يتحدث الكاتب في موزاييك دمشق 39 عن دمشق ايام الانتداب الفرنسي في سوريا وكيف كانت تلك السنه الحاسمة وما فعلته دمشق مع الفرنسيين وعلاقة السكان مع بعض ومع الاجانب في المدينة وعن الحياة الاجتماعية وقتها والعادات والتقاليد التي كانت سائدة تحديدا في 1939 وفي تلك الايام.
الكاتب يدخل شوارع دمشق وحاراتها ناقلا تفاصيل انطباعات الناس وحتى الوزارات والدوائر الحكومية ورئاسة الحكومة ويرصد التطورات السياسية التي جرت في تلك الايام ووقعها على الناس في دمشق.
في ظلام الغرفة كانت تهمس في أذنه مواسية: المعاهدات ما وُضِعت إلا لتُخرَق. يجيبها: العدالة ليست فرنسية. تجيبه: الوطن مأوى. يسأل: وأين تجد الروح مثواها؟ تقول: الأرض واحدة والفضاء واحد، والدنيا أماكن نطلق عليها أسماء. قال: اللغة كلمات ومواجيد. تجيبه وهي تشعل رائحة الوله: للحب لغة واحدة. تغطي ساحة المرجة بساحة شاتلييه، وتخفي جنينة النعنع تحت حديقة اللوكسمبورغ، تبدل كراسي القش في مقهى علي باشا بمقاعد الكابولاد الأنيقة، تموِّه شهداء الغوطة بشهداء فردان، والفرنسيون الغلاظ يتنكرون بملابس الفرنسيين اللطاف. أوقفها: الحب لا يتكلم بلغتين.
قرأت لفواز حداد تياترو ١٩٤٩ و السوريون الأعداء و أعطيتهما الخمس نجوم كاملة دون تردد ، لكن مع موزاييك لم تكن التجربة كسابقاتها من حيث قوة الحبكة و متعة السرد ، على أن النجمات الثلاث كانت لجمال اللغة و روعة الصور الأدبية التي تزخر بها الرواية . ربما لم تكن موزاييك كأخواتها الأحدث لأنها كانت بكرهم الأول من أعمال الأستاذ فواز ، ومع ذلك ما زلت متحمساً لقراءة المزيد من أعماله المتأخرة .
بعد قراءة السوريون الأعداء، لا أنصح أبداً بقراءة موزاييك دمشق. الأحداث متداخلة لحد بعيد و طريقة السرد غامضة إلى درجة أن القارئ سوف يضيع فيها منذ الصفحات الأولى.
الرواية ،عمل أدبي من العيار الثقيل ،الفخامة اللغوية واضحة ،يتنقل الكاتب بين العواطف و السياسة و الجغرافيا بطريقة مذهلة ،تجعلك تتوه في مساحات أدبية فخمة .العمل جدير بالقراءة ،بصراحة كان بالنسبة لي عمل غير عادي ،،شكرا فواز حداد ،فليحيى قلمك و خيالك .