في هذا الكتاب ملحمة ثورة 1919.. خاصة جانبها الخفي. كيف دارت الحرب الخفية بين الجهاز السري للثورة وبين مخابرات بريطانيا التي كانت عظمى وقتئذ؟ كيف استطاع شعب فقير جائع أن يمرغ أكبر قوة وقتئذ في الوحل؟ لقد ظل زعماء الثورة وزعماء جهازها السري صامتون دائما. لأن الوقت لم يكن مناسبا لإذاعة أسرارها. وأخيرا.. نشر مصطفى أمين الأسرار الكبرى للثورة في هذا الكتاب، في عام 1963 بدأ محاولة نشر هذا الكتاب ولكن قراراً صدر وقتها بمنعه. كان مصطفى أمين شاهدا على أحداث الثورة منذ البداية، إذ ولد في بيت الأمة وعاش فيه، ثم وجد نفسه بعد ذلك صديقا لزعمائها الذين ائتمنوه على أسرارهم، ومن خلال هذا الموقع الفريد يقدم دراما الثورة، وجوانبها السرية جدا، وتراجيديا الشهداء البسطاء الذين سقطوا. ستقرأ عن كل منهم في هذا الكتاب الذي كان ممنوعا، وأصبح الآن متاحا للجميع.
صحفي وكاتب مصري، من مواليد القاهرة 21 فبراير 1914م، ويعد من أهم الصحفيين المصريين، وقد أصدر العديد من المؤلفات الأدبية والصحفية، كما سجل تجربته القاسية في المعتقل السياسي في تسعة كتب وروايات هي سنة أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة سجن، وكذلك روايات هي صاحب الجلالة الحب وصاحبة الجلالة في الزنانة، تحولت روايته سنة أولى حب إلى فيلم ثم تحولت رواياته (لا) و(الآنسة كاف) إلى تمثيليات إذاعية ثم تلفزيونية، كما ألف للسينما أفلام (معبودة الجماهير) و(فاطمة) وكان أول إنتاج له كتابه (أمريكا الضاحكة) عام 1943م والذي نفذت 3 طبعات منه خلال شهريين.
هذا الجزء من أسرار ثورة 1919 يركز مصطفى أمين في معظمه على أهم وأبرز عمليات الجهاز السري لثورة 1919 وتحديدا حادث اغتيال السير لي ستاك سردار الجيش المصري عام 1924. هذه الحادثة التي تعتبر بمثابة الحادثة الفاصلة في تاريخ ثورة 1919 فبعدها أجبر سعد زغلول على تقديم استقالة حكومته التي كانت أول حكومة منتخبة بعد الثورة، كما كانت هذه الحادثة سببا في ضياع الكثير من مكتسبات الثورة التي دفع فيها الشعب المصري الكثير من الدماء والأرواح. *** في هذا الجزء الكثير من الفقرات التي تستحق التوقف عندها للتأمل والعبرة ولكن أكثر هذه الفقرات تلخيصا للكتاب هي ما جاء في صـ 316 والتي يقول فيها مصطفى أمين: "لقد أدى مقتل السردار إلى نتائج ظاهرة، وهي إسقاط سعد زغلول والاستيلاء على السودان، ولكنه أدى إلى نتائج غير ظاهرة، وهي كشف الجهاز السري لثورة 1919 كله! وكانت هذه هي الضربة القاضية التي وجهت إلى ثورة 1919: انكشف ماهر والنقراشي وزملاؤهما، وأصبحوا تحت رقابة مستمرة للمخابرات البريطانية.. وأصبحت قيادة الجهاز السري عاجزة عن العمل تماما! انقطعت الصلة بين القيادة القديمة وبين الذين ضحوا بكل شيء وهم يعملون من أجل الثورة، مثل أحمد عبدالحي كيرة! وتوالت الحكومات ولم تفعل شيئا لأسر الشهداء. كان بعضهم يموت من الجوع، وكان بعضهم مشردا في الشوارع، وكان بعضهم لا يجد ثمن الكفن ليدفن به! وكان النقراشي وأحمد ماهر وبعض زملائهما يساعدون بعض هؤلاء مساعدات بسيطة، لأن حالتهم المالية لا تسمح بأكثر من ذلك، ولكن الدولة نفسها لم تفعل لهم أي شيء، والأحزاب التي كانت خزائنها مليئة بالأموال لم تقم بأي مساعدة لأسر الشهداء.. ولم يلبث هؤلاء جميعا أن شعروا بأن الدولة تعتبر التضحية الوطنية جريمة تستحق العقاب!" *** استوقفني وأنا أقرأ هذا الكتاب معلومتين جديرتان بالتأمل: المعلومة الأولى: أن عدد شهداء ثورة 1919 في التقديرات البريطانية = 800 قتيل و1600 جريح، وهذه الأرقام تكاد تتفق مع التقديرات الرسمية لشهداء ومصابي ثورة يناير 2011. المعلومة الثانية: أن أول حكومة منتخبة بعد ثورة 1919، وكانت برئاسة سعد زغلول، استمرت 8 أشهر فقط!
كتاب جميل وممتع يقول مؤلفه انه تم سجن الكتاب عام 1963م وتم سجن الكاتب عام 1965م وقبل ذلك كانت الاجهزة تحاول منع الكتاب وطلب منه الرئيس المصري ان يستمر وتم منع نشر المقالات الى الكتاب واستمر المنع 11 سنة كتاب يتحدث عن اهم فترة من فترات مصر
من اروع ما قرأت عن ثورة 19 من رجل صحفي عظيم هو مصطفى أمين الذي وثق اسرار ثورة 19 بالوثائق والادلة التي لا تقبل شك فكان رجل يكتب بضمير تام واسلوب شيق ومعلومات في غاية الاهمية .. استمتعت بهذا الكتاب الذي يروي تفاصيل ثورة 19 بالكامل واسرار الجهاز السري لثورة 19 تلك الثورة التي استمرت سنوات و يروي تفاصيل خاصة من مذكرات سعد زغلول .. يذكر ان مصطفى امين ولد وتربى في بيت الأمة لذا يملك معلومات قيمة عن هذا الوقت شكراً للعظيم مصطفى أمين على هذا الكتاب الغاية في الروعة والخطورة :)
الجزء التاني من الكتاب الممنوع الذي يحكي تاريخ ثورة19 من خلال مذكرات سعد زغلول وقادة التنظيم السري لثورة 19 والوثائق المتاحة للكاتب , في معظم هذا الجزء يحقق في قضية قتل السردار ومحاولة اثبات ان للانجليز والملك يد في قتل السردار من اجل القضاء علي الثورة وعلي سعد زغلول ويسرد بعض اخطاء الثورة من وجهة نظر الكاتب في اهمالها الجخاز السري للثورة وفي الاهمال في حقوق الشهداء والمصابين من ابطال الثورة