إبراهيم الكوني في عشب الليل يروّض لحون الشجن حيناً... ويتغنى بأعجوبة الشعر حيناً آخر... ينشط خياله... ويتزود من مخزون الأساطير بالنصيب فيتلقفه ذهنه ليحكم الرباط على خيالات وصور تكون بالانتظار أبداً وتستعيد حروفه دور وتر "أمزاد" فتلهم الأنامل بسر اللحن القديم.
تتلاحم الحروف... تتضافر مع الخيال، لتصير باللحن، مع العبارات نسيجاً واحداً يتزود النسيج الروائي من دبيب الأنامل... من انطلاقة اللحن، ليكوّنا معاً، نشيداً شجياً لذيذاً، ونغمات الكوني الآتية من وراء الزمان تتقاطر سطوراً... تطرب النفس وتثري الخيال... وتُجَيّش في الوجدان المعاني الإنسانية... تحلّق بالقارئ بعيداً تعبر به المدائن... تعبر به الأزمنة تستقرّ به في صحراء رياحها ألحان تعزفها نفسه... تعزفها روحه لحْنَيْن؛ لحنُ الصوتُ، ولحنُ النسيج يأخذانه بعيداً... فينبثق من المقلة ومع آخر، ويولد في القلب وطن آخر... تسميه شعراء القبائل حنيناً...
في هذا المناخ وفي هذا الزمان والمكان يطرح إبراهيم الكوني مشكلة الفرد ازاء المجتمع... يطرحها من خلال العلاقة بالطبيعة من جانب، والقدر من جانب آخر، فتقف الصحراء الكبرى كمفهوم استعاري أولاً، في الوقت نفسه وكمكان يحمل سيماء محدّدة يضح حداً فاصلاً بين الشمال العربي، والقارة الأفريقية.
Ibrahim al-Koni (Arabic: إبراهيم الكوني) is a Libyan writer and one of the most prolific Arabic novelists. Born in 1948 in Fezzan Region, Ibrahim al-Koni was brought up on the tradition of the Tuareg, popularly known as "the veiled men" or "the blue men." Mythological elements, spiritual quest and existential questions mingle in the writings of al-Koni who has been hailed as magical realist, Sufi fabulist and poetic novelist. He spent his childhood in the desert and learned to read and write Arabic when he was twelve. Al-Koni studied comparative literature at the Maxim Gorky Literature Institute in Moscow and then worked as a journalist in Moscow and Warsaw. By 2007, al-Koni had published more than 80 books and received numerous awards. All written in Arabic, his books have been translated into 35 languages. His novel Gold Dust appeared in English in 2008.
للعشبة لوناً لا طولاً ولا شبهاً عشبة تبدو ككل الاعشاب ولكن لها مفعول الجن . العشبة بين الشقوق ذات اوراق بيضوية التكوين ، ينز منها سائل لزج طعمه غامضاً . تنمو بالليل بعضها يزهر في هذه الوهلة ولكنها تتبدد ما ان يطلع شعاع الشمس ، وتختفي كما يختفي اهل الصحراء في الصحراء . نهش نصيباً من الورقة فتزعزع فجأة خرج من الصحراء ليطوف ممالك حلم بها كثيراً ونزل اقواماً عاشوا فيه طويلاً ولم يصدق بوجودهم يوماً، وتنعم بهناء لم يعرفه ولم يذق له طعماً. فقد الوزر وتحرر من اركان الصحراء الاربعة واستعاد شيئاً اضاعه منذ أمد بعيد جداً منذ آماد سبقت الميلاد وسبقت اركان الصحراء الاربعة .
في رواية عشب الليل يبدع الكوني كالعادة بلغة ساحرة وبراعة في رسم شخصية وان تيهاي رجل الظلمات وهو الاسم المستعار الذي اطلقته عليه القبيلة وانتهيط الجني المولع بالجنس ، شاعر يتغنّى بالسواد ، غريب الأطوار ، عاشق للظلمات لا يرتدي إلا ثياباً سوداء ، ولا يخرج للتسكع إلا ليلاً ، ولا يعاشر إلا إماءه الزنجيات اقترن بالبداية ثلاث مرات لكن لم يفلح في معاشرتهن القرينة الاولى كانت من قبائل آهجار لكن قرانه بها لم يدم أكثر من ثلاثة أيام القرينة الثانية كانت حسناء فائقة الجمال ، لكنها لم تستسيغه فتركته بعد أيام والثالثة تركته ايضاً ، لكن لا احد من القبيلة عرف سر ذلك : يبتعد وانتهيط عن النجع ويعتزل الناس وينصب الخباء بعيداً في وادي اسمه وادي الجنّ ينزوي وحيداً ، يتشح بالسواد ولا يخرج للتسكع إلا في الليالي التى تغيب فيها الأقمار أثناء خروجه في الليل يكتشف عشبة سرية تنمو بين الأحجار جربها تحايلاً على الوحشة في البدء .. ثم اكتشف مزاياها الخفية التى اعادت له فحولته .. هرسها ، ودسها في صرة تحت كمه كتميمة : بعد زمن فوجىء القوم بالشقيّ يدخل إلى بيته قرينة جديدة تدعى بنت الأدغال كانت أمة زنجية أشد سواداً من قطعة الفحم ، كما يصفها الكوني وبعد الاقتران بها ازداد بالسواد تعلقاً ، وكبر في عينيه يلومه أهل القبيلة لانه ترك بنات النبلاء وتزوج بهذه الزنجية التى تلد له بنتاً .. تتزوج الفتاة وتلد حفيدة تقيم عنده لكنه يخالف الناموس ويمارس عليها طقوسه الجنسية اثر تناوله العشبة اللعينة بعد ذلك ترفض الفتاة الذهاب لبيت جدها ، وتهدده بفضح سره أمام القبيلة وتخبر القبيلة فعلاً بالسر ، لكن لا أحد يصدقها ، فتهرب منه لكنه يعيدها بالقوة للخباء .. لتقوم في النهاية بقتله بمدية وتقتل نفسها على جسده : عشب الليل رواية وجدتها مختلفة قليلاً على ما اعتدنا عليه في اعمال الكوني يفتتحها بإقتباس لدستويفسكي من رواية الأخوة كارامازوف (( إذا لم يوجد الله ، فإن كل شيء يُباح حتى الجريمة )) تبدو رواية نفسية أكثر لانها تكشف عن الجوانب النفسية الخفية للبشر وعلاقتهم ببعض .. وحريتهم الشخصية يطرح فيها بشكل راقي موضوعاً حساساً للعلاقة الممنوعة الليل حكاية اخرى في هذه الرواية ، فكل الأحداث تقع ليلاً كيف لا والبطل هو رجل الظلمات المريب عاشق السواد : أربع نجمات كقراءة أولى الرواية رمزية عميقة جداً برغم صفحاتها القليلة التى لا تتعدى 160 صفحة تحتاج لقراءة ثانية ربما نصل لما أراد الكوني طرحه
قد لا تتفق مع الرواية لكن لا يختلف احد على جمال اللغة و السرد و رؤية إبراهيم الكونى المختلفة عنده منبع بينهل منه كلمات مش موجود الا عند قلة قلييلة من الأدباء... أوقات كتير و انا بقرا كنت بستشعر و بتحضرنى عز ازيل بلغتها و بعض لقطاتها
مرة أخرى، يأخذنا الكوني إلى الصحراء، وفي الحقيقة أتمنى ألا يأخذني إلا هناك، حيث الميثولوجيا تلتحم بواقع القبائل وأعرافهم.
لكن هذه المرة، الموضوع أكثر من مجرد شائك، ويُخْشَى التَّطَرُّق إليه، لكن الكوني، بسرده، يجعل تعاطيك مع الفكرة أوسع مدى، وكالعادة، يجيد الحكي بلغته وأسلوبه وألفاظه.
طحسنا.. أيمكن للمرء أن يتحدث عن الكوني، ولا يأتي على ذكر لغته الشاعرية اللذيذة، الحاملة لجواهر مدهشة باعثة للتأمل واستحضار اليقظة؟! أو حبكته السردية الآسرة في عالم البرزخ بين الواقع والخيال؟! امتع الخيال أكثره واقعية، بالمناسبة.. ◉‿◉
تقع في 185 صفحة هذه التحفة العدمية المذهلة، في البدء كنت قادرا على إنهاءها في جلسة واحدة، لما وجدته فيها من لفظ حلو وجوهر يلمع وسرد عذب ، إلا أنني بعد الصفحات الثمانين الأولى، فكرت في أن لا أنهيها، لما رأيته منها يتسلل إلي، ويحدثه في نفسي من رفع شعور وإتيان بآخر.
يحاول الكوني أن يعري الإنسان -وشاح الكذب على حد تعبيره- من جبة المثالية والصدق التي يلبسها فوق عالم من التناقض الرهيب. كسعيه للخلود مع إدراكه أن لا سبيل للراحة إلا الموت. حاجته وحبه للأغيار مع عدائه لهم. تقديسه الأزلي للنواميس وتحريفه إياها .. والكثبر من الفلسفات في الكثير من الأشياء الحق أقول أنني لم أستسغ العدمية والنيتشوية الهائلتين فيها، إلا أنها حتما آسرة ومليئة بالمعاني الفلسفية الحكيمة عن النفس البشرية وجواهر جمة غائبة عنا أغلب الوقت.
كنت أريد كتابة رأي في وقت أكثر إتساعا، إلا أنني آثرت أن أفعل ومازال لطعمها في فمي بقية.
رواية دات اسلوب و كلمات وسرد رائعة لقد تهت في هذه الرواية من المستحيل ان يكون الهذف منها او لنقل الرسالة المبطنة للرواية بهذ الشذوذ او السطحية المفرطة لابد من وجود سر يكتنف هذه الحسناء ^^ وهو مخفي في الظلمات بعيد عن الناموس الواظح لي باقي القراء وصلتني معلومة من صديق تقول ان مجموعة روايات الكوني في 1997 يمكن ان تكون رباعية غير معلنة لانه تتشابه في الاسماء و تحس برابط عجيب غير الاسماء و الشخصيات المتشابها لابد ان المفتاح في باقي الروايات و سوف ابحث عنه حتى لا تضيع هذه الحسناء في تيه الظلمات ^^
تدور أحداث الرواية في الصحراء كمعظم روايات الكوني، حول شخص غريب الاطوار يعشق الظلام ويكره النور، ينتهي به الأمر بكسر جميع النواميس المعروفة، فكرة الرواية مرعبة، اللغة والسرد رائعين كحال روايات الكوني دائما.
عشب الليل إبراهيم الكوني الصحراء مستودع أسرار الكون ومنها انتزع الكوني رواية عشب الليل و من بين وديانها يقطن ذلك العشب الذي يحمل سر الحياة الخفي. العمل الأدبي وسماته الفنية مُحْكَم بالغة معقدة وربما جاءت وفق تركيبة لغة الصحراء المطلقة الغير شفافة قراءة كانت مجهدة لجمالية النص تحتاج الى مراجعات كثيرة
"عشب الليل" رواية تحكي عن أسطورة الظلمات " وان تيهاي" الرجل الذي يخالف ( الناموس ) و يخرج عن عادات القبيلة .. ويكون مثار تساؤلهم، ريبتهم و أحاديثهم ...
أسلوب الكاتب مميز و له طابعه الخاص .. ولكن عامةً لم أجد ما يشدني لإكمالها و قرأت النصف الثاني منها بتثاقل وذلك يعود سببه للقصة نفسها رغم أن السرد واللغة من العوامل التي تُحسب للكاتب في هذه الرواية.
اقتباسات أعجبتني:
" أولئك الذين خُدعوا فضحّوا بحطام الدنيا ليكتشفوا أن الحياة ليست سوى هذا الحطام نفسه."
•
" الإنسان يستطيع أن يفلح في أيّ أمر مهما صَغُر، إذا استطاع أن يجعله همّ يومه. "
•
" الحياة كانت ستصير همّاً أكبر لو لم يُخلق ما يُبهج القلب، وخنق الفرح أكثر مما يجب ارتضاء للكمد واستدعاء له. لا بد للطبع أن ينتصر مهما عظم الخط، لأن الطبع هو الحياة التس يستطيع الإنسان أن يعيشها ولا يستطيع أن يخفيها."
•
" لا شيء في الصحراء يوجع الإنسان كفراق جرم معشوق. لا شيء في الصحراء يفجع كفقدان من لم ننتظر فراقه، لأننا أخطأنا فأحببناه أكثر مما ينبغي. "
En mørk, meget mørk, og syret, meget syret, roman fra tuaregernes Sahara. Om en formørket mand, der sætter sig over loven og moralen, søger at afæske ørkenen dens hemmeligheder gennem hallucinerende urter, men ender med at depravere sig selv og alle omkring sig gennem brutal vold, mord og incest i flere generationer. Læs min anmeldelse på K’s bognoter: https://bognoter.dk/2020/04/06/ibrahi...
انصح بها لمن يريد شيئا من الترف القرائي ..اللغة جميلة وستخرج منها بمعاني عميقة غير أن هناك الكثير من الروايات الأكثر جمالا وتستحق بجدارة وقتك الذي ستمضيه في قراءة هذه الرواية