يضم هذا الكتاب عدة مقالات نُشرت في عدة جرائد عربية على مدى الأعوام الماضية. والمقال الأسبوعي عادةً ما يدور حول حدث ما، حدث ’ساخن‘ كما يقولون في عالم الإعلام، وهم عادةً ما يعنون بذلك حدثاً وقع لتوه. هذا المطلب يمثل جزءًا من توقعات القارئ من جريدته اليومية. ولكن مؤلف هذا الكتاب لا يؤمن بجدوى ما يسميه ’الموضوعية المادية المتلقية‘ التي تتلقى تفاصيل الواقع ثم تسجلها دون تصنيف أو ترتيب بهدف مراكمة المعلومات، و لذا فقد حاول قدر استطاعته أن يضع الحدث داخل نمط متكرر متجاوز للحدث نفسه وأكثر عمومية منه، كما كان يضعه في سياقه التاريخي والاجتماعي والثقافي حتى يمكن فهمه في أبعاده المركبة. وبهذا تم تطبيق بعض المفاهيم التحليلية الأساسية التي وردت في موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية على الأحداث الآنية. وقد قام المؤلف بجمع هذه المقالات في كتاب، بعد أن قام بإعادة تصنيفها حسب الموضوع الأساسي الكامن وداخل النمط المتكرر. وبذلك يمكن للقارئ أن يرى الحدث ’الساخن‘ في إطار النمط ’الدافئ‘ والسياق الحي الذي يعطي الحدث معناه وأبعاده الحقيقية. فهناك مجموعة من المقالات عما يسمى ’القومية اليهودية‘ وآخر عما يسمى ’الشخصية اليهودية‘ وثالث عن الهيكل ومحاولات إعادة بنائه.
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).
ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال
قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره
أن يتم فحص الشخصية اليهودية تحت المجهر بتلك الموضوعية شئ لم أكن أتخيله في أأكثر أحلامي تخيلا كل شئ يدور في المجتمع الصهيوني عادته و تقاليده المفككة تلك الشعوب المختلفة التي جمعت من كل حدب و صوب لكي تحقق هدف وهمي أكذوبة الانصهار كل شىء كل شىء كتاب يستحق القراءة
"الصهيونى هو يهودى يجمع المال من يهودى ثان لإرسال يهودى ثالث إلى أرض الميعاد"
* مجهود رائع وتحليل دقيق للمجتمع الصهيونى بكل تفاصيلة فى كتاب لا يتعدى 350 صفحة بالرغم أن الدكتور المسيرى لم يذهب أو يعيش فى إسرائيل ولكن ما ألمسه فى أسلوبه هو التحقير من التجربه الإسرائيلية وهو شئ غريب وخصوصا مع كل المشاكل والصعوبات التى واجهت هذه الدولة و التى ذكرها المؤلف بالتفصيل وهو شى غريب فأنا أعتقد أنه بعد كل هذه العقبات و تقوم الدولة و تتفوق على كل دول الجوارفى كل المجالات بهذا الشكل الذى لاينكره منصف حتى ولو بالمساعدات الغربية و خصوصا أن الغرب لا يساعد أحدا لوجه الله فهم إستطاعوا بذكاء إستغلال كل الظروف و حتى الماّسى مثل الهلوكوست فى جذب الدعم الغربى و هو شئ أيضا يحسب لهم من وجهة نظرى.
* ما أراه ايضا هو أن احسن حل للقضاء على إسرائيل هو السلام الكامل معها و التطبيع وهو مالا تريده إسرائيل أبدا لأن هذه الدولة بهذه المشاكل سوف تأكل نفسها من الداخل إذا لم يكن لها عدو توحد صفوفها الداخلية للقضاء علية أو توهم هذه الصفوف بذلك.
الكتاب صغير الحجم .. ممتع وسهل القراءة .. يضم مجموعة من المقالات مبوبة لاحقا في عدة فصول بالطبع الاسلوب المقالي يحمل الكثير من التكرار والطريقة والمباشرة والاستنتاجات السريعة غير مكتملة التفنيد المقالات بعضها متوسط وبعضها جيد واكثر ما امتعني هو الجزء الاخير المتعلق بتحليل الاداب والفنون الصهيونية فيما يتعلق باثر الصراع والاستيطان عليها فقد استخدم الدكتور المسيري الخبير في الشأن الصهيوني ودكتور الادب الانجليزي خبراته في المجالين في تحليل بعض القصائد والقصص بل وحتى نصوص بعض الاغاني المنتشرة في الكيان الصيهوني لتحليل حالات القلق والشك والشعور بعدم الاستقرار
الموقف كالآتي : أثناء المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 م سمع ماكس نورداو أن فلسطين يوجد فيها فلسطينين!!! ويا له من اكتشاف مذهل !! "أي أنّ أرض الميعاد لم تكن جالسة تنتظر عودة اليهود إليها بعد فترة غياب استمرت قرابة تسعة عشر قرناً "فذهب إلى صديقه هرتزل(مؤسس الحركة الصهيونية)وقال له انت لم تخبرني أن فلسطين مأهولة بالسكان ؟!! فهدأ هرتزل من روعه وأخبره أنّ الأمر سيعالج فيما بعد ... وفيما بعد مسألة مستمرة منذ ذلك الوقت إلى الآن !!! الكتاب من ابداعات المسيري بين ستة فصول تدرك أن ما يدعى تجانس لدى اليهود خرافة لا وجود له سواء أكان ذلك في شخصياتهم أو في أي مجال لديهم في الحياة .. لطالما أنه إلى الآن لم يتم الإجماع على تعريف واحد لـ من هو اليهودي؟ من هو الصهيوني؟ تظل الإسطوانة المشروخة تدور وتظل التناقضات تعمل داخل الكيان الصهيوني . يدعي الصهاينة أنهم مجتمع متجانس التركيب البنيوي وكيف السبيل إلى تصديق هذا الكذب !!! فكل مستوطن صهيوني أحضر معه من وطنه الأصلي خطاباً حضارياً وقد ادعت الدولة الصهيونية في بداية الأمر أنها ستمزج الجميع في بوتقة يهودية عبرانية جديدة ليخرج منها مواطن جديد وما حدث هو ان الخطاب الحضاري الجديد المزعوم لم يشكل وظهر بدلاً منه واقع حضاري غير متجانس . التجمع الصهيوني ليس مجتمعاً وإنما هو تجمع يتسم بالشذوذ البنيوي غرس بالمنطقة بمساعدة القوة العسكرية الغربية ومن خلال الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي ليقوم بدور عسكري لصالح الحضارة الغربية ومن ثم فهو يشكل تحدياً عسكرياً لا تحدياً حضارياً . التحدي الحضاري الحقيقي هو كيف نطور منظومة حياتية جديدة تنطلق من قيمنا الحضارية والأخلاقية ترى الإنسان باعتباره مستخلفاً بهذه الارض مؤتمناً عليها وإسرائيل التي غزت وأبادت وطردت وأدخلتنا في سباق مع الحروب لا يمكنها ان تكون جزءاً من هذا المشروع. من باب التفاؤل وبأنهم يدركون بأنهم إلى زوال أختم بـ : "بالرغم من كل التقدم المذهل اقتصادياً عسكرياً لكن ما يشعر به الاسرائيليون هو عقم الانتصار !!! "يعقوب تالمون "إن اسرائيل تركض من نصر إلى نصر حتى تصل إلى هزيمتها النهائية المحتومة "شلومورايخ "الإنسان الاسرائيلي يولد وفي داخله السكين الذي سيذبحه"حاييم جوري
تقوم فكرة الكتاب على "الشخصية اليهودية" فموضوع الفصل الأول عن "خرافة القومية اليهودية مروراً بتعريف ما المقصود بالقومية اليهودية, بناءً على التعريف هل يطلق على على اليهود أن شعب يهودي أم جماعات يهودية.. من التعريف العام للقومية يتضح ان اليهود لا يكونون شعباً بل جماعات يهودية تختلف فيما بينها مثل الأشكناز وهم يهود شرق أروبا, أو السفارديم مهاجرى غرب أروبا, يهود أمريكا, اليهودالإصلاحيون, يهود الأرثوذكس... يتكلم الدكتور المسيري عن بعض المحاولات الصهيونية لمعالجة هذه الأيديولوجيات والهويات المختلفة والتى تفشل فى النهاية مثل " آتون الصهر, التهود العلماني" الفصل الثاني يناقش خرافة التجانس اليهودي, وهو امتداد لمواضعي الفصل الأول, مواضيعه خرافة الشعب الواحد, هل الفلاشا يهود_والفلاشا هم يهود إثيوبيا_ لغات اليهود , أزياء اليهود, ومن أكثر الفصول طرفة فصلط عندما يكره اليهودي نفسه! " ويسوق نماذج لذلك. الفصل الثالث: خرافة الشخصية اليهودية تقوم فكرة الفصل عن إشكالية من هو اليهودي أو اليهودي some-how يهودي بشكل ما ويرصد التغييرات فى الشخصية اليهودية _ المزعومة منها اليهودية واللذة, الشذوذ فى الدولة الصهيونية .... الفصل الرابع: خرافة الهيكل أو الهياكل بشكل أدق الفصل الخامس: خرافات صهيونية أخرى الفصل السادس: ولكنه ضحك كالبكاء , بعض الأمور المضحكة فى المجتمع الصهيوني والتى تعكس مدى الرعب الصهيونى من العرب او بشكل ادق احساس الصهيوني بفشل فكرة الأرض الموعودة .....
سيدهشك ما يعرفه الدكتور االمسيرى إلى هذه الدرجة عن الصهيوينة وتحليلة الدقيق للغاية عن المجتمع الإسرائيلى والغوص داخل الشخصية اليهودية ليس فقط عن طريق دراسة أبعادها التاريخية والسياسية وإنما أيضاً أبعادها الفنية والأدبية فقدنا هذا الرجل , فاتنا أن نتعلم منه , قرأناه متأخراً , وغفلنا عن مرجعيته الرائعة التى لن تتكرر ,الكتاب عميق جداً وهالنى فيه كم المعلومات التى عرفتها لأول مرة , المأخذ الوحيد لدى هو تكرار الفكرة فى أكثر من موضع , بل إن فكرة الشخصية اليهودية نفسها بنفس العمق الفلسفى الذى يتحدث به المسيرى هناسبق وأن قرأته فى كتابات أخرى لهذا أرى أن الكتاب نوع من التأكيد على أفكار قديمة , وأعتقد أن تفسيرى لمسألة التكرار هذه تكمن فى أنه قد تم جمعه من مقالات متفرقة فجاءت فصوله على هذه الصورة وإن كانت فصول الكتاب من حيث الترتيب تبدو مرنة ومنظمة للغاية لابد أن نعرف عدونا , لابد أن نقرأه كثيراً كما يقرأنا هو , بعد هذا الكتاب أصبحت مؤمناً أن حرب المدافع وحدها ليست كافية ضد هذا العدو الخبيث
المسيري في مجاله لا يحتاج مني تعقيب أو مراجعة .. لكن كان يمكن اختصار الفصول الثلاثة الأولى في فصلين على الأكثر .. فقد عابها عدم التنظيم و التكرار ( فقرات كاملة كانت تكرر ) وخصوصًا في الحديث عن خرافة الهوية والشخصية اليهودية، لكن المحتوى الفكري - كعادة كتب المسيري - رائع وقيم جدًا .
المشكلة الحقيقية التي واجهتني مع الكتاب هي أن كل انتقاداته للمجتمع الصهيوني .. أصبحت - للأسف - فينا نحن .
فنحن أصبحنا مجتمع بلا هوية ولا مرجعية وبالتالي لا هدف ولا غاية .. كمجموعة حيوانات تُحاول فقط أن تعيش ! .. مجتمع علماني استهلاكي ينزع نحو الأمركة بشراهه .. ومؤسساتنا الدينية مُنهارة .. تُخرّج لنا حاخامات " مشايخ " أكثر تطرفًا وغباء وتبعية للحاكم والسلطة في كل مرة .
كتاب للدكتور عبدالوهاب المسيري بيحاول يفرقع فيه الفقاعةالوهميةاللي حوالين كتير من المصطلحات اللي الصهيونية بتصدرها للعالم زي "وحدة العرق اليهودي واليهودي" او "يهودية اسرائيل" فيوريك الامور علي حقيقتها كتاب مهم جداً ومفيد كعادة كتب المسيري الله يرحمه