سأظل هنا، بلا حركة ولا خطوات، إلى أن يأتي الموت لي، فلا أسعى طائفاً مذعناً إليه أشبك ساقاً على ساق وأنتظره، دون احترام ولا لياقة ولا مجاملة ولا لباقة حين يصل سأظل هنا في زنزانتي الممتدة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي سيجدني راقداً، ويدي تحت راسي لن أقف احتراماً وإجلالاً، الذين يقفون احتراماً وإجلالاً منافقون يرغبون في مساومته على بضعة ايام أو ساعات زيادة عن الموعد المحتوم أما أنا فأنتظره قبل الموعد المحتوم أعرف بعد التجربة أن الموت في الحياة يناسبني لا أظن أنه يناسب الآخرين، لا أظن أن الموت الحقيقي (الإعدام) ممتع مثل هذا الطراز من الموت إنه موت نظيف، لا انتحار ولا رغبة في الحياة. لا إنه غير الاستقالة من الحياة، ولا التقاعد، إنه الموت من الحياة
ولد مؤنس منيف الرزاز في السلط عام 1951، ونشأ في عمان في حضن أسرة قومية عربية فهو نجل المرحوم الدكتور منيف الرزاز والسيدة الفاضلة لمعة بسيسو( ابنة عم الشاعر معين بسيسو) ، درس في مدرسة “المطران” في عمان، ثم تنقل بين بريطانيا وبيروت وبغداد حيث تخرج من جامعتها حاملاً شهادة ليسانس فلسفة، ثم أنضم إلى جامعة جورج تاون في واشنطن لاستكمال دراساته العليا، إلا أنه تركها بعد عام واحد، حيث التحق بأسرته التي انتقلت من عمان إلى بغداد عام 1977
بدأ حياته العملية في الملحق الثقافي لجريدة الثورة العراقية في بغداد، ثم في مجلة شؤون فلسطينية ونشر عدة قصص في صحيفتي السفير والنهار في بيروت، ولدى استقراره في عمان عام 1982 عمل في مجلة الأفق، وفي مكتبة أمانة العاصمة، وشرع يكتب عموداً يومياً في جريدة الدستور، ثم زاوية ضوء اليومية في جريدة الرأي
عين مستشاراً في وزارة الثقافة، ورئيساً لتحرير مجلة أفكار، وأنتخب عام 1994 رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين
أنتخب عام 1993 أميناً عاماً للحزب العربي الديمقراطي الأردني الذي نشأ بعد الانفراج الديمقراطي في الأردن عام 1989 لكنه استقال من موقعه هذا في أواخر عام 199
نشر مقالات سياسية يومية في صحف أردنية وعربية عديدة منها جريدة الدستور الأردنية في النصف الثاني من الثمانينات وجريدة الرأي الأردنية في التسعينات
نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب لعام 2000م في حقل الرواية
.توفي في مستشفى لوزميلا في عمان، يوم الجمعة الموافق 8/2/2002
صدر حوله عبد الله رضوان، اسئلة الرواية الاردنية، وزارة الثقافة، عمان، 1991. ط2، المؤسسة العربية، بيروت،2002
د. نوال مساعدة، “البناء الفني في روايات مؤنس الرزاز، دار الكرمل،عمان 2000
صدرت له النصوص والمجموعات القصصية التالية مد اللسان الصغير في مواجهة العالم الكبير (خواطر)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت،1973 البحر من ورائكم (قصص)، وزارة الثقافة والإعلام،بغداد، 1976 النمرود (قصص)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت،1980 فاصلة في آخر السطر، المؤسسة العربي للدراسات والنشر،بيروت، 1995
أما في حقل الرواية فأصدر على التوالي
أحياء في البحر الميت المؤسسة العربي للدراسات والنشر،بيروت، 1982 اعترافات كاتم صوت ط1، دار الشروق، عمان، 1986. ط2 المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت، 1986 متاهة الأعراب في ناطحات السراب، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1986 جمعة القفاري.. يوميات نكرة ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1990 الذاكرة المستباحة وقبعتان ورأس واحد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1991 مذكرات ديناصور، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1994 الشظايا والفسيفساء، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1994 سلطان النوم وزرقاء اليمامة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت1996 عصابة الوردة الدامية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1997 حين تستيقظ الأحلام، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1997 ليلة عسل، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت،2000
وله في حقل الترجمة قاموس المسرح (ترجمة) من روائع الأدب الغربي، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1982 من روائع الأدب العالمي (مترجم) بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1980 آدم ذات ظهيرة (ترجمة – مشترك) عمان، بيروت: دار منارات والمؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1989 حب عاملة النحل (ترجمة) رواية الكسندر كولونتاي انتفاضة المشانق (مترجم) بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، 1
للأسف، لم أستطع أن أضيف لها النجمة الثالثة لأنني قيّمتُ أعمالاً أفضل بثلاثة نجوم. مسار مؤنس الرزاز الروائي منقسم في اتجاهين لهما أساس واحد؛ اتجاه في فن الرواية الحداثية التي لا تعصى على الفهم (مثل: اعترافات كاتم صوت)، واتجاه الرواية الما بعد حداثية المتشظيّة، والعصيّة على الفهم (مثل: سلطان النوم وزرقاء اليمامة). أما الأساس الواحد فهو تمثيل شخصية القومي الشيوعي ما بعد انهيار الشيوعية، وانهيار الجدار الروحي والوجودي له. ورواية عصابة الوردة الدامية تنتمي للنوع للاتجاه الثاني، وأعتقد أنني لم أفهم ما رمى إليه الكاتب كما ينبغي، لكنها رواية تتحدث عن الفراغ والرتابة، وتناقض المجتمع بالأخص ما بين العلن والسرّ. لقد كانت رحلة لا بأس بها مع هيام ومعتصم وعاصي وسهام وعبد الكريم.