What do you think?
Rate this book
139 pages, Paperback
First published January 1, 2007
تحديث : نشرنا ملخصا مترجما للكتاب فيى مدونة السوشيال بيزنس ، يمكنك قراءته من هنا
https://elsocialbusiness.wordpress.co...
"إبدأ وغير العالم ، دليل رواد الاعمال ذات المسؤولية المجتمعية"
يهدف الكتاب إلى تقديم هذا المفهوم الجديد ، مع الكثير من الامثلة الواقعية لمؤسسات وشركات صغيرة ناجحة تعامل معها المؤلفان ، ثم يهتم معظم الكتاب بالتحديات التي يواجهها رواد الأعمال ، ويوفر لهم دليلًا لتخطيها.
مفهوم "الأعمال ذات المسؤولية المجتمعية" يعني باختصار "أن تبدأ شركة/مؤسسة تستهدف احتياجا مجتمعيا او بيئيا محددا ، مع محافظتها على الاستمرارية المالية و/أو قدر معقول من الأرباح للعاملين فيها"
إذن : ليس المقصود هو المؤسسات الخيرية غير الهادفة للربح ، كالمؤسسات التطوعية المنتشرة في بلادنا
هذه هي فكرة الكتاب ببساطة ، الجمعيات الخيرية المعتمدة على التبرعات تواجه الكثير من المشكلات ،اغلبها متعلق بتدفق التمويل.
والشركات العملاقة الهادفة للربح لا تهتم كثيرا باحتياجات المجتمع ، وانما تهتم باحتياجات العميل القادر على الدفع حتى ولو كانت رفاهية تافهة، بغض النظر عن اثار ذلك على المجتمع او البيئة
لذلك ظهرت تجارب "ريادة الأعمال ذات المسؤولية المجتمعية" لتمثل الطريق الأوسط بين النموذجين .
تشمل ريادة الأعمال المجتمعية مدى واسع من المؤسسات والمنظمات ،تختلف كثيرا في طرق عملها وطرق تحقيقها للأرباح، وليس نموذجا واحدا يجب تطبيقه بتفاصيله.
كمثال على ذلك ، شركة
playpumps
تقدم خدمة مفيدة للغاية
تعمل الشركة في المناطق النائية في أفريقيا ، وتقوم بتركيب مضخات لرفع المياه الجوفية ليستخدمها الناس ، وبدلا من الاعتماد على الكهرباء في امداد المضخة بالطاقة ،تعتمد المضخة على "قوة اللعب"
تتصل المضخة ب"أرجوحة" ، يلعب بها الاطفال ، وكلما زاد لعب الأطفال ، كلما ارتفعت المياه إلى الخزان
ويستطيع السكان الاستفادة من مياه الخزان بعد ذلك حينما يريدون
وللحفاظ على استمرارية المشروع ماليا ، تضع الشركة "لوحة اعلانات" أعلى خزان المياه
وبتأجير هذه المساحة الإعلانية للشركات المحلية ، يتم تحقيق ارباح تستخدم في صيانة المضخة وتغطية تكاليف انشائها.
هناك أمثلة أخرى ، كالشركات التي تقدم خدمات تغير من الاوضاع المجتمعية الغير مرغوب فيها
مثل
grassroots innovation network
في تايلاند ، التي تقوم بتعليم المزارعين طرقا جديدة للري لتوفير المياه والتغلب على الرطوبة العالية في تايلاند ،
وتوفر لهم الأدوات اللازمة لذلك بمقابل مادي يحقق للشركة ربحا معقولا يمكنها من الاستمرار
وأيضا، مثل "المنظمات الهجينة" التي يكون هدفها خدمة المجتمع والبيئة ، لكنها تقوم ببعض الانشطة الهادفة للربح لتغطية تكاليف الأنشطة الخدمية الاخرى
مثل ملاجيء المشردين التي تعلم ساكنيها حرفاً تمكنهم من العمل ، وتعطيهم قروضا صغيرة يردونها بعد ازدهار اعمالهم ، او تبيع منتجاتهم لتحقيق أرباح تغطي مصاريف الملجأ
ومثل بنوك التنمية المجتمعية ، التي تهدف لتحقيق ارباح قليلة للغاية لمجرد تغطية مصاريف العاملين بها
(اظن بنك الفقراء أو بنك جرامين الذي أنشاه د.محمد يونس مثال مناسب لهذا )
يمكننا أيضًا أن نضيف نموذج "الوقف الإسلامي" ، وهو فكرة مبتكرة توسع المسلمون فيها بشدة في أوقات ازدهارهم ، فكان الرجل يوصي بعائد أرضه الزراعية مثلا ، ويوجهه بالكامل للانفاق على مدرسة معينة أو جامع معين ، أو حتى الإنفاق على العميان أو عابري السبيل.
* * *
ما أظنه هو : أن ما يتحدث عنه الكتاب أقرب ما يكون لتعريف "العمل" في الإسلام ، وأبعد ما يكون عن نمط الشركات الكبرى الهادفة للربح (فقط) ، والتي توحشت في السنين الأخيرة وأصبحت عابرة للقارات والدول.
للأسف الشديد ، الفلسفة المادية أنتجت لنا شركات تقيم نجاحها بمعيار واحد : هو مقدار الأرباح التي تحققها اخر العام ، بغض النظر من أين تأتي الأرباح ، وبعض النظر عن مدى افادة السلعة التي تنتجها الشركة للناس والمجتمع، وبغض النظر عن تأثيرها على البيئة.
أما مفهوم العمل في الإسلام ، فهو يعني أن تعمل "عملا صالحا" ،بل وأن يكون عملك نوعًا من فروض الكفايات التي تأثم الأمة إن لم يتقنها أحد منا ، وتجد كلمتي "عمل"و"صالح" متلاصقتان دائما في ايات القرءان.
ما نسعى اليه هو نمط من الشركات/المؤسسات التي تنفع الناس وتسد حاجاتهم الانسانية الحقيقية ، لا شهواتهم ورغباتهم اللامنتهية التي يغذيها التلاعب بالعقول واستخدام علم النفس في التسويق ، فبدلا من أن يتم اقناعك بمميزات السلعة ومزاياها ومدى ارضائها لاحتياجاتك ، أصبحوا يسوقون المنتج لمن لا يحتاجه رغبة في ربح أكبر ، يقنعونك بانها الموضة التي لا يمكن العيش بدونها والا تكون متخلفاً وقديماً.
يخلقون رغبات جديدة مادمت قادرا على الدفع ، ومادامت هناك موارد يمكن استغلالها اليوم .
ما نسعى اليه ، أن يتم توظيف مهارات أذكى عقولنا في خدمة الناس واحتياجاتهم الحقيقية ، بدلًا من توظيفها في خدمة ال5% الأكثر ثراءا.
ما نسعى اليه ، هو أن تُعمر أعمالنا الأرض وتحسن الاستفادة من بيئتها ومواردها ليستقيم للبشر أن يخوضوا "اختبارهم" فيها بشكل ملائم.
ختامًا ،
الكتاب جيد وبسيط ،ومثير لأفكار كثيرة مبهجة
بدأت أنا وصديقي محاولة لتلخيصه بالعربية ،لكن توقفنا في منتصفه للأسف ، على أمل أن نكمل الترجمة يومًا ما.