عندما خرجت الصرخة من الأعماق مع دوى المدفع.. عندما سقط البطل الثائر بين الأحراش.. عندها إلتحم الشعر بالإسطورة فجاءت إلى النور هذه المسرحية الشعرية.. جاءت كلمات وأشعارا صاغها الشاعر المناضل المهموم بقضايا شعبه العربي " معين بسيسو" ، وعاشها بذرات جسده وقطرات دمه "جيفارا". ففى هذه الصفحات صيغت القضية والفكرة والحكاية في جسد واحد.. فرأينا "جيفارا" مثقوب الصدر برصاص الغدر الأمريكي.. ورغم ذلك يبذر نيران الثورة في أعماق الفلاحين الذين لعنوا باسم الرب.. وماتوا بأمر الرب ليعيش الملاك والكهان الجنرالات. "ريالو" ، الإسكافي "فرناندو" ، "أمادو" والفلاح العجوز ذو الولدين الساكن أحدهما فردوس الشرطة والآخر في منجم بين العمال.. هؤلاء وغيرهم وجدناهم على هذه الصفحات أبطالا لجرح الإنسانية النازف.. لقصة الظلم والإستبداد وفيها يتعانق الشرطي والقسيس متخذين من الجهل جدارا يحميهم، ليدفع الفلاحون أقواتهم وكرامتهم وخبزهم ولبنهم وحياتهم ثمنا لصكوك الغفران. في هذه المسرحية التى كانت الأولى في الأدب العربي عن الأب الروحي للثورات "جيفارا" سنشاهد وجه الثورة حين تتصدى للظلم المدجج بالقوة.. حين تفتح ذراعيها للسجون والإعتقال فلا تهاب الموت حين يكون السبيل الأوحد للحياة. نبذة النيل والفرات
أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته.
من أجمل الكتب اللى قرأتها أول مرة اقرأ لمعين بسيسو بس بجد ابدع لم اقرأ مسرحيات شعرية من قبل الا ل أحمد شوقى بس بجد بتضيف متعة على المسرحية انها تمزج بالشعر و المسرحية شدتنى جدا و لم اتركها حتى انهيتها فى نفس اليوم
اول مرة أقرأ لمعين بسيسو ولن تكون الاخيرة ان شاء الله ..المسرحية فوق الرائعة حيث تصور كومي /تراجيديهالفساد الدينى والسياسى والمجتمعى الذى يحل بالقريه جميع سكانها يتسمون بالجهل فقد تربوا على ان التعليم والقراءة والكتابه من المحرمات ولذلك كان من الصعب عليهم المطالبة بحقوقهم ..
“قد قتل جيفارا من أجل جميع الفلاحين من أجل السنبلة و من أجل الشجرة من أجل الثورة فليحيى جيفارا فليحيى الرأس المقطوع و ليحيى الصدر المثقوب قولا هذى الكلمات لأهل القرية و خذا هذى الأوراق ............................................ فلعل هنالك فى تلك القرية من يقرأ
“أهنالك رجل يسقط من أجل الفلاحين ؟ الفلاحون هم من يسقط فوق الآرض من أجل الكاهن و الجنرال و من أجل المالك الفلاح هو الهالك ............................ لا أحد غير الفلاح يموت”
:الجملة الشعرية يمكن تكون أضعف ما في المسرحية بجد.. الكلام شبه نثري , "معين" استخدم تفعيلة "فعلن" المعتادة فى المسرحيات الشعرية , بس لم يُصقِلها بموسيقى داخلية للألفاظ ولا صور مُحكمة إلا نادرًا يشفع ليه الرمزية العامة إللى استخدمها في الشخصيات وبعض المشاهد
مسرحيًا : هنا تكمُن الغرابة , جريء جدًا , كسر حاجز الجمهور المسرح تمامًا , في مشهد بيتكلم فيه ممثل من على كرسي المشاهدين .. ومشهد تاني المُلقِّن بيطلع يتكلم فيه .. ومشهد تالت بطل بيصرخ في المشاهدين "لستم في مسرح" .. وغيره !
.تجربتي الأولى مع بسيسو , لن تكون الأخيرة لم أستمتع قدر ما تعلّمت .شكرًا معين