الشنفري هو ثابت بن أوس الأزدي توفي في عام 70 قبل الهجرة – 525م صعلوك جاهلي مشهور من قبيلة الأزد اليمنية ، والشنفري أي (غليظ الشفاه )، نشأ في قبيلة "فهم " بعد أن تحولت إليها أمه بعد أن قتلت الأزد والده ، ويرجح أنه خص بغزواته بني سلامان الأزديين ثأراً لوالده وانتقاما منهم ، وكان الشنفرى سريع العدو لا تدركه الخيل حتى قيل : (أعدى من الشنفرى)
عاش الشنفرى في البراري والجبال وحيدا حتى ظفر به أعداؤه فقتلوه قبل 70 سنة من الهجرة النبوية.
لدى قناعة راسخة أن أفضل ما أنتجه العرب قبل البعثة شعرهم عرفت الشنفرى من كتاب فى مكتبة والدى طبعته دار المعارف إسمه الشعراء الصعاليك لم يكن هو من أكثر من شد نظرى فقد كان هناك عروة بن الورد الذى قال فيه الحطيئة أن بنى عبس كانت تأتم بشعر عروة رغم وجود الحطيئة و عنترة شاعر المعلقة وكان هناك السليك بن السلكة وحياته التراجيديه وغيرهم ولكن يكفى أن لاميته أصبحت لامية العرب عندما أبدأ قراءة الشعر الجاهلى لا أتوقع ان احصل على الفائدة الكاملة يكفينى بيت من كل عشرة أبيات يصف الحال نعجز نحن بعد ما يزيد عن ألف وخمسائة عام عن ذلك الوصف البليغ الموسيقى بدون قيود البحر الشعرى والقافية أنا أستمتعت رغم عدم تحقيق علامة الفائدة الكاملة غرابة الألفاظ رغم الشرح الوافى أرهقتنى ولكن الموسيقى مازالت هنا كأنها عزفت للمرة الاولى امس وذلك بعض ما اعجبنى من شعر شهيد الصعلكة
ولا ظمأ يؤخرنى وحر ولا خمص يقصر من طلاب .------------------------------------ فدقت, وجلت , وأسكرت وأكملت ... فلو جن إنسان من الحسن جنت ----------------------------------------- أمشى على الأرض التى لن تضرنى .. لأانكى قوما أو أصادف حمتى أمشى على أين الغزاة وبعدها ... يقربنى منى رواحى وغدوتى --------------------------------------- إذا ما أتتنى ميتتى لم ابالها ... ولم تذر خالاتى الدموع وعمتى
------------------------------------ وإنى لحلو إن أريدت حلاوتى ...ومر إذا نفس العزوف استمرت
----------------------------------- ولو لم أرم فى اهل بيتى قاعدا ... أتتنى بين العمودين حمتى ---------------------------------------- لقلت لها قد كان ذلك مرة ... ولست على ما قد عهدت بقادر
-----------------------------------
أقيموا بنى أمى صدورمطيكم ... فإنى إلى قوم سواكم لأميل فقد حمت الحاجات والليل مقمر.. وشدت لطبات مطايا وأرحل وفى الأرض منأى للكريم عن الأذى... وفيها لمن خاف القلى متعزل --------------------------- وإذا مدت الأيدى إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
----------------------------------- وأغدوا خميص البطن لا يستفزنى... إلى الزاد حرص أو فؤاد موكل --------------------------- شكاو شكت ثم أرعوى بعد و أرعوت .... وللصبر إن لم ينفع الشكو أجمل وفاء و فاءت بادرات و كلها ... على نكظ مما يكاتم مجمل ----------------- وإلف هموما ما تزال تعوده ... عيادا كحمى الربع أو هى أثقل ---------------------------------- و أعدم أحيانا و أغنى و إنما ... ينال الغنى ذو البعدة المتبذل
لا زلت شغوفًا بهذا النفر المسمى بالشعراء الصعاليك، والذي أعرف أنهم في واقع الأمر لم يكونوا إلى نفر من المجرمين، إلا أنهم نجحوا نجاحًا باهرًا في الترويج لقضيتهم من خلال شعرهم الرائع، وليس أدل على ذلك مثل سيرة الشنفرى التي يكاد أن يعفوا جلاديه عنه بسبب روعة شعره. الديوان صغير، لا يكاد يزيد عن مائة وبضعة عشرة صفحة، ومع ذلك استغرق مني وقت طويل في قراءته بسبب عودتي كل صفحة لمعجم محيط المحيط، وأغاني الأصفهاني، وخزانة البغدادي. باختصار كان وقتً رائعً مع شاعر ألمعي إذا تغزل وإذا افتخر وإذا هجى وإذا وصف. سوف أحتاج وقفه لفترة قبل أن أرتحل مع شاعر آخر.
لست اذكر اسم الباحث، وعليه، لست متأكدا ان كان هذا هو الكتاب الذي قراته عن الشنفرى وديوانه والذي قراته من 15 سنه. سنبت له اللامية والتي ان لم تكن معلقة فقد ناهزتها. احد اشهر صعاليك العرب واشهر واسرع عداء في جزيرة العرب، فقد كانت الخيل لاتدركه ان اطلق ساقية للريح. زامل تأبط شراً واخذ عنه الصعلكه