طرب

by مها الفيصل

تَنْسُجُ مها محمد الفيصل مُلاَءَة هذه الرواية في مَكَانٍ سُويَ بين الفلسفة والشعر والتاريخ، وتأخذ خيوطَها من واقع أشبهَ ما يكونُ بالأسطورة، إن لم يَفُقْها في غرائبيّته وفجائعيّته، حيث تشبك مصاير المدن بمصائر الأشخاص، ونسمع ذات الصدى الأسيان لِهُويِّ هذه المدينة أو تلك من مدائن شرقنا المنطوي على جراحاته ولتصدّعات الأنفس التائهة في شعاب الزمان وعلى مفارق العصور.

وإذا كانت أديبتُنا الإستثنائيةُ قد بَرَعتْ في روايتها السابقتين: "نوبة وسُليي" و"سفينة وأميرة الظلال" في صناعة الرموز، وقدّمت معادلاً أُسطوريّاً لفلسفتها، فإنّها تبتني روايتها هذه وتقيم حكايتها من وقائع مُتحققة في التاريخ، اتّخذت منها موقف الراصد المُعتبر، وانتهت إلى خُلاصات معرفية ربما كانت إمتداداً أو تكثيفاً لما خَلُصت إليه في روايتها السابقتين.

فإذا زدْنا على ذلك جماليات التعبير وخُصوصياته الحميمة وما يتقطر فيها من حكمة وأسى شفيف، فإننا نكون، حقاً وصدقاً، أمام أدب مختلف، جديد أصيل في آن، قد يَحارُ النقاد في تصنيفه اليومَ، ولكنّه سيكون إنعطافةً نوعية مؤكدة، في أدبنا الروائي ولو بعد حين...

إبراهيم العجلوني

Paperback

First published October 4, 2010

Reviews

[Basma · Rating 4 out of 5]

هذه كاتبة جميلة ، كاتبة عذبة ، كاتبة أظن أن مثلها تلاشى
رقيقة ، ومؤثرة وكلماتها لها صدى.
الحكاية مؤذية ويظل يتردد في رأسي :
تقتلُ المدن بالخزي لا بالسيف

[Wadimah RD · Rating 4 out of 5]

خلال تحديثاتي تكلمت عن بدئي في قراءة الرواية قبل فترة، وتوقفي عنها بعد ذلك، ربما لأنني كنتُ أقرؤها بفترة دراستي للحضارة العربية والإسلامية في الجامعة، هي رواية تتحدث عن الإنسان، ببعضٍ من الحب، وكثيرٍ من الحياة ومواجعها وأفراحها وتبدل أحوالها، في ظلٍّ تاريخي ممتاز. أعطيتُها لأستاذي حين توقفت في منتصفها تقريباً، وحين عدنا لنتحدث عنها بعد انتهائه منها قال لي بأنها رواية ممتازة، رائعة! صغيرة ولكن بها الكثير، واستمتعَ بها فعلاً لأنها دارت في الإطار التاريخي، تخصصه، ونبَّهني على أني قد لا أستمتع بها مثلما فعل هو.
عدتُّ وقرأتُ الرواية، وأكتبُ هنا تغريدتي التي أدرجتها في تويتر: "انتهيت.. مع شدِّ وقتٍ وإعادة لأوراقٍ لا أُريدها أن تنتهي"، وهي فعلاً كذلك.. دائماً ما أركز على القدرة اللغوية، وأتناول الأحداث، والشخصيات في ذاك الإطار، والكاتبة هنا وباقتباسٍ من أستاذي "مثقفة جداًّ"، لغتها رقيقة مناسبة للغة ذاك العصر العباسي كما درستُه، وحَرَصَتْ على التفاصيل في ذكر الأماكن والأسماء القديمة للأشياء، وحتى التعابير والأبيات الشعرية كيف قيلت وبمن قيلت، ولي عتبٌ على من كتب في مراجعاته بأنها قد تكلفت لغوياًّ، على العكس تماماً، أنا لا أنكر وجود كلماتٍ احتجتُ معها إلى المعجم، ولكن وجودها ضروري بحكم الإطار التاريخي للرواية.
بالمناسبة.. لا يأتيكم الظن بأنها تتناول الحياة العباسية القديمة فيدور الحديث على لسان الشخصيات الحقيقية المعروفة، فهناك شخصيتان رئيسيتان، هما أم سعد والعباسية، وأم سعد شخصية خيالية يدور الحوار بينها وبين العباسية التي هي من دار الخلافة وأهلها، وإلى نهاية الرواية لم تذكر اسمها لأم سعد، بل اكتفت بذكر نسبها في البداية، حبكة ذكية من الكاتبة حتى تضمن بقاءنا في التاريخ وحتى تسرد ما حدث ببعض الحرية كما أعتقد.
أتفق مع أستاذي بشأن الكاتبة، وأنها على قدرٍ كبيرٍ من الثقافة والعلم، شغوفة باللغة العربية ومتمكنة منها. هذا كل ما بإمكاني قوله عن رواية طرب، كانتهاءٍ هنا.. خذوا معكم قلم رصاص، وترقبوا الكثير من السرور مع اللغة والأحداث في هذه الرواية.. والألم أيضاً.. نصيحتي؟ تجاهلوا – بعض الشيء – أسماء الشخصيات التي قد تصعب عليكم.

قراءةُ رواية طرب مؤلمة.. مثلما هي مُفرحة.. قراءةٌ طيبة أتمناها للجميع (:

[Jalsaud]

استصعبت اللغة كثيراً لكن لا انكر أني استمتعت لكن وجدت مشقة في إكماله و المؤسف أني لا اذكر اي من تفاصيل القصة بعد سنة من قرائتها . ربما لصعوبتها علي لا ادري . لغة متكلفة جداً