خيانات اللغة والصمت

by فرج بيرقدار

"خيانات اللغة والصمت" تغريبتي في سجون المخامرات السورية.. كتاب صدر لفرج بيرقدار عن دار الجديد في بيروت يروي فيه يوميات في السجون السورية من خلال انتقاله وعلى امتداد 14 عاماً وبأسماء متعددة حتى رست عليه الرقم 13.. سجين رقم 13

Genres: Politics, Nonfiction

First published January 1, 2011

About the author

فرج بيرقدار شاعر وصحافي سوري من مواليد حمص 1951.
حائز على إجازة في قسم اللغة العربية وآدابها / جامعة دمشق.
حائز خمس جوائز عالمية، وأربعة عشر عاماً في سجون المخابرات السورية.
شارك بعد الإفراج عنه في كثير من المهرجانات والملتقيات العربية والعالمية، ولكن لم يتح له أن يقرأ قصائده في أي مؤسسة ثقافية سورية.
- دعي للإقامة في ألمانيا ثمانية شهور في ضيافة مؤسسة هاينرش بول وذلك في عام 2001.
- دُعي من قبل مؤسسة (شعراء من كل الأمم) للإقامة في هولندا لمدة عام، اعتباراً من 24/9/2003, وقد حاضر خلال هذا العام في قسم اللغة العربية بجامعة ليدن.
- في 27/10/ 2005 سافر إلى السويد بدعوة (من مدينة ستوكهولم ونادي القلم السويدي) لمدة عامين ضيفاً تحت لقب "كاتب المدينة الحرة"، وقد قرر بعد ذلك البقاء في السويد.
صدر له خمس مجموعات شعرية وكتاب عن تجربة السجن.
صدرت عدة ترجمات لبعض كتبه ولجانب من شعره إلى الفرنسية والإنكليزية والهولندية والألمانية والاسبانية والكاتالونية والسويدية,والليتوانية.
• عضو اتحاد الكتَّاب في السويد.
• عضو شرف في نادي القلم العالمي.
• لم يتح له شرف عضوية اتحاد الكتّاب في بلده الأم

Reviews

[Pakinam Mahmoud · Rating 4 out of 5]

"ساعدني يا الله ..ساعديني يا أمي ..ساعدني أيها الحب..أيها الحزن..أيها اليأس..وأنت يا حنان جهنم ..ساعدني.."

'حنان جهنم'...كلمة وقفت عندها كتير..هل عذاب جهنم ممكن يكون أرحم من عذاب البشر؟!
الظاهر كدة إنه ممكن:(

خيانات اللغة والصمت..قراءة مؤلمة أخري ومختلفة في أدب السجون..
فرح بيرقدار شاعر وصحفي سوري من مواليد حمص ١٩٥١..اعتقل لمدة ١٤ سنة لإنضمامه لحزب العمل الشيوعي..
الكتاب يختلف كثيراً عن ما قرأته سابقاً في أدب السجون..كون السجين شاعراً فأسلوبه كان ساخراً أحياناً و أحياناً أخري يكتب بقلمه معاناة المعتقلين و أساليب تعذيبهم داخل سجن تدمر وكإنه يرسم لوحة مؤلمة..

في بلادنا العربية يوجد من يحاكم بسبب كلمة..ويوجد من يحاكم بسبب نكتة ..ولكني لم أكن أتخيل إن ممكن أن يوجد من يحاكم بسبب حلم !!
يوجد من يعذب بالكرسي الكهربائي ويوجد من يعذب بإدخال أدوات صلبة في مناطق من جسمه ويوجد أيضا من يجبر علي إبتلاع فأر ميت عقابا له علي إضرابه عن الطعام!!

علي الرغم من المشاهد المؤلمة في الكتاب إلا إن أكثرها إيلاماً بالنسبه لي هو الجزء الأخير اللي كان عبارة عن نص المرافعة التي تقدم بها فرح بيرقدار أمام محكمة أمن الدولة العليا في دمشق عام ١٩٩٣ ..كانت حقيقية جداً ومؤلمة جداً في قرائتها!

فرح بيرقدار كان يحلم بالحرية..يحلم بأن يعيش في بلد يسود فيها قوة القانون لا قانون القوة..بس الأحلام في بلادنا ثمنها غالي أوي للأسف!

"علمتني أمي أن الحرية التي في داخلنا أقوي من السجون التي نحن في داخلها..ولهذا سوف تنتصر الحرية وتنهزم السجون..."

[فايز غازي Fayez Ghazi · Rating 4 out of 5]

- سأعتذر من "فرج بيرقدار" لتأخري في قراءة هذا الكتاب الذي يفضح بعض الممارسات الفادحة في السجون السورية. واذا كنّا قد قرأنا روايات كثيرة عن جحيم تدمر فإنها المرّة الأولى التي نقرأ هكذا معاناة بهكذا سخرية وبطريقة المشاهد التصويرية بعيداً عن الترتيب الزمني للرواية وبعيداً عن الخيالات والمونولوجات النفسية.

- العنوان واضح، فاللغة ستخون اي امرء في التعبير عن الفظائع التي شاهدها او خاضها وعلى كل انواع الترهيب والأذى الجسدي والنفسي والعقلي

- انسانياً، هذا الكتاب صرخة في وجه كل من ساهم في هذا الظلم وبالتأكيد كل من سكت عنه!

- أدبياً، القسم الأول بعناوينه المختلفة مشاهد وشهادات حيّة عن واقع السجن، والتصرفات الهمجية والسادية للسجانين، والمعاناة المجردة للمساجين. ويا لها من كارثة ان يُعذّب انسان وتقطف زهرة عمره فقط لأنه يفكّر، فقط لأن رأيه لا يتوافق مع رأي النظام الحاكم! هذا ما جنيناه من الأنظمة الشمولية في هذا الشرق يشكل عام. الأسلوب الساخر كان مضحكاً مبكياً، وكمية الإستهزاء هائلة بين سطور هذا الكتاب، وهذا ما جعله مغايراً لكل ما قرأت من أدب السجون.

- ثلاث قصص داخل الكتاب مفجعة بشكل يتخطى كل انسانية: السجين الذي اجبر على بلع الفأر الميت، السجين الذي ظنّ اخته والدته، والسجين الذي تعفّن في السجن بسب حلم راوده (المحاسبة على النيّات)!!!

- خطر ببالي وأنا اقرأ هذه المفارقة: تدمر التي تحتضن قلعة احدى اعظم النساء عبر التاريخ (زنوبيا) التي انتحرت وأبت ان تُسجن في سجن روما يجاورها سجن تدمر!! وصيدنايا التي تحتضن احد اعرق الأديرة يجاورها سجنٌ ملعونٌ آخر.

- القسم الأخير الذي احتوى على المرافعة القانونية تمازجت اللغة فيه بين الأسلوب الصحفي التحقيقي، والأسلوب القانوني وطغى الأسلوب الشاعري عليها لكنها كانت صلاة تُرفع في المعبد الخطأ!

- الكثير من الإقتباسات ففي س هذا الكتاب، لكني سآخذ بهذا الإقتباس السياسي:

"إن دولة تعتبر الكلمة فيها جريمة يحاكم عليها المرء، هي دولة غير جديرة بالحياة، ولا حتى بالدفن، وبشكل خاص ذلك الطراز من الدول التي تُفترس فيها الكلمة بالسياط والبنادق والزنازين."

[Mohamed Al · Rating 5 out of 5]

ملعونة أي لغة تدعي قدرتها على وصف هذا الجحيم، وملعون أي صمت يعجز عن وصفها!


لم أستغرب أن يدوّن المؤلف تغريبته مستعينًا بالشعر، لا لأنه شاعر فحسب، بل لأن الشعر هو وسيلة من تخونه اللغة ويغدر به الصمت!

قرأت قبل هذا الكتاب رواية "القوقعة" لمصطفى خليفة الذي اعتقل بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين رغم أنه مسيحي وملحد، واقتنعت بأن النظام السوري لن يعجز عن اختلاق أي تهمة لأي كان ليبرر اعتقاله له، لكن التهمة التي وجهت لمازن أبو الحلم، فاقت كل درجات الإنحطاط!

أن يعتقل شخص بتهمة أنه رأى حلمًا ذو نوايا مسلّحة، كدليل على أنه يضمر نوايا معادية للحكومة، فهذا ما لا يمكن تصوره في أكثر الأحلام سوداوية!

رحماك ربي بسوريا..ليّة

[mai ahmd · Rating 5 out of 5]

تتشابه وجوه الطغاة وإن اختلفت جنسياتهم أو أسمائهم
وقصص التعذيب وإن اختلفت لكن تظل نتائجها واحدة الحط من قيمة الإنسان
رحم الله الصحابي الجليل عمر بن الخطاب حين قال متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا أخذت أكرر هذه العبارة وأنا أقرأ متأثرة بحكايا السجن ووحشية السجانين وحقيقة كل الكلام لا يجدي نفعا أمام الأهوال التي قرأتها هنا أو هناك في كتب أخرى وأجدني أقف متسائلة ما هي المتعة التي يجنيها السجان في التعذيب أو إهانة السجين أتسائل هل يكون ديدن هؤلاء الإنحطاط الأخلاقي خارج أسوار السجن أيضا وكيف ممكن أن يتحول قلب الإنسان إلى حجر صلد بالغ القسوة ذا أطراف مدببة مجرد المرور بالقرب منه يسيل الدماء !

فرج بيرقدار كانت تهمته الإنضمام لحزب العمل الشيوعي والعمل في ضمن هذا النطاق لقلب نظام الحكم قضى 15 عاما في السجن كتب هذه التغريبة في أقبية الظلم حيث أسواط الجلادين لا تتوقف :
قال بيرقدار أن عدد السياط التي ألهبت ظهره أكثر من عدد الكلمات التي كتبها
ماذا ممكن أن يقال بعد هذه العبارة !
هذا الكتاب هو رسالة إنسانية بكل ما تحويه الكلمة من معني
كتبت بروح الشعر والقهر

و من أجمل ما قرأت في أدب السجون

[شهاب الدين · Rating 4 out of 5]

اليوم. ٨-١٢-٢٠٢٤
نظام الأسد إلى الفناء.




’’ إنه شهيقي وزفيري وما يترمد بينهما من ذكريات الماضي وأحلام المستقبل. ’’

خير رجال الأمة، أدبائها وشعرائها وكتابها، خير رجال الأرض من يتقنون فن القلم والكلام، ونحن الأن تلتهمنا تلك التجربة المريرة للشاعر السوري السياسي الشيوعي، في الجحيم التدمري مرة أخر، ااه يا تدمر، وما أدراك ما تدمر وجحيم تدمر، يا أصدقاء القراءة، إذا أردت أن تلتقي بقطعة من مس الشيطان على الأرض، فمرحبا بك في تدمر، ربما يخجل الشيطان منها ولا يخجل منها الإنسان.


’’ هل تعتقد أن المسألة تتعلق باغتصاب امرأه مثلاً؟
تقتلني لوفكرت على هذا النحو
لا اغتصاب امرأه، ولا اغتصاب ثروة أو منصب، ولا حتى اغتصاب وطن
كل هذه الأمور عرضية وقابلة للغفران والتجاوز ورد الاعتبار،أما اغتصاب الإنسان بإطلاق.. اغتصاب الإنسان كمفهوم، اغتصابه كوجود!
لا.. ’’


فرج بيرقدار، الشاعر السوري الحمصي، في زيارته الثالثه والأطول للمعتقلات السورية، يروي لنا بقلم بديع، وأسلوب خطيب متمرس، ومتفنن في حروف العذاب، وألوان الشقاء، بعض ذكرياته وقصته بداخل سجون سوريا، يبن تدمر وصيدنايا وفرع فلسطين.
إن لم تكن هذه زيارتك الأولى لسجون سوريا، فلن تجد إضافة جديدة حول طرق التعذيب، لكن ستجد قلب شاعر وعقل رجل مضطرب ومذكرات كُتبت في أرجاء اللهب، في ثنايا الجحيم، بين رماد الحريق، تلك الكلمات البليغة كتبت وحفظت على الحائط وعلب السجائر، وفي الذهن وهم في كبد الكابوس التدمري الأعظم.

’’ أنا على يقين... لو كان الجلاد يدرك حقيقة مشاعر الضحية، لتمنى أن يكون أي شيء آخر، حتى لو كان هذا الشيء هو الضحية نفسها؟..’’


لذلك، قد تجدها أحياناً مضطربة، خالية من الإيمان، ناكرة للجميع، قد تجد كلمات فرج بيرقدار تبكي حزناً ويأساً على حرية الإنسان المسلوبة في تلك الأنظمة القمعية لسوريا.

وبشكل خاص أدب السجون، يحتوي على ثلاثة فروع رئيسية، أولهم مذكرات كتبت بعد الخروج من السجون، وعادة ما تكون منسقة ومنمقة وموجهة لهدف معين وملقحة أيضاً، محذوف منها ما أراد الله، ويبقى ما يكتب الله له البقاء.

والنوع الثاني مذكرات سجين، كتبت على يد روائي محترف، على نهج رواية يسمعون حسيسها، أو بيت خالتي مثلاً، وذلك النوع هو الأقوى على الإطلاق بين جميع روايات أدب السجون.
النوع الأخير، - كما فعل فرج بيرقدار - ينشر الكاتب مذكراته بعدما يخرج، وهو كتبها جميعها أو معظمها في الداخل، تكون مليئة بالتناقضات اولألم،والتشتت والكفر أحياناً، والجنون والعقل، والإلحاد والتوحيد، تكون مضطربة حد العذاب، فأنت بين رؤوس شياطين الأنس، وتكتب رغم كل تلك المعاناة. لذلك احياناً يكون الحكم على الكاتب نفسه غير عادل، او الحكم على التجربة نفسها ناقص احياناً


’’ لم يكن يشغلني كثيراً غياب المرأة أو حضورها كجسد، المرأة هي المراة أماً وأختاً، وابنة وحبيبة وصوتاً وقصائد وملائكة.. وما من قداسة جعلتني أحتمل الأسر أكثر من اثنين، أمي وابنتي، واحدة في آخر الغروب، والثانية في أول الشروق، وأنا بينهما طائر اليأس والأمل، بمنقاره المحًني وجناحية الضارعين’’


وبشكل عام قد تختلف مع الكاتب في وجهة نظره السياسية، لكن نظرته عن الحرية والإنسانية لا تقبل الجدال أو الإختلاف حقاً.

حسناً، سأحدثكم قصيراً عن فنون العذاب المذكورة والمعروفة في جميع السجون السورية

تلك الصورة القادمة، داخل سجن تدمر، ومحاكاة ايضاً لطريقة النوم في السجون محاولة منهم لإيجاد المكان، فضلاً عن نبطشية الوقوف، ونبطشية الجلوس.




وهذه الصورة لسجن تدمر، بعد الإنفجار وتدميره من قبل الدواعش.




تخيل معي يا من تستلق الأن على الأريكة، أن جسدك ملتوي وملتف تماما، ومربوط من يداك وقدمك بداخل عجلة سيارة (دولاب) ثم تدحرج بك وتُضرب في جميع أرجاء جسدك المكشوف، وعلى عمودك الفقري وفقراتك العنقية، بشكل لا يرضى عنه الشيطان ابداً؟ إنه الدولاب كما يسمونه في سوريا.





الكرسي الألماني، ومع احترامناً للشعب الألماني قد نطلق عليه الكرسي النازي ايضاً، جسد السجين فيه يلتف كالقوس حول الكرسي بشكل قاسٍ ومشدود من جميع الأطراف، ويعذب بكل الطررق والفنون والألوان على جسده المقتول.





بساط الريح، يصلب جسدك بشكل رأسي نوعاً ما، ويتم اغتصاب جسدك ايضاً بكل أساليب التعذيب
بالإضافة للاغتصاب الجنسي، والخوزقة، وتعليق اثقال في الاعضاء التناسلية، والشبح، وأساليب كثيرة يمكنكم التعرف عليها بالقليل من البحث أيضاً.



لا أظن أن تلك الأنظمة القمعية ستنتهي من العالم ابداً، أنا محبط للغاية، محبط بشكل لا يوصف، فالإنسان عرف الدم منذ خلق أدم، ولن يترك دم اخيه ابداً، المال والسلطة فتنة، والحكم لا يترك إلا بالقوة، والقوة في سوريا كانت ولا تزال الدم. فاللهم قوتك أنت بالظالمين.

’’ إن سلطة جاءت بالعنف، يصعب عليها أن تتصًور إمكانية إسقاطها بغير العنف’’

[أحمد أبازيد Ahmad Abazeid · Rating 4 out of 5]

فرج بيرقداء سًجن 14 عاماً ... و يطلّ على السجن من شرفة الشعر .. من بشر الإنسان الأعمق .. إلى حقيقة الدولة الأكثر جلاءً
تدمر و سجون سورية بشكل عامّ كانت المكان الأكثر وضوحا و الأكثر تمظهرا لفلسفة الدولة و طبيعتها ...تدجين , ساديّة , سورياليّة , فظاعة , أبالسة , حهنّميّة , فوق الخيال , كثير من الكلمات قد تُستخدم لتبلغ هذا التوصيف , و لكن لا شيء يشبه حقّا طعم الفأر سوى الميت سوى طعم الفأر الميت .. و لا شيء يشبه حقّا دموع الأب لاشتياق ابنته سوى دموع الأبد , و لا شيء يشبه حقّا صعقة الكهرباء سوى صعقة الكهرباء .... هنا شهادةٌ تنحت المجاز و تنازع الكلمات لتفهمنا حقيقة المأساة , حقيقة تدمر , حيث كانت عقود من الصمت و من ممارسة العاديّة خارج أسوار الفظاعة .. حيث علينا جميعاً أن نشعر بالعار

"ما الذي يعنيه أن تحس بالعار، ولا يتاح لك أن تغسله حتى بدمك؟
يا أين أنت كم يبدو السؤال فاضحاً ومجللاً بالخزي والخذلان!
هل تعتقد أن المسألة تتعلق باغتصاب امرأة مثلاً؟
تقتلني لو فكرتَ على هذا النحو.
لا اغتصاب امرأة، ولا اغتصاب ثروة أو منصب، ولا حتى اغتصاب وطن.
كل هذه الأمور عرضية وقابلة للغفران والتجاوز وردّ الاعتبار. أما اغتصاب الإنسان بإطلاق.. اغتصاب الإنسان كمفهوم.. اغتصابه كوجود!
لا..
ليتها من حجر هذه الروح الملعونة.
إختر لي أي شيء لأنتمي إليه.
خذ أي شيء.. خذني كاملاً.. أعني ما تبقى مني كاملاً، مقابل تبرئتي من فضيحة كوني إنساناً، من فضيحة كوني قاتلاً أو قتيلاً.
هل تصدق أني أخجل من جلادي؟
ولا أبالغ إذا قلت، إني أخجل عنه أحياناً.
ياألله كم يبدو هذا الوحل بشعاً ونذلاً ومقرفاً، وفي النهاية مثيراً للرثاء.
وحق ما كان وما سوف يكون.. لا أحمل في داخلي ضغينة على أحد، ولكن هذا الكائن ملوث إلى آخره، ويلوثني معه.
دعك من يديه وأظافره وأسنانه.. حتى عيناه ملوثتان.. وأنت دائماً في مرمى عينيه.
قد يخيل إليك الآن، أن المشكلة كلها تبدأ وتنتهي بهذا الجلاد المسكين، وحقيقة الأمر ليست كذلك.
هل تريدني صريحاً إلى النهاية؟
حسناً..
تخجلني هذه القابلية المرعبة للبيع والشراء.. للذل والمراوغة والدجل.. يخجلني هذا التواطؤ المحيِّر بين الضحية وجلادها.. هذا الحشد الهائل من السماسرة والمهرِّجين وشهود الزور.. من الوعّاظ والمريدين والجواكر والموتى وأصحاب السوابق.
وأما أنت..
بلى أنت..
فكم يخجلني.. صمتك!
"
خاتمة كتاب خيانات اللغة و الصمت - فرج بيرقدار

[Amani Abusoboh (أماني أبو صبح) · Rating 4 out of 5]

إنَّ اللغة، أيُّ لغةٍ حتماً تستحق أن يُغفر لها عندما تعجز عن التعبير عن القهر والوجع كالذي تحمله طيّات هذا الكتاب. قصصٌ من الوجع السوري في مراكز التحقيق وسجون القمع التي إن قدمت دلالة على شيء، فقد بينت إلى أيِّ حد يمكن للإنسان أن يكون بشعًا ومتوحشاً.

القصص التي ذُكرت في هذا العمل، جعلتني أشعر كأن عظامي تنطحن وأنا أقرأ.. حتماً تستحق أيُّ لغةٍ أن يُغفر لها إذا عجزت عن إيفاء الوجع والقهر حقه من الوصف!

يا الهي، سيسكنني صوت السجين الذي ظنَّ أخته أمه وهو يقول لها:" يما، كيفك يما، مالك يما، جاوبيني إِيش في يما؟" ومشهد إجبار أحد السجناء على ابتلاع فأر ميت؛ ذات المشهد كان في رواية القوقعة لمصطفى خليفة والذي لم أبرأ منه لغاية اليوم.. وقصة الذي أُعتقل بسبب حلم..!!

يا الله، حبرُ كثيرٌ في فمي، وما من لسانٍ للكلام!

[Fawzia · Rating 5 out of 5]

لا أدري ماهو سر انجذابي الدائم لأدب السجون بالرغم من أنه ملئ بالألم والظلم والعذاب.

كانت أول قراءاتي لهذا الأدب في عام ٢٠١٥ وكانت تجربتي الأولى "ياصاحبي السجن" للرائع أيمن العتوم وبعدها "يسمعون حسيسها" لنفس الكاتب وايضاً "القوقعة" لمصطفى خليفة، الاثنتان كانتا صدمة لي لم أكن متخيلة أنّ هذه الأحداث البشعة التي حدثت للدكتور إياد والأستاذ مصطفى كانت أحداث حقيقية و للأسف لازالت تحدث للآلاف غيرهم في معظم السجون العربية حتى هذه اللحظة.

دائما عند انتهائي من رواية بهذا النوع أعِدُ نفسي بأنها ستكون الرواية الاخيرة بسبب الألم النفسي والإرهاق الذي تسببه لي بعد انتهائي من القراءة، لكن أجدني تلقائياً أبحث عن المزيد وما إن أجد عنواناً جديداً حتى ابدأ في رحلة جديدة من العذاب و اجدني التهم كلماتها في جلسات قليلة.

هنا في خيانات اللغة والصمت لا تختلف الحكاية عن باقي الحكايات نفس التعذيب ونفس الألفاظ البذيئة ونفس الظلم وبالطبع ايضاً لن أنسى سجن تدمر المخيف، مايميز هذا العمل عن باقي الأعمال أنهُ كُتب بطريقة شعرية جميلة تأسرك رغم بشاعة المحتوى.

فرج بيرقدار شاعر وصحفي سوري من مواليد ١٩٥١ تعرض لثلاث اعتقالات في حياته الأول من قبل المخابارت الجوية بسبب كراس أدبي والثاني من قبل مخابرات الدولة بتهمة الانتماء لرابطة العمل الشيوعي والثالث والاخير من قبل المخابرات العسكرية بسبب انتمائه لحزب العمل الشيوعي، دام الاعتقال الأخير ١٤ عاماً من الذُل.

لم أجد مبرر واحد مقنع لكل هذا الظلم والعذاب الذي يمارسهُ الإنسان في حق أخيهِ الإنسان ،لماذا كل هذه الكراهية؟ طرحتُ هذا السؤال على نفسي وعلى الآخرين كثيراً ولكن لم أجد لهُ إجابة حتى الآن.

بعض الاقتباسات:

"يا أبناء الدم!
أي جريمة مقدسة تلك التي اقترفتها طيور كلماتنا، لتفتكوا بمناقيرها واجنحتها على هذا النحو الكالح الخسيس!"

" أيها السادة... ليس ماتسمعونه أو تقرؤونه الآن تقريراً صحفياً معداً للاستهلاك، وليس بيانات كاذبة تروجها أجهزة مأجورة أو مشبوهة، بل هو ماتبقى من أنقاض روحي، وأنقاض مئات المعتقلين السياسيين الشرفاء.
إنه شهيقي وزفيري وما يترمَّد من بين ذكريات الماضي وأحلام المستقبل."

"أعلن أن اعتقال أي شخص، سلاحه الكلمة وليس البندقية، هو بالمعنى الأخلاقي ممارسة اجرامية صافية السلالة، هو خرق لإنسانية الإنسان بإطلاق، قبل أن يكون خرقاً بالمعنى الحقوقي لقوانينه ودساتيره."

"إنّ دولةً تُعتَبر الكلمةُ فيها جريمة يحاكَم عليها المرء، هي دولة غير جديرة بالحياة، ولا حتى بالدفن، وبشكل خاص ذلك الطراز من الدُول التي تُفترس فيها الكلمة بالسياط والبنادق والزنازين."

[Ahmad Sakr · Rating 4 out of 5]

تجربة مختلفة في أدب السجون.. والمختلف هنا هو أن الكاتب يحكي قصته بصورة مباشرة وليس بأسلوب روائي كالمعتاد.. اختلفت الأساليب والألم والقهر واحد.. واختلفت الدول والظالمين وأذنابهم متشابهين.. واختلفت العصور والشيء الوحيد الذي تغير للأفضل هو قسوة السجن وعنف السجان
.
.
شكرا للصديق شهاب الدين وجميع الأصدقاء الذين اشتركوا معي بقراءة الكتاب.. واعتذر عن تأخري الشديد عنهم..
أنصح بالكتاب بلا شك.. حتى لا ننسى من لا ينبغي أن ننساهم.. وحتى لا يفلت من العقاب من لا ينبغي ألا يفلت.. في يوم ما.. ستنقلب الآية لا شك.. لا شك

[Candleflame23 · Rating 5 out of 5]

.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ، أسعد الله مساكم
يارفاق ❤️
كتابي اليوم للكاتب فرج بيرقدار ، وهو شاعر وصحفي
سوري ولد في حمص لعام 1951 ، عانى بيرقدار من
الحبس والإعتقال أكثر من مرة بسبب إنتمائه لحزب
العمل الشيوعي والأن يعيش بيرقدار في السويد بعد
أن تنازل عن جنسيته السورية .


الكتاب بدأ لي وكأنه كسرة زجاج من مرأة كانت
تعكس شقاء المؤلف ومعاناته في سجون الأنظمة
السورية في تلك الحقبة ، هذا الجزء المسكور من
كان كافياً لنقل كل مشاعر القهر ، والظلم ، وضياع
الحقوق التي عاناها بيرقدار وزملائه من المساجين
في الحقيقة لا أدري كيف أصف شعوري تجاه ماقرأت
ولكني أشعر بكل كمية القهر التي دفنها بيرقدار بين
الأسطر وتحت الكلمات .

كتاب يجثم على صدرك لصدق ماجاء به من مشاعر .

#تمت
#أبجدية_فرح 5/5



‏


‏


‏

[شادي عبد العزيز · Rating 4 out of 5]

يحتل مكاناً ملعوناً بين النجمة الثالثة والرابعة، ربما يصل به إلى فرحة النجمة الرابعة قراءة أولى لادب السجون، إلا أن ترتيبه في قراءاتي عن نفس الموضوع أتى به إلى جوار الثالثة، فصول من الكتاب تقترب من النجمة الرابعة بلا شك، وفصول إخرى تقريرية تقريبا عن تفاصيل من حياة السجون ليست جديدة عندي، والمرافعة في نهاية المحاكمة تستحق 5 نجوم بالتأكيد.

بعد إعادة تفكير، وبعد كتابة الفقرة السابقة، اقترب الكتاب مرة أخرى من النجمة الرابعة، ولكم في التجزئة نجوم يا أولى الأقلام :)

[إلهام مزيود · Rating 4 out of 5]

دب السجون، وسجن تدمر في الواجهة دائما، لمن قرأ القوقعة لمصطفى خالد أو يسمعون حسيسها لأيمن العتوم سيدرك أن السجون العربية تبقى وصمة عار في جبين الأنظمة الديكتاتورية، فقط أسلوب بيرقدار كان من حيث اللغة مميز لكن من حيث الغوص في الوقائع كان محتشما مقارنة بالعتوم ومصطفى خليفة، أعجبني كثيرا أسلوب السخرية الذي انتهجه، تنطبق عليه مقولة المضحك المبكي.

[أحمد شاكر · Rating 5 out of 5]

إني أخجل من كوني إنسانا، وبودي لو أستريح من ذاكرتي قليلا..

- فرج بيرقدار

[Ghaida'A · Rating 4 out of 5]

ليش بقرأ شي ممكن ينكدني ؟
ليش السجن أفظع مكان بالكون؟
ليش خطر عبالي أكرس حياتي لقراءة كل ما كتب في أدب السجون؟
بحب أدب السجون جدا،واغلب مطالعاتي عن السجن بسوريا . وبقدر احكي انه سجن تدمر الصحراوي صار كابوس بالنسبة الي مع اني لا مسجونة ولا عايشة بسوريا. لحد اليوم مش ناسيه المجزرة اللي انذكرت بالقوقعة واللي صارت بهالسجن.
جيدة جدا هذه الرواية .

[Arakah Mushaweh]

صباحاً انهيت كتاب خيانات الصمت واللغة لفرج بيرقدار يتحدث فيه عن تجربته في السجون الأسدية ، أسلوبه جميل لكن ثمة حلقة مفقودة لم أعرفها ربما يكون الإنتصار الذي نحن معه على موعد بإذن الله .. أم هي هتافات الشباب وحناجرهم الهادرة التي يعلو صوتها فوق أصوات التعذيب التي تصلني من خلال السطور .. أم هي كفريات فرج بيرقدار التي تجرأ عليها فأفقدته الروح الموجودة في جميع الكتب التي قرأتها والتي تشرح المعاناة السورية في تدمر وصدينايا وفرع فلسطين ..! لكن ما أعرفه أن فرج ابن حمص ، ليس كأبناء حمص اليوم .. ثمة بون شاسع بينهما .. وليس من حقي المقارنة أصلاً ..!
لكنه يستحق القراءة ، التجارب هذه تستحق التخليد مهما كان توجه صاحبها ومهما كان صاحبها .. كل شهادة بإمكانها أن تكون دليلاً دامغاً ضد نظام أجرم على مدى نصف قرن أو يزيد .. كل شهادة تؤرخ عمراً من العذابات لا ينتهي ..

[Safa Dalal · Rating 4 out of 5]

إن حقيقة الألم تتمثل في كل وصف لم يتم ذكره وكل حكاية خرجت مبتورة من رحم الذاكرة، وكل مرارة تجرعها دون حتى تحمل عناء سردها لأنه لا شيء يصف الألم سوى الشعور به وبكائه، ويبقى كل هذا العفن باسم الوطن.

"كم أحاول ضبط هذا التابوت على ايقاع محدد، ولا أستطيع.
لقد نقضوا روحي، رعشة رعشة، بحثا عن أسرار الحليب الأول.
الموت لم يكن يعني بالنسبة اليهم أكثر من حروفه الثلاثة، بعد تجريدها من رخامة جرسها البعيد البعيد.
اذن..دعوني أعيد ترتيب روحي على مهل.
أشعر أحيانا أن لدي من قوة الصمت ما لا أحتاج معه لقول حرف واحد طوال حياتي.
وأحيانا أشعر أن لدي هواجس ملعونة تستدعي أن لا أتوقف عن الكلام حتى عندما أكون وحيدا ،ولكن
كيف لي أن أعطي هذا التابوت صمتي أو أن آخذ كلامه
قرأ صديقي هذا الذي تقرؤونه فأغمض عينيه وظل صامتا ما يكفي لاداء صلاة الغائب ثم قال: بعض النقاط بحاجة إلى مزيد من العمق والتوضيح.
وافقته فيما يتعلق بالعمق، فأنا أعرف أن الجراحات التي ينتقه على ضفافها أعمق وأبلغ من أي نزف لغوي ممكن أما الوضوح فأنا نفسي لا أريد أن أكون واضحا"

[Close Enough · Rating 3 out of 5]

ماذا عساي اقول!

[امتياز · Rating 2 out of 5]

قرأته في جلسة واحدة
بصراحة لم يعجبني الكتاب ، لم ينقل لي الصورة داخل السجن " في سوريا " كما يجب أو كما فعل كتاب " المتلصص " لمصطفى خليفة

الكتاب كان عبارة عن هلوسات سجين يشكو خيانة اللغة له لعدم قدرتها على وصف ما حدث معه في المعتقل كما يشكو صمتنا عما حدث له وعما يحدث لغيره هناك خلف تلك الأسوار

لم يعجبني في الكتاب أيضاً الفكر الشيوعي للكاتب وحديثه غير اللائق عن " الله " جل وعلى

في نهاية الكتاب يدرج الكاتب نص مرافعته أمام المحكمة

قد يعجب البعض وقد لا يعجبهم

عموما يستحق القراءة

[Duaa Issa · Rating 4 out of 5]

إذا بسمع حدا بعد اليوم بستهين بالتعذيب أو العنف الجسدي بدي ألعن ***

[Inas · Rating 4 out of 5]

يسقط القمع
يسقط الإرهاب
تسقط الديكتاتورية
عاشت الحرية
هل هناك من يصدق أنها صرخات وهتافات من داخل السجن! وأسوار السجن صماء خرساء في الظاهر لكنها شاهدة على الصراخ والشظايا المتناثرة.
معركة الأمعاء الخاوية من أجل المطالبة بتحسين الأوضاع دوما ما كانت وسيلة في غاية الشجاعة للإعلان الأهم "لن نهزم بعد!".
دوما ما كانت العصا الغليظة للديكتاتور تنكسر على يد الشجعان، مسجونون ولكنهم أحرار، مكبلون ولكنهم في اعلي درجات القوة.

"قامات مهدمة، تسير متحاملة على نفسها، وليس لها ما تتكئ عليه سوى الكبرياء".

"ليس لكم أن تأخذوا علينا مثل هذه التناقضات أو التحولات، ولا أتمني لكن تجربة مشابهة، لتغفروا لنا صغائرنا وانتحاراتنا، يكفي أن تتذكروا، مثلما كنا نتذكر دائما، تلك التجربة الشهيرة التى أجريت على الفئران، والتبدلات التى طرأت على سلوكها، عندما نقلوها من حيز واسع إلي حيز ضيق ومعلق".

اندهش واصعق عن مازن الذين اعتقلوه من أجل حلم.
اتأثر وأكاد ابكي عن أبو الخير الذي لم يتعرف على أقاربه بعد اثنتي عشر عاماً داخل السجون.

سامحيني يا أختاه
أعدكِ فقط برأسي مرفوعاً
أعدكِ واشتهي أن ابكي قليلاً
ليس ضعفا ولا خوفاً ولا يأسا
لا يا أختاه فأنت تعرفينني جيداً
غير انهم اهانونى أكثر مما تتوقعين
ولم أستطع أن أفعل شيئاً
لم أستطع ولكن هذا رأسي
خذيه بين أحضانك أيتها الغالية
أسنديه إلي ركبتك قليلاً
وأعيريني من سياج حزنك الطويل
فراشة أو ظلها
وردة أو ظلها
ظلا أو ظله
أعيريني قصيدة لا أستطيع كتابتها
وعشبا لا أستطيع قراءته
واطمئني إلي خاتمة ما أمضي إليه
اطمئني..

ولكننا نقول في النهاية أن الديكتاتور لا يستطع مهما فعل ومهما بلغت به القسوة والقمع أن يغسل سمعته وجرائمه، ويتسائل الكاتب: ما الذي يعنيه أن تحس بالعار.. ولا يتاح لك أن تغسله حتي بدمك ؟

العار أن تعامل الأجانب بكرامة وتظلم بني وطنك
العار أن تساوي بلادك بالأرض للتمسك بالكرسي
العار أن تُشَرِد شعبك لأنك لا تتحمل كلمة لا
العار تتجاهل اراضيك المحتلة وتبيد مدينة كاملة بلآلاف من المدنيين العزل.
العار أن تحترق مدينة بأكملها بآلاف من البشر انتقاما لمحاولة اغتيال فاشلة للديكتاتور المخبول.
العارأن يُعذب الناس ويحتجزون ويقتلون من أجل كلمة.
ولم يكن العار ابدا أن تكون سجيناً سياسياً ولو أهينت بكل ما لديهم، بل السجن في عهد هؤلاء شرف وأيما شرف.
من يحاكم من؟
يبدو أن نموذج سورية يعلمنا أنه للاسف الشديد أحياناً ينتصر الشر على الخير، لأن الشر قد استفحل وزادت موارده وزاد منتفعيه، وتفرّق خصومه وتشاحنوا والقوا إلي بعض بالاتهامات والتخوين وذهب كل منهم في إتجاه، ومنهم من استخدم العنف فمنح الشرعية لقمعه وفقد التعاطف معه ومع قضيته أيا كانت.
#المجد_للحرية
#المجد_للشهداء

[Fdwa Omar · Rating 4 out of 5]

هنا تخونك كل اللغات والمشاعر،هواجس توقفك عن الكلام،لا الشعر ولا صلوات الأمل تواسي قلباً افترسه السجن..
شيء من الجنون يدفعك للخجل من كونك انسان،تتمنى لو تخلع جلدك وترتاح قليلا من ذاكرتك....
هنا بقايا من أنقاض روح معتقل سابق في جحيم تدمر..

"إن دولة تعتبر الكلمة فيها جريمة يحاكم عليها المرء هي دولة غير جديرة بالحياة ولا حتى بالدفن"

"ليتها من حجر هذه الروح الملعونة..اختر لي أي شيء أنتمي إليه..
خذ أي شيء..خذني كاملا..
أعني ماتبقى مني كاملا..
مقابل تبرئتي من فضيحة كوني انساناً،فضيحة كوني قاتلاً أو قتيلاً"

[إصلاح الهزاني · Rating 5 out of 5]

هنا لاشيء يصبح على خير"


اخ ياإلهي ..أشعر بإجهاد نفسي طوال قراءتي للكتاب وانا اتنهد آخذُ نفسا أتوقف قليلا من التعب أغالبُ دموعي
واحس بالشفقة إزاء واقع الإنسان اليوم كيف يصبح ضحية
ذليلا مُهانا ،وماأبشع الإهانة وأمرّها وأسوأها ،أشعر بالخجل من إنسانيتي من واقع العالم والأنظمة القمعية والعربية تحديدا .أؤمن أن الظلم هو ابشع وافظع مايمكن أن يواجهه الإنسان .كيف أن يدمره يحطمه يمحيه تماما يمزق أحشاءه بكاءا وعجزا وقهرا وكمدا .أتساءل حقا كيف يخرج هولاء من المعتقلات بعد عذابات وسنوات طويلة دون أن يفقدوا عقولهم دون أن يصابوا بنوبات جنون ؟كيف يعودون للحياة ويمارسونها بشكل طبيعي بعد مكوثهم ب المقابر الجماعية المظلمة .كيف ينسى السجين اسم أمه ؟وملامح طفلته ؟كيف ينسى وجه زوجته ويُمحى ماضيه تماما وينصهر لحمه وحلمه .سنوات طويلة في المعتقلات كفيلة بأن تفعل هذا وأكثر بالمعتقل وأهله أيضا تدمر معنوياتهم ويموتون وهم لم يزالوا على قيد الحياة ،كيف يصبح الموت للسجين رحمة أرحم بكثير من الموت في المعتقل على أيدي الجلادين كل يوم . ثم إن القراءة في أدب السجون والحياة خلف قضبان المعتقلات تشعرك أنك في نعيم ممتد وماذقت في الحياة ألما قط.في المعتقلات الظلم والقسوة بأبشع أنواعها والإهانة بتفاوت درجاتها لهذا دائما اصر على أن الحياة الحقيقية أبشع بكثير ممايُقرأ في الكتب ،مايحدث في غوانتانموا ومعتقلات سوريا وماحدث في سجن ابو غريب في سنوات الماضية يفوق حتى تصورات الروائيين ومايكتبونه فظاعة بشاعة مايفوق الوصف والخيال.اكبر قوة فرج بيرقدار
وصموده ومقاومته أذهلني حقا .من أين له هذه القوة وهذا والصمود والثبات ؟

[Banan Tawileh · Rating 5 out of 5]

لو تُدرك فَقط رَكباً يُلَملِم زحامَ هذا الموت الذي ينتَصب لك على الفراش كلّ ليلة والذي تحمل في نفسك أملا بالتحاقه ذات فجرٍ
يطلّ الصبح على البلاد عذراء صامتة خاوية على عروشها فتحترم قدسيّة النّشيد الصباحيّ المتخثّر قهراً و تجلس بعيداً تلملمُ ذاكرةً متشظية حاولت ترقيعها بما بقي من دمكَ المنجّع بالخواء و الوحشة و صرخاتِ إنسان ّيطلع عليه فجر كفجرك مع فرق بسيطٍ و مفصلي..فجر يحمل السّياط بنصف موتً وحياة ما بين نصف شهيق و أقلّ من نصف زفير
ولا يستطيع أن يهمس عند طلعته: يا أمي..كوني معي
وتلاحقكَ عيونه وقد سيطر عليها كبرياء الظلام
ويتّكئ صوته وهو يصرخ: ياااا حنان جهنّم خذني إليك" على أبجدية وجعك التي تجرها ورائك
جثّة تشبهك إلى حد بعيد
بودّكَ أن تستريح قليلاً من ذاكرتك ولكنّ جراحك الفاغرة هذه رغم كل ما تحمله من يأس الانتصار إلا أنها تجعل منك مشكلةً وجودية في عجزِك عن النّسيان و السير قدماً كما يسيرون
تجعل منك إنساناً برغم ألف شظيّة تدق نواقيسها بداخلك
غير قابل للإنهزام للحياة التي تحاول جاهدة أن تشفيك ...
كما كأنكَ لم تكن يوما ...وجِدتَ اليوم جثّة على أعتاب فجر لم تستطع حتى غسل عار عجزها بما بقي من دمك ً
فصباح الخير يا وجهَ البلاد يا معتقلاً تلاحقني ولا أعرفك..

[Fadwa · Rating 4 out of 5]

"أحياناً أفكر أن الفرق بيننا كسجناء كاملي العضوية , وبينكم كسجناء مرشحين أو احتماليّين, هو في موقع الكابوس ,وليس في وجوده أو عدمه .
بالنسبة إلينا فإن الكابوس في داخلنا.
أما أنتم فإنكم داخل الكابوس ."

خيانات اللغة والصمت ....شهادة مؤلمةوفاضحة على زمن موحش وعلى انسانية مغتربة عنّا بكل مظاهرها...مدهش الانسان كم يستطيع أن يكون دموياً ووحشياً

كل الحبّ والاحترام لقلمك فرج بيرقدار

[Amaney Aba zeed · Rating 3 out of 5]

(فأية كوابيس هذه التي أسميها بلادي)
نعم  بلاد تسلبك عمرك ثمنا للكلمه.
فرج بيرقدار الشاعر الذي نقل لنا تجربته المؤلمه في السجن وكشف لنا الخبايا
حتما ستتألم كثيرا وانت تقرأ هذا الكتاب
لغة الكاتب مميزه واستثنائية ونص المرافعة في اخر الكتاب كان من اجمل وابلغ ماقرات فهو يختصر تاريخ وطن فيه الحريه جرم والاجرام بطولة.

[Nadhra Sebbit · Rating 4 out of 5]

هنا تقرأ الوجه الشيطاني للوحوش الضارية حارسة الأنظمة الديكتاتورية و هي تغتصب الإنسان و تصادر روحه ..يحاولون طمس وجوده ..روحه ..أحلامه و آرائه و قصائده يعجز حتى شاعر أوتي من البيان و سبر أعماق الإنسان عن وصف تلك الجرائم لأنها لا توصف كما عاشها ضحاياها ...
ترى بعد أن يجرّد إنسان من حرّيته وذكرياته ... حاضره و ماضيه و مستقبله هل يمكنه أن يعيد لملمة روحه أم أنّه سيصير مسخا ينتمي للعدم ؟!

[Mohamed Al Sayyah · Rating 4 out of 5]

"شكراً لأمي، علمتني أن الحرية التي في داخلنا أقوى من السجون التي نحن في داخلها.
ولهذا سوف تنتصر الحرية وتنهزم السجون."

فرج بيرقدار
في مرافعته أمام محكمة أمن الدولة العليا بدمشق ١٩٩٣

[ابراهيم قيس جركس · Rating 5 out of 5]

قليلةٌ هي الكتب التي تمسكها وتفتح اول صفحة فيها لكي لا تتركها حتى تصل لآخر صفحة وخلال يومٍ واحدٍ أو يومٍ وليلة.... هذا الكتاب من تلك الكتب الذي تمسّكت به ولم أتركه حتى انتهيت منه متألّماً حزيناً ومنكوباً كما كان شأني مع رواية "القوقعة" لمصطفى خليفة.
رواية رائعة وتستحق خمسة نجوم

من الكتاب
((ما الذي يعنيه أن تكون وحيداً،
ما الذي يعنيه أن تكون
ما الذي يعنيه أن تحسّ بالعار،
ولا يُتاح لك أن تغسله حتى بدمك؟))
===========
((بدون المرأة، بدون أطيافها وأصدائها أو رائحتها على الأقل، لا يكون الرجل إنساناً. أعمي لا يكون إنساناً كامل المعنى.
أجل... تصبح المرأة في السجن معادلاً رمزياً وإنسانياً وفنياً للحرية. بل تصبح الحرية هي المرأة. ولهذا شيئا
فشيئاً يتبدّد السجين، حتى لا يتبقّى منه سوى نص غامض مدروز بالأشواك))
==========
((يبقى الموت سؤال الحياة الأول، ذلك أنه إذا كانت الحياة مشروع موتٍ مؤجّل، فإنّ الموت، أيّاً تكن تمظهراته، يقرّر ويبرّر مسبقاً المشروعية المسبقة للحياة.
أما الإنسان، فإنّه سؤالٌ آخر، سؤالٌ ثالث، لا جواب للسؤالين السابقين بدونه، كما لا جواب له بدونهما، وإن كانت الأجوبة كلها معلّقة، وستبقى كذلك أبداً))
===========
(( أنا على يقينٍ لو كان الجلاد يدرك حقيقة مشاعر الضحية، لتمنّى أن يكون أي شيء آخر، حتى لو كان هذا الشيء الضحية نفسها))

[Mohammad Kayarie · Rating 5 out of 5]

فرج بيرقدار ..
قرأت ما كتبتهُ كاملاً , فصعدتُ على سلم الشبح حيناً و هبطتْ روحي لأخمص الألم , كل ذلك حدث في تضاريس الــ 14 عاماً في السجن .
من خلال الفصول العديدة التي نقلتنا من زمن إلى آخر و من خيبة إلى أُخرى و من معالم روحانية إلى أُخرى , كل ذلك كان يفيض علينا شجوناً لا تنتهي ..
لحظة اللقاء مع ابنتك و هي تتوارى خلف أمكَ , أصابتني بقشعريرة و رعشة لا تزورني إلا نادراً في حالات الشوق الممزوج بالخوف و الخيبة ..

اللغة خائنة ربما .. لانها لديك كانت مخذولة و عاجزة عن أي مقاربة مقنعة لما تريد , أما لدي كقارئ فإنها خائنة أيضاً لأنها كثيراً ما استبدلتني مكانك و أجلستني في كل المهاجع التي مررتَ بها , في تدمر و صيدنايا و مع أبو البصل , لم تكن اللغة وفية لك لأنها شاركتنا ألمك .

في حديثك لمحكمة أمن الدولة , أنت تصرخ في رحم الإنسانية الأول , و تلفظ آلام البشرية جمعاء , صراخك تعدى حدودك الشخصية الفردية إلى وطن بلا حدود ..


سررتُ بالحديث إلى حروفك و صوتك المسموع على الرغم من جبهة السجان و تضاريس الزمان البعيد بيينا ..

[Mazen · Rating 4 out of 5]

"صدقني.. يستحيل ان يكون اصل الانسان قرداً، أو حتى شيطاناً.
أعرف انك لا توافقني، وربما تعتبر هذا الموقف الاطلاقي إهانة شخصية موجهة اليك، قبل ان تكون موجهة اليهم.
معك حق، انا ايضاً اشعر بهذه الإهانة، ويكاد قلبي يتوقف من شدة الخجل، لكن.. هل رأيت ملامحهم عندما كنت مشبوحاً على السلم بشكل مقلوب؟!
لماذا اخترع الانسان السلم..؟ اليس من اجل الصعود؟
انت كنت على سلم آخر، وبإتجاه آخر، حيث كل شيء يهبط ما عدا الروح.
وحدها الروح، كانت تجاهد في صعود ذلك السلم الإسطوري.. ذلك المعراج الضليل، وهو يأخذك من الحياة إلى الموت."

لا تقتصر سطور هذه الرواية على جحيم تدمر فحسب، بل تتعداه لتتحدث عن "اغتصاب الانسان بإطلاق، اغتصاب الانسان كمفهوم... اغتصابه كوجود!"
عبقري هو فرج كيف يجعلك تضحك وتبكي على مأساتنا وآلامنا.. وكيف يرغمك على أن تدفع بوجهك إلى الأرض من شدة الخجل عندما يقول
"وأما أنت..
بلى أنت..
فكم يخجلني.. صمتك!"