هذه الرواية تتشابك مع قضايا الواقع الراهن الذي أفضى إلى ثورة 25 يناير بما فيه من طموح وقهر واستلاب واغتراب وخيانة ، وقد عرض الكاتب لقضية توريث الحكم التي كانت مثارة قبل الثورة برهافة فنية شديدة . كما عرض للعديد من الحوادث المهمة التي شهدتها هذه الفترة بنفس القدر من الرهافة والاقتدار الفني . وهي رواية مكان بامتياز حيث تعد مدينة الكاتب هي الشخصية الأم في الرواية سواء بحضورها في السرد الذاتي أو بتجليها كمستقبل لصدى الأحداث الكبرى في الشارع المصري
لعلنا قلنا من قبل أن هناك روايات تأتي أو تصلك فقط لكي تقول لك "الدنيا بخير" .. لا يزال هناك من يكتبون باحتراف، ويكتبون روايتهم الأولى .. التي لا يسمع عنها أحد، وتبقى الرواية عندك بالسنين ثمَّ، عندما تأخذ قرارك أخيرًا بقراءتها، تكتشف كم فاتك، ليس فقط من المتعة، بل من المعرفة، ومن أهمية تعريف الناس أن ثمّة رواية مختبئة هناك على أرفف الهيئة العامة لقصور الثقافة تباع بـ جنيه واحد، ولا يعلم عنها أحدٌ شيئًا ! . ليست هذه قضيتنا على أي حال، كل مشكلة هذه الرواية معي أن أول "سطرين" فيها لم يعجباني، فتأخرت عنها كل هذا القدر، ولكني بمجرد ما تجاوزت صفحاتها الأولى، حتى اكتشفت ـ ومبكرًا ـ أني إزاء كاتبٍ محترف، ليس أقل من ذلك الأمر ليس مجرد "قصة" تحكيها، أو أحداث تقوم بسردها، وشخصيات تطوعهم لأمرك، ولكن هو الإلمام بكل ذلك وتقديمه وتأخيره (في التسلسل الزمني للرواية) بطريقة جذَابة، تجعل القارئ متمسكًا بقراءة رواية كبيرة نسبيًا 350 صفحة، ولكنها شيقة جدًا، تقدم عالمًا مختلفًا بعض الشيء، وإن كان يقترب من مثقفي "وسط البلد" كما تعارفنا عليهم، ولكنه هناك في بلدته "شبين الكوم" التي يحولها إلى مدينة أسطورية، تقهر أبناءها وتودي بهم إلى الهاوية بل إنها تدفعهم إلى القتل! تدور الرواية مع البطل وأصدقاءه "الصعاليك" كما يسميهم، والأحداث الغريبة التي يمر بها حتى يسافر إلى السعودية ويعود بعد سنوات الغربة الخمس، ليجد بلدته كما هي قاهرة وطاردة وقاسية، يعود ليصف قسوتها مجددًا وندور معه في رحى الحكاية التي ينسجها باقتدار . . وكشأن الروايات الجيدة، لا يمكنك الخلاص منها إلا باستعادة قراءتها مرة أخرى، وهذا ما أفعله الآن . ..........
“شبين بلدة صغيرة، مغلقة على أفراحها وأتراحها، لا تُشارك في أحداث العالم بقليلٍ ولا كثير، رغم أنها عاصمة المحافظة التي صدّرت من قراها ومدارسها رئيسين لأكبر دولة عربية وإفريقية، وكثيرًا من السياسيين الذين يوصفون بالدهاء، لكنّ ذلك ما لا تعرفه “شبين” عن نفسها ولا يذكر في أحاديثها إلا على سبيل التندر، أمّا الصفة الغالبة على أهلها أنهم مفتونون بعادة السلامة، بذلك لا يمكن أن تدخل شبين في حسابات السياسة إلا إذا تورّطت فيها…”.
يلتقط “الجمّال” حدثًا سياسيًا بارزًا يطفو فيه مدينته على السطح، وهو حدث التعديل الدستوري الذي يقرر الرئيس الأسبق “مبارك” أن يضعه عام 2005 من مدينة “شبين الكوم” لكي يمهد لنفسه توريث الحكم لابنه من بعده (بتعديل المادة 78 من الدستور)، يتزامن مع هذا الحدث مأساة ثقافية مروّعة وهي “حريق مسرح بني سويف” التي راح ضحيتها أكثر من 50 فنانًا من فناني المسرح في مصر، ولكن هذه الأحداث رغم أهميتها وتأثيرها لا تأتي إلا في خلفية الحديث عن حياة هؤلاء “الصعاليك” التي يقدمها “الجمّال” بشفافية وحرص على رصد كل التفاصيل، حتى ليشعر القارئ أنه غدا واحدًا منهم.
هؤلاء الصعاليك على اختلاف مستوياتهم وثقافتهم يمثلون فئات المجتمع المصري، سواء “عادل المصري” مطرب الأفراح النصّاب وزوجته الجميلة “غادة السيسي” التي فتنت أهل المدينة كلها، أو حتى شخصيات مثل “سليم الطبّال” أو “محمد الحفني” وغيرهم ممن ارتبط البطل بهم وشاركوا ولو بشكل غير مباشر في تحديد مصيره وتغيير مسار حياته، وتبرز شخصية الضابط “فهد الكاشف” ضابط أمن الدولة الذي استطاع أن يجنده لمصلحته، والذي صوّره الكاتب بدقة، ورسم فيه ذلك الضابط الذكي الذي يبدو مثقفًا ويكتب القصص ويستغل سلطته وأسلوبه في تجنيد البسطاء ليكونوا عيونه داخل أروقة المثقفين البعيدة عنه، ولكن هل يتمكن البطل من الإفلات من قبضته في النهاية؟!
هكذا دار “محمد الجمّال” بين شخصيات “شبين الكوم” وعالمها، وأدار القارئ معه، فاستطاع أن يرسم صورةً حيةً لحياة الناس هناك، صورة بانورامية نقلت مع تفاصيل الحياة أحلام الناس وآمالهم وآلامهم، بعيدًا عن المباشرة الفجة أو قصص الحب المستهلكة، ولكن بصدق فني عالٍ يؤكد أننا أمام موهبة تستحق الاحتفاء وننتظر منها الكثير.
كتب أحد الأصدقاء ملاطفًا الكاتب أن أول سطرين من العمل جعلاه يؤجل قراءتها مراًرا، المنوفية، مفتتح هذه الرواية الغريبة عن شبين الكوم والمنوفية، قرأت الملاحظة ضاحكة لأني تذمرت لنفس السبب عندما بدأت تصفحها
رواية مدهشة بكل المقاييس، مدهشة كونها العمل الأول و الوحيد لمؤلفها الشاب محمد عمرو الجمال مواليد سنة 80 الذى تتفجر موهبته بين صفحات هذه الرواية الجميلة، التى إستحقت الجائزة الأولى فى مسابقة قصور الثقافة عن جدارة، لتنشر من خلالها بقيمة جنيه واحد فقط، بينما قيمتها الأدبية تتجاوز بكثير أعمالا ذائعة الصيت لكتاب كبار السن والخبرة. أحببت كل ما فى هذه الرواية، من اللغة لأسلوب السرد للموضوع، والموضوع هنا هو مدينة شبين التى يعود لها البطل -الذى لا نعرف إسمه- بعد خمس سنين من الغربة، باحثا فى جوانبها عن روحه التى خسرها وعن غفران بعيد المنال لخيانته التى كانت المدينة شاهدة عليها، المدينة فى هذه الرواية كائن حى لها روح وملامح و ذاكرة لا تنسى، يحكى لنا البطل قصته وقصتها بمزج بين الماضى والحاضر، يحكى عن الصعاليك و المثقفين و الدراويش والضباط، عن الحب والفن والصداقة، والإدعاء والقسوة والخيانة، فى مزيج ساحر ومؤلم. رواية مختلفة و تستحق القراءة، و كاتب متميز يستحق المتابعة وأتوقع منه الكثير فى قادم الأيام بإذن الله.
هو يتبع أسلوب الواقعية السحرية في اللعب بالزمن ... قد تكون القصص عادية و لكن حرفيته ف الزمن و اللعب علي ثلاثة خطوط عملت من العادي مدهش الراجل دا منوفي بلدياتي يعني هههههههه جميل فعلا لو الرواية دي مكتوب عليهااسم حد مشهور كانت اتباعت ف الشروق بخمسين جنيه فعلا زي مجدي صديقي ما بيقول !!!
هذه الرواية جعلتني أشعر بالصداع أكثر من الذي أعاني منه بالفعل ! المشكلة ليست ف عدد الصفحات ولا الفكرة ، المشكلة تكمن ف طريقة معالجة الكاتب ! لجأ الكاتب إلى أسلوب لعبة السلم والثعبان ، المتاهة ف الأحداث ، مع بداية كل فقرة تقف مع نفسك قليلاً لكي تدرك الفترة التي وقعت فيها تلك الأحداث ، هل ما قبل زواج البطل وسفره إلى السعودية أما بعدها ؟ هل تلك الأحداث قبل أم بعد توجهه إلى شبين ؟ وهكذا .. العمل أشبه بلمحمة محورها المكان ، وهنا كانت شبين الكوم ف المنوفية هى محرك الأحداث ، منها وإليها يعود بطل الرواية وتمسك بمجريات الأمور وتحركها ، ويلتصق بطل الرواية بها لدرجة جعلته يشعر بأنفاسها وأحداثها وما يفعله ناسها وهو على بعد مسافات طويلة منها ! لم يعجبني التطويل والمد ف بعض الأحداث ، ولم يعجبني الاختزال في البعض الأخر ، أو ربما كما يقول درويش " لا شيء يعجبني " !! ولكن معرفتي أن تلك الرواية المرهقة هى أولى أعمال " محمد عمرو الجمال " فهذا يكفي !
تظهر في هذه الراوية عبقرية الكاتب في الانتقال بخفة بين الماضي والحاضر ، المزج بينهما أحيانا ثم فصلهما بذكاء ، تظهر عبقريته أيضاً في صياغة العلاقات بين شخصيات الرواية .. تشابكها.. تناغمها أو تنافرها ، علاقة البطل مع المدينة علاقة روحية فقد تعامل الكاتب مع شبين "المدينة" كأنها كائن حي فهي البطل الأول في هذه الرواية ، لم يتعامل معها كمكان فحسب بل ك "روح" تحب .. تفرح .. تغضب .. تكافئ .. تعاقب و تنتقم ! فترى الرواي "البطل" يقول : "لأن شبين تحب الهزر والتنكيت قالت نغيظ أحمد نعيمة ، فجاءت بصعلوك آخر يشبه أحمد نعيمة لحد بعيد" وفي موضع آخر "..لكن شبين الملولة هي التي خرجت كالمجنونة تكسر المصابيح وتهرب كالعفاريت في النهر .."
اللغة في الرواية جميلة و التشبيهات غاية في الجمال ، تجعلك بعضها ترى في الكلمات صورتين صورة المعنى نفسه وصورة "مايشبه به" يتم تعليق الصورتين على جدار ذائقتك إحداهما على الأخرى فترى الصورة الأولى بينما تمر عيناك على الثانية! مثال على ذلك في الصفحة ٢٨ "عجيب هذا المنزل فعلى الرغم من المساحة التي يشغلها يبدو مفصولا عن المدينة مثل كلمة مشطوبة في رسالة من حبيبتك ، تقف عندها لتسأل ماذا تريد أن تقول فخانها التعبير"
هناك أخطاء إملائية بسيطة في الرواية لكن يمكن التغاضي عنها .
الشخصيات في الرواية كثيرة ، يزيد عددها على العشرين شخصية ، لا أنكر أني تهت في البداية لكن بعد ذلك اندمجت في الرواية ، أصابني الملل في مواضع لكنه لم يدم طويلا .
إذا خرجت قليلا من سحر الرواية وتأملتها من بعيد ستجد أن كل الأحداث أو معظمها عادية وهذا ماجعلني أتردد في تقييمها ، لكن بعد تفكير وصلت إلى أن كتابة الرواية تحتاج لكاتب عبقري يستطيع صياغة الأحداث أو الحكايا العادية بشكل غير عادي وهذا ما حد�� .
أعجبني أسلوب الكاتب خلال النصف الأول من الرواية، وأدركت أنني أمام قلم ذو شخصية واضحة، وإن عانيت لأسباب لم أستطع تحديدها، هل مشكلة في التمهيد، أم الانتقال الزمني بين ماضي وحاضر البطل الرئيسي؟ في مثل هذه الأحوال، ألجأ إلى القفز إلى الثلث الأخير من الرواية مباشرة. فإن كانت الرواية جيدة ذات تصاعد أحداث محبوك، حتمًا سيعيدني الفضول لاستدراك ما فاتني. وإن ظلت على حالها، أكون قد وفرت وقتي. كانت الرواية من النوع الأول. الثلث الأخير جعلني أعود إلى الوراء، لأعرف من هي غادة، قبل أن أتقدم إلى الأمام مرة أخرى مع الأحداث، وهنا كففت عن اعتبارها رواية، بل صارت كتلة نابضة بالحياة، نجح خلالها المؤلف في نقل روح مدينة (شبين الكوم)، بمثقفيها.. دراويشها.. عسكرها.. لصوصها.. غجرها.. أبناء ليلها.. و..،و.. أعجبني رمز أحد الأبطال للمدينة من خلال مثال (المخبر، المحب، رجل البريد)، بالإضافة إلى اسقاط التاريخ على تطور أزيائها، البلوفر والتايير لطبقة الموظفين، والعباءة ضيقة الخصر للغجريات، فضلًا عن نظيرتها الفضفاضة للفلاحين. لكنني لم أتمالك الشهور بالغثيان عندما فسر المثقف تدهور المدينة، بذوبان الفئة الأولى، وقبولها التزاوج مع الثانية والثالثة. وكأننا بصدد أصحاب دم أزرق نبيل، والبقية مخلوقات أدنى. للأسف، هذه النظرة العنصرية موجودة، فليس بوسعنا لوم رواية على نقلها لواقع بحت. مما راقني أيضًا خلال نصف الرواية الثاني، حيوية الشخصيات من نوعية الصيدلي الدرويش، والضابط الذي يمتهن صناعة الصمت، علاوة على الثنائي (الطبال المريض/ الجنية الغجرية)، أدين لهما بكثير من الابتسامات من ارتباطهما الغريب الوثيق. أجاد العمل أيضًا استغلال حادثة بني سويف، وتضفيرها مع أحداث الرواية يشكل منسجم. باختصار، نحن أمام عمل يجيد حياكة الأصالة، بشكل أظنه لا يقل عن كبار الكتاب الذين نعرفهم.
لم أكن بحاجة لمعرفة اسم البطل الذي يروي كل هذه الحكايات بالإضافة إلى حكايته الكاتب الواقع في غرام شبين الكوم أوقعني معه في شركها حتى أنني تمنيت لو يعود بي الزمان لأبقي على دراستي الجامعية بها لأعرف عنها ولو قليل مما عرف هو هذا الصعلوك الذي أحببت صعلكته وأحببت حبه للمدينة فالأماكن لا تعطي أسرارها إلا لمن يبذل جل هواه في عشقها راقني أسلوبه السردي وانتقالاته ولغته وفلسفته التي نثرها بين السطور راقني أيضا تعرضه لمحرقة بني سويف على عجل ولكن بعمق موجع فيكفي أنها أخذت معها حفني صديقه نادرا ما نكتب عن العاديين لكن أن يكون هناك صعلوك عادي بطلا يجعلك تسير معه في طريقه وحكاياته بشغف ومحبة يحسب للكاتب الذي رغم بعض التكرار الذي أضر بالعمل قليلا تابعته بشغف ومحبة
هل المنوفية بهذا السوء الذي يشاع عنها بين أبناء مصر؟؟ ماذا كانت تخبئ لنا شبين الكوم؟ هذه الرواية الماتعة التي تدور أحداثها في مدينة شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية كفيلة بأن تخطف لبك وتوجه نظرك نحو تلك المدينة التي تقع بين أحضان الدلتا علي ضفاف نهر النيل, ستجعلك تتمني أن تزورها ولو مرة واحدة , تمشي في حواريها وتتفحص وجوه الناس لعلك تقابل شخصا تعرفه أو تجد في ملامحه سطرا من هذه الرواية. بعيدا عن التفاصيل الكثيرة والسرد الجميل والمشاعر الإنسانسة التي تكتظ به هذه الرواية, أريد أن أتحدث عن شخصيتين اثنتين فقط من بين زخم الشخصيات بها. **** الشخصية الأولى : غادة تلك الفاتنة التي علقت في ذهن كل من قرأ تلك الرواية بالتأكيد. لا أنكر أنني تفاعلت مع هذه الشخصية بكل مشاعري, أحببتها عندما أحبها البطل, ورقصت مشاعري عندما رقصت له, وغضبت عندما أهملته, وكرهتها عندما تركته. هي زوجة عادل المصري, مغني الأفراح وصديق البطل الذي يتعرف عليها من خلال عادل كمدرس خصوصي لابنها. تبدا مشاعر البطل في التصاعد مع أول نظرة, يغرق في الافتتنا بها, حتي يكتشف انها حفيدة عالية الشاميةتلك الفاتنة التي تزوجها الباشا وكانت فتنة شبين الكوم لعقود طويلة. في الحقيقة أعجبتني غادة في كل شيء, في جسدها الشهي , في عقلها الذكي الذي يعمل لمصلحتها باستمرار, في احساسها بجمالها وغرورها به: لكنني كرهتها جدا في مواقفها مع بطل الرواية الذي لم أعرف اسمه, كرهتها عندما داست الحب في لحظة لأجل مصالحها. غادة هي شبين , وشبين هي غادة, فاتنة, ذكية, لا تفنع بنصف الحب لا تريد موتا في سبيلها, لكنها في نفس الوقت ملاوعة, صعبة المنال, وأحيانا قاسية, غادة هي كل مدننا التي نبات نحلم بحضن آمن فيها, لكنها تطحننا بكل قسوة غير عابئة بأحلامنا. *** الشخصية الثانية التي كانت تخبئها لي شبين الكوم هي "أحمد نعيمة" ذلك الشاب الأسمر, الطويل, ذو عين ثقيلة الحركة بسبب تعب في أعصابها. أحببت نعيمة صاحب الحكايات, وجدت فيه جزءا يشبهني, أحببت طرقته في قص الحكايات علي الناس في المقهي, كيف يقف وسطهم مستندا بإحدى قدميه علي كرسي وعتدل بكوعه عليها وممسكا في يده سيجارة ثم يبدأ في ترتيل حكاياته وأشعاره, أحببت كيف يرمي للناس خيطا من حكاياته, يمزج الأساطير الشعبية بمعاناته الشخصية مع أبيه ثم يضضفر كل ذلك في حكاية واحدة تاكل أذان الناس وعقولهم. احببت ذاك الصعلوك الذي أحب شبين وذاب فيها, أحببته وهو يبث شعره وسط الناس كأنه أبيات مقدسا فبات شاعر شبين الأول. للحق إني احببت الرواية كلها.
رواية قميص سماوي تعد نوعًا من الكتابة الروائية التي تجعلك حال الانتهاء من قراءتها ممتلئًا بشعورٍ ما غريب بأنساق معرفية مختلفة. ستنتهي من فعل القراءة لتجد نفسك وقد قابلت آدميين يمكن أن تلتقيهم في حياتك العادية على نحوٍ متكرر لكنك لن تتوقع مطلقًا أنهم يحملون كل هذه الحيوات التي تنبض بالغرائبية. إنها الرواية التي تستطيع عجن العالم من جديد وإعادة إنتاجه بعد أن تكون قد نكهته بخواص جديدة؛ وتفاصيل أخرى لا يراها العابر ولا يستوعب مداها حسير النظر.
من يمشي في جنازة عالية الباشا، فتنة شبين القديمة؟ أنا صعلوك شبين بائع الدواء الذي يعرف الحكاية من بدايتها أمشي في جنازتها، وأمشي في جنازات الصالحين والفاسدين، اللصوص والغجر، الطبالين والعارفين الذاكرين، الأفندية وبنات الهوى، حسابهم عند ربهم وحكاياتهم لي.
من فترة كنت معدي قدام واحد بيبيع كتب وبالصدفة البحتة شفت الرواية دي بصيت عليها لقيت مكتوب الرواية الفائزة بالمركز الاول في مسابقة نجيب محفوظ الادبية قولت اكيد تبقي حلوة واشتريتها و وسط زحمة الكتب اتلهيت عنها بس جالي وقت قررت اني ابدا فيها . . وفعلا قد كان مع بداية القراءة اتكون عندي انطباع وهو ان عشان الرواية دي تفوز بالمركز الاول مفيش غير طريقة واحدة ان مايكونش في روايات غيرها في المسابقة بس مش عارف ليه كملت في القراءة . . فيها حاجة شداني . . ايه هي مش عارف يمكن مليت جدا من كتر وصف الكاتب لبلده . . يمكن الوصف دا يعجب اهل بلده انما اي حد مش منها هيكرهه جدا بس بردو مش عارف ليه كملتها لحد ما لقيت نفسها خلصتها . . بل وحبيتها يمكن نقطة الوصف الطويل الممل دي هي اللي نزلت تقييمي الي 3 نجوم فقط بس رواية احداثها حلوة ولحد النهاية كويسة . . يمكن جالي بعض الملل بس دا لنتيجة كمان ان اخدت فترة طويلة اوي في قرائتها
أنا صعلوك شبين ،بائع الدواء الذي يعرف الحكاية من بدايتها أمشي في جنازتها وأمشي في جنازات الصالحين والفاسدين ،اللصوص والغجر ،الطبالين والعارفين الذاكرين الأفندية وبنات الهوى حسابهم عند ربهم .. وحكايتهم لي