هو الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، مواليد سنة 1935م في تمبدغة في موريتانيا، أحد أكبر العلماء السنة المعاصرين ونائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين تم اختياره من قبل جامعة جورج تاون كواحد من أكثر 50 شخصية إسلامية تأثيرا لعام 2009 ، وقد فاز بلقب "أستاذ الجيل" في جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي في دورتها السابعة في البحرين .
نشأ الشيخ وتربي في بيت علم وورع حيث نهل من معين علم والده الغزير القاضي الشهير الشيخ المحفوظ وأخذ علوم العربية عن محمد سالم ابن الشين ،وعلوم القرآن عن الشيخ بيه بن السالك المسومي, ودرس جميع العلوم الشرعية الإسلامية في هذه المحظرة. وينظر الكثير من المسلمين إلى الشيخ كأحد رموز الاعتدال والوسطية, كما أخذت فتاواه وآراءه مكانتها في الغرب كواحدة من أهم المصادر والمراجع للأقليات الإسلامية التي تعيش في تلك الدول. حيث تتميز أَراءه بالاستيعاب العميق للأصول الشرعية، والمعرفة الواعية بالواقع المعاصر، مما يمكنه من إيجاد الكثير من الحلول لما يستجد من عقبات في طريق المسلم المعاصر.
سافر الشيخ بعد ذلك في بعثة إلى تونس لتكوين القضاة وبعد عودته تنقل في عدة مناصب منها عين رئيسا لمصلحة الشريعة في وزارة العدل ثم نائبا لرئيس محكمة الاستئناف ثم نائبا لرئيس المحكمة العليا ورئيسا لقسم الشريعة الإسلامية بهذه المحكمة.
ثم عين مفوضا ساميا للشؤون الدينية برئاسة الجمهورية حيث أقترح أنشاء وزارة للشئون الإسلامية فكان أول وزير لهذه الوزارة، ثم وزيرا للتعليم الأساسي والشؤون الدينية، ثم وزيرا للعدل والتشريع وحافظاً للخواتم، ثم وزيراً للمصادر البشرية – برتبة نائب الرئيس - ثم وزيراً للتوجيه الوطني والمنظمات الحزبية والتي كانت تضم وزارات الإعلام والثقافة والشباب والرياضة والبريد والبرق والشؤون الإسلامية.
وأمينا دائما لحزب الشعب الموريتاني الحزب الوحيد الحاكم الذي كان عضوا في مكتبه السياسي ولجنته الدائمة من سنة 1970- 1978 م
أصله محاضرات في المقاصد، وفيه توافق كبير بل نصي مع " مشاهد من المقاصد " ، والأخير بدوره متوافق إلى حد كبير مع مباحث كتاب أمالي الدلالات للشيخ - وفقه الله - بل بالتطابق النصي أيضاً. حتى إن عبارة خاتمة جهات المقاصد عند الشاطبي وعدم نصه على الاستقراء موجود باللفظ نفسه في الكتب الثلاثة.
إلا أن هذا الكتاب بسيط العبارة وواضحها والمشاهد أشمل لبعض التفصيلات أما الأمالي فلم أقرأه كله وأؤجله لامتلاك بعض الأدوات إن شاء الله
ونفع الله بالشيخ ومتّع به وأطال بعمره على نفع عام وتوفيق وطاعة وبر.
هناك مسألة في الخطاب المقاصدي المعاصر، يستثيرها الباحثون، بخصوص العلاقة بين المقاصد وأصول الفقه، هل بينهما انفصال أم اتصال؟ تحقيق ابن بيه في المسألة أن المقاصد عين الأصول، وأن المقاصد يستنجد بها أصول الفقه من ثلاثين وجه على الأقل، وهي:
١- في القياس. ٢- في تخصيص العموم بالمقاصد. ٣-حيث يوجد يوجد نص لكن تطبيقه قد يكون مخالفا لأصل أو قاعدة علمت من نصوص أخرى. ٤- حيث يحتاج المجمل إلى بيان، فيلجأ إلى القرينة المقصدية بيانه. ٥- يعدل عن الظاهر بدلالة المقصد ليكون المقصد أساس التأويل. ٦- الترجيح بين النصوص على ضوء المقاصد. ٧- في تمييز عمل أهل المدينة التوقيفي من غيره. ٨- لتمييز قول الصحابي الذي يحمل على الرأي من قوله الذي يحمل على الرفع. ٩- في إحداث حكم حيث لا نص ولا مناسبة. ١٠- يحتاج إلى المقاصد في الحماية والذرائع والمآلات. ١١- تقرير درجة ونوع مناط الحكم. ١٢- ترجيح خصوصية الحكم به عليه الصلاة والسلام، أو عمومه لغيره. ١٣- مفهوم المخالفة. ١٤- مفهوم الموافقة. ١٥- تقييد المطلق. ١٦- وضع الأسباب وقصد المسببات. ١٧- الاستصحاب. ١٨- الاستحسان. ١٩- التفريق بين المصلحة المعتبرة والمصلحة الملغاة، وهو فقه الموازنات والأولويات. ٢٠- الجمع بين الأدلة عند التعارض. ٢١- الترجيح بين الأدلة عند التعارض. ٢٢- تنزيل الأخبار المثبتة أو المنفية منزلة الأوامر والنواهي. ٢٣- بين التعبد ومعقولية النص. ٢٤- الاختلاف في طبيعة المقصد المؤثر في الحكم. ٢٥- تعدد المقاصد أو الاقتصار على مقصد واحد مما يؤثر في الحكم. ٢٦- اختصاص بعض الناس دون بعض بحكم. ٢٧- أفعال المقتدى به مما ليس تفصيلا لأمر. ٢٨- السكوت الدال على العفو. ٢٩- إشارة النبي صلى الله عليه وسلم لإفهام المشاهد. ٣٠- مراعاة قصود العقود في التصحيح والإبطال والشروط.