أن قراءة واعية للتاريخ في أبعاده الوطنية والعربية والدولية يمكن ان تعطي الصراع السياسي والثقافي طعما خاص وميزة خاصة، ويمكن ان تفتح تلك القراءة الواعية آفاقا أوسع وأنضج للتعامل مع مشلكلات السلطة وما تنطوي عليه من تعقيدات يعجز العقل البدوي القبلي في كثير من الأحيان عن فهم اسرارها فيظل يخبط خبط العشواء ويحطم كل من حوله وما حوله طمعا في ترويض الجميع لسلطاته، وطمعا في بناء مجد شخصي بينما الترويض الحقيقي وبناء المجد الشخصي يأتي بتطبيق العدل واقامة شروطه بين كل الناس ومن اجلهم وبمشاركتهم العملية، والطريق إلى دولة العدل والأمن والرفاه طريق طويل وشاق، وبعض زاده الوعي بحقائق وقوانين التاريخ. إن نداء القراءة والواعية لتاريخنا الحديث يدعونا إلى مراجعة قائمة الأخطاء والاعتراف بتلك الأخطاء ثم الانطلاق نحو التصحيح من جميع أطراف الصراع، ذلك هو الخيار الأمثل لكنه ليس دائما هو الخيار الممكن. ولسنن الحياة والتاريخ أفعالها وأسرارها واتجاهاتها رغم كل ما نريده وما نتمناه.
الأستاذ محمود الناكوع من مواليد مدينة الزنتان - غرب ليبيا 1939م. حصل على ليساتس الآداب من الجامعة الليبية 1963م. عمل في المجال الإعلامي الإذاعي والصحفي بليبيا ولندن. له الكثير من المقالات في كبرى الصحف والمجلات العربية - الشرق الأوسط, الحياة, القدس العربي, مجلة العالم.