Jump to ratings and reviews
Rate this book

العلم الأعجمى فى القرآن مفسراً بالقرآن #1

من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن

Rate this book
من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن
العلم الأعجمى فى القرآن مفسراً القرآن
المؤلف/رؤوف أبو سعدة
******
يأتى كتابنا هذا فى (علم إعجاز القرآن) للكاتب الراحل الأستاذ "رؤوف أبو سعدة" نمطاً وحده، فقد أداره مؤلفه على وجه من إعجاز القرآن جديد، لم يسبقه إليه سابق، ولم يفطن إليه باحث؛ فقد يفتح الله على الآواخر بما لم يفتح به على الأوائل، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وهذا أيضاً وجه من وجوه إعجاز القرآن، وأنت ترى هذا من نفسك، فقد تتلو الآية أو السورة فى صلاتك، أو فى مغداك ومراحك، وعند أخذ مضجعك، وتمر عليها مرا، ثم تتلوها نفسها فى ساعة أخرى من ساعاتك، وفى حالة مباينة من حالاتك، أو تسمعها من قارى غيرك، فإذا هى تهزك هزاً وإذا هى تملاً كل ما حولك بهجة وضياء، ثم تفجر أمامك ينابيع من الحكمة والهدى لم يكن لك بهما عهد ، وتعجب كيف غيب عنك كل هذا الخير فيما سلف لك من أيام؛ وكل الكلام يٌمل إلا كلام ربنا عز وجل.

وهذا الوجه من الإعجاز القرآنى الذى قام له المؤلف ونهض به، وجه قاطع بات، لا تصح فيه لجاجة، ولا تسوغ معه مخالفة، لأنه قائم على قواعد اللغة، ومستند إلى أحكام والتاريخ ، وليس للهوى فيه حظ أو نصيب.
وعنوان الكتاب كما ترى (من إعجاز القرآن فى أعجمي القرآن) -العلم الأعجمى فى القرآن مفسراً بالقرآن- وهو عنوان دال على موضوعه صراحة، مُتجةً إليه مباشرة، ومنهج الوضوح دائر فى هذا الكتاب كله، فالمؤلف يمضى إلى قضاياه ويعالجها دون ثرثرة أو تلكؤ أو فضول. يقرر المؤلف أن القرآن يفسر فى ثنايا الأيات المعنى الدقيق لكل اسم أعجمى علم ورد فى القرآن، أياً كانت اللغة المشتق منها هذا الاسم الأعجمى العلم، وإن كانت لغة منقرضة يجهلها الخلق أجمعون عصر نزوله. وأسلوب القرآن فى ذلك – كما يقول المؤلف- (المجانسة على الاسم العلم بما يفسر معناه أبين تفسير). ومثال ذلك ما ذكره فى تفسير اسم (زكريا) عليه السلام : يقول ربنا عز وجل: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} (2) سورة مريم، ويقول المؤلف: زكريا فى اللسان العبرانى معناه حرفياً (ذاكر الله ) ثم يدعوك المؤلف إلى أن تتأمل المجانسة بين قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} (وبين (ذاكر الله)، وكأنه عز وجل يقول -وهو أعلم بما يريد- "ذكر الله ذاكر الله"، أو: "ذكر الله فذكره الله"، أو : "ذكر الله فذكرته رحمة الله" .
وقد يأتى تفسير العلم العجمى فى القرآن بذكر المرادف العربى لمعناه بغير العربى: ومن ذلك أن معنى (جبريل) فى العبرية: الشديد القوى، وجاء التعبير عنه فى القرآن بذلك ، قال تعالى : {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذو مرة فاستوى} سورة النجم(5،6) والمِرة بكسر الميم وتشديد الراء، بمعنى القوة أيضا. وكذلك قوله تعالى عن جبريل عليه السلام: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ .ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}(19) (20) سورة التكوير ومثل ذلك ما انتهى إليه المؤلف فى أمر (نوح) عليه السلام، فقد رده بعض مفسرى القرآن إلى (النواح) فقالوا: هو من ناح ينوح، وجاء المؤلف فطبق عليه منهجه فرده- اعتماداً على قواعد اللغة العبرية – إلى معنى التلبث والإقامة ، ثم فسره بالسياق القرآنى الكاشف، فى قوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا } (14) سورة العنكبوت، وقوله عز وجل :{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ } (71) سورة يونس، وقوله تباركت أسماؤه: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ} (77) سورة الصافات.وثالثة: يذكر المؤلف أن (إسماعيل) ينطق فى العبرية "يشمعيل" ومعناه: "سمع الله" أو"سميع الله"، ثم التمس هذا المعنى فى سياق القرآن الكريم، فوجده فى قوله عز وجل على لسان إبراهيم عليه السلام: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} (39) سورة إبراهيم، وفى قوله عز وجل على لسان الخليل أيضا وابنه إسماعيل عليهما السلام: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (127) سورة البقرة.
وهكذا يمضى المؤلف بهذا المنهج فى تفسير أسماء الأعلام الأعجمية وما يشبهها من أسماء الأجناس والمواضع، وقد أحصى فى ذلك واحداً وستين علماً أعجميا أو مختلفاً فى عُجمته فى القرآن، فسرها من القرآن نفسه، تعالى مُنزِله. ثم ذكر أن القرآن لا يفعل هذا فقط ، ولكنه يصحح أيضاً لعلماء العبرية وعلماء التوراة، وقت نزوله وإلى يوم الناس هذا، تفسيراتهم اللغوية لمعنى هذا العلم العبرانى أو ذلك ، من مثل أسماء ينى إسرائيل الواردة فى القرآن وغيرها من أسماء المواقع، مثل((مدين)) فيخطئ أصحاب اللغة ويصيب القرآن.
***
فهذا هو عمود صورة الكتاب، كما أقامه مؤلفه، وكما أراد له أن يكون، ولكنه من وراء ذلك ومن قدامه قد استطرد إلى قضايا كثيرة، عقيدية ولغوية وتاريخية. ومن أنفس ما فى هذا الكتاب- وكله نفيس إن شاء الله- ما ذكره المؤلف حول تاريخ كتابة التوارة والإنجيل، وان نص التوراة مستنسخ من الذاكرة بعد نحو ثمانية قرون من وفاة موسى عليه السلام، وكذلك الأناجيل الأربعة المتداولة لم يخطها عيسى عليه السلام بيده، ولم يملها على حوارييه، وبهذا تكون سلسلة السند فى التوراة والإنجيل منقطعة ، وليس كذلك القرآن. ومما يتصل بالتوراة: ما سجله المؤلف من قصورها وتقصيرها فى ذكر الأنبياء الذين هم من قبل إبراهيم عليه السلام، فتكون بذلك (توراة بنى إسرائيل) ليس غير.وقد أفضى ذلك بالمؤلف إلى أن طعن كثيراً فى (سفر التكوين) الذى بين أيدينا الآن. وكذلك شنع على كاتب التوراة، وكشف تدليسه وكذبه فى أكثر من موضع، بل إنه نبه على تناقضه مع نحو اللغة العبرية ومعجمها.
أما بنوة عيسى لأدم عليهما السلام، وعبوديته لله عز وجل فقد عالجها المؤلف فى غير مكانٍ من الكتاب.ثم...

854 pages

First published January 1, 2010

15 people are currently reading
486 people want to read

About the author

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
28 (56%)
4 stars
13 (26%)
3 stars
6 (12%)
2 stars
3 (6%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 13 of 13 reviews
Profile Image for Salma.
404 reviews1,293 followers
July 2, 2019
موضوع هذا الكتاب فريد وغريب، حيث يحاول محمود رؤوف أبو سعدة إبراز وجه غير مسبوق من وجوه الإعجاز القرآني في الأسماء الأعجمية الواردة فيه… وتقوم نظريته على أن الأسماء الأعجمية الواردة في القرآن قد فسر القرآن معناها ضمن سياق الكلام، حيث تأتي متناسقة مع بعض الآيات التي وردت فيها، أي أن الآيات تقدم لنا معنى الاسم الأعجمي الوارد فيها والذي ذكره القرآن بشكله المعرب، على اختلاف اللغات القديمة التي اشتقت منها هذه الأسماء… وذكر ستة طرق لهذا التفسير: التفسير بالتعريب، والتفسير بالترجمة، والتفسير بالمرادف، والتفسير بالمشاكلة، والتفسير بالمقابلة، والتفسير بالسياق العام… وقد حاول تطبيق نظريته هذه على جميع الأسماء الأعجمية الواردة فيه… ه

فهل نجح في هذا؟ يمكنني قول أن الكلمات انقسمت في هذا لثلاثة أقسام…ه
قسم من الأمثلة تجسدت الفكرة فيها بوضوح شديد، مثل اسم (اسحق)، حيث أنها تعريب للاسم العبري (يصحاق) في التوراة والذي معناه (يضحك)، والملاحظ أنها وردت في قوله تعالى {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ}… ه
أو مثلا زكريا، وهو تعريب للاسم العبراني (زخريا: زخر+يا) والذي معناه (ذاكر الله)، ونلاحظ كيف ورد في قوله تعالى: {ذِكْرُرَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} وكأن معناها ذكرت رحمة ربك عبده ذاكر الله… ه
ومثال زكريا كان الذي قدح فكرة الكتاب في ذهنه، إذ في بداية الأمر اجتذبه الجرس الصوتي للآية ذكر وزكريا، ثم قدحت في نفسه الفكرة بعد أن تعلم العبرية…
لكن الأمثلة لم تكن كلها بنفس الدرجة، فقسم آخر احتاج إلى شيء من تكلف وتأول، وهو أمر مقبول إلى حد معين في مثل هذه المواضيع اللغوية، كما يقول الإمام الفخر الرازي في تفسيره حين تحدث عن استخراج الاشتقاق الأكبر ذات مرة: "وإن تباعد شيء من ذلك عنه رد بلطف الصنعة والتأويل" … ه
لكنما هناك قسم ثالث من الأمثلة بدت إشكالية واحتاجت لتكلف تجاوز القدرة على الاقناع، لتبدو أنها فقط محض تأول للوصول للمعنى المراد مسبقا… على أنها لا تفسد أصل فكرة الكتاب، وإن كانت ربما تحتاج لتأمل أكثر من قبل الدارسين… وعلى العموم فحتى هذه المباحث لم تخل من نظرات ذكية جدا وتأملات تثير الإعجاب…ه

هذا وقد استهل الكتاب بمقدمة بديعة ومعلِّمة، والتي يمكن أن تكون كتابا مستقلا في فقه اللغة العربية… تحدث فيها عن كيف يتعرّب الاسم الأعجمي في لسان العرب: (1.كاختزال أحرف اللفظ الأعجمي إلى جذر رباعي على الأكثر حتى يتاح الاشتقاق منه، 2. وتهذيب أصواته على مقتضى مخارج الحروف العربية، 3. وتجنيب اشتباهه بجذر أصيل) ، ولذلك يرى أن العرب الأوائل لو شاهدوا التلفون لعربوه بـطلفان، ولاشتقوا منه فعل (طلفن)، والطاء وضعوها حتى لا يشتبه الجذر مع مادة جذر (تلف). ه
كما تحدث في مقدمته أيضا عن علاقة اللغة العربية بأسرة اللغات السامية، أو (الجزرية) كما يحب الكثير من علماء العرب تسميتها نسبة للجزيرة العربية، أو (اللغات العاربة) أو (اللغات العروبية) أو (اللهجات العربيات)، كل هذه التسميات بدل كلمة السامية التي ابتدعها مستشرق يهودي لدلالاتها التوراتية، وسبق تحدثت عن هذا في مراجعة كتاب محمد بهجت القبيسي ملامح في فقه اللهجات العربيات

وكاتبنا أبو سعدة ينتصر لمذهب القائلين أن اللغة العربية هي الأقدم بين أبناء أسرتها، وهي أقرب شكل للغة السامية الأم والتي كانت لغة عربية انحدرت عنها جميع الأسرة، ويذكر مجموعة من الأسباب التي جعلته يرى هذا: (1. منها تفوق العربية توفقا ساحقا على العبرية والآرامية بوفرة المادة اللفظية الأصلية للجذر الثلاثي. 2. ومنها أن العربية تستفيد من الجذر الأصلي كل معانيه، على حين تقصر العبرية والآرامية غالبا على وجه أو وجهين. 3. ومنها أنه لا يوجد لفظ مشتق في العربية إلا وتستخدم ثلاثيه المجرد في أصل المعنى الموضوع له، بينما العبرية مثلا يكثر فيها الأسماء المشتقة التي لا جذر لها.) ثم يخبرنا أن لهذه الأسباب وأخرى يلجأ دارسو الساميات إلى الاعتماد على المعجم العربي لمحاولة فهم غوامض العبرية والآرامية وغيرها من بوائد الساميات… وهكذا فهو يرى أن اللغات التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية ما هي إلا لهجات قبلية متحورة عن العربية القديمة وقد تهجنت بها ألسنتهم نتيجة الغزو المستمر الذي توالى على أطراف الجزيرة من العراق والشام، بينما سلم اللسان العربي وحفظ من التأثر في قلب الحجاز…ه
بالإضافة إلى كثير من الفوائد اللغوية والتاريخية والعقدية، والردود العلمية على كثير من المستشرقين الذين درس مقولاتهم في هذا المجال… كل هذا كتبه بأسلوب أدبي رشيق، فقد صدقنا حين ذكر أنه إنما حبره تحبيرا لأجلنا…ه

الأمر الوحيد الذي لم يرق لي كثيرا في الكتاب هو زيادة ثقة في لغته في مواضيع ظنية كهذه لا تحتمل كل هذه الثقة والجزم على شرف وفرادة ما يقدمه طبعا، إذ في نهاية المطاف هذه المباحث اللغوية قائمة على الاجتهاد والتذوق اللغوي الذي يحصل عليه الممارس والدارس بعد طول دربة ونظر… وهذه الثقة جعلتني متشككة قليلا لأنه يخاطب قارئة كإياي لا خلفية لها عن الموضوع فتزن ما قاله بشكل علمي… ولكني احترمت عبارته التالية:ه
“وأنا أيها القارئ العزيز _إن كنت لا تعرف عبرية التوراة، أو يونانية الأناجيل_ بما في هذه وتلك من أعلام آرامية بل ومصرية أحيانا لا أريد أن يفوتك شيء من حلاوة بحث أريد أن أحبّره لك تحبيرا، أريد منك أن تشترط علي توثيق ما أحدثك به، فلا أكيل لك القول جزافا آمنا ألا تكشف زيفي؛ لأنك لا تعلم شيئا من أمر تلك اللغات التي ذكرت لك، ليس هذا من العلم في شيء، وإنما هو من التّدليس.”ه
وعلى كل الأحوال، سواء اتفقت مع المؤلف أو اختلفت، فلا يمكنك إلا أن تقر ببراعة صنعته وتشكر نتاجه العظيم هذا… ه
وفكرة الكتاب خليقة بأن تفتح بابا واسعا للدارسين ليتوسعوا بها ويبنوا عليها…ه

محمود رؤوف أبو سعدة العاشق لتعلم اللغات حد الإتقان والذي كان يملك موهبة اكتسابها منذ صغره كما أخبرنا، قد كان يمتلك ناصية عدة منها لاسيما تلك المهجورة، وكان يعمل مترجما في الأمم المتحدة كما قال في خاتمة كتابه، ولم ينشر سوى هذا الكتاب الذي أنهاه عام 1991 وقد استغرقت كتابته أربع سنوات، وقبلها عشر سنوات أخر وهو يبني أفكاره فيها ويدرسها وهو في جنيف مترجما، ومناقشا أصحابه الذين كانوا معه وكانوا نعم العون له في تشجيعهم ولفت نظره لكثير من المراجع المتخصصة ولما كتبه المستشرقون في هذا المجال… ه
وقد قدم للكتاب محمود محمد الطناحي الباحث المصري المعروف…ه
ومن المؤسف حقا أن الكاتب وكتابه خاملي الذكر، حتى أني ما وجدت لمؤلفه صورة واحدة على الشبكة ولا معلومات أخرى عنه فيما وراء ما كتبه عن نفسه… ه
—-

شوال 1440 – تموز 2019
سلمى
Profile Image for نورة.
791 reviews893 followers
December 14, 2021
عنوان هذه القراءة: "حفظت شيئا وغابت عنك أشياء"

إنه أحد الكتب التي تذكرك بمدى جهلك، أحد الأسماء التي تذكرك أنك لا تزال تحبو في طريق العلم، بل قد يضيع حبوك مرات ومرات في الطريق الخطأ.. تتصفح الكتاب، تقلبه، تتأمل الاسم الغريب الذي ختم على مجلد بهذا العرض، وبدل أن تتهم علمك، تشكك في علم الكاتب.. لماذا؟ لأن كسلك المعرفي الذي لحق إنتاجك، أوقعك في فخ المقولة الشهيرة: "لم يبق الأول للآخر شيئا"، لكنه أبقى وأبقى أمورا لا يصلها ضعفاء الهمة أمثالك!
تقلب صفحات الكتاب، الواحدة تلو الأخرى، وتشم رائحة الإخلاص مع كل ورقة.. هذا كتاب من الكتب التي لم يحبرها ويعمر صفحاتها شيء كصدق النية في ظني، نحسب صاحبها كذلك، ولا نزكي على الله أحدا. وصدق العزيمة وإخلاص النوايا مما لا يشار إليه بمقطع ولا يستظهر بأدوات النقد العلمي، بل هو شعور ينطبع على أوراق الباحث، فيشعر به القارئ.. لا تسلني كيف.. لكنها التجربة.

ما الذي يسعى له المؤلف هاهنا؟
هو إثبات إعجاز القرآن بتفسير أعلامه الأعجمية في القرآن بالقرآن، وذلك عبر محورين:
١-تأصيل معنى العلم الأعجمي في لغة صاحبه.
٢-استخلاص اللفظ القرآني أو العبارة القرآنية المفسرين لمعنى العلم الأعجمي.
وقبل أن يأخذك التعجل مثلي بالتشكيك في دعواه بما استفاض عند الحذاق عجمته من أسماء الأنبياء والملائكة، فإنه يطرح لك نظريته في تعريبها، فيقول:
أن القرآن الكريم حينما نقل هذه الأسماء -وهذا من علو كعب بيانه- لم يأخذها كما هي، ولم يستبدلها أو يترجمها حرفيا، بل عمد إلى تعريبها، وهي مرحلة أوجب في حق الاسم وفي حق اللغة، ثم إنه لما أراد تعريبها، لم يعربها عبر إعادة جذر الاسم إلى العربية (لا سيما أن كثيرا منها تجد له مخرجا، بل ويلتبس عليك عربية الاسم من عدمه، وذلك للتشابه القوي بين جذور اللغتين)، بل أعادها لجذرها في لغتها الأصلية، ثم استوحى من معناها في لغتها الأم تعريبا يليق باللفظة معنى أو لفظا، ودل على معناها عبر السياق القرآني، عن طريق المشاكلة أو المقابلة ونحو ذلك، فمثلا: "إسحاق" ليست مأخوذة من “السحق"، بل من "الضحك"، واستدل على ذلك باللغة الآرامية، ثم يتبع استدلاله ببيان ما يراه إعجازا في الأسلوب القرآني لبيان معنى الاسم، وذلك أنه قال: "فضحكت فبشرناها بإسحاق" أي: الضاحك -وهو يقابل الضحاك عندنا مثلا-، فكأنما سياق القرآن العذب يضع في أذنك هذا المعنى، أن: لما ضحكت بشرت بالضاحك.
طبعا للأستاذ رأيه، كما أنه لم يكن رأيا عبثيا، بل صدره بنظرية، هذه النظرية حاول تطبيقها على جميع الأعلام الأعجمية في القرآن، ولك أن تقبل بعض تطبيقاته أو تردها، لكنك لا تستطيع إلا الاعتراف بجهده.
هذا فيما يخص الأعلام، أما الألفاظ الأخرى مثل "قسطاس" فلا يقبل القول بعجمتها، مع بيان الخطأ الذي وقع فيه مدعي ذلك بربطها بالكلمة الأعجمية "justice"، وذلك أن أصل الجيم ياء في اليونانية مما يظهر البون بين الادعاء والمدعى عليه، ويسرد أدلته وقرائنه.
أما فيما يخص نظريته، والتي أظنها واسطة العقد، ومربط الفرس في هذه الدراسة، وخلاصة جهد الباحث، وموطن الابتكار في هذا البحث، فهي كالتالي، يقول:
"للقرآن في تفسير علمه الأعجمي طرائق شتى، وقع لي بفضل من الله ونعمة استظهار ست منها وهي:
التفسير بالتعريب (ومثاله " ميكال ") ـ التفسير بالترجمة (ومثاله "ذو الكفل ") ـ التفسير بالمرادف (ومثاله " موسى ") ـ التفسير بالمشاكلة (ومثاله "زكريا") ـ التفسير بالمقابلة (ومثاله "عاد") ـ التفسير بالسياق العام (ومثاله "لوط").
وقد تجتمع في تفسير علم واحد أكثر من أداة فيفسر مرة بالترادف ويفسر أخرى بالسياق العام، إلخ، بنفس المعنى أو بقريب منه.”
ثم يسرد لك بعدها الأسماء متبوعة بالتحليل والشرح والاستدلال.. كل هذا مع الانطلاق من أرضية صلبة في معرفته باللغات القديمة.

حينما أقرأ في كتاب علمي يتناول القرآن وعلومه من كاتب غير متخصص "شرعا"، أتحسس أدوات النقد عندي، وأرفع من مستوى الحماية في تلقي الكثير من الأفكار والآراء المشتبهة، والتي تحمل في داخلها أحيانا آراء مفخخة، لكنني هنا لم أعثر على الكثير، بل أسعدني نقاء عقيدة الكاتب، رغم عدم تخصصه في العلوم الشرعية ناهيك عن العقيدة! فالحمدلله الذي هدى العقول النيرة لتوحيده، وأوصل العقول السليمة إلى ما يتناسب مع الوحي والفطر.

"ولا أقطع من كلمة الحق ولا أبقى"
عبارة لم أتجاوزها في مقدمة الكتاب، وقد ترجمها صدق الكاتب عبر أوراقه، ستجد بين الصفحة والصفحة عبارات مثل:
"ثق أنني لا أبتغي بما أكتب وجه الجدل، ولا يستهويني النزال"
وهو مما يحمد للكاتب، ويشاد به في كتابه.
بل انظر لهذه اللفتة الهامة التي ذكرها أثناء دراسته:
"وأنا أيها القارىء العزيز ـ إن كنت لا تعرف عبرية التوراة أو يونانية الأناجيل بما في هذه وتلك من أعلام آرامية بل ومصرية أحيانا لا أريد لك أن يفوتك شيء من حلاوة بحث أريد أن أحبره لك تحبيراً (لاحظ أيضا أصالة عباراته المستقاة من السنة، وهذا ملمح يورث الراحة مع كاتب غير شرعي): أريد منك أن تشترط علي توثيق ما أحدثك به، فلا أكيل لك القول جزافا آمنا ألا تكشف زيفي، لأنك لا تعلم شيئا من أمر تلك اللغات التي ذكرت لك. ليس هذا من العلم في شيء، وإنما هو من التدليس، كمن قال لك إن " إبراهيم " تعنى " الأب الرحيم " لمجرد أنه أن "رحيم" العربية تقابل "رهيم" في الآرامية، ولا تملك أن ترد عليه، فهي كما قال لأنك لا تدرى ما الخطأ وما الصواب في لغة لا تفهمها، ولا علم لك بأن "رهيم" هذه لا وجود لها في الآرامية، ولا في العبرية كذلك، وأن "الرحمة" في هذه وتلك جميعا، بالحاء لا بالهاء، كالعربية تماما. كان على مثل هذا القائل أن يدلك علام استند في اشتقاق تلك اللفظة التي ابتدعها في الآرامية، أو على معجم آرامي وجد جذرها فيه، أو على موضع في التوراة (أو ترجمتها العربية) يفسر معنى "إبراهيم " بالأب الرحيم. مثل هذا القائل الذي لا يحترم عقلك، لا يصح أن توليه ثقتك، بل عليك أن تكون منه دائما على حذر في كل ما يقوله لك. بل ما أدراك أن "إسحاق" هي "يصحاق" أو أن " يصحاق " تعنى " الضحوك" ، أو أن " يونس" "يونا" وأن "يونا "يعني" حمامة" ، إلى آخر ما دبجته لك أنا فيما سبق وأمثاله مما سوف يلي؟ لا تقبله مني إلا إذا وثقته لك، ورجعت بك معي إلى مراجعي، فأنا لا أرضى لك متابعتي متابعة صماء فيما أحدثك به، فتسلم لي بكل ما أقول، تاركا العهدة علي فيما أقصه عليك. ولا أرضى لك أيضا أن تقفز على التفاصيل سريعا إلى نتيجة تشبع لديك فضولا ربما استثاره عنوان هذا الكتاب، أي إلى معرفة مجملة لمعنى العلم الأعجمي في القرآن غير مبال بالاشتقاق والتأصيل وكأن هذا أو ذاك لا يعنيك. إن فعلت، فسوف يفوتك الكثير، لأن هذه التفاصيل لا تخلو من أسرار هذا اللون من إعجاز القرآن الذي أريد أن أدلك عليه. ثق أنني لن أشق عليك بعون الله. عليك فقط بالتؤدة والأناة ، وأنا ضامن لك بإذن الله أن لا تمل".
الله الله الله!
يخاطبك بتهذيب، يمسك بيدك كمعلم مشفق، معلم واثق، معلم صادق، لا يضره أن يدلك على أدوات النقد كي تنتقد بها أسلوبه أولا وعرضه!
لا يرتضي لك أن تكون متلقيا ساذجا يروج عليك ما يروج على الجهال، ويدغدغ به عواطفهم، يضع بينك وبين كتابه عصا النقد، ومطرقة الحقيقة.

وفي حديثه عن عروبة القرآن يقول:
"أما أن القرآن عربي، فهذا عين الحق، ليس هذا فحسب، بل إن عربية القرآن شاهد على عربية العرب، لا العكس"
وهي من العبارات المعلقة إن صح قياسها على معلقات القصائد..
أما عن حديثه في وصف عذوبة السرد القرآني، فقد ترجم ما في نفسي في كل مرة أستعذب فيها القصص القرآني، وأنفعل بفعل الوصف التصويري مع كثير من أحداثه، يقول:
"هذا الجو العام، الذي توحيه الآيات، سمة يتفرد بها القصص القرآني من دون كل قصص: الحدث المروي في القرآن لا يسرد عليك كما يسرد الخبر ولكنه ـ على خلاف ما تجد في التوراة والإنجيل - يبعث لك من غياهب التاريخ حيا نابضا مشخصا، وإذا أنت في قلب الحدث، تسمع وترى، وقد طويت المسافات واستدار الزمن. تجد قريبا من هذا في قصة نوح مع قومه (الآيات ٢٥ ـ ٤٨ من سورة هود) حين يبلغ الحدث ذروته، فتحسب أنك من ركاب السفينة مع نوح وهي تجري بك في موج كالجبال، وربما اشتد بك "الحضور" فهممت بأن تمد يدك إلى قمة جبل حاذاها الماء، تريد أن تلتقط الابن العاق وهو يغرق، ولكن موجة عاتية تحول دونك فتسترجع ويسترجع نوح، فقد نهي عن ذلك قبلك، ولا يفرخ روعك إلا بانتهاء المشهد وقيله عز وجل: { تلك من أنباء الغيب تُوحيها إليك } (هود : ٤٩) فتثوب إليك نفسك".💙!

من لذائذ الدراسة أيضا، غوصك في اللغات الأولى، معرفة معاني الأعلام، اطلاعك على المتفق بين البشرية، على التشابه في العيشة والتسمية والقصص.. يأخذك ما بين فصل وفصل للتاريخ فتحلق في سمائه، ثم ما يلبث أن يعيدك إلى الواقع عبر أدوات نقده.

يقول في حديثه عن العربية:
“اللغة الأغزر ألفاظا أو الأقدر على نحت جذور الألفاظ، هي اللغة الأقدر على توليد المعاني، وأنها اللغة الأدق عبارة، الأوضح فكرة، الأطوع لتشقيق المعاني، الأقوى على التخيل والإبداع، الأملك لعنان الفكر، الأثبت في وجه الغزو اللغوي ـ الحضاري - ولأن الحروف ـ أي الأصوات ـ هي لبنات الألفاظ، تستطيع أن تقول إن اللغة الأقدر على نحت جذور الألفاظ، هي اللغة الأكثر احتواء لكافة الأصوات المفردة الممكنة، أي الأوفر أصواتاً وحروف نطق، وتستطيع أن تضيف إلى هذا أن اللغات الصرفية ذوات الأوزان، كما هو الحال في اللغات السامية، وأمها العربية، هي وحدها ـ دون اللغات الغروية ـ الأقدر على تمثيل الألفاظ الأعجمية وهضمها، لأنها، وبالذات اللغة العربية، لا تقبل اللفظ الأعجمي على صورته في لغته، وإنما تعربه فتجانس بين حروفه على مقتضی مخارج أصواتها، ثم تقولبه في قوالبها وتصبه في أوزانها، ثم تشتق منه، وتتصرف فيه، حتى يبدو اللفظ الأعجمي لغير المتخصص وكأنما ولد عربيا لأب عربي. واللغة العربية في هذا كله ـ دون سائر اللغات ـ فرس لا يدانى، لأنها الأكثر حروفا، الأغزر جذورا، الأوفر أوزانا، الأضبط نحوا وموازين صرف ولكنها أيضا ـ ولنفس الأسباب ـ اللغة الأقمن باشتباه الأعجمي فيها بالعربي، لأن اللفظ المنقول إليها ذابت عجمة معناه في عروبة صورته بعد تعريبه”
ذابت عجمة معناه في عروبة صورته بعد تعريبه. قلت: فتأمل❤️.
“على أن النقلة العرب في العصر الحديث، لا سيما في نصف هذا القرن الأخير لم يلتزموا قواعد التعريب التي تقتضيها أوزان اللغة العربية ومخارج أصواتها: عربوا "الخط" ولم يعربوا "اللفظ"، فأساءوا ولم يحسنوا. وقد مهد لهذا ـ رغم جهود محو الأمية ونشر التعليم في عصرنا ـ شيوع العامية وتراجع الفصحى على الألسنة، لا في لغة الحديث اليومي فحسب، بل وفي الخطابة وفي الإذاعة والتلفزة، حتى استجازتها الصحف فتسللت إلى أقلام أهل الفكر والفن والأدب، وحتى أصبح استیعاب قواعد النحو والصرف والإعراب وتعلمها وتعليمها، على بساطتها في العربية وانضباطها، مشكلة كبرى لجمهرة المثقفين أنفسهم، فما بالك بغيرهم”
وهذا لعمر الله مرض العصر الحاضر، وقد يكون مر بك من قبل في كتاب أو مقال، فالحديث عنه أصبح مشاعا، فلئن تمسكنا بالعربية ظاهرا، فإننا قد خناها باطنا، لا من حيث استيراد الأساليب الأعجمية فحسب، بل وبالتخلي عن التعريب إلى الترجمة الحرفية، فتجد أحدنا يفضل “شوكليت” على “شوكولاته” ظنا منه بأنه هكذا أحسن النقل، ولم يعِ أن العربية تلبس الألفاظ رداء خاصا بها، حتى لا تقع اللفظة الأعجمية غريبة مستنكرة وسط الكلام العربي.

في تفسير الأعلام فسر ما يربو على الستين علما، يسلك بك طريقا طويلا، لا تصل فيه للمعنى من أول محطة، وقد تمر بلغة أو لغتين قبل أن تصل إلى أصله.. ويترتب على هذا أمران:
الأول: علو كعب الكاتب وسعة اطلاعه، وهو أمر جيد في حقه، لكنه سيء في حقك لكسلك، فلا تستطيع أن تنتقد عمله وتدعي تكلفه ولست تملك معرفة باللغات التي يدرسها، مما يجعلك مكتف الأيدي أمام رأيه، لا تملك مناقضته ولا مناصرته، بل تميل للأخرى لقوة حجته، لكنك في حاجة لقراءة نقدية قد تلفت نظرك لما قد يغيب عنك.
الثاني: يصعب عليك الوصول للحقيقة لبعد زمنها، وغياب أهلها، فلئن صدق الباحث في دراسته وأجاد، فإن الساحة تحتاج لتكثير الآراء، والحقيقة تتضح بكثرة الرد والنقاش.

•مقدمة الطناحي (تقريضا وتقريظا) هامة، ويرجع إليها في النقد.
ومما ذكر وأتفق معه عليه:
أن الكاتب اعتمد على تفسير القرطبي وادعى أنه أوسع التفاسير، وفي ظني أنه مخطئ في كليهما، فلو توسع ونوع المراجع لكان أحسن، ولاستفاد من عقول بدل عقل واحد. كما أن تفسير القرطبي ليس أوسع تفسير وإن كان من أوسعها.

في عنونته لبحثه بالإعجاز وانطلاقه من ذلك في نفسي شيء، فلست من محبي لفظة الإعجاز وإلصاقها بكل ما يمر بك في القرآن، كما أنني أفضل التزام هدي المصحف في تعبيره عن نفسه، وأفضل تعظيمه بما عظمه أهله به إبان تنزله، ولا يقلل ما ذكرت مما أورده الكاتب، أو يعارضه، بل هو من الخواطر التي تعتريني والآراء التي أميل إليها لا أكثر.

ملاحظات سريعة مقيدة برقم الصفحة:
ص٤٧ ذكر أن "العربية هيئت لتلقي هذا القرآن…" ونحو ذلك مما يكثر ترديده في كون العربية بلغت الذروة وقت نزول القرآن، ولا أرده لكني لا أستطيع الجزم به كذلك، وهذا الكلام مما يصلح لأن يستأنس به المؤمن، لكنه ليس مما يلوح به أمام الكافر والمعارض، ما لم يجاوز كونه ادعاء إلى الإثبات من أهل اللغة وأصحاب البيان.
ص٦٢ أشار لفكرة غفل عنها المعربون، تتيح اختراع الألفاظ لمستحدثات الحضارة من الجذور الغير مستعملة مثل "برض" و"بضر".
وهذه الإشارة يجب أن لا تموت بين أوراق الكتاب، بل أدعو أئمة اللغة لتلقيها وتدارسها وتباحثها، فقد ينشأ عنها تطبيق عملي مستند لقاعدة صحيحة.
ص٨٩ ملاحظة هامة فيما يخص تعريب الأعلام أذكرها نقلا عنه: يحق لك تعريب اللفظ، أي: تهذيبه على مقتضى مخارج أصوات اللغة وأوزانها. فتقول "جرجس" بدل "جيورجيوس". ولا يجوز لك أن تترجمها، فتقول: الفلاح أو الحارث.

أخيرا: قاعدة استصحبها معك في كل شبهة مستحدثة تتهم لغة القرآن وفصاحته:
ما لم يتهم به عرب قريش الأقحاح القرآن، أولئك الذين لو وجدوا مغمزا لما عفوا أو أقصروا، فهو مردود مردود مردود. وليتّهم صاحب الشبهة نفسه أولا وأخيرا.

*هام جدا: كتب هذا الكتاب وقد أربى كاتبه على الستين من عمره، ولا يعرف له مؤلف غيره، فكتابه كما يقال "بيضة الديك". لن أعظك، ولن أستطرد في صف الاستفهامات والتعجبات، ونثر العبارات الحاثات المؤنبات، ففي ظني أن الرسالة واضحة، والعمل خير برهان على وضوحها وجلائها، والله المستعان.
بارك الله في أعمالنا، وختم بالصالحات أعمارنا.
Profile Image for Amani.
67 reviews82 followers
August 7, 2017
من أروع وأجمل وأصدق ما قرأت!!!

ليس كتاباً بل موسوعة، استغرَقَت قراءتُه ستة أشهر عكفت خلالها على دراسته وتمحيصه، فالقراءة العادية لمثل هذا الكتاب لا تكفي، بل لابد من أن تتفرغ له كي تحظى حقاً بفوائده وتستوعب معانيه وفرائده.

كنت أؤمن بإعجاز الكلمة في القرآن، أصبحت أؤمن بإعجاز الحرف بل والنقط والضبط. كنت أحب اللغة العربية، أصبحت أعشقها.

لشد ما أعجبني من الكاتب التزامه بمنهجية البحث العلمي التي لم يحد عنها في كامل البحث. فلكل علم أعجمي، يبدأ الكاتب بلمحة مختصرة عن الاسم في القرآن ويذكر مقابله في التوراة أو الإنجيل، ثم ينتقل بسلاسة ومنطقية من سرد أباطيل المستشرقين والرد العلمي عليها إلى استقصاء معنى الاسم في لغته الأصلية، ليصل في النهاية إلى وجه الإعجاز القرآني في تفسيره على أحد الأوجه العلمية المؤصلة في البحث، كل هذا بسهولة وتتابع منطقي واضح يسهل على القارئ غير المختص كما يروق للقارئ المختص. ولا يعرض الكاتب الحقائق العلمية وأوجه الإعجاز بشكل علمي جاف، بل يقدمها في قالب روحاني مهذب، حرص فيه على مخاطبة عقل وقلب القارئ معاً بأسلوب أدبي منمق يرقى بفكر القارئ ولغته سوياً، ليتركك بعد أن تفرغ من قراءة البحث وقد تزودت بحصيلة لغوية وتاريخية ودينية ستترك بصمتها في رؤيتك وتفكيرك ما حييت.

أود أن أسجل إعجابي بالموضوعية التى التزمها الكاتب في نقده للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، والذي نال منه سفر التكوين النصيب الأوفر. فقد حرص على تحرى الدقة وتقديم الحقائق مجردة والالتزام بالحيادية قدر المستطاع تفعيلاً لدور البحث العلمي في استجلاء الحقيقة والاستعلاء بالحق. كما أشكر الكاتب أيضاً على حرصه على التيسير على القارئ وإيراده المصطلحات والمفردات العبرية والآرامية وغيرها من اللغات الأعجمية بالأبجدية العربية، تيسيراً على القارئ غير المختص وللتركيز على مغزى الكتاب وهو تفسير العلم الأعجمي في القرآن وليس دراسة هذه اللغات.

أرشحه بقوة لكل قارئ مسلم وغير مسلم، فهو حقاً تحفة علمية وأدبية لكل حريص على العلم محب للثقافة باحث عن الحق. يستحق الخمس نجوم عن جدارة، لا لكمال فيه - فكمال الكتب لكتاب الله وحده - وإنما لصدق النية وإخلاص الجهد وتحرى الدقة التي تلمسها في كل سطر بل وكل كلمة. يظهر هذا الجهد جلياً في بحثه عن المعنى الحقيقي للاسم آزر وكشف شخصية هامان وتفسير معنى اسمه، كذلك تفسيره لكلمة الإنجيل واسم عيسى وغيرها الكثير.

جزى الله الكاتب عن الإسلام والمسلمين خيراً وأثابه بإصابته وتجاوز عن خطئه. ورحم الله والدى وجعله في ميزان حسناته، فهو من اقتنى هذا الكتاب وأرشدنى إلي قراءته.
Profile Image for Arak.
706 reviews90 followers
January 22, 2023
هذا الكتاب موسوعة علميّة ولغويّة وأدبيّة، يخوض فيها كاتبه (محمود رؤوف أبو سعدة) غمارًا جديدة فريدة لم يخضها أحد قبله.
لا يقصد المؤلف إبراز إعجاز الاسم الأعجمي في القرآن في أبهى حلة وأروع صورة وأجمل ثوب؛ بل جعل من كتابه تحفة تبدى حسنها في جودة الأسلوب وعذوبة اللغة وقوة البيان ومنهجية البحث وموضوعية التفسير وغزارة المعارف والأفكار والعلوم.
والكتاب عجيب في بابه نفيس في مجاله جدير بالقراءة والمدارسة واقتناص الفوائد ومطالعة الرؤى والنتائج، يغرف لك المؤلف المتمكن من معين القرآن العذب المُعجز ويدعوك للتدبر في كلماته وحروفه والتأمل في معانيه وصوره وتذوق حلاوة إعجازه.
ويكفيك ما نصحك به محمود محمد الطناحي -الكاتب الفذّ- في مقدمته البديعة:
«أوصيك أيها القارئ العزيز بتأمل هذا الكتاب ومدارسته، فخل له سَرْبَك، وشد عليه يد الضنانة، ثم أغر به من حولك».

وإن استزدت فيكفيك ما ختم به المؤلف كتابه: «ما ذقت نعيمًا في هذه الدنيا كالذي عشته وأنا أكتب».

Profile Image for Majid Abdulghani.
16 reviews29 followers
January 7, 2017
كتاب فريد بحق
يتناول مبحثا جديدا في علوم القرآن من كاتب جهبذ متضلع من علوم اللغات
يضع نظرية مفادها أن الأعلام الأعجمية فسرها القرآن بست طرق : وهي التعريب والترجمة والترادف والمشاكلة والمقابلة
والسياق العام.
ويكفي هذا الكتاب فخرا أن أثنى عليه أساطين علوم القرآن المعاصرين كالدكتور عبدالرحمن الشهري والدكتور مساعد الطيار
يستحق القراءة والتأمل
وقد صورت سلسلة في اليوتيوب أستعرض فيها محتوى الكتاب
http://www.youtube.com/playlist?list=...
Profile Image for Majd.
149 reviews6 followers
January 28, 2015
يستعرض الكاتب الأسماء الأعجمية (أو التي يقال بأعجميتها) المختلفة في القرآن (مثل أسماء بعض الرسل والأنبياء كآدم ونوح وإبراهيم وغيرهم، وأسماء الملائكة كجبريل وميكائيل، وحتى اسم إبليس) ويفسر معانيها مظهرا إعجاز القرآن في دقة ترجمة أو تعريب الأسامي، مشكلا بذلك ردا مفحما على المستشرقين الذين ظنوا الأسماء الأعجمية "خطأ" في القرآن، لأنها "تخالف" عربيته وهو {بلسان عربي مبين} الشعراء ١٩٥.

على سبيل المثال يتحدث الكاتب عن وجه من وجوه تفسير القرآن للأعلام الأعجمية فيه، اسمه التفسير بالمرادف، وهو "الاتيان بالعلَم الأعجمي على التجاور مع مرادف له في العربية يفيد معناه في اللغة المسمّى بها". ومثال عليه تفسير اسم إسحاق عليه السلام.

كلمة إسحاق هي تعريب لـ يصحاق العبرية (والتي هي مضارع صحق التي تقابلها ضحك بالعربية) يراد بها اسم الفاعل فيكون معناها ضحاك أو ضحوك.

ويظهر إعجاز القرآن عندما تتأمل آية {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب} سورة هود ٧١

كأن الملائكة تقول "ضحكت يا أم ضحاك!"

وهذا مثال واحد فقط من أمثلة كثيرة أبهرتني.
وليس موضوع الكتاب وحده ما أعجبني، بل أسلوب الكاتب راقٍ جدا ويشعرك أنه يحدثك شخصيا، كما أن استطراداته رائعة ومشوقة تجعلني أتمنى لو يكتب كتابا كاملا عن كل استطراد على حدة.

من نقاط قوة الكتاب أيضا أن الكاتب حريص أن تكون كل كلمة يقولها موثقة بمصادر، فلا يأتي بشيء من عنده ويتوقع من القارئ أن يصدقه ويسلم به كما هو حال كثير من الكتّاب.

السبب الوحيد في استغراقي وقتا طويلا في إنهاء الكتاب كان الجانب اللغوي الدقيق، حين يفصّل الكاتب في قواعد اللغات المختلفة التي تُشتَق منها الأسماء الأعجمية، وبينما هذا محمود، لأنه من التوثيق كما ذكرت قبل قليل، لكن القراءة عن لغات لا أفهمها ممل نوعا ما.
Profile Image for Abdul Ahad.
23 reviews1 follower
April 12, 2025
I read the English version of this book—my Arabic’s still a work in progress (I’m trying hard!). So I guess that makes me the first English reviewer here. It all started when I watched a short YT video about how the Qur’an uses proper names so precisely—it really blew my mind. That got me digging deeper into the topic, and eventually someone on Reddit recommended this gem.

Thankfully, I found it online and dove right in. It wasn’t an easy read—definitely dense—but incredibly captivating. It took me about 5–6 months to get through it. Even now, I know I’ll need to revisit it in Arabic once my skills improve, just to truly take it all in.

𝘽𝙤𝙤𝙠 𝙍𝙚𝙫𝙞𝙚𝙬: 𝙏𝙝𝙚 𝙊𝙣𝙤𝙢𝙖𝙨𝙩𝙞𝙘 𝙈𝙞𝙧𝙖𝙘𝙡𝙚 𝙤𝙛 𝙩𝙝𝙚 𝙌𝙪𝙧𝙖𝙣 𝙗𝙮 𝙈𝙖𝙝𝙢𝙤𝙪𝙙 𝙍𝙖𝙤𝙪𝙛 𝘼𝙗𝙪 𝙎𝙖’𝙙𝙖

Mahmoud Raouf Abu Sa’da’s The Onomastic Miracle of the Quran (originally من إعجاز القرآن الكريم في أعجمي القرآن) offers a fresh and deeply thoughtful take on the Quran’s inimitability—one that most readers probably haven’t encountered before. At its heart, this work explores a lesser-known but fascinating linguistic phenomenon: how the Quran handles non-Arabic proper names—names of prophets, angels, places, and peoples that come from Hebrew, Aramaic, Greek, and even extinct languages like Old Egyptian.

In this English abridgment of his original Arabic text, Abu Sa’da dives deep into the meanings behind 61 such names, showing how the Quran not only uses them correctly, but often interprets them with a precision that, he argues, defies human capability—especially in the context of 7th-century Arabia. For him, this is no coincidence, but an “onomastic miracle”: clear, enduring evidence of divine authorship.

𝑨𝒊𝒎𝒔 𝒂𝒏𝒅 𝑨𝒑𝒑𝒓𝒐𝒂𝒄𝒉
Abu Sa’da’s main thesis is straightforward yet ambitious: that the Quran miraculously preserves and conveys the original meanings of these foreign names, even though they would’ve been out of reach for the average person in the Prophet Muhammad’s time and place. He identifies six ways the Quran achieves this—through Arabization, direct translation, synonymy, resemblance, contrast, and contextual explanation.

Take the name Ishāq (Isaac), for instance. It comes from the Hebrew Yitzḥaq, meaning “he laughs.” The Quran connects it to the scene where Sarah, Abraham’s wife, laughs upon hearing she will bear a child (Surah Hud 11:71). Or Zakariyyā (Zechariah), from Zekharya, meaning “God remembers”—matched beautifully in the Quran by the verse “A mention of the mercy of your Lord to His servant Zakariyya” (Maryam 19:2).

The English edition has been thoughtfully adapted for a broader readership. It trims more Arab-centric discussions, includes a pronunciation guide, and refines the Quranic translations for non-Arabic speakers. Abu Sa’da even addresses skeptical readers in a brief but powerful opening section, framing his argument in rational, open terms. Remarkably, he completed much of this work while battling health challenges—something that adds a quiet depth to his achievement.

𝑯𝒊𝒈𝒉𝒍𝒊𝒈𝒉𝒕𝒔 𝒂𝒏𝒅 𝑪𝒐𝒏𝒕𝒓𝒊𝒃𝒖𝒕𝒊𝒐𝒏𝒔

𝘈 𝘕𝘦𝘸 𝘓𝘦𝘯𝘴 𝘰𝘯 𝘵𝘩𝘦 𝘘𝘶𝘳𝘢𝘯’𝘴 𝘓𝘪𝘯𝘨𝘶𝘪𝘴𝘵𝘪𝘤 𝘔𝘪𝘳𝘢𝘤𝘭𝘦
Abu Sa’da sees the Quran’s treatment of foreign names not just as accurate, but as impossible to explain without divine intervention. For example, he traces Fir‘awn (Pharaoh) to the Old Egyptian Per’a, meaning “Great House”—a meaning lost to history until hieroglyphs were decoded in the 19th century. Likewise, Mūsā (Moses) comes from Möse, meaning “child” in Egyptian. How could such knowledge exist in 7th-century Arabia? Abu Sa’da argues it couldn’t—at least not without divine insight.

𝘊𝘩𝘢𝘭𝘭𝘦𝘯𝘨𝘪𝘯𝘨 𝘊𝘰𝘯𝘷𝘦𝘯𝘵𝘪𝘰𝘯𝘢𝘭 𝘙𝘦𝘢𝘥𝘪𝘯𝘨𝘴
The book also offers a unique alternative to mainstream Judeo-Christian etymologies. For example, instead of defining Ibrāhīm (Abraham) as “father of many nations,” Abu Sa’da reads it as “leader of mankind,” based on how the Quran describes him. His approach prioritizes Quranic context over traditional biblical interpretations. He even includes an “Imitated Pronunciation” system to help readers unfamiliar with ancient Semitic languages.

𝘙𝘦𝘴𝘱𝘰𝘯𝘥𝘪𝘯𝘨 𝘵𝘰 𝘊𝘳𝘪𝘵𝘪𝘤𝘴
What about the objection that the Quran is revealed in “clear Arabic”—so why does it contain foreign words at all? Abu Sa’da takes this on directly. He argues that the process of Arabization—adapting foreign words into Arabic—preserves their meanings while aligning with the linguistic style of the Quran. Examples like Mikā’īl (Michael) and Nūḥ (Noah) are explained not as contradictions, but as part of Arabic’s expansive and adaptive nature.

𝘙𝘪𝘤𝘩 𝘐𝘯𝘵𝘦𝘳𝘥𝘪𝘴𝘤𝘪𝘱𝘭𝘪𝘯𝘢𝘳𝘺 𝘞𝘰𝘳𝘬
This isn’t just a linguistic study—it’s a theological and historical one too. Abu Sa’da draws from ancient texts, archaeology, and Quranic tafsir (exegesis), creating a layered, interdisciplinary work. His exploration of ancient naming practices and their Quranic equivalents bridges gaps between languages, cultures, and centuries.

𝑭𝒊𝒏𝒂𝒍 𝑻𝒉𝒐𝒖𝒈𝒉𝒕𝒔
The Onomastic Miracle of the Quran opens up an entirely new way of appreciating the Quran’s depth—one that’s rarely discussed, even among seasoned scholars. Mahmoud Raouf Abu Sa’da has managed to blend scholarly rigor with spiritual insight in a way that’s both intellectually compelling and emotionally moving.

His argument—that the Quran’s precise use of ancient, foreign names is itself miraculous—might challenge some modern academic assumptions, but it also invites a deeper reflection on the text’s richness. Whether or not readers accept every claim, the book is undeniably original, deeply researched, and accessible to a wide audience.

For anyone interested in Quranic studies, comparative theology, or the fascinating crossroads of language and revelation, this book is well worth the read. It’s a reminder that the Quran’s wonders are not just in what it says—but in how it says it.

Profile Image for محمد ....
281 reviews83 followers
Want to read
January 12, 2013
لم أقرأ الكتاب بعد لكن مما أريد أن أسجله هنا أن الدكتور/محمود الطناحي يثني على هذا الكتاب جداً في مقالاته
1 review
January 29, 2022
أول مره فى حياتى اقراء كتاب من اوله لاخره وعجبنى جدا و فهمت حاجات كتير مكنتش فاهمها ولا عارفها
Displaying 1 - 13 of 13 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.