عن الكتاب : تدور صفحات الكتاب حول 403 أسئلة تمَّ اختيارها من 5 آلاف سؤال وأجاب عنها البروفيسور كوندز بالاشتراك مع د.سعيد أوزتورك المتخصص في التاريخ الاقتصادي في تناول مواضيع الاقتصاد العثماني.
وقَسَّم المؤلفُ الكتابَ إلى أربعة أقسام، وخصص القسم الأول للأسئلة المتعلقة بالتاريخ السياسي للدولة العثمانية، والأجوبة عنها، حول كل سلطان،وبجانبيه القانوني والاقتصادي. وفي القسم الثاني تناول الأسئلة المتعلقة بالحياة الاجتماعية في الدولة العثمانية وموضوع الحريم. أما القسم الثالث فتم فيه تدقيقُ النظام الحقوقي والقانوني العثماني، والمسائل المتعلقة بالتشكيلات الإدارية للدولةالعثمانية. وأخيراً دوَّن في القسم الرابع والأخير الأجوبة على الأسئلة المتعلقة بالناحية الاقتصادية والقوانين المالية في الدولة العثمانية.
ويقول المؤلف "هناك في أيامنا الحالية بؤر معينة وقوى سوداء اتخذت موقفاً معادياً من الدولة العثمانية، وهي تـهاجم الدولة العثمانية التي كانت أطول الدول الإسلامية عمراً من ثلاث جبهات".
ويضيف أن "الجبهة الأولى هم أعداء الدين والتاريخ، وهم يتخذون الهجوم على الدولة العثمانية والعداء لها كستار للهجوم على الإسلام، لأنـهم لايستطيعون الهجوم السافر عليه، وهم بـهجومهم على الدولة العثمانية التي كانت ـ على الرغم من قصورها ـ تحاول تطبيق الإسلام في جميع مناحي الحياة والعيش حسب أوامره،وهم بهجومهم عليها ينفسون عن حقدهم للإسلام الذي لا يستطيعون الهجوم عليه علانية وصراحة".
ويوضح أن "الجبهة الثانية هم بعض المسلمين السذَّج الذين لا يعرفون التاريخ حق المعرفة، والذين خُدعوا بالدعايات المغرضة والمتعمدة للأساءة للدولة العثمانية وأخذوا ما سمعوه مأخذ الجد وكأنه حقيقة صادقة".
ويؤكد أن "الجبهة الثالثة هم فئة معروفة أخطأت في إدراك مفهوم الدولة العثمانية حول الأمة والملة العثمانية فوقفت ضد هذا المفهوم وانتقدته. وهذاالمفهوم كان يحتضن جميع المسلمين، لكن هؤلاء قد اتهموا الدولة العثمانية بأنهااتخذت موقفاً معادياً للأتراك وللأمة التركية. فهذه الفئة تنتقد بالأخص نظام قابوقولو الذي وضعه محمد الفاتح، وهو نظام المؤسسة العسكرية المعتمدة على جنود الفرسان والمشاة الذين تعطي لهم الحكومة رواتب شهرية، كما تقوم بنقد بعض الشخصيات التي كانت من أصول غير تركية والتي استخدمتها الدولة العثمانية مثل عائلة صوقوللو نقداًعنيفاً".
ويقول المؤلف أن "الكتاب بترجمته من اللغة التركية إلى اللغة العربية له فائدة عميقة، وسيكمل نقصاً كثيراً عانت منه الدراسات العربية حول التاريخ في العصر العثماني". ويقول إنه "يقدِّم عرضاً جديداً غير مسبوق للتاريخ العثماني بين طيات صفحاته، وذلك ليتعرف أبناؤها على جزء من تاريخهم ويقفوا على الخدمات التي قدمتها الدولة العثمانية في رد أعداء ديننا والذين أرادوا استعمارأرضنا".
البروفيسور الدكتور أحمد آق كوندوز المتخصص في الحقوق الإسلامية
مجال الاختصاص: خبير في شؤون تاريخ الحقوق التركي، الحقوق الإسلامية، تاريخ الحقوق العثمانية.
الشهادات الدراسية: 1980 بكالوريوس ليسانس من كلية الدراسات الإسلامية – جامعة آتاتورك – أرضروم - تركيا 1982 شهادة الليسانس من كلية الحقوق بجامعة استنبول. 1983 شهادة عليا في الليسانس من معهد العلوم الاجتماعية في جامعة دجلة وبإشراف الأستاذ الدكتور خليل جين. 1986 شهادة الدكتوراه في الحقوق من خلال الرسالة التي قدمها إلى معهد العلوم الاجتماعية في جامعة دجلة بعنوان (نظام الوقف في الحقوق الإسلامية وفي التطبيقات الإجرائية للدولة العثمانية) وذلك بإشراف الأستاذ الدكتور خليل جين.
التدريس والوظائف: 1982-1986 القيام بمهام البحث في تاريخ الحقوق – كلية دجلة للحقوق 1985 باحث في جامعة الكويت بالتنسيق مع دائرة البحوث التابعة للجامعة – الكويت 1986-1987 أستاذ مساعد في تاريخ الحقوق – كلية قونيا للحقوق 1987-1992 أستاذ في كلية الحقوق – قسم علوم تاريخ الحقوق – جامعة قونيا سلجوق 1986-1988 خبير استشاري في دائرة المحفوظات العثمانية التابعة لرئاسة الوزراء في تركيا 1989 عضو في اللجنة الاستشارية لدائرة محفوظات رئاسة الوزراء في تركيا 1993 محاضر في الحقوق – جامعة دوملوبينار 1993-1996 عميد كلية الإدارة والاقتصاد – جامعة دوملوبينار 1994-1997 رئيس مركز الدراسات العثمانية - استنبول 1997-1998 أستاذ مشارك في قسم دراسات الشرق الأقصى في جامعة برينستون في أمريكا اعتباراً من سنة 2000 رئيس لجامعة روتردام الإسلامية في هولندا
الحمدلله انتهيت من قراءة هذا الكتاب الرائع الذي قل نظيره وهو من أفضل ما قرأت في تاريخ الدولة العثمانية وهو أحد أهم المراجع لتلك الفترة من التاريخ الإسلامي.
الكتاب يدور حول ٣٠٣ أسئلة منتقاه من ٥٠٠٠ سؤال بطريقه علمية حسب المواضيع التي يدور حولها أكثر الأسئلة ، وقد جمع فيها التاريخ العثماني من جميع الأوجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهو مقسم إلى اربع محاور رئيسية كالآتي : 1- التاريخ السياسي للدولة العثمانية. ويتحدث فيه عن ما يدور حول جميع السلاطين وتعريفهم وفترة الحكم والشبهات المثارة حولها وغير ذلك.
2- المجتمع في الدولة العثمانية والحرم العثماني. ويتحدث فيه عن الرق في النظام العثماني وطبقات المجتمع والرعايا والحرم العثماني وكل ما يدور حوله من أسئلة.
3- النظام القانوني في الدولة العثمانية. ويتحدث فيه عن جميع الأسئلة التي تدور حوله من ماهية تلك النظام وعن القضاء والتعليم والحقوق والحريات وغيرها.
4- المالية والاقتصاد والتجارة في الدولة العثمانية. ويتحدث فيه عن النظام الضريبي وميزانية الدولة والتجارة وما يتعلق بها وجميع ما يدور حول تلك القسم.
صراحة ابهرني الكاتب بأسلوبه العلمي و لغته المنطقية وكم المراجع والمصادر والوثائق التي اعتمد عليها و قدمها لنا ، فهو يرد بالدليل القاطع علي جميع الأسئلة المثارة حول هذه الفترة من تاريخنا ويقدم أجوبة واضحه جدا ومفصلة.
كتاب لايمكن أن تخرج منه مثل ما دخلت عليه حتي لو كان لك الكثير من القراءات في تلك الفترة ، سيبهرك بمدي روعته العلمية. بالنسبة ليا هو أفضل ثاني كتاب في تاريخ الدولة العثمانية بعد كتاب ( الدولة العثمانية: يلماز اوزتان) لأن هذا الأخير لا يقارن صراحة.
كتاب كبير ومهم يحاول الإجابة عن كثير من الأسئلة الغامضة عن الدولة العثمانية وسلاطينها ومن أبرز خواطري حول الكتاب ما يلي :
- الكتاب يمنح قارئه درجة عالية من الوثوق والموضوعية لأسباب : المؤلف تركي ويتكلم عن ثقافته وتاريخ موطنه وملم باللغات اللازمة في البحث وهي العثمانية والتركية والعربية - تخصص المؤلف في التاريخ العثماني وتأليفه خمسة كتب في ذلك - حرص المؤلف على تتبع كتابات المستشرقين الحاقدة على الدولة العثمانية بسسب إسقاطها للدولة البيزنطية وتفنيدها والرد عليها - ومع ذلك لم تخل إجابات المؤلف من بعض التكلف والتعسف مثل جوابه عن عدم حج سلاطين بني عثمان واكتفائهم بالسراري عن الزوجات ، أو إطالة السلطان سليم لشاربه بأن ذلك من الجهاد
* لا تزال الامبراطورية العثمانية التي حكمت 20 مليون كلم2 وامتد خارطتها الزمانية إلى ستة قرون منجما ثريا للباحثين ليستكشفوا تاريخها وعوامل نهوضها وتألقها وسقوطها ومن أمثلة ماقد يصلح للبحث : 1- منصب شيخ الإسلام في السلطنة العثمانية وعلاقته بالسلطان وكيف كان يتذبذب هذا المنصب قوة وضعفا في الحق ، ودوره في حراسة الخلافة الإسلامية والأمة المسلمة وأبرز من مثل مرحلة مفصلية في هذا المنصب 2- تعامل الدولة العثمانية مع غير المسلمين الذين استوطنوا البلاد الإسلامية وما لقوه من عدل وإنصاف من المسلمين ومن أجلى صوره ما فعله محمد الفاتح في تركه معابد النصارى في اسطنبول حين فتحها ولم يهدمها
* من الثراء الجميل الذي وددت أن المؤلف استطرد فيه ذكر بعض الكلمات العثمانية القديمة والتركية ومعانيها باللغة العربية وإن كان مكان ذلك هو المعاجم
* الروح العسكرية روح متأصلة في العنصر التركي ويظهر ذلك في التنظيمات العسكرية العثمانية العجيبة التي ذكرها المؤلف
* يلحظ في المؤسسين الأوائل حرصهم ألا يخالفوا الفتوى ومشورة العلماء في أمورهم ولو كانت فتوى ضعيفة ومن ذلك ترخصهم في تصاوير السلاطين وتعليقها لاشتمالها على رسم الوجه فقط وليست صورة كاملة
* عالج الكتاب بعض الإشكاليات التاريخية وحاول استقصاء أسبابها ودوافعها : -ومن ذلك بيانه لبعض أهم أسباب السقوط من الداخل كتدخل نساء وأمهات السلاطين في شؤون الحكم في بعض الفترات - أسباب تأخر دخول المطبعة لم يكن شرعيا وحسب بل كان اقتصاديا يتمثل في الضربة الاقتصادية لتجارة النساخ والخطاطين التي راجت في اسطنبول - التشبه بالأوروبيين في الشارات والمراسم كان من مظاهر الضعف التي ظنها بعض المؤرخين من صور القوة والحضارة
الدوله العثمانيه المشبوهه التي حكمها الجوارى أجمع مؤرخون على أن الغزو العثماني على مصر والعرب في العموم والذي بدأ في القرن السادس عشر وانتهي بالقرن التاسع عشر فرض عزلة واسعة وأصاب الشعوب بالتخلف الثقافي والحضاري والاجتماعي لفترة كبيرة، في حين دون الكاتب والمؤرخ المصري محمد بن إياس الحنفي في كتابه الشهير "بدائع الزهور في وقائع الدهور" مشاهد ووقائع القمع والقتل التي أقدمت عليها الدولة العثمانية خلال غزوها على مصر، الأمر الذي طرح تساؤلا مهمًا هل من الممكن أن تسترجع مصر هذه الذكريات وتقدم على رفع قضية في المحاكم الدولية لتعويضها عن ما بدر من أجداد أردوغان.
قال المؤرخ الدكتور عاصم دسوقي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، إن العثمانيون كانوا قبائل متحركة من شمال غرب الصين وتضم أي شعب من الذين شملتهم الحملة العثمانية حتى استقروا في آسيا الصغرى، ثم بدءوا السيطرة على المنطقة المحيطة من مطلع القرن السادس عشر، مؤكدًا أن مصر طوال حكم الولاة العثمانيين لم ترى أي مظهر من مظاهر الحداثة سواء في القطاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، الأمر الذي يوضح عزلة مصر والمجتمع العربي بأكمله عن التطور وجعله يشعر بأي اختلاف عما كان عليه الحال قبل ذلك الوقت.
عاصم الدسوقي المؤرخ المصري
وأضاف دسوقي في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" أن سياسات الدولة العثمانية التي أدت إلى عزلة المنطقة العربية، لم تكن اختياريه بل بسبب اصطدامهم في نهاية المطاف بالبرتغاليين الذين ظهروا في جنوب البحر الأحمر في إطار حركة الكشوف الجغرافية، فالدولة العثمانية حتى تضمن سلامة الأراضي الحجازية قرروا منع دخول المراكب من باب المندب، خشية من أن تكون محملة بالأسلحة والعساكر، حيث كان يتم تفريغ حمولتها في ميناء عدن، وتنقل البضائع على مراكب محلية إلى السويس ومنها براً إلى الإسكندرية.
وتابع أن هذا الأمر أدى إلى عزلة المصريين عن التيارات الثقافية والحضارية وعما يدور في العالم الذي كانوا يتعرفون عليه من خلال التجار الذين كانوا يقيمون في البلاد مع تجارتهم في رحلة القدوم والذهاب، مضيفًا أنه لم يكن في حكم الدولة العثمانية غرض إلا الولاء وعدم الخروج عن الطاعة، حيث كان يتم قتل كل من يخرج عن الولاء.
وتأكيدًا لهذه العزلة التي فرضتها الدولة العثمانية على مصر أكد الدكتور عاصم الدسوقي أن الحملة الفرنسية عندما جاءت إلى مصر تفاجئ الحاكم العثماني الذي كان في ذلك الوقت مراد بك بالمدافع الفرنسية، حيث كان يعد قواته منتظرًا قدوم الفرنسيين بالخيل، الأمر الذي يؤكد انعزال المصريين في هذه الفترة عن العالم الخارجي.
قال الدكتور جمال شقرة مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، إن الدولة العثمانية التي كانت مجموعة من القبائل خرجت من وسط آسيا واتجهت إلى الغرب حتى وصلت إلى أسوار فيينا، مؤكدًا أن هذه القبائل لم تكن تمتلك مقاومات حضارية وإن كانت تعلمت على حساب الدول العريقة التي ضمتها في الشرق والغرب، إلا إنها بقيت دولة غازية تحددت أهدافها بالنسبة للولايات العربية التي احتلتها في هدفين ؛ الأول جمع أكبر قدر ممكن من الأموال (الجزية) والثاني الحفاظ على هذه الولايات كي لا تنفصل عنها أو تقع في الاستعمار.
جمال شقرة المؤرخ المصري
وتابع شقرة في تصريحات لجريدة "صوت الأمة"، من هنا نظرت الدولة العثمانية إلى مصر على إنها "بقرة حلوب" وارتكبت أول جرائمها في مصر بترحيل الصناع المصريين المهرة في جميع الحرف إلى اسطنبول الأمر الذي أدى إلى انهيار وتدمير الصناعات المصرية التقليدية وتراجعها وتراجع إبداعات الطوائف الحرفية المختلفة، مؤكدًا أن جريمتها أخرى كانت في ملف التعليم حيث كانت الدولة العثمانية محافظة، وعندما كان يسأل السلطان الحاكم في مصر ماذا كان سيفعل في التعليم؟ كان رده يبقى الوضع كما هو عليه معتمدًا على الماضي في هذا الملف، دون أي تطوير لدفع المصريين للاهتمام بالعلوم الطبيعية ، فكانت العلوم السائدة هي النقل فقط متغاضيًا عن علوم التجارة التي كانت في تطور مستمر بتلك الفترة.
وقال أستاذ التاريخ إن الدولة العثمانية فرضت عزلة قاتلة أخرت كثيرًا الشعوب العربية والتي لم تكن تعلم الذي يدور خلف البحر الأحمر، في القارة الأوروبية من تطور وتقدم وازدهار ونهضة في كافة المجالات، حيث تسبب هذه العزلة في تخلف مصر والدولة العربية 4 قرون ، فحينما كانت الدولة الأوروبية تنهض بشكل سريع كنا نحن (العرب) منغلقين على أنفسنا، لذلك كانت العزلة أكبر جريمة للدول العثمانية في حق العرب.
وأضاف شقرة أنه كان هناك سلبيات أخرى كبيرة لعل أهمها العنف الذي عاملت به الدول العثمانية الشعوب العربية، وهو الذي وصل إلى قمته في القرن التاسع عشر وبداية العشرين، وعندما حاولت الدولة العثمانية أن تنقذ نفسها للضغط بقبضة حديدية لجأت إلى "التتريك" وهو الذي قاومته الدول العربية بشدة خاصة في بلاد الشام"، مؤكدًا أن الدول العثمانية سيطر عليها هاجس إنها ستنجح في الاستمرار كإمبراطورية كبيرة في فرض هذه العزلة ولكنها سرعات ما دخلت مرحلة الضعف وأطلقت عليها أوروبا رجل أوروبا المريض ، الأمر الذي انتهى بها بعد ذلك إلى إسقاطها أثناء الحرب العالمية.
وأشار المؤرخ الكبير إلى جرائم الدولة العثمانية في حق الأرمن الذي كانت شاهده على ما ارتكبته هذه الدولة من تدمير لكافة الولايات التي غزتها حيث وصلت جرائمها إلى حد الإبادة وتهجير ملايين من البشر وإلقائهم في الصحراء، مشددًا على أن هذه الدولة كانت لا يعنيها إلا مصلحتها في المقام الأول حتى لو كانت على حساب الشعوب التي احتلتها .
لعل أبرز ما يجذبني للقراءة عن هذه الدولة وهي ما تطرق إليها الكاتب في فصول عديدة تلك البيروقراطية التي لم تتوفر بأي دولة عاصرتها قرابة نشأتها وتبلور قوتها والتي اعتمدت في بقائها وتقدمها على قوة الأشخاص الذين يحددون مقدرات شعوبها كالدولة الصفوية التي ما بقاؤها لثلاثة قرون إلا لأسماء ملوك حكموها امتلكوا فيها القوة لبناء دولة عصرية كالشاه عباس مما جعل ذكرى الأخير تفرض استمرار الدولة لعقود في ظل غياب البيروقراطية وسيادة المركزية والأوحدية فيها ، أما الدولة العثمانية في المقابل فقد هيأ لها البقاء لمدة تقارب الستة قرون في وسط أمواج الأطماع العاتية التي تحيط بها من كل جانب وفتن تعصف بها من الداخل نظام المؤسساتية الذي لا تتوقف مهامه بموت السلطان أو خلعه فوجوده هو لصالح استمرارية الدولة وثبات أركانها .. الكتاب يروي تاريخ الدولة العثمانية بشكل سلس بعيد عن التمطيط الذي يشعر القارئ بالفتور والملل
الدولة العثمانية المجهولة – 304 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن الدولة العثمانية أحمد آق كوندز – سعيد أوزتورك وقف البحوث العثمانية، 2014م، عدد الصفحات: 823
كانت الدولة العثمانية دولة إسلامية عظمى، وإمبراطورية كبرى، تربعت على عرش الخلافة الإسلامية قرون عدة، وامتدت لمئات السنين، وكانت خلال هذه السنوات الطويلة عُرضة للسهام والطعون من أعدائها تارة ومن أبنائها تارة، ولا زالت حتى هذه الساعة مثار جدال ونقاش وطعن ولمز بجهل وبغير جهل، ولا يمكن لأي دولة امتدت لمئات السنين، وتعاقب عليها عشرات السلاطين، وملكت ملايين الأمتار، وحكمت ملايين البشر ألا يصدر منها أخطاء بل أخطاء عظيمة، فليس هذا من شأن البشر، لكنك تعجب لبعضهم حين يعمد لأخطائها التي ارتكبتها على مدار هذه السنين الطويلة فينتقيها ويجمعها ثم يقول: هذه خلافتكم التي تعظمون وبها تُفاخرون؟! والله أعلم بحقيقة نيات هؤلاء لكني لا يساورني أدنى شك في أن كثيراً منهم تحركهم التوجهات السياسية، وكأنهم من انتقاصهم من الخلافة العثمانية ينتقصون حكومة تركيا الحالية، وفعل هؤلاء يشبه حال من يكره صدام حسين مثلاً فيذهب ليطعن في الدولة العباسية بجامع أن كلاً منهم حكم نفس البقعة الجغرافية! أو أنهم ينتمون لنفس العرق أو الجنس! عموماً، نعود لكتابنا الذي بين أيدينا وأقول: فكرة هذا الكتاب قامت على جمع الأسئلة التي دائماً ما تطرح وتثار في المنتديات أو المحاضرات أو الصحف حول الدولة العثمانية سواء حول سلطان من سلاطينها أو حدث من أحداثها ثم الجواب عن هذه الأسئلة من واقع المراجع والمصادر التاريخية، فالمؤلف دائماً ما يواجَه بهذا الطلب: لماذا لا تضعون كتاباً فيه إجابات للأسئلة المتكررة حول الدولة العثمانية يستفيد منها الجميع؟ فالرجوع للمراجع العلمية الصِرفة ليس متيسراً لكل أحد. فكانت هذه هي فكرة الكتاب، وعلى مسيرة أعوام عدة ومحاضرات عديدة تجمع لدى المؤلف أسئلة عدة بلغت 5000 سؤال، فقام بترتيبها وفرزها وعزم على استخلاص 700 سؤال منها والإجابة عليها لتطبع في كتاب يصدر بمناسبة مرور 700 عام على تأسيس الدولة العثمانية، ثم نُصح بأنه بهذا العدد من الأسئلة سيجعل الكتاب ضخماً جداً فاقتصر على 300 سؤال فقط. والكتاب على ضخامته -فهو في أكثر من 800 صفحة- إلا أن المؤلف عازم على زيادته من 300 سؤال إلى 700 سؤال في طبعات لاحقة، وجعله في مجلدين، وإضافة الصور والوثائق إليه. ونرجو أن يتحقق ذلك قريباً بإذن الله تعالى. والكتاب في الأساس هو جهد المؤرخ أ.د أحمد آق كوندز، لكنه استعان بزميله أ.د سعيد أوزتورك فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي للدولة العثمانية، والذي هو القسم الرابع من الكتاب. فإن المؤلف قد قسم كتابه إلى أربعة أقسام: القسم الأول جعله عن التاريخ السياسي للدولة العثمانية، مبتدأ بالسلطان الأول عثمان بن أرطغرل ومنتهياً بعصر السلطان عبدالمجيد الثاني وانهيار الدولة العثمانية. وطريقة المؤلف في هذا القسم أن يذكر السلطان الأول ثم بعد أن يُعرف به تعريفاً موجزاً يُورد أهم ما أُثير حول السلطان أو عصره من مسائل على هيئة سؤال وجواب، ثم يذكر السلطان التالي، وهكذا. والقسم الثاني خصصه عن الحياة الاجتماعية في الدولة العثمانية، مثل موضوع الرق، والحريم، والموسيقى والسمر... إلخ. وتناول في القسم الثالث النظام القانوني العثماني والتشكيلات الإدارية، والحقوق، والتعليم، والقضاء، وحقوق الأقليات...إلخ. أما القسم الرابع والأخير فجعله عن القوانين المالية واقتصاد الدولة العثمانية، مثل: نظام الضريبة، والميزانية، ونظام التيمار، والتجارة. كل هذا بطريقة السؤال والجواب، وفي نهاية جواب كل سؤال يضع المؤلف حاشية فيها إشارة للمراجع التي يمكن الرجوع إليها مما يتعلق بالمسألة المذكورة، وبطبيعة الحال المراجع العربية قليلة.
· يمتاز الكتاب بإيراد التاريخ الهجري مع الميلادي، مع ملاحظة أن التاريخ الهجري أحياناً يكون خطأً، وبالجملة الأخطاء المطبعة في الكتاب ليست بالقليلة. · وأود أن أنبه إلى أن طبعة الكتاب الأولى كانت نافدة، والمتداول هو تصوير لها، وكانت تحتوي على (303) سؤال وجواب، أما هذه الطبعة الجديدة فهي عبارة عن صف جديد للكتاب، وكتب على غلافها (403) سؤال وجواب، وهذا خطأ، والصواب (304) سؤال وجواب، أي بزيادة سؤال واحد في آخرها وهو السؤال عن معاني الرموز الموجودة في شعار الدولة العثمانية، وأرجو أن يكون خطأ غير مقصود. · هناك ملاحظة أخرى في هذا الكتاب، وهي ليست خاصة به بل عامة منتشرة تجدها في الكتب وغير الكتب كالمحاضرات ونحوها، وهي محاولة تلمس الأعذار للُحكام والسلاطين، ونسبة الفضائل لهم وحدهم؛ فإذا أحسن أحد الولاة مثلاً أو قائد الجيش في المعركة فهذا يدل على حنكة السلطان الذي ولاه وبُعد نظره ومعرفته بالرجال، وإذا أخفق الوالي أو القائد فيُنسب الإخفاق له وحده، أما السلطان فلا ملامة عليه، بل ربما يمدح مرتين في هذه الحالة؛ فالمرة الأولى يُمدح لأنه أعطاه الفرصة ليُثبت قدرته، ويُمدح أُخرى لأنه عزله وأراح المسلمين من شره! وكذلك مثلاً إذا حصل تمرد أو عصيان في الدولة واستفحل وتعاظم قالوا سبب ذلك أن السلطان كان لين العريكة والطبع معهم، رحيماً شفيقاً، لكن لو كان قائد الجيش مثلاً هو الذي عجز عن إخماد التمرد قالوا لم يكن حازماً بل ضعيفاً جباناً. لا أقول أن كل الكتاب بهذه الصورة الفجة لكنك تلمسها بوضوح في عدد من المواضع. ومن هذا مثلاً ما ذكره عن السلطان أحمد الثالث وتفشي اللهو وحفلات السمر وزيادة الفساد الخلقي في عصره، وأن استغراق السلطان والصدر الأعظم في هذه الحياة كانت سبباً ضمنياً لدفع الشعب إلى الأعمال والأمور غير الشرعية، لكن: (( يجب التأكيد هنا على أمر مهم وهو أن قيام السلطان والصدر الأعظم بقضاء أوقاتهم في المرح المباح شيء، وتورط الأهالي في إسطنبول في اللهو والملذات غير المباحة)) شيء آخر، ويقول أيضاً: (( هذه الحوادث تبين بوضوح ظهور بعض العادات غير المشروعة بين الأهالي في عهد لاله، ولكن هذا لا يعني أن مثل هذه العادات دخلت ونفذت إلى القصر السلطاني)).
ختاماً، أود أن أختم بجملة معبرة ذكرها المؤلف في آخر القسم الثالث بعد أن تكلم عن فرمان الإصلاحات وتغيير بعض أحكام الشريعة الإسلامية استجابة لرغبات الدول الأوروبية ولحاقاً بركابها أو تجنباً لسخطها قال: (( وأخيراً انهارات الدولة العثمانية! فماذا كسب المسلمون المخدوعون....غير المآسي؟.... إن في التاريخ عبرة لمن يعتبر حتى لا تتكرر المآسي)). وصدق والله، إن في التاريخ عبرة لمن يعتبر حتى لا تتكرر المآسي!! اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر
كتاب هام يرد على كثير من الشبه والتهم التي وجهها المستشرقون الغربيون للدولة العثمانية على مر تاريخها ،ويكشف الكثير من أسباب قوةالدولة العثمانية وأسباب إضمحلالها
الكتاب ضخم وممتع للغاية لم أنهيه كله فهم ضخم وليس كل التاريخ العثماني يهمني على الأقل ليس فيه هذه الفترة، الكتاب مقسم تقسيمًا رائعًا تستطيع العروج رأسًا على السؤال الذي يطرق في بالك أو مااستشكل عليك من شبهات دارت حول تاريخ أو شخصية عثمانية محددة، الكتاب مبهر وجدير بالإقتناء وما أعجبني فيه هو توثيقاته فهو وإن كان الكاتب تركيًا ولكن وبعد إذ فثمة موضوعية وتوثيق بعيد إلى حدٍ كبير عن الإنتصار للجماعة أو العاطفية!.
الخلاصه ليس كل ما يقال أو يحكي لك هو الحقيقة بل الحقيقة تحتاج إلي البحث عنها والسعي بجد للوصول إليها الكتاب ملئ بالتساؤلات وإجابتها وأمور صراحة لم أكن اعلمها وأمور سمعتها لكن صراحة لن تخرج من الكتاب الا بالاستفادة
الكتاب به معلومات قيمة وممتازة ونظرة الكاتب للتاريخ العثماني نظرة حيادية ذكرت المميزات والعيوب وكذلك نظرة شاملة لكثرة إطلاع ��لمؤلف على الوثائق وخبرته باللغة العثمانية.
لا غنى عن هذا الكتاب لأي باحث في التاريخ العثماني غير أني قد أثارت في ذهني بعض التساؤلات أثناء قراءتي لكن لم أجد لها جواباً لقلة علمي ولعل ذلك ما سيدفعني لقراءته مرة أخرى ان شاء الله
بنية الكتاب لا تعتمد على السرد التاريخي او نظام الحوليات انما صُنف كاسئلة واجوبة يحكي المؤلف جوابه بعد تعداد المراجع والمصادر التي اوردت المعلومة ومصداقية كل مرجع وفترة كتابته, وتحليله لها وراعى المؤلف التحقيب الزمني للاسئلة, لك ان تتخيل عدة قوميات منضوية تحت دولة واحدة تذيع وتلفق تخاريص واشاعات لا حصر لها على مدار عدة قرون عملية احصائها والرد عليها وتكرار ظهور بعض التهم مع عدد من السلاطين بلا شك شئ مزعج , من هذا الجانب اذا لم تقرأ قبل عن الدولة العثمانية فوجب أن تاخر هذا الكتاب لمرحلة لاحقة. اعتقد ان النظرة الطوباوية للتاريخ غير مجدية وكل من يزري بالدولة العثمانية يجب عليه ان يأتي بتاريخ لاي أمة خالي من النقائص والشوائب والمنهج المتبوع من بعض من يتقمم الزلات وينتحل السقطات اسلوب مخزي وغير علمي وهو الشائع في التعامل مع الدولة العثمانية.
هذا الكتاب هو حصيلة اكثر من خمسة الاف سؤال عن الدولة العثمانية سئل عنها الدكتور احمد آق كوندز فقام بفرز هذه الاسئلة وحذف المكرر منها وصفاها حتى اكتفى ب٣٠٤ سؤال (وليس ٤٠٣ كما هو مكتوب خطأً) يد فيها على الكثير من المغالطات التي انتشرت عن الدولة العثمانية كمذبحة الارمن وهل كان العثمانيين ظالمين للعرب او لتفسير بعض الامور الشائكة كقانون قتل الاخوة لوضعه في سياقه الصحيح. . ينقسم الكتاب الى اربعة اقسام وهي: . ١. التاريخ السياسي: وهو القسم الاكبر وفيه ١٨٤ سؤال عن كل عهود السلاطين من عهد عثمان الاول انتهاءا بإلغاء الخلافة. . ٢. المجتمع في الدولة العثمانية والحرم العثماني: وفيه ٣١ سؤال عن نساء القصر والرق في القانون العثماني والموسيقى وطبقات المجتمع. . ٣. النظام القانوني: وفيه اسئلة عديدة عن القوانين وصلاحيات السلطان والصدور العظام وما الذي يقيد سلطاتهم وحقوق الاقليات والتعليم. . ٤. النظام الاقتصادي: وفيه اسئلة عن مصادر الدخل والنظام الضريبي والتجارة وخلافه. . كثير من الاسئلة هي من شبهات المستشرقين وابدع الدكتور احمد آق كوندز في الاجابة عليها بشكل علمي، ويتميز اسلوب السؤال والجواب بسهولة الرجوع للنقاط التي تريدها وقت الحاجة. . كتاب مهم واعتبره مرجع رئيسي عن التاريخ العثماني.
الكتاب يقع في أكثر من ٧٠٠ صفحة يُعطي نظره شاملة عن مجموعة من أهم المشاهد التاريخية المتعلقة بالتاريخ العثماني في الكتاب ينتهج نهج سؤال و جواب و ليس الحوليات و نستطيع أن نلتمس التحيز الديني عند د.كندوز في قراءته للتاريخ الإسلامي و عتماد منهج التزكية و القدوة الحسنة في نقله للمعلومات التاريخية الذي يتبعه كثيراً من الدعات و أن كان المسألة له مناحاً يغلب عليه نوعاً ما النزعة الصوفية التي سيكون له تأثيراً واضحاً عندما يتحدث عن بعض الشخصيات الدينية أو السلاطين تجعلهوا يصل أحياناً لمراحلة من التخبط و إيرد ما قد لا يصح عقلاً و لا نقلاً و لكن الكتاب في مجملهِ يُظهر صدق سعي صاحبه في أبراز التاريخ الإسلامي للناس و تعتبر خلفيته الإكادمية هي التي تكسب الكتاب جزءاً كبيراً من أهميته رغم وضوح تحيزه في الكتابة و أن كان لي عليه بعض التحفظات التحقيقة رغم هذا فتجده مثلاً أنه يُكرر قصة تنزل الخليفة المتوكل على الله الثالث العباسي للسُلطان سليم الأول عن مقام الخلافة في آيا صوفيا بعد فتح مصر و الشام وسط حفل كبير مشهود حضره العلماء و هذا ليس بصحيح تاريخياً ! مع أنه قد بذل مجهود جيد في تحقيق تاريخي رزين أخري و هو علاقة الحاچي محمد بكتاش بخداوندكار أورخان غازي بن عُثمان بك بن أرطغرل حيث أن هُنالك الكثير ممن يذهب من المؤرخين إلى أن محمد بكتاش كان حياً وقت إنشاء الينيجارية أو الإنكشارية و أنه هو من أعطاهم القلانسوات التي و الملابس التي كانوا يرتدونها و هذا غير صحيح فالفرق بين وفاة محمد بكتاش و إنشاء الينيجارية تزيد على أكثر من ١٥٠ سنة ! . و لا بد أن نشير لنقطة و هي أن كتاب د.كندوز يسير حسب الترتيب الزمني للسلاطين فبرغم أنه ليس حولياً لكنهُ يمر على السلاطين بالترتيب التاريخي لهم من حيث الإقدام للأحداث و يركز فيها على الرد على بعض الإسئلة الهامة أو الإتهامات التي تطولهم على سبيل المثال نظم التجنيد في الإنكشارية أو المعروف الدوشرمة و ضريبة الغلمان و علاقة السلاطين بالمحرمات و يركز على ثلاث قضايا مهمة شرب الخمر و العلاقة
الكتاب متخصص في التاريخ العثماني وفي الجانب المجهول من هذا التاريخ، ويعتمد على طريقة الأسئلة الشائعة والإجابات عنها طريقة لعرض المعلومات، عدد الأسئلة 303 سؤال تم اختيارها من 5000 سؤال تم توجيهه للكاتب خلال محاضراته المتعددة. الكتاب يقع في 800 رد صفحة "وهو عدد صفحات كثير برأيي" ولكنه ممتع جداً ولا يشعرك بالسأم ولا بالملل، حتى أنني أنهيته في 20 يوم تقريباً "لانشغالي الشديد" ولو لم أكن مشغولاً لأنهيته في ظرف أسبوع فقط. الكاتب يعطيك ثقة في المعلومات التي يقدمها لك، خصوصاً أن الرجل مختص بالتاريخ العثماني والقوانين العثمانية وملمّ باللغة العربية والتركية العثمانية إلماماً واسعاً. القسم الأول من الكتاب يشمل الأسئلة حول السلاطين جميعاً وأهم الأحداث في تاريخ كل واحد منهم ومعلوماته الشخصية وأهم رجال الدولة في عصره وغير ذلك من المعلومات ثم يناقش القسم الثاني الحالة الاجتماعية والاقتصادية والقوانين العثمانية. أهم ما تحدث عنه الكاتب هو مناقشته عدة تهم شائعة عن العثمانيين خصوصاً في موضوع الحريم وقتل الأخوة والتضييق على الرعايا من أصحاب الديانات الأخرى وغير ذلك، عالج الكاتب كل ذلك وحاول أن يكون موضوعياً قدر الإمكان وأهم ميزة برأيي أنه فصل ما بين النظرية والواقع في معالجته لهذه التهم مما يعطيه قدراً من المعالجة الدقيقة للأحداث التاريخية. هناك بعض التكرار في الكتاب وهو ما فرضته طريقة الأسئلة والأجوبة التي اعتمدها الكاتب فيتطرق سؤالين مثلاً لقضيتين متشابهتين في جزئين مختلفين من الكتاب فيضطر الكاتب لتكرار جزء من الإجابة مرة أخرى .. الكاتب رائع والكتاب رائع وأنصح جداً بقراءته للمهتمين ولغير المهتمين ولمحبي تاريخ الخلافة الإسلامية العثمانية.
تناول المؤلف فيه تاريخ الدولة العثمانية منذ تأسيسها حتى سقوطها قسم المؤلف كتابه إلى أربعة أقسام كبرى القسم الأول: التاريخ السياسي للدولة العثمانية وتحدث فيه المؤلف عن السلاطين العثمانيين ابتداء بالسلطان عثمان الأول حتى نهاية الدولة العثمانية وانهيارها وتناول في حقبة كل سلطان أهم المعلومات المتعلقة به وبعصره. القسم الثاني: بعنوان المجتمع في الدولة العثمانية والحرم العثماني تحدث فيه المؤلف عن الرقيق في الدولة العثمانية وعن الحرم السلطاني وعن الرعايا في الدولة العثمانية وطبقات المجتمع المختلفة القسم الثالث النظام القانوني العثماني وتشكيلات الدولة تحدث فيه عن القوانين المتبعة في الدولة العثمانية ومدى ارتباطها بالشريعة وصلاحيات شيخ الإسلام وهل كانت القوانين موحدة في كامل أرجاء الدولة أم مختلفة حسب الولايات ثم تحدث عن بعض أجهزة الدولة ووظائفها ثم تحدث عن الحقوق والحريات في الدولة العثمانية ثم تحدث عن التعليم والقضاء في الدولة العثمانية وفي نهاية هذا القسم تحدث عن حقوق الأقليات في الدولة العثمانية. القسم الرابع والأخير بعنوان المالية والاقتصاد والتجارة في الدولة العثمانية تحدث فيه المؤلف عن الضرائب في الدولة العثمانية ثم تكلم عن موازنة الدولة العثمانية وموارد هذه الميزانية ثم تحدث عن الاقتصاد والتجارة في ظل الدولة العثمانية
فكرة الكتاب قائمة على عرض تاريخ الدولة العثمانية السياسي وأحوالها الاقتصادية والاجتماعية وأنظمتها القانونية والإدارية. فى قالب سؤال و جواب متضمنة الأسئلة الشبهات والتهم التى طالت الدولة عبر تاريخها، وتم اختيار ٣٠٣ سؤال من أصل ٥٠٠٠ سؤال! وطريقة العرض التاريخي هذه فريدة ولا يظن ظان أنه من الكتب الضعيفة التى تغلب على هذا النوع من العرض بل اتسمت كتابته بالتوثيق لكل المعلومات الواردة وعرضها في قالب سهل، حاول أن يكون موضوعيا في حديثه عما وقع من أخطاء من قبل الخلفاء العثمانيين، فأظنه أصاب كثيرا، وأخطأ أحيانا في تبرير بعض الأخطاء، لكن في الجملة لن تشعر أنه كتابا دعائيا تبريري بل أشار بتجرد لأسباب سقوط الدولة العثمانية دون أن يكثر من حملها على الأسباب الخارجية بل جلها كانت من قلب الخلافة والدولة بعيدا عن أجواء التآمر. تبقى أهمية الكتاب الجمع بين التأريخ للحقبة العثمانية والرد على كل ما أثير عنها بشكل تفصيلي علمي توثيقي وشرعي كذلك.