة للإحتلال للوصول إلی مافي صدر المقاوم ،تتلخص هذه الأساليب ،أسلوب التعذيب الجسدي (الذي تحدث عنه بشكل مقتضب) ،وأساليب التعذيب النفسية التي أسهب فيها الكاتب أيما إسهاب .
أهم ماقد يلفت انتباه القارئ هو أسلوب الصراصير (العصافير)الذي قلما ينجو منه مقاوم !!
تمكن الكاتب من تسجيل الصراع النفسي للأسير في فترة التحقيق ،فصور المشاعر والهواجس والأفكار المتداخلة والمختلطة التي تفرض سيادتها عليه ، الأمر الذي أكسبها بعدا واقعيا ومصداقية عالية وقدرة تأثيرية جيدة.
أمامك عدوك يمتلك كل الإمكانيات , وأنت كجرد من كل السلاح , سوى سلاح واحد , من الممكن أن ينتزعه منك اذا سلمته له , ومن الممكن ان تهزمه بل وتنتصر على كل أسلحته اذا تمسكت به , انه حصيلة ايمانك , ايمانك بالله , بعدالة قضيتك , ايمانك هو الزيت والوقود لانتصارك على عدوك !! فتصبح ارداتك وقوتك أقوى من قوته , .. يصبح قزما أمامك يرغي ويزيد , وتصبح عملاقا أمامه تحتفظ برباطة جأشك " اقرأها , لأنك عربي , "فلسطيني" قد تُعتقل يوماً لسبب أو بدونه حتى !! اقراها لتزيل عتمة ما يحدث في سجون المحتَّل , وتولّد معرفة بالسجون وخبرة في التصرف وحذراً في المعاملة ! من اوجع ما قرات
تحت شجرة اللوز التي أزهرت مؤخراً ... وفصل ربيع يانع ألقى بظلاله على مدى البصر .... عادت بي مقطورة الذاكرة للوراء عامين بالتمام والكمال
أقرأ بنهم وأرقب عسقلان-التي كنت فيها قبل عامين- يبتلع بحرها شمس هذا اليوم الربيعيّ أقرأ وكأني كاتب تلك الرواية الجميلة أقلّب صفحاتها سريعاً رغم ثقل الذكريات
عامر ونبيل وإبراهيم هم ثلاثة من بين العديد من الفلسطينيين الذين يمثلون نموذجًا للكثير من الشباب الفلسطيني المقاوم، مما أدى إلى اعتقالهم من قِبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي. يصف لنا الكاتب أشكال التعذيب في سجون الإحتلال، حيث يُظهر أن التعذيب النفسي قد يكون أشد وقعًا من التعذيب الجسدي. من أبرز ما يلفت الانتباه في هذا العمل هو مكر الإحتلال ووسائله في إجبار المعتقل على الاعتراف، وذلك باستخدام ما يُعرف بـ"العصفور"، وهو شخص قد يكون قريبًا جدًا من الأسير، مما يجعل الثقة بالآخرين أمرًا صعبًا إن لم يكن مستحيلًا.
ليست هذه المرة الأولى التي يُسجن فيها عامر، فقد حُكم عليه سابقًا بخمس سنوات، لكن هذه المرة تختلف، وهو ما يتضح في نهاية الكتاب.
في بعض الأجزاء، كان هناك إسهاب وإطناب كان بالإمكان الاستغناء عنه، لكن ربما يحاول الكاتب من خلاله إيصال ألمه والتعبير عن مدى خبث أجهزة المخابرات الصهيونية. يوثق الكاتب ما يعانيه الأسرى الفلسطينين في سجون الإحتلال،وتُبرز الصمود النفسي في وجه العدو الصهيوني.
هذا هو الكتاب الأول للكاتب، وأنا أحاول التعرف على شخصيته، وأسباب اعتقاله، وما تعرض له خلال حياته.
تتحدث عن تجربه عامر فى المعتقلات الإسرائيلية ,وشرح للأساليب الرخيصة التى يستعملها الإحتلال للحصول على الإعترافات ،أعتقد أن أساليبهم أصبحت أشد ضراوه فى الفترة الأخيرة
^^ #ستائر_العتمة ،#وليد_الهودلي ،#رواية ..#هدية ----- أنهيتُ رِواية ستائر العتمة ( ج ١ ) ل وليد الهودلي =) ،الجزء الأوّل من هذه الرواية أروع بكثير من الجزء الثاني ^^ ..
«إياك أن تطلع سرك على أحد، ولو كان أباك.. لا يحق لأحد أن يسألك عن أسرارك، ولو كان الأمين العام للتنظيم.. ولو كان السبب الذي يدعوك لكشف كلمة من أسرارك هو ضياع فلسطين، فإياك أن تفعل.»
منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى اليوم، استشهد أكثر من ٧٠ أسيرًا فلسطينيًا في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب. هذا بخلاف الحالات العديدة لفقدان البصر، والسمع، والإعاقات، والأمراض الدائمة.
أكثر من سبعين إنسانًا عاشوا ليالٍ وأيامًا وأسابيع على طاولات التحقيق أو في الزنازين تحت أسوأ أنواع العذاب؛ من التحرش الجنسي، إلى الاغتصاب، إلى العنف النفسي، إلى أشكال من التعذيب أنا على يقين أنها لن تُكشف إلا بعد سنوات طويلة.
«إياك أن تغفل عن التقوية الدائمة للإرادة. لأن الصراع هو صراع إرادات… وصراع أدمغة أيضاً. صراع الأدمغة، والوعي بأساليبهم. في حبستي الأولى، رغم أنني كنت أستعد للنمط القديم…»
ومن يعرفني يعلم أنني لا أترك مراجعة لأي كتاب يتحدث عن فلسطين دون أن أضيف مشاعري الشخصية. فوالله، نحن نبكي دمًا على أسرانا… نبكي دمًا! كيف يهنأ القلب، وهناك من يُقتلون فوق الأرض وتحتها، وهناك من يُدفنون أحياءً في زنازين الاحتلال ويعيشون أسوأ الظروف؟ أَيظن البعض أن الأسير يعيش حياةً كريمة؟ أَيظن البعض أن وجوده تحت سقف يعني أنه في حالٍ معيشي طبيعي؟ وإن كان هذا هو حالهم، فلماذا سعى قادة المقاومة دومًا لتحرير الأسرى؟ لماذا كاد أبو إبراهيم أن يُفشل صفقة وفاء الأحرار عام 2011 من أجل عدد قليل من الأسرى المقدسيين؟ أتُدركون؟ كاد يُسقط الصفقة كاملة فقط لإخراج أسرى القدس!
هؤلاء هم أسرانا. هؤلاء هم الشهداء الأحياء في مقابر الاحتلال.
ومن هنا، أنتقل إلى محتوى هذا الكتاب، الذي ظهر سابقًا في إحدى فيديوهات كتائب القسام. هذه الرواية تسرد قصة أسر واختطاف ثلاثة رجال مقاومين قدموا على الجهاد في عملية رمزية: إبراهيم، ونبيل، وبطل الرواية عامر. نرافق عامر منذ لحظة أسره وحتى نهاية التحقيق، نعيش معه تفاصيل العذاب في الزنزانة الصغيرة، ونشهد ما يفعله الاحتلال بأسراه من أساليب ماكرة للإجبار على الاعتراف: من إدخال “العصافير” الذين يحيكون أخبث الحيل، إلى سياسات الإرهاق النفسي داخل غرف التحقيق التي يُشرف عليها العشرات، من محاولات الإغراء بصفقة، إلى وسائل أخرى كثيرة، قد توقع البعض، وقد تصقل آخرين وتجعلهم يصمدون.
نحن نمر بكل ما يمر به الأسير الفلسطيني: من العنف النفسي والجسدي، إلى التهديدات والتدخلات، كأن تدخل محققة أنثى على أسير رجل لمحاولة إغوائه. هذه مواجهة حقيقية، يمر بها كل أسير… إما أن يكون صامدًا، أو يسقط في يد محتل لا يعرف للإنسانية معنى، ولا يدرك قوة إرادة المؤمن. فبأي جهة ستقف بدرعك؟
“وكان عامر يحافظ على بنيان معنوياته شامخًا، ويضيء جنباته باستشعار معية الله الكاملة، وهو يناجي مولاه: «يا الله يا مغيث، أغثني.. يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام»… وكان عندما يصرخ في وجوههم: أحد، أحد، يستصغر الذي يواجهه، خاصة عندما تمر في مخيلته صورة بلال بن رباح ومشاهد عذابه على رمال الصحراء المستعرة… ويستذكر حديث الذين نُشِروا بالمناشير، ومُشّطوا بأمشاط الحديد، فيُنكّس رأسه.”
"مِن المعروف عن «العصافير)» أنهم يحاولون الوصول إلى ما هو مختبئ في الصدور"
يا ترى كم هي حدود القوة التي يمكن أن يصل إليها الإنسان حين يرتبط بخالق هذه القوة عزّ وجلّ؟ أم هل يا تُرى يصح أن نُعبّر بكلمة 'حدود' حين نتحدث عن الإرتباط بالمُطلق؟
"أريد أن أضع نفسي على المحك.. أين وصلت عزائمك يا عامر؟"
دُفعة من العزائم استمدتها من "عامر" من خلال صفحات قليلة كمًّا وثقيلة سنينًا. قد يكون الدرس الأبرز الذي تعلمته من هذه الرواية أنه في لحظات الشدة، تلك التي يصل فيها الإنسان إلى أقصى قدر من الضغط، حين يُعطي الإنسان كُل ما لديه دون أن يبخل بشيء من وجوده عن طريق السعادة والكرامة، فقط حينها، يمتد ذلك الخيط النقي من كل شائبة نحو القوي عزّ وجلّ ليُحقق حينها أجمل ارتباط، ذلك سِرُّ القوة.
"إياك أن تغفل عن التقوية الدائمة للإرادة. لأن الصراع هو صراع إرادات.. وصراع أدمغة، أيضاً.."
الإرتباط الحقيقي الذي هو نتيجة لحياة كانت مليئة به. حين يكون مصدر قوة الإنسان مُطلق، يمتلأ بها كُل كيانه، فيستحيل بعدها على عصافير الشرق والغرب أن ينتزعوا بذرةً مِنها.
"وَاللّٰهِ مَا قَلَعْتُ بَابَ خَيْبَرَ بِقُوَّةٍ جَسَدَانِيَّةٍ، وَلَا بِحَرَكَةٍ غِذَائِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أُيِّدْتُ بِقُوَّةٍ مَلَكُوتِيَّةٍ وَنَفْسٍ بِنُورِ بَارِئِهَا مُضِيئَةٍ." - الإمام علي بن أبي طالب
الإجرام يمارس كل يوم .. أرواح الشهداء تصعد ..دماء الجرحي تسيل .. دمار و إهلاك الحرث و النسل باختصار شديد , لم يعد الصمت محتملا .. كان لابد من التشمير عن ساعد الجد .. قرر من جديد العودة إلي مقاومة الإحتلال .. أخرج كل مهاراته المخبوءة .. حرص أن يكون العمل دقيقا .. مع كل هذا ها هو في الزنازين .. فلما لم ينفع معه التعذيب النفسي , أصدروا إذنا خاصا لتعذيبه جسديا ..يتناوبون عليه بركلاتهم ..ووخزاتهم التي طرقت جدران رأسه تارة .. و تارة أخري تقض مضاجع عظام صدره , ففقد الضياء و تنزلت عليه ستائر العتمة
في وقت (عام 2001 م) أعلنت فيه دولة الظلم والطغيان قرار بمنع التعذيب الجسدي (إلا في حالات خاصة تستلزم استصدار قرار للموافقة عليه)، واستخدام التعذيب النفسي فقط عند التحقيق مع الأبطال القابعين خلف الأسوار في سجون الاحتلال على أرض فلسطين الطاهرة، قدم الأستاذ وليد الهودلي رواية ستائر العتمة، تلك القصة الواقعية التي خرجت من قلب المحنة، وصميم الواقع الأليم؛ قصة الشاب عامر الذي كابد تسعين يوما من المواجهة الملتهبة التي فُرضت عليه وهو يرزح في أغلال الاحتلال البغيض، والذي واجه فيها عدوّا يمتلك كل الإمكانيات، وهو مجرد من كل السلاح سوى سلاح واحد؛ إيمانه بالله وبعدالة قضيته،
الرواية تسلط الضوء على كيفية تأثير الاعتقال و السجن على الأسير وفيها تصوير لنفسية المعتقل ،وكيف يؤثر الحرمان عليه من أبسط حقوق الانسان كضوء النهار و النوم و الغذاء أما أكثر شيئ صادم كان في الرواية هو الذي أطلق عليه الكاتب اسم
العصافير مع ان العصافير بريئة من شنيع صنعهم
وبشكل عام الرواية غير مشوقة فيها اسهاب في الوصف يؤدي للملل في بعض الصفحات لكن الموضوع جديد بالنسبة لي لم اقرأ شيئ مشابه
الرواية لها أكثر من جانب ،أرشحها للتعبير عن وضع المعتقل وما يعانيه في سجون الإحتلال ،وأسئلته وشكوكه من "العصافير" الجانب الجيد منها أن تتحدث عن واقع لإبناء الشعب الفلسطيني . رغبت أن تحتوي على صور فنية أكثر . الرواية ثقيلة جدا .
ظننتها في البداية عملا إنسانياً عن معاناة الأسرى، وأيد ذلك الجزء الأول ووصف طرق التعذيب النفسي في السجون الإسرائيلية، وكيف يساهم إيمان الشخص بقضيته في تقوية إرادته وهزيمة جلاديه. ولكن الكاتب أبى الا أن يجعلها منشورًا أيدولوجيًا يغفل الجانب الإنساني ويجعل البطل شبيها بأبطال الروايات الصهيونية، البطل المعصوم الذي قد تنتابه الحيرة لكن إرادته لا تلين أبدا حتى يتفطر الدمع من عيون أعدائه، والذي يحتقر عدوه، ويصفهم بالصراصير والثعالب والأفاعي والقردة وقتلة الأنبياء وشذاذ الآفاق وغيرها.
أين يرسم الإنسان الخط بين الدفاع عن حق مشروع ضد عدو ما وأن يسمح للعنصرية بان تشكل رؤيته لنفسه أولا ثم لهذا العدو؟ هذا هو السؤال الأهم (قارن مثلا بأبطال قصص غسان كنفاني وطنطورية رضوى عاشور كي يتضح الفرق في التناول الأدبي).
يظل السجن والتعذيب البدني أو النفسي تجربة صادمة مروعة، ويتعصى على أي شخص لم يمر بها أن يستوعبها تمامًا.
إننا لا نستطيع الاقتراب من أداب السجون ومنثوراتها كأعمالأدبية .. وإنما نستطيع الاقتراب منها فقط كمدونات وشهادات للتاريخ .. شهادات يجب أن نرويها لرفاقنا وأولادنا .. هذا ما حدث أثناء الانتفاضة الفلسطينية .. العجيب أننا لا يمكن أن لا نرى القصة الموجودة كمباحات للنشر .. بمنتهى البساطة القصة تعتبر من الاسرار العسكرية للجهاد الفلسطينى
وتعريف السر العسكري :~ هو ما يمكن معرفته من العدو فيؤدي الي ضرر بالجبهة الداخلية .. ونحن ككيان مسلم مازالت الحرب دائرة بيننا وبين الكيان الصهيونى فنشر تفاصيل عمليات وعمليات اعداد بل وتحليل شخصاني وسيكولوجي لنفسية المجاهد ربما هو اهداء مباشر للعدو ان وقعت مثل تلك الكتابات تحت يده .. ربما فى النهاية هي مجرد وجهة نظر لا اساس لها من الصحة ..
الرواية تمتلىء بمفاسد الاعمال الادبية التي لا يمكن الحساب عليها هنا كبناء او ما سبق ..
ولكنها تجربة تستحق التسطير والكتابة مع ذلك واستمتعت بحروفها وتناسق لفظها بعض الشىء
قرأتها كَي أجيب على تساؤلاتي العديدة التي كظمتها حينَ أخبرني بروايةٍ استمرّت ليوم، لكنّ هذه الرواية تقبع في تسعينَ يوماً فأيّ يومٍ أختار منها وأشابه عليه؟ فضلاً عن اللغة وطريقة عرض الرواية لم يأخذني الالتفات إلى هذه الأمور سوى في نهاية كلمةٍ قرأتها، ذلك أنني حقاً كُنتُ أبحثُ عن الطريق المُفضي إلى السجون بعدما قرأت مراراً عن تلك السجون، رواية ستائر العتمة تُعطي شيئاً من الثقة لكلّ من قد يمضي وفي رأسه فكرة الحُريّة، تشدّ من عزمكَ وتُعطيك شيئاً من التمرّد ومعرفة كيف يمكنك المضي حتى النهاية دون أن تذكر حرفاً لمن لا يملكُ سلطة أكبر من كونه قد وُضِعَ في مركز السلطة وأحيطَ بالعديد من الحُرّاس الذين جعلو منه أهلاً لموضعه الذي وُضع فيه، أحببتها ذلك انّها أضافت لي العديد من الأمور التي كُنتُ اجهلها وبفضلها قد أصبحتُ شبه عالمة فيما يحدُث في تلك السجون
أحببت في هذه الرواية واقعيتها البحتة، وبعدها عن مبالغة، رغم أني لم أجرب ما عاشه الراوي، ولكن ذلك يظهر في طريقته وأسلوب طرحه، أعجبت بتشريبه للعامية في بعض الأحوال، فهي توصل المعنى أحيانا أكثر من الفصحى
وددت لو كانت قصة قصيرة، أقصر من حدود ال١٧٠ صفحة، لأن الحديث تكرر عدة مرات، والوصف تكرر في بداية الرواية أكثر من اللازم، مما أضعف جاذبيتها واسترسال القارئ في فهم وتصور الأحداث
تحكي الرواية عن قصة عامر، وأيام سجنه في الزنازين الإسرائيلية، تصف تجربته الأولى والخبرة التي اكتسبها، وتجربته الثانية التي يحكيها بين طيات صفحات رواية ستائر العتمة، يصور التحقيقات، المعاملة، الأساليب، وغيرها الكثير من الأشياء التي تجتمع لتكون الزنازين الإسرائيلية، "زنازين بني صهيون".
بالجملة "رواية" جيدة, تحكي أساليب التعذيب النفسي الذي يُمارس في سجون الاحتلال الإسرائيلي الكتاب مفيد جدا لكل من لديه قضية يدافع عنها, رسالته يمكن تلخصيها في جملة واحدة: قبل العمل الميداني لابد من الإعداد الجيد, خاصة الإعداد الأمني الحبكة الدرامية في بعض الأجزاء لم تكن مقنعة بصورة كافية, أو أني لست مطلعا عما يدور داخل السجون الإسرائليلة بما يكفي فمثلا, حين ذكر اعتراف نبيل و إبراهيم أمام * قيادات التنظيم* و هم *ملثمون* *داخل السجن* شعرت أن الحبكة ليست مقنعة بما يكفي
قرأت هذه الرواية قبل عدة شهوور، اخترتها بالصدفة،، وكانت صدفة رائعه حقا! كثيرا ماسمعت عن معاناة اﻻسرى الفلسطينيين في سجون اﻻحتﻻل الصهيوني، ولكن لم يسبق وأن قرأت رواية او قصة حول هذه القضية... نحن بحاجة ماسة الى مثل هذا النوع من، الروايات لزيادة حجم الوعي بقضية اﻻسرى والتي أحسبها اهم قضية انسانية في هذا العصر! كذلك نحن (الشباب الفلسطيني بشكل خاص) بحاجة كبيييرة لمعرفة خفايا ووسائل التحقيق الدنيئة و الخبيثة التي تستخدمها قوات اﻻحتﻻل خلال مجريات التحقيق مع اﻻسرى.
كتاب مؤلم عرفت من خلاله الكثير من الاشياء عن كيفيات التحقيق الاسرائيلي و سجونهم ومعارك اخوتنا الفلسطينيين المجاهدين في تلك السجون ومكاتب التحقيقات اسلوب الكاتب جميل غير انه لم يعجبني استعمال كثرة الايات القرآنية وبعضها يمكن في غير مكانها ربما لو كانت القصة في يد روائي اكثر احترافا وخبرة لكانت احسن وصفا واسلوبا
كتاب اكثر من رائـــع.. يعجز اللسان عن وصفه، تألمت مع عامر في كل لحظة، وأمنت بالصعاب معه، واشتد عزمي وصبري وقوة ايماني مثله. ما اصعب العنف والعذاب النفسي!الله يحمي كل الأبطال. فعلاَ العالم يولد اطفالاَ.. لكن الفلسطينيين يولدوا ابطالاَ.