What do you think?
Rate this book


190 pages
First published January 1, 2011
فروسيّة الجنرال
أيها العسكريّ
هيئ لنا السرجَ.. والصَّولجانَ
الرِّكابَ.. العِنانَ.. الرّدى والزِّنادْ
كي نمتطي هؤلاء العبادْ
وجبـة الجنرال
أيها العسكريّ
.. هيئْ لنا قُـبرةْ
لندوسَ على صوتِها
وهيئ لنا عاشقةْ
لنُرَمِّلَ أبيضَ فستانِها
وهيئْ لنا طفلةً
لنُيَتِّمَ أجملَ ألعابِها!
جولة الجنرال
أيها العسكريُّ
تخفَّيتُ هذا المساءَ وباغتُّ قاعَ المدينةْ
فأبصرتُ أغنيةً تتسكعُ واثقةً!!
رجلاً ضاحكاً!!
فَلِمَنْ أيها العسكريُّ بنَينا السّجونَ اللعينةْ؟!!
أزمة الجنرال
أيها العسكريُّ
معادلةُ السجن جِدُّ غريبةْ!
هنا الصَحَراءُ
كلابُ الحراسةِ.. وحشةُ ذئبِ الفلاةِ
وخطوةُ موتٍ قريبةْ
ولكنني قد رأيتُ السَّجيَن يغني هنا.. والسجونَ كئيبةْ!!
حفلة طرب على شرف الجنرال
أيها العسكريُّ
مزيداً من الدَّمِ والطّعناتْ
أينَ نيرانُ سوطكْ؟
أين حِنكـتُنا في انتزاعِ الحياةْ؟!
وصية الطابور الصباحي
: صمتُ الرّيحِ وعودْ
انتبهوا
نورُ الفجرِ جحودْ
انتبهوا
نحنُ حُماةُ قيودْ
عَلَّمَنا الجنرالُ.. وأوصى:
الداخلُ مفقودْ
والخارجُ مفقودْ
سياحة الجنرال الداخلية
- هذي هي الأشجارُ والمقاعدُ
الشوارعُ المضاءةُ.. الحضارةُ
الحدائقُ.. الغيومُ
قامةُ الجبالِ.. والقرنفلةْ
هذي اندفاعةُ النهارِ ههنا
قيثارةٌ.. أغنيةٌ..
حَنْجرةٌ فيها الصّهيل والمدى.. والسّنبلةْ
وهذه نوافذٌ للرّوحِ
أبوابٌ على الدنيا
سماءٌ مذهلةْ
وهذه أوطاننا
أحلامُنا المسترسِلَةْ
لكنها كما أمرتم سيدي
جميعها مُكَبَّـلَةْ
كابوس الجنرال
أيها العسكريُّ
صرختُ.. صحوتُ
وبي فَزَعٌ وارتجافٌ وحُمّى
حلمتُ بوردةْ!!
تشقُّ الفضاءَ هنا تحت رأسي
وتنمو ببطءٍ
وتكبرُ.. تكبرُ.. عبرَ المخدَّةْ!!
حلم الجنرال
أيها العسكريُّ
حلمتُ بدبابةٍ تتمرغُ كالكلبِ قربي
فرقَّ لها
وهو دوماً يرقُّ
ويخضرُّ قلبي
ولما تصاعدَ ضوءُ النهارِ
تذكَّرتُ ربي
فأطعمتُها فَرِحَاً نصفَ شعبي
حديد
حديدٌ نوافذُ هذي السجونِ
وأسوارُها العاليةْ
حديد هي العرباتُ.. البنادقُ
والحاجزُ العسكريُّ.. الطغاةُ
حديدٌ هو القيدُ
ناقلةُ الجُندِ
والخنجرُ.. الطعنةُ الدّاميةْ
عيونُ المحقِّقِ والشّرطيِّ
الشعارُ.. النياشينُ والأحذيةْ
عبوسُ الزّنازين والأقبيةْ
وأضحكُ حين أَمرُّ بهم
وكلُّ الذي في يدي أُغنيةْ!!