Jump to ratings and reviews
Rate this book

كتاب الاعتبار

Rate this book
لا يمكن اختصار قيمة كتاب الاعتبار في كونه "الأول من نوعه" بين السير الذاتية، إنما تكمن القيمة الأكبر في أنه من الأعمال النادرة التي تناولت "المسكوت عنه" في تاريخ الحروب الصليبية، سواء طبيعة حياة الإفرنج في المشرق العربي، أو ما كان يجري في دهاليز القوى الإسلامية المتصارعة، والجانب الإنساني من التفاعل بين العرب المحليين والمستوطنين الإفرنج. كما تناول التأثير الثقافي والاجتماعي العربي في الإفرنج. تلك التفاصيل التي يخطئ البعض باعتبارها مجرد "طرائف"، بينما هي تدوين وحفظ دقيق لجوانب أخرى من التفاعل العربي الأوروبي، قل أن تضمنتها كتابات تلك الفترة. ولم يتوقف ابن منقذ عند مجرد عرضها، بل تجاوز ذلك لتحليلها وتفسيرها والتعليق عليها، بشكل يجمع بين سلاسة اللغة وعلمية الأسلوب في آن واحد.

375 pages

First published January 1, 1188

43 people are currently reading
1100 people want to read

About the author

أسامة بن منقذ

9 books38 followers
أبو المُظَفَّر أسامةُ بنُ مرشِد بنِ عليّ بنِ مقلَّد بنِ نصر بنِ مُنقِذ الكِنانيُّ الكلبيُّ الشَّيْزَرِيُّ (488هـ/1095م - 584هـ/1188م) المُلَقَّبُ بـ«مؤيِّدِ الدولة» و«مجدِ الدين». أمير وفارس من بني منقذ، وشاعر أديب ومؤرخ مسلم. عاصر الحروب الصليبية منذ أيامها الأولى، وعُمِّرَ حتى بلغَ عمرُه ستّاً وَتِسْعين سنةً، عاصر فيها سقوطَ عدةِ إماراتٍ إسلاميةٍ وظهورَ غيرِها، وخاض حروباً كثيرةً ضد الصليبيين، وقاد بعضها بنفسه. كما كان أسامةُ شاعراً أديباً، اشتُهر شعرُه وشاعَ في حياته وبعد موته. قال مُعاصرُه ابن عساكر: «له يدٌ بيضاءُ في الأدبِ والكتابةِ والشعرِ». وذَكَرَ أبو شامة المقدسي أن صلاح الدين الأيوبي كان شديدَ الإعجابِ بشِعره، «وَهُوَ لشغفه بِهِ يُفَضِّلُه على جَمِيع الدوّاوين».

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
57 (28%)
4 stars
67 (33%)
3 stars
52 (26%)
2 stars
10 (5%)
1 star
12 (6%)
Displaying 1 - 30 of 52 reviews
Profile Image for Salma.
404 reviews1,293 followers
August 30, 2014
أمير مسلم من زمن الفرسان


John II directs the siege of Shaizar While his allies sit inactive in their camp, French Manuscript 1138
يوحنا الثاني يدير حصار شيزر بينما حلفاؤه يجلسون خاملين في مخيمهم، مخطوطة فرنسية 1138م

كجملة مقتطعة من سياق، أحاول الحديث عن شيء ملون في واقعنا الأسود... عن خلجات نفس نبيلة ذات همة قد عاشت قبل حوالي الألف عام، عبر نفسي المطفأة... لكن لا يمكن لجميل كإياه أن يدعك تغادره دون أن يصيبك من فتنته... و لو كنت في أشد لحظاتك بلادة و إحباطا، سينفخ فيك شيئا من سحره لتتحدث عنه... 0
أسامة بن منقذ أمير جمع بين الفروسية و الأدب... كان رحمه الله تجسيدا حقيقيا لنبالة عصر الفرسان... ولد عام 1095 للميلاد، مع بدايات الحروب الصليبية، في حصن شيزر التابع لعائلته، و هو يقع قرب حماة على ضفاف نهر العاصي في سوريا... كان هذا الحصن لموقعه الجغرافي و أهميته هدفا لكل الهجمات من كل الأعداء...0


حصن شيزر

نشأ على الفروسية و حب الصيد و العلم، سافر البلاد، و عاين الوقائع و شارك في الحروب و قارع الأسود و كتب المصنفات و كان دبلوماسيا عاش في بعض بلاطات تلك الفترة، كعماد الدين الزنكي، و نور الدين الزنكي بدمشق، و في نهاية حياته كان بصحبة صلاح الدين الأيوبي... كان شاهدا على تلك الفترة العاصفة المضطربة بكل ما فيها، و خاصة فترة الحملات الصليبية...0
كتابه الاعتبار، هو ما يسمى بلغة عصرنا عبارة عن مذكراته الشخصية، يخبر عن حياته المفعمة هذه و قد عمّر حتى جاوز التسعين من عمره ممليا إياها إملاء بعد أن غادرته قدرته على إمساك الورقة و القلم... بلغة معجونة بالحنين مطعما إياها بنصائح المسن... مذكرا إيانا ألا شيء يبقى على حاله... و هذا ديدن الدنيا... و ما هذا إلا اعتبار و عظة...0
و لأن الكتاب مكتوب بصيغة الأنا، و لأنه يملك طابع الذاتية بعيدا عن التأريخ الرسمي، فهذا ما يجعله فريدا في بابه... عبره تستطيع أن ترى تفاصيل حياة رجل نبيل و قصصا من أسرته و أهله، كما تشهد تفاصيل حيوات الصليبيين الاجتماعية... و قد صادق بعضهم و ذكر بعض التفاصيل عن بعض ملوكهم حينها، و تستطيع أن تستشعر مدى الفرق الحضاري بين الفريقين... كما أنه منصف في كثير من المواضع فهو لا يتوانى عن الاعتراف بشجاعة عدو ما و ذكر خصاله الجيدة... و لذلك اهتم الغربيون بهذا الكتاب... و خاصة أن كثيرا من المنمنمات الغربية صورت حصار شيزر و المعارك التي قامت هناك...0


John II Komnenos negotiating with the Emir of Shaizar, 13th-century French manuscript
يوحنا الثاني كومنينوس يتفاوض مع أمير شيزر، مخطوطة فرنسية من القرن الثالث عشر


كما لا تملك إلا أن تحبه حين تظهر أخلاقه الكريمة في حديثه عن المرأة التي يقدرها و يجلها، و يذكر قصصا عن شجاعتهن و حكمتهن و نخوتهن:0
" قد ذكرت شيئا من أفعال الرجال و سأذكر شيئا من أفعال النساء [...] و ما ينكر للنساء الكرام الأنفة و النخوة و الإصابة في الرأي."0
يجعلك تدرك قدر الله حين يحدثك كيف نجى من موت محقق أكثر من مرة... و يشعرك بالغثيان حين يصف بدقة الجراحات في المبارازات، كما تظهر هذه المخطوطة...0


La Bataille De Antioche 1098
معركة أنطاكية 1098

و يسئمك _إن كنت مثلي لا تحب المغامرات_ حين يسرف في وصف رحلات صيده معطيك خبرته في أنواع الحيوانات البرية و الفروق في صيدها و أنواع الطيور الجارحة المستخدمة في الصيد، و هو الذي قضى سبعين عاما يصيد... 0
و يشعرك بالغصة حين يحدثك بحزن عن كتبه التي فقدها بسبب الإفرنج:0
" فهون عليّ سلامة أولادي و أولاد أخي. و حرمنا ذهاب ما ذهب من المال، إلا ما ذهب لي من الكتب، فإنها كانت أربعة آلاف مجلد من الكتب الفاخرة. فإن ذهابها حزازة في قلبي ما عشت."0

ساعات من قبل ألف عام تعيشها مع هذا الفارس مرهف الإحساس... و لم تكن تلك الأيام خير الأيام كما هو واضح، و لا كانت سهلة، و كانت أيام شدة و محنة كأيامنا... بيد أن السلوى في مصاحبة هذا الجد القريب من القلب يروي لك بلغة مازاجا إياها ببعض العامية و كأنك حفيده، مضفيا عليك ذاك الشعور بالاطمئنان و استواء كل شيء الذي يلف كبار السن الحكماء الذين وصلوا للنهاية عادة...0
" فهذه نكبات تزعزع الجبال و تفني الأموال. و الله سبحانه يعوض برحمته و يختم بلطفه و مغفرته، و تلك وقعات كبار شاهدتها مضافة إلى نكبات نكبتها سلمت فيها النفس لتوقيت الآجال و أجحفت بهلاك المال.0"

فهل اعتبرتُ كما أراد لي صاحب الاعتبار و هل خفف ما قرأته عني؟
لا أدري... أعني أني مؤمنة بأنه لا حزن يدوم و لا سرور... و أنه من سره زمن ساءته أزمان... و أن الفرج قادم إن شاء الله، و لكني ما زلت حزينة، و ما زلت مضطرة لأكون في معمعة الحياة أفكر في ما سيؤول إليه الحال، و لم أبلغ رفاهية كبير السن لأنظر للحياة من علِ و بسكينة مودع لها هكذا... 0
لذلك كل ما أستطيع قوله أنه كتاب يشعرك بشيء جميل رغم كل شيء... 0


John II Comnenus Besieging Caesarea Antioch Shaizar 1138
يوحنا الثاني كومنينوس يحاصر قيسارية أنطاكية شيزر 1138م
---


La bataille de Shaizar 1111
معركة شيزر 1111م
---


Siege of Shaizar 1138
حصار شيزر 1138

أريد أن أنهي الكلام بثلاث ملاحظات علمية بسيطة، و حتى لو أنه لا رغبة لي بذكر أشياء علمية تحتاج لتركيز، لكن سأذكرها لأني إن لم أفعل ستظل تنخر في رأسي... على أن أبسط هذه الأفكار و غيرها في موضوع مستقل إن شاء الله في وقت آخر حين يصفو ذهني أكثر، و هي ملاحظات تجمعت عندي من جراء قراءتي لبعض كتب التراث...0
1- من المهم قراءة الكتب التراثية التي فيها احتكاك مع الآخر و خاصة الأوروبي، في فترة القرون الوسطى، لأن هذا سيلفت انتباهنا لدرجة الوعي الحضاري للأجداد لأنفسهم مقارنة بمن حولهم و إحساسهم بالتميز و اعتزازهم بما يملكون و هو اعتزاز مبني على واقع ملموس و معاش، و لذلك لم يكونوا يجدون غضاضة في انتقاد ما عند الآخر أو أخذ ما يعجبهم منه و نبذ ما سوى ذلك، و لا غضاضة لديهم في فرض رؤاهم المعرفية بقوة و ثقة و استقلالية و المخالفة... هذه النظرة يمكن استخلاصها من ابن منقذ تجاه الإفرنج... أو مثلا ابن فضلان في رحلته إلى بلاد الصقالبة... و هذا يجعلنا نفهم إحساس الأجداد حين نظروا في تراث اليونان، فهم لم يكونوا ينظرون فيه مع هالة الحضارة الغربية المتفوقة التي تحيط به اليوم، و لا بالانبهار الذي يشوش الرؤيا، و إنما كان نظرهم في نتاج حضارة مهزومة و مندثرة... هذا الفرق بالإحساس سيقربنا من فهم كتابات الأجداد و يفسر لنا نتاجهم بشكل أوضح، و إشكالياتهم كما كانت و كما هي و يجعلنا نخرج بنتائج أدق... و ليس بفهمه عبر إسقاط إشكاليتنا الحضارية و عقد نقصنا و هزيمتنا تجاه الآخر على هذا التراث، و بالتالي الخروج بنتائج لا تصدق على ذلك الوقت أكثر مما تصدق على وقتنا...0

2- تحريف التاريخ ليس في اختلاق القصص فقط و لكن أيضا باقتطاعها من سياقاتها و تقديمها في سياق العصر الحديث للإيحاء بشكل مختلف عما يمكن أن توحي به لو قرئت في مكانها... أحد مقاطع اليوتيوب الأجنبية يورد قصة من كتاب الاعتبار عن امرأة إفرنجية سبيت و أهديت لحاكم ثم هربت بعد سنوات و تزوجت اسكافيا إفرنجيا... فأتت تعليقات المعلقين و كأن المسلمين هم من اخترعوا السبي و كأنه أمر بدع في زمانهم... لكن المقتطع من الكتاب لم يذكر عشرات القصص الأخرى التي تحدثت عن هجمات الصليبيين و سبيهم و سرقتهم و حرقهم و قتلهم و قطعهم للطرق... كتاب ابن منقذ بمجموعه يضعك في جو ذلك العصر من قبل جميع الفرق... فيجعلك تفهم كيف كان الحال... و هذا أمر كان من طبيعة حروب ذاك الزمان، أعني استعباد المهزوم... و لذلك تلاحظ استغراب ابن منقذ من هروبها، فهي صارت زوجة حاكم و ابنها حكم من بعده... يعني أنه لم يخطر له ما الذي قد يكون مزعجا في ما حل بها و قد آلت لواقع خير من واقعها كما يراه... بيد أنه و الحق يقال أني بت أشعر بالغثيان من نفاق عصرنا و من ادعاء بأنا صرنا أناسا أكثر تحضرا عما خلا من العصور، و تفاجؤنا المزيف مما كان يجري في تلك الأزمنة... فعلى سبيل المثال لا الحصر، إذ لا حصر لمدى همجية عصرنا، فكرة استعباد المهزوم و تقسيم الناس لعبيد و سادة ما زالت قائمة، بيد أنها اتخذت أشكالا جديدة، إحداها مثلا فكرة جواز السفر التي تقسم البشر على هذه الأرض و طرق التعامل معهم على وفقها إما باحترام أو إذلال و مهانة... 0

3- لأسامة بن منقذ تصانيف كثيرة كما ذكرت، و لكن المطبوع منها جزء صغير، أشهرها كان كتابه الاعتبار هذا، نظرا لاهتمام المستشرقين به لشهادته على الحروب الصليبية، فقد كان أول من عثر على مخطوطته فحققه هو المستشرق الفرنسي هرتويك ديرنبرج Hartwig Derenbourg و طبعه سنة 1886، ثم قام فيليب حتي في ثلاثينيات القرن المنصرم بتحقيقه، و لابن منقذ مؤلف بعنوان "المنازل و الديار" كان المستشرق الروسي كراتشكوفسكي قد تحدث بتأثر عن قصة التقاءه بهذه المخطوطة في كتابه الرائع الذي أنصح الجميع بقراءته (مع المخطوطات العربية) و خرج بنتيجة حينها أن للمخطوطات مقاديرها، و طبعا هذا مما أدى لنشر المؤلـَف... بالإضافة أيضا لديوان شعر مطبوع لابن منقذ... هذه الأشهر بين كتبه المطبوعة... بيد أني حين بحثت عن (كتاب النوم و الأحلام) الذي ذكره ابن منقذ في معرض حديثه و وددت لو أقرأه لأني أحب القراءة في هذه الموضوعة، لم أعثر على معلومات عنه... و على كل فإن ابن منقذ اكتسب شهرته في عصرنا بكتابه الاعتبار... و هذا يقودني لملاحظة أشمل، أنه يلاحظ كون مصدر شهرة كثير من الكتب في تراثنا أكثر من غيرها، أو علماء اعتني بهم أكثر من غيرهم أو وضعوا في مقام أعلى من آخرين أو حتى قصصا تاريخية برزت أكثر من غيرها هو عناية المستشرقين بهذا كله و إشهارهم له و تقديمهم... و مع الاعتراف بهذا الجهد لهم... لكن ينبغي الانتباه أيضا أن نوعية عنايتهم تنبع عن اهتماماتهم و كلما اقترب الموضوع بأن يكون له صلة فيهم زادت عنايتهم أكثر... و قد ذكر طه عبد الرحمن هذه الملاحظة في معرض حديثه عن ابن رشد... حتى ابن رشد هذا قد اشتهر بما اهتم الغرب به فيه، لأن له جوانب أخرى لا تقل أصالة في شخصه و هي جزء مما شكل رؤياه و فكره، و لكن لم يسلط عليها الضوء كما سلط على باقي جوانبه، فقد كان الرجل فقيها مالكيا له مصنف معروف بالفقه المالكي "بداية المجتهد و نهاية المقتصد"... و هذا ليس جانبا ثانويا و لا تحصيل حاصل و لكنه جزء من تركيبته العلمية... و لا أعني من ملاحظتي أن ما أو من اشتهر لتوه فيه غضاضة ما، و لكن التبعية في الاهتمام بما اهتموا به فقط و عدم النظر بنفس الهمة لباقي نتاج حضارتنا مما له وثيق الصلة بنا، يحرمنا من كثير الفوائد و فهم أجدادنا كما ينبغي و أسباب ظهورهم و بالتالي فهم أنفسنا و لماذا تغير الحال... حتى صار المعيار في المفاضلة في أحيان كثيرة بين عالم و عالم و فكر و فكر و نتاج و آخر في نظرنا لا يعود للنتاج نفسه بقدر ما يعود لعوامل خارجية منفصلة، هي نتيجة الشعور بدونيتنا الحضارية الحالية... و كأنه يفترض لعالم من علمائنا الأوائل أن يحصل على صك اعتراف غربي حتى يصير صالحا للحديث عنه و تحليله و الاستشهاد به من قبل كثير من مثقفينا... و هذا من شأنه أن يوصل الباحث لنتائج غير دقيقة حين تحليله للتراث، و تحميل التاريخ اديلوجيات معاصرة و إنطاقه بما لا ينطقه...0
و على كل الأحوال هذا لا يقلل من روعة كتاب ابن منقذ...0


آب 2014


---
الكلام السابق

يستحق أن أتحدث عنه شيئا جميلا
لذلك يتم تأجيل المراجعة لوقت آخر أستطيع الحديث فيه عن شيء جميل

آب 2014
Profile Image for فهد الفهد.
Author 1 book5,606 followers
October 9, 2011
كتاب الاعتبار

قرأت قبل أيام كتاب (الحروب الصليبية كما رآها العرب) لأمين معلوف، ولأن فترة الحروب الصليبية أو حروب الفرنج كما سماها مؤرخونا، فترة ثرية تاريخيا ً بالأحداث والقادة والسياسيين، كان لابد من قراءة ثانية لتلك الفترة، بل قراءات تتناول شيء من تفاصيلها.

تتناول أي قراءة لتلك الفترة عادة ً شخصيات بارزة جدا ً، مثل صلاح الدين الأيوبي، أو نور الدين أو والده عماد الدين زنكي، صناع تلكم المرحلة، وينصرف القارئ إلى تتبع ما الذي حدث؟ وكيف حدث؟ ولأنها فترة ضخمة ممتدة على قرنين ومليئة بالأحداث، تضيع التفاصيل ويكتفي القارئ بالخطوط العامة.

فلذا كان هذا الكتاب، (كتاب الاعتبار) لأسامة بن منقذ، طريقا ً آخر، منفذا ً إلى تلكم الفترة من خلال عيني فارس وسياسي وأديب عايش المرحلة، وخلف لنا مذكراته حولها.

أميل عادة ً إلى قراءة الكتب المشابهة، أي الكتب التي توجد على ضفاف الأحداث الكبرى، لأن هذه الكتب تضفي بعدا ً إنسانيا ً على الحدث الكبير، تجعلنا نراه من زاوية أفقية، بدل النظر من أعلى أبراج المؤرخين العالية.

صاحب هذا الكتاب هو مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ الكناني، ولد في شيزر وهي مدينة تقع شمال حماة، يحيط بها نهر العاصي من جهات ثلاث، وكان آل منقذ أمراء على شيزر منذ استردها جدهم علي بن منقذ من البيزنطيين سنة 474 هـ / 1081 م، وآل منقذ كما يشي اسم أسامة عرب من قبيلة كنانة.

عاش أسامة بن منقذ حياة طويلة، اقتربت من المائة عام إلا قليلا، عاش هذه السنوات مقاتلا ً للفرنج حينا ً، ومبعوثا ً سياسيا ً يفاوضهم ويعقد معهم الصفقات السياسية حينا ً آخر، بل ومصادقا ً للبعض منهم كما ذكر في كتابه، ثم اعتزل في آخر عمره القتال والسياسة وتفرغ للكتابة، وكان أحد كتبه هذا الكتاب (كتاب الاعتبار) الذي جاء على شكل ذكريات متفرقة، يربطها أسامة موضوعيا ً، حيث تقوده الحادثة إلى شبيهتها وإن اختلف زمانهما، الكتاب حظي باهتمام المؤرخين وترجم إلى لغات متعددة، ويركز عادة ً على المقاطع منه التي تصف الفرنج وطبائعهم وأخلاقهم.

كان مولد أسامة سنة 488 هـ / 1095 م قبل قدوم الصليبيين بسنتين، حيث نشأ هناك وكان عمه أبو العساكر سلطان بن عز الدولة بن منقذ أمير شيزر، وقد برز أسامة منذ صغره فارسا ً، يشارك في حروب الفرنج مع والده وعمه، وسنجد في الكتاب الكثير من الإشارات إلى المعارك التي خاضوها مع فرنج أفامية، وهي مدينة قريبة كان بين فرنجها ومسلمي شيزر معارك عديدة، ومن يقرأ مذكرات أسامة يشعر بأن رجال ذلك العصر يولدون على السروج ويعيشون عليها، مدرعين بالزرد أو الجوشن أو أي نوع آخر من أنواع الدروع، وفي أيديهم الرماح الثقيلة التي كانت تسمى القنطاريات، وهم لا يواجهون الفرنج فقط، بل يواجهون أيضا ً البيئة المعادية التي كانت تعج بالسباع، ويرد في الكتاب الكثير من قصص قتل أسامة للأسود، ومواسم الصيد، بل ملحق بالكتاب فصل لأخبار الصيد والقنص، وضعه أسامة مما يشي باهتمامه بتلك النشاطات.

كل هذا الإقدام وكل هذه الشجاعة، جعلت عم أسامة يخشى منه على نفسه، كان العم بلا أولاد، فلذا كان أسامة هو الخيار الأصلح ليلي شيزر بعده، ولكن بعدما رزق بابن، قام بنفي أسامة.

غادر أسامة إلى حمص حيث وقع أسيرا ً بعد معركة خاضها ضد عماد الدين زنكي، وكعادة ً ذلك العصر دخل في خدمة زنكي، مشاركا ً في معارك متفرقة في الشام والعراق وأرمينيا، قبل أن يعود إلى حماة ليعمل مع صلاح الدين الياغسياني، أحد رجال زنكي، والذي يذكر أسامة جبروته وطغيانه في الكتاب وينسب إلى زنكي قوله: "لي ثلاثة غلمان أحدهم يخاف الله تعالى وما يخافني يعني زين الدين علي كوجك والد كوكبوري، والثاني يخافني ولا يخاف الله يعني نصير الدين سنقر، والثالث لا يخافني ولا يخاف الله يعني صلاح الدين محمد بن أيوب الياغسياني"، الياغسياني هذا كانت هوايته فيما يبدو توسيط مخالفيه، أي قطعهم إلى نصفين، على أي حال يتوفى والد أسامة سنة 1137 م، فيقصد أسامة شيزر ليحضر الجنازة، ثم يغادرها نهائيا ً إلى دمشق لتبدأ عندها مرحلته الثانية.

المرحلة الجديدة، كانت مرحلة السياسي، قد تبدو لنا مرحلة المقاتل شاقة، وخاصة مع الوصف الذي يغرقنا فيه أسامة للمعارك، والإصابات، والرجال الذين تثقب القنطاريات أجسادهم، أو تلتقم السباع رؤوسهم، ولكن مرحلة السياسي أصعب، فالسياسة في شام تلكم الفترة كانت زلقة، قذرة، أمراء مسلمون يبغض بعضهم بعضا ً، ويحاول كلا ً منهم الحفاظ على كرسيه من المنافسين الداخليين والخارجيين، فرنج يتربصون بالمسلمين وببعضهم البعض أيضا ً، تحالفات تقوم بسرعة، وتنفك بسرعة، ورؤوس تتساقط هنا وهناك.

في هذه المرحلة سيكون هناك أسامتان، أسامة الذي نراه على صفحات (كتاب الاعتبار)، وأسامة الذي يخبرنا عنه بعض المؤرخين، الأول يشارك في السياسة فتناله شظاياها حتى يعتزلها، والآخر يعبث بالسياسة فيحرق بها الناس، ولأنني لست محققا ً، لا يمكنني أن أقول بأي أسامة نأخذ؟ سأنقل أسامة الذي حدثنا عن نفسه، وسأشير إلى أسامة الآخر عندما يستلزم الأمر.

ننتقل إلى دمشق، كانت دمشق حينها تمر بفترة استقرار نسبي، بعد سنوات رهيبة اغتيل فيها حاكمها تاج الدين بوري على يد الحشاشين، وانتحر ابنه المجنون الذي خلفه، وواجه خليفته شهاب الدين محاولات لخلعه، وخاصة من والدة بوري التي تزوجت عماد الدين زنكي، وأرادت خلع شهاب الدين وضم دمشق إلى زنكي، وبالفعل قتل شهاب الدين، فولي المدينة الوزير معين الدين أنر، والذي واجه حصار زنكي لدمشق بالتحالف مع فلك ملك القدس الفرنجي، ففك زنكي الحصار، وتأجل ضم دمشق إلى إمارة آل زنكي خمسة عشر عاما ً على يد ابنه نور الدين.

ما دور أسامة في تلكم الأحداث؟ لقد جاء أسامة إلى دمشق فارسا ً معروفا ً، مقربا ً من معين الدين أنر، ومبعوثا ً منه إلى ملك القدس الفرنجي فلك، وكانت هذه هي الزيارات التي روى لنا أسامة مشاهداته فيها وآرائه حول الفرنج، وسنذكر شيئا ً منها فيما بعد، ما يهمنا الآن هو التساؤل؟ أين أسامة المقاتل من أسامة السياسي؟ كيف نفهم قتال أسامة للفرنج لسنوات طويلة في شيزر، وتحالفه معهم الآن عندما صار في دمشق ضد عماد الدين زنكي؟

من السهل أن ندين أسامة بن منقذ الآن من وراء ألف عام، ولكن لنتذكر حال العصر، وسنرى عندما نتحدث عن انتقال أسامة إلى مصر مدى سوء الحالة السياسية واستشراء المؤامرات، وأسامة بالمناسبة لا يشير إلى ما الذي كان يفعله في القدس، وإنما يذكر مشاهداته ويشير إلى معين الدين الذي رافقه في إحداها.

بقي أسامة في دمشق لسنوات ثمان ٍ، ثم كعادة ذلك العصر، حدث ما جعل علاقته بمعين الدين أنر تسوء، فقرر المغادرة إلى مصر، يقول أسامة عن هذا "ثم جرت أسباب أوجبت مسيري إلى مصر، فضاع من حوائج داري وسلاحي ما لم أقدر على حمله، وفرطت في أملاكي ما كان نكبة أخرى".

في مصر كانت أيام أسامة الأصعب، كانت مصر حينها تحت حكم الحافظ لدين الله الفاطمي، وقد بقي أسامة هناك لتسع سنوات، مر فيها بأحداث وفتن دامية، يذكرها في كتابه، حيث يذكر مذبحة وقعت بين عبيد للحافظ يدعون الريحانية وطوائف أخرى من العبيد التي تتبع بعض الأمراء، وقد انتصرت فيها هذه الطوائف على الريحانية، وقتلوا منهم ألف رجل، والحافظ الذي كان مريضا ً حينها، مات بعد بيومين من دون أن يقتص فتولى ابنه الظافر بأمر الله مكانه، واتخذ شيخا ً كبيرا ً يدعى ابن مصال وزيرا ً، هذا لم يعجب حاكم الإسكندرية ابن السلار فحشد جنده ونزل إلى القاهرة، ودارت معركة كبيرة يقال أن قتلاها سبعة عشر ألف رجل – والمؤرخون يبالغون عادة ً في الأرقام -، صاحبنا أسامة كان في صف المنتصر (السلار) والذي صار يلقب بالملك العادل، بعدما حمل رأس ابن مصال إلى القاهرة، واحتل مكانه في الوزارة، بعدما استقرت الأمور للملك العادل قام بإرسال أسامة بن منقذ لقتال الفرنج، فواجههم عند عسقلان، وبيت جبريل، قبل أن يستدعيه فيعود إلى مصر، ولكن صاحبه الملك العادل يقتل في مؤامرة أعدها حفيد لزوجته – أي زوجة الملك العادل - يدعى نصر بن عباس بالاتفاق مع الخليفة الظافر الذي كان يترقب أي فرصة ينتقم فيها من ابن السلار – بعض المؤرخين يرى أن أسامة كان المحرض على هذا -، إذن تم قتل الملك العادل في بيته وبين نسائه، وتولى عباس والد نصر هذا مكانه، ويذكر أسامة أن عباس لام ابنه بعد هذا لوما ً شديدا ً على فعلته، ولكن أسامة دافع عنه، وهو موقف سنرى نحن الآن أنه مشين، وخيانة للملك العادل صاحب أسامة السابق – هذا إذا لم يكن قد حرض على قتله بالفعل -، ولكن لنتساءل هل كان رأس أسامة سيبقى على كتفيه لو لم يفعل هذا، فنصر هذا لم يقف عند هذا الحد بل بدأ يخطط لقتل والده ليحوز الوزارة لنفسه، مدفوعا ً بالطبع من الظافر الذي كان يرغب في ضرب هؤلاء ببعضهم لتقوية موقفه، ولكن أسامة يثني نصر عن ذلك، وبالفعل يغير نصر خطته إلى قتل الظافر نفسه بالاتفاق مع والده، ومبايعة ابنه الطفل مكانه !!! – بعض المؤرخين يرون أن أسامة حرض عباس على قتل الظافر بطريقة مخزية -، لم يكتف عباس وابنه بهذا بل قاموا بقتل أبناء الحافظ الثلاثة بطريقة بشعة، يصفها لنا أسامة الذي كان موجودا ً وقتها في القصر ويقول عن ذلك اليوم "وكان ذلك اليوم من أشد الأيام التي مرت بي، لما جرى فيه من البغي القبيح الذي ينكره الله تعالى وجميع الخلق"، هذه الوحشية لم تمر بسهولة، فبنات الحافظ استنجدن بفارس مشهور بغاراته على الفرنج يسمى طلائع بن رزيك، فسار إلى القاهرة، وأهل القاهرة نفسهم كانوا كارهين لعباس وابنه فلذا حالما سار عباس بجنده للقاء ابن رزيك، أغلقت أبواب القاهرة ودارت معركة بين نصر بن عباس ومعه أسامة ضد القاهريين، ورغم أن عباس ه��م القاهريين إلا أنه فهم أنه لا يمكنه البقاء في القاهرة بين كل هؤلاء الأمراء والأجناد الذين يكرهونه وينتظرون فرصة للانتقام منه، فلذا قرر الانسحاب إلى الشام، يذكر أسامة أن ابن رزيك راسله طالبا ً منه أن لا يغادر إلى الشام مع عباس وأنه لن يصيبه أي أذى، بل إنه سيكون من المقدمين لديه، ولكن عباس أخذ أهل أسامة رهائن ليجبره على مصاحبته، فخرج عباس ومعه أسامة في حال سيئة فقد نهبت أموالهم وركائبهم وطاردهم البدو حتى وقع أسامة من حصانه وشج رأسه، ثم هاجمهم الإفرنج فقتلوا عباس وأهله، وأسروا ابنه نصر و أخا ً لأسامة يدعى نجم الدولة، وكان من حظ أسامة أنه أرسل أهله في الطريق ليكونوا ضيوفا ً على ابن رزيك، وهذا أنجاهم من الأسر.

وصل أسامة بعد هذا كله إلى دمشق، التي كان الملك العادل نور الدين محمود قد سيطر عليها أخيرا ً في ذات العام، وساعد نور الدين أسامة في استعادة أهله من مصر، وحاول تأمينهم عند ملك الفرنج، ولكن الفرنج خانوا الاتفاقية ونهبوهم، وأخذوا فيما أخذوا أربعة آلاف كتاب تحسر عليها أسامة بقوله "فإن ذهابها حزازة في قلبي ما عشت".

لم تكن هذه آخر نكبات أسامة، فبعد ثلاث سنوات، أي في سنة 552 هـ / 1157 م، ضرب زلزال قوي الشام، فكانت شيزر من أكثر المناطق تضررا ً، وكان آل منقذ يومها مجتمعين في حفل زفاف، فتهدم عليهم البيت وقضوا أجمعين.

كل هذه النكبات أخرجت أسامة من درع المقاتل، وثياب السياسي، فغادر دمشق قاصدا ً حصن كيفا الذي يقع على نهر دجلة، جنوبي شرق تركيا، هناك تفرغ للكتابة فوضع كتابه هذا (كتاب الاعتبار)، وكتب أخرى منها (المنازل والديار)، (البديع في نقد الشعر)، (لباب الآداب)، وبقي هناك حتى استدعاه صلاح الدين إلى دمشق وهو شيخ في الثمانين من عمره، فانتقل ليعيش هناك حتى وفاته سنة 584 هـ / 1188 م.


ملاحظة: نقلت بعض ما كتبه أسامة حول الفرنج، ولكن للأسف لم تكن مساحة المراجعة كافية، فلذا من يرغب في الإطلاع على ذلك يجده في مدونتي، حيث وضعت المراجعة كاملة، مع بعض الصور لحصن شيزر.
Profile Image for أسيل.
470 reviews309 followers
March 12, 2016


يتفاوت التقييم لهذا الكتاب كلما امضيت معه وقتاً أكثر وتأملت
القصص والحكايات الواردة فيه
فحينما بدأت بقراءته نفرت من شخصية أسامة وقلت ربما سأكون
مع شخصية متقلبة
ومع كثرة الاحداث واعتماد الامير على وصف الاحداث
والامور بدقة متناهيه بالوصف والمكان والزمان
وخاصة في القسم الاول من حكاياته عن المعارك والقتال والفروسيه
ووصفه للاصابات بدقه وكأنك هناك تراقب وتشاهد ما يقوله
وترهب وتخاف وكأنه ينقصك كهذه المشاهد الدامية
كأن الاحداث كانت ولا زالت تتراكم معي وكل الامور
باتت تتفاقم علي وتأتيني من حيث لا ادري
ولكني اقلعت عن فكرة تأثر القارئ بحال الكتاب والكاتب من ذهني
وتابعت قراءته
كانت حكاياته عن جدته وابيه اكثر ما اعجبني واثرت بي
تنبهت بحكاياته عن ابيه ونسخه للقرآن وعلومه على اهمية النسخ
اكثر مما كنت اتصور من قبل وتوقفت عند شخصية ابيه وجدته كثيراً
وكان لهذه الوقفات اثرها الكبير علي اعيد تقليبها بين فينة واخرى
اعجبني ايضا استخدامه لبعض الكلمات العامية لا زلنا نتداولها
اسلوبه رغم دقة وصفه وتحديده للزمان والمكان سلس وغير ممل ومتنوع
ومع ذلك لم اقتنع انه من كتبه رجل ثمانيني وقد مر على هذه الاحداث
عشرات السنوات, اذ لم يضفي على تينك الامور ما علمه واعطاه اياه هذا العمر
كأنه يكتب ويصف الاحداث وهو ما زال فيها ويعايشها لا من مر بها وكانت من الماضي
يكتبها بفخر وبحب وبساطة
كان حديثه عن بيت المقدس مقتصر وقد مر عليي من قبل
انه تحدث بالتفصيل عن رحلته لبيت المقدس في كتابه هذا
ولكن حديثه كان عن مصادقته للداويه
وكان حديثه عادياً بديهياً
"كنت اذا زرت البيت المقدس دخلت الى المسجد الاقصى
وفي جانبه مسجد صغير قد جعله الإفرنج كنيسة. فكنت اذ دخلت المسجد الاقصى
وفيه الداوية (فرسان الهيكل) من الجنود الصليبيين وهم اصدقائي،
يخلون لي ذلك المسجد الصغير أُصلّي فيه. فدخلته يوماً فكبّرت ووقفت في الصلاة.
فهجم عليّ واحد من الافرنج أمسكني وردّ وجهي الى الشرق
وقال:"كذا صلّ!"فتبادر اليه قوم من الداوية اخذوه وأخرجوه عني.
وعدت انا الى الصلاة، فاغتفلهم وعاد وهجم عليّ ... وردّ وجهي الى الشرق وقال:
"كذا صلّ!"فعاد الداوية ودخلوا اليه وأخرجوه واعتذروا اليّ
وقالوا:"هذا غريب وصل من بلاد الافرنج في هذه الايام
وما رأى من يصلّي الى غير الشرق". فقلت:"حسبي من الصلاة!
Profile Image for Malsam  - ملسم.
203 reviews78 followers
February 21, 2018
كتاب الإعتبار من الكتب المُميزة والمُثيرة... أغدق علينا به أسامة بن منقذ بعد بلوغه التسعين ! ليروي لنا شيئًا من حكمه ومذكراته وتجاربه .. لا سيما في مجال الفروسية الذي برع به، وهو الذي عاش حياته فترة حكم الصليبين حتى شهد زوالها (1095- 1188)
ولعل وصف الكتاب بكتاب مغامرات هو الأدق.. ففيه يحدثنا أسامة عن المعارك التي شهدها والحوادث والنوادر التي حدثت معه أو مع أشخاص آخرون في زمانه .. وتدور أغلب أحداث مغامرته في بلاد الشام .. وأكثرها إثاره تعامله مع الإفرنج (محاربته وصداقته في آن للصليبين) ... كما أنه خصص فصلا كاملاً للصيد ومحاربة السباع
أخيرًا فإن متضمن فلسفة الحياة بأسرها كما فهمها أسامة - بحسب المحرر فيليب حتّي في مقدمته للكتاب - تتجلى في هذه العبارة : " الموت لا يقدّمه ركوب الخطر، ولا يؤخره شدّة الحذر، الله مقدر الأقدار، وموقّت الآجال والأعمار" .


Profile Image for Azzam To'meh.
108 reviews32 followers
October 7, 2017
كتاب الاعتبار من الكتب الشيدة القيمة، يكتب فيه أسامة بن منقذ، أحد دبلوماسيّي عصره، السياسي الفارس الشاعر، مذكّراته وسيرة حياته؛ كما رواها للكتّاب عن سنٍ يناهز التسعين في قصره في دمشق.

والكتاب مرجعٌ مهمٌ لفهم عصر الحروب الصليبية الأولى، حيث يتكلّم بن منقذ عن الملبس والمأكل والمشرب والعلاقات الجندرية والتراكيب السياسية الدولية منها والداخلية، والصراعات وعلاقات النساء وصراعات الزعماء وخلافات الفقهية ومركزيّة الدين والسياسة وتربية الأبناء، فكأنّه ينقل لنا صورة عصره بحلوِه ومرّه.

من الجميل في الكتاب تسليطه الضوء على ديناميكيات علاقات المحتل بمن احتله، وكيف أنّ المسلمين كانوا يرون أنهم أفضل ممّن انتصر عليهم في زمانهم، وممّا قاله ابن منقذٍ أنّه لم يرَ في الأوروبيين خيرًا إلّا أنهم شجعان حذرون في الحرب، وانتقد فيهم قلة المروءة حتى إنّ الرجل منهم ليمشي مع زوجته فإن رأت رجلًا تعرفه في الشارع تركها تكلّمه بشكلٍ عادي، فإن أطالت مضى على أن تلحق به.

وتكلّم ابن منقذٍ عن تربية أبيه له، وعن أنّه لم ينهره عن فعلٍ إلا واحدًا، حتى أنّه رأى ابنه مرّة يتوجّه إلى حيّة على سطح البيت فتركه، فأخذ ابن منقذ وهو ولدٌ آنذاك المُدية وبدأ يطعن الحيّة ولم يحرّك والده ساكنًا. أمّا ما نهره عنه فهو في صيد الأسود حيث أنّ أسامة أراد أن يصطاد أسدًا فأتاه من وجهه فصاح به والده "يا مجنون لا تأت الأسد من وجهه"، فكان هذا نهنره الوحيد له في حياته؛ فقارن هذا بتربيتنا لأبناءنا اليوم. وكان والده من الزاهدين الناسخين للقرآن، فانظر بركة فعل والده كيف تجلّى في ابنه هذا.

كما تكلّم عن أمه أنّها حين اقتحم الاسماعيليون قصرهم رمت السلاح للناس من النافذة ليقاتلوا، فلمّا حمى دارهم ودفع الإسماعيليين دخل على أمّه فرآها واضعةً أخته على النافذة، فلما سألها عن فعلها قالت إن دخل الإسماعيليون ألقيتها لكي لا تقع في يدهم.

ويتكلّم ابن منقذ كذلك عن الزمركل، وهو اللص الماكر الشهير في زمانه، الذي كان يسرق من الصليبيين، وهذا من خير الأبواب لفهم استفادة المجتمع من كلّ المهارات اللمكنة حتى اللصوصية والتهريب؛ وفي هذا قمّة الحكمة في ادارة المجتمعات.

الكتاب شديد القيمة، فيه الكثير من قصص ما قبل النوم للأطفال، والكثير من العبر للسياسيين والاجتماعيين، ولذا سمّاه صاحبه ب"الاعتبار". وقد درسه المستشرقون والنصارى العرب، حتى وجدته بما يزيد عن أربع لغاتٍ أوروبيّة في مكتبة الجامعة الأميركيّة، ومع مناقشة وتحليل الكثير من المستشرقين للكتاب، وذلك لأهميّته في دراسة وقعِ الاستعمار في النفس العربيّة وكيفية تطويعها (حيث أنّها فشلت في عصر أسامة). يُنصح بقراءة الكتاب للجميع.
Profile Image for فراس الصغيّر.
42 reviews28 followers
March 24, 2020
رابط المراجعة في المدونة :
http://tiny.cc/w50tlz
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
قد حفزني لقراءة هذا الكتاب متابعة قديمة لسلسلة وثائقية عن الحروب الصليبية، و قد تنبّهت فيها لأهمية تلك المرحلة في تاريخنا ثم لشبه كبير يشوب حاضرنا بها من جوانب عدة في الواقع المعيشي من تفرّق وُلاة الأمر و ضعف أمر المسلمين و ضياع قبلتهم الأولى بيد الصليبيين و غير ذلك. ثم بيّنوا أن من أهم المراجع التي دوّنت و أرّخت لتلك الفترة هو كتاب الإعتبار لأسامة بن منقذ و كان فيه من خبر تلك الأيام الشيء الكثير الجليل. فأوّل ما وقع بصري - لاحقا بعد سنين - على هذا العنوان في المكتبة حتى اقتنيته و ما رجعت الفكرة مرتين، ثم ما لبثت أن شرعت في قرائته.

كتاب الإعتبار كتاب قد تملّه لبضع لحظات تزورك أحيانا حال قرائته لغرابة تركيبه، إلا أنّك لا تستطيع دفعه عنك لعظيم وَنَسِهِ و جمّ فائدته، و قليلا ما تقع على كُتب هي على شاكلته. من الجليّ فيه أنّه على غير معهود كتب التاريخ أو السّير الذاتية، فإن كلام أسامة فيه لم يكن منضبطا بنسق زماني منتظم بل كان سردًا كاسترجاع ما يحضره من مشاهد حياته فتراه يُداخل بينها رواحًا و جيئةً بعفوية و بساطةٍ في الطرح و اللغة، حتى أنه كثيرا ما يأتي باللفظ على دارج كلام أهل الشام حينها. و تداخُل ذكريات أسامة هنا هو ما أكسى الكتاب طابعًا أشبه ما يكون بحديث السُّمّار البعيد عن التجويد المتكلَّف القريب من الروح، و لم يحفل أسامة فيه بغير الإعتبار بما كان - كما عنون لذلك - و تنبيه القارئ لما خَلُصَ إليه من عِبَر الدهر فكان يوردها حينًا بعض أعقاب فِقَرِ كلامه.
و هذا المُؤَلَّفُ النّفيس هو مرجع مهمّ لدارسي التّاريخ الإسلامي عموما و المولعين بتاريخ ال��ّبادل الثّقافي و النّمو الإجتماعي خصوصا، و للرّاغبين في معرفة خصائص تلك المنطقة الجيوسياسية. و قد نقل فيه أسامة صُورًا شتى لمختلف صروف الحياة: طِبّها و اقتصادها و ثقافتها و سياستها و غيرها بين عالَمين متباينين إذّاك، شرقيّ و غربيّ - متمثّل في فرنجة أوروبة الغزاة -.
و من المؤنس أيضا أثناء سباحتك في بحر هذه الأحداث أنك تقرأ حينًا عن مُدلَهِمّات الحرب، وتارة عن رحلات الصيد و القنص مع الوحوش و الجوارح و طورا عن مجالس الأمراء و كواليس الحكم و تدابيره. ثم بمرور الأزمان ترى تمازج شِيَمٍ متباينة في الشخوص فما تلبث أن تُقرّ على صنيعٍ حتى تُنكر من صاحبه ما يُستغرب إتيانه من مثله، و قس على ذلك، و الله وحده مثبت القلوب. لكن الفارق البيّن بين ذلك الزمان و زماننا أنهم و إن أتوا من المنكر ما أتوا فليسوا بتاركين من المعروف إلا ما لم يقدروا عليه أو ما غُلبوا عليه بسبق طبع أو نزعة شيطان، و إلا فهم على الملّة ظاهرا و باطنا ما استطاعوا ذلك أبدا. و يقدّ ذهنك لمشاهد البسالة و الجأش التي كانوا يتحلّون بها غيرة و طبيعة و هم أباة ضيم و هي لا تكون لكلّ الناس - و قد ذكر أسامة في معرض وصفه للأسد مرّةً، أن منها الشجاع و منها الجبان فكيف بالنّاس، فتأمّل- ، كشجاعة أسامة و إقدامه في الحرب و الصيد و هو ما يعود لتربيته البيتية من عمّه السّلطان و والده الفارس و الحافظ لكتاب الله و جدّته القوّامة الصوّامة.

و قد أسهب أسامة في وصف الفرنجة كما ذكرنا، و أورد من عجيب صنيعهم مما يُنبئ عن فساد الأخلاق و ذهاب الحميّة على الأعراض و الشرف، و من جفاء معاملتهم و أنّ عشرة المسلمين و ملازمتهم لهم قد تنفعهم في تليين طبعهم.
و ممّا علق بذهني و لا أستطيع تجاوزه هو تأسّف أسامة الشّديد لضياع كتبه - و كانت تنوء عن أربعة آلاف مجلّد - حال فرار أهله من مصر للشّام و كان قد ذهب مع ذلك ماله و هو شيء عظيم القدر و قال في كتبه: فإن ذهابها حزازة في نفسي ما بقيت. و من العجيب أنها وقعت عند مؤرّخ لهم يحسن العربية فاستفاد منها في كتابة تأريخ لعصور الحروب الصليبية.
و مما يحزّ في النفس أكثر من ذلك، بعض الصُّور التي نقلها أسامة لبعض أمراء المسلمين ممن كان لا يتورّعون في إمرتهم، فبين مقبل على شرب الخمور و مقارع لها و بين ظالم سفّاك للدّماء و بين حريص على مُلكه حتى أنه ظاهر الصّليبيّين على إخوانه و غير ذلك من الصّور التي تُنبئك عن بعض المداخل التي أُتي المسلمون من قِبلها، و الله يُقيّض لأمره من يشاء، و هو ما كان و لله الحمد من أمراء و قادة حملوا همّ الدين و العِرض و الأرض و قد أورد أسامة كذلك أخبارا لبعضهم.

إن الإطالة في الحديث عن هذا الكتاب ليست بالمُستبعدة لما يحويه من الدرر و لآلئ الأثر، و لعلّي أختم بفائدة قد تكون هي المهيمنة على موضوع الكتاب برُمّته : أنّ الموت لا يكون إلا لفراغ الأجل فليس يُقدِمه إقدام و لا يدفعه إحجام، و أن النصر من عند الله وحده لا بالترتيب و لا التدبير و لا كثرة النّصير، فهي فقط آلة للحرب، و الحرب كما قال والد أسامة تُدبّر نفسها و الله يتولى نصر جنده متى نصروه و اتّقوه.
نسأل الله أن يرزقنا الإعتبار بهاته الأخبار و الإنتفاع بما قرأناه من النّوادر و الأخبار و مصائر الأمم و الأمصار إنّه هو العليّ الواحد القهّار.
و الحمد لله وحده.
Profile Image for هيثم.
221 reviews87 followers
September 2, 2023
سيرة قديمة، ومميزة جداً، إن شئت ففي لغتها الشعبية، أو في كونها سيرة ذاتية عربية، أو في ما عاصرته من تاريخ خطير.

-لماذا نزل وليد الأسرة المُلوكية الأمير المثقف الأديب إلى هذه اللغة الدارجة والشعبية جداً؟ نقر ذهني كثيراً هذا السؤال، والظاهر من قصة الكتاب وصحة أسامة وقت تأليفه وشيخوخته أنه أملى "الاعتبار" إملاء، ولما تستدعيه طبيعة الإملاء من الانطلاق وقلة التروي والجري مع البديهة جاء الكتاب هكذا.
والدليل على زعمي أن الأمير أسامة لما صنف كتبه ونقحها لم يكتب بهذا الأسلوب، ومن نظر في كتابيه "البديع" و"لباب الآداب"رأى فرقاً بيّناً بينهما وبين "الاعتبار".


-البطولة والولع بها شيء غالب على كثير من تفاصيل الكتاب، والأمير رحمه الله يهفو إلى الشجاعة والبطولة ولو جاءت من قوم كالبهائم لا نخوة عندهم كالإفرنج، وهو حين يتكلم عن الإفرنج لا يخفي تعجبه من طباعهم واشمئزازه، ولم يجد لهم شرفاً غير هذه النخوة والشجاعة، ولو وجد غيرهما لذكره ونوّه به فالرجل منصف قليل التحامل حتى على خصومه(كبعض من عرف في مصر أو من أمراء حماة بني قراجا)

-ذكر أسامة شيئاً من الحالات الصعبة المستعصية التي أحسن مداواتها حذّاق الأطباء (أو الجرائحيون) وتكلم عن الصيد وذكر من حديثه فصلاً يدل على ثروة حيوانية لا أحسبها بقيت في الأرض العربية اليوم.


-أُعجبت جداً بفلسفة الأمير في الشجاعة والإقدام، وتراه يقرّ بأن الفارس يعتريه الخوف والرعدة، ولكن يزيل ذلك ما يكرهه من الجبن وقبح الأحدوثة وشناعة الانهزام فيحمل نفسه على الجسيم ولو كمن له الموت المحقق والهلك المتوقع.
وكيف أن فسحة الأجل حصن حصين لكل حيّ، فيموت الجبان من لسعة زنبور، ويموت والد أسامة على فراشه وبه من الجراحات ما نقشه الدهر نقشاً.

قال الأمير المجاهد الأديب أسامة بن منقذ-طيب الله ثراه-:
"فلا يظنّ ظان أن الموت يقدّمه ركوب الخطر، ولا يؤخره شدة الحذر، ففي بقائي أوضح معتبر، فكم لقيت من الأهوال، وتقحمت المخاوف والأخطار، ولاقيت الفرسان، وقتلت الأسود، وضُربت بالسيوف، وطُعنت بالرماح، وجُرحت بالسهام والجُروخ، وأنا من الأجل في حصن حصين، إلى أن بلغت تمام التسعين… وكان الهلاك في كنه الجيش أسهل من تكاليف العيش…
فاعجب لضعف يدي عن حملها قلماً
من بعد حطم القنا في لَبّةِ الأسدِ
فقل لمن يتمنى طول مدّته
هذي عواقب طول العمر والمددِ"
Profile Image for محمد حمزة.
351 reviews133 followers
Read
March 31, 2021
وثيقة تاريخية من شخصية استثنائية امتدّ بصاحبها العمر إلى ما بعد التسعين عاما..
كان مُقامه في شيزر غربيّ نهر العاصي قربَ حماه وعلى مقربة من الثغورالساحلية لبلاد الشام..
كانت شيزر آنذاك عرضة لغزوات الأعراب من بني كلاب، والإسماعيلية، والروم البيزنطيين، والإفرنج الصليبيين، في وقت واحد.

وإن كان مقامه في شيزرمن ريف حماه لكنه تنقل بين مصرَ وعايش مراحل دامية وحاسمة في عمر الدولة الفاطمية، ودمشق وحلب وغيرها..
وكانت آخر أيامه إلى جانب السلطان صلاح الدين الأيوبي، وقد امتد به العمر حتى فتح المسلمون القدس بقيادة صلاح الدين وتوفاه الله في السنة التي تلت الفتح..

وثيقة تاريخية عسكرية سياسية اجتماعية جغرافية، بل حتى لغوية حيث ترد في كتاباته الكثير من المفردات والتعابير الدارجة والتي تستخدم حتى يومنا هذا..

قطعة من الكتاب:
https://youtu.be/IH9bWW0lQ_w

هنالك ملحقان من أصل الكتاب ومن قِبل المؤلف هما:

-طُرف أخبار الصالحين.
-ما حضرته وشاهدته من الصيد والقنص والجوارح.

كتاب مهم ويزيدك معرفة في الأحوال العامة والعسكرية والاجتماعية لتلك المرحلة الزمنية المهمة والحاسمة من عمر الأمة الإسلامية.
وقد كانت مقدمة د. عبد الكريم الأشتر ممتازة، عدت إليها وقرأتها مرة أخرى بعد الفراغ من قراءة الكتاب، لألخص وأعيد ترتيب فصول الكتاب في ذهني
أنصح به..

تمّ في ذي القعدة - 1440
Profile Image for ديمة.
97 reviews55 followers
September 25, 2023
توقعت منه الأفضل

استمتعت بالجوّ السلجوقي والبيئة المحيطة بالمؤلف
شخصية المؤلف بطولية راقية
أدهشتني التفاصيل الطبية العجيبة، وموقف المؤلف من «الإفرنج»
راق لي جدا إفراد بطولات النساء ولو جاءت مقتضبة
أعجبتني نظرة المحقق في تحليله لاسم الكتاب «الاعتبار»، وأتفق معه في ذلك.

لكن الحقيقة استمتاعي نسبيّ في مقابل ما أضجرني من ذكر تفاصيل مفصّلة لرحلات الصيد وأنواع مهولة من الطيور والحيوانات / سرد تفاصيل معارك روتينية وأسماء غزيرة سلجوقية مبهمة صعبة على العين قبل اللسان.


قرأت الكتاب من إصدار مكتبة الثقافة الدينية، مستوى التحقيق أقل مما يجب بشكل عام، أتوقع أن غيرها أفضل منها -مع عدم اطلاعي على غيرها-.
Profile Image for Ahmad Hossam.
288 reviews84 followers
October 5, 2020
كل ما أسأله الله تعالى إن عشت إلى عمر أسامة أن يكون لي هذا القدر من حضور الذهن والوعي بالذات

ظللت أقرأ ولا أدري ماذا يقصد أسامة بالعنوان، حتى وصلت إلى هذه الفقرة

فلا يظن ظان أن الموت يقدمه ركوب الخطر، ولا يؤخره شدة الحذر، ففي بقائي أوضح معتبر، فكم لقيت من الأهوال، وتقحمت المخاوف والأخطار، ولاقيت الفرسان، وقتلت الأسود، وضربت بالسيوف، وطعنت بالرماح، وجرحت بالسهام، وأنا من الأجل في حصن حصين، إلى أن بلغت تمام التسعين

حينئذ أدركت أنه كتب الكتاب وهو شيخ في التسعين ليجعل من نفسه عبرة لمن يقرأ، وحسبك بهذا من الحكمة
Profile Image for iHmd T.
18 reviews2 followers
November 17, 2014
الكتاب كان أقل من المتوقعات، هذه ضريبة ندفعها عادة نحن رواد القراءة، حين يكون الجدل والنقاش حول كتاب ما تخلق له تصورات عظيمة ولا تنسى، وتصاب بصدمة بأنه كتاب لا بأس به.
فعلاً هذا الوصف الحقيقي لا بأس به، ربما عبقريته تكمن في توثيق لحظات مهمة في العصر الإسلامي، عن طريق فن التدوين وهو من نوادر العرب بلا شك. إذ أن العرب عرفوا بتدوين أيامهم عن طريق الشِّعر غالباً.
Profile Image for نوره المحسن ..
71 reviews35 followers
March 19, 2017
أحسستُ أن الكتاب أقرب للتوثيق والمشاهدات من كونه سيرة ذاتية، ربما لأن أسلوب السيرة الذاتية في هذا الكتاب يختلف عن أسلوبها في عصرنا، لا أدري! توقعت أن يُفسّر أسامة الأحداث التي عايشها من وجهة نظره ويشخصّها ذاتيًا أكثر مما يصفها، لا أن يصفها ويصورها أكثر مما يعلق عليها كما حدث هنا.. عمومًا لا يَجُب هذا في الكتاب ولا بمحتواه ولكنه فقط يُحدث ثُلمةً فيه.
أمرٌ آخر ثلَم في هذا الكتاب من وجهة نظري؛ وهو أن التصورات التي تحفل بها عقولنا قبل قراءة الكتاب تؤثر في تقييمنا فيه، وقد تكون هذه التصورات صادقة بُنيت على أساسٍ حقيقي موجود في الكتاب، وقد تكون مجرد ظنون لا تنتمي إلى الكتاب في شيء! فقد توقعت أني سأجد في الكتاب مشاهدات كثيرة دوّنها أسامة أثناء تجوله في المدن التي احتلها الإفرنج عن الإفرنج وطبيعة حياتهم، لكن تفاجأت أن هذه المشاهدات قليلة لا تتجاوز بضع صفحات!
أيضًا توقعت أني سأتعرف أكثر على خصائص البيئة العربية والإسلامية في ذلك العصر..من الناحية الحضارية والاجتماعية والثقافية واللغوية؛ لكن لم يكن التصور يوازي الحقيقة أو يقاربها! صحيح أنه أمدني بحصيلة كثيرة لا بأس بها من هذا النوع من المعلومات، لكن ليس هذا ما كنت أؤمله.
عمومًا لا ذنب للكتاب وكاتبه في خيبة أملي ولا تهشّم توقعاتي، فالذنب ذنب التصورات التي تصورته بها، لذلك أكرر أن هذه العيوب من وجهة نظري فقط.

من المعلومات التي أمدني بها عن ذلك العصر فيما يتعلق بالتحول اللغوي وانتشار كثير من مظاهر اللهجة الدارجة أو العامية في تلك الحقبة المبكرة نوعًا ما؛ تفاجأت مثلًا بكثير من الكلمات المشهور استعمالها في عصرنا في بلاد الشام خاصةً والتي كانت موجودةً منذ ذلك العصر! مثل "يا ستّي" والتي قالها أسامة مخاطبًا بها جدته، ومثل "جاي يمشي" بمعنى : جاء يمشي، ومثل "إلى ما نصلّي" بمعنى: إلى حين أن نصلّي، ومثل لفظة "أيش؟" والتي هي اختصار لـ "أي شيء؟"، وغيرها وغيرها من الألفاظ والأساليب.
أيضًا فاجأني الكتاب بكثرة استعمال الكلمات الفارسية والتركية في لهجة أهل ذلك العصر! المفاجئ والمزعج في الأمر حقيقةً هو استعمالهم لكلمات لها مرادفات عديدة في اللغة العربية ولم تقصّر اللغة العربية في إمدادهم بها! على سبيل المثال كلمة (بشت) وهي فارسية، وتعني بالعربية (العباءة) وكلمة (سباسلار) بالفارسية، وتعني بالعربية: (مقدّم العسكر) ، وكلمة (جوبان) بالتركية في قوله :"جوبان الخيل" وجوبان تعني بالعربية: (الراعي) وغيرها من الألفاظ..لكني أرى أن هذا الاستعمال لم يأتِ من قبيل الانبهار والافتتان بأمة أخرى وبلغتهم كما هو الحال في زماننا من استعمال بعض الكلمات الانجليزية مباهاةً وافتخارًا، بل أتى استعمالهم لها بسبب المخالطة والمعاشرة(كما تتأثر أنت ببعض مصطلحات جيرانك وأسلوب كلامهم) إذ سيطر في تلك الحقبة السلاجقة الأتراك وغيرهم على الحكم في بعض المناطق العربية وانتشروا فيها، فكان طبيعيًا التأثر اللغوي بهم، خاصةً أن هذه الألفاظ الأعجمية غالبيتها متعلقة بالاستخدامات العسكرية، لكون القوّاد والأمراء والضباط غالبيتهم من الأتراك، فيُلتمس العذر لأهل ذلك العصر في ذلك.

إلى جانب ما ذُكر سلفًا قدم لي الكتاب صورًا من الحياة في تلك الحقبة فيما يتعلق بالصراع مع الفرنجة ونخوة الناس وتحمسهم لقتالهم، وفيما يتعلق بالقادة والحكام المسلمين وصفاتهم وسياستهم وصور نضالهم ضد العدو أو خيانة المسلمين معهم، وصور وأساليب وفنون وأحكام الحروب والمعارك، وكذلك بعض صور التطور الصناعي والتقني في ذلك العصر خاصة في آلات الحرب وعدتها، أيضًا أنواع الخيول وبعض صفاتها وأخبارها، كذلك أساليب الصيد وفنونه وأسماء بعض الحيوانات، أيضًا فيما يتعلق ببعض الملامح الدينية خاصة انتشار المعتقدات الخاطئة التي تفاجأت باعتناق الناس لها وتصديقهم بها، مثل قراءة النجوم أو الإيمان بالطالع والتعويل عليه، خاصةً من ناس يُظن بهم التقوى والصلاح؛ كوالد أسامة الصوّام القوّام الزاهد الذي نسخ القرآن ٤٣ مرة أو أكثر وأوصى أن تُدفن معه هذه النسخ في قبره! غفر الله له.. يظل ابن عصره، ولا ريب أن انتشارها الكبير في ذلك العصر جعل العامة يعتقدون بأنها أمرٌ عادي درَج عليه الناس فغفلوا عن حكم الدين فيها.

حين أنهيت الكتاب شعرت بشيء يربطني ويشدني لمؤلف الكتاب أسامة بن منقذ، لا أدري هل هو رابط المصاحبة التي صاحبته فيها بكتابه هذا، أم رابط التاريخ الذي أتى منه والذي أحبه وأشغف به، لا أدري! لكنه يبقى فارسًا شجاعًا ومحارًبًا بطلًا ذي أخلاق وسجايا نبيلة وكريمة تجبرك على الإعجاب به رغم ما دار حول شخصيته من إشكالات وجدل فيما يتعلق بعلاقته ببعض ملوك الفرنجة وأمرائهم ودوافع هذه العلاقة وغاياتها.. لم يَرِد في الاعتبار أي تعليقٍ أو تبرير من جانب أسامة يشرح فيه ما وراء تلك العلاقة، لكني ألتمس له مثل ما التمس له الدكتور وليد سيف كاتب مسلسل صلاح الدين الأيوبي حين قال عن أسامة وفعله على لسان بطل المسلسل: "يسميها البعض سياسةً موقوتة، تُمليها ظروف الحال.. على كل حال الحسنات تُذهب السيئات والأمور بخواتيمها، وأسامة ختم حياته مقاتلًا مجاهدًا ما شُق له غبار، وبعض الناس الذين يأخذون عليه كثرة مخالطته للفرنجة كانوا يعرفون أنه ما أحسن معرفتهم إلا ليُحسن في قتالهم! على كل حال؛ هذا أمرٌ يكثر فيه اللبس ويكثر فيه اللغط وتختلط فيه الأغراض ويقتضي التقوى والحذر" وهذا واجبنا أن نلتمس لأخينا المسلم العذر، والله أعلم بالصدور.

لا يفوتني في النهاية أن أشيد بتحقيق الدكتور عبدالكريم الأشتر الرائع .. لم أحتَج مع تعليقاته وهوامشه أن أفتح الإنترنت وأبحث عن معنى كلمة أو موقع مدينة أو ترجمة شخص معين إلا ما شدني الفضول فيه إلى ما وراء ذلك.. تحقيق رائع وشافي يُشكر عليه كثيرًا..
الكتاب رائع ومهم للمهتمين بالحروب الصليبية وبتاريخ تلك الحقبة التي تتكرر اليوم بعد ألف عام على هيئة ما يسمى بإسرائيل أو الكيان الصهيوني، وأوصي بقراءته للمهتمين.
Profile Image for Fahed Al Kerdi.
170 reviews41 followers
March 26, 2022
في هذا الكتاب عدة مشاكل، وهي غياب التنظيم وبعده عن السياسة واقترابه أكثر باتجاه السيرة الشعبية والمغامرات والحياة اليومية. وبالتالي إذا كنت باحث ومهتم بتاريخ الحياة اليومية للأشخاص الذين كانوا يعيشون في العصور الوسطى يمكن لكتاب الأمير الشاعر أسامة بن منقذ أن يكون أفضل مصدر لذلك.
Profile Image for Mahmoud.
44 reviews14 followers
October 2, 2020
كتاب الاعتبار.
- أسامة بن منقذ ولد 488 هجرية.
- سافر مصر وكان عمره بحدود 52 و أقام بها 9 سنين وذكر بعض الأحداث والنزاعات التي جرت في ذلك العصر.
- عاد واعتكف في حصن كيفا بحدود السبعين (هجري) وكتب معظم كتبه في تلك الفترة.
- استدعاه صلاح الدين الأيوبي سنة 570 هجري لدمشق (كان عمره 82 سنة هجري) عن طريق أبنه مرهف ابن أسامة الذي كان من جلساء صلاح الدين. ورعاه وأكرمه واستشاره في أموره حين كان يخرج لقتال الافرنج.
- خلال تلك الفترة كتب "الاعتبار" و في هذا الكتاب ما يشبه المذكرات في أخبار الأشخاص والمعارك التي حصلت خلال حياته وفي تلك الفترة سواء كانت تنازع بين أمراء المناطق المحلية أو حروب ضد الإمارات الإفرنجية في تلك المناطق. وفي الكتاب بعض الحوادث للاعتبار ثم ألحقه بأخبار الصيد والقنص وبعض الحوادث الطريفة.
- توفى سنة 584 هجري بعد تحرير بيبت المقدس بسنة عن عمر تجاوز التسعين. ودفن في قاسيون شرقي الصالحية.
Profile Image for Muhammad SH.
110 reviews17 followers
August 22, 2021
ترجم كثير من العلماء لأنفسهم من قديم، أفردها بعضهم بكتب لها وضمنها بعضهم بكتبهم، إلا أن الغالب على تلك الترجمات أنها ترجمة علمية يسرد فيها المترجم أسماء شيوخه وما قرأ عليهم وما أجازوا روايته، أما الفارس الأمير أسامة بن منقذ رحمه الله فلا يظهر أنه كتب كتابه ترجمة لنفسه، بل أرادها عبرة لمن يقرؤها، فجاءت أحداث متفرقة شهدها طوال حياته في الحروب والسياسة والإمارة، جاءت من غير ترتيب زمني بل بما تستدعي حادثة أختها.
لذلك لم أستطع التعرف على ابن منقذ في كتابه -غير شجاعته وفروسيته-، لكن تعرفت على حياة الناس في ذاك المكان والزمان، في الشام ومصر، زمن تفرق دولة المسلمين واحتلال الإفرنج لبعض مدن الشام.

وإني لآسف لحالي أن قرأت هذا الكتاب بتحقيق دار الكتب العلمية، فقد أساءت إلى الكتاب من حيث ظنت أنها أحسنت، أو أنها أساءت عمدا والله أعلم.
Profile Image for Yarub Khayat.
291 reviews60 followers
March 2, 2023
الكتاب عبارة عن مذكرات شخصية (سيرة ذاتية)، كتبها ابن منقذ بعد أن تجاوز الثمانين من عمره، اعتنى الفرنجة بتحقيقه، فجاء في أقدم طبعاته المحققة أن " اعتنى بتصحيحه، العبد الفقير إلى رحمة ربه/ هرتويغ درنبرغ" وأن طباعته كانت في مدينة "ليندن المحروسة، بمطبعة بريل عام 1884المسيحية". بالفيديو القصير أدناه تعريف مختصر بالكتاب وبمؤلفه،

https://youtu.be/Wm_Qpn812gI

وبالفيديو الطويل أدناه، تعريف شامل بالكتاب انطلاقا من كتب السيرة الذاتية عموما .. ومناقشة لمحتوياته،

https://youtu.be/3GFb6C5cZiY
Profile Image for Mohamed محمد.
64 reviews14 followers
January 19, 2020
بسم الله
الحمد لله أتممت الكتاب و هو لا أُحس في نفسي إلا كل الحب لهذا الرجل
عشت معه, ضحكت و حزنت و تحمست معه في كل تلك المواضع ..
الكتاب مهم لفهم طبيعة تلك المجتمع و كيف كان يفكر الناس و يمكن استخلاص الكثير جداً منه في شكل نظم الحكم و السياسة و الجيوش و الحياة العامة
رحم الله أسامة و والده و عمه و رحم الله آل منقذ.
و الحمد لله.
Profile Image for أحمد بن سليمان.
135 reviews30 followers
July 24, 2020
جميل نوعًا ما ..
مذكرات ترى فيها شخصية العربي حقًا!
العربي الذي كان شجاعًا حقًا كما كان يتغنى بها ..
العربي الذي يستعلي بإيمانه على كل كافر بالله ، وإن كان صاحب حضارة!
العربي الذي يكره الظلم والصغار ..
العرب الذي يكره الطاغية وإن كان هذا الطاغية قد قربه وأكرمه

اللهم ارحم عبدك أسامة واغفر له وتجاوز عنه

*نصيحة : لا تقرأ الملاحق التي في آخر الكتاب ، لا فائدة لها تقريبًا.
Profile Image for Mazen Alloujami.
736 reviews16 followers
February 27, 2013
كتاب جميل يعكس حياة العرب في القرن الثاني عشر ميلادي، خلال فترة الحروب الصليبية، وطريقة تفكيرهم وتفاعلهم مع الإفرنج.
Profile Image for ريان.
46 reviews1 follower
November 3, 2025
•- أحببت هذا الكتاب كثيرًا .. وأحببت أسامة -رحمه الله- وجمعنا بِهِ وبالمؤمنين في جنّات النعيم، آمين.

•- ذكر مواقف وقصص فيها استخلاص لتجارب الإنسان في الحياة.

•- وكأنني عشت معه ومع من معه، في لحظات كثيرة في شتّى بقاع الأرض آنذاك، من خلال الكتاب، وعشت جوّ تلك السنين، مع سرد الأحداث وتذكرتها، فالكتاب أشبه بمدونة اليوميات مثل المذكرات - فهو تقريبًا -سيرة ذاتية- مختصرة من حياتِهِ -رحمه الله-.

•- حياة الفارس الأمير، والأديب اللبيب أسامة بن منقذ رضي الله عنه مليئة بالأحداث والقصص والحكايات على حلوها ومرّها، مع ما قاساه من هجرٍ وغربةٍ وتنقل بين شتى الأماكن والبقاع.

• -حقيقة أنني أستمتعت كثيرًا في القراءة، مع ما في الكتاب مت كلمات كثيرة غير مفهومة ولو أن محقق الكتاب شرحها.

وصف أسامه طباع الإفرنج -الغرب- وسوء ماهم عليه من قلة المروءة والأخلاق والفضل والعقل، وكأنهم بهائم.

حبيت جدته المعمره رحمها الله وغفر لها (: .


دونت كثير مما جاء في الكتاب ولا يسعني أن أنقل هنا.

"وإذا قضى الله الفرج فما أسهل أسبابه".

لما سُرقت كتب أسامه من قبل الإفرنج -الغرب لعنهم الله- وكانت اكثر من أربعة آلاف مجلد !! قال :

فهوّن عليّ سلامةُ أولادي وأولاد أخي وحُرَمِنا ذهابَ ما ذهب من المال، إلا ما ذهب لي من الكتب، *فإنها كانت أربعة آلاف مجلّد من الكتب الفاخرة. فإن ذهابها حزازة في قلبي ما عِشت، فهذه نكبات تزعزع الجبال وتُفني الأموال*. والله سبحانه يعوض برحمته ويختم بلطفه ومغفرته. وتلك وقعات كبار شاهدتها ، مضافةً إلى نكبات نكبتها ، سلمت فيها النفس لتوقيت الآجال وأُجحفَتْ بهلاك المال.

شخصية أسامه مثل ماجاء في مقدمة الكتاب :

"وكان على حظّ ممتاز من حِدّة الذهن وروعة البديهة شجاعة القلب وخِفَّة الحركة. فكانَ ربما أقدَمَ على ما لا يُقِدِمُ عليه غيره من ركوب الخطر".

«ويشخص لنا أسامة، في جملة الكتاب، فارساً عربيّاً مُسلِماً، يحفظ تقاليد الفتوّة الإسلامية، في أحسن مظاهرها وأقواها (الشهامة والإقدام والجرأة والالتزام الخُلُقي)، ويُخلص، في الجملة لمعاني انتمائها ومعايير سلوكها، ويَغار عليها. بصيراً بأحوال المعارِك، قادِراً علىٰ فهم ملابساتها وتحمُّل تبِعاتها، وفيّاً لِقومه وأرضه ودينه، عميق الإحساس بالروابط التي تشدّه إليها وتضعه في مواضِعِ الدفاع عنها ، دون التعصب الأعمىٰ لها ، مزهوّاً بِها، عاقِلاً جريئاً أنيساً متواضِعاً في نفسه، رحيماً متحرراً في أحكامه، مرحاً، يُحسن ذوق الكلمة وفهمها، ويضعه مكانها من تراث قومه، ويصلها به شعراً ونثراً . حلو المسامرة، كريم النفس واليد، يُمثّل في الجملة، لأهم صفات الرجال الكبار الذين يراهم ينتسبون، بحق، إلىٰ أمّته، ويُظهِر أمضى أسلحتها في المعترك الذي خاضوه: إيمانهم بالله مقدر الأقدار وموقت الآجال والأعمار، إلىٰ جانب إحساسهم بِتفرُّدِ شخصيّتهم الذي جمَعَهم على اختلاف الأصول والمنابت..».
Profile Image for طارق عاطف.
10 reviews
December 18, 2016
كتاب الاعتبار للفارس أسامة بن منقذ، ولد أسامة بن منقذ الكنانى عام 488 هجري ، وتوفى عام 584هجرى، حيثُ عاش ما يقارب 96 عام ، ولد قبل أول حملة صليبية بأربع سنوات ، وكان والده رحمه الله أميراَ على حصن شيزر ، وكان والده عابداً زاهداً فى الحياة وكان ينسخ القرآن الكريم بخط يده متضمنا القراءات وعلامات الوقف وكان لا يأخذ على ذلك أجراً، حيثُ أنه نسخ القرآن الكريم بخط يده 43 مرة ،ومن حسن إدراته لحصن شيزر ما مدح به أحد النصارى عندما دخل الحصن فوجده ملئ بالخضرة والخير على عكس الحصون الأخرى فى دمشق وحمص وحلب، ومن زهد والده فى الحياة والملك تنازل عن الإمارة لأخيه ، والكتاب يحكى قصص عن شجاعة أم أسامة رحمه الله ومن قصص شجاعته رحمها الله عندما هجم الإسماعيلية البطانية ( الحشاشين) على الحصن فى غياب زوجه، قامت بتوزيع السلاح على العامة والشعب فى حصن شيزر ، وجعلت بنتها على الشباك فإذا دخل الإسماعيلية ألقتها من الشباك لكى تموت ولا تقع أسيرة فى أيدى الحشاشين ، كان اسامة بن منقذ من صغره شجاع جدا فيحكى قصة الأفعى التى كانت على سطح بيته وهجم عليها وقام بقتلها ، وكان أبوه رحمه الله لا يكبح هذه الشجاعة فيه بل يشجعه على عكس آبائنا اليوم ، وكان أسامة صائد للأسود ، وتنبهت جدته لهذه الشجاعة وقالت له ذات مرة مالى أراك تهلك نفسك وفرسك بدون داعى لأنه تعلم أن شجاعته هذه ستجعل الناس يحسدونه ، وبالفعل حدث ما توقعته ، فقام عم أسامة بطرده ليلا وهو نائم من القلعة ، وقال له بالبلدى كده " طول ما أنته هنا معايا فى القلعة أن خايف على نفسى وملكى" ، وبالفعل طرد أسامة من الحصن ولكنه ظل بارا بعمه ويكن له كل احترام رغم ما فعله عمه به ، وهنا أتذكر عبارة شهيرة لابن حزم الأندلسى " إياك أن يعرف عنك عدوك النباهة " وهذا ما حدث لأسامة عرف عنه عدوه الشجاعة فطرده، ولكن شاءت الأقدار ، بعدما خرج أسامة من الحصن ، سقط الحصن فى أيدى الإفرنج وقتل كل من بداخله ، وبقى أسامة الوحيد من عائلة منقذ الكنانى، بعدما طرد أسامة ذهب إلى الموصل ثم مكث فترة عند حاكمها يعمل عنده مستشارا، ثم ذهب إلى دمشق ومن ثم إلى مصر ، ومن مصر ذهب إلى دمشق مرة أخرى ، ولكن فى هذه المرة ناصحا ومجاهدا مع آل زنكى ، تكمن أهمية الكتاب فى أنه يعرفك كيف كانت تربى الأمة الإسلامية أبنائها فى وقت الحروب الصليبية ، بأى رجال استطاعت أن تهزم الأمة الصليبين، كيف كان المسلم ينظر إلى الإفرنجى، كيف كان يعامل الإفرنج الهمج الأسرى المسلمين ، كيف كان الأمراء يربون أبنائهم ، كيف كان لباس المرأة المسلمةوحشمتها وشجاعتها فى ذلك الوقت ، وقد اهتم المستشرقين كثيراً بهذا الكتاب لأنه يبين كيف ينظر العرب للصليبين الغزاة، وللكتاب أهمية أخرى من اسمه " الاعتبار" يريد أن يقول لك أسامة اعتبر خذ العبرة من الحروب الصليبية ، وهذا الكتاب من الكتب التى اهتم بها الغرب كثيرا ، والكتاب مفقود منه أجزاء كثيرة ، جمع هذا الكتاب مستشرق بريطانى ، نأتى إلى الكتاب فهذا الكتاب منصف جدا مع الإفرنج الغزاة فهو يمدح شجاعتهم وجلدهم وحرصهم لكن بدون عقل ولا خلق فهم كالبهائم كما وصفهم أسامة ، ويخبرنا أسامة عن عدم نخوتهم وعدم غيرتهم على نسائهم لدرجة أن رجلاً إفرنجى دخل على أمرأته فوجدها نائمة فى الفراش مع غريب ، فقال له ما الذى أتى بك إلى هنا قال وجدت فراش فنمت عليه، فقال وزوجتى ماذا تفعل بجوارك، قال فراشها وتنام عليه، فكان أقصى ما فعله الرجل أن قال وحق دينى لو أتيت إلى هنا مرة أخرى لأخاصمك، وقصة أخرى هى قصة الحمام ، وقع أسامة فى الأسر عند الإفرنج ودخل حمام عام لهم ، وكان المسلمون من طبيعتهم يغطوا عوراتهم فى الحمام ، لكن وجد الإفرنج يكونوا عرايا تماما، فقام أحد الإفرنج بشد إزار أسير مسلم ، فنظرإلى عانته ، فقال له أين شعر عانتك ، قال له المسلمون يحلقونه ، فناشده أن يحلق له شعر عانته ، فنظر إليه الأسير المسلم فوجد أنهم لا يحلقون شعر عانتهم مذ الولادة ، فحلق لها ، فتعجب الإفرنجى وكان مبسوط جدا وقال له أرجوك احلق للمدام بتاعتى شعر عانتها ، هكذا بدون نخوة عندهم ، ومن جهل الإفرنج بالطب يخبرنا أسامة أنهم كانوا إذامرض أحد عندهم بالصداع يقولون لقد لبسهم شيطان ويقومون بفتح الرأس على شكل صليب ورش الملح على المخ ، فمات كثيرا منهم بهذا الجهل بالطب، ومع طول مقامهم فى بلاد المسلمين تعلموا المدنية والحضارة بعض الشئ ، فكانوا لا يأكلون لحم الخنزير أسوة بالمسلمين رغم أن أكلهم محرم عليهم ، ومن القصص التى يخبر أسامة عنه أنه ذكرعندما وقع أسيراً ، أخذ الإفرنج ماله كله فلم يحزن على المال ، لكنهم أخذوا 4 آلاف مجلدة عظيمة كان أسامة يقرأ فيها ، فحزن أسامة عليها أشد الحزن ، وبقية فى نفسه حزازة الألم حتى الوفاة ، عاش فى آخر أيامه فى ضيافة السلطان الناصر صلاح الدين قاهر عباد الصلبان محرر بيت المقدس ، فأكرمه حتى توفى أسامة رحمه الله ، فرحم الله الفارس أسامة بن منقذ
Profile Image for Mohammad Alrasheed.
297 reviews30 followers
June 1, 2016
الكتاب في بدايته ثقيل. ليس من نوعية المذكرات التي أٌقرأها عادة. وهذا ما جعلني أشعر بالملل بعد حوالي 80 صفحة من قراءته، وعندما عدت إليه عدت بعد مدة طويلة. لكنه يتغير بعد ذلك من المكائد والدسائس والقتل إلى التجارب والآراء الشخصية، وإن كانت الحروب والمعارك هي عماد الكتاب الأول. وكذلك إلى الحديث عن الصيد وعن عادات الإفرنج والتي يستهجن بعضها كانعدام الغيرة، لكنه يتحدث بإنصاف عن شجاعتهم في الحرب. والكتاب ملحق به ملحقين: الأول عن أخبار بعض الصالحين، وهي أخبار بعضها غريب قد لا يستسيغه العقل. أما الملحق الثاني فقد خصص عما شا��ده المؤلف في رحلات الصيد والقنص. الكتاب جميل عموماً، وأنا أميل لاعتباره كتاب مذكرات أكثر منه سيرة ذاتية كما قرأت لبعضهم. وهو مليء بالفوائد والتجارب الشخصية
Profile Image for أحمد بن حمد العنزي.
77 reviews9 followers
November 1, 2015
هذه السيرة الذاتية للفتاح المجاهد أسامة بن منقذ تعتبر أول سيرة ذاتية عربية شخصية مفردة في كتاب.. تكلم فيها مؤلفها عن حياته وبعض حروبه التي خاضها وعن تنقلاته بين مصر والشام وعن رحلاته في الصيد.. هذا الكتاب مليء بالنكت والفوائد والملح والنواد الشيء الكثير.. ولأن مؤلف الكتاب قد عاش في القرن الثاني عشر الميلادي وهي فترة الحروب الصليبية على بلاد المسلمين فإن هذا الكتاب يتعرض لبعض تلك الحروب بشكل مختصر طبعاً ويتعرض لطريقة تعايش المسلمين مع الإفرنج وتفكير بعضهم تجاه الآخر ..
54 reviews1 follower
August 10, 2015
كتاب تأريخي ووصف للحياة في ذلك الزمن ومحاولة لفهم نمط المعيشة وبالتالي طريقة التفكير ومن الملاحظ وجود تطابق لبعض الانماط لعيشنا وان اختلفت صورة هذه الانماط وهكذا التاريخ يعيد نفسه وان اختلفت الصور فالفكرة تكاد تكون واحدة
Profile Image for محمود المسلمي.
188 reviews20 followers
September 25, 2018
الكتاب أكثر من مجرد سيرة ذاتيه لبطل من فرسان المسلمين إبان الحرب ضد الصليبين التي استمرت 200 عام.
أهم ما فيه أنه يعتبر التأريخ الأول لتفاصيل أهملها الزمان بعد مروره عليها.
Profile Image for M. Iyad EizEddin.
374 reviews25 followers
September 28, 2022
كتاب مسموع...
كتاب رائع لتسليطه الضوء على الجانب الاجتماعي والثقافي والعائلي في عصر الأيوبيين والدول التي عاصرت الخلافة العباسية؛ ذلك أن جل ما نعرفه عن تلك الفترة هي الحياة السياسية فقط، وكان ينقصنا أن نعرف كيف كان الناس في تلك الفترة.

أسامة بن المنقذ رحمه الله له علاقات بالأمراء والسلاطين، وكان رسول الأمراء إلى قادة الصليبيين، فهو دبلوماسي بمصطلح عصرنا الحالي، ولذلك انتبهتُ إلى أن الحياة التي يذكرها ليست هي حياة العامة، فمن الطبع ليس كل الناس يقابلون الأمراء ويذهبون معهم إلى الصيد ويكونون رسلهم إلى باقي الأمراء وقادة الصليبين.

يحكي عن الصليبيين من الواقع الذي عاشه، فتجده يتعامل معهم بعض الأوقات معاملة عادية، وفي أوقات الحرب يحاربهم، وفي كل الأوقات مدرك أنهم أعداء الدين والمسلمين، ما ذكر اسمهم مرة إلا ودعى عليهم لما سببوه في العباد من قتل وتدمير وتهجير.

حكاياته عن الصيد أعطتني فكرة عن تلك الهواية التي كانت سائدة في الطبقة التي ينتمي إليها أسامة في ذلك العصر، وعن الصيد بشكل عام.
الحكايات التي حكاها عن الصالحين لا أصدقها ولا أكذبها، والله أعلم بحقيقتها، وهو لا يذكر أنه رآها، لكنه ينقلها بالسند الذي وصل إليه الخبر منه، فليس عليه خطأ في هذا.

مشكلة الكتاب هو عدم الترتيب، المؤلف يكتب أي فكرة تخطر على باله دون ترتيب تاريخي أو مكاني.
Profile Image for Ibrahim Habib.
38 reviews2 followers
May 7, 2022
هذا الكتاب من الكتب الجميلة التي تصطحب القارئ في رحلة عبر الزمن ، يحكي الكاتب في هذا الكتاب جزءاً من حياته من جوانب تاريخية واجتماعية وجوانب أخرى.
كانت بداية الكتاب تركز على الجانب السياسي في ذلك الوقت وكانت مليئة بالأحداث التاريخية التي قد لا تكون شيقة لغير المتخصص ، لكن الجزء الممتع بالنسبة لي كان الذي يتحدث بجانب تفصيلي عن حياة الناس في ذلك الوقت ، سواءً كانوا مماليكاً أو من الإفرنجة.
من أكثر ما استمتعت بقراءته في الكتاب هي الملحقات ، فتحدث في ملحق منهم عن الصيد وكان عرضاً توثيقياً رائعاً.
لا أستطيع الحكم على الكتاب من الناحية التاريخية فهذا يحتاج إلى متخصص في هذه الحقبة التاريخية. لكن من ناحية عرض حياة الناس في ذلك الوقت وطريقة تفكيرهم وأخلاقهم فقد أبدع الكاتب في تصوير تلك الناحية.
مما كان مزعجاً لي بعض الشيء أثناء القراءة هو كثرة الهوامش التي تتحدث عن الشخصيات التاريخية والأماكن وتكرارها ، ففي كثير من الأحيان كانت تحتل جزءاً لا بأس به من الصفحة نفسها. باستثناء ذلك فإن الكتاب جميل ويستحق القراءة والتأمل.
Profile Image for Menna  Emad.
316 reviews6 followers
February 6, 2023
الكتاب في بدايته كان ممتع للغاية ويذكر حوادث كثيرة وتفاصيل من الحياة اليومية لمن عاشوا في هذه الفترة .. ولكن الملحق الخاص بالصيد كان مليء بتفاصيل مكررة وأحداث كثيرة غير مهمة اضطررت لتجاوزها.

شخصية أسامة بن منقذ غريبة جدا فهو فارس شجاع جدا عاش في فترة الحروب الصليبية وحارب الصليبيين وهو مع ذلك له أصدقاء منهم ويزورهم في المدن المحتلة.
عاش في مصر وقت سيطرة الدولة الفاطمية وخدم حكامها وبقي في وسط المذابح الفاطمية للسيطرة على الحكم، كم شهد من قتل وظلم والله أعلم إن كان ساهم في هذا أم لا، فهم لم يذكر في مذكراته ما يدينه، ولكن كفى أنه كان يبقى في خدمة الحكام القتلة.

محقق الكتاب بذل مجهود واضح جدا في شرح الكلمات والمصطلحات الدارجة في هذه الفترة، وأيضا الكلمات المحرفة من الكلمات الأجنبية وأكثر ما أعجبني تحريف العرب لأسماء الإفرنج مثل:
ابن الدقيق = Benedict
ابو الميمون/ بومند = Bohemond II
فُلك بن فُلك = Fulk V
ابن لاون = Léon
Displaying 1 - 30 of 52 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.