فؤاد حداد من أبرز شعراء العامية في منتصف القرن العشرين، فهو المؤسس الحقيقي لشعر العامية الملحمي في مصر، وكان دائما ما يعرف نفسه قائلا: أنا والد الشعراء فؤاد حداد. أطلق عليه كذلك فنان الشعب، حيث استلهم من الشعب المصري، عدد من الملاحم التي كتبها، مثل أدهم الشرقاوي. ولد فؤاد سليم حدٌاد بحى الظاهر بالقاهرة، والده سليم أمين حدٌاد ولد في 5 يونيو 1885 في بلدة 'عبية' بلبنان في أسرة مسيحية بروتستانتية لوالدين بسيطين اهتما بتعليمه حتي تخرج في الجامعة الأمريكية في بيروت متخصصا في الرياضة المالية ثم جاء إلى القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولي ليعمل مدرسا بكلية التجارة جامعة فؤاد الأول ويحصل علي لقب البكوية وعندما تنشأ نقابة التجاريين في مصر تمنحه العضوية رقم واحد، وما زالت كتبه وجداوله تدرس باسمه حتي الآن. أما والدته فهي من مواليد القاهرة في 19 يونيو 1907م جاء أجدادها السوريون الكاثوليكيون الي مصر واستقروا فيها وولد أبواها في القاهرة. أبوها من عائلة أسود التي جاءت من دمشق الشام وأمها من عائلة بولاد من حلب، وفي المعتقل تحول "فؤاد حداد" إلى الإسلام. تعلم في مدرسة الفرير ثم مدرسة الليسية الفرنسيتين، وكانت لديه منذ الصغر رغبة قوية للمعرفة والإطلاع على التراث الشعري الذي وجده في مكتبة والده، وكذلك على الأدب الفرنسي من أثر دراسته للغة الفرنسية. اعتقل فؤاد حداد عام 1950 لأسباب سياسية، ثم عاد واعتقل مرة أخرى عام 1953. نشر حداد ديوانه الأول "حنبني السد" بعد خروجه من السجن عام 1956، واعتقل مرة أخرى عام 1959 لمدة خمس سنوات، وخرج ليكتب في شكل جديد لم يكن موجودًا في الشعر العربي، وهو شعر العامية فكتب أشعار الرقصات مثل "الدبة" و"البغبغان" و"الثعبان" وغيرها. كتب "المسحراتي" لسيد مكاوي 1964 وكتب له البرنامج الإذاعي "من نور الخيال وصنع الأجيال" 30 حلقة عام 1969 والذي كانت أغنية "الأرض بتتكلم عربي" قطعة منه. أصدر 33 ديوان منها 17 ديوان أثناء حياته والباقي بعد وفاته ولابنه الأكبر هو الشاعر أمين حداد، وهو يعتبر أحد الشعراء الذين خرجوا من عباءة والده مسحراتي الشعراء، وله ابن آخر هو أيمن حداد ويعمل في مجال المسرح.
المسحراتي كل عام وانتم بخير كلمة لها ثقافتها وخصوصيتها وإحساسها وبهجتها وإيقاعها وامتدادها في أثير الشهر الكريم المسحراتي نموذج من البيئة نسمعه... ونراه يعرف البيوت وبردد الأسماء اختار فؤاد حداد هذه الشخصية منحها فكره وفنه منحها صوته وخطواته في حارات الواقع وأحوال الناس من ستينيات القرن العشرين يجوب مسحراتي فؤاد حداد محطات الإذاعة وقنوات التليفزيون يغزل فلسفة الشعب من جمال الحروف المتآلفة كعقود زينة تتنفس الأنوار في الأسحار تصل البيت بالبيت والقلب بالقلب خلفية صوتية لموائد الرحمن في ليالي رمضان من الطريف أن يذكر فؤاد حداد اسمه في شعره فهو أحد المقيمين في الذاكرة الجمعية
بقالي شهرين تقريبا بقرأ في الديوان، وكل ما تطول المدة كنت بزداد تعلق بالديوان واكتشاف لمدى جماله، أعتقد إني كنت غير متحمس في البداية ثم أصبحت معتاد عليه وبعدها حبيته وحبيت الوقت اللي بقضيه معاه. فؤاد حداد جميل، جميل وبسيط وانتقاؤه للمفردات عظيم، والكورس اللي بيتردد في كل القصائد تعلقت بيه بحيث إني أصبحت معتاده ومع كده بكرره وبفضل أغنيه بصوت عالي.
"المشي طاب لي والدق على طبلي ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال: الرجل تدب مطرح ما تحب
وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال وكل من شبر وحتة من بلدي حتة من كبدي حتة من موال:..."
ديوان شعر بالعامية المصرية اسم الديوان: المسحراتي للشاعر المصري: فؤاد حداد من الهيئة المصرية العامة للكتاب عدد القصائد: 111 قصيدة. عدد الصفحات: 352 صفحة
"أنا بلدي حُرة بنيت على غُصنها عِشي ولقمــة الحُـــب بتفطـــرني وتعــشي أنا عاوز ابني يعيش والظلم مايعشِّي يا رب يا اللي خلقت لنا البصر واللمس ولا ترسم الشمس إلا النور على وشي"
نبذة عن الشاعر: ولد فؤاد سليم حدٌاد بحى الظاهر بالقاهرة في 28 أكتوبر 1928، والده سليم أمين حدٌاد ولد في بلدة 'عبية' بلبنان في أسرة مسيحية بروتستانتية لوالدين بسيطين اهتما بتعليمه حتي تخرج في الجامعة الأمريكية في بيروت متخصصاً في الرياضيات المالية ثم جاء إلى القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولى ليعمل مدرساً بكلية التجارة جامعة فؤاد الأول ويحصل علي لقب البكوية وعندما تنشأ نقابة التجاريين في مصر تمنحه العضوية رقم واحد، وما زالت كتبه وجداوله تدرس باسمه حتي الآن.
كتب "المسحراتي" لسيد مكاوي 1964 وكتب له البرنامج الإذاعي "من نور الخيال وصنع الأجيال" 30 حلقة عام 1969 والذي كانت أغنية "الأرض بتتكلم عربي" قطعة منه. أصدر 33 ديوان منها 17 ديوان أثناء حياته والباقي بعد وفاته؛ ابنه الشاعر أمين حداد، وهو يعتبر أحد الشعراء الذين خرجوا من عباءة والده مسحراتي الشعراء، وله ابنان آخران هما سليم حداد وهو الأخ الأكبر وحسن حداد وهو الأخ الأصغر.
نبذة عن الديوان: "كُتب الديوان على عدة مراحل ذكرها الكاتب في بداية الديوان". يتخيل الشاعر نفسه مسحراتياً ويكتب ما يزيد عن مائة قصيدة بنفس الاسلوب تقريباً، مع تغيِّر ما يشير إليه من نصائح أو منازل في كل مرة. 🌸 كل القصائد تدعو للتمسك بالبلاد والوحدة ومعرفة حضارتها وثرواتها وتنميتها.
"هلال بلدنا على ألف مادنة لله حمدنا حُسن المصير"
"ليالي مبروكة بتنقَّط علينا الضي يجرى عليها الزمن اللي بيطوي طي قلبي انعصر لما قال يا شهر عن إذنك لا أوحش الله منك أهل هذا الحي"
"نزل الندى ع التراب والورد ما أحلاه شاف الربيع غصن أخضر زهّره وعلاه من ألف مادنه شعاع قلبي حمد مولاه من كل ليلة ذكرت وكل فجر صلاه في كل خطوة سبقني صوت يقول: الله"
تقييمي للديوان: 4/5 🌸 "لا أرجح أبداً قراءته في جلسة واحدة أو اتنين حتى، الديوان محتاج ياخد من وقتك جزء حلو عشان تفهمه وتستسيغه" الغلاف حلو جداً والرسومات الداخلية وكلها لـ: محمد أباظة 🌸
مسحراتــى منقراتــى دى ليالى عمرى لبنـى وتمـرى والأمر امـرى أنا اللى علم حمام وقمـرى قلت اللى علـم فى الجسم يمرى كان قلبى لين يعـرف يميـّل ومهمـا شيـّل عمره ما يرمـى عمره ما خبـا ولا حتى حبـه فـرط المحبــه أنا قلبـى اسمى نحيــف ولكـن أعلى المسـاكن على كتفـى راكن وأنا جبت عتلة تشـد عزمـى وجبت عجلـة تدور بعلمـى علشان زمانـى قام المصانـع وبنى المبانـى رفع الموانـع فتح الموانى إلا الأغانى زرعت ديوانـى وكل مادا مكلفانـى عرق زيادة ولا أقول كفانـى أصل السعادة مبدأ تفانـى والمشى طاب لى والدق على طبلى ناس كانوا قبلى قالوا فى الأمثال : "الرجل تدب مطرح ما تحب".
الكلمات سهلة وتحس إنها (متلحنة) كنت باقراها وحاسس بموسيقى في الكلام لدرجة إني تخيلت مسحراتي ماشي بطبلته وبيغنيها والتخيل زاد شوية وتخيلت إن حد من مطربين زمان ممكن يكون غناها ( مشعارف ليه جه على بالي سيد مكاوي .. ممكن عشان غنى رباعيات جاهين )
المهم إني لما دورت ع النت اكتشفت إن كان فيه برنامج بيجي زمااان ع الراديو في رمضان وبيتغنى فيه القصايد
أن تنسج مصر بكل اللى فيها من ناس وشوارع وأحداث وحضارة وتاريخ فى قصايد شعرية .. هي العظمة بكل مفرادتها .. أن تنسج أحلام أمة عربية بأكملها بواقعها وتراثها ونكاباتها وإنتصاراتها .. هي العظمة بكل مفرادتها .. أن تكتب شعر كشعر فؤاد حداد فأنت إذا لعظيم
فؤاد حداد ، شاعر من طراز خاص جداً .. الكلمة لديه سلاح طيّع وسهل ، يستخدمه كما يريد فيما يريد وقتما يريد .. ينسج منها قصايد شعرية كلها فن وإبداع وثقافة ورقى .. يحملها مفردات شعب بأكمله بماضيه وحاضره ومستقبله ، أهم أعلامه الثقافية ، وأهم أحلامه وانتصاراته .. ثم ينسج بها المجتمع كله مخلداً حبه للإشتراكيه ، وإيمانه بالفرد المصرى العامل ، والفلاح المصرى المكد ، وإيمانه بالعروبة والأمة العربية ووحدتها .. ثم محملاً إياها حبه وإيمانه بالله .. وحبه وإيمانه بعبد الناصر
القصيدة الشعرية الحلوة هي التى تتنزع منك الآه ثم تعيد قراءتها .. وفؤاد حداد انتزع منى الآه وجعلنى أحفظ كثير من قصائده فى هذا الديوان .. المواويل التى يختم بها قصائده بها شئ يجعلها تخلد إلى أبد الدهر بما تحمله من مشاعر صادقة فى قلب هذا الرجل الكبير
لو أردت أن أضع مقتبسات من الديوان هنا فى هذا الريفيو ، لوضعت الديوان بأكمله ولكنى سأضع بعض الفيديوهات لأحفاده وورثته الشرعيين من فرقة إسكندريلا وكذلك قصائد بصوته هو ، وبصوت الكبير سيد مكاوى
تركت أهل المدارك يختموا السهره ومشيت بطول الخليج للسيده الطاهْره أما المقام سندسى أما المدد نظره وخد فى حضنك جناين قد ما تقدر أخضر فى أخضر ومن كُم الهلال زهره
أرتـاح دقيـقه من لفـتي وارفع ايدىّ وتقوم عينىّ وقـلبى يـعـلا وشـفتى يا حى باقى اسمع دعائى واغفر لى ضـعفى وخفتى يا رب عطفك أنا لولا لطفك ايدى ما تـملكـشـى دفتى اهدينى رحمه ودنيا رحبه أتقن جهـادى وحـرفـتى واجعل حياتى حاضر وآتى ما اخجـلش منها فى وقفتى ولاجل أمٍ بصدر مؤمن يــا رب بـارك فى خلفتى
لو ماشي في الصحراء شفت النور اقول انسان دا انا كل شباك يقيد اشكر لايد انسان واقول هدتني المناير سبحت للعرش يا رب من رحمتك مكنت للانسان يغير الضلمة اما النور ما يتغيرش
وصلاح جاهين مع فؤاد حداد في لقاء نادر له على التلفزيون المصرى يظهر فيه فؤاد حداد إبتداءاً من الدقيقة 10 ويقول احدى قصائد هذا الديوان http://www.youtube.com/watch?v=UUpY3r...
مفيش حد ميعرفش يعني ايه مسحراتي، المسحراتي جزء من ثقافة شعبنا، ونقلناها لشعوب أخري حنبنا، وكلنا يعرف ان المسحراتي اصبح مرتبط ارتباط كبير بشخصية الفنان السيد مكاوي؛ لأنه هو من قدم هذه الشخصية في ثوب جديد تماما عليها، قدمها في إطار فني ثقافي رائع من خلال تلحينه وغناؤه لأشعار فؤاد حداد. قديما اعتقدت ان اشعار فؤاد حداد غناها كلها سيد مكاوي، لكن مع تصفحي للديوان اكتشفت ان الديوان كله بعنوان المسحراتي، وكله اشعار عن المسحراتي في يومياته وجولاته في انحاء مصر كلها. حوالي 350 صفحة من الأشعار كلها علي لسان المسحراتي،ـ بيحكي فيها كل شيء يعرفه عن مصر، بيحكي وبحكمة فوق الوصف عن الغيط والبيت. عن الورشة والمصنع، عن المدرسة والجامعة، عن الجنود علي الحدود. كل شيء حكي عنه المسحراتي واهتم بكل تفاصيل الحياة المصرية بكل دقة. وبروح وطنية وقومية وإسلامية استطاع نقل قصة شعب وروحه في أبيات شعر رقيقة وبلغة عامية مصرية لا تمل منها أبدا. اعجبني جدا الديوان وحاولت نقل بعض مقتطفاته لكن لكثرة المقتطفات عجزت عن اختيار شيء منها.
يختلف فؤاد حداد عن النموذج الشائع للشعراء في أنه لا يكتب الشعر في أوقات تجلي وحي الشعر وإنما هو قد ربط هذا الوحي بقلمه فلم يستطع الهروب منه أبدا. فؤاد حداد يكتب الشعر ليؤسس مدرسة فكرية ثقافية شعبية وليس يكتبه شططا أو تدوينا لحالة عابرة. يسجل فؤاد حداد في هذا الديوان مشاهد رمضان في مصر في بلادها الكثيرة وبعض في سوريا وفلسطين، وكثير من القضايا القومية والوطنية الكبرى. لا يهرب منه الوزن الشعري أبدا وإنما يميزه الوزن الخفيف القابل للبقاء في الذاكرة الشعبية التي كانت دائما الشاغل الأكبر لفؤاد حداد والد الشعراء. ـ
لي طريقة في الحكم على جودة الشعر أو الزجل وملامسته لي.. عدد المرات التي أُعيد فيها قراءة بعد المقاطع. في هذا الديوان أعدت قراءة الكثير والكثير. الديوان يحمل طابع خاص في رمضان، حيث أن الزجل والأشعار تجيء على لسان المسحراتي، والذي تشعر من خلاله أن مصر بأسرها تُغنّي.. مصر بكل تفاصيل المعيشة والحياة والأشخاص والمكان . كما أنه يكتسب ميزة بعد الثورة، لأنه يتحدّث عن بعض المعاني الخاصة بالشهداء والوطنية والعروبة، مما يلامسك تماماً. الطبيعة الغنائية كانت حاضرة بقوة هنا أيضاً. لم يرقني فقط بعض المقاطع الخاصة بعبد الناصر، رغم حسن نظم الأبيات.
أول مرّه اقرأ ديوان شعر أكتر من 200 صفحة وأقدر أكمله للأخر. فؤاد حداد بالنسبة لي هو أفضل من كتب الشعر باللغة العامية، أسلوبه وكلماته مميزين، تقريبًا لو حب يكتب في أي وقت كان بيكتب ومفيش حاجة بتعطله، القصائد تقريبًا متلحنه دون عناء، فيه قصيدتين دول قرأتهم أكتر من مرّة هما "أوصيك يا ابنى" و "الأستمار" دول من أفضل القصائد اللي قرأتها بالعامية تقريبًا.
نصيحة للراغبين فى قراءة الشعر باللغة العامية إنهم يعدوا الأول على فؤاد حداد ويقرأوا وبعدين يكملوا ويشوفوا ويقارنوا وبعدين يقرروا إنهم يقولوا على أي شاعر بعد كدة إنه شاعر عظيم من أول ديوان.
رفيق الشهر الكريم بطبلته وقصايده، اللي مهما خفت نور الشعر هيفضل الـفؤاد ايده.
«ياطبلتي أنا مين؟ انت اللي شايلني ياكلمتي أنا مين؟ انت اللي قايلني دول ردوا بالصدق ولا القلب خايلني مصر اللي بتقول وأنا بانقل بحس أمين وأغني وادعي بدقة قلبها آمين»
أؤمن أن الكتب مثل أشياء كثيرة في الحياة .. هناك كتب تختارها وأخرى تختارك .. أزعم أن "المسحراتي" هو من ذلك النوع الأخير ! المرة الأولى التي أختارني فيها المسحراتي كانت في ركن الكتب المستعملة بمعرض كتاب الأسكندرية .. نسخة قديمة مصفرة الأوراق بتقديم العظيم خيري شلبي تنتظرني بين أكوام الكتب وتقول لي ألم يحن الأوان؟ والمرة الثانية كانت يوم أن شاءت الأقدار لا خطتي القرائية أن تتزامن قرائتي للمسحراتي مع بداية شهر رمضان المعظم! وكأن المسحراتي للمرة الثانية يطلب أن يفرج عنه من بين الأوراق ليقوم بعمله الذي حدده له فؤاد حداد .. أن يسحر الأمة في شهر رمضان! قبل البدء في أي شئ يجب أن تعلم أن ما رمى إليه فؤاد حداد بالمسحراتي الخاص به أبعد من ذلك الرجل الذي تقتصر وظيفته على إيقاظ الناس لتناول طعام سحورهم إستعدادا ليوم جديد من الصيام .. مسحراتي فؤاد حداد هو "مصحصحاتي" الأمة –بتعبير خيري شلبي- هو الدقة على الطبلة التي توقظ الغافلين من سباتهم العميق ليقوموا بما فرض عليهم من جهاد وبناء وتحرير للأرض والعقل ! **** مسحراتي منقراتي تحت القمر قريت مسائل ومن الأوائل جاني الخبر **** ومن هذه النقطة تحديدا ينطلق مسحراتي فؤاد حداد ليدور في الحواري والعطف لتأدية دوره المرسوم؛ من حكايات الأوائل والأقدمين، من أمثالنا الشعبية وأبطالنا القوميين وحكايات إنتصارتنا. يدور المسحراتي حاملاً طبلته ومفردات هذه الأمة التي أوشكت على الإنقراض من كثرة ما أدمن أدباؤها وكتابها الإندماج والتأثر بتجارب أمم أخرى متجاهلين ثراء هذه الأمة العظيمة من حيث الحكاية أو الكلمة ! **** وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال وكل شبر وحتة من بلدي حتة من كبدي حتة من موال **** يذكر خيري شلبي في مقدمته أن فؤاد حداد بدأ في كتابة "المسحراتي" إثر نكسة 67 مباشرة. وفي هذا ما يثير العجب والإعجاب معاً، فعلى عكس معظم ما كُتب خلال هذه الفترة السوداء من تاريخ مصر من كتابات تميل للإنهزامية والبكائية، يتميز هذا الديوان بكونه دفعة امل وأغنية في محبة هذا الوطن في أسوء ظروفه. فؤاد حداد الذي ذاق مرار السجن والإعتقال واختبر من الوطن اسوء ما فيه، لم تر عينه إلا أجمل ما فيه، لم يعرف قلبه إلا الجمال الأزلي لهذه الأرض الخضراء. ***** مسحراتي منقراتي بإيدي نقرة واتنين بقلبي مطلوب أجوّد وأقول وأزوّد وأنا باحوّد يادوب وباحبي بإيدي نقرة واتنين بقلبي يا مشربية في المغربية سرحتِ بيا والليل سَرح بي بإيدي نقرة وبقلبي عشرة سبحان ربي ما أخافش عثرة على أرض خضرا من غير مخاطرة المشي طاب لي والدق على طبلي ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال الرجل تدب مطرح ما تحب **** يمثل فؤاد حداد كل القيم التي أؤمن بها وأدافع عنها وأعيش بها ولها. ولهذا عاش وعشش المسحراتي في أركان روحي. أحببته من كل قلبي، أحببت عينه التي ترى الخير والجمال الكامن في هذا الوطن العظيم وأهله الطيبون، والتي تنحاز للإنسان وحقه في العيش بكرامة, ايمانه بالعروبة وانتصاره لها فيما سماه خيري شلبي "شعر المقاومة". **** صوموا وقولوا آمنا يا عباد الله كونوا قلوب مطمئنة يا عباد الله النصر فينا ومنا يا عباد الله احنا عرب والنبي عربي وضامننا مينكسرشي يمينا يا عباد الله **** مسحراتي فؤاد حداد الذي يعدنا بإنتصار أمة العرب، أمة خير خلق الله، يوقظ فينا عزيمة المؤمن الذي لا يركع إلا لله وحده سبحانه ثم يعود واقفاً في شموخ: أنا قلبي واخد على انه واحد زي الألف مهما ألفّ أنا اللي أركع لله وأرفع راسي وأرجع زي الألف مهما ألفّ **** وهكذا لم يستسلم شاعرنا الحداد لمرارة الهزيمة وإنما أطلقها صيحة لاتزال تدوي إلي يومنا هذا، صيحة تطبب نفوسنا التي أدمتها الجروح والهزائم من بعده. يأتينا المسحراتي وقت السحر؛ في الثلث الأخير من الليل؛ الوقت الأشد حلكة وسواداً، متبختراً هادئاً داقاً على طبلته، يحمل ملامح وجه وصوت وإبتسامة سيد مكاوي، يطمئننا في ظلام الليل الحالك بقرب سطوع فجر اليوم الجديد، وفي الوقت ذاته ينبهنا من غفلتنا هاتفاً بكل عزم: اصحى يا نايم .. يا نايم اصحى !
الكتاب ده حلو فعلا و فؤاد حداد تحسوا لف البلد سحر الناس فعلا قبل ما يكتبوا..........بس أكتر حاجة كنت بحبها لما فؤاد حداد يستخدم نفس الكلمة بنفس الحروف و تدي معنى مختلف في كل بيت :)
استعداد للشهر الكريم... أشعار فؤاد حداد ... كلام بلادي!! تحس فعلا أن مصر بتتكلم :) قصايد كتير و على فترات كبيرة فتعك فترة كبيرة من الزمن ويفضل رمضان عند المصرين بطقوسة و شعائرة غير :) :)
و أنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال حبيت و دبيت كما العاشق في ليالي طوال و كل شبرمن بلدي حتة من كبدي حتة من موال
***** ٢٠٢٣ أعيد قراءة هذا الكتاب للمرة السادسة أو السابعة لا أعرف بالتحديد، لكن في كل رمضان أصمم أن يكون هو الاختيار الوحيد لي خلال الشهر رحم الله فؤاد حداد وغفر له
عمنا فؤاد حدا عبقري ، بس أنا قريت منها حبة و بالرغم من أن الكلام متلحن لوحده و معجونة بمصر و حياتنا فيها بس حسيت أن الأفضل و أشيك إني أسمعها بصوت سيد مكاوي
"المصري أول سيرة الانسان احنا من صخر العزيق والصبر واحنا من طل وندى المواويل زي ما اتعود علينا النيل زي ما اتعود علينا العطش"
رأيي: بتهيألي نقدر نشوف روح مصر بوضوح في شعر عمنا فؤاد حداد. وضروري جدا أقتبس ما قاله خيري شلبي في مقدمة الكتاب: " فالإنسان بعد قراءته لشعر فؤاد حداد غيره قبل هذه القراءة. فشعر فؤاد حداد ليس من شعر الطرحة الواحدة التي يقطفها القارئ في القراءة الأولى ، إنما هو شعر كلما قرأته أعطاك ، وكلما تمعنت فيه فاجئك بالاعاجيب."
شخصية المسحراتي ألهمت فؤاد حداد حد انصهاره في هذه الشخصية ليصبح هو المسحراتي، مسحراتي ملم بفلسفة المقاومة، يوقظهم كل ليلة ليذكرهم بضرورة التخلي عن الروح الانهزامية " ياللي معاك الحق خصمك جبان" مسحراتي بيتغنى بالعمل والإنتاج والثقة بالنفس حتى في أحلك الأوقات. مسحراتي من الشعب عالم بأحلامهم ومشاكلهم ولكنه لا يبكى على اللبن المسكوب وإنما مؤمن بأن " الدنيا بتحب اللي شّب وعزم". فؤاد حداد مسحراتي عاشق لوطنه متمسك بقوميتة ومن ثم العروبة، مسحراتي "ماشي عاشق في الوطن مسحور" .
" مسحراتى على طريقة منقراتى ورا الحقيقة ستين دقيقة فى كل ساعة ماهيش براعــة لو فنى دام فى كل كلمة من الكلام.." .. ديوان المسحراتي كان بيمثل بالنسبالي استراحة جميلة وسط اليوم بين الشغل والمذاكرة والقراءة، والحياة السريعة والمهام اللي مبتخلصش .. بدأته في أول رمضان وخلصته في شهور لأني كنت بتعامل معاه زي الدوا كل يوم شوية ..
استمتعت أيما استمتاع لما كنت اشغل جمبي سيد مكاوي واقرأ القصايد بصوته وأداؤه العبقري.. ولسة صوته بيتردد في وداني وهو بيقول في كل قصيدة : "المشى طاب لى والدق على طبلى ناس كانوا قبلى قالوا فى الأمثال: "الرجل تدب مطرح ما تحب"..
وانا صنعتى مسحراتى فى البلد جوال حبيت ودبيت كما العاشق ليالى طوال وكل شبر وحته من بلدى حته من كبدى حته من موال .. "